رواية ارملة اخي الفصل الثامن والعشرون28بقلم فاطمه الالفي

رواية ارملة اخي 
الفصل الثامن والعشرون28
بقلم فاطمه الالفي
صفا حسام سيارته امام محكمه جنايات القاهره ، ثم ترجل منها وسار بخطواته الواسعة ليدلف لداخل بحثا عن صديقه " فارس "

اما عن الأخير فقد كان فى حاله من الحزن الشديد بعد أن فارق ثروت الحياه دون ان يظهر براءته ، ورافق قاسم سياره الاسعاف لنقل طارق للمشفى وقرر أن يظل جانبه لكى لا يستطيع الهروب .
دلف حسام داخل مكتب الأخير ووقف يتطلع اليه بصمت ، رفع فارس انظاره لتلتقي مقلتيه الحاده بمقلتي حسام الباسمه ، نهض فارس عن مقعده وهتف بصوته القوي :
- كنت واثق من رجوعك
فرد له الأخير ذراعيه ليستقبل عناق صديقه الحار ، قبض الأخير على عنقه قبل ان يعانقه وردد بمزاح : اقتلك دلوقتي ولا أعمل فيك ايه
هتف بابتسامه خفيفه : أنا آسف كنت مضطر
ضمه فارس بقوه وهو يتنهد بصوت عالِ : حمدلله على سلامتك يا صاحبي
شدد حسام فى عناقه وهمس بجانب اذنه : حقك عليا
ابتعد عنه بتنهيده حارقه وهو يردد بخفوت : شوفت وصلنا لايه ، لو كلنا كنا أيد واحده وبنفكر بدماغ واحده ماكناش وصلنا للى بيحصل فينا دلوقتي ، كان لازم تعرفنا انت ماشي فى أي طريق عشان ماكنش ينفع تمشي فيه لوحدك ، ده تهور يا سياده المقدم
جلس امامه : ماكنش ينفع صدقني ، واحد بس فى دايره الخطر افضل بكتير من تلاته، وبعدين أنا كنت واثق لو جرالي حاجه ورايا رجاله هيكملوا اللى بدءته وده فعلا اللى حصل ، المهم بلاش عتاب ندخل فى المهم
عاد بظهره للخلف بعد ان جلس بمقعده ثم نظر له بجديه : عندك تفسير لكل اللى بيحصل محتاج اسمعه
- الحكايه بتبدء من سنه ( 2000 ) حصلت جريمه قتل فى مدينه نصر ، وقتها بابا اخد قوته بعد لم جاله خبر وقوع الجريمه ، أتحرك على العنوان وهو مذهول مش مستوعب لان العنوان ده كان عنوان بيت صديق ليه يعرفه كويس ..
(فلاش باك )
انتفض فخري من مجلسه بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من مجهول ، تحرك على الفور للمنزل المنشود ،ليشاهد الفاجعه ، فقد راء صديقه فى حاله من الانهيار ، اقترب منه بلهفه وجسى على قدميه وهو يضع يده على كتفه ويحاول أن يعلم ماذا حدث معه .
- مختار ، اهدى من فضلك وقولي ايه اللى حصل
ازداد نحيب الآخر ثم رفع مقلتيه وهو ينظر لصديقه بانكسار : كانت بتخوني يا فخري ، كنت مخدوع فيها وحقيقتها خلاص اتكشفت
لم يفهم بعد ما حدث ،لياتي ضابط من خلفه يهتف بصوت جلي : موجود جثتين يا فندم فى اوضه النوم
تبادل فخري انظاره بين صديقه الذي بحاله يرثي لها وبين احد رجاله .
ظل مختار يردد بصدمه : خاينه وبتخوني فى بيتي وعلى سريري يا فخري
ابتلع فخري ريقه بصعوبه ونهض من جانب صديقه ليلحق بغرفه النوم لكي يعاين الجريمه ، عندما دلف لداخل الغرفه أغلق عيناه على الفور ونظر لاحدى رجاله :
- فين النيابه تعاين الجريمه ؟
- النيابه على وصول يا فندم والطب الشرعي كمان
عاد بخطواته للخلف وظل بجانب صديقه ، بعدما فهم ما حدث معه .
