رواية دعني احطم غرورك الفصل الرابع عشر14بقلم منال سالم
في منزل حسين الدمنهوري ،،،،
كان الضيق والغضب هما أقل وصف يمكن أن توصف به حالة حسين الدمنهوري ، ظل يدور في غرفة الاستقبال ذهاباً وإياباً وعلى وجهه علامات الحنق
-حسين بنبرة حانقة : شوفتي اللي بناتك عملوه يا سهير
-سهير بغضب: اه شوفت يا حاج ، ينفع كده ؟؟ ده اللي ربيناكو عليه ؟؟؟؟؟؟؟
-دينا بصوت خافت : دادي والله ما علمنا حاجة
-جانا بنبرة حادة : يا انكل ، عز هو السبب
-حسين بصوت عالي ومتهكماً : يا سلااااااااااااااام ؟ ده الراجل جايبك من جوه ، لأ والمصيبة انتي اللي ولعتي الدنيا هناك ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اوري وشي للناس ازاي بعد كده
حاولت دينا أن تخفف حدة الأجواء المحتقنة قليلاً و...
-دينا: دادي الموضوع مش مستاهل
-حسين: وهو انتو يهمكوا حاجة ، ما انا اللي وشي في وش الناس
-جانا محاولة التبرير : يا انكل بس اسمعنا
جلس حسين على الآريكة القريبة وهو يحاول أن يجد حلاً لما حدث ، فقد كان يخشى أن يسوء الوضع كثيراً ، وتتعقد الأمور أكثر من هذا و...
-حسين: مش بعيد بعد اللي عملتيه في عز يطلب ينهي موضوع الخطوبة قبل ما يبدأ، لله الأمر من قبل ومن بعد
-جانا بصوت خافت : يكون أحسسسن برضوه!
-سهير: اهدى يا حاج حسين بس ، متعملش في نفسك كده
-حسين بعصبية : أهدى ؟؟ أهدى ازاي بس يا سهير؟؟ انتي مشوفتيش حاجة !!!!!
-جانا في نفسها: الهي يحرقك يا عز
-دينا: والله يا دادي ، البارتي كانت عادية ومافيش فيها حاجة
-حسين: أه كانت عادية بس البركة في جانا ، حاطت التاتش بتاعتها
-جانا: والله ما أنا اللي بدأت
-حسين: أنا هكلم يوسف ، اعتذرله ع اللي عملتيه مع ابنه ، بس اقسم بالله لوهما لسه مصممين ع الخطوبة لهتم
نزلت عبارة المهندس حسين على مسامع جانا كدلو ماء مثلج قد سقط تواً على رأسها ، فنظرت إلى عمها بأعين مصدومة غير مستوعبة لما قال و...
-جانا بصدمة : what ؟
-حسين بنبرة جادة واكثر صرامة : اللي سمعتيه يا جانا ، هبلغهم انك موافقة ، وده اخر كلام عندي
-جانا بحدة : هو غصب يعني؟
تجاهل حسين جانا ، ولم يعبىء بكلامها ، ثم توجه برأسه ناحيته ابنته دينا وبدأ في توبيخها هي الأخرى و...
-حسين متجاهلاً جانا: وبعدين يا ست دينا مين الأخ اللي كنتي جاية معاه ده
-دينا: مش عارفاه ، هو ساعدني بس اطلع بره البارتي.
-حسين بحدة وهو يشير بيده محذراً : أخرررررر مرة تطلعوا فيها مكان تاني لوحدكم ، بعد اللي حصل دهمافيش اي حفلات او خروجات تاني لوحدكم ..!!!
...................................
في شركة عز الدين ،،،
سرد عز الدين ما فعله مع جانا لصديقه ياسين ، لم يتمالك نفسه من الضحك وهو يتذكر هيئتها وملامحها وهو يدعي كذباً عليها و...
-عز بضحكة: ههههههههههههههههههههه
-ياسين: يابني ارحم نفسك ، هتموت من كتر الضحك
-عز محاولاً السيطرة على نفسه : مش قادر يا سينو ، هههههههههههههههههههه ، كان نفسي تشوف شكل وشها ،يفطس م الضحك
-ياسين: ده انت طلعت مصيبة
-عز بنظرات متوعدة : ولسه !!
