رواية لحظات الصمت الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم مياده يوسف الذغندى

رواية لحظات الصمت الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم مياده يوسف الذغندى

اسمعوا ياولاد ، اسمعوا ياحبايبى،  تعالوا نشوف حصل ايه فى حكايتنا المرة دى،  وقبل الكلام صلوا على خير الأنام........  بقى محمد اخوا سماح دخل عليهم وكان جايب نتيجه الثانويه العامه لسماح.......

سماح :: واقفه قلقانه فى الصاله ، شوفت يابابا ، اهو ابوسالم اتأخر اهو ، مش كنت رحت انا معه بس كان جرا ايه ؟

الشيخ سالم:: يابنتى الغايب حجته معه ، وبعدين انا عارف انتى نجحتي انا عارف بنتى كويس ، ناولني القله اشرب ، اهو ياستى محمد اخوكى وصل .....

سماح :: جريت جابت القله لابوها بالأول،  خدها منها الشيخ سالم وضحك ، وطلعت جرى على محمد 

___ هه جبت كام قولى ، قلبى هيقف .....

محمد :: وقف ساكت وبيبص عليها وعاقد حواجبه ، يعنى عايزة تجيبى كام ؟

سماح :: عايزة ، ادخل كليه الأدب 

محمد : راح قعد على الكرسى ، وحط رجل على رجل ، وضم شفايفه ، اممممم ، طب بسيطه على كدة ادب سهله ، وكان لازمته ايه التوتر ده كله اللى عيشتنا فيه


سماح :: راحت جرى عليه وقعدت على ركبها قدامه ، وقعت قلبى يااخويا ، بالله عليك طمنى جبت كام 


محمد :: ماشى ياستى ، ثريا ياثريا ، تعالى بتعملى ايه عندك بس ، اقولك زغرطي ٨٠% ادب ادب ، اشمعنا آداب يعنى ؟


ثريا:: لولوووووووى،  لولوووووووى،  الف مليون مبروك اروح اجيب صندوق ساقع واجى 


الشيخ سالم:: خليهم اربعه ، وفتح إيده لها وجرت سماح اترمت فى حضن أبوها،  وابوها ضمها جامد وباس راسها 


سعاد :: لولوووووووى،  تعالى ياضى عيونى ، الف مبروك عقبال العريس يارب


سماح :: عريس ايه بس ، انا عايزة اكمل تعليمى الاول ، مش بفكر فى الجواز دلوقتى 


الشيخ سالم......


محمد تعالى عايزك فى الجنينه التانيه 


محمد : خير ياأبا فيه ايه ؟


الشيخ سالم:: تعالى بس وراى 




الشيخ سالم:


(وهو بيبص حواليه فى الأرض الزراعية، عينه بتلمع بحزن خفيف)


بص يا محمد... أنا مش هعيش العمر كله، وكل يوم بيعدي بحس إني لازم أسيب الدنيا دي وأنا مطمن على عيالي...




محمد:


(واقف جنبه، باصص له باستغراب)


خير يا أبا، بتقول كده ليه؟ ربنا يديك الصحة وطولة العمر، لسه بدرى على الكلام ده...




الشيخ سالم:


(بيتنهد، وبيرفع عصاه يشاور على أرض فاضية جنب الدار)


شايف الحتة دي؟ دي تبقى نصيب محمود، لازم نأسس له بيت هنا...


كل واحد منكم يبقى له بيته، وعيشته لوحده...


العيشة في بيت العيلة حلوة، بس كتر النفوس بيجيب الهم والنقنقة والمشاكل...




محمد:


(قاطع كلامه بحذر)


يعني... نبدأ في بيت لمحمود من دلوقتي؟ ده لسه صغير ومش بيفكر في جواز حتى...




الشيخ سالم:


(بحسم وهو بيبص له بعين فيها رجاء)


أنا عايز أرتاح يا محمد، مش عايز أموت وأسيبكوا تتخانقوا على الطوب والطين...


