
رواية ارملة اخي
الفصل الخامس والعشرون25
بقلم فاطمه الالفي
بعد مرور يومين غادر فارس المشفى وظلت قدر جانبه ليسترد صحته وتوطدت علاقتهم وأصبحت اقوي ، إلى أن شاركها كل مايخطط له بخصوص عمله وهى أيضا شاركته مشاعرها التى تخفيها عنه وقرروا سويا عندما يتعافى ويسترد صحته سوف يصطحبها لمتخصص بالعلاقات الزوجيه لكي يتخطو مرحله الماضي وينهدم الحاجز الذي مازال بينهم وهها و وجود سند عائق لإكمال علاقتهم معا...انشغل قاسم بحل لغز القضيه المعقده التى أمامه ولكن كان يشعر داخله بالتخبط والتشتت بسبب ما قالته ورد فى اخر مقابله بينهم ،قرر الذهاب الى صديقه ويرتبون أفكارهم بعدما تأكد اليوم من مغادره عائله الطبيب للبلاد ،وقبل أن يغادر مكتبه طرق أحدي العساكر بابه ودلف يؤدي تحيته العسكريه ويخبره بوجود شاب وفتاه نشبا بينهم شجار قوي واتهام بالسرقه .
زفر أنفاسه بضيق ثم عاد يجلس خلف مكتبه : امري لله ابعتهملي اشوف الحكايه
غادر العسكري الغرفه ثم عاد ثانيا بعد عده دقائق وهو يمسك بمرفقهم ليدلفوا معا لداخل
- تحت امرك يا فندم
رفع مقلتيه لينظر لكلاهما وهو يهتف بحده : عايز افهم ايه اللى حصل
جحظت عيناه بصدمه عندما وقعت على الفتاه التى تطالعه بقوه
أما عن الشاب فبدء فى ثرثرته بصوت عالٍ ، لم يستمع له فقد كان منشغل برؤيته لتلك الفتاه الصامده امامه وهى ترمقه بنظراتها القويه وكأنها لم تفعل شيئا
أشار للعسكري : خده معاك واستناني بره ،افهم من البنت الحكايه الاول
نفذ العسكري أوامره وغادر مكتبه ، لينهض قاسم من خلف مكتبه ويتقدم بخطواته ليقف أمامها ويهمس بصوت حاني : ورد ايه اللى جابك هنا
تنهدت بضيق وهى تقص عليه ما فعله الشاب : والله أنا خارجه من بيتنا كعاده كل يوم ، لو عندي شغل فى مكان بروحه ، فى ست صاحبه بوتيك ملابس، كلمتني وطلبت اروحلها وعرفت منها أنها بتصفي شغلها عشان مسافره ومحتاجه اوضب المكان ، روحت فعلا هناك وخلصت شغلي وقبل ما امشي لاقيت واحد داخل المحل وعمال يستظرف معايا ويستخف دمه ، لم صديته وبعدت حاول بحريني فى المحل ، ضربته وناس اتلمت ووقتها اتهمني بالسرقه ،وبس جينا على هنا .
همس بانفعال :يعني ايه قرب منك الحيوان ده
- أنا مسمحتلوش اصلا يقرب وضربته وعشان كده اتبلى عليه بسرقه فلوس والمحل اصلا كان شبه فاضي .
- انا هتصرف معاه وهجبلك حقك وديني لندمه على أن فكر بس يتكلم معاكي
صرخ بصوت جلي: يا عسكري
دلف على الفور : تحت امرك يا فندم
- هاتلي الواد اللى بره
- تمام يا فندم
نظر لها بحده بعدما غادر العسكري : مافيش شغل تاني انتي فاهمه ، بلاش تعرضي نفسك للمواقف دي ، انتي اغلى من كده بكتير بلاش تهيني نفسك
همست بضيق : شغلي مش اهانه ولا يقلل مني يا حضره الظابط
دلف العسكري فى ذلك الوقت وهو يمسك الشاب من ذراعه ، وقف الشاب أمام قاسم وهم بالتحدث ولكن سبقة رد فعله القاسي وهو يلكمه بقوه أعلى وجهه لتنساب الدماء من فاهة
وضع الشاب كفه يتحسس الالم وهتف بانفعال : انت ازاي تعمل كده ، ده بدل ماتخدلي حقي منها
مسكه من تلابيب قميصه وهو يهزة بانفعال : انت تخرس خالص ، غلطان وكمان بتقاوح ، أنا هندمك على اللى عملته معاها ودلوقتي حالا تتنازل عن محضر السرقه وإلا هوديك ورا الشمس وهتدفع تمن قله ادبك
عسكري منير خده على الحجز عايزة يتربى ويعرف بغلطته عشان مايفكرش مجرد تفكير يقرر اللى عمله مع اي بنت تانيه
جذبه العسكري من يده وغادر به الغرفه والشاب يهتف بانفعال : قول أنها احلوت فى عنيك وعشان كده واقف معاه ضدي
هتف بصوت حاد : انت تخرس خالص يا زباله انت وهى فعلا تخصني ، واللى يجي عليها هفرمه ، دي خطيبتي
وقف مكانه يهتف باستنكار : ولم هى خطيبتك بتشتغل الشغلانه دي ليه
نظر لها قاسم بجديه : الوضع ده هيتغير خلاص ثم نظر للعسكري بحده :
