رواية رغما عني احبك الفصل الثامن8بقلم يمني محمد


رواية رغما عني احبك الفصل الثامن8بقلم يمني محمد

آدم اتغيّر...
نظراته بقت باردة، صوته بقى رسمي، وكلامه بقى معدود بالحروف.
بقالي كام يوم بحاول أقنع نفسي إنه بس مشغول، أو عنده ضغط شغل...
بس جوايا في حاجة بتقول:
"هو بيبعد!"

---

كنت بقابله الصبح وهو داخل...
زمان كان بيبتسم ويقول: "صباح الخير يا سارة."
دلوقتي... مجرد إيماءة، وكأنّي زميلة جديدة لسه متعيّنة.
حتى لما ببعت له أي ملاحظة في الشغل...
الرد دايمًا:
"تمام."
"ماشي."
"اوكيه."

بس الوجع الحقيقي؟
لما بدأت أشوفه بيضحك... بس مش ليا.
لـ رانيا.

---

في يوم... وأنا طالعة على المكتب،
لمحتهم في الممر...
هو واقف معاها، وهي بتضحك بصوت عالي،
وهو مبتسم ليها بطريقة أنا معرفهاش.
رانيا بصّت لي وغمزت...
وهو لمّا شافني... مسح الضحكة وبص بعيد.
اللحظة دي كسرتني.

---

رجعت على مكتبي، وإيديا بتتهز،
كل حاجة كانت ماشية ناحية الأمل...
وفجأة الدنيا قلبت وشّي تاني!
أنا مش فاهمة...
عملت إيه؟
غلطت في إيه؟
ولا هو فعلاً بيحبها؟
ولا أنا اللي كنت بتهيألي؟
هل هو بيعاقبني على حاجة؟ ولا بيبعد من غير ما يقول السبب؟

---

بس رغم كل ده...
أنا بقيت أكتر واحدة متعلقة بيه.
كل لحظة بفتكر تفاصيله...
ضحكته، صوته، حتى نبرة القلق اللي كانت في عينه وهو بيقولي:
"أنا مش سهل أدي ثقة..."
بس واضح إني خسرت الثقة دي قبل ما حتى آخذ فرصة.

---

في آخر اليوم، وأنا خارجة،
لقيته واقف جنب عربيته...
بس مش لوحده.
رانيا كانت معاه، وبيتكلموا قريب جدًا من بعض.
وشي اتحرق...
مشيت بسرعة، بس قبل ما أتحرك، سمعته بيقول ليها بصوت خافت:
– "أنتي أكتر واحدة فاهمة اللي حواليا."

---

قلبي اتقطع.
مش بس عشان قربه منها...
عشان أنا بقيت ولا حوالين، ولا فاهمة، ولا حتى محسوبة.
الحلقة التاسعة

"رغمًا عني.. أحبك" 💔

الأيام اللي فاتت كانت أقسى من اللي قبلها...
آدم بقي مش بس بعيد...
بقي بيبُصلي كأني غريبة عنه!
اللي بينا اختفى فجأة، كأن لحظات الكافيه، وكلامه عن ثقته ووجعه...
كأنها محصلتش!

بس اللي أنا مش قادرة أبلعه...
إنه بيبُصلي بعيونه الموجوعة دي،
وكأنّي أنا اللي جرّحته!

---

في اجتماع صغير، كنت بعرض شغل مهم كنت محضّراه بقالي أسبوع،
وكنت متوترة… وكنت مستنياه يشجعني زي زمان،
لكن أول ما خلصت،
بص في الورق وقال:
– "كويس، بس راجعي الإيميلات اللي بعتتيها... فيها حاجات غريبة."
"حاجات غريبة"؟
جملته نزلت عليا زي الصاعقة...
أنا فهمت على طول،
هو شاكك... شاكك فيا!
ومش قادر يواجه، فبيرميها بالكلام كده.

