رواية ارملة اخي الفصل الثالث والعشرون23بقلم فاطمه الالفي

رواية ارملة اخي 
الفصل الثالث والعشرون23
بقلم فاطمه الالفي
ظلت العيون مترقبه دخول الفتاه لقاعه المحكمه ، تبادل قاسم النظرات بينه هو وفارس بقلق الى ان تنهد الأخير بارتياح واشار الى صديقه بهزه خفيفه من راسه ، لينظر قاسم خلفه وتتسع ابتسامته عندما دلف اللواء "اكمل سلام " يحاوط "رنيم "من كتفها ويدلفوا سويا لداخل القاعه ، ربت على كتفها بحنان ثم ابتعد عنها وهو يهمس بصوته الحاني :

- ماتخفيش ، كلنا معاكي
هزت رأسها بالايجاب ووقفت امام القاضي تدلو باقوالها بعدما اقسمت اليمين بان تنطق بالحق ، استمعت هيئه المحكمه باهتماما شديد الى ان انتهت رنيم من اقوالها .
رمقها سامي بغضب ثم مال الى جانبه ليهمس باذن طارق : هو ده اللى اتفقنا عليه ؟
ابتسم له الأخير بمكر ثم همس بكل ثبات : لو كان جرالها حاجه كان زمان حضرتك جنب ريان فى قفص واحد ، ثق فى كلامي شهادتها مالهاش قيمه عشان ريان خلال ساعات من دلوقتي هيكون خارج مصر كلها .
زفر بضيق ثم أستمع لهيئه المحكمة ليستمع لقول القاضي " حكمت المحكمة بتأجيل القضيه لجلسه النطق بالحكم وسماع الدفاع يوم السابع والعشرون من الشهر الجاري ، رُفعت الجلسه 
دلفت لغرفه زوجها لكى تيقظه .
جلست جانبه اعلى الفراش تهز كتفه برفق : حسن يا ابوعلي ، صحى النوم يا ريس حسن
فتح عيناه بتكاسل : في ايه يا بياضه
- احنا بقينا الصبح يا حسن وأنا كلمت إيمان زمانتها على وصول
نهض من فارشه بقلق : إيمان ليه ؟ انتي تعبانه ؟
- لا يا حبيبي أنا زى الفل قدامك اهو
- امال ليه اتصلتي باختك ؟
- ده عشان الجدع اللى بره مش عشاني
نهض بفزع من فراشه واسرع فى خطواته يغادر غرفه نومه وهو يهتف بضجر : ازاي نسيته ونمت كل ده ، ليه ماصحتنيش اطمن عليه
سارت خلفه وهى تهتف بتوجس : صعبت عليا يا ابو على بقالك يومين فى البحر
تحسس الشاب برفق يتفقد نبضاته ثم استرد انفاسه ونظر لزوجته بغضب : افرض الجدع كان جراله حاجه دلوقتي ، كنا هنسامح نفسنا ازاي يا بياضه، يا ريت بلاش استهتار فى حياه بني ادم
هتفت بحزن : والله صعبت عليا يا حسن و.
قاطعها بصرامه : خلاص يا بياضه وحياه ابوكي
قاطع حديثهم طرقات على باب المنزل ، نظر لها بضيق : افتحي الباب لاختك
سارت اتجاه الباب لفتحه ثم استقبلت شقيقتها ودعتها لداخل .
