رواية لحظات الصمت الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم مياده يوسف الذغندى

رواية لحظات الصمت الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم مياده يوسف الذغندى

اخ اخ اخ ياولاد وادى قعدة ، وبطلوا زن ، النهاردة الحكايه هتخدنا فى حته تانيه خالص ، صلوا على النبى المختار سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم 

بقى ياولاد،  بعد السبوع لما خلص ، وعدى شهرين عليه ، الشيخ سالم كان واقف بيباشر العمال اللى بيبنوا البيت الجديد 

كان الشيخ سالم واقف فى نص الأرض، لابس جلبابه الكحلى الواسع، وعلى كتفه شال صوف تقيل لونه رمادى، واقف بإيد ورا ضهره، وبإيده التانية عصاية سميكة بيدق بيها الأرض كل شويه كأنه بيقيسها بخبرته.

وشه مبتسم وكله نور ، بس عينيه سابته، فيها نظرة حاسمة وعقل راجح، والناس كلها بتحترمه.

العمال حواليه شغالين فى صمت، بيهيبوه، وكل واحد بيراقب رد فعله وهو بيشاور هنا ويعدل هناك، بيحسب الطوب ويعدّ الخشب كأنه مهندس مش شيخ.

وفجأة، جاله محمد ابنه من بعيد، كان ماشى بخطوة سريعة، ووشه مقلوب، واضح إنه مش طايق حاجة،


وقف قدام أبوه وقال بصوت منخفض بس زعلان:


"يا بوي... هو لازم كل حاجة تمشى كده؟ يعني حتى بعد اللى حصل، مافيش راحة؟"




الشيخ سالم لف وشه عليه، وبصله بنظرة عميقة، سكت شويه، وبعدين قال: 


انا عارف انك زعلان ، ومفكر انك مش هتسكن فيه صح 


بس ليه مفكر كدة ، على كلا يامحمد البيت الجديد دة لك انت اما انا وامك واخواتك حابين البيت اللى احنا فيه ، مبروك عليك البيت ياابنى ، 


محمد :: انحرج من ابوه ، وحط وشه فى الأرض،  وبصوت واطى ، والله ياأبا مراتى ماكنتش تقصد حاجه ، دى بتحبكم وانت عارف ، هى بس لسانها سابقها شويه ، وبعدين ، احنا نبنى دورين ونعمل مضيفه وووو




الشيخ سالم :؛ شاور له بايدة ، اسكت ياابنى ، انا اللى بقول لك البيت الجديد دة لك انت 


وانا لو عايز ابنى هبنى،  روح هات الشاى للعمال بسرعه ....


الشيخ سالم:: ( صوات داخلى)


"الراحة يا محمد مش فى الهروب، الراحة فى إنك توقف وتبني... زى ما أنا واقف ببني البيت ده، كل طوبة فيه شهادة على إن الحياة لازم تكمل، حتى لو وجعت."


راح محمد على طول على البيت واول لما دخل لمح مراته ( هناء) تعالى عايزك بسرعه 


هناء :: خبر ايه يامحمد مالك جاى مقلوب ليه كدة ؟


محمد :: اوف اوف ، وبص على ثريا ، ثريا معلش حطى سماح على الأرض هنا وروحى اعملى شاى اخدت للعمال بسرعه 


ثريا:: حاضر من عنيا 


محمد :: اظن مش هقف كتير كدة ، قولت ورايا على الاوضه  بتعتنا ....


دخل محمد وساب الباب مفتوح ، دخلت وراه هناء ،قفلت الباب ، وتوترت بتفرك فى ايدها .....


هناء :: قولى فيه ايه ، مخليك جاى زعلان كدة ؟


محمد ؛؛ ابويا ، كنت عنده عند البيت الجديد ، وقالى انه بيبنى البيت دة لى ، وهو وامى واخواتى هيفضلوا هنا 


هناء :: بفرحه ، والله يعنى البيت الجديد ده لينا احنا ؟


محمد :: مافيش فايدة ، انتى مش حاسه ان كلامك امبارح مع امى ، هو السبب 


ثريا :: طب وأنا غلطت فى ايه بقى ، كل اللى قلته عايزة بيت جديد لينا احنا كمان 




محمد (بص لها بحدة وبيتنفس بسرعة):


انتى فاهمة يعنى إيه أبويه يقولى البيت الجديد ليك؟ ده مش بس بيت، دى علامة رضا... وأنتى بكلمتين منك كنتى هتضيعي ده كله.




