
رواية ارملة اخي
الفصل العشرون20
بقلم فاطمه الالفي
حسمت امرها وقررت الاتصال به ثم وضعت الهاتف اعلى اذنها تنتظر اجابته بلهفه ولكن تبخرت احلامها وشعرت بالإحباط بعدما أنتهى الرنين ولم يجيبها الطرف الآخر ، انطفت ابتسامتها الشغوفه لسماع صوته الدافئ الذي يشعرها دائما بالأمان ،رغم كل شي تمر به الا انها تفتقده ،لم تيأس حاولت الاتصال مرارا وتكرارا الى ان خاب املها وانسابت دموعها بصمت ،وضعت الهاتف اعلى الكومود واجبرت عينيها على الخضوع للنوم لكي تنسى ما تشعر به الان .داخل كافيه المشفى ، كان يجلس به اكمل وفارس يتناقشون بعدة أمور تخص ما حدث ..
وحاول فارس التخفيف عنه فما حدث ليس بهين ولكن انها إرادة الله ، كان الحزن يغزو بملامحهم ,
تنهد اكمل بحزن وهو ينظر لفارس : احلام ماستحملتش الخبر وجالتها اذمه قلبيه ، الحمد لله مرت على خير بس لازم تفضل كام يوم فى المستشفى لم حالتها تستقر .
- ألف سلامة عليها ، ان شاء الله تقوم بالسلامه
- يارب ، جودي جنبها وأنا مش عارف هبلغ رنيم باللى حصل لحسام ازاي ، ده غير البنت لسه مافقتش من وفاة والدتها
- لازم حضرتك تبلغها وأنا هخلص كل اجراءات استخراج جثمان والدتها ، كمان ضروري جدا حضرتك تجيب اللاب بتاع حسام عشان ابعت لهاكر يفك شفرته عشان نفرغ اللى فيه ونثبت تورط سامي فى كل اللى حصل والا لسه بيحصل ويدفع الامن بقى , لازم نرجع حق حسام فى أسرع وقت وكمان رنيم تتهم سامي فى محضر رسمي ان هو ورا قتله .
تنهد بحزن ونهض عن مقعده : اول مره يا فارس احس ان ضهري اتحني وعجزت فجأة ، حسام مش بس ابني لا ده كان صديقي واخويا وكنت مطمن لم ربنا يسترد ودعته هيكون هو مكاني ويخلي باله من احلام وجودي ، كنت بقول هسيب راجل من بعدي يحافظ على عيلتي ، مش اخد العزاء فيه ،لله الأمر من قبل ومن بعد
وقف جانبه واقترب منه ليعانقه بقوه وهو يهمس له بوعيد : كلنا ولادك وفى ضهرك وحق حسام هنرجعه لازم حضرتك تكون واثق من ولادك لا هيغمض لينا جفن الا لم حق حسام وعيلته يرجع ، اوعدك بده .
ربت على ظهره بحنان ثم ابتعد عنه : ثقتي في ولادي بلا حدود ، ربنا معاكم ، أنا هطلع اطمن على احلام وبعدين اروح لرنيم ابلغها وربنا يقويني .
بعد ان توجه اكمل لغرفه زوجته ، استقل فارس سيارته ورحل هو الاخر ، عازم النيه الى عودته لمكتبه ليظل به يراجع اوراقه ويعيد ترتيب حساباته فى تلك القضيه المعقده
حفل خاص بهم يقتصر على وجودهم يحتفلون بما تم انجازه والخلاص من احدى ضباط الشرطه , ضحك باعلى طبقات صوته وهو يرفع كأس الخمر عاليا : نحتفل بقى بالخبر السعيد وولاءك لينا يا طروق، اللورد مبسوط منك جدا وكمان ده اثبت انك قدها وهتسد مكان رشدي ، عايز كمان ابشرك ان عادل المدنى بسبب اللى حصل لعمرو ، بيفكر يبعد وده مزعلني جدا ومزعل اللورد واحنا فى قانونا مافيش حد يسبنا والا يكون بيحفر قربه وبصراحه عادل حفر قبرة وللأسف مضطرين نريحه ونستريح منه للأبد .
رفع طارق هو الاخر كأسه ورطمه بخفه بكأس سامي : وماله يا باشا ، نريحوة اخر راحه ههههه ، ونحتفل احلى احتفال ،فى صحتك يا بوص
ارتشف كلاهما مشروب الخمر على جرعه واحده ، ثم تطلع طارق لسامي بخبث : هي القعده هتكون ناشفه ولا ايه
ضحك بقوه وهو يرسل اليه غمزه ثم اشار الى فتاتين امامه : لا طبعا هتستمتع بوقتك وسهرة سعيده يا طارق باشا
حاوط طارق احدى الفتاتين من خصرها وجذبها اليه يتطلع إليها بشهوه : بينا يا قمر نحتفل احتفال خاص
ضحكت الفتاه بدلع وانساقت معه لفعل المحرمات ،، اما عن الاخر فترك الفتاه الأخرى بعد أن طبع قبله تملك اعلى شفتيها وهمس بهدوء قبل ان يبتعد عنها : ثواني يا قمر وراجعلك هعمل فون بس ، جهزيلنا كأسين بقى
- عيوني يا باشا
دلف لمكتبه بخطوات سريعه ثم اغلقه خلفه بالمفتاح وجلس امام مكتبه يهاتف شخص ما ويقص عليه ما فعله طارق فى الخلاص من حسام او فهد كما كان يخدعه .
