رواية بعينيك اسير الفصل الرابع والثلاثون34بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير
الفصل الرابع والثلاثون34
بقلم شهد الشوري
فتح فارس عيناه ببط سرعان ما عاد يغلقها سريعاً من شدة الضوء نظر حوله بتيه و عدم استيعاب يتساءل اين هو حتى علم انه بالمستشفى نظر على يمينه ليتفاجأ بجسد سفيان على نفس حاله سرعان ما عصفت برأسه ما حدث ازال قناع الاكسجين عن وجهه و بدأ بأذالة جميع الاجهزة التي تقيس مؤشراته الحيوية
دخلت الممرضة سريعاً تحاول منعه و معها الطبيب يحاولون منعه اثناء ذلك أستيقظ سفيان هو الآخر و ما ان تذكر ما حدث فعل نفس الشيء!!!
دخل كارم يمنعهم قائلاً و هو يتمسك بفارس :
فارس اهدي اللي بتعمله ده غلط عليك
ردد فارس بشراسة و هو يدفعه بعيداً عنه :
مراتي فين يا كارم ، ميان فين !!!!
صمت كارم بحزن ليقترب منه سفيان قائلاً بقلق ينهش قلبه :
ميان كويسة مش كده ، لحقتوها من بين ايده
ردد كارم بتهرب :
لازم ترتاحوا حالتكم......
قاطعه فارس و هو يتمسك بمقدمة ثيابه بغضب جامح بينما يكاد قلبه يكاد يتوقف من فرط ما يشعر به من قلق عليها الآن :
رد عليا مراتي فين ، ايه اللي حصل ، انطق !!!
اخفض كارم عينيه قائلاً بحزن :
تليفونك كان معاك و حددنا مكانك منه لما لاحظنا اختفائك انت و ميان و كمان سفيان راجعنا الكاميرات و شوفنا اللي حصل
تابع فارس بتوتر بينما الاثنان يستمعان له بلهفة :
حددنا المكان و لما وصلنا كانت النار حواليكم و كنتوا فاقدين الوعي وصلنا في الوقت المناسب ، بس للأسف ميان....ماكنتش موجودة !!!!!
ردد فارس و سفيان معاً بصدمة :
يعني ايه !!!!
اشاح كارم بوجهه بعيداً قائلاً بحزن :
يعني احنا بقالنا حوالي اربع ايام ماسيبناش مكان غير لما دورنا فيه عليها بس مفيش ليها و لا للزفت اللي خطفها اي اثر
كاد سفيان ان يخرج من الغرفة و الغضب متمكناً منه، لكنه توقف عندما قال كارم :
انت بالذات مينفعش تسيب المستشفى !!
سأله بحدة دون ان يلتفت له :
ليه ان شاء الله
ردد كارم بحزن :
اخوك في الاوضة اللي جنبك !!!!!
اقترب منه سفيان قائلاً بقلق :
عمار ماله ، اخويا جراله ايه ماتنطق ؟
تنهد كارم وقال بارهاق :
حد هاجم الفرح و ضرب نار عليه ، بس متخافيش من ستر ربنا الرصاصة مكنتش في مكان حيوي و حالياً هو كويس بس لسه مفاقش
ركض سفيان بخطى غير متزنة لخارج الغرفة متوجهاً حيث شقيقه بينما فارس ردد بحدة للممرضة التي تقف بنهاية الغرفة :
هاتيلي اي زفت البسه
نفذت الممرضة ما قال على الفور و بالفعل غادر المستشفى بغضب متجاهلاً حديث الجميع اخذ يبحث بكل مكان و كارم معه يقص عليه توصلوا إليه الأيام الماضية !!!!
سأله فارس بغضب :
ممكن يكون خدها و سافر !!
نفى كارم برأسه قائلاً :
مستحيل امنا الوضع مش هيعرف يخرج بره البلد
ردد فارس بغضب و هو يشعر بالعجز بينما يلكم عجلة السيارة بقدمه بغل :
ممكن يكون سافر بيها في اي محافظة تانية....ممكن يكون اذاها.....قال الأخيرة بأعين دامعة والقلق عليها ينهش قلبه كل لحظة
كانت لينا تجلس بجانب عمار الذي لم يكن حاله أفضل من فارس و سفيان وهي تبكي بحزن عليه و على صديقتها التي للآن لا يعرف احد اين هي !!!
