رواية بعينيك اسيرالفصل الثالث والعشرون23بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير
الفصل الثالث والعشرون23
بقلم شهد الشوري
بعدما انتشر الخبر بين جميع الموظفين في الشركة، أصبح الحديث الشائع بينهم أن زوجة المدير تم القبض عليها في وضع مخل. لم يتوقف انتشار الخبر عند هذا الحد، بل امتد إلى سوق العمل وأصبح الجميع يعلمون بهذه الفضيحة بعد أن تم نشرها في الصحف الكبرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أسهم الشركة انخفضت بشكل حاد في يوم وليلة، وأصبح الموضوع حديث الناس في كل مكان!!!!

لم يكن بيده شيء يفعله سوى رفع قضية ضد زوجته يتهمها فيها بالخيانة، وبالفعل تم سجنها هي وزاهر، بينما هو حبس نفسه في منزله منذ الأمس، لا يقدر على مواجهة أحد
تذكر جملته لها في تلك الليلة :
بعد اللي حصل، مش هتقدري ترفعي عينك في عيني لو عندك شوية كرامة، متخلنيش أشوف !!!
لكن القدر سخر منه، فبعد أن كان هو من يفرض القسوة والتهديد، أصبح هو الآن الشخص الذي لا يقدر على رفع عينيه في عينيها يتهرب من لقائها، حتى كرامته أصبحت هي التي تدهس عليها بلا شفقة !
أخذت فاطمة تنقل بصرها بين فارس وكارم، كلاهما شارد في عالمه الخاص، كان كارم ينظر إلى الفراغ، وتبدو على وجهه ملامح التوتر، كأنه في صراع داخلي، بينما كان فارس يجلس بهدوء، يحدق في الفراغ أيضًا، لكن على شفتيه ابتسامة صغيرة، وكأن أفكاره تذهب إلى مكان بعيد، حيث كان يتذكر موقفًا صغيرًا مر به مؤخرًا مع ميان، ذلك الموقف الذي لا يزال يثير في نفسه مشاعر دافئة، عاد بذاكرته للوراء قليل حيث ذلك اليوم
كان كل يوم يمر عليها في الصباح، طوال فترة مكوثها في المستشفى التي امتدت لشهر وفي أحد الأيام، دخل عليها وهو يحمل بيده صندوقًا صغيرًا مغلفًا بقماش حريري، مما جعلها تتساءل عما يحتويه
اقترب منها، وضع الصندوق برفق على قدميها، وقال بابتسامة خفيفة وهو يرفع غطاء الصندوق :
هدية بسيطة تسليكي طول ما أنتي قاعدة في المستشفى!!!
قطبت جبينها و رفعت الغطاء من على الصندوق بتوجس و هي تتمنى ان تكون ظنونها خطأ، سرعان ما توسعت عينها بفزع عندما ابصرت ما بداخله.....الأحمق بماذا جاء لها....لديها فوبيا من القطط !!
صرخت بفزع ثم القت الصندوق بيدها قائلة بخوف شديد و هي تشير للصندوق الذي سقط ارضاً :
ايه اللي انت جايبه ده
تعجب من ردة فعلها وقال بضيق :
في حد يرمي الحاجة كده انا غلطان يعني عشان فكرت فيكي وجبت ليكي هدية تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
اشارت بيدها نحو الصندوق قائلة وغضب و خوف :
هو اللي يجيب هدية مش يسأل اللي قدامه بيحب ايه رايح تجيبلي قطة وانا عندي فوبيا من القطط...العقل زينة فعلاً
جز على اسنانه قائلا بغضب من كلماتها الاخيرة :
شكراً يا محترمة
لم تهتم بنبرة السخرية التي في صوته فأشارت نحو الصندوق وقالت بخوف شديد :
خرج الصندوق ده بره
جذب الصندوق بحدة ، ثم خرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة وغضب، فزفرت ميان براحة !!
استفاق من شروده، يضحك بخفوت وهو يتذكر هيئتها حينها
فسأله كارم بفضول :
بتضحك على ايه !!
نفى فارس برأسه وقال :
مفيش
ثم تابع بتردد :
مش واجب نروح نزور ميان
رد عليه كارم بهدوء :
ابوها عازمنا مع كل اللي كانوا معاه في المستشفى على الغدا بكره
أومأ له فارس بصمت، ثم تابع كلاهما تناول طعامه في صمت، كل منهما شاردًا في عالمه الخاص!!
باليوم التالي استقبل رأفت و سالم الجميع همس و والديها ولينا برفقة والدتها كذلك عمار وكارم و فارس ويزن....لقد قام بدعوة كل من سانده بالأيام الماضية
بعد وقت كان الجميع يجلسون بغرفة المعيشة فسألت همس عليا بقلق :
هي ميان فين !!
تنهدت عليا قائلة بحزن :
في اوضتها مش بتطلع منها خالص، بالعافية كمان بترضى تاكل
تنهدت همس بحزن كذلك لينا التي رددت بابتسامة حزينة على حال رفيقتها :
هنطلع نشوفها
كان يزن و كارم يتبادلون النظرات بضيق بينما فارس يتبادل الحديث مع رأفت و عمار باندماج
مر وقت قصير ثم نزلت همس و لينا و خلفهم ميان التي اقتنعت بصعوبة حتى تنزل، صافحة الجميع ثم جلست بجانب جدها تنظر للأسفل بصمت غير مهتمة بأي شيء بحديثهم......تشارك فقط بكلمات قليلة مقتضبة
كان فارس يتابعها بعينيه بين الحين والآخر، مشفقًا عليها، بعد فترة من، طلبت ميان التحدث مع كارم، فابتعدا قليلاً عن الجميع !!!!