وبعد عده دقائق انهى المكالمه بضيق واراح ظهره للخلف وهو ينظر امامه بغضب ويهمس بفحيح كالافعى : بقى أنا سامي الحديدي بعد عمري كله اللى اشتغلته تحت طوعهم ، يجي حته عيل زى حسام يضيع كل اللى بينته ويزعل اللورد مني ، لا ده أنا احرق الكون كله باللى فيه ، واي حد يفكر يقرب مني هيكون هلاكه على ايدي ودورك جاي يا فارس باشا ، هخلص منكم واحد واحد واسم الحديدي هيفضل راعبهم ومعلم عليهم ، وبكده الداخليه ماحدش هيتجرا ويدخل عريني برجله ،عشان قبل ما يقرب هتكون اتكسرت .
انقضت الساعات عليها ببطئ وهى تنتظر افاقة والدها بعد أن تم اجراء العمليه له .
كانت تحتضن كف يده بين كفيها ومن حين لاخر تقبلها بحنان وتنساب دموعها الى ان شعر بها والدها وهتف بصوته الخافت مناديا بابنته الغاليه : ورد انت هنا يا قلب ابوكي
نهضت بفرحه تقترب من وجهه وتقبل وجنته : حمدلله على سلامتك يا قلب بنتك ، قولي تعبان حاسس بحاجه يا حبيبي
ابتسم لحنان إبنته وهز راسه نافيا : الحمد لله يا بنتي أنا بخير بفضل ربنا وبفضل الدكتور اللى عملي العمليه
- الحمدلله يا حبيبي ، الدكتور طمني وان شاء الله بعد أسبوع هيفك الشاش اللى على عينيك والعمليه هتنجح وهترجع تشوف نور ربنا من تاني
ضمها من كتفها ثم طبع قبله حانيه اعلى رأسها : أنا راضي الحمد لله بكل اللى ربنا كتبهولي وان عملتها عشانك انتى وبس ، مش عايز احرمك من فرحتك ونفسي اشوف ضحكتك الجميله تنور دنيتي واعوضك عن كل التعب اللى شوفته طول التلات سنين اللى فاتو
عانقته بحب وهمست له برقه : انت مخلف راجل يا حوده ويقدر يشيل مسئوليه جيش بحاله. , انت مستقل بيه ولا ايه
ضحك بخفه على مشاكسة إبنته ودعى داخله بان الله يعوضها خيرا عن كل ما عانته بعمرها الصغير هذا وهى متكفله بوالدها الضرير وتركت كل شي من اجله ، لم يطلب لنفسه شيئا ولم يفكر بحياته قط الا من اجل سعاده إبنته ويخشى ان يتركها وحيده بهذه الدنيا ولكن يعلم بان الله معها ولن تضيع بدونه .
ظلت متماسكه ترفض حتى البكاء وعندما استقر وضع والدتها ، تركت الغرفه وتوجهت على الفور الى المرحاض تريد أن تبكى دون ان يراها أحد ، فقد تماسكت بما فيه والان لم تعد قادره على اخفاء مشاعرها اكثر من ذلك ،، دلفت لداخل المرحاض وبعدما تأكدت بانها وحدها الان خارت قدميها ارضا وضمت قدميها لصدرها وتحاوطها بذراعيها ثم اطلقت لدموعها العنان ، بكت بكل ما تحمله من ألم داخل صدرها ، على صوت بكاءها فلم تعد قادره على حبس مشاعرها ، صرخت بصوت مرتفع تنادي روحها الأخرى التى فارقتها : ليه روحت وسبتني يا حسام ، انت عارف من غيرك هكون هشه ضعيفه ، انت قوتي يا حسام ليه سبتني فى الدنيا دي لوحدي ، سبتني قبل ما تصلح عيوبي يا اخويا ، أنا محتاجلك ، انت مرايتي واللى هتقدر تغيرني ، ليه خلفت وعدك معايا ليه .
افرغت كل طاقتها فى البكاء الى ان شعرت بالقليل من الارتياح ، لم تريد لوالديها رؤيتها بتلك الحاله المزريه ، قررت التوجهه الى كافيه المشفى الا ان تهدى ..