فتح عمار عيناه بتعب، فسألته لينا على الفور بلهفة :
عمار انت كويس
مرر لسانه على شفتيه الجافة مردداً بعطش :
عايز اشرب
جلبت له المياه على الفور وساعدته على الشرب وهي تسأله مرة اخرى بقلق و دموع :
انت كويس يا عمار مش كده ، حاسس بأي تعب !!!
حرك رأسه بنعم وهو يشعر بألم كبير مكان جرحه، وقال بصوت متعب :
ايه اللي حصل انا اخر حاجه فاكرها كنت برقص من اصحابي و انتي بتتصوري و بعدها.....
انفجرت في نوبة بكاء مريرة وقالت بحزن :
كنت هموت من القلق عليك يا عمار ، حصلت بلاوي كتيره ، محدش عارف يتصرف ، ميان مش عارفين هي فين فارس و سفيان كمان !!!
ردد بعدم فهم و هو يعتدل جالساً بحذر شديد و تعب :
حصل ايه يا لينا انا مش فاهم حاجة ، بلاوي ايه اللي حصلت و مش عارفين تتصرفوا في ايه ، ميان مالها مش عارفين هي فين ازاي، وماله سفيان
ثم تابع بصدمة :
حصل حاجة بين فارس و سفيان
ببكاء يتخلله شهقات عالية اخذت تقص عليه ما حدث و الآخر في حالة صدمة و لسان حاله يردد اليوم الذي انتظره طويلاً و ظن انه سيكون يوماً لا ينسى اصبح حقاً لا ينسى و لكن من كم الكوارث التي حدثت به
ايام تمر و الحال كما هو لا جديد لم يترك مكاناً إلا و بحث عنها فيه لا يأكل و لا ينام حالته اصبح يرثى لها الجميع مجتمعون بمنزل عائلة ميان و والدتها لا تتوقف عن البكاء و النواح
جلست والدة فارس بجانبه وقالت بحزن :
ما تعملش في نفسك كده يا بني هنلاقيها بأذن الله ، قوم ريح شوية و كل لقمة عشان تقدر تصلب طولك
لم يرد عليها فقط يضع رأسه بين يديه عقله ليس معهم بالأساس بل معها هي يتذكر اول لقاء ثم اول لمسة بينهم برضاها ثم لحظاتهم الجميلة عندما كانوا خارج البلاد و فرحتها بنجاحها و بهديته التي لم تنزعها من يدها منذ اخر......السوار !!!!!!
انتفض مكانه يركض للخارج حيث منزلهما الذي لما يخطو داخله منذ ما حدث سوا مرات قليلة جداً يبحث هنا و هناك عن مكان السوار الخاص به
لحق به كارم و كذلك سفيان الذي ظن انه علم شيئاً عن مكانها ليتفاجأ به الاثنان يأتي لهنا صعدوا خلفه ليتفاجئوا بباب المنزل مفتوح و فارس يركض من هنا لهنا يفتش عن شيء ما !!!!
سأله كارم بتعجب :
بتعمل ايه يا فارس ، بتدور على ايه !!!!
لم يرد عليه فارس بل دخل لغرفته و اخد يبحث فلحقوا به، بعد دقائق التقط بلهفة السوار من داخل احد الادراج ليجده يحتاج للشحن فقد نفذ منه اخر مرة كان يرتديه فيها بينما هي كانت ترفض نزعه من بين يديها ويتمنى ان تكون لا زالت ترتديه !!!!
سأله كارم بقلق :
فارس انت بتعمل ايه !!!
