
رواية بعينيك اسير
الفصل الثاني والثلاثون32
بقلم شهد الشوري
رد كارم على سؤال همس بمكر :
هو فيه سمر غيرها
جزت على اسنانها بغضب و صرخت عليه بحدة :
وقف العربية و نزلني هنا !!!!
سألها بصدمة من ردة فعلها :
همس حصل ايه لكل ده
صرخت عليه بغضب عندما توقف بالسيارة على جانب الطريق و اغلق ابوابها حتى لا تخرج :
افتح الزفت الباب ده
قبض بيده على يدها يديرها لتنظر اليه مردداً بحدة :
بلاش صوت عالي و جنان قوليلي حصل ايه !!!
صرخت عليه بغضب :
طالما انت بتفكر تتجوزها قربت مني ليه ، كنت هتلمسني يومها ليه ، ليه قولتلي كده و انا اللي كنت لسه بقوله يتعلم الحب منك ، مافرقتش عنه حاجة
صرخ عليها بغضب مماثل :
كنتي عاوزه القرب ده اكتر مني يا همس
قبض بيده على يدها يقربها منه حتى اصبح وجهه مقابل وجهها وصرخ بعلو صوته:
انا مش زي الزبالة التاني و بلاش تشبهيني بيه ، انا حبيتك و انتي عارفة كده كويس و عمري ما كنت هتجوز لا سمر و لا غيرها لأني بحبك انتي و بس يا غبية، الأولى كنت عملتها السنين اللي فاتت مش دلوقتي بعد ما بقيتي اقربلي من اي وقت
صرخت عليه بحدة :
اومال قولتلي بتفكر تتجوزها ليه !!!
ضربها على رأسها برفق وقال بغضب :
قولت يمكن البعيدة تحس على دمها و تنطق بكلمة
ثم تابع بيأس :
بس طلع معندهاش دم خالص
صرخت عليه بحدة :
ماتشتمنيش
نظر لها بتحدي وقال :
قولت حاجة غلط انا يعني !!
تفاجأ الاثنان بمن يطرق على الزجاج ولم يكن سوى فتاة تبدو في منتصف العشرينات تقول بمرح :
اسفه على المقاطعة بس حبيت انبهكم ان مصر كلها واقفة متابعة الحوار من اوله
توسعت اعين الاثنان بصدمة و نظروا حولهما ليجد عدد لا بأس به من الناس قد تجمعوا على اثر صراخهما العالي و يتابعون ما يحدث باهتمام كأنه فيلماً سينمائياً !!!!!
نظر لها وقال بغضب :
عاجبك كده ، اهو اتفضحنا بسببك
ردت عليه بغضب مماثل :
بسببي انا برده
رد عليها بحدة و هو يقود السيارة سريعاً هارباً من المكان و من نظرات الناس :
لأ انا !!
اوصلها لجامعتها سرعان ما دخلت للداخل و لم تنظر له نظرة واحدة بينما هو ذهب لعمله يشعر بالغيظ منها، ونهاية اليوم حسمت همس امرها فيما ستفعل فعليها ان تصل لجواب نهائي و حاسم فيما يخص علاقتها بكارم ستكون الطريقة قاسية تعلم لكنها ستفعلها وليحدث ما يحدث كانت أمل تجلس بصالة المنزل برفقة والدتها و شقيقتها وهي تقول بضيق وغل :
بقى بعد التخطيط و الفلوس اللي صرفتها دي كلها يقوم يردها
رددت نهى شقيقتها بتهكم :
ده الطبيعي يا اختي ، من يومه بيحبها و مش معبرك لو كان عطاكي ريق حلو زمان كان عطاكي دلوقتي بس كل الحكاية انه كان بيكيدها بيكي
صرخت عليها أمل بغل :
اخرسي بدل ما تهديني بتشعلليني اكتر ، بس و رحمة ابويا ما هسيبها تتهنى بيه
فتحية بغضب هي الأخرى :
جدعة يا بت، بنت امك بصحيح ، هي مش أحسن منك في حاجة و لا انتي ناقصك ايد او رجل عشان هي تاخده و تفوز بيه ، قصي صيدة تعيشك ملكة العمر كله و تعيشنا كمان معاكي
ردت عليها بضيق :
انا بحب قصي ، عايزاه عشان بحبه مش عشان الكلام الفارغ ده