دلفت إيمان خلف بياضه ثم اقتربت من حسن : سلام عليكو يا حسن
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ، ازيك يا إيمان
- بخير ، بياضه حكتلي على الجدع اللى لاقيته فى البحر ، ممكن ابص عليه
- وانتي هتعمليله ايه يا إيمان ، انتي لسه فى التعليم ، الشاب ده عايز باش حكيمه
- يا سيدي احنا بندرب تحت ايد الدكاتره واحنا اللى بنقوم نتخيط جرح تطهيره لو حاجه بسيطه نقدرو نعملوها
زفر بضيق وابتعد عن الاريكه ليظهر الشاب الراقد اعلاها بلا حراك : اتفضلي شوفي بنفسك
اقتربت منه لتنزع القميص عن ظهره لتخرج شهقه عاليه عندما شاهدت حرق ظهره
- ياساتر يارب ايه ده ؟ ده حرق صعب اوي من الدرجه الرابعه
نظر لها باهتمام : يعني مش هتعرفي تعمليلو حاجه وده اللى أنا بقوله
- بص يا حسن وضعه مش سهل بجد ومحتاج مستشفى متخصص فى الحروق ، ايه رايك نكلم مستشفي مصر الخاص بالحالات اللى زى ده وبعدين ده شكله كده فى غيبوبه محتاج محلول مغذي وعلاج ولازم اهتمام ورعايه
- هو مش مستشفي مصر ده فى القاهره ، واحنا هنا فى السويس مش هنقدر نساعد الجدع ده ونعالجو ولا ايه
- العلاج هيكلف كتير يا حسن وهياخد وقت كمان
- شوفي انتي عايزة ايه يا إيمان واكتبيه وأنا هروح الصيدليه اجيبه وماتشغليش بالك بالمصاريف ، مش هيحتاج شاش وقطن ومراهم ،اكتبي اللى محتجاه وانا هتصرف
- انت ليه منشف دماغك ، وديه المصتوصف هنا يعالجوه
هتفت بها بياضه لينظر لها بابتسامه صفراء : مصتوصف يا بياضه ، هو في هناك سراير للعيانين ولا حتى علاج ، وبعدين ربنا بعت الراجل ده فى طريقي وأنا مش ههمله لحد لم يسترد صحته ، احنا بنعامل ربنا عشان ربنا يقف جنبنا فى ولادتك ، الخير بيرجعلنا والشر بردو بيرجعلنا
شعرت بالخجل منما تفوهت به وعلمت بغضب زوجها فكفت عن الجدال ، اما عن إيمان فدونت له بعض محاليل التغذيه التى بحاجه جسده لها لكي يسترد بنيانه وبعض المراهم والكريمات الخاصه بالحروق وأيضا الشاش الطبي والقطن ثم اعطته الورقه ليسرع حسن بمغادرته المنزل لجلب لها العلاج المطلوب 
غادرو المتهمين قاعه المحكمه تحت حراسه مشدده من افراد الامن الى ان استقلوا بسياره الترحيلات لتتوجه بهم الى السجن .
وقف ثلاثتهم يتحدثون بقلق : هتف فارس موجها جديثه لاكمل : تحب نوصل حضرتك
ربت على كتفه وهو يهمس باطمئنان : لا ماتقلقش احنا فى امان وخلاص الموضوع أنتهى ورنيم قالت اللى عندها ، لو حد كان عاوز يأذيها ماكنش سابنا نوصل للمحكمه ، خلو بالكم أنتم من نفسكم الموضوع لسه ماخلصش
همس قاسم بجديه : فعلا لسه ماخلصش وشكل سامي وطارق بيخططو لحاجه ، بقولك ايه يا فارس معاك عربيتك
- ايوه معايا
جذبه من كتفه : تمام يلا بينا ، بعد اذن حضرتك يا فندم
أومي له بالايجاب : ماتنسوش التحقيق بكره الصبح
- لا طبعا يا فندم ودي حاجه تتنسي
سار بصديقه الى حيث سيارته ثم استقل مكان القياده وجلس فارس جانبه يهمس له بعتاب : ايه اللى عملته ده يا قاسم ، سياده اللواء يقول ايه ؟ دي قله ذؤق منك
أنطلق باقصى سرعه ليلحق بسياره الترحيلات التى بها المتهمين : مش هيقول حاجه ، أنا متاكد ان فى حاجه هتحصل
انتابه القلق هو الاخر بعدما لمح سيارات دفع رباعي تحاوط بسياره الترحيلات من تلك الاتجاهين ، ليتبادل النظرات بينه هو وصديقه ليخرج قاسم السلاح الخاص به ويتفقد خزينته وهو يهمس بصوت قوي : معاك سلاحك
اخرجه هو الاخر من تبلوه السياره : معايا
فى ذلك الوقت بفيلا تقع بطريق اسماعيليه الصحراوي كان يجلس طارق بهدوء وينظر لذلك الواقف امامه بترقب .