واثناء سيرها تعثرت قدميها وفقدت توازنها وقبل ان يرتطم ظهرها بالارض جذبها بذراعي القويه وهو يحاوط خصرها بقوه ، يرفض سقوطتها ، رفعت مقلتيلها تنظر لذلك الشاب وهو الاخر وقعت عينيه على جمال وجهها وتلاقت العيون ، هبط بمقلتيه يتفحص وجهها القريب منه ليعلو ثغره أجمل ابتسامه عندما عرفها ليهمس بدهشه : جودي ، مش تخلي بالك لتقعي
ابتلعت ريقها بتوتر ثم وقفت مستقيمه لتبتعد عن نظراته المصوبه اتجهاهه وهمست بصوت مبحوح : شكرا
همت بالابتعاد والمضى فى طريقها لداخل الكافيه ولكن لحق بها ايمن وهو يهمس داخله : شكرا ، بس كده ده اللى ربنا قدرها عليه ، البت دي مجنونه ولا ايه بالظبط
أسرع فى خطواته وبحث عنها بعينيه ليجدها جلست بمكان مبتعد عن الجميع ، لحق بها وجلس امامها دون استأذان : انتي كويسه ؟ ايه جابك المستشفي بالليل ، مش ميعادنا لسه بكره
تطلعت اليه بحزن ثم وقفت عن مقعدها ولكن قبل ان ترحل ،قبض بقوه على رسغها جعلها تنظر له بغرابه ليتحدث هو بصرامه : مش هسيبك تمشي قبل ما نتكلم وافهم فيكي ايه ؟ ماكنتيش بالشكل ده الصبح
همست بغضب : باي حق حضرتك تمسكني بالطريقه دي ؟ لا وكمان عايز تجبرني اقعد معاك واتكلم عن حاجه ماتخصكش اصلا
- لا تخصني ، ايوة تخصني انتي مريضه عندي ومسئوله مني وبكره هستلم تقرير بحالتك ومن هنا لحد لم اطمن انك بخير وكل حاجه زى الفل ، من حقي كطبيب افهم مالك بالظبط ، ثقي فيه
نظرت له بضياع : ماعنديش ثقه فى حد
شعر بحزنها ليهمس بصوت حاني : طب جربيني ممكن ؟
عادت تنظر له بعينيها الحائره وتسمرت مكانها ، عندما شعر بتخبطها سحب يدها برفق وجذب لها المقعد لتجلس عليه انصاغت له كالمغيبه ، ليجلس هو الاخر بالمقعد المقابل لها
- تشربي ايه ؟
هزت رأسها بالنفي وظلت صامته لعده دقائق ، كان يتطلع لها بهدوء ، احترم صمتها الذي طال ولكن عندما انسابت دموعها اعلى وجنتها شعر بوخذه داخل صدره ومد انامله ليمحي تلك الدموع وهو يتسأل بقلق : ارجوكي قوليلى مالك بجد ؟ حاسه باي تعب طيب ؟ الصداع شديد لو شديد أنا ممكن اجبلك اقوى مسكن هنا فى المستشفي
قاطعته بحزن : اخويا مات
صمت فجاه عن الحديث عندما استوعب ما قالته ثم مسح على لحيته الخفيفه بقله حيله ،سحب شهيقا ثم زفرة ببطئ ووجد نفسه يضع كفه على كفها الصغير يربت عليه بحنان وكانه يشاطرها ذلك الحزن الذي سكن قلبه هو الاخر من اجلها ، نظرت بقوه لكفيه القابضه بقوه على كف يدها ولم تبعد يدها بلا تمسكت بيده بقوه وهمست بصوت حزين : مش عايزة ابقى لوحدي
همس بصدق : مش هتبقي لوحدك وأنا موجود ،ماتخفيش أنا معاكي ، لو حابه تحكي أي حاجه جواكي أنا هسمعك بدون مقاطعه .
همست بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع له : ماما تعبانه جتلها كريزه القلب وهنا
نهض عن مقعده وجذبها لتنهض هى الأخرى : قومي نطمن عليها وان شاء الله هتبقى كويسه وتروح معاكي البيت كمان ، بس خليكي قويه عشانها
سارت جانبه بهدوء الى ان استقلوا سويا المصعد الكهربائي ومن ثم الى الطابق الثالث الذي يوجد به رعايه القلب ، وقفت امام الباب وتسمرت مكانها ، امسك بمعصمها ودلف لداخل العنايه وهو ينظر لها بتسأل : رقم غرفه ماما كام ؟
نظرت بجحوظ لذاك الفراش الفارغ وداهمها دوار قوي عندما انتابها القلق بخسارة والدتها هى الأخرى ،لم تعد قادره على النطق لتاتي ممرضه من خلفها وهى تهمس لها بابتسامه بشوشه : يا انسه والده حضرتك حالتها استقرت واتنقلت لغرفه عاديه( ٤٠٥ )
استردت انفاسها بصعوبه وتشبث بذراعه بقوه ، ربت ايمن على كفها المحاوط بذراعه : شوفتي ربنا كبير وحالة والدتك بخير ،ماتقلقيش