محمود ابنك مش بس اخوك، وهو أقرب حد لقلبك، وأنا عارف إنك هتساعده...


وانت كبير أخواتك، والكبر مش بس بالسن، بالتصرف والرجولة...




محمد:


(سكت لحظة، وبص في الأرض، وبعدين رفع عينه)


اللي تشوفه يا أبا... أنا هبدأ أجهزله، بس هاتطمن إنك جنبي، لازم تبقى معانا...




الشيخ سالم:


(ابتسم ابتسامة حزينة ومسح على كتف محمد)


ربنا يطمني بيك يا ولدي... خليك دايمًا سند لأخواتك...


أنا مش هطول، بس نفسي أشوف البيت ده وهو بيترفع طوبه فوق طوبه...




محمد:


(بحسم)


هعمل كده، وهخلي محمود يساعد معايا، لازم يحس بالمسؤولية من دلوقتي...




الشيخ سالم:


(لف وبدأ يمشي ناحية البيت)


يلا بينا يا ولدي... يوم طويل مستنينا...


ورجعوا البيت ، وكانت الدار اتملت ناس جاين يهنوا ويباركوا النجاح ....


هناء :: اول ، لما لمحت محمد ، راحت عليه بسرعه ، ومسكت ايدة ، وخدته بعيد ، ايه يامحمد ابويا الشيخ سالم كان واخدك الجنينه التانيه ليه ، فرحنى هيكتبها لك ؟


محمد ::: نظر لها نظرة ، خوفتها ، سحب إيده منها ، روحى حطى الساقع فى الفريزر ، الناس جايه كتير ، بسرعه ...


هناء :: ارتعبت منه ، ومشيت بسرعه من قدامه .....


#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى 




وبعد يوم طويل فى بيت الشيخ سالم ، محمد روح بيته وكان محافظ على هدوءه ، دخل على اوض الولاد واطمن عليهم ، راح لسالم ابنه 


محمد :: بيمشى ايدة ، على ضهر سالم ابنه ، بعد يومين او تلاته نتيجه الأزهر هتبان،  ربنا يطمنا عليك ويفرحنا بيك ، وتجيب كليه حلوه ، هه ناوى على ايه ؟


سالم : طب ان شاءالله،  متوسم خير ، والله انا واثق ان ربنا مش هيخذلنى ابدا ، كله خير 


محمد ؛: يارب ، ياابنى كله خير ، اسيبك تكمل قرايه فى المصحف ..... أصبح على خير 


وراح محمد دخل اوضه البنات ، لاقهم فى سابع نومه ، قفل الباب وسبهم راح اوضته 


فتح الباب ، ودخل لاقى هناء قاعدة على الكنبه ، بتعض فى شفايفه وسرحانه ....




محمد:


(دخل الأوضة وهو بيقلع الجلابية وبيفرد ضهره من التعب، لف بعينه، لقى هناء قاعدة على الكنبة، ووشها قالب وتعبان)


مالك؟ إيه وش الزفت ده؟




هناء:


(بصت له بعيون فيها عتاب وغل، وبنبرة مخنوقة)


يعنى مفيش رد على سؤالى؟ ماقلتش بتفكر فى إيه؟...


الشيخ سالم خدك الارض ليه؟!




محمد:


(رفع حاجبه وبص لها بنظرة كلها جفاء، وقفل باب الأوضة ووقف قدامها)


قلتلك حطى الساقع فى الفريزر، ماقلتش لك تعالى ورايا!


إنتى ليه كل مرة بتدخلى فى اللى مالكيش فيه؟!




هناء:


(وقفت بسرعة، نبرة صوتها عالية شوية)


يعنى أنا مراتك، ومليش فيه؟ مش من حقى أعرف اللى بتخططله مع أبوك؟!


ولا عشان بيته هيبقى فى الأرض تبقى خلاص...