شعر بمدا خوفه الحقيقي على سلامه نجله الوحيد ، انتابه الشعور بالانتصار فبعد لحظات من الان سوف يستولي هو على كل شي يخص ذلك المدعو سامي الحديدي ، بعدما يثأر من موت والده ويرا الحسره بعيون سامي على فقدانه لوحيده ، غمرته السعاده وهو يراء نفسه متربع على عرشه وينظر لكل من حوله بتعالى واستحقار .
انتشله من احلامه الواهيه صوت سامي القلق : اتاخرو اوي يا طارق ، اتصل باي حد يفهمنا ايه اللى بيحصل
- يا باشا ماينفعش ممكن تهدى التوتر مش كويس عشانك وخلاص كلها دقايق وريان يكون قدام عنيك ، وكمان الهليكوبتر في انتظاره ، ممكن حضرتك تقعد وبلاش توتر ، انا عارف انا بعمل ايه كويس وكل حاجه مدروسه يا باشا 
تم محاوطه سياره الشرطه من تلك الاتجهاين ومحاصرتهم بالطريق منما جعل يحدث تصادم عدم مرات متتاليه لتخرج سياره الشرطه عن طريقها وتدور حول نفسها ليتم اطلاق الاعيره الناريه منما جعل السائق يفقد السيطرة على محركها وتنحرف عن مسارها .
اقترب قاسم بسرعته الفائقه عندما شاهد ذلك المشهد امام اعينه ترجل على الفور من سياره فارس ولحق به الاخر ليتخذو جانبا ويطلقو النيران على تلك السيارتين التى تعيق سياره الشرطه ، تبادل طلقات النار بينهم واثناء تلك الملحمه اخرج قاسم هاتفه اللاسكي واستدعى قوه من الشرطه لتلحق بهم ليتم السيطره على الوضع وافشال محاولة الهروب .
اطلقو رجال سامي الرصاص الحي على سياره الشرطه لتعجزهم عن الحركه وبعضهم يتولى إطلاق النار على فارس وقاسم ليبعدوهم عن طريقهم .
انشغل قاسم بتبادل إطلاق النيران ، اما عن فارس فعندما شاهد رجل ملثم يقتحم سياره الشرطه ويخرج منها ريان وعمرو المقيدون بكلبش واحد ، أشهر سلاحه وركض اليه دون ان يهتم باطلاق الرصاص من حوله ، لتستقر طلقه بكتفه ولكن لم يقف ساكنا بلا اكمل طريقه ليطلق رصاصه تستقر بقدم ذلك الملثم لتجعله طريحا امامه .
أتت قوه الشرطه وتم السيطرة على الوضع لتنجح الشرطه فى افشال عمليه هروب المتهمين ، والقو بالقبض على بعضهم ومنهم من فرا هاربا .
بعدما استرد قاسم انفاسه بحث عن صديقه وهو يهتف باسمه بصوت قوي لتجحظ عيناه بصدمه عندما راء الدماء تسيل من كتفه ، هرول اليه بقلق وهو يهتف به بانفعال :
- فارس ايه اللى حصل ؟ ليه بعدت عني بس مش قولنا هنحمي ضهر بعض
ربت على كتفه برفق وهو يبتسم له : ماتخفش على صاحبك مش حته رصاصه طايشه توقعه
احاط بخصره وهتف مناديا باحدى العساكر باستعجال سياره الاسعاف .