- انت مستني ايه خده من وشي بدل ما يشوف وشي التاني
هتف بصوت عال : قدامي يا لا ومش عايز اسمع صوتك
زفر بقوه ثم التقط مفاتيح سيارته وجذبها من رسغها يغادر بها مكتبه ولم يكترث لنظرات الجميع ولا لمحاوله افلات يدها ، وقف امام سيارته فتح لها الباب لتستقل بالمقعد وهو يهمس بجديه : اركبي ، هوصلك
ثم دار حول السياره واستقل مقعده أمام المقود وانطلق فى طريقه إلى حيث منزلها ولم يتفوه بشئ اخر طوال الطريق ، وبعد مده من الزمن وقف امام العقار التى تقطن به ثم ترجل من سيارته وفتح لها بابها لكى تترجل هى الأخرى ونظر لبندقيتها بحب : مافيش شغل تاني يا ورد
همست بحده : انت مين اصلا عشان تقولي اعمل ايه وماعملش ايه ، انت مالكش حكم عليه ولا ليك دعوه بيه اصلا وشوف حالك بعيد عني يا حضره الظابط
قبض على معصمها بقوه يمنعها من الفرار : كلامي هيتسمع وانا ماكدبتش لم قولت انك تخصيني وخطيبتي وكلامي هيطبق يا ورد بالحرف الواحد ودلوقتي حالا هطلع معاكي بيتك اتكلم مع أهلك
هزت راسها بالرفض : لا لا بلاش ، أنا ماليش غير بابا وهو تعبان مش ناقص مشاكل ولا يتحمل فوق طاقته ، بابا كفيف و لسه خارج مع عمليه فى عينيه وللأسف ربنا مااردش يسترد بصره تاني ، ارجوك امشي دلوقتي بابا مش ناقص كفايه اللى هو فيه
انسابت دموعها وهى تنظر له برجاء ، تنهد بضيق وهو يرفع أنامله ليكفكف دموعها ويهمس لها بدفئ : ماتعيطيش طول ماانا موجود ، وماتخفيش مش هعرف باباكي باللى حصل ، بس ده مايمنعش أن موافق على شغلك ، الشغل خلاص لحد هنا وكفايه اوي ، الكلام بينا لسه ماخلصش يا ورد وعايزك تحددي ميعاد مع والدك اجيب خالتي وابن خالتي ونيجي نطلب ايدك انتي فاهمه
ركضت من أمامه هاربه كعادتها ليهتف بصوته القوي : ماتتأخريش عليا فى الرد وإلا هطب عليكم كده من غير ميعاد وانتي حره بقى ، أسرعت فى خطواتها لتختفى عن أنظاره ،وقفت امام باب المنزل تضع كفها الصغير أعلى قلبها الذي ينبض بتسرع وكأنه يخبرها بأنه ليس بخير وما تشعر به ليس من حقها أن تحب وتعيش تلك المشاعر ، أما عنه فقد عاد إلى سيارته وبدء فى قيادتها وهو يشعر بالضجر بسبب ما حدث ، وقرر التوجه إلى منزل صديقه ليتحدث معه بامر هام يخص العمل
بالسويس ...
لا يزال متعب ولم يقدر على الحركه بمفرده ، شعر حسن بمدا حزنه واراد التخفيف عنه .
- بقولك ايه يا حسام ، ايه رايك نطلع فوق السطح هتشم هوا يرد الروح وندردش شويا مع بعض
نظر له بحزن وهمس بأسف : أنا آسف يا حسن ، وجودي هنا لخبطلك حياتك كلها
ربت على كتفه بحنان ومد يده ليمسك بها بقوه وسار جانبه بخطوات بطيئة : ماتقولش كده يا جدع انت ، كده كده مراتي على وش ولاده ومحتاجه تكون عند اهلها وانت هنا فى بيتك واشيلك فوق دماغي كمان يا جدع ، السويسه جدعان قوي على فكره
ابتسم له بخفه : ربنا يقومهالك بالسلامه وجدعنتك معايا هتفضل جميل فى رقبتي ، انت ابو الجدعنه يا ابو علي
اجلسه برفق أعلى سطح المنزل :
- هعمل كوبيتن شاي وراجعلك تحكيلي عن حياتك
اؤمي له بالايجاب ، بعدما هبط حسن الدرج استمع لطرقات خفيفه أعلى باب المنزل ، توجه لفتحه ليتفاجئ بشقيقه زوجته :
- ايمان ، خير فى حاجه ؟
ابتلعت ريقها بتوتر : ابدا يا حسن كنت جايه اطمن على الاستاذ حسام وأشوف جرحه لازمه تغير عشان كان ملتهب
- ماتتعبيش نفسك يا ايمان ، أنا عملتله اللازم
- كده طيب تمام ، ممكن اطلع اجيب هدوم لبياضه طلبتهم مني
- اكيد يا ايمان البيت بيتك ، وانا داخل المطبخ اعمل شاي ، انتي مش غريبه
تطلعت حولها بتسأل : امال فين الاستاذ حسام
هتف وهو يسير فى طريقه إلى المطبخ : فوق السطوح
أسرعت فى خطواتها تصعد الدرج لتصل إليه ، وقفت تتطلع له دون أن يشعر بها ، فقد انجذبت له وأعجبت به منذ أن وقعت عينيها عليه ، بعدما استرد وعيه ، حتى انها رسمت احلام ورديه تجمع بينهم .