وبدء بنفسه التحقيق معه قبل عرضه على النيابه واثناء التحقيق باح لصديقه ما حدث معه بالاونه الأخيرة وتغير زوجته ناحيته واصرارها على عدم الانجاب .
- اشرب الليمون واحكيلي اللى حصل بالظبط يا مختار عشان اقدر اساعدك
ارتجفت يداه وهو يمسك بالكوب ليفلت من يده وتتهشم الى اشلاء
- مش مهم ،سيبك خالص واحكيلي أنا معاك وسامعك واوعدك مش هسيبك بس افهم ليه عملت كده
- مش قادر اصدق اللى شوفته بعنيه ، كان لازم أعمل كده ، أي حد مكاني كان عمل كده لم يشوف مراته فى سريره مع راجل غيره ، ماتحملتش المنظر يا فخري ماقدرتش
ربت على ارجله برفق : أنا مقدر حالتك واللى انت فيه ، بس لازم توضحلي اكتر ، انت هنا قدامي مُدان وأنا بحقق معاك ولازم افهم عشان اقدر اساعدك
- نشوى دبحتنى بخيانتها ، بقالها فتره خناق على اتفة الاسباب وطلبها للطلاق، طلبت مني اكتر من مره اطلقها ولم رفضت ، قالتلي انها هترفع ضدي قضيه ، كنت بحبها ومش قادر اطلقها ، لكن اكتشفت انها على علاقة بالمحامي اللى كانت عايزة تطلق مني عشانه ، وعشان اتاكد من شكوكي اوهمتها ان مسافر اسكندريه فى شغل وفضلت تحت قدام العماره عشان اكتشف سبب تغيرها وعرفت بعلاقتها وظبطهم بنفسي يا مختار ، كان لازم اقتلهم ماقدرتش استحمل اللى شوفته ، مسكت مسدسي ولاقتني بفرغه كله بدون وعى فيهم وأنا اللى اتصلت ابلغ عن اللى حصل .
زفر انفاسه بضيق وظل يجوب بالغرفه ذهابا وايابا وهو يختلس النظر لصديقه ولم يجد امامه الا عرضه على النيابه ليتم التحقيق معه ، وبعد مرور خمسه عشر يوما تم إطلاق سراحه باذن من المحكمة لانها قضيه دفاع عن شرفه وعرضه ..
ليكتشف فخري بعد ذلك بانها جريمه مدبره ، توجه على الفور لمنزل صديقه الاخر " اكمل " وقص عليه ما عرفه .
- الموضوع مش زي مااحنا كنا فاهمين يا اكمل ، دي جريمه قتل عمد ومع سبق الاصرار والترصد ، مختار قتل مراته عشان كانت فعلا طالبه الطلاق ، ومش عشان راجل تاني زى ماغفلنا كلنا ، لا عشان ظهر عليه تصرفات غريبه ، مختار اللى كنا بنقوله يا " عالم " ظهر فى حياته ناس جديده واخدوه فى طريقهم ،عشان يستفادو منه ومن النووي اللى كان بيشتغل عليه ، الحكايه كبيره اوي يا اكمل وراها ناس مهمه جدا ومن بره البلد ، دي مافيا دوليه عايز تسيطر على أي عالم وبتجذبه ليها وبتقدم لهم كتير فى سبيل يحققوا شروط انضمامهم للمنظمه الدوليه دي ومختار كان اتجند بالفعل وبقى بيتحرك بس بدماغهم وبتفكيرهم هم ، أنا لأول مره اعرف ان مختار معاه الجنسيه الامريكيه ودي ماحدش بياخدها غير اللى عايش هناك ، شوفت ان الموضوع كبير ، أنا لازم اتكلم معاه واوجهه بالمعلومات اللى عندي .
