رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثالث3بقلم صفاء حسني


رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثالث3بقلم صفاء حسني

انت مش بتشبع نسوان وفلوس.

ضحك جاسر وقال:
– يعني بذمتك، حد يقدر يشبع منهم؟ المهم عشان ما ابوظش ليك  المعرض، أنا هأتفرج عليها وأشوف نظامها، وانتي بعد ما يخلص، اعزميهم في المطعم بتاعي، وأنا هاتصرف.
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 
الفصل 3
ضحكت نهال بسخرية وقالت:
– براحتك… مدير الفرع في إسكندرية، محمد، مقدرش عليها… وهي الحماية للبنات هناك، وقليل اللي يقدر يوقعهم بسببها. لو فكرت تلعب، هتكون نهايتك. النوع ده يطلق عليه "أحسن من الشرف"، مفيش بصوت الدقين.

ضحك جاسر وقال
 مدام بصوت الدقين:
– يبقي فرجت!

وضحكوا شوية، والجو في المعرض كان كله حركة وحماس.

بدأت البنات يرصوا الملابس ويقفوا في أماكنهم مع شوية بنات تانين، لكن زينب شدت الأنظار بخفة دمها وروحها الحلوة، وأسلوبها الجذاب.

وقفت زينب قدام الرفوف، شايلة ابتسامة وعيونها مركزة، وأول زبونة قربت:
– مساء الخير… أنا عايزة أشوف البضاعة الجديدة.

زينب ابتسمت وقالت:
– أهلاً بيكي… تعالى أوريك  حاجة تناسبك. دي القطع دي جديدة جدًا ومميزة.

الزبونة ابتدت تمسك  وتتفحص، وزينب شرحت لها كل حاجة بحيوية وود:
– القطعة دي معمول لها شغل يدوي كويس، وكمان خامتها ممتازة… هتحسي بيها مختلف لما تلبسيها.

جا زبون تاني، شاف الحركة وحاول يقرب:
– هي الأسعار إزاي؟

زينب ردت بثقة:
– الأسعار مناسبة جدًا، وده السعر النهائي… ومش هتلاقي أحسن من كده في المعرض.

ابتدت الناس تتجمع حواليها، تعجبها طريقة الكلام والدلال والخفة اللي فيها، وكل واحدة بتسأل سؤال، زينب تجاوب بابتسامة وتهتم بكل تفاصيلها.

نوجة وفلة كانوا واقفين جنبها، يساعدوها أحيانًا، لكن كله مركز على زينب، لأنها جذبت الكل بطبيعتها، والزبائن كانوا يخرجوا راضيين ومبسوطين من تعاملها.
زينب قالت لهم:
– خلي بالكم، التنظيم ده أهم حاجة… كل قطعة لازم تكون في مكانها، والزبائن لازم يحسوا إنهم في مكان مرتب.
نوجة وفلة كانوا جنبها، كل واحدة فيهم بتنظم رف أو ترتب  البضاعة، وكلها حماس وطاقة

مدام نهال وقفت بعيد شوية، ابتسمت وقالت لنفسها:
– دي فعلاً شاطرة… ده اللي أنا كنت محتاجاه…

ناس كتير من أصحاب المحلات والزبائن ابتدوا يقربوا منها، ويعجبوا بأسلوبها في التعامل، وكل اللي معاها بدأ يتابع حركتها بعناية.

قربت منها مدام نهال وقالت:
– أنا سمعت عنك كتير… لكن متصورتش إنك بالشطارة دي. أنا عاوزة أبعَتلك البضاعة تاني، وكل مرة عاوزك مع البضاعة… ولو تقدري تيجي تعيشي في القاهرة، تاخدي راتب حلو… فكرِي فيها كويس.

رجعوا زينب والبنات من المعرض، والكل كان تعب شوية لكن راضي عن اليوم. دخلوا جوه المكان اللي هيشتغلوا فيه، وابتدت زينب تنظم كل حاجة مع نوجة وفلة.

جلست زينب مع نهال  وقالت له بابتسامة:
– بصراحة، اليوم كان ممتاز… البضاعة اتباعت والناس كانت مبسوطة.