ردد فارس بصوت مختنق و تمني :
اخر فرصة عشان اعرف اوصلها هو ده ، لو لسه لابساه هقدر اعرف مكانها ، ازاي تاه عن بالي الموضوع ده كل الايام اللي فاتت
كان سفيان يقف على اعتاب باب الغرفة يستمع لما يقول نظر على الفور لما بيد فارس ليجد انه مجرد سوار قبل ان ينطق بشيء لفت انتباهه حديث فارس :
ليه يحصل كده يا كارم ، بعد ما خلاص كانت الأمور بينا تمام و كنا كويسين و حسيت اني كسبتها بجد ، كل حاجة تتهد من أول و جديد و تروح من ايدي
فرت دمعة من عيناه و هو يردد بوجع :
قلبي مش قادر يرتاح و بيوجعني و الف سؤال و سؤال مش بيفارق عقلي ، هي فين كويسة و لا لأ حد اذاها ، نار بتحرقني من جوه لمجرد التخيل بس
صمت متابعاً بشرود و حزن :
كان فيها اللي مكفيها يا كارم ، ليه يحصل كده
ربت كارم على كتفه وقال بجدية :
حكمة ربنا ، يمكن اللي بيحصل ده وراه خير ، محدش عارف حكمة ربك ايه ، ارضى بقضاءه يا فارس و اصبر هنلاقيها بأذن الله
كان سفيان يستمع لهما و هو يشعر بالعار من نفسه فارس لمدة أسبوعين لا يقدر على فراقها و بتلك الهيئة يكاد يبكي حقاً ، بينما هو قد هجرها سنوات لم يرف له فيهم جفناً بل كان قاسياً !!!!
قارن نفسه بفارس ليجد نفسه يردد بسخرية مريرة هل هو حقاً احبها !!!
بعد وقت انتفض فارس بمكانه و هو يرى ساعته تنير ارسل هو الآخر لها لتشعر باهتزاز الساعة على يدها فابتسمت بسعادة هذا يعني انه حي.....فارس لم يمت !!!!
لكنها صمتت عندما خطر بعقلها ان الساعة يمكن ان تكون وقعت بيد شخصاً اخر سرعان ما نفضت تلك الفكرة عن بالها فارس تركها بالمنزل اخر مرة يستحيل ان يكون احداً آخر د، وهذا يعني ان فارس حي !!!!!
لكن خاصتها على وشك ان ينفذ شحنها فعلت ما قاله لها آخر مرة عندما كان يعلمها كيف تعمل
بينما على الجهة الاخرى عند فارس قام بتوصيلها بتطبيق ما استغرق منه الأمر نصف ساعة مع عدة اتصالات من كارم كان يركض بعدها الثلاثة بلهفة خارج المنزل متوجهين حيث تأتي الأشارة التي كان ينتظرها !
قبل قليل بمكان آخر كانت ميان تصرخ عليه لكن لا اجابه، لا تفعل شيء اخر منذ ان اتى بها الى هنا سوى الصراخ
"خرجني من هنا بقى"صرخت ميان عليه و هي تركل المقعد الخشبي بقدمها، لقد مر ما يقارب الأسبوعان و هي بنفس المكان تصرخ و لا يجيب يضع لها الطعام و يغادر دون ان يجيب على اسئلتها
اقترب منها قائلاً بابتسامة :
اهدي بس يا حبيبتي و كلي اكلك يلا
اطاحت بصينية الطعام من امامها صارخة عليه بغل وغضب :
مش عايزة منك حاجة ، حصلهم ايه سفيان وفارس....
قاطعها قائلاً بغضب و هو يضغط على فكها بقسوة :
اسمهم مايتذكرش على لسانك هما ماتوا خلاص يكون أحسن لو اتقبلتي الحقيقة دي
بكت بقوة رافضة تصديق تلك الحقيقة القاسية فأخرج هاتفه يضع شاشته امام عيناها قائلاً بتلذذ :
شايفة صور جثثهم اهي ، كان لازم يموتوا و كان لازم انتي تبقي ليا من الأول
صفعته بقوة ثم أخذت تلكمه بصدره صارخة عليه بقهر و كره شديد و بكاءها العالي يصم الآذان :
لا كنت ليك أول و لا هكون ليك في الآخر ، ربنا ينتقم منك...
قاطع حديثها صفعة قاسية هوت على وجنتها فسقطت ارضاً من قوتها مصطدمة بجبينها بطرف الفراش الحديدي !!
شهق بفزع وانحنى نحوها قائلاً بفزع و هو يزيل الدماء التي بدأت تنزف من جبينها بيده :
حبيبتي حقك عليا تتقطع ايدي ماكنش قصدي بس انتي اللي عصبتيني و كمان رفعتي ايدك عليا.....