هناء (اتوترت أكتر، دموعها بدأت تلمع):


ماقصدتش يا محمد، والله العظيم ماقصدتش، أنا بس كنت زهقانة، وعايزة مكان يلمّنا احنا وبس...




محمد (قاطعها):


بس مش كده يا هناء! مش تزعلي أمى، وتتكلمى قدامهم كأننا ضيوف فى بيتهم!


الناس دى شالتنى على كفوف الراحة، أبويا بيبنيلك بيت وانتى بتردى كده؟




هناء (بصوت خافت):


أنا... أنا غلطانة، بس كنت تعبانة ومخنوقة...




محمد (قال بحزم، بس بصوت هادي):


بصي... مافيش حاجة هتتصلح غير لما تروحى لأمى تبوسى راسها، وتستسمحيها من قلبك... وتروحى لأبويه وتبوسى إيده كمان، البيت ده مش هيفتحله باب إلا برضاهم.


#بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى 


هناء (سكتت شوية، وبعدين بصوت مهزوز):


وأنا لو عملت كده... ترضى عليا؟




محمد (بص لها وهو بيهدى شويه):


أنا مش زعلان عليا، أنا زعلان علشان انتى ممكن تخسرى الناس اللى حبوك... رضى أمى وأبويه هو اللى هيخلى البيت ده فعلاً "بيتنا".




(هناء بصت فى الأرض ودموعها نزلت، وبعد لحظة راحت للباب، وخرجت من الأوضة ساكتة، وقلبها مليان وجع ، هى ماكنتش تقصد كدة 




(هناء خرجت من الأوضة وهي بتجفف دموعها بإيدها، قلبها متقلّب، وكل خطوة بتقربها من أوضة أم محمد كانت كأنها بتمشي فوق الشوك، لكنها عزمت النية)




(وصلت عند أوضة أم محمد، لقتها قاعدة على الكنبة، ماسكة سبحتها، وعنيها فى الأرض، شكلها كانت لسه متضايقة)




هناء (بصوت واطي وهي واقفة على الباب):


يا خالتى... أقصد يا أمي... ممكن أدخل؟




أم محمد (رفعت عينيها ليها من غير ما تتكلم، وسكتت)




هناء (دخلت بخطوة بطيئة، وقربت منها، وبصوت مهزوز):


أنا جاية أقولك... سامحيني... أنا غلطت، ولسانى سبقني، والله ما أقصد أزعلك، انتى زي أمي، وبيتكم دا عمره ما كان غريب علينا.




(هناء نزلت على ركبتها قدام أم محمد، ومسكت إيدها وباستها، ودموعها نازلة):


سامحيني يا أمي، بالله عليكي، انتى غالية عليا، وعمري ما أقدر أعيش وانا زعلتك.




(أم محمد اتفاجئت، واتلخبطت شوية، لكن قلبها رق، ومسحت دموع هناء بإيدها):


قومى يا بنتى... مفيش حاجة بينا تستاهل الزعل، بس الكلمة لما تخرج لازم نوزنها، ما إحنا برضه بنحبكم.




(هناء قامت بسرعة وباست راس أم محمد وهي بتبكي):


ربنا ما يحرمني منك ولا من رضاك.




(وفى اللحظة دي، دخل الشيخ سالم من الباب، وكان شايل صينية فيها كوبايات شاي للعمال، ولما شاف المنظر وقف عند الباب)




(بص على مراته وهي بتطبطب على هناء، وهناء لسه بتبوس إيدها، قلبه دق، بس على هدوء، وحس بفرحة دفينة جوه صدره)




الشيخ سالم (ابتسم، وقال بصوته العميق):


الحمد لله... هو ده اللى كنت مستنيه... البيت عمره ما يبقى بيت من غير قلوب صافية.




(هناء بصت له بسرعة، وقامت على طول، وجريت عليه وباست إيده وقالت):


سامحني يا عمي، وسامح لسانى، أنا عارفة إني غلطت.




الشيخ سالم (مسك راسها بإيده، وحطها على صدره):


بس كده... خلاص، احنا عيلة، والزعل ما يعيشش بينا، يلا يا بنتى، روحى ساعدى ثريا، والبيت الجديد خلاص بقى بيتك، وربنا يباركلك فيه.


وانت يامحمد ، روح ودى الشاى للعمال ، وبص يمين وشمال،  الله فين سماح ، راحت فين ، هاتوا البت دى واحشنى قوى ......


سعاد :: والله ، سماح بس اللى وحشتك،  طب ياحبيبى ربنا يهنيكم ببعض ، نايمه برة اروح اجيبه لك ....