همست له، تسأله عن الشيء الذي طلبته منه منذ أيام، فابتسم كارم قليلاً وأجابها بهدوء ان كل شيء على ما يرام، وسيكون التنفيذ غدًا !
جاء اليوم المنتظر، ابتسمت ميان بانتصار وهي تتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشر بها ذلك الخبر الكارثي الذي من المؤكد سيحطم سمعته بين الجميع " تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على حرم رجل الأعمال المعروف سفيان العزايزي، وذلك بعد ورود بلاغ بوجودها في وضع مخل داخل أحد المنازل مع رجل الأعمال زاهر تمام. وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث تم نقل المتهمين إلى مركز الشرطة للتحقيق معهما في الواقعة "
اغضت عيناها تسترجع ما حدث بالتفصيل وكيف اتفقت مع ذلك الرجل المدعو بمرعي ليقوم بخطف نرمين من رجال سفيان ثم اخذها لمنزل زاهر القديم الذي كان يتقابل فيه مع نرمين قبلاً ثم هاتفت زاهر ليتقابل معها بمكان معين ليكون بانتظاره رجال مرعي و قاموا بتخديره واختطافه ثم اتوا به حيث توجد نرمين......كل ذلك تم بالاتفاق مع حارس البناية الذي اخذ مبلغ وقدره ليسهل للرجال دخولهم للبناية دون ان يشعر بهم أحد ومسح سجلات المراقبة الخاصة أيضًا فهو الوحيد الذي يمتلك نسخة من مفتاح شقة زاهر للطوارئ !!!
بعدها قام الرجال بتجريدهم من ثيابهم ثم اتصلوا برجال الشرطة ليتم القبض عليهما بذلك الوضع المخزي !!
الآن تخلصت من زاهر، ونرمين، لكن يتبقى لها حساب عسير مع كاميليا لقد قتلت شقيقها الوحيد، دمرت عائلتها، ودمرت سعادتها. كانت قد كلفت أحد الرجال سابقًا بمراقبة كل تحركاتها، والآن هي تقيم بأحد الفنادق. ولكنها نفدت كل أموالها التي أخذتها سابقًا من نرمين قبل أن يحدث ما حدث.
لذلك، اضطرت إلى رهن عقد ماسي كانت قد احتفظت به من زوجها السابق لكي تتمكن من دفع فاتورة الفندق وبعد ذلك، استأجرت منزلًا صغيرًا في منطقة شعبية، وهي الآن تماطل مع صاحب المنزل الذي يطالبها بدفع إيجار الشهر، بينما لا تملك سوى القليل من المال.
بعد تفكير طويل، قامت بتجهيز نفسها وغادرت المنزل ثم اتجهت إلى المنطقة التي تقيم فيها، واتفقت ميان مع صاحب المنزل ان يقوم بطردها بعد ما دفعت له مبلغ من المال، كان يجرها من يدها لخارج الشقه والاخرى تصرخ عليه بغضب :
أنت بتطردني يا حيوان انت كنت تطول اصلا ان كاميليا هانم تقعد في بيتك المعفن ده
دفعها الرجل خارج المنزل قائلاً بغضب :
اما انك ولية لسانك طويل صحيح ، مش كفاية قبلت اقعدك في الشقة مفروشة بالملاليم اللي بتدفعيها ده حتى الملايم مش عارفة تدفعيها وقال هانم قال مش لاقية تأكل و بتتمنظر على خلق الله
صفعته بقوة فاشتعل غضباً ودفعها خارج المنزل بقوة مغلقاً الباب خلفها ثم دخل للمنزل وبدأ يلقي بأغراضها من شرفة المنزل الصغيرة صرخت عليه بهستيرية و هي تطرق على الباب بقوة حتى صرخ عليها من الداخل بتهكم :
خدي الهلاهيل بتاعتك من الشارع يا.....يا هانم
نزلت للأسفل سريعاً فتعركلت بأحد الأحجار لتسقط على وجهها صارخة بألم !!!
كادت ان تقف لكنها ثبتت مكانها ما ان رأت أحدهم يقف امامها...رفعت رأسها رويداً لتتوسع عيناها بصدمة ما ان رأت ميان، فرددت بصدمة و زهول :
انتي !!!
اومأت لها ميان بسخرية قائلة :
ده مكانك اللي تستحقيه يا كاميليا.....مقدرش اقول هانم بمنظرك ده ، تؤ تؤ يا حرام تصدقي صعبتي عليا اصلك دلوقتي زيك زي كلاب الشارع.....مالهمش لا مكان لا مأوى يعيشوا فيه
انتفضت كاميليا واقفة بغضب و هي تشعر بألم بشع بساقها ثم صرخت عليها بغل :
كاميليا هتفضل طول عمرها هانم غصب عن الكل ولولا ان امك حرامية و كلت نصيبي من ورث ابويا كان زماني عايشة هانم لحد دلوقتي
ردت عليها ميان بسخرية ونظرات مشتعلة غاضبة :
عشان كده قتلتي ابنها ودمرتي حياة بنتها !!