اقتربت منه بابتسامتها الرقيقه ولمعت عينيها بالسعاده عندما التقت عيونهما ، أخفض حسام بصره سريعا
جلست امامه وهمست برقه : -صباح الخير يا حسام ، عامل ايه دلوقتي
استغرب وجودها ورفع الالقاب بينهم رغم فارق العمر الذي تعدى عشر اعوام
حاول رسم ابتسامته وهو يجيبها بهدوء : صباح الخير
وضعت كفها الرقيق تتحسس ظهره وهى تهمس بصوتها الهادئ : تحب اغيرلك على الجرح
ابتعد عنها بضيق ورغم ألم ظهرة الا انها انتفض من مكانه لكي يبتعد عن تلك المراهقه الصغيره ثم نظر لها بحده : شكرا يا إيمان ،حسن بقى يغيرلي على الجرح ، ياريت انتي تركزي فى دراستك وبس
وقفت هى الأخرى تنظر له باعجاب ، اندفعت بمشاعرها وظلت تتأمل ملامحه عن قرب ، زفر انفاسه بضيق بسبب ذلك الحصار ثم تحدث بصوت غليظ :
- انتي جايه ليه وفين حسن
تعمد ان يذكرها بوجود حسن ، ابتلعت ريقها بتوتر وعادت بخطواتها للخلف
- كنت جايه اخد طلب يخص بياضه
دلف حسن فى ذلك الوقت وهو يهتف بضيق : وخدتيه ولا لسه يا إيمان
نظرت له بتوتر وهمست بصوت مبحوح : خدته وكنت ماشيه على طول
- خلى بالك من نفسك ولو بياضه احتاجت لحاجه بلاش تتعبي نفسك ، خليها تتصل بيه وأنا اجبلها طلباتها لحد عندها
- حاضر
اسرعت فى خطواتها لتهبط الدرج ومن ثم تغادر المنزل بتوتر وهى تحاول استرداد انفاسها المضطربه ،تخشي ان ينفضح امرها ..
جلس حسن ووضع صينيه الشاي ثم التقط كوب يعطيه لحسام
التقطه حسام وهو يتمتم بالشكر
بعدما ارتشف القليل منه نظر له بجديه : أنا لازم امشي يا حسن ، كتر خيرك على كل اللى عملته معايا و
- وايه كمان يا جدع انت ،احنا اتفقنا مش هتمشي من هنا غير لم تسترد صحتك ، احكيلي بقى عشان انا حابب اسمع حكايتك عشان احكيلك حكايتي أنا كمان
ابتسم له بالم وبدء يقص عليه منذ أن كان طفلا صغيرا وقُتلت عائلته امام اعينه الى ان اصبح ضابط وله سلطات واراد الاقتصاص لمقتل عائلته ولكن أنتهى به الحال بمحاوله قتله هو الاخر ..
أستمع له باهتمام الى ان أُغرقت عيناه بالدموع عندما راء الدموع متحجرة بمقلتيه حسام ، ربت على كتفيه ليعانقه حسام بقوه وتنساب دموعه
همس حسن بصدق : انت مش لوحدك ، من دلوقتي تعتبرني اخوك ،تعرف ان يتيم زي حالتك
ابتعد عنه بهدوء وحاول رسم ابتسامته : انت فعلا اخويا ويلا صدعني بقى
" اهلى ماتو تحت الانقاض من تلاتين سنه وأنا كنت لسه صغير عند ستي ،فضلت عايش معاها خمس سنين لحد لم هى كمان اتوفت ، صاحب ابويا الله يكرمه شيخ الصيادين هو اللى رباني واشتغلت شغل ابويا واجدادي ماعنديش حاجه تانيه اعملها غير الصيد وكبرت بقى واتجوز من بنت الشيخ" مرسي " بياضه وهى خلت حياتي بياضه فعلا واهو متجوزين من خمس سنين وماكنش ربنا لسه اراد ان يرزقنا الاطفال والحمدالله صبرنا وربنا رضانا ومستنين فرجه وربنا يقومها بالسلامه هى واللى فى بطنها
- ان شاء الله يقوملك بالف سلامه ، ماعرفتش نوع المولود ايه
- ماخبيش عليك بياضه كانت هتتجنن وتعرف بس أنا مارضيتش وقولت هنفرح بيه وقتها سوا ولد او بنت الحمدلله دة رزق من ربنا ومافيش اعتراض عليه المهم صحتهم عندي بالدنيا
- ربنا يخليهم ليك
- امين يارب وربنا ينولك اللى فى بالك يا رب وترجع بالسلامة لمرتك ولاهلك
- يارب ، فعلا ربنا كبير وزى ماعوضني عن اهلي عوضك أنت كمان عن اهلك , ربنا رحمه كبيره اوي
- طول عمري اسمع أن ربنا ارحم علينا من رحمه الام بولدها ، ولم كبرت فهمت وعرفت معنى الكلمه دي كويس ، لولا رحمه ربنا ماكنتش هكون عايش دلوقتي وعندي بيت واسره وسند وانت كمان يا حسام ,,لولا رحمه ربنا بيك ماحدش عارف كان مصيره ممكن يكون ايه غير ظابط كبير وسط عيله بتحبك وبتخاف عليك ولاقيت بنت الحلال اللى هتعوضو بعض عن سنين الحزن اللى عشتوها
- فعلا احنا ربنا بيحبنا اوي يا جدع
ضحك حسن بقوه على تقليده لحديثه
تنهد حسام بحزن ثم همس بوجع : نفسي اشوف رنيم عامله ايه فى غيابي وياتري صدقو ان مت ولا لسه جواها آمل أن راجع تاني .
