رواية حب عبر الحدود الفصل الخامس5بقلم اسراء هاني شويخ


رواية حب عبر الحدود الفصل الخامس5بقلم اسراء هاني شويخ

كان يحلم بأولاده منها نعم ففي الأمس حينما ساعدها بتوزيع الطعام على المحتاجين شاهد حنانها على الأطفال ابتسامتها وسعادتها بالتوزيع تخيلها زوجة وأم والآن يقف وسط د..مار نا..ر هائلة تشتعل وخيم د..فنت بأصحابها يدور حول نفسه لا يوجد اي رد فعل ممكن ان يعبر عما يراه نعم رآه على الشاشات لكن الواقع مختلف تماما أناس تخرج أش..لاء أم كانت بالخارج تبحث عن أبناءها الذين تركتهم في الخيم أب يصر..خ باسم ابنه اصوات مؤ..لمة جعلته يتمنى لو لم يولد يشعر بو..جع في قلبه لم يشعر به عند مو..ت أبيه أيبكي على حب لم يخرج للشمس ود..فن تحت التراب ام يبكي على المشاهد التي يراها شعر بيد توضع على كتفه وكانت لصديقه الذي يبكي بشدة نظر له بتيه وقال باللغة العربية يعبر عن داخله " انا شوفت ولادي منها يا عمار انا مش قادر اصدق اللي انا شايفه ده حقيقي ولا حلم انا عايز اصر..خ بس صوتي مش طالع في و..جع جامد في قلبي "

لم يستطع صديقه ان يرد عليه ماذا يجيبه لا يوجد كلام يصف ما يروه او يشعروا به حتى استمعوا صوت اختها تمارا تصر..خ بإسم والدها او أخيها او ليلى اقترب منها وقال بلهفة " انتي كويسة "

كانت تهز رأسها بجنون " انا انا رحت اشتري حاجات عيلتي بابا فين اهلي "

صر...خت بكل صوتها حتى كادت احبالها الصوتية تق..طع حتى لمحت والدها يحمله رجال الاسعاف وشكله يؤكد انه شه..يد عند ربه ركضت له وقالت بجنو.ن ورجاء " هتسيبنا لمين يابابا قوم عشان خاطري ما تعملش فيا كدة بابا انا مش هأقدر أعيش لوحدي بابا قوم "

كان يحاول امساكها لكنها كانت تدفعه بجنو.ن وهو يب.كي بشكل هسي.تري ما يراه لا يتحمله بشر بعد وقت خرج اخيها أيضا وكان أش..لاء جعلها تفقد وعيها في الحال حملها صديقه لأحد سيارات الاسعاف وظل هو ينتظر ان يخرجوا بليلته لديه امل أن تكون على قيد الحياة كانت توزع حليب اطفال على الخيم فصابتها الضر..به لكنها لو كانت في الخيم مع أهلها لاست..شهدت هيا الأخرى لمحها على سرير احد رجال الاسعاف ركض لها وجهها كله د.ماء وواضح ان اصا.بتها خط.يرة لكنه ظنها قد رحلت اقترب منها بلهفة وقال بو.جع ود..موع " قومي يا ليلى انا جئت كأي آخذك لن أعود بدونك ارجوكي لا ترحلي "

هتف أحد الرجال ما جعل روحه تعود اليه " لسة بتتنفس لسة عايشة لو سمحت قوم نلحق نسعفها "

مسح دموعه بلهفة وضحكة غير مصدق وركض معه بالاسعاف وبعد ساعات متواصلة خرج الطبيب يهتف " للأسف النز..يف مش راضي يوقف هنضطر نب..تر رجلها "

هجم عليه ورفعه من عالارض وصر..خ به " بت..ر سأب..تبر رأسك عن جس.دك هل سهل عليك هذا لو كانت ابنتك لفعلت ذلك بها او حاولت أكثر ضع لها وحدات د..م أنا سأتصرف "

أمسك هاتفه يتصل بأحد معارفه وبعد ساعة أرسل لهم تقريرها وبعد محاولات عديده ومبالغ ضخمة دفعها كان في مطار مصر يصعد بها في طيارة برفقة أختها الذي كانت تنظر للأمام دون اي رد فعل فقد هُد حيلها حتى بكاء غير قادرة على ذلك 

اما هو ينظر لها وهيا ما زالت على المسكنات وقد بلغ احد المستشفيات الكبرى ان تجهز لها أكبر الأطباء وقد كان ذلك فبعد مرور ساعات طويلة زفر بارتياح حينما أخبره الطبيب " الحمد لله ما حدث كان معجزة تم انقاذ قدمها بفضل الله لكن يجب ان تبقى تحت الملاحظة حتى نطمئن عليها "