ابتسمت  نهال وقالت :
– مبسوطة  إني اتعرفت عليك و مركزة كده… فى شغلك وكان ممتاز، وأنتِ ونوجة وفلة عملتوا فرق كبير.

.
ابتسمت مدام نهال من بعيد وقالت:
– برافو عليكم… شغلكم واضح إنه مدروس، وكل خطوة محسوبة.وزعت عليهم الفلوس وقالت 
فى مطعم حلو انا عزمكم فيه 

باك 
هو ده الا حصل 
كانت العربية ماشية في الطريق، وابتدى الجو كله هدوء، وكان  زياد بيسمعها وبعد كده سكتت سألها زياد :
– اشغلي أغنية!

بصت له زينب وقالت:
– بص على الطريق يا آخين عشان نوصل بسرعة ؟ إحنا مش طالعين رحلة وأنا مش عارفة… قلبي مش مرتاح لك. ووقعتني فى الكلام وجي تقولي نشغل اغانى على العموم أنا معي  بقي الزجاج… لو حسيت إنك هتلعب بديلك.

ضحك زياد على أسلوبها وقال:
– هو إنتي مصممة تروحي السجن بأي طريقة؟ واضح إنك وش سجون.

نظرت له زينب وقالت:
– هزراك تقيل… على فكرة، شغل   أي حاجة وخلصني.

انصدم زياد من كلامها، وقال  له زينب بسرعة:
– على فكرة… أنا مش السواق بتاعك… ولا شغال عندك… أنا ساعدك لله… لكن لو اتقل أدبك.

قطعت حديثه وكملت زينب:
– انزلك هنا… ووريني شطرتك… هتوصل إزاي؟ صح مش هتقول كده. وافر كلامك… يتنزلني لتشغلي أي حاجة، وسبني أفكر أتصرف إزاي مع النوار دول … اقسم بالله هسلمهم للشرطة بإيدي.

ابتسم زياد، وكان عايز يفتح معاها أي حوار، ففتح الرديو، وجت أغنية.

خليك فاكرني
يا اللي بجمالك وبعيونك دول أسرني
خليك فاكرني
وإن حس قلبك يوم بقلبي إبقى زورني

خليك فاكرني
يا اللي بجمالك وبعيونك دول أسرني
خليك فاكرني
وإن حس قلبك يوم بقلبي إبقى زورني

دا إنت في عينيا، كل اللي ليا
فرحة شبابي، والدنيا ديا
دا إنت في عينيا، كل اللي ليا
فرحة شبابي، والدنيا ديا

أول ما شفتك
لمست قلبي بنظرة واحدة نسيت جراحه
لقيتك إنت
أجمل حكاية حب نسيتي اللي راحه

ما تغيبش عني
وخلي قلبك لو ناديته يجيني ثاني
دا إحنا اللي بينا
الحب كله عمر مر معاك ثواني

دا إنت في عينيا، كل اللي ليا
فرحة شبابي، والدنيا ديا

خليك فاكرني
يا اللي بجمالك وبعيونك دول أسرني
خليك فاكرني
وإن حس قلبك يوم بقلبي إبقى زورني

دا إنت في عينيا، كل اللي ليا
فرحة شبابي، والدنيا ديا

خليك فاكرني
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 
الفصل 3
أول ما سمعتها زينب، بدأت عينيها تدمع، والجو كله اتغير…
– الأغنية دي…… فكرتينا ب أحداث حصلت فى طفولتي  وكانت عيونها مليانة شجن.

زياد بص لها وقال بهدوء:
– طب خلاص… امسحى  دموعك… الطريق طويل وأنتي محتاجة كل تركيزك.

وصلت زينب اسكندرية، ونزلت من العربية، وبابتسامة شكر لزياد، مدتله إيدها ومعاها شوية فلوس:
– خد يا أخويا… ده تعبك معايا وده أقل حاجة أقدّمها ليك.

ابتسم زياد وقال:
– لأ… والله مش محتاج فلوسك… المهم تكوني وصلتِ سليمة.

نفخت زينب وقالت:
– يا عم… أنا مش عايزة أكتر من كده… ده تعبك مش صغير… بس على الأقل مش عاوزة دين لحد أو حتى  صغيرة. 