-ياسين: ناوي على ايه تاني ؟ ما كفاية كده !!
-عز وهو يمسك هاتفه المحمول: استنى هتشوف
أمسك عز الدين بهاتفه المحمول ، ثم ضغط عدداً من الأزرار وطلب رقم هاتف المهندس حسين.. حاول عز الدين أن يتحدث بنبرة ودودة هادئة و...
-عز هاتفياً : الووو، السلام عليكم يا عمي، ازي حضرتك؟
-حسين هاتفياً : وعليكم السلام يا عز يابني ، انا بخير الحمدلله
-عز بصوت هاديء : يااااااااااااا رب دايماً يا عمي ، انا بتصل اطمن ع البنات ، أرجو ان حضرتك متكونش عاقبتهم ؟؟ الموضوع مش مستاهل يا عمي !!
لم يتمالك ياسين نفسه وهو يجد عز الدين متمادياً فيما يقول ، فانهار من الضحك و...
-ياسين وهو يضحك : ههههههههههههههههه يخربيتك ، ده انت بلوى مسيحة
أشار عز الدين لياسين بأن يصمت قليلاً ، وألا يضحك عالياً حتى يكمل مكالمته الهاتفية مع حسين الدمنهوري
-حسين هاتفياً : والله عشان خاطرك انت بس يا بني ، انا كلمتهم جامد، وحرمتهم من الحاجات اللي بيحبوها
-عز مدعياً حزنه : ليه بس كده يا عمي ، دول بنات صغيرين
-حسين : والله انت اخلاقك عالية يا بني ، مشوفتش زيك
-عز: الله يخليك يا عمي ، حضرتك تؤمرني بشيء تاني
-حسين بتردد : آآآآ .... لأ شكرا يا بني .. بس ... آآآآ
-عز بنبرة جادة : خير يا عمي في ايه ؟ شكلك عاوز تسألني في حاجة ومتردد ؟
كان حسين متردداً في سؤال عز الدين عن الخطبة ، فهو كان يخشى أن تكون الأمور قد تعقدت بالفعل ، ولكن لا مفر من السؤال و...
-حسين بصوت حزين : بص يا بني من غير لف ولا دوران ، لو متصل عشان تنهي موضوع الخطوبة ، حقك مش هلومك
-عز: ليه بتقول كده يا عمي ؟؟؟
-حسين : يعني بعد اللي حصل امبارح من جانا .. فأنا مقـ...............
-عز مقاطعاً : لأ أبداااااااااااا يا عمي ، بالعكس أنا مصمم على ارتباطي بالآنسة جانا
-حسين بصوت هاديء حزين : يا بني لو محرج تقولي انك عاوز تنهيها ، قول متكسفش ، والله ماهضايق ، حقك
-عز مصراً : لأ يا عمي ، انا متلهف أعرف رأي الأنسة جانا ،وعندي أمل في ربنا انها توافق
عادت البسمة مرة اخرى إلى وجه حسين الدمنهوري بعد عبارة عز الدين الأخيرة و...
-حسين والبسمة تعود لوجهه : طمنتني يا بني ، الحمدلله ، وع العموم انا حابب أبشرك بموافقتها
-عز غير مصدقاً : بجد يا عمي بجد ؟؟ هي قالتلك كده ؟؟
-حسين: من غير ما تقول ، انا مش هطمن عليها غير معاك يا بني
-عز : الله يخليك يا عمي ، انا بجد مش عارف أقول ايه ؟؟؟
-حسين : متققولش حاجة ، احنا هنتقابل ان شاء الله نتفق على التفاصيل ،ونحدد المعاد المناسب ..
-عز: بأمر الله يا عمي ، وأتمنى انها تكون أعدة رجــالة بس ، يعني عشان يكون الاتفاق واضح
-حسين: أه طبعاااا طبعاااااا
ثم انهى عز الدين مكالمته مع حسين الدمنهوري ..
وضع عز الدين هاتفه المحمول على سطح مكتبه ، وظل ينظر غلى نقطة ما مردداً في رأسه كلام حسين الدمنهوري ، ولكن قطع تفكيره حديث صديقه و...
