رواية دعي الحب وشأنه الفصل الرابع4 بقلم زينب سمير

رواية دعي الحب وشأنه بقلم زينب سمير
رواية دعي الحب وشأنه الفصل الرابع4 بقلم زينب سمير
مروان بخضة- هتسافري؟
- أية يامروان ما أنا معرفاك إن هيكون في سفر
- بس مش فجأة كدا، قبل السفر بتلت أربع أيام، أزاي ديالا تفاجئك كدا؟ هي ناسية إنك لسة بتدرسي ومحتاجة تظبطي مواعيدك
بصت حواليها بتلبك وهي بترد- لا ما هي معرفاني من فترة
جعد ما بين حواجبه وهو بيقول بتكشيرة- معرفاكي من قد أية يعني؟ ولسة مقولتليش
- حوالي أسبوعين
نطق بنبرة إعتراض- آن!
بسرعة نطقت وهي بتبصله بعيونها الواسعة ونظرات بريئة متوترة- علشان كدا مرديتش أقولك، كنت عارفة إنك هتتعصب وتضايق من أول ما تعرف لحد ما أسافر وأرجع، فحبيت أخليها لأخر لحظة
كعادتها بتفكر فيه.. وهو نظرته ضيقة للأمور
بلوم- بس.. لو كدا كنتي قولتيلي قبل ما تسافري بساعة
مـدت إيدها تحطها على خده وتمسح عليه بلطف- مهنش عليا أفاجئك كدا
مهنش عليها متشوفش مـدى تأثره بيها، هو يهمها إنها متزعلوش كليًا، بس مفيش مانع من إنها تلمح تأثره جزئيًا!
- هتعملي أية هناك؟
أتعدلت في قعدتها وبدأت تشرح بحماس وهو مستمع ومستمتع
لحد ما وقفها بتقطيبة حاجب- لحظة لحظة.. مين زين دا؟ أول مرة أسمع عنه
- دا شريك ديالا واللي ماسك الشغل هناك 
- أمم
لاعبت خدوده و- أنت غيرت ياكوتي؟
- لا مغيرتش
- عيني في عينك كدا
- آن مفيش حاجة بس مضايق علشان فاجئتيني بحكاية السفر دي، وجاي في وقت كله زحمة عندي، مش هعرف حتى آجي معاكي
- كدا أحسن
بصلها بدهشـة، فشرحت- هتكتر السفريات بعدين يا مروان، سـوا ليا، او ليك أنت مع المنتخب، فالأفضل نبدأ نتعود من دلوقتي ولا أية؟
- معاكي حق، شكل خلاص بدأ كل واحد فينا يرسم طريقه
مسكت إيده ومالت على كتفه- المهم في نهاية طريق كل واحد فينا هيلاقي التاني واقف مستنيه، المهم إحنا سـوا يامارو
بصلها بعيون مليانة قلق، من ناحيته ضامن إنه هيفضل بيحب آن.. ومستني آن
لكن هي؟
- تفتكري هنفضل سـوا؟
- مفيش شـك، 
كملت بنبىة تملكية وحب- أنا لا يمكن أسمحلك تكون مع غيري
تابعت بشراسـة- أقتلك وأقتلها
ضحك من تمسكها بيـه وهز راسه- معاكي كل الصلاحيات إنك تعملي كدا، أنا هفضل لآن وبس..
لكن لو العكس؟
أية هيكون رد فعله؟
*****
- الحلو اللي هيورينا أسبوع منيل بنيلة، أنا كنت عارف هي سافرت من هنا وأنت مبقيتش شايف قدامك من هنا
بص لعارف بلا مبالاة ومردش، تدخل قصى- لا على فكرة بقى كان أحسن من كل مرة آن تبقى بعيدة فيها، شكله بدأ يتعود
ضرب كتف قصى بقوة و- اللي ليـا، 
طلع من أوضة التغيير فلمح شيري اللي قالت ببسمة- كنت..
وسكتت، بصلها مستني تكمل فـ- كويس ومش كويس، يعني أحسن من أخر مرة بكتير بس لسة ناقصك حاجة، الشغف أقل..
هز كتفه بقلة حيلة- دا بيبقى تأثير آن وهي مش موجودة، فأستنوا بقى لحد ما تيجي
بصتله بدهشـة، مهما حاولت تفهم لكنها مش قادرة تستوعب مـدى تأثير شخص على شخص تاني للدرجة دي
- بصي هو بعيدًا عن أن أي حاجة في حياتي آن جزء منها، لكن أنا بدأت ألعب طايرة أصلًا علشانها، عجبتها وأحنا صغيرين وكانت عايزة تتعملها وأنا أتعلمتها معاها، هي كعادتها ملت بسرعة وأنا كملت بقى
فالحكاية بدأت بيها، من وقتها كل تدريب وكل مباراة ألعبها.. سـوا في مدرسة أو نادي أو مع أصحابنا بتكون موجودة
فبالنسبالي هي من أساسيات اللعبة
وأخيرًا هزت راسها بتفهم أكبر المرة دي، 
بص لساعته و- أخرتيني عن معاد، كل مرة بتسحبي مني كلام مبيطلعش لغيرك، مُريحة أنتي ياشيري
قالها ببسمة خفيفة وهو بيمشي ويسيبها، وهي فضلت مكانها تبصله بدقات قلب سريعة

عند آن..