لم تنكر الأخرى و صاحت بغضب و تحدي :
اه قتلت اخوكي و انا ونرمين قتلنا الحارس في بيت زاهر عشان تلبسي التهمة بس لولا ان الغبي زاهر ده بسبع ارواح كان زمانك مرمية في السجن
كورت ميان قبضة يدها بغل وقالت بغضب :
انتي واحدة مريضة انا هوديكي في ستين داهية
ضحكت كاميليا بسخرية قائلة :
لو عرفتي تثبتي حاجة اثبتي يا شاطرة البلاوي اللي عملتها في حياتي كتير وكلهم محدش عرف يمسك عليا حاجة هتيجي بت مفعوصة زيك توقعني....كان غيرك اشطر
ظهر من خلف ميان كارم و همس و معهم عدد من العساكر قائلاً بقوة و تهكم :
لأ ما هي طلعت شاطرة فعلاً
رددت كاميليا بذعر :
انتوا مين !!
رد عليها كارم بقوة :
مقبوض عليكي بتهمتين قتل، الأولى قتل مروان رأفت القاضي والحارس رامز منصور ومحاولة قتل زاهر تمَام !!!
رفعت ميان بيدها جهاز صغير وقالت بتهكم و تشفي :
تسجيل بأذن نيابة يا كاميليا المفروض بقى نعكس الجملة...انا محدش كان شاطر زيي
اقترب احد العسكار منهما حتى يضع بيدها الاصفاد فدفعته بعيداً قائلة بهستيرية :
انا ماعملتش حاجة هي اللي هددتني عشان اقول كده انا بريئة مقتلتش حد....دي نرمين مش انا
اقترب العسكري منها مرة أخرى لكنها دفعته بعيداً وصرخت عليهم بغضب :
ابعد عني محدش يقرب مني....انا مظلومة
رمقتها كلاً من همس و ميان باشمئزاز سرعان ما تحول لصدمة عندما خطفت سلاح العسكري توجهه نحوهم قائلة بغضب :
محدش يقرب مني انا معملتش حاجة انا بريئة
كارم بغضب :
نزلي السلاح يا كاميليا....اللي بتعمليه ده مفيش منه فايدة التهمة لبساكي و باعترافك ده غير صاحب عربية النقل اللي عمل الحادثة مع مروان القاضي وشهد أنه عمل كده بالاتفاق معاكي مكنش حادث بالخطأ ولا حاجة زي ما اتأييد في التحقيق
صرخت عليهم بغضب :
كداب أنا معملتش حاجة
كارم بغضب :
نزلي سلاحك مفيش داعي لمقاومتك مش هتعرفي تهربي من هنا
اقتربت منها ميان وقالت بغضب :
كنتي فاكرة ايه يا كاميليا هتفضلي عايشة تقتلي وتدمري حياة الناس من غير ما تتحاسبي في الاخر ربنا يمهل و لا يهمل
صرخت عليهم كاميليا بغل :
هقتلك يا ميان هقتلك واقهر قلب عليا ورأفت عليكي قسماً بالله لتدفعي تمن اللي عملتيه ده....ومش هرهحمك
ردت عليها ميان بتهكم :
كان غيرك اشطر يا كاميليا
تراجعت ميان للخلف فتقدم منها كارم قائلاً بقوة :
نزلي سلاحك و كفاية لحد كده ما تزوديش في جرايمك
اقترب منها كارم يوجه ناحيتها السلاح وبيده الاخرى الأصفاد وما ان اقترب منها خطوة أخرى شعرت بالخوف وضغطت على الزناد لتخرج رصاصة من سلاحها تصيب كارم !!!!!!
صرخت ميان وهمس بقوة بينما الجميع ركضوا إليه ما ان سقط ارضاً يمسك جرحه بألم...فاستغلت كاميليا انشغال الجميع و فرت هاربة !!!
حاوطت همس كارم بيدها بخوف شديد، وقالت بدموع غزيرة:
كارم، رد عليا، انت هتبقى كويس، متغمضش عينك عشان خاطري قوم
رفع كارم يده نحو وجنتها ببطئ ثم همس بصوت خافت :
بحبك
ثم سقطت يده بجانبه فاقدًا للوعي، بكت همس بحرقة، وكأن دموعها لم تكفِ لمواساة قلبها، حمله العسكر بسرعة إلى سيارة الإسعاف، متوجهين إلى المستشفى، بينما لم تفارق همس يده لحظة واحدة، تضغط على الجرح بكل قوتها لتوقف النزيف.
كانت همس تجلس على أحد المقاعد بجانب غرفة العمليات، حيث كارم، عيناها حمراء من شدة البكاء، ودموعها تنساب على وجنتيها بغزارة...كانت تحدق في يديها الملطخة بدمائه، لا تصدق ما حدث، كانت مغمورةً بصدمة لا تستطيع التخلص منها....شعرت بأن الوقت توقف، وأن كل شيء من حولها أصبح غير حقيقي، ما عدا تلك الدماء التي أصبحت شاهدًا على كل ما مرت به
اقتربت منها ميان قائلة بدموع واسف :
ان شاء الله هيبقى كويس يا همس، كل اللي حصل ليه بسببي
لم تجيب عليها همس دقائق وكانت والدة كارم تقترب منهم باكية برفقة فارس تردد بهلع :
ابني ، ابني فين !!
اخبرتها ميان برفق ما حدث له فسقطت على الفور ارضاً فاقدة للوعي لحق بها فارس حاملاً اياها بين ذراعه بقلق، ثم ركض بها لغرفة الطوارئ....لحقت ميان به لتتبقى همس فقط وحدها تنظر ليدها......مصدومة
رفعت رأسها عندما شعرت بأحدهم يقف امامها لتردد بصدمة :
يزن بتعمل ايه هنا !!