الشيخ سالم:: بيلعب حواجبه ، اه وحشتنى قوى ، غيرى ......


وراح ناحيه الشماعه وعلق عليها الهدوم بتعته،  وقعد على طرف السرير ....


سعاد :؛ امسك ياسيدى حبيبتك اهى ، مااروح انا اجهز لك طبق فاكهه 


الشيخ سالم:: مد ايدة ، بسم الله ماشاء الله،  حبيبه أبوها،  وباسها من خدها




♡♡♡♡♡ بعد سنه ونص 


الشيخ سالم ، راجع من كتب كتاب ، دخل البيت ، البيت ساكت ومافيش فيه صوت ، ببنادى مافيش حد ، خلع هدومه ، وقعد على الكنبه فى وسط البيت ، وكله عصبيه وضيق ، وكل شويه يخرج يبص فى الشارع ، يمكن يجوا،  عدى ساعه .....


وبعد وقت بسيط دخلت ثريا شايله سماح ، وسعاد وراها وشها فى الأرض وزعلانه 


الشيخ سالم:: اول لما شافهم ،العصبيه تملكته كنتوا فين ، وازى تخرجوا من غير ماتقولوا هى بوابه من غير بواب ، طرطور انا فى بيتى ، ردى ياست سعاد كنتى فين ؟


ثريا :: براحه ياأبا شويه ، انا هدخل اغير لسماح ، واعمل لها رضعه.......


سعاد :: تعالى بس نتكلم جوه ، واهدى كدة اومال ... 


الشيخ سالم:: اللهم اهديكى ياروح ، قدامى على جوه 


دخلت سعاد ، ودخل وراها الشيخ سالم،  اهو ، اتفضلى كنتى فين ؟


سعاد :: اصلى تعبت شويه ، وبقالى كام يوم بحس بألم شديد ، ثريا قالت لى نروح للدكتور ه منى مرات الدكتور بهاء تكشف عليا ، واهى مش بعيد يعنى ..... وبعدين ياسيدى ...... يتبع


الفصل الرابع 


تعالوا يا ولاد اسمعوا وشوفوا اللى حصل للشيخ سالم... المفاجأة اللى قلبت كيانه، والفرحة اللى خبطت قلبه وهو مش مستعد، بس الأول صلوا على النبى المختار، سيدنا محمد ﷺ...




الشيخ سالم (بقلق وخضة):


هه يا ستي... قولى فيه إيه؟ قلبي وقف من الخضة! انطقي، إيه اللى خرجك من غير إذني؟! وتعب إيه ما انتي زي الفل، حلوة وزى القشطة، مالك؟ قولي بقى قبل ما تجيبيني أرض!




سعاد (بهدوء وابتسامة متوترة):


طب بس اصبر... متنرفزش... أنا كنت عند الدكتور.




الشيخ سالم (فتح عينه):


دكتور؟! ليه؟! بتشتكي من إيه؟ فيكِ حاجة؟!




سعاد (بهمس):


أنا... طلع إني... حامل!




(لحظة صمت...)




الشيخ سالم (قاعد على الأرض فجأة وهو مذهول):


إيييييييييه؟!!!


حامل؟ تاني يا سعادة؟ معقول الكلام دا؟!




(وبعد ثواني، بيقفز واقف ويبدأ يهلل وهو يلف حوالين نفسه)


الله أكبر! الله أكبر!


بسم الله ما شاء الله!


الحمد لله يا رب!


ياااا ناس... أنا هبقى أب من تاني! ده العيل الكبير بقى بيحلق دقنه!




سعاد (واقفة ومش فاهمة رد فعله):


إنت بتعمل إيه؟ مش المفروض تتخض؟ تقلق؟ ولا حتى تزعقلي؟!




الشيخ سالم (واقف قدامها مبتسم وبيلمع من الفرحة):


تزعقلك إيه بس يا ستي؟ ده أنا لو طرت م الفرح دلوقتي مش كفاية!


أنا عندي عيلين فوق العشرين... وهاخد بالحضن عيلى الجديد؟


ده أنا هشيله ع كتفي وأغنيله المديح!




سعاد (بتضحك وهي بتحط إيدها ع خدها):


إنت غريب يا شيخ سالم... فاكر نفسك لسه شباب؟




الشيخ سالم (بيرد بخفة دم):


أنا؟ ده أنا شاب لسه فى العشرين... بس متأخر شوية!


بعدين يا ستى... العيال رزق، وده رزق نازل من السما


بس خلي بالك... الحمل ده عاوز دلع، وسهر، وأنا بقى هشيلك فوق راسى!