-ربنا هيجمعكم من تاني بس انت قول يارب
- يارب
- مانتاش فاكر أي رقم تتصل بيه وطمنهم عليك وكمان تطمن انهم بخير
حك جبينه بقوه :
- ذاكرتي مشوشه مش متذكر اي ارقام ، دماغي مافهاش غير يوم الحادثه والانفجار اللى حصل وبس
- انت معانا تسترد صحتك وهنزل معاك اوصلك لبيتك وتوعدني انك كسبت أخ زى ماانا كسبتك
ربت على كتفه بقوه : طبعا يا حسن انا كسبت اخ جديد فى عيلتي ولازم هعرفك على عيلتي وتاكل معانا عيش وملح وعلاقتنا تدوم ان شاء الله لحد لم نقابل ربنا
صفا سيارته اسفل البنايه ثم اخرج هاتفه ليهاتف صديقه ..
كان فارس ممدد بجسده اعلى الفراش وفجاه صدح رنين هاتفه ، التقطه من اعلى الكومود ليجيب على المتصل الذي وجده صديقه .
- ايوه يا قاسم
تنهد بضيق ثم اخبره بانه امام البنايه ويريد التحدث معه ، اذن له بالصعود ثم أغلق الهاتف ونهض من فراشه يبحث عن قدر ، الذي وجدها بالمطبخ .
اقترب منها بهدوء : حبيبتي بتعملي ايه
نظرت له بقلق : ليه قايم من السرير ،انت تعبان من فضلك ارجع سريرك تستريح
ابتسم لها برقه ثم طبع قبله رقيقه اعلى خصلاتها وهمس وهو يتطلع لخضرويتها الساحرة : زهقت من السرير وأنا مش متعود على قعده البيت اصلا ، المهم ادخلي غيري هدومك عشان قاسم طالع
قبل ان ينهى كلماته ، رنين جرس المنزل اخبرهم بالقادم
- اهو قاسم جي ، أنا هفتح وانتي غيري هدومك واعمليننا كوبيتن قهوه ودخليهم المكتب ،فى شغل مهم هنتكلم فيه
تركها بالمطبخ ثم اقترب من باب الشقه ليفتحه ويستقبل صديقه العابث ، ثم سار به الى حيث غرفه المكتب ثم أغلق الباب خلفه .
بعدما جلس قاسم اعلى الاريكه وفارس جانبه ، همس فارس بقلق :
- مالك يا بني قالب وشك ليه ؟ وصلت لحاجه جديده ؟
- لاقيت بلاوي وأنا بفرغ كاميرات الميناء بس ماجتش فرصه نتكلم وانت انصبت ودخلت المستشفى
نظر له بترقب : قول يا بني لاقيت ايه ؟
- أولا أنا بعد حادثه حسام فضلت يومين هناك وروحت اتكلم مع الناس المصابين اثر الإنفجار اللى حصل والكل بياكد ان حسام نبهم بوجود قنبله وماحدش قدر يساعده يخرج من العربيه اللى هى مفروض انها عربيته تمام ، ازاى بقى حسام ماعرفش يخرج من عربيته وده هو السؤال المهم واللى مالقتلوش اجابه لحد دلوقتي ، قولت اتكلم معاك ونفكر سوا لو حصل لحد فينا نفس الموقف ايه التصرف اللي هيجي على بالك اول حاجه هتعمله لم تحس بوجود قنبله فى عربيتك ؟
- أكيد هخرج منها بسرعه وهحذر كل اللى موجودين يبعدو
- تمام ولو فعلا حذرتهم ايه ممكن يمنعك انك تخرج من عربيتك وحياتك أنت كمان مهدده وفى خطر
- مافيش غير ان ممكن الابواب متقفله ومزرجنه مش عارف اخرج
- فرضا ده حصل فعلا ، هتتصرف ازاى وايه رد فعلك ؟
- أكيد هحاول أتصرف واكسر زجاج العربيه عشان اعرف اخرج
- عملت كل المحاولات وفشلت انك تخرج وانت فى عربيتك لازم تكون فاكر وكمان معاك مفاتيحها صح ، يبقي ليه حسام ماقدرش يخرج
- صح حسام ليه ماخرجش مش معقول حسام بجسمه ده وماقدرش يكسر زجاج العربيه وليه اصلا مفاتيح عربيته مافتحتهاش ؟
- ايوه ليه بقي الا لو كانت العربيه مش بتاعت حسام اصلا
- بس ليه حسام ركبها , معقول يكونو بدلو العربيه ؟ هو حسام نزل منها يا قاسم ؟ في كاميرات مراقبه وضحت أي حاجه ؟