انسابت دموعها دون توقف وهى تنظر له بتشتت وتهمس باضطراب : انا لم شوفت السرير فاضي قلبي كان هيقف خلاص ، قولت هخسر مامي هى كمان ،لو ده حصل كنت انا مت بجد
ابتسم بخفه وربت على كفها : بعد الشر عليكي وعليها ، يلا قدامي كده نشوف ماما وجمدي قلبك
سار بها بالرواق إلى أن وقف امام الغرفه المنشودة وقبل أن يطرق بابها أتاه صوت من مخلفه مناديا إليه ، دار وجهه لينظر لصاحبة الصوت وجدها الممرضه الخاصه به :
- دكتور ايمن غرفه العمليات جاهزة ،حضرتك جاهز
نظر لساعه يده ثم نظر إليها : تمام يا منى ،خمس دقائق وهحصلك
بعدما رحلت الممرضه نظر لجودي بأسف : بعتذر ورايا عمليه مهمه دلوقتي ، بس هرجعلك تاني اطمن على والدتك ، ارجوكي خليكي قويه
هزت راسها بالايجاب وغادر هو فى طريقه للعمليات ، اما هي فظلت تتابعه إلى أن اختفى عن انظارها ثم تقدمت من باب غرفه والدتها وطرقته برفق ثم دلفت لداخل ، لتجد والدتها ممدده بالفراش ووالدها يجلس جانبها يمسك بيدها ويحاول بثها ببعض الكلمات المواسيه لتتخطى حزنها والتماسك من أجل صحتها وأجل عائلتها التى بحاجه إليها ، عندما وقعت اعينها الحزينه على وجه ابنتها الشاحب اشارت إليها وفردت لها ذراعيها لتقترب الاخيره تعانق والدتها بقوه والدموع تنساب من كلاهما ، تنهد اكمل بحزن وغادر الغرفه بهدوء ليختلي بنفسه ويطلق لدموعه العنان ويشرد فى ما هو اتى
بمدينه السويس ..
كان يتحدث مع احدى ضباط البحريه وينتظر قدوم تقرير المعمل الجنائي الذي احضره الضابط الآخر الذي شاهد الحادث بالميناء..
التقط قاسم المظروف بلهفه وبدء فى قرائته يبحث داخله عن املا اخر لعدم تصديق ما راءته عيناه ولكن تبخر ذلك الامل وعاد الحزن يطغو على قسمات وجهه.
همس الضابط بصوته القوي : افتكر وجودك دلوقتي مابقاش ليه داعي يا قاسم باشا ، الشحنه اللى تخص شؤكات الحديدي فى ميناء بيروت ومادخلتش حدود السويس ، يبقي كل الحكايه هترسي على مافيش فى الآخر
صرخ منفعلا : يعني ايه هنسيب سامي يفلت كده بسهوله ، جرا يا حضره الظابط لو هتياس كده يبقي بلاش نلبس البدله من الأساس ، بلاش نجيب حق كل شهيد ضحى بحياته فى سبيل القبض على الخونه ، نقف نتفرج وواحد ورا التاني بيموت مننا قدام عنينا ونسكت لم الدور يجي علينا ، هو ده المطلوب نعمله
ابتلع ريقه بصعوبه وربت على كتف قاسم :اهدى يا قاسم ، أنا مقدر حالتك والله وكلنا بنمر باللى انت بتمر بيه ، بس أنا مش قصدي هنقف ونتفرج ، بس أنا مش فى قدامي حاجه غير ان ادور على دليل واحنا مش فى ايدنا أي دليل يثبت تورط سامي ولا غيره ، كل اللى احنا نعرف مافيش دليله عليه ، كان قصدي ترجع القاهرة وتدور من هناك على الدليل ده عشان نقدر نوقعه سامي مش سهل وراه ناس اكبر منه ومش هيقع بالسهوله اللى انت فاكرها صدقني .
زفر بضيق وهمس وهو يبتعد عن الميناء : هرجع القاهرة بس مش دلوقتي ، سلام
تنهد بضيق وهو ينظر لصديقه الاخر : دماغه ناشفه وأنا بجد خايف عليه
- والله اللى حصل مش شويا ، كلنا على اعصابنا من وقت الإنفجار وفى ناس كمان اتصابت كتير ،سيبه يهدي ويقرر هيعمل ايه ، ربنا معاه ومعانا
- يارب .
كان منكب على مكتبه داخل مدريه الامن ،ظل ساهرا طوال الليل على تلك الاوارق التى امامه ، يتفحصها بكل دقه وتركيز ، الى ان اشرقت شمس الصباح ، ودق باب مكتبه احدى العساكر الذي يحمل بين يديه كوب القهوة خاصته ، وضعه امامه ثم ادى التحيه العسكري وغادر مكتبه ليدلف اخر ويخبره بان المتهم الطبيب (ثروت منيب ) يريد مقابلة الآن فى أمر هام ،زفر انفاسه بهدوء ثم اذن للعسكري باحضاره ليعلم ما هذا الأمر ..
بعد لحظات كان يدلف العسكري غرفه مكتبه ليترك له المتهم ثم غادر الغرفه .