محمد:


(قاطعها بنبرة حادة، ووشه احمر من الغضب)


بس بقى!!


ولا كلمة تانية تتقال عن الموضوع ده!


الشيخ سالم قرر يبني بيت لمحمود زى ما بنى لنا زمان، وده حقه، وواجبى أساعده...




هناء:


(بصت له بذهول)


يعنى هيبقى لينا البيت لوحدنا؟!




محمد:


(اقترب منها خطوة، وصوته واطي بس تقيل زي الرصاص)


آه... البيت هيبقى لينا... بس لو فتحتى السيرة دى تانى أو جبتى سيرة الورث أو الأرض قدام حد،


ساعتها هيبقى فيه عقاب، ومش هرحمك...




هناء:


(اتجمدت فى مكانها، وبصت له بخوف حقيقي، وعينيها دمعت من غير ما تنطق)




محمد:


(لف ظهره، وقال وهو بيقلع الساعة)


أنا ابنى وأخويا أمانة...


ومش هسمح لحد يلعب فى دماغهم... حتى لو كنتى إنتى.




(سكت لحظة وهو بيطفى النور)


تصبحي على خير 


هناء :: لاء تصبحي على خير ايه دى ؟


قوم عايزة اتكلم معك شويه 


محمد :: فتح عينه ، وبص لها 


كانت هناء قلعت الجلابية اللى لابسها وبقت بقميص بيتى خفيف لونه نبيتى ، وفردت شعرها على ضهرها ، وبصت له ، ايه هتنام برضوا ؟


محمد ::: فتح عينه وهو مبرق لها ، الله ايه واخدنى على خوانه يعنى وضحك بصوت عالى 


هناء : بقت تزيد من اغرائه ، وراحت قعدت على الكنبه،  انت اللى عايز تنام ..... نام وهزت كتفها .


محمد :: قام من السرير بسرعه وراح عندها ، طب وده ينفع ياقمر انت وغمز لها وووووووووو




♡♡♡♡♡♡ بعد اسبوع 


 


ثريا:


(بتخبط على باب أوضة الشيخ سالم وهي مستعجلة)


أبا... أبااااا...




الشيخ سالم:


(من جوه الأوضة، صوته هادي)


تعالى يا ثريا، ادخلي... مالك يابنتى بتجرى ليه كدة 




ثريا:


(دخلت وهي بتلهث من السرعة)


الأستاذ سعيد... واقف بره، وبيقول عايزك في كلمتين...


وأنا بنضف بط فى المطبخ وخايفه القط يدخل عليه 


الشيخ سالم:


(اعتدل في قعدته وهو بيعدل جلبابه)


طب اعملي له حاجه يشربها، شاي ولا لمون، وأنا جاي...




في الضيافة...


(الأستاذ سعيد قاعد، ووشه فيه حرج بسيط، وبيبص في الأرض، بيلم هدومه ويضبط هدومه كل شويه)




الشيخ سالم:


(دخل وهو بيبتسم ابتسامة هادئة، وبادر بالسلام)


أهلا وسهلا أستاذ سعيد... نورت بيتنا...




سعيد:


(وقف بسرعة ومد إيده)


الله يخليك يا عم الشيخ سالم، البيت منور بأهله...


الحقيقة أنا جاي النهاردة في موضوع... وأتمنى ما يكونش تقيل على قلبك...




الشيخ سالم:


(بص له بنظرة فاحصة، وغمز بعينه)


قول يا ولدي، الكلام عمره ما يبقى تقيل لما يطلع من نية طيبة...




سعيد:


(اتنحنح شوية، وقال بتوتر خفيف)


أنا جاي أخطب سماح... لاخويا الصغير وابنى عزيز،


هو شافها مرة، واتكلمنا، وطلب مني أجيلك بنفسي، لأننا عايزين نكمل بالحلال، ويفتح بيت ويبقى له عيله  




الشيخ سالم:


(سكت لحظة وبص في الأرض، وبعدين رفع عينه لسعيد)


عزيز... شاب كويس، وابن ناس، وأنا عارفه كويس... بس سماح لسه صغيرة، ولسه قدامها تعليم...