-ياسين: ده انت شيطان يا بني
انتبه عز الدين لكلام ياسين ، فتحدث بكل ثقة من جديد و...
-عز: وهي لسه شافت حاجة
-ياسين: بس ايه سبب تصميمك ع انك تخطبها
-عز: عشان ميبقالهاش حجة بقى ، لأ وانا كمان ناويلها على آآآآآ ...............!!
............................
في النادي ،،،
كادت دينا أن تحترق غيظاً من تلك الفتاة التي كانت بصحبة عز الدين ، فحاولت أن تعرف عنها أي شيء ، لذا أرسلت صديقها حازم لكي يستقصي معلومات عنها و...
-دارين بلهفة : ها عرفتلي مين اللي كانت مع عز دي ؟؟؟
-حازم : اه ، اسمها جانا
تذكرت دارين ذاك الاسم الذي حفر في ذاكرتها حينما لفظه عز من قبل ، وبدأت في ....
-دارين بغيظ: What ؟بقى هي دي جانا اللي غلطت ونادتني باسمها يا عز
-حازم متسائلاً : وانتي لما عرفتي اسمها هتستفادي ايه
استغلت دارين انصياع حازم لأومرها وتلبيته لما ترغب أولاً بأول فانحنت عليه قليلاً بجسدها ، وأمسكت بخصلة من شعرها وعبثت بها بأصابعها ، و...
-دارين بصوت ناعم مليء بالدلال : بص يا حزوووما ، انا عاوزة منك favor ،عاوزاك تعرفلي كل حاجة عن اللي اسمها جانا دي في اسرع وقت
-حازم وهو ينظر إليها نظرات بها رغبة وشوق : والمقابل؟
-دارين وقد اعتدلت في جلستها : اللي انت عاوزه ؟
-حازم بخبث: عاوزك انتي دودي
-دارين بنبرة جادة : حااااازم ، الزم حدودك ، you're just a friend ، واظن دهواضح
-حازم بعشم: بس انتي بالنسبالي أكتر من مجرد صديقة
-دارين محذرة : يووووه ، حازم ، مش معنى اني بطلب منك شيء يخص عز يبقى تأفور معايا !!!
وجد حازم أن الفرصة غير سانحة للاستمرار مع دارين في جذبها إليه ، وإلقاء شباكه نحوها ، لذا تراجع على الفور و...
-حازم بضيق: خلاص يا دودي ، نتكلم في المقابل بعدين
-دارين: ايوه كده !! المهم يكون عندي كل الـ info عنها في اقرب وقت
-حازم بثقة : اعتبريه حصل يا بيبي
.............................
في منزل حسين الدمنهوري ،،،،،
تجمع رجــــال العائلتين في لقاء صغير واتفقوا فيه على تفاصيل الخطبة ، تهللت أساريرهم جميعاً حينما وجدوا أن كل شيء ميسر ، ثم عاد حسين إلى المنزل ليبلغ زوجته بما حدث وهو في قمة سعادته أن الأمور سارت على ما يرام و... ،،،،
-حسين بنبرة ارتياح : الحمدلله يا سهير ، الولد متمسك بالبنت أوي رغم اللي عملته معاه!! ياااااه لو تشوفي اصراره عليها..
-سهير: الحمدلله ، ربنا كررررريم
خلع حسين الدمنهوري حذائه ، ثم اقتربت منه زوجته سهير وانحنت قليلاً لتأخذه وتضعه في مكانه .. بينما اكمل حسين كلامه وهو يرتدي ملابسه
-حسين : فاضل بس نحدد احنا معاد للخطوبة ونبلغهم بيه ، وقبلها ينزلوا يجيبوا الشبكة
-سهير وهي تنظر إليه : وماله يا حاج ، انا هشوف مع جانا المعاد اللي يناسبها وان شاء الله خير ، لوووووووولي ، عقبال دينا ياااااا رب
-حسين بفرحة : ههههههههههه ، يااااااه يا سهير ، متتخيليش انا ارتحت اد ايه الوقتي ، اللهم لك الحمد والشكر .. ربنا يتممهالها على خير
-سهير : يااااااااااااااااا رب أمين ...