دفعته بعيداً عنها باشمئزاز، فقال باعتذار :
انتي زعلانة مني عشان مديت ايدي عليكي ، متزعليش يا حبيبتي
ثم التفت حواله عدة مرات بعدها وقف مخرجاً قداحة من جيب بنطاله قائلاً بنبرة ارعبتها :
طب بصي عاقبيني زي ما انتي عايزة خدي ولاعة اهي، احرقي ايدي عشان اتمدت عليكي اول واخر مرة يا حبيبتي متخافيش مني انا مش زي سفيان ، انا عمري ما ارفع ايدي عليكي تاني
كانت ترتجف من الخوف و هي تراه يشعل القداحة ويضعها تحت يديه التي صفعتها، يبدو كأنه ماس من الجنون ضرب عقله حين قال بعدم اتزان :
انا عارف انك رقيقة و مش هتتحملي تعملي فيا كده، عشان كده انا هعاقب نفسي عشان ضربتك !!!
دفعت يده من امامها بفزع و خوف من هيئته، فردد زاهر بحنان و رفق :
مش قادرة تشوفيني بتوجع يا روحي، ربنا يخليكي ليا انا هروح اجيب اكل تاني بدل ده زمانك جعانة اوي عشر دقايق وراجعلك !!!!
خرج زاهر بعدها نظرت ميان للساعة التي بيدها منذ ما حدث ترسل اشعارات يومياً لكن لا استجابة سرعان ما دب الأمل بقلبها عندما رأت الاشارة تأتيها من الجهة الأخرى !
بعد قليل فتح زاهر الباب و دخل يضع الطعام امامها على الفراش لكنه لم تقترب منه فجلس اسفل قدميها مردداً بصوت حزين متألم :
ليه يا ميان حبتيهم ، وليه دايماً كل اللي بحبهم مش عايزني و يسبوني و يمشوا
لم تنظر له بل كانت على وضعها تدفن وجهها بين قدمها ليتابع بقهر :
انا عمري ما كنت وحش يا ميان هما اللي عملوا فيا كده ، انا عمري ما اذيت نملة لكن هما اللي ابتدوا بالاذية هما اللي ابتدوا و عملوا مني اللي انتي شيفاه ده ، مش انا !!!!
لم تنظر له اشاحت بوجهها بعيداً فتابع بدموع وبصوت مختنق :
بصيلي يا ميان ، بصيلي مرة من غير ما اشوف كره و قرف في عيونك.....انا والله مش وحش
صرخت عليه بغضب :
ما تجبش سيرة ربنا على لسانك ، اللي زيك ميعرفش ربنا عشان يجيب سيرته !!
رد عليها بقهر :
وهما كانوا عرفوا ربنا.....كانوا عرفوا ربنا وهما بيدمروا عيلتي وحياتي و مستقبلي
اشاحت بوجهها بعيداً ليتابع قائلاً بما صدمها :
كاميليا و جوزها كانوا السبب ، هما السبب قتلوا عيلتي ، و دمروا حياتي !!!!
سألته بصدمة :
كاميليا عملتلك ايه و عمي شريف اللي يرحمه اذاك في ايه ، ده عمره ما اذى حد !!!
نفى برأسه قائلاً بدموع و غضب :
مش ابو سفيان كاميليا و جوزها اللي اتجوزتوا بعد ما اطلقت من شريف
نظر لداخل عيناها وقال بصوت حزين مشتاق :
تعرفي انك شبهها اوي ، فيكي شبه من امي اوي يا ميان نفس العيون اللي كل ما بشوفها بلقى فيها حنان و دفى
زفرت بضيق و هي تشيح بوجهها بعيداً مرة أخرى، فتابع زاهر بحزن شديد و ذكريات الماضي تعصف برأسه :
امي اللي كل ذنبها ان جوز كاميليا الزبالة عينه زاغت عليها و عجبته ، ابويا كان بيشتغل عنده ساعي في الشركة و انا كنت في الجامعة ظروفنا كانت كويسة الحمدلله ومستورة معانا بس جت فترة حصلتلي حادثة قعدتني في البيت من غير شغل
تنهد متابعاً حديثه بحزن :
كنت بشتغل جنب الدراسة عشان اصرف على نفسي واساعد ابويا في مصروف البيت ، الحادثة اللي حصلت و العملية اللي عملتها قعدت بسببها فترة في البيت و صرفنا اللي كنا محوشينه كله
صمت للحظات ثم تابع مبتلعاً غصة مريرة بحلقه :
الظروف زنقت معانا خالص و انا مكنش ينفع انزل شغل فأمي اشتغلت خدامة في الفيلا عند كاميليا و جوزها، وعلى فكرة أمي عمرها ما اشتغلت بالعكس كانت قاعدة معززة مكرمة في بيتها و عمرها ما اتبهدلت و ياريتها ما راحت !!!
