رواية وصمة قلب الفصل السابع7 بقلم هاجر السيد


رواية وصمة قلب الفصل السابع7 بقلم هاجر السيد

#رواية "وصمة قلب"

#الفصل السابع: "من يُشعل الآخر؟"

كانت "حلا" جالسة على الأرض بجوار سريرها، تحتضن دفترًا صغيرًا بلون باهت بين يديها، كأنها تحاول احتواء الذكريات فيه. لم يغمض لها جفن طوال الليل. صوت سيف وهو يهمس في العتمة، ملامحه الغاضبة، أنفاسه الثقيلة... كل شيء ظل يتردد في رأسها كأن الزمن توقف هناك.

بكت... بصمت ووجع. دموعها لم تكن مجرد حزن، كانت شيء أكبر… كأنها تبكي عمرًا ضاع وهي ساكتة. لكنها فجأة مسحت دموعها بعنف، وفتحت الدفتر، تقرأ 

حلا(بصوت مرتعش):
 "أحيانًا بنخاف من اللي بنحبه أكتر من اللي بنكرهه… لأن الحب في حد ذاته سلاح."

أغلقت الدفتر بقوة، ونهضت ببطء. لم تعد كما كانت.
(همست لنفسها):
"كفاية خوف."

---
                    (في ورشه فارس)
كان "سيف"  قاعد بيصلح في سلاح قديم، يضع كل تركيزه فيه، كأن معدنه البارد أرحم من نار قلبه.

راقبه فارس بقلق، 
فارس( بصوت منخفض):
 "انت مش طبيعي من ساعة ما حلا ظهرت."

لم ينظر سيف له، 
سيف (ببرود):
 "اللي عايش بين النار والموت، ما بيفكرش بقلبه."

 فارس( بحذر): 
 "بس قلبك هو اللي رجعها… مش الحرب."

ضرب سيف السلاح فجأة على الترابيزه، 

سيف ( بزعيق):
 "هي خانتني! خانتني!..."

ثم هدأ، وكأن الغضب هد أركانه، 

سيف( تمتم بمرارة):
 "بس يمكن… أنا اللي علمتها تخون."

---

                         (في الفيلا)

كانت "حلا" تجلس مع صديقتها "رنا". الجو صامت، لكن عيون حلا كانت تلمع بغرابة.

 رنا (بتردد):
 "الناس بتقول إنك كنتي مع سيف… والكل ماسك سيرتك بكلام مش حلو "

نظرت لها حلا بهدوء مريب، ثم حركت فنجان القهوة 

حلا (بحده):
"سيبوا الناس تقول… أنا زهقت أكون حلا اللي بترضى بالسكوت."

رنا نظرت لها بصدمه.

---
                      (في بيت فارس-مساء)

كان سيف يجلس وحده. يتأمل ورقة قديمة بخط "حلا" مكتوب فيها:
 "لو بعدت عنك يوم… سامحني، أنا ضعيفة قدامك."

مزق الورقة، ونهض. فجأة، سمع طرقًا على الباب.

فتح ببطء… وكانت هي.

وقفت "حلا" أمامه، بثبات وصمت مخيف.

سيف (بسخرية):
 "جاية هنا برجليكي؟!"

حلا (بهدوء): 
"أنا مش جاية أعتذر… ولا أخاف."

---------
                           [ورشه فارس]
 
واقفان داخل الورشة، المسافة بينهما تكاد تنعدم، والهواء ثقيل كأن المكان لا يتنفس.

 سيف (بصوت غليظ): 
 "لو فاكرة إني هصدق دموعك… تبقي غلطانة."

حلا( بنظرة ثابتة): 
"مش جاية اطلب تصدقني… جاية أقولك الحقيقة."

سيف (ضحك بسخرية): 
 "متأكدة إنك فاكراها؟ ولا مالك مسحها من دماغك؟"

اقتربت منه، عيناها تدمع( لكن نبرتها حادة):
 "اللي ما تعرفوش… إنك انت اللي علمتني ألبس قناع… علمتني الكذب."