هز رأسه بتفهم وهو يحمد ربه مئات المرات نظر لتلك البريئة التي تغفو على احد المقاعد نادها بصوت خفيف " تمارا قومي نروح البيت ترتاحي ونبقى نرجع ليها تاني "

همست بصوت خفيف " هيا هتعيش انا مش هأفضل لوحدي مش كدة "

اعتصر قلبه على تلك الطفلة ملس على حاجبها بحنان وقال " ان شاء الله الخطر راح الصبح هنرجع ليها لازم تروحي تغيري هدومك وتاكلي عشان اما تفوق ما تزعلش مني "

عين لها ممرضتان حينما اضطر للذهاب للبيت حتى يغير ملابسه ومساعدة أختها الصغيرة ذهلت حينما رأت حجم قصرهم من الخارج هيا لا تريد ذلك الخيمة كانت دافئة بالنسبة لها يكفي وجود أهلها فيها أما الآن هيا وحيدة خائفة لا تعرف أحد 

شعر بها اقترب منها وهمس بهدوء " ما تخافيش يا تمارا انا معاكي انتي زي اختي الصغيرة وكل حاجة هتبقى كويسة دلوقتي نامي وارتاحي والصبح هاخدك لليلى" 

هزت رأسها بهدوء ومشت معه للغرفة قابله أخيه الذي استغربها انتظر من أخيه ان يوصلها لغرفتها ثم أوقفه يسأله بفضول واستغراب لصغر سنها " هيا دي "

جلس بتعب وقال بخفوت " لا ليلى في المشفى بين الحياة والموت وهذه أختها "

صع..ق أخيه من الكلام وجلس بجانبه يهمس بحزن " ازاي وايه اللي حصل "

تنهد بهم وقال بعينين دامعة " أنا عشت اسبوع من أسوا أيام حياتي تخيل أن تعيش في هذا الحر في خيمة مهترئة متربة وتدخل حمام متسخ وعندما تجوع لا يوجد سوى بعض البقوليات لا لحوم ولا غذاء صحي أصوات قص..ف مرعبة صوت طيا..رات مز..عجة لا تتوقف خوف طوال الوقت مهما أصف لك لا تتخيل ما يعيشونه هؤلاء الناس لو عشت اسبوع آخر لقت..لت نفسي ولا أكمل حياتي هكذا بلا حياة أعيش أتنفس فقط "

سكت يتنهد بألم ثم تابع " كيف لنا أن نترك هؤلاء الناس هكذا أليسوا بشر مثلنا أليسوا مسلمين مثلنا اثنين مليار مسلم لا يستطيعون فعل شئ عار علينا لقد كرهت نفسي وحياتي لكن ما أستطيع فعله سألغي أي تعاقد مع الشركات المقاطعة وأي شركة تتعامل مع هؤلاء الصهااا ينة "

كان خليل يستمع له بقهر لا يحب الظلم لكن ماذا عساه يفعل ليجيبه بمواساه " وانا جنبك في أي قرار تاخده حتى لو الخسارة مليار المهم نبرأ نفسنا قدام ربنا "

قام يغير ملابسه لكنه لم يستطيع النوم فذهب للمشفى وبقي بجوارها يهمس لك بكلمات الاعتذار لأنه لم يستطيع فعل شئ لها 

استيقظت تمارا تتلفت حولها بخوف شديد وجدت طفل صغير يشبه مروان كثيرا كان يلعب احد الألعاب تفاجأ بفتاة لا يعرفها وجهها حزين اقترب منها ومد لها اللعبة وقال بطفولة " أتلعبين معي "

ابتسمت لبراءته وقالت " سأغلبك "

صفق بحماس أنه سيجد أحد يلعب معه وقال " سنرى هيا أريني "

ضحكت معه وبدأت تلعب برفقته لكنه كان أمهر منها كثيرا نظرت له بحزن " انا أخاصمك لأنك لم تتركني أفوز ولو مرة "

ضحك بصوت عال وقال بفرحة " سأعلمك لتستطيعي الفوز " 
سكت قليلا ثم قال بخجل " انا جائع ما رأيك ان نطلب أكل "

نظرت حولها لمظاهر الثراء وقالت لنفسها " بقى كل الهلمة دي وسايبن الولد جعان وماحدش سائل فيه "

مسحت على رأسه وقالت بحنان " تعال أريني مكان المطبخ لأطبخ لك "

من شدة سعادته قفز في حض.نها وقال " هل تصبحين صديقتي "

هزت رأسها بالايجاب وذهبت برفقته تصنع له ما تعرفه 
كان قد عاد من الخارج ليسمع صوت ضحكات طفله ذهل من صوت ضحكاته مشى ناحية الصوت ليجد طفلة تكبر ابنه ببضعة أعوام تتطعمه وتقوم بزغزغته وصوت ضحكاته التي حرم منها تصدح في المكان 

اقترب من المطبخ غير مصدق ما يسمع صوت ضحكات صغيره الذي نسيها تملئ المكان رقص قلبه على أنغام ضحكاته لمح طفلة تكبر صغيره ببضع أعوام تقوم بزغزغته واطعامه ..