ماتخفيش ، المرة دى غير كل مرة .....




سعاد (بابتسامة حنونة):


ربنا يخليك لينا يا سالم... ماكنتش متخيلة تفرح كده.




الشيخ سالم (بيقرب منها):


وأفرح ليه لأ؟


دي البشارة دي بتهز الجبل...


وبعدين أنا كنت محتاج فرحة... والفرحة دي جات منك يا سعادة!




سعاد:


طب قوم من على الأرض... شكلنا بقينا مسلسل قدام الجيران ، وعيالك هقول لهم ايه ، وانا بخلف معهم من جديد ......




الشيخ سالم (وهو بيقوم):


ياريتهم يتعلموا!


إن الحب الحقيقي لسه عايش... وإن الفرحة مش في الفلوس، الفرحة في لحظة زي دي... في ضحكتك وإنتى بتقولى "أنا حامل".


سعاد :: وأنا اللى كنت مفكرة انك هتزعل وتقولى نزلى ، احنا عجزنا وانا بقيت جد 


الشيخ سالم....


اخص عليكى، حرام عليكى الفكر دة ، استغفرى ربنا ، دة رزق وحد يقول للرزق لاء ......


الباب بيخبط....  


ثريا :: ابا،  عمى حسين برة عايزك فى موضوع


الشيخ سالم ....


حاضر جاى وراكى على طول ، اعملى له الشاى ، سماح فين اومال؟


ثريا ......


نامت عندى ، خليها دلوقتى ....


#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى 




عند محمد في البيت...




(دخل محمد بيضرب كف بكف، ووشه كله دهشة وذهول)




محمد:


لا حول ولا قوة إلا بالله...


يانهار مش فايت!


الست أمى... أمى يا هناء... طلعت حامل!




هناء (بصدمة):


إيييييييه؟!


حامل؟! إنت بتتكلم بجد؟!


ولا بتضحك عليا؟!




محمد (قاعد على طرف الكنبة وبيبص للسقف):


والله ما بكدب!


دى سعاد قالت لأبويا النهاردة... وهو بدل ما يزعق ولا يشتم... قعد يرقص ويدعى!


يا بنتى أبويا طار من الفرحة!




هناء (مش مصدقة):


يعنى... يعنى لجد خالتى حامل ، وهتخلف تانى ؟




محمد (ضاحك):


يعنى خلاص يا هناء؟


بدل ما تجيبى انتى عيل، أمى جابتلك؟!




هناء (بخبث):


لا يا أخويا... أمك هتجيب العيل، وأنا اللى هربيه كمان؟


ده أنا يادوب بلحق على ولادك!




محمد (بحيرة):


بس بجد... هو ينفع؟ يعنى... أمى  جدة رسمى،


تقوم تقول لنا "أنا حامل"؟!




هناء:


والله دة الزمن غريب يا محمد،


بس بصراحة... فرحت لما عرفت إنها بخير


وإن الشيخ سالم ماخدش الموضوع بطريقة وحشة.




محمد (بهمس):


هو خده بحنية ما شوفتهاش قبل كده!


ده قال لها "أنا هشيلك فوق راسى"...


وكأنهم لسه عرايس جداد!




هناء (بتضحك):


هو الحب لما يبقى حقيقى ما بيعجزش...


بس قولى بقى، إختك عرفت ؟


ولا أنا أول واحدة تعرف؟!




محمد (بفخر):


أول واحدة طبعًا... عشان أنا لما بتخض، باجى لك إنتِ!


وبعدين... محتاج رأيك، نعمل إيه؟


نباركلهم؟


ولا نشوف لهم دكتور ولا ايه ؟ 😂




هناء (بضحكة طويلة):


لا يا راجل... نباركلهم طبعًا، ونفكر بقى هنقول للناس إيه!


"أم محمد حامل"... شكلها هتبقى حكاية 😂


وبعد مرور شهور الحمل ......


يوم الميلاد .....


الشيخ سالم ؛: يارب تقوم بالسلامه 


محمد :: خير يابا ان شاءالله،  هتقوم بخير هى واللى فى بطنها يارب 


الدايه ..... ياشيخ سالم ، الحاله صعبه ولازم تروح المستشفى حالا


الشيخ سالم ::  ايه ، استر يارب ، خير ، قوم يامحمد هات عربيه بسرعه


فى المستشفى ......




(المستشفى فيها حالة قلق، محمد واقف جنب أبوه الشيخ سالم، والساعات بتمر ببطء، وكل شوية يخرج ممرض يقولهم "استنوا شوية كمان يا جماعة"...)