- جاهزة لبكرة؟
قالها زين وهو بيقعد جنبها في دار الأزياء، قاعدة على كنبة وقدامها حيطة من الإزاز بتطل على إطلالة ساحرة كانت شاردة فيها
أبتسمت وهي بتهز راسها بآه، 
- مش متوترة؟
شاورت على كمية قليلة، أبتسم وهو بيقول بإعجاب- أنتي شخصية مميزة يا آن، رغم صغر سنك لكن قادر أشوف القوة والتحدى والحماس في عيونك، هتبقي حاجة في المجال دا وهتوصلي أسرع من ناس كتير..
ومتقلقيش أنا هبقى معاكي لحد ما توصلي
أبتسمت ليه بسعادة، متعتقدش إنها حلمت أو أتمنت أكتر من كدا
كمل بتحذير- لكن خلي بالك.. في العالم دا محتاجة تحرسي من ةي حاجة ممكن توقعك، من أي حاجة ممكن توترك.. خلي مشاعرك على جنب
هزت راسها بتفهم، 
- مش مرتبطة أنتي؟
بصت لإيدها، للصابع اللي مفروض يكون فيه خاتم مروان، لكنه مش موجود..
قبل ما ترفع راسها وتنفي- لا.. مش مرتبطة
- كويس.. كويس جدًا يا آن
مشى وسابها وفضلت شوية تبص قدامها بملامح مش مفهومة، فونها أعلن عن تنبية، بصت للساعة قبل ما تبص لنتيجة المباراة وتبعت رسالة
- مبروك يامارو على الفوز.. بحبك
- وأنا كمان، خلي بالك من نفسك، وبكرة وريهم مين هي آن
أبتسمت وهي بتقرأ رسالته الداعمة كعادته
قبل ما تقفلها تترجع تبص قدامها وتاخد نفس طويل وتقوم وتمشي، يومها طويل بكرة.
*****
بعد أسبوعين، في عربية مروان، راجع هو وآن من المطار
آن بحماس- اللي مصدقتوش بقى لما كلمتني شركة *** للأزياء وأبدوا أهتمامهم بيـا، متخيل يامروان مين كلمني؟ 
بص..
مسكت إيده وحطتها على قلبها- قلبي بيدق بعنف كدا كل ما افتكر كلامهم معايا
ربـت على قلبها مرتين بلطف، وهو سعيد بنجاحها وفرحتها
فتحت شباك العربية علشان يلفح الهواء وشها ويطير شعرها قبل ما تسأله- وأنت بقى عملت أية في غيابي؟
هز كتفه ببساطة- كانت فترة مملة، مفيهاش جديد
زمـت شفايفها وهي بتبصله، مبسوطة
إن الحياة من غيرها مبيكونش ليها طعم
هي وبس اللي بيتضيف النكهة لحياته، واللمسة
وصلت العربية للبيت أخيرًا، - هعدي عليكي بالليل علشان هنقابل الشباب
- أوك يامارو
مالت تبوس خده، قريب من فكه وهي بتتنفس بعمق- كان واحشني وجودك جنبي
لف راسه يبصلها ببسمة خفيفة و- أنتي كلك كنتِ وحشاني
رقـت نظراتها وهي بتقرب منه أكتر وهو عيونه بتتعلق بيها بشغف
*****
بالليل..
الشباب متجمعين، دخل عليهم مروان وهو محاوط وسط آن، بَعد كرسي عن التربيزة وخلاها تقعد وقعد جنبها
صوت عارف- ما لسـة بدري
رفع مروان إيده بمعنى برة عني و- آن اللي مأخرانا والله
قالت علياء- كل مرة آن تأخركم رغم إنها مش محتاجة أصلًا
آن بزمـة شفايف- مش عارفة والله، أومال لو عندي وحمة زي بتاعتك وبقيت مضطرة كل خروجة أخفيها كنت هاخد وقت قد أية؟
سـاد لثواني صمت على التربيزة، علياء عندها وحمة على خدها، متعايشة معاها رغم ضيقها منها أحيانًا
بص مروان لآن بتأنيب بسيط لكن علياء نطقت بمرح- دا كان زمانا مبنشوفش وشك
صوت جاي من وراها بهزار- أومال أحنا بنشوف وشك لية ياعلياء
بصت آن وراها وقالت بفرحة- رفيق
مـدت إيدها تضرب فايف معاه وقعد جنبها وهو بيسلم على الكل، كان في ملامح ضيق على ملامحهم
وصوت إعتراض من عارف- أية اللي بتقوله دا يارفيق؟
- ياعم بهزر متبقاش خنيق كدا، ولا أنتي أضايقتي يالولا؟
بص لعلياء اللي نفت بلا وهي بتبتسم بلطف
حس مروان ان علياء أتقبلت الهزار عادي، وإنه مجرد هزار فهز راسه وهو بيندمج معاهم في الحوار
وآن بتحكي عن أخر التطورات
جانا- لا أنتي كدا وصلتي للعالمية، خدينا معاكي بقى
وغمزتلها بمرح
- لما تعرفي تلبسي هاخدك معايا حاضر
قالتها وبصت لرفيق اللي فتح معاها حوار خاص بينهم
بللت جانا شفايفها بحرج، إستايلها عمره ما كان وحش لكن بالنسبة لآن وذوق آن واللي بتعرف تلبس اللي يليق بيها وبجسمها ففي فرق شاسع
مروان لقى نفسه متحاوط بالنظرات 
كإنهم مستنين منه هو رد، لكنه مغلطش آن
سـولا لاحظت أن القعدة مش أحسن حاجة فقالت لمروان بإرهاق مصطنع- ما تخلينا نروح يامارو أنا تعبانة وآن أكيد لسة مرهقة من السفر
هزت آن راسها بإيجاب، فقال وهو بيقف ويلملم حاجته- خلاص يلا بينا
مشيوا التلاتة وسـاد صمت لثواني على الباقيين قبل ما يقول عارف- آن فيها حاجة غريبة
إتنهدت جانا و- آن طول عمرها كدا بس إنهاردة العيار زايد حبة
*****
في عربية مروان.. 
نطقت سولا بتأنيب- لية يا آن أحرجتي عليا كدا أنتي عارفة أن الوحمة دي عملالها أزمة
آن- مكنش قصدي حاجة بحكي بس إن رغم وشـي مفيهوش حاجة لكن باخد وقت كبير إني أجهز فلو كان عندي ديفو بسيط؟ يا نهاري! حقيقي لما فكرت دلوقتي صعبت عليا، 
سـولا بتنهيدة- جرحتيها أوي
زمـت آن شفايفها بزعل، لاحظ مروان فقال لسولا- خلاص ياسولا متكبريش الموضوع، آن متقصدش، وبعدين عليا قالت أن مفيش حاجة
بصت آن لمروان وأبتسمتله، 
- طيب وجانا؟
نطق بعصبية خفيفة- مالها هـي كمان؟ جرحتها علشان قالتلها إن أستايل اللبس مش لايق عليها؟ دي غلطة آن إنها بتنصحها يعني؟
بص لآن اللي قطبت جبينها وزاد ضيقه من اللي حصل
غلطانة آن إنها بتفكر فيهم يعني؟ يمكن أسلوبها شديد شوية بس متقصدش
آن مش من النوع اللي بيجرح حد..
آن دي ملاكه..
سكتت سولا ومتكلمتش تاني، أصل هتقول أية؟
عنده تبرير لكل فعل..
*****
'البلد اللي عشت عمري كله فيها وحاسس إنها وطني، بقيت حاسي بالغربة فيها بعد ما مشيتي، أتعودنا عليكِ يا آن'