تنهد ثم قال بحزن :
ميان قالت للينا.....قابلت انهاردة لينا بالصدفة حكتلي ولما سمعت باللي حصل جيت اطمن عليكي....قصدي عليكم
رددت همس بدموع :
أنا كويسة بس....بس كارم .....لم تقدر على نطقها، فجلس يزن بجانبها وقال برفق :
ان شاء الله يقوم بالسلامة....ادعيله
ردت عليه بحزن و صوت بكاءها اخذ يتعالى :
ماكنش عندي اخوات بس هو كان اخويا كل اسراري كانت معاه، أنا خايفة اوي يحصله حاجة
ربت على كتفها بحزن وبقى معها، حتى خرج الطبيب انتفضت مكانها تسأله بخوفو لهفة :
طمني يا دكتور هو كويس صح
اقترب منه فارس الذي جاء من خلفها برفقة ميان :
خير يا دكتور طمنا
رد عليهم الطبيب بابتسامة بشوشة :
الحمد لله اتكتب ليه عمر جديد الرصاصة كانت جنب القلب علطول لولا ستر ربنا.....هننقله دلوقتي العناية
شرح لهم الطبيب حالته بالتفصيل ثم غادر لتردد همس بدموع :
الحمد لله يارب ، الحمد لله
بعد وقت كانت ميان تجلس بعيداً تبكي بصمت فاقترب منها فارس قائلاً :
ليه الدموع
ردت عليه بحزن :
أنت مش شايف اللي بيحصل، كارم هنا بسببي انا بأذي نفسي وبأذي اللي حواليا انا ليه عايشة ليه بيحصل فيا كده
عاتبها فارس قائلاً برفق :
مفيش حاجة اسمها ليه ربنا يعمل اللي هو عاوزه و احنا عباده نرضا بقضاءه ، ربنا مش بيجيب حاجة وحشة كل اللي بيحصل لينا في حياتنا ليه حكمة
نظرت له ميان بدموع ليتابع هو :
ماخطرش على بالك ان اللي بيحصل ده اختبار من ربنا ليكي عايز يشوفك هترضي و لا لأ ، ربنا شايلك الأحسن و يمكن ربنا عيشك الوجع عشان لما تعيشي السعادة تحسي بقيمتها
مسحت دموعها لكنها تعاود و تنساب من جديد فأعطاها فارس محرمته قائلاً بابتسامة جميلة :
ارضي بقضاء ربنا و كوني متأكدة ان كل حاجة بتحصل ليها سبب و كله مقدر و مكتوب متحمليش نفسك فوق طاقتها اللي حصل لكارم قدر
جففت دموعها ليصمت هو للحظات ثم تابع :
خليكي متأكدة دايماً ان ربنا شايل ليكي الأحسن و عشان تتجاوزي ازمتك محتاجة اربع حاجات الصبر و الرضا و الارادة و القوة ، ارضي بقضاء ربنا و اصبري و خلي عندك ارادة و خليكي قوية عشان تتخطي اللي حصل
ردت عليه ميان بسخرية مريرة :
الكلام سهل بس الفعل بيبقى صعب
تنهد فارس قائلاً بحذر :
انا مش بقلل من وجعك بس فيه عاشوا الاصعب من كده وكملوا حياتهم ، مفيش حاجة بتيجي بالساهل لازم تتعبي و تعافري عشان سعادتك أصل مفيش حاجة بتيجي على الجاهز مش دليفري هي
قال الأخيرة بمرح فضحكت ميان بخفوت.....تأملها للحظات قبل ان يقول باعجاب :
ضحكتك حلوة على فكرة و الحزن مش لايق عليكي خالص ، تعرفي ان من ساعة ما عرفتك ما شوفتكيش مرة بتضحكي
رددت بتمني و حزن :
ياريت ارجع زي ما كنت......ياريت
وقف قائلاً بهدوء قبل ان يتوجه لغرفة والدة كارم ليطمئن عليها :
كله في ايدك على فكرة قولتهالك قبل كده حياتك الجاية في ايدك تختاري هتكون ازاي
كانت همس تجلس كما هي.....اقترب منها يزن قائلاً باعتذار :
انا اسف يا همس
نظرت له وقالت بضيق و دموع :
مش وقته الكلام ده
نفى برأسه قائلاً بحزن :
انا اسف على اللي قولته
لم ترد عليه فتابع بحزن :
طب ردي عليا
ردت عليه بضيق و هي تمسح دموعها :
مفيش حاجة يترد عليها الموضوع ده اتقفل خلاص
تنهد بعمق ثم قال بحزن :
أنا يا همس منكرش اني بحس ناحيتك بمشاعر بس كل اللي محتاجة وقت حتى انتي نفس الكلام الشعور متبادل بينا ليه تبعدي ، عشان كلام طلع مني في وقت غضب ، كنت متضايق من قربك من كارم
همس بضيق و حزن :
كلام طلع في وقت غضب بس صح
يزن بنفي :
لو صح مكنتش جيت لحد عندك طلبت منك ترجعيلي انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
همس بحزن :
مش واثقة فيك عشان اديك الفرصة دي ، مش عايزة اجازف.....خايفة تخليني اندم
رد عليها يزن برجاء :
طب جربيني يا همس انا عمري ما اخليكي تندمي بعد ما وثقتي فيا و وقفتي جنبي
بعد إلحاح كبير منه لم تراه من قبل كلماته تدور بعقلها ""انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي"
هل حقاً يريدها و كلماته كانت بوقت غضب !!