استمعت له باهتمام فتابع بقهر :
يوم ما نزلت اتبهدلت و اتهانت و لا كانت بتتكلم ، وهو كان بيضايقها بنظراته بس هي استحملت عشان ماكنش قدامها حل غير كده، الحمل كان هيكون تقيل على ابويا اوي لو قعدت من الشغل، لحد ما في يوم استغل ان الشغالين اجازة و البيت فاضي و......
صمت و لم يقدر على قولها فخمنت ما يريد قوله، فتابع زاهر بغل وحزن :
اتهجم على امي وهي ما لتكلمتش فضلت ساكتة و كاتمة الحزن و القهر في قلبها بس قلبي كان حاسس ان فيه حاجة بتحصل ، دي مش امي دي واحدة تانية بتدبل كل يوم عن اللي قبله ، ومحدش عارف السبب ايه !!!
مسح بيده على وجهه وقال بحزن :
نسألها بس مش بترد سرحانة علطول و ساكتة، كانت بنطفي كل يوم وبتموت بالبطئ
شرد بتلك الذكرى الاليمة مردداً بحزن :
لحد ما في يوم لقينا اللي بيخبط على باب بيتنا و بيزعق بصوته كله وكانت كاميليا اللي عمالة تصرخ و تقول ان امي لفت على جوزها و خانت ابويا معاه و كلام كتير من ده و المشكلة انها كانت بتقول حاجات محصلتش بس كانت كفيلة انها تخلي اي حد يقتنع !!
صمت متابعاً بحزن و هو يمسح دموعه :
فضحتنا في الحتة كلها و ابويا صدق....صدق و طلقها في ساعتها من غير ما يسمع منها....طلقها و بطلاقه ليها كأنه بيثبت التهمة عليها
كانت تستمع له بحزن و تأثر فتابع بقهر :
بس امي حكتلي كل حاجة روحت للراجل ده و كنت واخد معايا سكينة ناوي اقتله و اخد حق امي واجهته و اعترف بكل بجاحة باللي عمله ، معرفتش اعمله حاجة لأن رجالته كانوا اكتر مني ، سكينة تعمل ايه وسط كل دول......
نزلت دموعه أكثر و هو يروي بوجع تفاصيل تلك الليلة التي تغيرت حياته بها :
رجعت يومها و لقيت ابويا قاتل امي ، قتلها عشان مقدرش يستحمل كلام الناس و من زن اهله في البلد عليه، اصل كاميليا ماتوصتش و وصلت الخبر لأهلنا في البلد ، طبعاً هما كمان ما اتوصوش في زنهم عليه....
اغمض عينيه وتابع حديثه بألم :
رجعت لقيته قاتلها عشان ينضف شرفه ، قتلها و مات في لحظتها من القهر ، كاميليا و جوزها دمروا حياتي و قتلوا عيلتي
كادت ان تواسيه لكنها توقفت عندما تابع حديثه بغل تشفي و قد اختلفت نبرته كلياً :
اشتغلت كل حاجة تجيب فلوس تخطر في بال اي حد حرام او حلال مكنتش فارقة ، اشتغلت و عافرت سنين لحد ما وصلت للي انا فيه ده و قررت اخد حقي منهم واحد واحد !!!