- طب خلي بالك ، واضح فعلا ان الموضوع كبير ومش مجرد خيانه زوجه لزوجها
- فى دكتور نساء طلب يقابلني ولم قابلته عرفت منه ان نشوي كانت بتتعالج عنده بقالها سنين عايزه تنجب مش زى مامختار كان مفهمنا انها رافضه تخلف منه ، والدكتور بياكد انها حصلها اضرار نيتجه تعاطيها اقراص مدمره للرحم وانها ماكنتش تعرف حاجه عن الأقراص دي وكمان لم طلبت من المعمل الجنائي تحليل الأقراص اكتشفت انها فيها ماده قويه تعمل عقم تام ، وده كان سبب لطلبها الطلاق منه ولم رفضت قررت ترفع عليه قضيه بالفعل وهو استغل المحامي كمان واتخلص منهم هم الاتنين ، أنا هطلب باعاده فتح التحقيق وهبلغ النيابه بالادله الجديده
- وليه مختار يعمل كده ويحرم مراته من حقها تكون ام ، انا مش قادر اصدق ان يقتلها وهو كان بيحبها حب جنوني
- حب التكلم والسيطره اللى عنده اتجاه مراته يخليه يعمل اكتر من كده ، كلنا عارفين حب مختار لمراته حب تملك وماقدرش يستحمل انها تتطلق منه وتكون لراجل غيره ، أنا لازم افهم منه واوجهه بالحقيقة ، مختار عنده دوافع لجريمته مش بس دافع واحد
- استني أنا جاي معاك
- لا خليك انت ، أنا هتكلم معاه كصديق عشان يعترف هو من نفسه
غادر قسم الشرطه ليستقل بسيارته متوجها لشقه صديقه ، الشقه التى وقعت بها جريمه القتل .
(باك )
اكمل حسام حديثه بحزن :
- عرفت بعدها من اللواء اكمل باقي الحكايه ، لم بابا وصله البيت وقرر يواجهه ، كان وقتها بيحضر نفسه للهجرة لامريكا ، تفاجئ بوجود بابا وبابا حاول يمنعه من السفر لكن ماقدرش واعترف وقتنا ان فعلا قتل مراته والمحامي بتاعها
فلاش باك :
حمل حقائبه استعدادا للسفر وعندما فتح باب منزله تفاجئ بوجود صديقه ، ابتلع ريقه بتوتر وحاول الثبات
ليخفى ارتباكه : فخري
- على فين كده يا مختار ؟ انت مسافر ولا ايه ؟
- لا ابدا كنت بس بفكر أقضي يومين فى اسكندريه عشان احاول انسي اللى حصل
دلف لداخل ثم أغلق الباب خلفه : معلش مش هعطلك كتير ، محتاج بس اتكلم معاك واطمن عليك ،انت بخير ؟
اجابه بتردد : أكيد طبعا البيت بيتك اتفضل
جلس امامه اعلى الاريكه ينظر له بترقب ليشعر بمدا قلقه وارتباكه ، هتف فخري متسألا :
- الا قولي يا مختار ازاي قدرت تقتل نشوى بعد الحب الكبير اللى كان بينكم ؟ فى معلومه مهمه جاتلي وحابب استفسر عنها منك ، ليه كنت بتدى مراتك حبوب تمنعها من الانجاب وانت مفهمنا انها مابتخلفش وعشان لأحبها مستعد تكمل حياتك معاها حتى لو مافيش أطفال
شعر بالتوتر وتساقطت حبات العرق من جبينه ثم هز راسه نافيا : لا كدب مش حقيقه ، اللى وصلك المعلومه دي عايز يخلص مني و
نهض فخري عن مقعده وهتف بانفعال : انت بتكدب وعندي دليل قوي ضدك من الدكتور اللى مراتك كانت بتابع معاه عشان نفسها تخلف وانت اللى حرمتها من انها تكون ام ، واكيد واجهتك وطلبت الطلاق عشان اللى عملته دمر حياتها كزوجه وحرمتها من إحساس انها تكون ام فى يوم من الايام ، وانت رفضت وعشان كده دبرت لقتلها وقولت تخلص منها هى والمحامي بتاعها فى ضربه واحده ، برافو عليك ضربه معلم خططت ودبرت لكل حاجه عشان تثبت عليها واقعه الزنه وانها خانتك وانت بقى دافعت عن شرفك فخلصت منها