ما يجعلها مترددة هو أن طوال الشهر الماضي كان يطلب منها أن تعطيه فرصة أخيرة، واليوم أيضًا يكرر نفس الطلب. هل هذا لأنه بالفعل يريدها، أم أنه مجرد كلمات لا معنى لها؟ ماذا يعني كل هذا
هي لا تنكر أنها تشعر بانجذاب نحوه، فطوال الشهر الماضي لم يغيب عن تفكيرها. لكن الآن، هل توافق على العودة إليه؟ في كل الأحوال، فإن توسله في الأيام الماضية أعاد لها جزءًا من كرامتها أصبح هو الذي يركض خلفها، وليس العكس !!!
تنهدت ثم قالت بحيرة :
اوعى تخليني اندم يا يزن
ابتسم بهدوء ولثم يدها بعد ان اخرج من جيب سترته خاتم خطبتهما السابق.....يضعها بأصبعها !
عادت ميان للمنزل في صباح اليوم التالي بعدما اخبرت والدها ما حدث وكيف هربت كاميليا و طلبت منه اخفاء الأمر عن والدتها التي بالتأكيد ستنهار ما ان تعلم ما فعلته شقيقتها الوحيدة بعائلتها
استقبلها والدها و جدها بوجوم وما ان دخلت معهم لغرفة المكتب ردد رأفت بغضب :
فهميني لأمتى هتفضلي تعملي اللي في راسك من غير ما ترجعي لحد ، فكرك اني مش عارف ان ليكي يد في الفضيحة اللي حصلت لسفيان العزايزي بس سكت و قولت بنتك هتيجي تحكيلك عديها المرة دي لكن الظاهر ان سكوتي خلاكي تتمادي و بتتصرفي على ان مالكيش كبير ترجعيله قبل ما تعملي المصايب دي كلها
ردت عليه ميان بحزن :
انا كل اللي عملته اني كنت باخد حقي
صرخ عليها بغضب :
حقك هيجي ابوكي لسه عايش مماتش و جدك ربنا يديه الصحة و يطول في عمره موجود ولاد عمتك موجودين وراكي رجالة يعرفوا يجيبولك حقك ، عاملة فيها هيرو و بتتفقي مع بلطجية و بتعملي مؤمرات وصل بيكي الحال لكده
ردت عليه بصوت مختنق :
هما اللي وصلوني لكده يا بابا هما السبب
صرخ عليها رأفت بغضب :
مش هما بس السبب ، انتي اللي سمحتي ليهم بكده من الأول جريك عليه و تمسكك بيه في كل مرة هانك فيها خلتهم عرفوا أنه مهما عمل هترجعي ليه
انسابت دموعها على وجنتها بغزارة وقالت بغضب :
انا فوقت قبل فوات الاوان يا بابا كنت هبعد بس خوفي على فريدة خلاني اوافق على كتب الكتاب و يوم ما كنت هنهي كل حاجة و اطلق منه اجبرتني بالحيلة أكمل معاه و بعدين حتى لو اللي قولته يا بابا صح هل ده يديهم الحق يعملوا فيا كده
ردد سالم بحزن ورفق :
يا بنتي....ابوكي يقصد حقك هيرجع بس بطريقتنا وتكوني انتي بعيد عن الصورة
ردت عليه ميان بحزن :
انا اللي اتضررت منهم يا بابا واتأذيت كنت عاوزة اخد حقي و اشفي غليلي منهم مكنتش هرتاح غير لما أعمل كده بنفسي اللي شوفته مش شوية عشان اتخطاه كده وانسى
رأفت بحزن :
كلنا اتأذينا معاكي...عارفة شعوري انا وامك كان ازاي، كنا حاطين ايدينا على قلبنا بندعي ربنا انه ينجيكي وما تفارقيناش زي اخوكي.....الله يرحمه
ثم تابع بعتاب :
ايا كان اللي كنتي عاوزاه كنت هعمله ليكي بس كل اللي كنت مستنيه منك تيجي تقوليلي تاخدي رأيي كنت هعمل اللي عاوزاه و انا ضامن ان مفيش اي حاجة هتأذيكي ، نفسي تقدري و تفهمي اني انا ابوكي محدش هيخاف عليكي قدي نفسي تبطلي تمشي بدماغك و ترجعي للي حواليكي قبل ما تاخدي اي خطوة
اخفضت وجهها ملقية بنفسها بين احضانه قائلة بصوت مختنق :
حقك عليا يا بابا
ربت على رأسها بحنان متنهداً بعمق قبل ان يقول بعتاب و حزن :
يا بنتي ماشيك بدماغك هو اللي وصلك لهنا ، كلنا فضلنا ننصح فيكي بس حبك ليه كان عاميكي عن كل ده
تمسكت به وقالت بدموع وصوت مختنق :
انا عايزة ارجع زي ما كنت يا بابا، عايزة ارجع ميان القديمة.....انا تعبانة اوي
شدد رأفت من عناق ابنته، والالم ينهش قلبه حزناً عليها، تنهد سالم بحزن ثم اقترب مربتًا على كتفها وكتف ابنه بمواساة
بينما بالمستشفى عادت همس باليوم التالي بعدما غادرت بالأمس بعد اصرار من الجميع
كانت تقف امام غرفة كارم برفقة والدته وفارس ووالديها خرج الطبيب بعد وقت قائلاً بابتسامة :
تقدروا تدخلوا تطمنوا عليه بس بلاش نجهده بالكلام
اومأ له الجميع بسعادة ثم دخلوا للداخل، ابتسم كارم بتعب ما ان رآهم، لكنه بقى مثبتاً نظراته على همس
احتضنته والدته بحذر حتى لا تؤلمه وهي تقول بدموع:
ألف سلامة عليك يا بني
قبل جبينها بحنان، تمنى له الجميع الشفاء بقى معهم لوقت قصير بعدها امرهم الطبيب بالخروج لكنه طلب من همس البقاء....اقتربت منه قائلة بابتسامة :
موتني من الخوف عليك يا كارم
سألها بلهفة واعين لامعة :
بجد خوفتي عليا
اومأت له قائلة :
اكيد طول عمرك اخويا وسند ليا بعد بابا
ارتسم الاحباط وخيبة الأمل على ملامح وجهه، رفعت همس يدها تحك مقدمة انفها....ليجتذب نظره الخاتم اللامع الذي زين اصبعها فسألها بصدمة :
انتي رجعتي ليزن !!!