كور قبضة يده متابعاً بغل و شماتة :
قتلت الزبالة ده بس قبل ما اعمل كده خليته يشوف بعينه اللي عمله في امي في بنته و قدامه ، قهرت قلبه عليها و على ابنه اللي قتلته بايدي خليته يجرب احساس انك تخسر عيلتك قدام عينك
ضحك بسخرية وتابع بغضب :
حتى كاميليا انا اللي اتفقت مع محامي جوزها الأخير و زورنا وصية عشان متاخدش مليم من فلوس جوزها وتشحت في الشوارع ، وجمعت معلومات عن ولادها وكل عيلتها
ثم صمت للحظات وتابع بحب :
عشان اتفاجأ من بين كل ده ببنوتة زي القمر عيونها كلها حنان جميلة لدرجة اني سألت نفسي في لحظتها معقول في بنت بالجمال ده، وكأنها خدت الجمال كله و احتفظت بيه لنفسها ، مكنتش عارف ايه اللي بيحصلي بس كل اللي اعرفه اني لقيت نفسي مهتم بيكي بدور وراكي انتي بدالهم ، قلبي بيتحرك ليكي و عايزك
ردد بفرح بينما ميان تبدلت نظراتها من التأثر للاشمئزاز :
كاميليا خدمتني خدمة من غير ما تعرف لما خلت سفيان يبعد عنك ، نرمين حكتلي كل حاجة من يوم ما عرفتها بعد جوازها من سفيان
ردد بحب و هيام و قد رفع يده ليضعها على وجنتها لكنها دفعتها بعيداً بقرف :
كنتي دايماً تحت عيني بس ماكنش عندي الجراءة اكلمك ، خليت ابنها يبقى مدمن عشان اقهر قلبها بس اللي زيها معندوش قلب و كنت عايز اوجع سفيان برده لأني كنت شايفه اكبر عدو ليا حتى قبل كاميليا لأنه خد قلبك اللي انا احق بيه
صمت متابعاً بتشفي و فرح :
قتلته هو و كل عيلته ، قتلت كاميليا و نرمين و سفيان و حتى عمار ، دمرت عيلة الاتنين و قتلتهم زي ما دمروني
سألته بصدمة و زهول :
انت عملت ايه في عمار !!!!!
قص عليها ما فعل بتشفي فصرخت عليه بغضب و قهر و هي تدفعه بصدره بقوة :
يا حيوان....منك لله
ردد بقهر و هو يبتعد عنها :
كل اللي فرق معاكي عمار عايش ولا لأ ، بعد كل اللي حكيته ليكي يا ميان
ظلت تصرخ عليه بقهر و هي لا تستطيع التقدم بسبب السلسال الذي يقيد قدمها، فغادر و تركها، يمسح دموعه بسرعة قبل ان يخرج حتى لا يراه رجاله هكذا !!!
دخل عليها بعد قليل ليجدها على نفس الحال الطعام كما هو و هي تجلس على الفراش تضم قدمها المكبلة بسلاسل حديدة إلى صدرها و الدموع لا تفارقها
جلس امامها فسألته بخوف و رجاء ان يقول الحقيقة ليرتاح قلبها :
فارس مات بجد يا زاهر ، عمار مات ، سفيان كمان !!!!
سألها بألم و وجع :
حبتيه يا ميان ، ليه تحبيهم هما و انا لأ.....
صرخت عليه بوجع و قهر :
عمار معملش حاجة و فارس مش زيك و لا زي سفيان ، فارس ما سببش ليك اي اذى ليه اذيته ، فارس معملش اي حاجة
صمتت للحظات ثم تابعت بقهر و ألم :
معملش حاجة غير انه حبني !!
رد عليها بشراسة و هو يقبض بيده على كتفها يجذبها لتقف امامه :
غلط غلطت عمره انه قرب ليكي و خد حاجة مش بتاعته، خدك مني و.....
صرخت عليه بغضب و هو تدفع يده بعيداً عنها :
انا مش ليك و لا عمري هكون ليك ، انا لا يمكن في يوم اسلم نفسي و اشيل اسم واحد مجرم وقاتل وايده مليانة بالدم زيك
صرخ عليها بشراسة و استنكار :
بعد كل اللي حكيته ليكي ، بعد كل ده مصره تشوفيني وحش يا ميان
ردت عليه بقرف و اشمئزاز :
انت كده أصلاً ، انت اللي اختارت تكون كده ، انت اللي اختارت الانتقام بالطريقة دي و بالشكل ده
رد عليها بتهكم و سخرية :
اتأذيتي اقل من اذيتي بكتير و اصريتي على الانتقام ، و انتقمتي مننا بتحللي الحاجة لنفسك و تحرميها عليا
صرخت عليه بغضب و استنكار :
مفيش مقارنة بيني و بينك انا لما انتقمت ما قتلتش مشيت بالقانون ، أترفع عليك انت و نرمين قضية شرف و اتسجنتوا بتخطيط مني اه بس كان بيحصل بينكم كده فعلاً.... انت زاني!!!