- فعلا حسام نزل مع عربيته وبعد شويا كان معاه فون والمكالمه دي استمرت نص ساعه والغريب انها مكالمه دوليه ،من رقم أمريكي ، ممكن جدا فى الوقت ده العربيه اتبدلت بعربيه تانيه خالص ،يادوب ثبته لوحه عربيه حسام بس عليها ، ده غير ان تقرير المعمل الجنائي بياكد ان العربيه متصنعه من معدن قويه جدا ونادر تصنيعه والعربيات اللى زي دي بيستخدموها فى الحروب ،العربيه بقت هيكل يا فارس بس متجمعه كتله واحده ، وانت وأنا وكلنا عرفين ان عربيه حسام عاديه جدا زى عربيتنا مافيهاش كل الاماكنيه دي ، يعنى لعبوها صح لم خططو يبدلو العربيه عشان حسام مايفلتش منها
- طب وحسام تفتكر يكون قدر فعلا يكسر الازاز وينط منها ولا بصراحه لسه عندي امل يكون حسام لسه عايش
- أنا متاكد ان حسام عايش يا فارس ،لان التقرير الحقيقي ان طلبتة من دكتور عبدالهادي يخفيه وقت التحقيق فى المينا ويجبلي تحليل مبدئي ، عشان الشك اتزرع جوايا من كل اللى كانو موجودين فى المينا والحمدالله التقرير جبهولي امبارح وبياكد ان مافيش أي اثر لحسام والخلايا البشريه الموجوده فى العربيه فعلا تخص حسام بس مش شرط تكون لجثه حسام ، وده بياكد ان حسام خرج منها بس فين ماحدش يعرف ،، جايز بسبب قوه الإنفجار دفعت حسام للبحر .
- طيب ليه ما بلغتش البحريه تبحث عنه يا قاسم
زفر بضيق : بلغت فعلا وفى مجموعه نزلت تبحث عنه بس خرجو بالسلاح بتاعه ومحفظته وده اللى اكد لي ان حسام عايش بنسبه كبيره ، بس ماعنديش تاكيد لمعلوماتي ولا اثبات وعشان كده مابلغتش سياده اللواء خايف اديلهم امل و انت عارف الباقي
تنهد بضيق : حسام لو بخير كان رجع ، أكيد هو اتصاب فى الإنفجار ، بلغ كل المستشفيات هناك باوصافه واي حد يعرف معلومه عنه يبلغنا ، أكيد حسام فى السويس وان شاء الله هنقدر نوصله
- اديت تعليمات بكده فعلا ، اما بقى بخصوص الملف بتاع عسكر مافيش هاكر عارف يفك شفرته ولم سالت اللواء اكمل عليه ممكن يكون عنده معلومه ، حسيته اتوتر وقال مااعرفش حسام يقصد بيه ايه ، ممكن ملف فاضي ، بصراحه رده مااقنعنيش ، واه أنا اتاكدت من شركه الطيران ان بنت دكتور ثروت ومراته بقو خلاص فى النمسا من امبارح بالليل ، هنعمل ايه دلوقتي ، لازم ترجع الشغل عشان مافيش غيرك يحقق مع الكلاب دول وتصدر أمر القبض عليهم ونوجه لهم التهم ومافيش غيرك يا فارس لازم انت اللى تمسك القضيه أنا مش ضامن اى وكيل نيابه غيرك .
-دكتور وجدي كاتبلي اسبوعين راحه بس أنا هحاول اقتصرهم على اسبوع او اقل عشان فعلا لازم أكون موجود واحقق بنفسي ، خلى كل الاوراق والملفات دي فى خزنه مكتبك يا قاسم ، أنا مش ضامن مين ممكن يدخل مكتبي وياخد كل ملفات ادانه طارق وسامي وكل المافيا اللى معاه ، وكمان حكايه تعبي وموت حسام بالنسبالهم هيطمنهم الفتره دي وعايزك أنت كمان تشغل نفسك فى أي قضيه تانيه عشان هم يطمنو على الاخر ولم نضرب ضربتنا الكل يتفاجي بيها ، هم دلوقتي فى فتره امان ، وحاسين بانتصارهم ، بس تفتح عنيك على ابن سامي أكيد هيحاولو يهربوهم تاني
- لا ماتخفش أنا مشدد الحراسه عليهم وكمان هم حبس انفرادي واي حاجه بتدخل بشوفها أنا الاول
- طب ده بالنسبه للشغل بالنسبه ليك انت ايه بقي
- ايه فى ايه
طرقت الباب بخفه ثم دلفت تحمل بين يديها الصينيه الموضوع اعلاها كوبان من القهوه : اتفضلوا القهوة
نظر لها فارس بابتسامه : تسلم ايدك
همس قاسم بهدوء : شكرا
همت بالمغادره ولكن استوقفها قاسم بصوت جلي : مدام قدر لو سمحتي ممكن خدمه
نظرت له باهتمام : أكيد اتفضل
نظر لفارس بتردد : بعد اذنك يا فارس طبعا
- فى ايه يابني قلقتني ؟
- خلي مراتك تقعد ممكن
- اقعدي يا قدر لم نشوف فى ايه .