توترت و شعرت بالحرج والخجل الشديد فأومأت برأسها بصمت وهي تتحاشى النظر له.....اومأ كارم برأسه عدة مرات بصمت ثم قال بهدوء زائف :
قولي لفارس يسأل الدكتور هخرج امتى !!!
سألته بصدمة :
خروج ايه اللي بتفكر فيه أنت مستوعب ايه اللي حصلك و انك نجيت بصعوبة
نظر لها كارم بخيبة أمل مردداً بداخله بحزن وألم ينهش قلبه بلا رحمة :
الرصاصة ما قتلتنيش....رجوعك ليه هو اللي قتلني يا همس !
غادر سالم و رأفت المنزل بصمت ذاهبين اولاً للأطمئنان على كارم بعدها سيتوجهون للقسم لمتابعة ما حدث لكاميليا وهل عثروا عليها ام لا كل ذلك وعليا لا تعلم بما حدث
علم عمار ما حدث من لينا و بدوره اخبر سفيان فركض الاثنان للمستشفى ظناً من سفيان ان ميان قد اصابها مكروه ليكون من سوء حظه انه التقى بكلاً من رأفت وسالم اللذان اشتبكوا معه ما ان ابصروه امامهم !!
فض فارس النزاع بينهم قائلاً :
اهدوا يا جماعة احنا في مستشفى مايصحش كده
قبل ان يرد رأفت بغضب تعالى رنين هاتفه برقم لينا اجاب عليها ليأتيه صوتها الخائف :
اونكل رأفت الحقني سمعت صوت صريخ من عندكم و قدام باب الشقة فيه بقع دم انا مش عارفة اعمل ايه بخبط الباب محدش راضي يفتحلي
اغلق رأفت الهاتف قائلاً باستنتاج و فزع :
كاميليا ، كاميليا في البيت عند عليا و ميان
ركض الجميع خلفه من ضمنهم فارس بعد دقائق كان يتسللون جميعاً من باب الخدم ليكون ظهر كاميليا مقابلاً لهم قبل ان يتقدموا منها توقفوا مكانهم و الصدمة مرتسمة على ملامح وجههم خاصة سفيان و عمار مما استمعوا !
قبل قليل كانت ميان بالمنزل بمفردها بينما والدتها كانت بمنزل لينا تطمئن على والدتها تعالى رنين جرس المنزل ظنت انها والدتها ذهبت لتفتح لتتفاجأ بكاميليا امامها قبل ان تبدي ردة فعل هوت كاميليا بعصاة خشبية على رأسها بقسوة فسقطت فاقدة للوعي جرتها من قدمها بصعوبة لداخل المنزل ثم اغلقت الباب قائلة بغل :
هحرق قلبها عليكي هقتلك و اقتلها حتى كوثر و كمان و فريدة و رأفت هقتلهم كلهم محدش فيكم يستحق يعيش كلكم اذتوني
بعد وقت دخلت عليا للمنزل سرعان ما شهقت بقوة و هي ترى ابنتها ميان ملقاه ارضاََ والدماء تسيل من رأسها فاقدة للوعي وشقيقتها تقف بجانبها تصوب السلاح على رأسها
كادت ان تنحني لتتفحص ابنتها لكن الأخرى هددتها قائلة بغضب :
خليكي مكانك لو اتحركتي هموتها و اقهر قلبك عليها يا عليا
توسلتها عليا بدموع و خوف :
بلاش بنتي يا كاميليا
ردت عليها الأخرى بغل و حقد :
انا كده بسببكم ، انتي و كوثر و بابا ، انتوا اللي عملتوا فيا كده !!!
عليا بدموع و كل تركيزها على ابنتها :
كاميليا اعقلي و سيبي ميان ، اياََ كان اللي حصل بنتي ملهاش ذنب فيه
حركت الأخرى رأسها بنعم وقالت بغضب :
هي ملهاش ذنب و لا مروان كان ليه ذنب بس انتي
اللي خلتيني ادخلهم جوه الأنتقام !!
سألتها عليا بزهول وصدمة :
تنتقمي من مين.... من اختك يا كاميليا !!
صرخت عليها كاميليا بغل :
انتي عمرك ما كنتي اختي ، طول عمرك عدوتي
عليا بحزن :
احنا اخوات ملناش غير بعض ، عمري ما اذيتك ليه بتكرهيني وانتي ماشوفتيش مني غير كل حب
نزلت دموع كاميليا بحزن وحقد قائلة :
انتي اكتر واحدة اذتيني وعمرك ما حبتيني يا عليا
اخفضت يدها الممسكة بالسلاح قائلة بحزن و هي تسترجع ذكرياتها المؤلمة :
لو كنتي حبتيني بجد ماكنتيش خطفتي بابا مني ، ما كنتيش فضلتي دايماََ تثبتي ليه انك احسن مني كنتي دايماََ بتتعمدي تنجحي في الحاجة اللي بفشل فيها عشان يحبك اكتر مني و يكرهني
استمعت لها عليا بصدمة و الأخرى تتابع بغل :
من يوم ما اتولدتي و خلتيه يكرهني و يبعد عني حتى ماما موتيها يوم ما جيتي على الدنيا !!