ضحك زياد وقال:
– خلاص بقي المرة الجاية المهم … خلي بالك على  روحك… أهم حاجة تكوني بخير.
– ربنا يخليلك أخوك… أو اقولك قول ل أخوكى دول من أخوك زياد المهم مش عاوز أكون معاكي وانتى  بتحسابهم 

هزت راسها بالرفض 
لا شكرا جدا 
أنا هعرف أتصرف معهم في المصنع وما تقلقش عليا.
فضل متابعها لحد ما وصلت الحارة 
باك 
كل ده الا حصل معها وبراقبها دلوقتي 
رد مؤمن:
والله برافو عليك عرفت قرار الموضوع 
–و زينب  طلعت  جدعة أهي، عايز أفهم إيه في دماغك.

سمعت إيمان بيتكلم عن بنت كانت قاعدة… وشوية حسيت بغيرة جواها لكنها كتمتها، وبتحاول تلهي نفسها وماشي رايح جاي بتشيل حاجة وتحط حاجة… ومنتبه مؤمن ليه .

كمل مؤمن كلامه مع زياد وبدأ يشرح له إيه المتوقع يحصل بكرة، وهو متابعها وقال زياد 
هنام في العربية قدام الحارة صعب ارجع القاهرة قبل ما اطمنى .

استغرب مؤمن اهتمامه وسأله:
– هو الموضوع إيه؟ إعجاب من أول نظرة ولا في حاجة في دماغك؟

ضحك زياد:
– اعمل تحرياتك… وبكرة أكلمك. سلام.

--
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 
الفصل 3
مومن خلّص المكالمة، قرب من إيمان بهدوء، حضنها من ورا وابتسم:
مومن: "نفسي أفهم… بتدوري على إيه رايحة جاية؟ مش المفروض ترتاحي شوية؟"

إيمان بصّت له بصمت، مدت إيدها ولمست وشه كأنها بتتأكد إنه قدامها.
إيمان (بصوت واطي مرتجف): "هو إنت فعلًا معايا… ولا أنا بحلم؟ ساعات كتير بحس إني لسه هناك… في سوريا… بين الخيام… وخايفة أصحى من الحلم ده."

مومن اتأثر بكلامها، مسك إيدها وأقعدها قصاده، صوته بقى مليان صدق:
مومن:
"أنا عارف كل حاجة يا إيمان. من أول ما عرفتك والدنيا اتقلبت بسرعة…
عارف حكاية حياة ومراد… إزاي جم عن طريق نقل الجنين من رحمك لرحم غيرك.
عارف إزاي جُوّزنا بسرعة، وإزاي قضينا شهور في إجراءات النقل، ورجوعي للشغل للشرطة. واجراءت تركي للنيابه 
عارف تعبك وقت  وامتحاناتك،ولما روحت  المستشفى… ولما عرفنا إنك حامل لكن الحمل خارجي، وإنهم فاكرين إنك سقطت… مع إن الجنين اتنقل واتزرع.
عارف خوفك… عشان متخسريش الطفل.
وصحتك إلا اتأثرت من السم 
وفاكر كمان خوفنا من سؤال حياة ومراد الكتير، واستشارة الدكتور النفسي اللي قال نستنى لحد ما يكبروا.

كل ده مأثر عليكي… وأنا فاهم. غير هرمونات الحمل والضغط اللي إنتي شايلها.

بس عايزك تصدقيني… أنا معاكي. وبحبك. حتى لو كان عندك شك بسيط قبل جوازنا… دلوقتي لا، بعد العِشرة دي… أنا مش بحبك بس، أنا بعشقك يا إيمان.
إنتي عدّيتي عليّ سنة كأنها عمر… مع كل التعب ده… عمرِك ما اشتكيتي. عمرِك ما قصّرتي لا في حقي ولا في حق البيت ولا الأطفال.