سعيد:


عارف والله، بس هو مش مستعجل، ممكن نكتب الكتاب، ونسيب الجواز بعد ما تخلص دراستها...


هو قاللي بالحرف: "أنا مش عايزها تبطل تعليمها، أنا عايز أكمل معاها مشوارها..."




الشيخ سالم: لحظات الصمت ملت المكان .....


(تنهد بعمق، وقال بحسم)


هشاورها...


ولو قلبها وافق، يبقى اتكلنا على الله...


أنا لا أفرض رأيي على بناتي... اللي يرضيهم يرضيني...




سعيد:


(ابتسم براحة)


جزاك الله خير يا عم الشيخ... ده أصل الكرم والأصول...




في نفس اللحظة، في المطبخ...


سماح كانت واقفة بتسمع الكلام من ورا الستارة، ووشها اتلون...


قلبها دق بسرعة، مش مصدقة إن فيه كلام جواز وهي لسه بتشم فرحة نجاحها...




سماح:


(بنبرة مشوشة بينها وبين نفسها)


عريس؟ دلوقتي؟!




لحظات صمت ، وتوتر 


وأنا كنت بقول لسه بدرى... يا ترى أوافق؟ ولا أكمل حلمى؟!




سماح وبعدين بقى لما ابويا يسألني اقول له ........... 


الفصل السادس 


اه يانى بطلوا تنادوا عليا كتير علشان انا زعلانه منكم فين التعليقات الكتير ياولاد هه ، طب خلاص خلاص هههههه مش تهنوا عليا ، اسمعوا ياحبايبى بقيت الحكايه ، بس صلوا على النبى المختار ، بقى سماااااااح 




سماح سمعت أبوها واخو العريس اللى متقدم لها ، وكانت مترددة وتقريبا كدة رافضه الموضوع نهائي هى عايزة تكمل تعليمها ومش عارفه لو أبوها كلمها هتقول له ايه ، طلعت سماح فوق السطح بتاع البيت فى المكان المفضل بتاعها وكان فيه شجرة توت مضلله فى الحته اللى بتقعد فيها وبتفكر بصوت عالى 




قعدت سماح على الطوبة اللى دايمًا بتقعد عليها تحت شجرة التوت، والنسمة كانت بتهفهف على وشها كأنها بتطبطب عليها.




قالت بصوت واطي وهي بتبص للسماء:


"هو ليه كل حاجة لازم تيجي فجأة؟ هو أنا مش من حقي أحلم؟ أكمل تعليمي؟ أحقق حاجة لنفسي؟"




سكتت شوية، ومسحت دمعة كانت هربت من عينيها، وكملت:


"أنا مش ضد الجواز... بس أنا ضد إن حياتي تتحدد بكلام اتنين قاعدين تحت،  قال ايه اخويا شاف بنتك سماح ياعم الشيخ سالم وعايز يكمل نص دينه ، وهو وانا فرحت قوى ياعم الشيخ سالم ونفسى اناسبك ، قال ، بس اكيد ابويا هيجى وياخد رأى مش معقول هيوافق من غير حتى ما يسألوني أنا عايزة إيه؟"




بصّت على شجرة التوت وافتكرت أيام الطفولة، لما كانت تقعد تحتها هي وبنت اختها ياسمين،  هما قريبن من بعض فى السن وصحاب قوى وهما بيحكوا لبعض أحلامهم... وسكتت.




"أنا خايفة... آه والله خايفة. مش من الجواز، لأ، من إني أضيع في حياة مش بتاعتي، من إني أبقى ست في بيت مش حاسة بالأمان فيه، ولا حتى بالحب... وخايفة كمان أزعل أبويا."