ثم تابعت بحدة :
سجنت كاميليا و انتقمت منها بالقانون على كل جريمة عملتها
اشارت له وتابعت حديثها باحتقار:
انت بقى قتلت و دمرت حياة بنت الراجل ظلم مع ان مشكلتك مع ابوها ، دمرت حياتها و قتلتها و هي في عز شبابها و قتلت ابنه ، وقتلت نرمين و كاميليا وسفيان وفارس وعمار، انت قاتل.....قاتل !!!!!
اخذ ينظر إليها بغضب بينما ميان تابعت حديثها بحدة غير مبالية به و بأي شيء :
انا محاسبتش حد فيكم على حاجة من عندي كله كان على عمايلكم و من غير ما أقتل روح
قبض بقسوة بيده على ذراعيها وقال بصرامة :
عاجبك او لا، ما يهمنيش عودي نفسك واتقبليني زي ما انا غصب عنك، لأنك مش هتكوني لغيري.....حبيني زي ما انا لو مش عايزة تأذي حد تاني يا ميان
ثم قال همس لها بنبرة ارعبتها بينما الاخرى تحاول دفعه بعيداً عنها بكل قوتها :
اي حد هيفكر يقرب منك و تقربي منه ، مصيره هيكون زي مصير اللي قبله و انتي شوفتي و جربتي
ابتعد عنها وتابع بقسوة و هو ينظر لشفتيها :
الاتنين يستاهلوا الاسوء من الحرق ، ليه سمحتي لفارس يقرب منك، ليه بعد ما قولت ان سفيان باللي عمله هتنسيه وتطلعتيه من حياتك، روحتي وحبيتي غيره!!
صرخت عليه بغضب و هي تدفعه بعيداً عنها :
ابعد عني ماتحطش ايدك دي عليا انا بقرف منك ، لو فاكر انك لما تحبسني هنا...انا كده هحبك ومش هشوف غير تبقى غلطان ده الموت اهون من اني اعيش معاك اواكون لواحد زيك في يوم من الأيام
اشتعلت عيناه بغضب مما قالت وسرعان ما دفعها على الفراش بقسوة قابضاً بيده على فكها وهو يقول بنبرة بثت الرعب بداخلها :
طالما كده كده هتفضلي قرفانة مني يبقى قرف بقرف بقى!
بينما في الخارج كان فارس وسفيان برفقة كارم وعناصر الشرطة ينتشرون بحذر حول المنزل المعزول وسط الصحراء، لم يكن يحرس مدخله سوى رجلين فقط، تعامل معهما رجال الشرطة بسرعة وكفاءة
بعد لحظات، دوى صراخ مرعب من داخل المنزل، مما دفع فارس للاندفاع إلى الداخل دون تفكير، يتبعه سفيان، غير آبهين بأي عواقب
وصل فارس إلى الغرفة التي انبعث منها الصراخ، ودفع الباب بقوة ليجد ذلك الحقير قريباً من زوجته، لم يتردد لحظة، واندفع نحو زاهر، يسحبه بعنف ويوجه إليه ضربات متتالية بكل ما أوتي من غضب، بينما لم يتمكن الآخر من الدفاع عن نفسه بسبب قوة فارس!!!