وساعات أنا اللي بسأل نفسي… إزاي؟ إزاي بتقدري تشيلي كل ده؟"

إيمان بلعت ريقها بصعوبة، عنيها دمعت:
إيمان: "عارف يا مومن… ده بالظبط السبب اللي مخليني ضايعة.
إنك دايمًا بتقارن… الأربع سنين اللي قبلي بالسنة اللي معايا.
أنا بشوف المقارنة دي في عينيك… حتى لو ما بتتكلمش.
وممكن كمان أكون زي ما بتقول… محمّلة على نفسي زيادة… عشان إنت ما تلاقيش فرصة تشتكي مني."

مومن سكت لحظة، عينيه اتغرغرت دموع وهو ماسك إيدها بإصرار:
مومن: "إيمان… أنا يمكن بغلط وأقارن، بس والله عمري ما كنت أقصد أوجعك.
اللي فات خلاص… واللي معايا دلوقتي إنتي.
أنا مش عايز غيرك… ولا محتاج غيرك.
إنتي أمي وأختي وحبيبتي ومراتي… وكل حاجة ليا."

إيمان حاولت تسحب إيدها، لكنه مسكها بقوة أكتر، قرب وشه منها:
مومن (بحزن): "إوعي تفكري يوم إني … هقارن بينك وبين حد ممكن بفتكر عشان الوم نفسي ازى الحقيقة كانت ظاهرة قدمى ومش بشوفها 
أنا لو لقيت نفسي بعمل كده… بيكون غصب عنى لكن مش معني كدة إنك تحملي فوق طاقتك 
لأن إنتي بالنسبالي مش مجرد سنة، إنتي عمري اللي ابتدى من جديد."

دموع إيمان نزلت غصب عنها، حاولت تخفيها وهي بتبتسم بخجل:
إيمان: "طب ما تقوليش الكلام ده غير لما تلاقي دموعي… عشان أصدق."

مومن مسح دموعها بإيده بحنان:
مومن: "دموعك دي أغلى من الدنيا كلها عندي.
ولو عليّا… أعيط مكانك ألف مرة، بس ما أشوفش عينيكي حزينة."

إيمان غلبها شعورها، حطت راسها على صدره وهي بتهمس:
إيمان: "أنا مش عايزة غيرك… حتى لو الدنيا كلها ضدي.
خلي بالك مني يا مومن… أنا مش قوية زي ما باين."

مومن حضنها بقوة، صوته مختنق:
مومن: "وأنا عمري ما هسيبك.
وعد مني… مش هقارن تاني، مش هفكر في اللي فات.
اللي باقي ليا في الدنيا… هو إنتي."

ويظهر ملامح  وشوشهم وهما في حضن بعض… صوت أنفاسهم يطغى على اى عتاب ، يبين لحظة الصدق والراحة بعد الصراع.
إيمان وهي لسه في حضنه، رفعت راسها تبص له في عينيه…
العين في العين لحظة صمت طويلة، مليانة كلام مش قادرين ينطقوه.

إيمان (بهمس مرتبك): "طب قولها تاني… قولي إنك بتعشقني."

ابتسم مومن وهو ماسك وشها بين إيديه، قرب شفايفه من ودنها وقال بهدوء:
مومن: "أنا مش بحبك بس يا إيمان… أنا بعشقك."

ابتسمت وهي مغمضة عينيها، دمعة فرح نزلت على خدها، فمسحها بطرف صباعه، وباسها قبلة طويلة وهادية مليانة شوق.

.... 
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 
الفصل 3

طلعت زينب وهي بتنفخ، والبنات معها. بعد ما هربوا الشباب وسألت واحدة منهن:
– فيه إيه يا زينب؟ الشباب دول كانوا عايزين إيه، ولد الحرام دول؟

قعدت زينب وقالت:
– مين يعرف البت نوجة والبت فلة؟

ردت بنت وقالت:
– أنا أعرفهم يا أبلة زينب… بس ليه؟

ابتسمت زينب وقالت:
– تعرفي تجيبيهم ليا من النجمة على المصنع يا رحاب؟… عشان حاسة إن البنات دول وراهم حاجة. من أول ما وصلوا المصنع عندنا، وحاسة إن في حاجة مش طبيعية بتحصل. ولو ظني في محله… يبقى البنات دول بيبيعوا أخواتنا البنات وبياخدوا تمنهم فلوس.