هنا لمحت من بعيد خيال أمها طالعة تجيب غسيل، فمسحت وشها بسرعة وقامت، بس لسه صوتها جواها بيعافر:




"يا رب... لو الجواز ده فيه خير ليا، ريّح قلبي، ولو مش خير، خلّيهم ينسوا الموضوع، من غير ما أوجّع حد... أنا تعبت من التفكير، وتعبت من التمثيل إني تمام."




رجعت سماح لورا بخطوتين، وبصّت تاني على السما وقالت في سرّها:


"أنا مستنية إشارة منك يا رب... أي حاجة تطمن قلبي."




ونزلت من فوق السطح على صوت أمها وهي بتنادي عليها:




"سماح! أبوكِ عايزك تحت... تعالي يا بنتي." بعد لما تخلصي الغسيل بسرعه ماشى .




وقفت سماح مكانها لحظة، خدت نفس عميق، وقالت بهمس:


"اللهم سلّم."




سعاد :: ياسماح يابنتى تعالى مش سامعنى ؟


سماح :: حاضر ، ياماما جايه خير فيه ايه ؟


سعاد :: كنتى بتعملى ايه بس ، خدى كملى الغسيل ، مااروح اشوف ابوكى عايز ايه ، واجهز له اللبس عنده ميتم الليله هيقرا فيها ربنا يوفقه ، وبيان كدة الميتم كبير وتقيل امسكى الغسيل 




#بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى 




سعاد نزلت للشيخ سالم دخلت عليه الاوضه ........ووو




سعاد دخلت الأوضة على الشيخ سالم، لقت وشه مهدود ونظراته تايهة كأنه بيكلم نفسه.




سعاد (بحنان وقلق):


"سالم، جهزت لك الحمام، والمية دافيه، هتلبس القفطان البني ولا الرصاصي؟ وبعدين، يوووه... بكلمك يا سالم!"




سالم (رفع وشه بتعب):


"والله سامعك يا ست، بس أنا راسي مدوّشة، ومش عارف أعمل إيه."




سعاد (قعدت جنبه):


"في إيه؟ قولى مالك؟ وشك مفرود، ونايم في تفكيرك، من ساعة ما أخو العريس مشي وأنت مش على بعضك."




سالم (اتنهّد):


"ده عاشر واحد ييجي يطلب بنتنا يا سعاد... وكل مرّة برفض، لأن نفسي تكمل تعليمها... بس كل مرة الناس تقول لي: دي بتكبر وعرساينها كتير، ومش معقول ترفض كده على طول."




سعاد:


"وإنت شايف إيه؟"




سالم (سكت شوية):


"أنا شايف إن بنتي مؤدبة، وجميلة، وعندها عقل أكبر من سنها... البنت في الريف بيجوزوها بدري، ده العُرف، بس مش كل عُرف لازم نمشي وراه. أنا... أنا مش عايز أظلمها."




سعاد:


"بس يا سالم الناس بتتكلم... بيقولوا إنك بتتشرط، وإنك معقدها، وكل شوية تقول لحد: مش نصيب."




سالم (بحزم):


"أنا لا بتشرط، ولا معقدها. بس كمان مش هسلّم بنتي لحد مش متأكدة إنه يستاهلها. البنت دي أغلى حاجة عندي، وأنا اللي هشيل ذنبها لو اتسرعت."




سعاد:


"طب وبتفكر تقول لها؟"




سالم:


"هو ده اللي محيّرني... لو قلت لها، هتتعب نفسياً. ولو ما قلتش، تبقى مش شريكة معانا في القرار. أنا كل اللي عايزه... إنها ترتاح، وتحس إن رأيها مسموع."




سعاد (ابتسمت ابتسامة خفيفة):


"قوم غير هدومك وخد حمامك واجهز لليله ربنا يفتحها عليك ياشيخ سالم ولما تيجى بالسلامه كده  تعالى نتكلم سوا، يمكن نطلع بحل. البنت كبيرة يا سالم، وفاهمة. وهي بتحبك وهتسمع كلامك، لو حسّت إنك بتفكر لمصلحتها."