تطلع فارس اليه بنفاذ صبر ثم اشار له بالجلوس : اتفضل اقعد لم نشوف عندك ايه جديد عايز تضيفه
هتف بتوتر : أنا استاهل الفضيحه وكل اللى حصلي لكن بنتي ومراتي مايستهلوش حاجه تحصلهم بسببي وأنا خلاص عارف ان حياتي خلاص ادمرت بلاش يدمرو معايا ، انا هحكي لسيادتك على كل حاجه وكمان مين ورا كل ده
أستمع إليه بانصات ليقص عليه الأخير ما حدث معه قبل عامين وتغيرت حياته منذ ذلك اليوم المشئوم ...
" الحكايه بدأت لم بنتي هنا اتخرجت من طب واتخصصت فى الجراحه ،واستلمت تكليفها فى مستشفي حكومي وبعد سنه اتنقلت لمستشفي خاص وكبير جدا فى البلد ، بقت تدخل العمليات وتشارك الدكتور المسئول عن الحاله ، وفى يوم ظهرت حاجات غريبه ،اكتشفت ان الدكتور اللى دايما بتكون مساعدته فى اوضه العمليات ان مشطوب من النقابه واتحقق معاه فى كذا واقعه اهمال وتسبب فى موت مرضاه ،ولم فضلت ورا اكتشفت كمان بيستغل المستشفي اللى هو شاغل فيها لعمليات مخالفه وحاجات مريبه اولهم أي جثه مجهوله الهويه كان بيتم حقن الجثه بماده معينه عشان تحافظ على كل اعضاء جسمه ووظيفهم عشان يتم نقل الأعضاء دي الاشخاص تانيه ومش بس كده ده بينقل الجثه فى طياره خاصه وطبيه على أساس أن لسه فى روح ومسافر لاي دوله يتعالج فيها وكل ده باوارق مزوره ، هنا لم عرفت اللى بيحصل راحت لمدير المستشفي تبلغه بكل التجاوزات اللى بتحصل من وراه فى المستشفي بتاعته واتبلغ عن دكتور طارق المنسترلي المسئول عن كل الفوضى دي ، الاول المدير ثار واوهمها ان متفاجى ومصدوم من اللى بيحصل وان هيتصرف وهى ماكنتش تعرف ان المدير ده هو بنفسه اللى بيحرك طارق وكمان هو شريك فى المستشفي ، عشان يسكتو هنا تم خطفها والتعدي عليها من طارق ومش بس كده لا صور كمان واقعه الاعتداء ولم عرفو انها بنتي ، اتصلو بيه يبلغوني اروح استلم بنتي ، ماكنتش اعرف لسه حاجه هنا ماكنتش لسه بلغتني باللى عرفته ،روحت فعلا العنوان واتفاجئت بمنظر بنتي اللى مش قادر انسان لحد دلوقتي وصوت صراخها اللى لسه فى ودني لحد اللحظه دي .
انسابت دموعه بغزاره وهو يتخيل إبنته امامه بتلك الحاله ، منما جعل فارس يشفق عليه ، التقط كوب من الماء واعطاه اياه : اتفضل اشرب
التقط منه الكوب بيد مرتجفه ، ارتشف بعض القطرات ثم وضعه اعلى المنضده وعاد يستكمل حديثه المؤلم :
" كنت زى المجنون مش عارف أعمل ايه ولا فاهم مين عمل فيها كده وليه ؟ لم قربت منها فضلت تصرخ وتترجاني اخرجها ، بس وقتها ظهرلي طارق الدكتور اللى عمل فيها كده وقلي بنتك عرفت حاجات ماكنش ينفع انها تعرفها وكان لازم نسكتها ودي الطريقه اللى هتخرسها ،واللى حصلها اتصور واي كلمه هتخرج منها او منك السوشيل ميديا كلها هتحكي عن الفيديو اللى اتصور وسمعت بنتك وسمعتك هتكون على كل لسان وماحدش هيخسر غيرها ، بس لو عايز تخرج بيها من هنا عندك حلين ، الاول تمضي الورق ده والتاني بقى انصحك ماتنفذوش عشان وقتها انت وبنتك هتخرجو من هنا بس جثث للأسف وكمان هنستغل كل عضو من اعضاءكم الجميل دي ، كنت فى حاله ذهول ومابقولش غير مين اللى عمل فيها كده ، قالي أنا بكل برود ، جريت عليه وكنت عايز اخد روحو فى ايدي بس ظهرلي بقى كل اللى حامينه وشغال معاهم ،شوفت سامي الحديدي اللى اكبر شريك فى المستشفي ورشدي وعادل والعصابه كلها متجمعين والبودي جارد منعني أوصل لطارق وصريخ هنا بيزيد وبتطلب منهم يسبوني ، مضيت على كل الورق وأنا مش فاهم بمضي على ايه ، بس كان مهم عندي اخرج أنا وبنتي من جحرهم وبعدين نتصرف هنعمل ايه ، وفعلا خرجنا وكنت زى المغيب مش مدرك حاجه ولا مدرك طبيعه الخطر اللى كان محاوطنا وليه عمل كده فى بنتي ومين دول وايه اللى هنا عرفته عنهم ؟ لحد لم هنا اتكلمت وهى فى حضني وحكتلي كل اللى حصل معاها , وقتها استوعبت انهم مافيا مش مجرد ناس عاديه ,هنا دخلت فى حاله اكتئاب حاد وماحدش من البيت عندي عرف باللي حصل معانا وعرفت مراتي أن هنا تعبت عشان اتسببت فى موت حاله بخطا طبي وده اللى وصلها لحاله الاكتئاب وعدم خروجها من البيت ، هم بقى بدءو معايا يبتزوني بالفيديو المصور لبنتي وان اسكت ماتكلمش لو عايز بناتي ومراتي يبقو فى امان اسكت وكمان أنا مضيت على ورق توريطي فى كل اللى بيعملوة وبكده أنا بقيت كبش الفدا ، لكن القذر اللى اسمه طارق ماسكتش بعت الفيديو لهنا مع رساله وسخه زيه عايز يقابلها ويقضى وقته معاها ، هنا ماستحملتش تشوف الفيديو خرجت من البيت ركبت عربيتها وراحت للموت برجلها ، حاله الاكتئاب الحاده اللى وصلت ليها بسبب اللى حصلها وصلها انها تنتحر وقعت بعربيتها من فوق جبل المقطم وحياتها انتنت وحياتنا كمان ، ماكنتش قادر اسكت ولا اتكلم عشان خوفت على لما اختها الصغيره يحصل لها نفس اللى حصل لاختها وأكون خسرت البنتين ، فضلت بتعذب من جوايا وساكت ، بعدت عن كل حاجه حتى مراتي ، أنا مش وحش زى ماهم عايزين يطلعوني بالصوره دي ، أنا لا متحرش ولا عمري قربت من بنت أو أي مريضه وخصوصا كل حاجه ماتت جوايا مع موت بنتي والحادثه البشعه اللى حصلتلها اللى ماحدش يقدر يتحمله ،هم اللى فضلو يبتزو فيه عشان الفيديو مايتنشرش وأنا استسلمت لقرارتهم عشان بنتي بقت فى مكان احسن ماينفعش يتاجرو بشرفها بعد موتها وبتهدد كمان باختها , أنا ماقربتش من مراتك أنا فعلا حاولت بس مش بمزاجي بتهديد منهم ، بلغوني لازم أعمل كده واصور اللى حصل ، بس أنا ماقدرتش اكمل وكمان مراتك بعدت عني فورا اول لم حست ان خطر ، ماعرفش عرفو وقتها منين انها هتيجي تتعالج عندي ، بس من المؤكد لأنا بتراقب لبيرقبو حضرتك بقى وعارفين بكل تحركاتك .
لم يستوعب ما سمعته اذنيه هتف بدهشه : ازاي كل ده يحصل ،طيب والبنات اللى قدمو بلاغات ضدك بالتحرش والابتزاز كل ده ايه ؟
- من تخطيط سامي الحديدي ، مافيش أي وقعه حقيقيه وهم نجحو ان يهدو بيتي ويهزو اسمي وبقت سمعتي على كل لسان ، عشان اخر حاجه طلبوها مني رفضتها
- طلبو منك ايه تاني ؟
- كانو عايزين يستغلوني فى اوفرلهم مرضي من المستشفى بتاعي ، ناس ميؤس منهم الشفاء بسبب حالتهم النفسيه وان مافيش اهل بتسأل عنهم ، عايزين يسفروهم خارج مصر عشان يتم الاتيجار بيهم زى الدعاره بعد لم يعطيهم المهدئ اللى يسطر على حالتهم ولم يحبو يتخلصو منهم فى النهايه ياخدو اعضاءهم وبكده يكونو استفادو منهم فى كل حاجه وأنا رفضت انفذ مهمتهم دي وعشان كده وصلت لهنا واللى حصلي كان مجرد طعم وعارفين ان سيادتك مش هتسكت لو قربت من مراتك واول لم وقعت بعتو البنات اللى تشهد ضدي ، وكمان بعتولي رساله مع المحامي بتاعي لو عايز اخرج من هنا انفذ اوامرهم والا يتكرر اللى حصل مع هنا فى اختها لما ، لكن أنا قررت افضحهم كلهم عشان خلاص لما بلغتني انها هتسافر هي ومامتها ، بس ارجوك طلب أخير بلاش تتصرف أي تصرف ممكن ياذي بنتي او مراتي ، لم حضرتك تتاكد من سفرهم أعمل اللى يريحك ارجوك .