تراجع خطوة، كأنها طعنته بكلماتها.

سيف ( بدهشة):
 "أنا؟!"

حلا(بعصبية): 
 "آه، انت! لما اختفيت فجأة، لما مالك حرضك تهرب وتسيبني لوحدي… لما قررت تحميني بالصمت، قتلتني."

جلس سيف على الكرسي، ينهار لأول مرة أمامها، 

سيف(بهمس):
"كل اللي عملته… كان علشان ما تندفنيش معايا."

(نظرت له حلا بكسرة): 
 "بس أنا اندفنت فعلاً… اندفنت لما مشيت."

(ثم أضافت وهي تدير ظهرها) :
 "النهاردة… أنا جاية ألعب دوري في اللعنة."

---
                        [الفيلا -مكتب مالك]

 في مكتب "مالك"، كان الغضب يأكله

مالك (صرخ في رجاله):
 "هي راحت له؟ رجليها دخلت عنده؟!!!"

(قال أحدهم بتردد):
"الناس بتقول… شافوهم لوحدهم."

 مالك (بعينين مشتعلة): 
 "يبقى أنا اللي هاروح له… بس مش راجل، هاروح له نار."

-------
                    
                       (في ورشه فارس- بعد خروج حلا)

جلس سيف يتذكر ماضيه ، تومض ضحكة قديمة.

ضحكة "حلا" وهي تضحك له في الماضي… نفس الضحكة اللي فقدها.

 سيف(لنفسه):
"هي كانت ضحكتي… لما راحت، خنقتني بعدها كل ضحكة تانية."

---

                  (في شارع جانبي)

كانت "رنا" تتسلل إلى سيارة سوداء، مالك يجلس بداخلها، الظلال تبتلع ملامحه.

مالك (بنبرة خافتة): 
 "بتقرب منه أكتر؟"

رنا (بصوت خائف): 
 "كل حاجة ماشية زي ما قولت… بس واضح إنها بتتغير."

مالك (بعصبية وصوت عالي): 
 "متخليهاش تتغير… خليها في قفصها!"

__________

              [الفيلا - غرفة حلا - صباح]

حلا تجلس أمام المرآة، وجهها خالي من التعبير، ترتب شعرها ببطء وكأنها ترتدي قناعاً جديداً 

 (حلا بهمس لنفسها):
"اللي بيحب بصدق… بيعرف ينتقم بصدق… وأنا عمري ما كنت ضعيفة."

تنهض بهدوء، ترتدي جاكت أسود، تخرج من الفيلا، نظراتها باردة كالجليد.

---------

                [ورشة فارس - منتصف النهار]

سيف جالس وحده، ملامحه محطمة، وجهه باهت، يبدو أنه لم ينم منذ لقائه مع حلا.

يدخل فارس، فيصدم من حاله،

فارس (بدهشة):
"دي أول مرة أشوفك كده… اتكسرت، يا سيف؟"

سيف (بصوت فيه وجع):
"هي كانت عارفة كل حاجة… وسكتت… أنا كنت بلعب بنار أكبر مني."

فارس :
"انت بتحبها… وبتكرهها في نفس الوقت."

سيف( يهمس، ثم يبتسم ابتسامة باهتة):

سيف:
"أنا ما بين نارين… نار الانتقام ونارها."

----------
    
        [بيت والد حلا القديم - بين العصر والمغرب]

حلا تدخل بيت والدها المهجور، الغبار يملأ المكان. تتجه نحو مكتب 

تفتح درج قديم، تخرج دفتر متهالك، مكتوب فيه بخط والدها:

"فيه رجال لازم يختفوا علشان بناتنا تفضل عايشة… وسيف مش زي أبوه."

حلا ترتجف. تخرج صورة تجمع والدها برجل يشبه والد سيف… وشخص ثالث غير واضح الملامح.

حلا (بهمس):
"يعني الحكاية بدأت من قبلنا؟"

تعليقات



<>