سالم (قام ببطء):


"ماشي يا سعاد... بس قلبي مش مطمّن، ومش عايز أظلم حد."




سعاد خرجت من الأوضة وسابت سالم واقف قدام المراية، لحظات الصمت مسيطرة عليه بيبص في وشه وبيقول لنفسه:




"يا رب... قوّيني، وهديني للطريق الصح، عشان ما أخسرهاش، ولا أندم."




وفي اللحظة دي، كانت سماح نازله من فوق وسمعت كلام أمها وابوها .......


سماح :: بتخبط على الباب 


بابا بتنادى عليا ماما بتقولى انك عايزنى خير 


الشيخ سالم :: خير يابنتى،  عارفه عزيز البرهامى؟


سماح :: الصراحه ، لاء ، مش عارفه مالوا ؟


الشيخ سالم:: اخوه الاستاذ سعيد جه النهاردة يطلبك له ، عايز يتجوزك ، فكرى وردى عليا ، وخدى راحتك وانا معك 


انا هجهز عندى ميتم ولما ارجع نكمل كلام......




♡♡♡♡♡♡ عند عزيز 


سعد :: انت اتهبلت ياد انت ولا ايه ، ولا تايه ولا اتخبط على راسك ، اذا كان انت بنفسك اللى جيت لى وقولت ، ياسعيد انا عايز اتجوز سماح بنت الشيخ سالم ، وخالتنى اروح للراجل واطلب ايدها منه ، وانت جاى تقولى انك اتسرعت ومش عارف ايه ؟


هو شغل عيال ولا ايه ؟


عزيز :: لاء مش ناكر حاجه ، وفعلا سماح عجبانى ، والف واحد يتمنها بس بقول يعنى يمكن كنا استننا شويه ، وبعدين انا لسه مكلمك على الفطار الصبح ، تقوم تصلى العصر وتروح له على طول كدة ؟


سعد :: هو نسبة يتأخر ، وبعدين البنت حلوه ، وانت بنفسك بتقول الف واحد يتمنها ، يبقى ايه بقى ، انت اللى مش راسى على بر ، ولسه فرخ صغير باين عليك ،


وانا فكرت انك لما اتوظفت بقيت مسؤل ، يارب الشيخ سالم يرفض والله هفرح ، وزقوا من كتفه اوعى كدة من طريقى وسع ( وكان عصبى ومضايق على الآخر )


اميرة اخت سعد وعزيز دخلت على الصوت العالى ....


اميرة :: فيه إيه ياعزيز ، ابو محمد مالوا بيتخانق ليه ، ايه مزعلوا ؟


عزيز :: اخوكى ، لسه الصبح بكلمه علشان أخطب بنت الشيخ سالم،  يقوم يصلى العصر ويروح على طول يقولوا ، طب كان استنى شويه ؟




اميرة :: لولوووووووى،  سماح ، يابختك ياالف يا الف مبروك ، ربنا يتمم بخير ، يازين مااخترت ياحبيبى ، والشبكه امتى ؟


عزيز :: اتصدم من رد فعل أخته وبرق عيونه😳😳 هو انا بقول ايه تقولى إيه انتى التانيه ، افهمونى بقى 


اميرة :: فهماك ياعيون اختك ، انت الصبح كنت بتتكلم جد الجد ، ودلوقتي بتتكلم جد وبنت على حقيقتك .