رفعت عينيها تنظر لمن دخل المطبخ لتهمس لنفسها وهيا تنظر له " هو انا است..شهدت ودخلت الجنة وده من حور العين ولا ايه .. ايه القمر ده "

اقترب منهم وقال بابتسامه " مارو "

ضمه ابنه بسعادة وهمس " داد دي تمارا صديقتي "

نظر لها ومد يده يهمس بابتسامه " اهلا انا خليل والد مروان "

وضعت يدها على صد..رها ترد التحية ولاخباره انه لا تسلم على رجال سحب يده باحراج وقال " عفكرة انا جعان وما كلتش عاملين حسابي "

هزت رأسها ووضعت له طبق وهيا تخفض عينيها هتفت لنفسها " كمان غمازة يا خراب بيتك يا تمارا لازم يخرجوني من هنا بسرعة قبل ما اعمل فيه حاجة "

لاحظ شرودها فقال " تمارا انتي كويسة مش بتاكلي هو وجودي مضايقك "

ردت بسرعة " أيوة "

نظر لها بصدمة لتتراجع سريعا " لا بالعكس بس كنت قلقانة على ليلى هو مروان رجع "

أجاب صغيرها " لا لم يعد بعد "

نظرت له بصدمة " انت بتفهم عربي "

هز رأسه بضحك وقال " نعم علمني والدي لكن مارتينا تمنعنا من التحدث بها "

نظرت لوالده وقالت بغيظ " بقى من الصبح وانا احاول اترجم وانت فاهمني ي قرد ومين مارتديلا دي " 

قهقه خليل بصوت عال جعلها تفتح فمها ببلاهة وهيا تنظر لوسامته وغمازته كورت يديها وأنزلت عينيها بصعوبة تستغفر ثم قالت بعجالة  " انا هأروح أكلم مروان أطمن على ليلى عن اذنكوا "
***** صلي على النبي 

اسبوع يراقبها لم يتحرك من جانبها هو نفسه لم يتوقع أنه يحبها لهذه الدرجة لدرجة توقفت حياته منتظر أن تفتح عينيها...

يعود للبيت يطمئن على أختها يغير ملابسه ثم يعود لها حتى فتحت عينيها تنظر حولها وجدته يغفو على كرسي بجانبها نظرت حولها تحاول ان تتذكر أين هيا استغربت المشفى التي توجد بها غرفة كبيرة جدا متأكدة انها ليست في غز..ة فغز..ة اليوم يعالجون الجر..حى على الأرض وفي الشوارع بسبب كثرتهم ..

أرادت الحركة لتتأوه بسبب شعورها بو..جع شديد فتح عينيه بسرعة عندما استمع صوتها اقترب منها بلهفة وهتف " ليلى هل استيقظتي هل أنت بخير "

همست بتعب " أنا فين ايه اللي حصل '

شعر بالألم الشديد فكيف سيخبرها باستش..هاد اخوها ووالدها ..

لاحظت تغير ملامحه لتهمس بترقب ورعب شديد " ماا..توا "

قضم شفت..يه وقال بغصة " لا تفكري بشئ الآن وضعك خطر أرجوك "

هبطت دموعها بكثرة كشلال وقالت بشهقات " كنت حاسة والله كان طول الوقت بيقولي بابا انه هيمشي كان بيتمناها بس سابني لوحدي ليه انا ماليش غيره طيب وحسن أخويا راح هو كمان "

لم يجيبها لتبكي بكل صوتها كيف لا وقد فقدت الآن كل شئ اقترب منها وقال برجاء " ليلى ارجوك انتي متعبة صدقيني شهد..اء عند ربهم ان شاء الله ألست من أخبرتني بذلك "

شهقت وقالت بوجع " في الأول قص..فوا البيت واست..شهدت ماما واختي ومعظم اهلي الصغيرة وتصا..وبنا انا وبابا وحسن وتمارا ودلوقتي سابوني وفضلت لوحدي "

رد بسرعة " لا تمارا كويسة عندي في البيت "

نظرت له بفرحة وعدم تصديق وقالت بسعادة شديدة " بجد تمارا كويسة يعني لسة فاضلي حد "

هز رأسه وقال " وانا يا ليلى مش هسيبك وحدك "