الشيخ سالم (واقف بيدعى ودموعه فى عينه):


يارب تقوم بالسلامة... يارب ما تحرمنيش منها...

يارب خد من عمرى واديها...

محمد (حاطط إيده على كتف أبوه):

خير يا بّا إن شاء الله... هتقوم بخير، هي واللى في بطنها...

ربنا كريم، وبيحب الناس الطيبة.

(لحظة صمت... وبعدين صوت صريخ بيخرج من جوه أوضة الولادة، والممرضة تفتح الباب بسرعة)

الممرضة (بابتسامة):

مبروك يا حاج... مراتك جابت ولد، والاتنين بخير الحمد لله!

(الشيخ سالم بيقع على ركبه من الفرحة، ويبكى وهو بيرفع إيده للسماء)

الشيخ سالم:

الله أكبر! الحمد لله!

يااااااه... يا رب لك الحمد... رزقتنا من غير ميأسنا!

محمد (بفرحة طفولية):

ولد كمان! يعني أخويا... ولا ابني؟

أنا مش عارف أفرح ولا أغير!

الشيخ سالم (واقف بسرعة وبيمسح دموعه):

قوم قوم يا محمد نخش نشوفهم...

أنا عايز أشوف سعاد وأشيل الواد في حضني...

ده هسميه بركة... لأنه جه في وقت كله كرب، وفرحنا.

(يدخلوا الأوضة، سعاد نايمة على السرير وتعبانة بس عنيها بتلمع، والطفل ملفوف في لفه زرقا، والممرضة بتسلمه للشيخ سالم)


الممرضة (بهدوء)

اتفضل يا حاج... خد ابنك.

(الشيخ سالم بيحضنه بخوف وفرحة، ويقربه من صدره ويهمس)

الشيخ سالم:

أهلاً بيك يا بركة...

يا هدية ربنا، يا ضحكة عمرى الأخيرة...

هكبرك وأعلمك، وأقولك إنك جيت في وقت كنت محتاجك فيه قوى

سعاد (بصوت واهن):

مبروك يا سالم... عجبك الولد؟

الشيخ سالم (قاعد جنبها):

ده أغلى من عيونى يا سعاد...

وإنتى... إنتى تاج على راسى،

ربنا يخليكى لى، وميردش ليا يوم من غيرك.

(محمد واقف، حاسس بمشاعر متلخبطة، بس قلبه بيدق من الحنية، بيقرب منهم وبيبص على البيبى)

محمد (بضحكة):

يا نهار أبيض! شكله شبهك يا بّا...

يلا بقى، ابتدينا من الأول تانى!

(كلهم بيضحكوا، وسعاد تبص للشيخ سالم وتقول...)

سعاد:

شايف؟

كنت خايفة تقولى "نزّليه"...

بس دلوقتى بشكرك...

لأنى حاسة إنى رجعت للحياة من جديد ...

الشيخ سالم:: شال الولد ، وادن فى ودانه ، ودعى ربنا انه يكون من اهل القرأن......

سعاد :: هتسميه إيه ياسالم؟

سالم ::: بركه !!!

سعاد ::: بخضه ، ايه ، لا والنبى إيه الاسم ده ، مش احنا اتفقنا لو جبنا ولد هنسميه محمود او احمد؟!

الشيخ سالم ::: ههههههه ، بخضك بس ، وانا عند وعدى ، على البركه نسميه محمود.   أما بركه دى برفع العين عنه. خايف يتحسد

سعاد :: وقعت قلبى ، ياراجل ، يتربى فى عزك 

وبعد سنين كتير ......

الشيخ سالم:: يابنتى اقعدى كدة ، خيلتنى اخوكى راح يجيب النتيجه بتعتك ، ناجحه إن شاء الله 

سماح :: يارب يابابا يارب ، واجيب مجموع حلو كدة وتجيب لى حاجه حلوة زيك كدة يااحلى بابا فى الدنيا 

الشبخ سالم :: بس كدة ، من عنيا يااحلى سماح فى الدنيا 

محمد :: دخل عليهم البيت ، وسماح جريت عليه اول لما شفته ....

سماح :: هه ، جبت كام قولى ياابو سالم ، قلبى وقع فى رجلى ، انت زعلان كدة ليه ، فيه ايه يااخويا ، طمنى
محمد :: اتنهد وبص لها ورفع حاجبه .......
يتبع
                 الفصل الخامس من هنا
لقراءة باقي الفصول من هنا
تعليقات



<>