عزيز :: الغاز دى ، الفوازير؟


اميرة :: لاء ، انت عارف ، وانا عارفه ، انك لحد الصبح ، كنت عايز تخطب سماح ، بس لما روحت الشغل مع صاحبك ابراهيم الكلام اختلف ، لما عرفت ان اخته سالى هتتطلق من جوزها ، اقصد خطيبها اللى كاتب كتابه عليها ، ومن الآخر،  لو سبت سماح هتكون خسران ، خسارة كبيرة ، عيد تفكير ياحبيب اختك ، سالى مش تنفعك ولا تنفع تفتح بيت 




♡♡♡♡♡♡ بعد الخناقة مع أخوه




عزيز دخل أوضته وهو متضايق ووشه مكفهر، فتح الدولاب بسرعة، طلع طقم نظيف، ودخل ياخد دوش وهو بيكلم نفسه:




عزيز (بضيق):


"أنا إيه اللى خلانى أفتح الموضوع من أصله؟ سعد راح بسرعة كأنه بيزوّجنى بالعافية! طب أنا مش قولت استنى؟"




رش ميّه على وشه، وساب الميّه تنزل على دماغه كأنها بتحاول تغسل التشتّت من دماغه، وخرج يلبس هدومه بهدوء، وحط شوية عطر، وبعدين طلع من البيت من غير ما يقول لحد، رايح على الميتم.




لما وصل، لقى الناس واقفة صفوف، وأصوات التهليل والسّلام شغالة حوالين الشيخ سالم وهو داخل. راجل كبير من قريتهم قال:


الحاج فوزى:

"هو ده الشيخ اللى بيرتاح له القلب... سلام عليه، وشه فيه نور، وكلامه بيدخل القلب من غير استئذان."

وواحد من الرجالة قال:

"أنا بصراحة كان نفسى اناسب الشيخ سالم قوى له بنت كنت عايزة لابنى ولو ليا بنت كنت جوّزتها لابنه من غير ما أسأل حتى... راجل زى الذهب."

عزيز وقف بعيد، بيبص للشيخ سالم وهو بيسلم على الناس، في عينيه وقار، وفي صوته طمأنينة، وفى حضوره هيبة من غير ما يتكلم كتير.

فضل عزيز واقف متكتف، ساكت، مابيندهش ومابيراجع نفسه، وحس فجأة إنه كان ماشى بسرعة فى حاجة مش محسوبة.

خلص العزاء، وبدأ الناس تمشي، وفضل عزيز واقف مكانه لحد ما الشيخ سالم اختفى من وسط الجموع، وساعتها مشي عزيز من غير ما حد يحس بيه، وراح على شط الترعة اللى دايمًا بيروح يقعد عليه لما يكون محتار ومعه السنارة بتعته يصطاد بيها السمك ، هو بيشيلها فى المحل اللى اخر البلد وكل لما يحب يقعد لوحده يعدى يجيبها ويجى يقعد على الشط ويصطاد .... .....

قعد على الطوبة اللى دايمًا  بيقعد عليها، وظبط السنارة ورمها في الميّه وهو سرحان.

عزيز (بيكلم نفسه):

"الراجل ده مش عادى... ده ليه مكانة، وهيبة... وأنا؟ أنا كنت بفكر فى الجوازة كأنها تحدى، أو فُرصة وخلاص.

بس سماح... لا دى بنت مش زى أى بنت، وبنت الشيخ سالم يعنى مش أى بيت، دى تربية، وعقل، وعيلة ليها أصل."

مسك حجر صغير ورماه فى الميّه، وبص للنجوم اللى كانت بتطلع فوق الترعة.

"أنا لو اتجوزت سماح... يبقى لازم أكون قدها، وقدّ أبوها. لازم أبقى راجل بجد... مش مجرد موظف بياخد خطوة وهو مش جاهز."

اتنهّد تنهيدة طويلة، وسكت، وبص لنفسه فى انعكاس الميّه، وقال بهمس:

يمكن محتاج أراجع نفسى... مش علشان أتهرب، بس علشان أكون قد الكلمة، وقد الجوازه دى .....وبعدين انتبه انه بيرمي طوب بالميه وبيطفش السمك ، ياخرابى ايه التوتر والتوه دى بس خلاص انا خدت قرارى انا ......

يتبع
                 الفصل السابع من هنا
لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>