اغمض فارس عيناه بتعب بعدما نزف الكثير من الدماء وعندما أتت سياره الاسعاف تم نقله على الفور لمشفى الشرطه ومن هناك ابلغ قاسم اللواء اكمل بما حدث وظل امام غرفه العمليات ينتظر خروج صديقه .
ثار غضبه عندما اتاه الاتصال الذي ينتظره ولكن يبلغه الأخير بان الشرطه تدخلت وافشلت محاولتهم بالفرار بريان وصديقه ، لينهى الهاتف بغضب جامح وينظر لسامي باضطراب فهو يعلم بانه سوف يلقى عليه باللوم .
هتف سامي بصوته الحاد : حصل ايه انطق ؟ ريان جراله حاجه ؟
- لا الباشا بخير بس البوليص تدخل وحصل ضرب نار بين الرجاله والشرطه والعمليه ماتمتش وفى رجاله اتقبض عليهم
صرخ معنفا اياه : يعني ايه لسه ابني تحت رحمتهم وماعرفتش تهربه يا طارق ، شاطر كل شويا تقولي سبني أتصرف ، ثق فيه وانت ولا ليك أي لازمه ، عمليه بسيطه زي دي ماعرفتش تخطط ليها صح يا بن المنسترلي ، غور من وشي وماتورنيش وشك هنا تاني غير لو ريان فى ايدك انت فاهم وده اخر كلام بينا يا طارق ولو ابني ماخرجش يبقى تنسى خالص شغلك معايا
- يا باشا اسمعني بس أنا مليش ذنب ، كل حاجه كانت ماشيه مظبوط لولا تدخل فارس وقاسم وحضرتك شايف أنا حاولت ابعدهم على قد ما اقدر واتهمتهم بقتل ابويا كمان عشان يتم استبعادهم من اي قضيه دلوقتي ، بس فى خبر حلو واحد منهم اتصاب ويمكن نقرا على روحه الفاتحه وريان لسه عندنا وقت نخرجه من القضيه ، بس ارجوك بلاش تحملني ذنب مش ذنبي ودي غلطه غير مقصوده واوعدك لو اتقررت تاني حضرتك تعمل اللى انت عايزة حتى لو طلعت مسدسك وانهيت حياتي أنا مش هعترض على قرارك .
زفر بضيق واشار بكفه بالابتعاد : سبني دلوقتي افكر هعمل ايه
همس داخله بكره وهو يغادر الفيلا : بكره ادفعك التمن وغالي اوي يا سامي ، ان ماخلتكش تنزل على رجلي تبوسها مابقاش أنا طارق المنسترلي ...
كانت شارده بذكرياتها التى عاشتها مع زوجها الراحل ، لامت نفسها بانها مازالت تفكر به فهي الان اصبحت زوجه لاخر ولا يحق لها مجرد التفكير بزوجها السابق ، شعرت بغصه داخل صدرها وانسابت دمعه حارقه عندما ايقنت بانها تخون فارس بمشاعرها التى مازالت تحملها بداخلها لشقيقه الراحل ، وجدت نفسها داخل غرفته تنظر لصورته داخل البرواز الصغير وتتلمس ملامح وجهه وكانها تريد طبع ملامحه داخل ذاكرتها لكى ترغم نفسها على نسيان ملامح سند ويبقي فارس خالدا بذاكرتها .
وضعت الصوره كما كانت وفتحت درج الكومود لتخرج البوم صور يخص فارس وبعض اصدقائه بمراحل عمريه مختلفه ، ترا ابتسامته تاره وجمود وجهه تاره أخرى ، وجدت سخصيته التى يخفيها عنها داخل كل صوره من تلك الصور فكل منهما تخبرها عن طابع بشخصه ،كانه كتاب مفتوح امامها استطاعت ان ترا ما بداخله دون ان يخبرها بشئ ، الهمها احساسها بانها تعرفه منذ زمن بعيد ، تركت غرفته وعادت الى غرفتها تقف بالشرفه تنظر للعصافير التى لم تكف عن الزقزقه ، فتحت باب القفص برفق لتخرج العصفور الاصفر حملته بهدوء على راحه يدها وقربته من فاها لتقبل منقاره الصغير ، ثم عادته لمكانه وفعلت المثل مع العصفوره أيضا .