جلست بجانب زوجها تطلع بغرابه لذلك الشخص المريب بالنسبه إليها .
همس قاسم بضيق : فى حاجه مهمه عايز احكيهالك من ساعه لم جيت يا فارس
- وعشان كده سالتك مالك فى ايه اتكلم يا بني أنا على اخري
- حاضر هتكلم، بس ياريت تسمعوني للآخر
تحدث بنفاذ صبر : اخلص
- من فتره مش بعيده ولا قريبه ، شوفت بنت خبطها بعربيتي وبصراحه نزلت اشوفها حصلها ايه لاقيتها زعلانه وبتعيط مش عشانها هى لا عشان التورته اللى وقعت منها بسببي ، المهم وقتها جبتلها غيرها واعتذرتلها وكمان وصلتها لبيتهم ، وكنت بفتكر الموقف ده بيني وبين نفسي واضحك حتى لو كنت مخنوق من الشغل كانت مجرد طيفها يجي على بالي اضحك وشوفتها كمان مره صدفه هنا تحت العماره وبردو خبط فيها وحبيت اشاكسها وهى بصراحه ماقصرتش كان لسانها مش قادر اقولك ،وبردو فضلت شاغله بالي فتره وبعدين سافرت السويس وانشغلت هناك وفى وقت حزني على حسام كنت حاسسها جنبي وبتحاول تواسيني وتضحكني ، كنت بفتكر ضحكتها واخرج من حزني , ماكنتش اعرف ان اللى انا فيه ده حب ، بس من وقت لم قابلتها وهى شغلت بالي وتفكيري ، المهم شوفتها كمان مره هنا وفى بيتك وقتها قولت لازم اصارحها بمشاعري مش معقول هفضل أحب من بعيد لبعيد ، أكيد دلوقتي عرفتو بتكلم عن مين " ورد "
صارحتها بمشاعري وان جاد عايز ارتبط أنا مش طايش ولا صغير هلعب بيها ، فاجئتني بصدها وانها بتقولي أنا خدامه وبشتغل فى كل بيت شويا وسابتني وهربت زى كل مره اشوفها وتهرب مني بردو ، بس أنا كلامها ماغيرش حاجه من جوايا نحيتها بجد ، بس أنا انشغلت باللى كنت مكلف بيه يا فارس وانهارده قابلتها ومش هتصدق فين ، فى القسم عندي ، حد قل ادبه عليها وهى عرفته مقامه شوفتها جدعه بصراحه ههه بس قولتلها مافيش شغل تاني ووصلتها بيتها وكنت هطلع اتكلم مع اهلها ، عرفت وقتها مالهاش الا والدها وللأسف كفيف ورفضت اتكلم معاه فى أي حاجه ،انا دلوقتي محتاج منك انت وقدر تساعدوني .
- وليه ماقولتليش اول لم قبلتها ولا حتى عرفتني اسمها كنت على الاقل ماعرضتهاش لموقف زى ده يا قاسم انها تقلل من نفسها ، ورد فعلا بنت جدعه وبميت راجل كمان ساعدة ابوها واشتغلت بنفسها جنب تعليمها لم خدت ثانويه عامه وعندما كرامه ماتقبلش حاجه على نفسها هي مش تعبت فيها ، للأسف حاولت اجبلها شغل كتير بس عشان ماعهاش موهل كان صعب وهى كانت قابله باي حاجه ، واحده غيرها بظروفها كانت ممكن تضيع لكن هى حافظت على نفسها وعلى ابوها وراعته فى مرضه ، المهم دلوقتي أنا معاك طبعا ولو عايز اتكلم معاها او مع عمي محمود ماعنديش أي مانع المهم انك شاريها وبتحبها بجد يا قاسم
- أنا فعلا بحبها وعايز اتجوزها من دلوقتي كمان ،وبلاش شغل تاني ،ممكن اكلم دودي تشغلها معاها فى الجامعيه بتاعتها ، عشان عارف ومتاكد ان شخصيتها مش سهله وهتتعبني معاها ، وياريت قدر تحاول تقنعها بالشغل الجديد بلاش تعرف انه عن طريقي عشان ماترفضش وأنا هتكلم مع دودي عنها عشان تعرف انها زوجه المستقبل وأحاول اقرب منها خطوه خطوه ، عشان بس ماتقولش عليه متسرع
ضحك فارس بقوه ثم ربت على كتف صديقه : ماشي يا صاحبي أنا وقدر هنظبطلك الموضوع ماتقلقش
تنهد بارتياح ونظر لصديقه بجديه : اتاري الحب حلو يا وكيل وأنا مش عارف
- واديك عرفت هههه
ابتسمت قدر ثم همست بصدق : أنا عندى فكره أحلى بخصوص شغل ورد وأنا هكون معاها
نظرو لها بتسأل : فكره ايه ؟
- لم اتعرفت على ورد ،كان عندها حلم صغير نفسها تكبر وتحققه وأنا اعجبت بنفس تفكيرها وطلبت منها نتشارك الحلم سوا
ابتسم لها بحب : كرفان
اؤمت له بالايجاب : كرفان متنقل للوجبات السريعه ،مشروع صغير وخاص بينا وبمجهودنا ، نكبره ونكبر بيه ومع الوقت نفتح مطعم صغير والمطعم يكبر واحلامنا معاه تكبر
اعجب قاسم بتفكيرهم : يبقي تمام شوفو مطلوب مني ايه انفذه ، أكيد حاجه زي كده محتاجه ورق وترخيص وكمان اذن وزراه الصحه ، أنا هخلص كل المطلوب فى يومين وانتى بقى ظبطي مع ورد بمعرفتك
نهض من مكانه : هستاذن أنا بقى ،على اتصال بقى يا وكيل
- استني اتغدا معانا.