استغربت بنت تانية اسمها هبة وقالت:
– بتبيع بنات المصنع إزاي؟ وضحّي انبي.

وضحت زينب:
– شوفي يا هبة… من يوم ما اتغير الرجل الطيب وطلع على المعاش، جه واحد بدل منهم وأنا مش مرتاحة ليه… نظرته وحركاته مع البنات، والبنت اللي تتأخر… يجي يسامحها… وبعد كده البنت تختفي من المصنع أو تنكسر ومحدش يطلع لها صوت. وحاسة إن البت نوجة وفلة بيساعدوهم… والنهاردة كنت هكون الضحية.

انصدمت البنات، وبنت منهن قالت:
– بعد الشر! إحنا من غيرك كلاب السكك تقطع فينا… إحنا بنعتبرك أختنا وأمنا.

قامت رحاب  وقالت:
– من النجمة
يبقى أقدمك يا أبلة… ومتكتفينش… حتى لو في بطن أمهم، هنجيبهم.

ابتسمت زينب وقالت:
– تعرفي لو جبتلى  نوجة وفلة ليك جائزة  عندى ؟

حدّقت رحاب فيها بدهشة وإصرار:
– أيوه يا أبلة… نقدر. بس عايزين خطة نمشي خطوة خطوة.

زينب شدّت ضهرها وقالت بثقة:
– أول حاجة… نحدد مكانهم دلوقتي. بعدين البنات اللي معايا هيمشوا معايا سرّ… ونقرب منهم بدون ما يحسوا بينا.

هبة رفعت يدها وقالت:
– وأنا كمان يا أبلة زينب. نقدر نتابع أي حركة ونبلغك أول بأول.

زينب ابتسمت وقالت:
– تمام… من النهاردة أي حاجة مش طبيعية، نوقفها على طول. نوجة وفلة مش هيعرفوا يلعبوا بينا تاني.

رحاب والبنات كلهم اتجمعوا حواليها، عيونهم مليانة عزيمة:
– متخافيش يا أبلة… إحنا وراكِ.

---

في الليل، زينب مع رحاب وهبة وعدد من البنات، اتحركوا بهدوء من الحارة، كل واحدة ماسكة عصا أو مصباح صغير، عيونهم على الطريق قدامهم.

زينب همست:
– خلي بالكو… أي صوت غريب، نوقف فورًا ونختفي في الظل.

رحاب ردّت وهي ماسكة مصباح:
– تمام يا أبلة، إحنا جاهزين.

وصلوا عند المصنع القديم اللي كانوا حاسين إن نوجة وفلة موجودين فيه، ووقفوا على مسافة، يراقبوا الحركة من بعيد.

هبة همست:
– شايفة حد؟

زينب رفعت صوته شويّة:
– لا… لسه. بس خليكم مركّزين… أي حاجة غريبة، نتصرف.

وفجأة، ظهر ظل رجلين يتحركوا بسرعة في الساحة الأمامية، والبنات تجمدوا للحظة.

زينب همست وهي تضغط على يد هبة:
– ده أكيد نوجة وفلة… ركزي معايا… وهدّئي قلبك.

رحاب همست وهي تبتسم بابتسامة حزينة:
– يا أبلة… النهاردة هنوقفهم مرة واحدة… ومفيش حد هيقدر يضر حد تاني.

زينب أومأت برأسها بثقة:
– يلا نبدأ… خطوة خطوة… وبلاش أي ضوضاء.

---

كانت نوجة وفلة مستخبين في المصنع، بعد كل اللي حصل… عارفين مصيرهم المتوقع وما توقعوش إن زينب هتدور عليهم. البنات راحوا بيوتهم، لكن أهلهم لما سألوا عنهم، اتصلوا وقالوا:
– طلعين رحلة…

بس أول ما قربت زينب والبنات من المصنع، سمعوا نوجة وفلة بيتكلموا مع مدير المصنع:

نوجة:
– قولتلك بلاش… زينب نابها أزرق ووعي جدا… مش زي البنات التانيين.

لكن المدير صمّم إنه لازم زينب تدخل.

سأله المدير:
– إيه اللي حصل بالتفصيل؟

                   الفصل الرابع من هنا
تعليقات



<>