صرخ منفعلا : ايوة قتلتها عشان عرفت ان بخطط للهجرة وان منتسب لمنظمه دوليه فى الطاقه النووية وان معايا الجنسيه الامريكيه من سنتين وهى ماتعرفش ،اكتشفت انها عايشه مع انسان تاني غير اللى حبته واتجوزته وأنا ماانكرتش ده بس حاولت اقنعها تفضل جنبي ومعايا ، لكن عشان انتمائي بقى لأمريكا وللمنظمه رفضت وطلبت الطلاق واصرت عليه ، بس أنا رفضت وكانت كل لم تصر أنا اعند اكتر لان بحبها بجنون وعشان كده حرمتها من انها تخلف عشان كنت خايف على مصير ابني ، أنا كنت انسان مهدد وحياتي على المحك وكان لازم أمن نفسي وامنها معايا ، ماكنش ينفع يكون عندنا اولاد يتبهدلو ويعيشو نفس حلمي اللى ماكملش ،ايوه قتلتها عشان بحبها ومش قابل تكون لراجل تاني غيري ، مادام اختارت البعد يبقى ماتكونش لغيري وفعلا عرفت بكل حاجه عملتها واتهمتني ان اناني ، ايوه أنا اناني فى حبها ومش عايز حد غيري يشاركني فى مراتي وكنت بضربها كل لم تنطق وتقول طلقني ، كنت ببقى مجنون معاها وبرجع اندم واتاسف بس الكرة زاد من ناحيتها ولم اتجرئت ورفعت قضيه طلاق ، هددتها بان عندى اقتلها ولا اطلقها ،وبالفعل ده اللى خططت ليه ، وعشان اخرج منها بكل سهوله دبرت الجريمه الكامله وكنت عامل حساب لكل حاجه ، بس ماكنتش عامل حساب انك تقدر تكشفني يا فخري وعشان انت دلوقتي عرفت بكل حاجه يبقي لازم اخلص منك أنت كمان
دفعه بقوه ليرتطم جسده بالحائط ، تشوشت رؤيه الأخير ليجد يد قويه تنهال على راسه بزجاجه لتتهشم الى أجزاء وتنساب الدماء من راسه ثم يرتطم جسده بالارض فاقدا الوعي ، أسرع فى خطواته يحمل حقيبته ويغادر منزله دون ان يتطلع للخلف ...
توجه الى مطار القاهرة ليلحق بالطائره التى تتوجه الى الولايات المتحده الامريكيه ، قبل ان تظهر جريمته الأخرى وينكشف امره بالجريمه الاولى ..
باك :
- عمى اكمل لحق بابا ونقله المستشفى وكان بين الحياه والموت ، فضل فتره لم استرد صحته بعد شهر وفتح فعلا القضيه والخبر وصل لمختار وعرف وقتها ان بابا لسه عايش ، بلغ حد بقى من رجالته يكمل اللى ماقدرش يكمله ويقتل بابا ومش بس كده قتل عيلته كلها ، بس ربنا اراد ماكنش موجود وأكون شاهد على كل اللى حصل عشان ارجع حق ابويا وامي واختي وحق ناس ابرياء كتير دفعو حياتهم تمن لخيانه مختار لبلده ، من فتره بس اتاكدت ان موجود في ولايه" لوس انجلوس " وهو عضو مهم فى المافيا الدوليه والانتربول اصدر قرار ضبطه واحضاره لهنا عشان يرجع ويتحاسب فى بلده على كل جرايمه ووقت الحادثه بتاعتي كان لسه جايلي الخبر ده ، بس قريب جدا هيتنفذ لان عنده حفله يوم رأس السنه احتفال كبير هناك وفى الحفله دي هيتم بيع اعضاء واحتفال بانجزاتهم وقتها بس هيتم القبض عليه ، يعنى خلاص مابقاش فاضل غير ايام ونخلص من مختار للأبد وكمان سامي وقع وهو دراعه اليمين وطارق بين الحياه والموت وان عاش هياخد حكم بالاعدام وبكده القضيه تتقفل للأبد والبلد تخلص من شرهم 
بعد مرور اسبوعان ...