غادرت غرفتها وتوجهت الى المطبخ لتعد الطعام فقد اقترب موعد عوده فارسها ، وقفت امام الموقد ثم اشعلته ثم وضعت الاناء اعلى الشعله الموقده ثم همت بسكب الماء المغلي ، صدح رنين هاتفها جعلها تترك المطبخ وتهم بالرد على المتصل ، وجدتها والده فارس ظلت تتحدث معها لعدة دقائق وبعدما أغلق الهاتف تذكرت أمر الطعام ، عادت الى المطبخ لتجد الماء قد تبخر حملت الاناء دون وعي لتصرخ بألم عندما احترقت اطرافها ، فتحت صنبور المياه ووضعت كفها تحت الماء البارد لعله يخفف ما تشعر به من ألم .
ثم اطفئت الموقد وغادرت المطبخ تحاول الاتصال بفارس فبعد مهاتفة والدته انتابها القلق هى أيضا ، فقلب الام لم يخطئ عندما يصاب طفلها بمكروه وظلت كلمات راجيه تتردد داخل اذنيها وهى تخبرها بانها قلقه على ابنها فقد راودها حلما مزعجا يخص ابنها لذلك قررت الاتصال ليطمئن قلبها ، طمئتها قدر بدورها ولكن انتقل القلق لقلبها هى الأخرى ، حاولت الاتصال به ولكن يبدو بان هاتفه مغلق ، فجأة استمعت لصوت جرس الباب ، اسرعت بلهفه تفتح الباب لتتفاجئ بشابا طويل القامة ضخم البنيه قمحي البشره ، تنحنح بخفه قبل ان يتحدث بتردد :
- مدام قدر ، أنا قاسم صديق فارس
نظرت له برجاء : فارس بخير ؟
اؤمى له بالايجاب : اه الحمد لله بخير بس تعبان شويا ومحتاج يشوفك
انسابت دموعها بصمت وهى تهمس بفزع: يعنى ايه فارس جراله حاجه صح ، ارجوك قولي ماله
ابتلع ريقه بتوتر : صدقيني كويس وانا هنا عشان اوصلك ليه
تسمرت مكانها وشردت لحظات ثم هتفت بصوت خافت : أنا اسفه مش هقدر أجى معاك لوحدنا
تنهد بضيق ثم هتف بجديه عندما قرا خوفها : تمام انا متفهم اللى انتى فيه ، مافيش مشكله بس هتنتظر نص ساعه هتصل بدكتور ايمن وطبعا تعرفيه ده وهخليه يجيب دودي معاه قصدي خالتي واكيد بردو تعرفيها وتقدري تيجى معاهم المستشفي تشوفي فارس وتطمني عليه .
هم بالمغادره ولكن استوقفه صوتها المهزوز : من فضلك عرفني حالته ايه
عاد يتطلع إليها بود : اطمني هو اتصاب برصاصه فى كتفه والحمد لله جت سليمه وهو فاق وسأل عليكي وبخير
قضمت شفتيها بحزن مثل الاطفال : أنا عايزة اشوفه
كاد ان يبتسم ولكن حاول جاهدا بكبح ابتسامته ثم تنهد بنفاذ صبر : طيب ايه هتستني خالتو وايمن ولا هتيجي معايا ، أنا عايز اطمنك أنا أخ مش مجرد صديق لفارس ولو فارس ماعندوش ثقه فيه ماكنش بعتني ليكي ممكن تطمني ولو جاهزة تتحرك مافيش داعي لقلقك ده
تطلعت لهيئتها وجدت نفسها ترتدي اسدال الصلاه فاغلقت الباب خلفها وتقدمت بخطواتها البطيئه : يلا بسسرعه مافيش وقت
لاحت ابتسامته على تلك الطفله ، فحقا طفله كما اخبره صديقه من قبل ، دلف لداخل المصعد وهى خلفه ثم ضغط زر الهبوط ثم غادرو البنايه ليستقل السياره ولكن هى استقلت بالمقعد الخلفي ، لم يكترث لفعلتها فهو ميقن بخوفها من وجودها معه ، أنطلق فى طريقه دون ان يتحدث بشئ اخر وهى ظلت مكانها لم يكف لسانها عن الدعاء لفارسها ، فهى بحاجته ولم تتخيل حياتها دونه ،..