- لا المرة الجايه مع مراتي ههه
نهض هو الاخر ليودعه وهو يربت على كتفه بحنان : ربنا يسعدك يارب يا صاحبي
ارسل اليه غمزته المشاكسه : عبقالنا فى ليله واحده بقي
- نخلص بس من الحيتان اللى حوالينا وبعدين نعيش حياتنا فى سلام
- يااه نفسي اخلص عليهم بايدي واريح البشريه منهم
- هيحصل ان شاء الله
انشغلت قدر بعمل دراسه جدوي لحلمها الصغير وقررت الاستعانه بجودي فهى لديها خبره أكبر بسبب دراستها فى اداره الاعمال ولم تتاخر جودي عنها بلا قررت ان تشاركهم المشروع وان تبدء بدايه جديده هى ورنيم وتعرفو الفتايات ونشات بينهما الصداقه والمشاركه فى مشروع واحد يجمع بينهم ، وبدوء العمل به بالفعل بعد أن انهى قاسم جميع اوارق الترخيص وتم شراء الكرفان المناسب لهم وهم من تولو نقش بعض الرسومات الخاصه بالطعام اللذين سوف يقدمونه وتم تجهيزة من الداخل ،كما انهم قرروا بان يعملو به على فترتين فتره صباحيا واخرى مسائيه ، الغابه الصباحيه تعمل على اشرافها ورد وقدر ، والمسائيه خاصه برنيم وجودي . .
وبعد مرور اسبوع من التحضيرات تم بدء العمل به اليوم .
اما عن حسام فبعد ان غادر حسن لعمله بالبحر ،قرر ان يترك منزله فلا يستحق حسن منه ان يخذله بعدما استئمنه على بيته وعرضه ، ولكن لم يعد يتحمل نظرات تلك الصغيره وتقربه منه ،رغم انه حاول صدها اكثر من مره واخبرها بانه متزوج ويحب زوجته وانها مازالت صغيره ولكن مازالت تتودد اليه وتخبره بانها تعشقه ، الا هذا الحد فاض به وقرر ان يترك المنزل بعدما يذهب حسن لعمله ..
التقط ورقه وقلم وقرر ان يترك له رساله ليودعه وقبل ان يخطى بيده كلمه ، سمع طرقات متتاليه اعلى باب المنزل ، توجه لفتح الباب ليجدها هى التى يحاول الفرار من حصارها الدائم .
- انتي يا بنتي مش هتعقلي بقي ، أنا واحد متجوز وأكبر منك ، انتي لسه صغيره ولسه يا ما هتقابلي ناس
نظرت له بحب : بس مش هقابل زيك ، مافيش حد زيك اصلا ، وبعدين انتى ليه بتكبر نفسك
- عشان انا كبير فعلا ،انتي اللى شيفاني صغير اوي فى نظرك واقدر اخون الراجل اللى قعدني فى بيته وامنلي وعشان كده أنا همشي دلوقتي
- لا ماتمتيش عشان خاطري ماتمشيش ،انا بحبك ولو بعدت عني هموت من غيرك
- استغغر الله العظيم يارب. انتى زى اختى الصغيره وبكره تفتكري الايام دي وتضحكي عليها ،مشاعرك دي غلط مش حقيقيه
اقتربت منه تحاول تقبيله وتهمس بصوتها الرقيق بحبه : ابتعد عنها وصفعها بقوه اعلى وجنتها لكي تفيق من نوبه جنونها وتعود الى رشدها ، وعندما هم بالقاءها همست بصوت باكي وهى تضع كفها اعلى وجنتها :
- بياضه بتولد ومش معانا حد ،ابويا وحسن فى البحر
جحظت عيناه بصدمه وهتف بانفعال : انتي أكيد مش طبيبعيه ، لسه فاكره تقولي ان اختك بتولد
، دلف لداخل المنزل يحضر المال الذي تركه حسن واعلمه بمكانه قبل ان يغادر فى رحلة الصيد ثم عاد إليها ،اتغضلي قدامي .