حكمت المحكمة على كل من المتهم الاول ريان سامي الحديدي بالاشغال الشاقه المؤبده والمتهم الثاني عمرو عادل المدني بالسجن المشدد خمسه اعوام 
ظل طارق بالعنايه المشدده الى ان تحسنت حالته وبدء فى الافاقه لتنهار قواه ثانيا عندما علم بالحكم الذي ينتظره وهو تحويل اوراقه الى فضيله المفتي لنظر الى كل ما نسب اليه من تهم وسامي الذي عندما أستمع لنطق القاضي بالحكم عليه بالسجن لثلاثون عاما مع الشغل والنفاذ بسبب قضايا الفساد والاستلاء على أموال الدوله والكسب الغير مشروع وتم الحكم عليه بالاعدام فى عده قضايا اخرىوهى الاتجار بالمخدرات و الأعضاء البشريه وتسهيل دخول السلاح للاراضي المصريه فلم يترك جريمه الا وكان مشارك بها وأيضا ثبتت الادله ضده فى مقتل المقدم فخري وعائلته ولذلك سوف يطبق الحكم الثاني وهو الاعدام شنقا...
خارت قواه وشعر بالحسره وتذكر كل ما فعله بحياته الى ان وصل به الحال الى هنا ، طلب ان يلتقي بابنه قبل ان ينفذ به الحكم ووافقته النيابه وتم استدعاء ريان من محبسه ليلتقى بوالده ..
وقف يتطلع اليه بانكسار ليرفع سامي مقلتيه الشارده ، ابتسم ريان بمراره عندما راء والده لأول مره يتخلي عن قوته ونظراته الشرسه ، تسأل داخله اين اختفى ذلك الوحش الساكن بداخله ؟
ضحك باعلى طبقات صوته ليزداد اندهاش سامي بما يفعله ابنه ، انهى ريان ضحكاته بدموعه المتساقطه وجلس بالقرب من والده يهمس بصوت متقطع :
- انت اللى عملت فينا كده ، شوفت وصلنا لفين يا سامي باشا
نظر له سامي بصدمه وردد بدهشه : أنا اللى وصلتلك لهنا ولا استهتارك تسيب دي ، تحب دي وضيعت حياتك بسبب النسوان
- انت اللى ضيعت حياتي وعمري ما هسامحك على اللى عمله فيه ، انت وفرت ليه كل حاجه ، كل حاجه كانت قدامي خمر ونسوان وسهرات كنت عايزني أعمل ايه ، كنت بقلدك وبعمل زى ماانت بتعمل بالظبط ، عمرك ماقولتلي على حاجه لا ولا ده غلط وده حرام ، كل حاجه متاحه فلوس بدون حساب ، عمرك ماسالتني بعمل ايه بالفلوس بصرفها فين ولا سالت نفسك مره أنا عايش ازاي ،بحب ايه ، باكل ايه ، أنا عندى كام سنه ، لسه بدرس ولا خلصت ؟ سالت نفسك اهتميت بابنك الوحيد ولو مره واحده فى حياتك ؟ الاجابه طبعا لا .