هكذا ياتي الحب عندما ندرك اننا سوف نفقد ذلك الشخص الذي يكملنا ، حينها لا نستطيع العيش بدونه ،نتمنى العيش معه كل لحظات عمرنا الماضيه والاتيه وتيقن حينها بانن تؤام الروح 
عوده الى السويس بمنزل حسن .
بعدما غرزت له إيمان محلول الغذاء داخل الكانولا بدا اختفاء شحوب وجهه وعادت الدماء تسري بجسده ، بدءت أيضا فى تطهير جرحه وضماده بالشاش الطبي لكي لا يتلوث .
بعدما انتهت نظرت الى حسن وهى تحدثه بجديه : أنا خلصت يا حسن وانت زى ماشوفتني عملت اعمله بالليل ، لازم نغيرله مرتين على الاقل فى اليوم ولم المحلول يخلص تقدر تشيله بكل بساطه وان شاء الله يفوق ويسترد واعيه واضح ان كل اللى فيه قله تغذيه ولم جسمه ياخد كفايته هيفوق لوحده ، يعنى حالته على قد حرق ضهره وبس مافيش خطر ان شاء الله
- الحمدلله يا ايمان، شكرا على تعبك معانا
- تعب ايه يا حسن ، انت اخويا الكبير وزوج اختى كمان ، عيب لم تشكرني ، احنا أهل ، همشي أنا بقى عشان متاخره على المعهد ، سلام عليكو
- استني بس هوصلك
- تسلم يا ابو علي ، خليك جنبه يمكن يفوق سلام أنا بقي
- مع السلامة
بعدما غادرت إيمان المنزل ، وقف حسن فى مواجهه زوجته .
- عايز اتكلم معاكي وياريت تسمعيني وتحاولي تفهميني
نظرت له بحزن بسبب غضبه منها ثم اؤمت بالايجاب
- بياضه أنا عارف ان ظروفنا صعبه شويا بس أنا بحاول والله ماساكت وكمان احنا بلاش نعمل نخير ونتذمر منه ، هو لا حول بيه ولا قوه ، محتاج للمساعده وربنا هيعوضنا خير ، وعايزك تطمني فلوس ولادتك شايلها على جنب ومالمستهاش وربنا كريم وهيرزقنا ان شاء الله ، لم نساعد حد محتاج ربنا يبعتلنا اللى يساعدنا ويقف جنبا وقت شدتنا ولا ايه
اقتربت منه بحب لتعانقه بقوه وهى تهمس بصدق : ماتزعلش مني وأنا والله ما بتكلم عن الفلوس ، أنا خايفه عليك انت وعشان كده فكرت نوديه مكان يعالجه عشان نخلي مسئوليتنا بس
ربت على ظهرها برفق : يا حبيبتي ربنا عالم ومطلع ونيتنا خير مش معقول هنقابل الخير بالشر ، أنا بقى واقع من الجوع ممكن تعمليلنا حاجه تتاكل
ابتعدت عنه وسارت بخطوات بطيئ بسبب ثقل حملها : بس كده من عنيه يا ابو على ، هعملك سنجاري تاكل صوابعك وراه
ابتسم بهدوء وجلس اعلى الحصيره أمام تلك الاريكه ويظل يتابع حركه المحلول ويتفقد وضعه من حين لاخر ،كانت يتصبب بالعرق وحسن يجفف له حبات العرق ثم استرق السمع ليسمع لصوت اهأت تخرج من فاه الشاب ،اعتدل على الفور من مجلسه وهمس بصوت عال باذن ذلك الشاب :
- عايز حاجه ، انت سامعني ؟
كانه بعالم اخر يستمع لهمهات تأتي من بعيد ، ويد قويه تقترب منه تحاول مساعدته ويمد كفه له وهو يقول : هات ايدك ماتخفش
حاول تحريك ذراعيه لينتابه شعور قوي بالالم ليتأوة بشده ثم فتح عيناه باتساع لتظهر هيئه ذلك الشاب الذي يقف امامه ويردد بصوت جلي : سامعني ،حمدلله على سلامتك يا جدع نشفت دمي .