ردت عليها عليا بحزن :
بابا عمره ما كرهك بابا كان بيحبنا احنا الاتنين زي بعض و عمره ما فرق بينا ، مفيش اب بيكره حد من اولاده
نفت كاميليا برأسها وقالت بدموع :
لأ فيه ، هو كرهني زي ما انا كرهت ولادي انا طلعاله، هو كان بيكرهني و انا برده كرهت ولادي يا عليا عملت زي ما عمل فيا بالظبط اذيتهم زي ما كان بيأذيني
اغمضت عيناها بحزن تسترجع تلك اللحظات المؤلمة :
لو كان بيحبني ليه مكنش بيقولي كده زي ما بيقولك علطول ، ليه كان بيجيلك انتي حاجات حلوة و هو راجع من الشغل و انا لا و كل ما اسأله مجبليش ليه يقولي انتي كبرتي على الحاجات دي ، مكنتش لسه كملت الاتناشر سنة وانتي لحد ما دخلتي الجامعة كان بيجبلك
ثم تابعت و هي تكرر كلماته و الأخرى تستمع لها بحزن و ألم :
دايماََ يقولي انتي فاشلة مش نافعة في حاجة انتي كذا و كذا ده انا حتى يوم نتيجة الثانوية قالي لو سقطتي مش هتعيدي تاني و تقعدي في البيت انتي مش نافعة في حاجة
ثم تابعت بغل و حقد كبير و دموعها تغرق وجهها :
بس انتي قالك اياََ كان مجموعك متزعليش يا حبيبتي ، ده نصيبك و قدرك و لو عايزة عيدي لحد ما تجيبي المجموع اللي انتي عاوزاه و ادخلي الكلية اللي نفسك فيها
رددت عليا بدموع :
كاميليا......
قاطعتها الأخرى مرددة بكره :
انا كل كلمة لسه فاكراها لحد دلوقتي ، عمري ما بنساها و بترن في ودي كل يوم و كل دقيقة و مع كل مرة بفتكر بكرهك اكتر و بكرهه و بكره ولادي !!
ثم اقتربت منها تدفعها بكتفها قائلة بغضب :
المفروض كان يكرهك انتي مش انا ، انتي اللي لما اتولدتي موتيها مش انا
ردت عليها عليا بتبرير :
بابا كان بيحبك بس يمكن عبر عن حبه غلط
صرخت عليها الأخرى بغضب كبير وحزن :
متقوليش بيحبك مفيش اب بيعامل بنته كده ، انا عارفة اني كنت بعمل تصرفات طايشة بس ده عشان الفت نظره كان كتير اوي بيتجاهلني فكنت ببقى عايزاه يكلمني يحس بوجودي
ثم تابعت بخذلان وحزن عميق :
عمري ما انسى فرحته يوم ما دخلتي جامعة كبيرة ازاي كان بيبصلك بفخر و انا نظراته ليا كلها خيبة امل لما جيبت مجموع يدوب دخلني كلية ملهاش اي لازمة
ثم تابعت وهي تشير لنفسها بحزن و حرمان :
بس لو كان قعد و ذاكر معايا قد ما ذاكر معاكي و اهتم بيا زيك كنت هجيب مجموع اكبر منك كمان
ثم تابعت بغل و كره :
ساكتة ليه عشان انا عندي حق مش كده، هو بيكرهني اي حد سهل يشوف كده و انتي كنتي بتساعديه على انه يكرهني
عليا بدموع و حزن :
عمري ما عملت كده كاميليا و ربنا شاهد
صرخت عليها كاميليا بحدة :
انتي كدابة كنتي بتخليه يكرهني في كل مرة تنجحي في حاجة كان بيكون فرحان بيكي و انا دايماََ باصصلي بخيبة أمل كأنك قاصدة تقوليله شوف انا عملت اللي كاميليا فشلت فيه
تماسكت عليا حتى لا تنطق بتلك الكلمات التي عاهدت قبلاََ والدها ان لا تخبر احد بها :
يوم ما رأفت جيه يتقدملك قبلها بابا قاله عليا و رفضني و قاله انه عايزك انتي و مرة تانية اترفضت من حد بعد بابا عشانك يا عليا ، كنت بكرهك اوي و لحد دلوقتي لسه بكرهك و كنت بحاول على قد ما اقدر اسرق رأفت منك بس هو كان متمسك بيكي مهما اعمل....يرفض و يقولي انه بيحبك
ثم تابعت بدموع و حنين لتلك الأيام :
بعدها اتعرفت على راشد العزايزي كان حنين اوي بيعاملني غيرك انتي وبابا اول لما بقوله على انجاز عملته حتى لو كان صغير كان بيشجعني و بيحسسني بقيمتي كنت بشوف في عيونه احترام عمري ما شوفته في عيون بابا، حبيته يا عليا و محبتش في حياتي غيره
نزلت دموعها أكثر تتذكر تفاصيل ذلك اليوم :
يوم ما قولت هعترفله صدمني بأنه عايز يتجوز واحدة تانية بيحبها و القصة بتتعاد تاني ، قولتله اني بحبه و يسيبها و يتجوزني انا ، بس رده كان اختيارها هي واترفضت برده منه
جلست أرضا تبكي بقوة :
يا قهرتي يومها اتوجعت اوي ، ليه كله مش بيحبني ،