- حاضر اطمن هنحافظ على حياه مراتك وبنتك وكمان حياتك لان بعد اللى انت قولته ده حياتك اصبحت مهدده ، بس انت بتقول ان امضتك على كل ورقه تخص أي عمليه اتعملت او جثه هربوها بره مصر ،كل حاجه عليها توقيعك انت ، صحيح انت ماشركتش فى اللى عملوه بس امضتك كمان دي مسئوليه ولازم نثبت انك كنت مهدد وكان بيتم ابتزازك عشان تمضي ولازم ادله قويه ، لان القاضي بياخد بالورق اللى قدامه وبكده انت فى وجه القانون مؤدان ومتهم زيك زيهم
- مايهمنيش أي حاجه بعد كده ، حتى لو تم الحكم عليه بالاعدام المهم مراتي وبنتي فى امان وكمان نخلص من شر سامي لان سامي هو اللى بيحرك الكل زى العرايس فى ايده ، وكمان اللى عرفته ان اللورد بتاعهم مش موجود فى مصر ، لانها مافيا كبيره وفيها من عده دول داخل الدايره بتاعتهم , بس كان فى ظابط جالي من حوالي شهر كان عنده علم باللى حصل لهنا بنتي الله يرحمها وقدر يوصل لحاجات كتير تدين سامي ورشدي وابنه ،. ووعدني هيقف جنبي وهيسلمني كل الاوراق اللى عليها امضتي ، خصوصا ان حذف الفيديو اللى يخص هنا بنتي من عند طارق الكلب وعشان كده كان كل خوفي على بنتي التانيه ، بس أنا مطمن خلاص .
- الظابط ده اسمه ايه ؟
- المقدم حسام فخري
اغمض عيناه باسي : للأسف يا دكتور ثروت. , حسام اتوفى امبارح بعد لم سامي كشفه
همس بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله ، هم العالم دي هتفضل كده حسبي الله ونعم الوكيل
زفر بضيق : فى حاجه تانيه تحب تضيفها
- لا أنا قولت كل اللى عندي ، بس حاجه اخيره لسيادتك إذا سمحت ؟
- اتفضل
- أنا آسف على اللى حصل مني ارجوك تعذرني وصدقني أنا مالمستش مراتك ووقتها وحياه بنتي شوفت فيها نظره هنا بنتي الله يرحمها ، صدقني كنت شايفها بنتي ولا عمري كنت هقدر أذيها ، خليها تسامحني وحضرتك كمان ، عشان انا مأذتش حد غيرها وده من خوفي على بنتي .
اؤمي بالايجاب : أنا متفهم اللى حصل
- خلي بالك منها ومن نفسك
- أكيد ، هتفضل معانا لم نقبض على سامي وكل اللى معاه وهنعيد فتح تحقيق فى القضايا اللى مرفوعه عليك وهيتم تبريئك منها وسمعتك كطبيب هترجعلك اوعدك بكده ، بس بعد كمان لم نسبت انك اتجبرت على امضتك على كل الاوراق اللى تخصهم ، وهنفرغ جهاز اللاب توب الخاص بحسام ومتاكد ان هيظهر حقايق كتير ،وكمان تقدر تتهم طارق بالجريمه اللى عملها فى حق بنت حضرتك وده مش بس جريمه واحده ، خطف وهتك عرض واغتصاب ،ده غير جرايمه التانيه واستحاله هيفلت من العداله .
همس بحزن : حق بنتي عند ربنا مش عايز اهتك سترها وهى فى دار الحق
- ربنا يصبرك ويظهر الحقيقه قريب جدا وترجع لحياتك وسط عيلتك ، أنا مديون لحضرتك باعتذار ، أنا بجد آسف على تطاولي معاك باللفظ وكمان كنت همد ايدي
ابتسم بخفه : أنا اللى آسف ، أنا مقدر الموقف اللى كنت فيه واي رد فعل منك كنت هكون متقبله عشان حقك ، وشرفك ، ربنا يخليكم لبعض ويسعدكم ، نصيحه اخيره معلش استحملني ، مراتك مش محتاجه لطبيب نفسي هى محتاجه لمسانده ، حد يفهمها ويقف جنبها مايتخلاش عنها ، وصدقني هتحس بيك ومشاعرها مع الوقت هتنجذبلك وهتشوفك زى ماانت
- أنا أخذت اغبي قرار فى حياتي لم بعدتها عني فى اكتر وقت هى محتجالي فيه وكمان أنا محتجلها ، بس غصب عني محتاج اطمن عليها من سامي لان سبق وخطفها وانا ماعنديش استعداد اخسرها
- اوقات بنلجا لقرارات صعبه من وجهه نظرنا ، والطرف التاني يفسره على انه تخلي عنه وفى الحقيقه بيكون قرار موجع للطرفين وبياخد وقت لم كل واحد يتقبل ان ده كان الصح للطرفين ، فى النهايه هتستوعب بعدك خوف عليها مش خذلان ماتقلقش .