دقق بملامح وجهه البشوشه والابتسامته الودوده ولكن لم يقدر على التفوه بشئ وتذكر ما حدث معه بالميناء أثناء قيادته لسيارته "
ليغمض عيناه بقوه ثم يحاول فتحها ببطء ، جف حلقه عندما تذكر ذاك المشهد القاسي عندما كان يواجه الموت وعلم بانها نهايته المحتومه .
تطلع حوله ليجد نفسه داخل منزل بسيط ويقف جانبه شابا يقاربه بالعمر بملامح مألوفه يهتف بقلق :طمني وحياه ابوك انت بخير
رغم الآلام المتفرقه الذي يشعر بها إلا انه لمس القلق بنبرة صوت ذلك الغريب ، همس بصوته الخافت : الحمدلله
، ممكن اعرف أنا فين ؟
- اعتبر نفسك فى بيت اخوك "حسن " اسم الكريم ايه؟
- " حسام 
سارت بخطوات مضطربه خلف قاسم الى ان اشار إليها بالغرفه التي يوجد بها فارس
- دي اوضته ، اتفضلي ادخلي وأنا هشوف الدكتور
دلفت لداخل الغرفه تبحث عنه بلهفه لتجده ممدد اعلى الفراش ، اقتربت منه بعين باكيه تتحسس جسده بقلق
ليفتح عيناه بوهن عندما شعر بها وتقابلت سودويته بخضرويتها الصافيه ، أمسك بكفها الذي وضعته اعلى صدره العاري تتفقد وضعه ليهمس بصوت متقطع : اطمني أنا بخير
انسابت دموعها بغزاره وهى تهز رأسها بعدم تصديق
همس بحنو : قربي
حاوطها بذراعه الثانيه وشدد على ضمها لصدره وهو يهمس بحب : ماتعيطيش انا كويس والله ، عارفه اكتر حاجه وجعتني ايه مش أصابه كتفي ،لا اللى وجعني خوفي عليكي لو جرالي حاجه ، هتتحملي الخبر ازاي ، هتلاقي امانك مع مين ، هو ده اللى وجعني بجد انك تعيشي الحياه من غيري
ابتعدت عنه بحزن وهمست من بين دموعها : فارس انت اكتر من امان ، انت حاجات كتير اوي
شاكسها بغمزه : طب ممكن اعرف حاجه واحده من الحاجات الكتير اللى جواكي وملخبطينك
- انت دنيتي واملي فى الحياه ومن غيرك مااقدرش اعيش ، فارس أنا بجد بحبك والله العظيم بحبك ،وعرفت مشاعري دلوقتي لم حسيتك بتروح مني ، أنا اسفه ان بعدت عنك ، بس ارجوك ماتسبنيش+
لاحت ابتسامته العذبه ثم مد ذراعه ليلتقط كفها الرقيق ويطبع على باطنه قبلات متفرقه ويهمس من بين كل قبله واخري كلمات من العشق الساكن بقلبه لها وحدها ، فهو الان تغمرة السعاده الحقيقيه بعد اعترافها الذي كان ينتظره بشغف ، الان يملك الدنيا بين يديه 
تعليقات



<>