مفيش ألطف من دي رسالة تبدأ بيها يومها..

- قولتلك آن متتنسيش
- حقيقي.. عاملة أية؟
- كويسة، أخبارك أنت؟
- غير إني مفتقد وجودك، كله تمام
- للدرجادي، أنا ممكن أحجز وأجيلك على فكرة
- والله ياريت
- في الجولة الجاية بقى

خلصت شات معاه، حطت الفون على التسريحة ورفعت راسها فلمحت نفسها في المراية
آن.. بعتت لنفسها بوسة في المراية قبل ما تدخل الحمام

في النادي..
- العزومة دي أنا بستناها من السنة للسنة لما النادي يتكرم علينا ويعزمنا كلنا
- مش عارف آن هتبقى فاضية يومها ولا
- يابني عيش من غيرها بقى، كل الرجالة بتدور على لحظة هدوء من غير ستاتهم، مشوفتش حد شبهك
زق وشـه بإيده و- ياعم أنت مالك
- البت هتمل منك، أسمع مني، خليك تقيل
- شكرًا، مش على أخر الزمن هاخد نصايح من عارف
- والله طيب اسمي على مسمى،
ضحك مروان قبل ما يرد- يابني أفهم أنا وآن علاقتنا مختلفة عن أي حد، فاهمين بعض كويس، عارفها وعارفاني، أحنا مش علاقة حب عادية كل واحد مضطر يفكر ويتعب نفسه علشان يتأكد من حب التاني أو يأثر في التاني وكدا
بصله عارف للحظة.. طويلة قبل ما ينطق بجدية- مروان.. أنت حقيقي عارف آن؟
- طبعًا!
- مش بتكلم عن آن اللي بتكون معاك، بتكلم عن آن مع غيرك
رغم إنها ومعاك فيها كلام كتير برضوا
- مش فاهمك؟
إتنهد عارف و- ولا هتفهمني.. أتمنى تفضلوا كويسين سـوا
- دا كدا كدا..

تعليقات



<>