سار الى جانبها الى ان وصلا لمنزل والدها ثم دلف لداخل ليستمع لصرخاتها القويه ووالدتها تحاوطها بكلت يديها ولم تقدر على مساندتها ،وبياضه هى الأخرى ليس لديها قدره على الحركه فقط تطلق صرخاتها المتألمه ،اشفق على وضعها ثم اقترب من والدتها : تسمحيلي يا امي
ابتعدت عن ابنتها : خليك معانا الله لا يسيقك يا بني ، مش عارفين نتصرفوا لوحدينا
ربت على كتفها بحنان : ماتقلقيش يا امي ، بياضه اختي ومش هسيبها غير لم اخويا حسن يرجع بالسلامه ان شاء الله
حملها بين يديه وهتف لشقيقتها بان تستدعي سيارة أجرة لتقلهم الى المشفى ، وبالفعل بعد مرور نصف ساعه كانت تدلف لداخل غرفه العمليات ، وقف بالخارج بجانب والدتها القلقه يحاول أن يبث لها بكلمات تطمئنها ،الى ان استوقفته احدى الممرضات
- لو سمحت انزل بنك الدم محتاجين كيسين دم من فصيله المدام
- فصليتها ايه ؟
- o+ والفصيله دي مش متوفره
صرخ بهم بانفعال : يعني ايه مش متوفره هى مش دي مستشفي ولا جاينا العنوان غلط ، انتي ملزومه قدامي توفري ليها كل حاجه والا وربي وما اعبد لقفلكم المخروبه دي انتي سامعه
ارتجفت اوصالها وهمست باضطراب : يا استاذ مش ذنبي ، المدام معاها فقر دم من الشهر التامن وبلغنا زوجها يحضر الدم على الولاده ضروري ،خلاص شوف متبرع دلوقتي ، حالتها خطر وهتولد قيصريه وده جرح يعني هتخسر دم اكتر وممكن لقدر الله تدخل فى تسمم حمل ونزيف ومخاطر كتير
هتف بغضب : أنا مش استاذ أنا مقدم شرطه واي غلط هتتحاسبو عليه ، قدامي ورينا نتبرع بالدم فين
ابتلعت ريقها بصعوبه وسارت امامه بتوجس الى ان دلفت به داخل حجره باخر الممر
وجد بها طبيب شاب ،همست له الممرضه : دكتور سعد حضرة ظابط هيتبرع بدمه محتاجين فصيلة دم 0 ضروري
- حضرتك فضيلتك ايه
اجابه بضيق : ماعرفش شوف انت
عمل له اختبار بسيط بالفعل تطابقت الفصيلتين وبدء بسحب الدماء ..
بعد مرور ساعه اقتربت منه الممرضه تمد يدها لتعطيه المولود وهى تبتسم له : مبروك بنوته زي القمر
حملها من يديها برفق وقربها من قلبه الذي ينبض فرحا بقدوم ذلك الكائن الصغير ، ابتسم لوجهها الملائكي وهمس داخله " رحيق "
اقتربت منه إيمان بلهفه تريد حمل الصغيره الا انه رفض وهمس بحده: الأفضل تدخلي تطمني على اختك
قربها من جدتها ووضعها بحجرها : مبروك قدوم حفيدتك بالسلامه يا حاجه
ضمتها بحب : يبارك في عمرك يا حبيبي
وقف بجانب الطبيبه يطمئن على حالة الام ،اخبرته بانها بخير والان هى بغرفه الافاقه ولكن وضع الطفله غير مستقر ، يجب أن توضع الان بالمحضن ، همس بقلق: ليه مالها ؟
- دكتور الاطفال يفحصها ويطمنك ،فى مايه بسيطه كده بتتشفط من على الرئه عشان مجرا التنفس ونطمن على تنفسها وبعدين هتيجي فى حضن والدتها ماتقلقش .
حملها ثانيا من يد جدتها وحاول رسم الابتسامة : دكتور الاطفال محتاج يفحصها يا حاجه ، قومي حضرتك اطمني على والدتها ،وحمدلله على سلامتهم
- الله يسلمك يا بني ، اوع تهمل البت لحالها
- ماتخفيش مش هسيبها ،سار بخطوات سريعه وهو يضمها برفق الى ان دلف لداخل الحضانه وظل متسمرا مكانه والطبيب يفحصها بعنايه ثم وضوعها داخل محضن خاص بها وبدء الطبيب بسحب الرزاز العالق بصدر الصغيره ،استقرت تلك المحاولات لخمسه عشر دقيقه ،الى ان بكت الصغيره ، نظر له الطبيب بابتسامه :+
- هى بقت بخير الحمد ،هتفضل هنا اول ساعتين بس بعد كده هتروح لحضن والدتها
- تنفس الان بارتياح وظل بجانب الصغيره ..