ركض سفيان نحو ميان، التي كانت تحاول تغطية نفسها بارتباك، اقترب منها بظهره ليمنحها بعض الخصوصية، ثم خلع سترته على الفور وناولها إياها قائلاً بسرعة:
البسيها بسرعة
بيدين مرتجفتين وأعصاب متوترة، فعلت ما طلبه منها، فنظر إليها سفيان بقلق وسألها بلهفة :
انتي كويسة، عملك حاجة
هزت رأسها بنفي بصمت، بينما كانت عيناها معلقتين بفارس الذي ما زال يوجه ضرباته بلا توقف لزاهر، حتى فقد وعيه، لم يكتفي فارس بذلك، بل أمسك ذراعه وكسره دون رحمة، فتدخل كارم وقال :
خلاص يا فارس هيموت في ايدك ابعد عنه وسيبنا احنا نتعامل معاه، وما تقلقش هيتحاسب على كل اللي عمله
التقط فارس سلاحه من الأرض ووجهه نحو زاهر، مما جعل الجميع يصرخون في خوف!!!
اقترب منه كارم وقال بصدمة :
فارس انت هتعمل ايه ابعد وبطل جنان
صرخ عليه فارس بغضب أعمى:
ابعد من وشي
رد عليه كارم بصرامة:
مش هبعد
من خلفهم، بكت ميان وتوسلته بصوت مرتجف :
فارس انت هتعمل ايه، عشان خاطري نزل السلاح
لم يرد فارس، بل قام بسحب صمام الأمان، وقبل أن يطلق النار، أمسك سفيان بالسلاح بحزم، وقال بصرامة:
انا ممكن اسيبك تقتله عشان الموت مش خساره فيه لكن خساره عليك انت لما تتسجن وتضيع سنين من عمرك على واحد زيه ما يستاهلش ميان محتاجالك، لو مش عايز تسمع مننا، على الاقل اسمع منها هي
توسلته ميان مجددًا وقالت بدموع :
عشان خاطري يا فارس
أومأ فارس برأسه، ثم التفت نحوها، ولاحظ القيود التي تكبل قدميها، فبدون تردد، أطلق رصاصة اخترقت قدم زاهر الذي اطلق صرخة ألم عالية هزت ارجاء المكان
اقترب فارس من ميان على الفور، وألقى سلاحه أرضًا، واحتضن وجهها بين يديه يسألها بلهفة وقلق :
انتي كويسه وبخير، قوليلي عملك حاجه، حاسة بايه طمنيني عليكي
ألقت بنفسها بين أحضانه، وانفجرت باكية وهي تقول بعتاب:
اتاخرت عليا كتير اوي يا فارس وانا...... وانا فكرت ان حصلكم حاجه زي ما قالي.....فكرت اني خسرتك!!!
لم تكمل حديثها، فابتعد عنها قليلًا، ولثم جبينها بحنان، ثم مسح دموعها وقال بأسف :
حقك عليا....
ثم اكرر سؤاله مجددًا بقلق، غير مصدق أنها بين يديه:
انتي كويسه بجد
أومأت برأسها، فجعلها تجلس على الفراش، وفي تلك الأثناء، وجد سفيان مفتاح السلاسل التي تقيدها، وأعطاه لفارس الذي حررها بسرعة
ابتعد سفيان، ينظر إليهما بحسرة، يتمنى لو كان مكان فارس، يتمنى...لو أنها زوجته، وأنه من يطمئن عليها الآن
أمر كارم رجال الشرطة بالانتظار خارج المنزل، بعد ذلك، حمل فارس ميان بين ذراعيه بحنان، فاحتضنته بقوة، وهي تضع رأسها على كتفه، تبحث عن الأمان الذي افتقدته طوال الأيام الماضية
لكم فجأة، صرخ كارم :
فارس، حاسب!!!!
قالها ثم وقف امام فارس، وأطلق النار على زاهر الذي كاد ان يقوم بحركة غادرة، لكن كارم لم يمهله الفرصة، وأطلق عليه عدة طلقات أصابته مباشرة، ليسقط صريعًا على الفور!!!
توقف الجميع لوهلة، بينما ارتجف المكان بصدى الطلقات، وساد الصمت إلا من أنفاسهم المتلاحقة، التفت فارس نحو الجثمان بوجهٍ صارم ونظرة غاضبة، وكأن ما حدث لم يكن كافيًا ليطفئ نيران الغضب في قلبه، بينما ميان نظرت لما حدث بعينين مرتعبتين، ثم شعرت فجأة بدوار، وتراخت يداها حول عنق فارس، لتسقط فاقدة الوعي بين ذراعيه
لقراءة باقي الفصول من هنا
تعليقات



<>