ليه انتي بس اللي تتحبي يا عليا و انا لأ ، ليه السعادة ليكي انتي بس
اقتربت منها عليا مشفقة عليها و قبل ان تضع يدها على كتفها صرخت عليها كاميليا و هي تنتفض واقفة :
متقربيش مني
صمتت لدقائق ثم عادت تستكمل حديثها بقهر :
اخوه اتقدملي بعد ما شافني كذا مرة و حبني ساعتها وافقت عليه و بصراحة مكنتش مصدقة مشاعره ناحيتي ما هو مافيش واحدة هتترفض من دول كلهم و ابوها على راسهم و حد يجي يحبها انا خلاص كنت اقتنعت ان مفيش حد بيبحني و لا انا ينفع اتحب
ثم تابعت بغل و غيرة :
كنت كلما اشوف كوثر مع راشد اتجنن و اتقهر كنت بشوفها ازاي مبسوطة ابقي نفسي اعيش زيها ، مكنتش قادرة اتقبل شريف ، كنت علطول بعمل مشاكل بينهم و انا اللي سقطها اول مرة لما كانت حامل ، ليه هي تشيل في بطنها ابنه و انا لا ، انا كنت بحبه اكتر منها
كانت عليا تستمع لها بصدمة و الأخرى تتابع حديثها :
خلفت سفيان و بعده عمار ، صدقيني يا عليا حاولت احبهم معرفتش ، حاولت اكون حنينة عليهم معرفتش علطول كنت شيفاهم ولاد شريف ، اما انا فولادي من راشد بس هو اللي المفروض يكون اب اولادي مش حد تاني
ثم تابعت بغل :
سنين تعدي و تمر و كل واحد مبسوط في حياته الا انا ، عارفه يوم ما بابا مات مزعلتش عليه كرهني فكرهته دعيت عليه بدل ما ادعيله
تعالت شهقاتها و هي تردد :
راشد كمان مات و مات معاه كل الحب اللي في قلبي ، اتجوزت شريف عشان متكونيش احسن مني و عشان كوثر اللي مش لاقيه تاكل متكونش احسن مني اتجوزته عشان ابقى قريبة من راشد علطول و لما مات قرفت كوثر في عشيتها لحد ما سابت قصر العيلة و مشيت وشريف افلس، ساعتها اخدتها حجة عشان اطلق منه ما هو مفيش سبب عشان افضل متجوزاه ، هو اه حبني لكن انا مقدرتش احبه
ثم تابعت بحقد وجنون وهي تشير لنفسها :
كوثر مكنتش تستاهل راشد انا و هو كنا نستاهل بعض لما كنا بنتصور سوا ايام الجامعة كنا بنطلع حلوين اوي في الصور اللي يشوفنا يقول دول مرتبطين
كانت عليا تتابعها بصدمة.....ترى الآن فداحة ما فعل والديها في الماضي بكاميليا وبالأخص والدها !!!
رددت كاميليا بحزن :
بعدت عنكم سنين، اتجوزت واحد تاني مش عاوزاه عشان ابويا حرمني وفرق بينا تاني حتى وهو ميت في الفلوس، كنت هشحت لما اتجوزتش بعد شريف، اللي يصرف عليا
نزلت دموع عليا بشفقة وقالت :
بس يا كاميليا
لكن الأخرى لم تستمع لها وتابعت حديثها بغل :
جبت نرمين كانت رقاصة في كباريه شوفتها صدفة نضفتها وزقتها على سفيان عشان تبقى عيني وسطهم ، عرفتها ازاي تقنعه و اتفقنا مع شوية بنات عشان يخلوه يشك في ميان و ساعدتها تتجوزه
مسحت دموعها التي سرعان ما تتمرد و تنساب على وجنتيها قائلة بحقد :
كنت بعيد عن هنا بس عيني كانت عليكم كلكم ، كل ما اعرف انكم مبسوطين في حياتكم اتقهر ، ليه انا مش كده ليه انتوا تكونوا مبسوطين و انا لأ يا عليا
اخذت نفس عميق ثم عادت لتستأنف حديثها الذي جعل عليا تصاب بالذهول و الصدمة :
انا عملت كتير اوي بس برده مش مبسوطة دمرت سعادتكم قهرت قلبك على ولادك الاتنين يا عليا بس بردو مرتاحتش
رددت عليا بذهول :
اذيتي ولادي في ايه ، ميان و عارفه اللي عملتيه فيها، مروان اللي يرحمه عملتي في ايه !!
ردت عليها كاميليا بغل وشماتة :
انا اللي ورا حادثة موته عشان اقهر قلبك عليه وتدوقي شوية من اللي انا عيشته و بعيشه وعشان اقهر قلب رأفت كمان لما رفضني في كل مرة حاولت اسرقه منك فيها، عشان اخرب بيتك.....عشان ماتكونيش احسن مني
رددت عليا بصدمة و قهر :
ابني !!
اكملت باقي حديثها الذي صدم الأخرى بدموع :
بس عارفه اللي قهرني ايه يا علي ، ان بعد اللي ابوكي عمله فيا ده وتفضيلك عني في كل حاجة عرفت انه مش ابويا ولا انتوا عيلتي ولا انتي تبقي.....اختي
تعليقات



<>