---

رجعت على مكتبي ودموعي محبوسة بصعوبة،
وكل ثانية بتعدي، بتأكدلي إن اللي بيننا بيتكسر،
وإني...
بحب واحد مش قادر يصدقني، وبيوجعني بكل تفاصيله.

---

وفي الوقت ده، رانيا ماشية في الشركة كأنها الملكة،
بتمشي وراها ريحة برفانها الثقيل،
وعينيها بتلمع لما تشوفني تايهة...
كل شوية تدخل لمكتب آدم،
وتخرج وهي بتضحك وتقول بصوت عالي:
– "ماشي يا آدم، اتفقنا، هشوفك بعد الشغل."

---

ولما سمعتها بتقول كده…
أنا اتكسرت تاني.
حسيت كأني بتفرج على فيلم نهايته مكتوبة… وأنا مش البطلة.
أنا الضحية.

---

وفي لحظة، شفت آدم واقف لوحده في البلكونة…
وشه مش مرتاح، عينيه في الأرض،
واضح إنه جوّه حرب…
بين عقل بيشك،
وقلب... مش قادر يكرَه، بس مش قادر يصدق.
آدم موجوع... وأنا موجوعة أكتر،
لكن رانيا؟
رانيا بس… مبسوطة!

---

بتكسب أرض، وبتكسب قلبه…
أو على الأقل، بتخليه يخسرني.
الحلقة العاشرة

"رغمًا عني.. أحبك" 💔

كل حاجة بتنهار...
ويمكن أنا أول واحدة وقعت في النص.

بقيت بدخل الشركة كل يوم، وأنا بحاول أمثل إني تمام،
بس الحقيقة؟
أنا خلاص… خلصت.

---

آدم بقى غريب...
مش بس عني، عن نفسه كمان.
عينه دايمًا مجهدة، صوته بقى جامد، ومفيهوش نبرة المشاعر اللي كانت بتخليني أطير.
حتى السلام...
بقى بالإيماءه، مش بالإيد.
وكل مرة بشوفه بيمشي جنب رانيا،
ببتلع لساني، وقلبي بيكسرني بالصمت.

---

في يوم...
دخلت أوضتي وقفلت الباب،
وقعدت على السرير، وبكيت…
بكيت لحد ما صوتي راح، ودموعي نشّفت وشي.
ليه؟
ليه بيعمل فيا كده؟
أنا خنته؟
كدبت عليه؟
أنا حتى ماخدتش فرصة أشرح…
ولا حتى سألني!

---

رجعت يومها المكتب، عيني منفوخة، ووشّي شاحب،
لقيت رانيا معدية قدامي،
وبتقول بصوت واطي بس مسموع:
– "اللي ميحافظش عليه… يستاهل يخسره."

كانت بتقصدني… وتقصد آدم.
والأهم… كانت فرحانة.

---

أما هو...
كان واقف بعيد، بيبُص من ورا الزجاج،
ويمكن لمح عينيّا، ويمكن حس بتغيري،
بس كالعادة...
ولا خطوة ناحيتي،
ولا حتى همسة "إنتي كويسة؟"

---

بس اللي وجعني بجد…
كان آخر اليوم،
لما دخلت أوضته أسأله عن حاجة في الشغل،
ولقيته بيضحك مع رانيا، وبيقولها:
– "على الأقل أنتي مابتلعبيش على الحبلين!"

أنا ساعتها… وقفت مكاني،
ونفسي اتقطع.
أنا؟
أنا اللي بلعب؟

---

خرجت من المكتب وأنا ماشية بسرعة،
دخلت الحمام وقفلت على نفسي،
وقعدت أبكي بصوت،
أيوه… انهارت.
كسرني بكلمة، وخلص عليّا بنظرة.

---

أنا لسه بحبه،
بس مش عارفة هقدر أكمّل كده لحد إمتى…
وهو؟
يمكن لسه بيحبني،
بس اختار يصدق اللي بيبعدنا… مش اللي جمعنا.

---

رانيا كسبت خطوة جديدة،
وأنا خسرتني… وخسرته.

تعليقات



<>