أغمضت عينيها تهرب من كلامه وخجلها منه ووضعها ايضا لا يسمح لها بذلك 

عاد للبيت يطمئن تمارا على أختها ويأخذها إليها وجدها تلعب احدى ألعاب البلايستيشن مع ابن اخيه وصوت ضحكاته جعلت قلبه يرقص على أنغامه اقترب منه وقبله وقال بحب " هل وجدت صديقة جديدة ونسيتني يا مارو"

هز مارو رأسه بسعادة وأجاب " نعم هيا تبقى معي ولا تغادر تلعب معي تطعمني لكنه لا تعرف كيف تعلمني دروسي '

نظرت له بغيظ وقالت بحنق " منا مش بعرف الهيروغليفي ده انا اخرى كلمتين انجليزي وخلاص انما إيطالي والله ثقافتي فرنسي عشان كدة "

قهقه مروان عليها بشدة وهمس " ما انا هاخدك دروس ايطالي عشان أسجلك في الثانوي بعدها "

نظرت له باستغراب وتسائلت " أتعلم ليه هو مش أما تخف ليلى هنرجع فلسطين "

رفع حاجبه بالنفي وقال بغمزة " لا في الحقيقة اختك جلست هنا ... وأشار على قلبه وثم أكمل " ومش هتخرج أبدا "

ابتسمت بفرحة حتى لمحت أخيه يهبط السلالم لتهمس بخفوت " طيب بيني وبينك الكريم كارميل اخوك مش عايز يتجوز تاني انا موافقة على فكرة "

لهنا لم يستطع الصمود ضحك بكل صوته حتى سقط على الأريكة مش شدة ضحكاته استغرب خليل كل ذاك الضحك فسأل بفضول " ايه اللي بيضحكك كدة "

نظر مروان لتمارا وأراد الكلام لتقاطعه بسرعة " أصله أصله انا عارفة اخوك كدة تجنن أنا هأروح أجهز عشان أروح المستشفى "

غادرت بسرعة ومروان لم يكف عن الضحك جعل خليل يضحك هو الآخر 

في اليوم التالي وجد مروان والدته تنتظره بسعادة وحماس وهمست " مروان هل تعرف عاصي الهادي سنتعاقد معه بالشركة الجديدة ولديه ابنته سونيا فتاة جميلة جدا لمحت له ان تخطبها وكان مرحب كثيرا لذلك سنذهب غدا الى الحفلة ونتكلم معه "

شعر بالضيق الشديد من كلامها تتكلم بحماس ومعنى كلامها أنها قد أخذت قرار رد ببرود " لم أفهم من يتزوج من "

ردت بهدوء " انت وسونيا "

أغمض عينيه يأخذ نفسا ثم قال " انا أكملت ٣٢ عاما لم أفكر بالزواج حتى أجد من تغير قناعتي ولن أتزوج بهذه الطريقة حتى لو كانت ابنة ملك فرنسا "

جن جنونها فقد كانت تسعى لذلك منذ زمن فقالت بحدة " ماذا تقصد هل سترفض نسبا كهذا فتاة جميلة متعلمة من أكبر عائلات ايطاليا "

هز رأسه ببرود " نعم لن أوافق سوى على فتاة يختارها قلبي فتاة أكن سعيدا معاها "

استمرت بالصر..اخ حتى سمعهم خليل اقترب منهم وسأل بقلق " ماذا يحدث لماذا تصر..خي ماري "

أمسكت يد ابنها وقالت بغيظ "وجدت لأخيك عروسة لا يوجد مثلها وهو يرفض يقول لي لن أتزوج سوى من اختارها قلبي "

نظر لأخيه وقال بجدية مصطنعة " هل هذا صحيح "

لاحظ أخيه السخرية في كلامه فكتم ضحكته وهز رأسه ليهتف خليل " اجننت اترفض فتاة جميلة من يراها سيحسدك عليها فاتنة تمتلك كل مقومات الفتاة الجميلة "

والدته بلهفة " أجل خليل أقنعه أرجوك "

كاد يضحك بكل صوته ليكمل بجدية زائفة غلفها الحزن والقهر " اسمع كلامها سترى سعادة لم تراها في حياتك سترى زوجتك كل شهرين او اكثر ستنسى شكلها ستنجب طفلا لن تراه والدته "

نظرت له والدته بغيظ وصدمة ليتجاهل كل ذلك ويهتف لأخيه " برافو عليك اثبت على كدة وأنا في ضهرك "

تركهم وغادر وهيا تصر..خ بغيظ عليهم رفع عينيه ليراه تنظر له بألم فقط استمعت كلامه وفهمت طبيعة حياته لتكن أول دقة في قلبها لذاك الخليل الذي يكبرها بعشرون عاما 
والله ما اعرف البارت ازاي بسبب قلة الغذاء وسوء التغذية دعواتكم لينا 

                 الفصل السادس من هنا
تعليقات



<>