لوي ثغره بضجر : هى فعلا فكرت ان عايز ابعدها ولم حاولت اثبت لها العكس ،قابلت رد فعل غريب جدا منها وانها بتبعدني عنها ومش بس كده بتتهمني ان خاين لاخويا الله يرحمه ونسيته ،تفسير حضرتك ايه فى النقطه دي كطبيب نفسي وايه الحل المفروض اعمله ؟
- ده طبيعي جدا ، هى خايفه تدخل فى علاقه جاده ،لان الجواز الاول كان مبني على أساس تاني خالص مافهوش علاقه زواج قاىمه بس كان فى علاقه امان ، ود ورحمه ، كان سندها فى اكتر فتره افتقدت فيه والدها ، أنا من رائي تعرفها بحقيقه زواجها من سند وبكده هتتفهم ان سند كان مالي فراغ فى حياتها وواخد مكان والدها وبكده هتستوعب علاقتك انت بيها ايه وهتحبك زى ماانت فارس وهتشوفك فارس مش سند ، خد خطوه كمان
- اخدت خطوه واتفهمت غلط ، لو عرفتها بالحقيقه هتتهمني بالكدب ، كلام سند عنها بيقول انها طفله وبتصدق اي شي يتقال واي كلمه بسيطه ممكن تجرحها ،وصعب عليا اطلع سند كان بيكدب عليها ومعيشها فى وهم
- لازم تعرف الحقيقه وتفهم الواقع اللى هى عائشه فيه ، صدقني هترتاح كتير لم تعرف ، ممكن بلاش تقولها بس وصلها مذكرات سند اللى سبهالك وبكده مش هتتهمك بالعكس هتستوعب حقيقه مشاعرك وانك مش خاين زى ماهي متخيله رغم ان مافيش علاقه للخيانه ، لان سند متوفي وهى دلوقتي مراتك انت مش مرات اخوك .
ظل يتناقش معه بعده أمور الى ان عاد ثروت الى محبسه ثانيا وزفر فارس انفاسه بضيق وهو يهمس داخله :
مصايب الحديدي كل يوم بتزيد ومافيش خطوه واحده ايجابيه ، الله يرحمك يا حسام ، لازم حقك يرجع وحق كل اللى راحو غدر
ظل متسمرا مكانه قبل ان يدق جرس الشقه ،حاول التماسك واخفاء دموعه ثم دق الجرس وانتظر لحظات الى ان فتحت له رنيم باب الشقه ، همست بقلق عندما وجدته اكلمها
- حسام بخير ؟
احتضنها بحنان وهو يهمس بانكسار : حسام استشهد يا بنتي
ابتعدت عنه بصدمه وهزت رأسها بعدم التصديق : لا حسام وعدني ان هيرجع عشاني ، مش معقول هيخلف بوعده معايا ، لا حسام بيوفي بوعده أنا عارفه ومتاكده هو أكيد هيرجع صح ، مش معقول يسبني لوحدي هو كمان .
ربت على كتفها بعطف : احنا معاكي ، احنا عيلتك يا بنتي ،تعالي معانا عيشي وسطنا مش هسيبك لوحدك , هناك ماما احلام هتخلي بالها منك وكمان جودي اختك واخت حسام وانتو الاتنين هتهونو على بعض اللى جاي
- لا أنا متاكده ان حسام راجع ، أكيد فى حاجه غلط ، ارجوك يا اونكل أنا عايزة اشوفه
- يابنتي افهميني وبلاش تصعبيها عليه ،لازم تستوعبي اللى حصل وتصدقيه ،ده مش بايدنا ارجوكي ريحي قلبي وقلب حسام وتعالي معايا هناك بيتك وهتقعدي فى نفس الاوضه بتاعت حسام .
لم تصدق ما حدث انصاغت معه جسدا بلا روح ،ساعدها على استلام جثمان والدتها وتم دفنها بالمقابر الخاصه بعائلتها وعادت معه الى حيث منزله ، عانقتها جودي بعد علمها بانها زوجه حسام ثم اصطحبتها الى عرفته ، اغلقت بابها وظلت تدور بالغرفه كالطير المجروح ، سارت حيث خزانه ملابسها فتحتها لتجد بعض الثياب معلقه اخرجت قميصه الابيض ضمته بقوه الى صدرها وظلت تستنشق رائحته العبقه ثم دثرت نفسها بالفراش وهى تحتضن ذاك القميص بقوه وتذرف الدموع بصمت وتهمس من بين دموعها باسمه فقد اشتاقت له وتريد رؤياه فلم تصدق بعد بانها تلك النهايه ، انتهت علاقتهم قبل ان تبدء ، سطر الحزن حكايتهم معه ووضع نهايته الموت على كليهما ...
ماأصعب أن تبكي بلا... دموع.....وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع
وماصعب أن تشعر بالضيق....وكأن المكان من حولك ... يضــــــيق
مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت
ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت
مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم
فتــرى كل من حــــولك عــــــدم
ويسودك احســـــــاس النـــــــدم
على إثــم لا تعرفه .... وذنب لم تقترفه
ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق
وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق
تستـــكمل وحــدك الطــريــق
بلا هـــــدفٍ... بلا شــريكٍ... بلا رفيــقٍ
وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق
و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق
و يتحــول الأمــل البــاقى الى.... بريـق
مااصعب ان تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد
بلا صديــــقِ... بلا رفيـــــقِ... بلا حبيـــبِ
تشـــــعر ان الفــــرح بعـــــيد
تعانى من جــــرح...لا يطــيب
جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد
جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب
مااصعب ان تــرى النـــور ظـــلام
مااصعب ان تـــرى السعادة اوهـام
وانت وحيــد حـــيران+
من .... لاحب يستمر .... ولا آهات تدوم
ومهما يطول الزمن .... لاحب يستمر .... ولا آهات تدوم