رواية وجع تحت الجلد الفصل الخامس5 الاخير بقلم حبيبه نبوي

رواية وجع تحت الجلد الفصل الخامس5 الاخير بقلم حبيبه نبوي
مرّت عشر دقائق طويلة كأنها سنوات، حتى خرجت السيدة من الغرفة، بعدما انتهت مما تُسمّيه "العملية".
كانت مريم نصف ميتة، لا تشعر بشيء. الستات شالوها على أذرعهم وركّبوها في "التوكتوك"، وهي تنزف بصمت، في غيبوبة لا تشعر فيها لا بألم ولا بالحياة.

عند باب البيت، كانت الأم تنتظر، قلبها بيحترق، دموعها ما بقتش ساكته. من أول لحظة شافت فيها مريم، صرخت:
ـ "بنتي! عملتوا فيها إيه؟!"

رفضت تنزلها من التوكتوك، وصرخت على الجيران، والكل اتلم.
ما فكرتش لحظة، خدت تليفونها واتصلت بأخوها، جِه فورًا وركب معاها وودّاها المستشفى.

دخلت مريم غرفة العمليات، لكن الوقت كان متأخر جدًا... فقدت دم كتير.

خرج الطبيب، ووشّه بيقول إن فيه مصيبة.

الأم جريت عليه وهي بتصرخ:
ـ "في إيه يا دكتور؟ مريم بنتي حصلها إيه؟!"

قال الدكتور بغضب مكبوت:
ـ "بنتك نزفت كتير جدًا... ومين الغبي اللي عمل فيها كده؟ دي جريمة! دي بنت صغيرة! ده لازم يتبلغ عنه فورًا."

الأب كان واقف ووشّه شاحب، لكنه قال:
ـ "بلاش فضايح يا دكتور... إن شاء الله تكون بخير."

سأله الدكتور وهو بيحاول يفهم:
ـ "أنت والدها؟"

رد الأب بصوت مخنوق:
ـ "أيوه."

رد عليه الدكتور بجمود:
ـ "بنتك بين الحياة والموت، وهي دلوقتي في غيبوبة. وقفنا النزيف بالعافية، بس الوضع خطير جدًا."

صرخت الأم وهي بتنهار:
ـ "أنا أعمل فيكم إيه؟! ضيعتوا بنتي! بنتي اللي لسه مفرحتش حتى بنجاحها! حسبي الله ونعم الوكيل فيكم!"

الأب رد بعصبية:
ـ "كفاية بقى يا حرمة! سكتي، اللي حصل حصل!"

نُقلت مريم للعناية المركزة، وكل يوم كان حالها بيسوء أكتر.
عدى يوم واتنين... وعدى شهر و10 أيام.
وفي يوم الجمعة، الساعة الخامسة الفجر... الجهاز ضرب إنذار.

قلب مريم وقف.

الأم قامت مفزوعة على صوت الصفر، جريت على بنتها، لقتها فتحت عنيها، وبصّت لها بابتسامة خفيفة كأنها وداع... وسافرت روحها للي خلقها.

صرخت الأم:
ـ "مريم! قومي حرام عليكي! يا دكتور! مريم بتموت!"

الممرضة دخلت الغرفة بسرعة، وغمضت عنيها، وطلبت من الأم الخروج بهدوء.

لكن الأم ما كانتش قادرة…
ـ "مريم، حرام عليكي تسيبيني... أنتي حياتي، أنتي روحي..."

جِه خالها وشال الأم من عند الجثة، وهو بيعيط بحرقة، فاكر ضحكة مريم، كلامها، حبها لأهلها، وللحياة، وللتعليم...
كل ده ضاع في لحظة… لحظة جريمة اسمها: "الختان".

الدكتور قرر يعمل محضر في القسم.
وتحركت الشرطة فورًا.
القبض تم على الأب والجدة.

في التحقيقات، الجدة اعترفت إنها كانت السبب، واعترفت على الستات اللي عملوا العملية.

صدر الحكم: سجن لكل من تسبب في مقتل مريم.

لكن السؤال اللي بيفضل مطروح:

 ليه الجدة كانت بتكره مريم؟

الاجابه هي: لان الجده كانت بتحب الولد اكتر و كانت نفسها الخلفه الاولي لابنها يكون ولد... 
                      تمت بحمد الله 
تعليقات



<>