ماحدش كان بيحبني ولا بيخاف عليه غيرها ، وانت قتلتها لم كنت كل يوم تعرف عليها واحده شكل ، موتها بالبطئ واستحملتك عشاني أنا وبس ، انت اللى دمرت حياتنا وقتلت امي انضف انسانه على وجه الأرض ، لم بعدت عنى حياتي ادمرت. , كنت بعرف بنات كتير بدور عليها فيهم بس مالقتش حد شبهه ولم حسيت ب رنيم وقربت منها لاقيتها قد ايه طيبه وبريئه من جوه بس حياتها كانت ضايعه بسبب والدتها ، حسيتها شبهي وقولت ليه لا مااقرب منها ونغير بعض وننضف من البيئه اللى عايشين فيها وكانت هى الامل بالنسبالي لكن ظهور اسلام فى حياتها جنني ومافكرتش غير فى نفسي واصريت لازم ابعده من طريقي عشان انا ورنيم محتاجين لبعض ، أنا ماكنتش اقصد اقتله ، وقتها كنت شارب وزي المجنون وماكنتش شايف قدامي غير حب اسلام لرنيم وده لوحده خلاني أضربه بالمطوه كعقاب ليه عشان يبعد عنها لكن اللى حصل كله ماكنتش مدبر ليه ، بس أنا وقتها كنت عامل زى الشيطان وانت اللى زرعت الشيطان ده جوايا ، أنا بكرهك لأنك دمرت حياتي ، أنا مش زعلان عليك عشان انت تستحق الاعدام ألف مره
صرخ بوجهه بانفعال : جاي تلومني وتحاسبني دلوقتي ان دلعتك وكل طلباتك موجابه ، عايز تجيب اللوم عليه ان عملت كل ثروتي عشانك وعشان تعيش مبسوط كل حياتك ، دلوقتي أنا اللى غلطان لوحدي وقضيت عليك
- الشيطان لازم ابنه يطلع شيطان زيه وانت نجحت فى ده ، براڤو يا باشا
أدفع بقى تمن اخطاءك وماتلومش الا نفسك اللى وصلتنا لكده ، أفرح بقى بالفلوس والثروه اللى عملتها من دم الناس الغلابه ، انت ماسبتش جريمه ماعملتهاش ، قتل وقتلت ، سرقه وسرقت ، سرقت اعضاء الناس الغلابه اللى مش هتقدر تقف قصادك ، تاجرت فى السلاح والمخدرات اللى ضيعت ابنك ، ماهو ده عدل ربنا طباخ السن بيدوقه ، اتمنى تكون فرحان باللى وصلتله يا باشا
غادر الغرفه دون ان يلقي نظره اخيره على والده ، اصطحبه احدى العساكر الى زنزانته مره اخري ، ليجلس وحيدا وتنساب دموعه بغزاره على كل ما اقترفه فى حق نفسه ..
اما عن سامي فلم يستطيع الوقوف على قدميه ، حاول معه احدى العساكر ولكن لم يستجيب له ،تم استدعاء الطبيب وتم نقله للمشفى بسبب حالته الصحيه ...
____
القى الانتربول القبض على مختار عسكر وتم محاكمته داخل الولايات المتحدة الامريكيه واصدرت المحكمة قرارها الأخير وهو الحكم عليه مدا الحياه داخل زنزانته ، سوف يقضي الباقي من عمره خلف القضبان الى ان يسترد الله امانته 
مضت الايام سريعا واشرقت شمس يوم جديد ، مليئ بالامل والسعادة والتفائل ، فاليوم بدايه للعام الجديد ، بدايه لحياة سعيده ..
تنهد قاسم بارتياح ثم نهض عن مقعده يودعهم فى عجاله
- يااه حاسس بالانطلاق أخيرا الدنيا طعمها سكري
ضحك كل من فارس وحسام على مزاحه
- ايوه ليكم حق تضحكو ، كل واحد مطمن الدور والباقي على الغلبان اللى مافيش كلمه تبل ريقي وطمني ، بس أنا خلاص جبت الناهيه ، هخلع أنا بقي
استوقفه فارس مناديا : هتعمل ايه يا مجنون ؟ اعقل
- هو أنا عاد فيه عقل ، دي جننتني بنت الايه ، بس على مين أنا نفسي طويل وهاخد الخطوه المهمه دلوقتي سلام بقى وادعولي ارجعلكم بخير ههه
أستقل سيارته يقودها فى طريقه لمنزل وردته لكى يوثق حبه هو الاخر 
تبادلون النظرات بينهم فى صمت ثم هب كل منهما من مكانه واقفا لتعلو أصوات ضحكتهم الرنانه
هتف حسام بمزاح - طب ايه احنا كمان
ضحك فارس وهو يسير بخطوات واسعه : نروح بيتنا طبعا ، يلا يابني مستني ايه بيتك بيتك
لحق به حسام والسعادة تغمرهما ، فكل منهما لم يلتقي بمعشوقته منذ عده ايام بسبب تلك القضيه التى انتهت أخيرا قبل ان تنتهى أعمارهم وهم يبحثون عن الحقيقه ، ولكن عداله الله فى الأرض قبل السماء ، لكل ظالم نهايه تليق به على قدر ظلمه 
تعليقات



<>