سخرت منها نهى قائلة :
اكدبي على غيرنا يا روحي ، الهيلمان اللي قصي فيه حاجة من الحاجات اللي مخلياكي تحبيه ، ابصملك بالعشرة و احلفلك على المصحف ان لولا العز اللي هو فيه ماكنتيش عبرتيه حتى و لا فكرتي في الحب و الكلام الفارغ ده
جزت أمل على اسنانها بغضب و قبل ان تتفوه بأي كلمة تفاجأ الثلاثة بمن يدق باب المنزل بقوة افزعتهم شهقت فتحية وقالت برعب :
استر يارب مين اللي بيخبط كده
ذهبت نهى لتفتح لتتفاجأ بقصي امامها يدفعها من امامه ثم دخل لداخل المنزل و بحث بعيناه عن امل و ما ان وجدها قبض بيده على خصلات شعرها صارخاً عليها بغضب كبير افزعها اكثر :
جنس ملة اهلك ايه ، فكرك لو عملتي عمايلك الرخيصة دي هعبرك او هبص في وشك تبقي غلطانة، انا عمري ابداً ما بصيت للرخيص و لا نفسي راحتله
قال الأخيرة و هو يصفعها بقوة اسقطتها ارضاً فصرخت فتحية عليه بغضب و فزع :
ابعد عني بنتي و اطلع بره بيتي احسن اقسم بالله اصرخ و الم عليك الشارع كله و اقول انك اتهجمت علينا و رجالة الحته مش هيسيبوك
اخرج سلاحه مصوباً اياها نحوهم قائلاً بغضب :
اعمليها يا فتحية عشان القبر اللي اتفتح لبنتك انهارده يلمك معاها
اختبأت نهى خلف والدتها برعب بينما قصي انحنى يجذب أمل بقسوة من شعرها فصرخت عليه :
مش هسيبك ليها يا قصي و لا هخليك تتهنى بيها و رحمة ابويا لهقتلها و احسرك عليها
صفعها مرة أخرى بقوة أكبر جعلت الدماء تنزف من انفها و شفتيها ثم قال بغضب :
ورحمة ابوكي انتي ما هتعيشي ثانية أصلاً عشان تلحقي تعملي اللي بتقوليه ده
ارتعبت مما قال و من هيئته التي تبث الرعب و الفزع بقلب اي احد خاصة عندما قبض بيده على خصلات شعرها يجرها خلفه خارج من المنزل
اقتربت منه فتحية وصرخت عليه برعب :
سيب البت انت واخدها فين !!
صرخ عليها بغضب :
لو رجلك خطت خطوة واحدة بس برة عتبت باب البيت يا فتحية اعتبريني عزرائيل لأني ساعتها هاخد روحك و روح بناتك
ارتعبت امل أكثر خاصة عندما نزلت لمدخل البناية لترى بعض الرجال ضحام الجسم، كمم احدهم فمها حتى لا تصرخ و الآخر قيد جسدها ثم القوا بها بداخل السيارة دون ان يلاحظ احد متوجهين لمكان ما لا يعلمه سواهم، بينما قصي ذهب لمنزله رغم انه علم الحقيقة لكن قلبه لا يزال حزيناً منها !!!
بعد وقت قصير دخل المنزل ليجدها تجلس على الاريكة تقوم بحياكة كنزة صوفية لطفلها او طفلتها القادمة فجلس بجانبها بصمت لم تجرأ هي على مقاطعته، ليباغتها قصي بسؤاله :
ايه اللي وصلنا لكده يا سيلين
اخفضت وجهها وقالت بحزن :
انا السبب اللي عمله فيا راغب زمان مش قليل ، انا كنت شيفاك كتير عليا ، خوفت انت كمان تكون شايفني كده فبقيت خايفة علطول وماعنديش ثقة لا في حبك ليا و لا في نفسي
رد عليها بحزن و عتاب :
لو كنت عايز غيرك كان قدامي بنات اشكال و الوان سواء هنا او لما كنت بره البلد ، مكنتش هضيع سنين من عمري و كان زماني اتجوزت و عايش حياتي.....ماكنتش بصيت ورايا و اختارتك يا سيلين
عاتبته بحزن :
اختارتني بس شايفني كتير عليك ، زي ما الناس شيفاني كده وانك ازاي انت تتجوزني بوضعي....مطلقة
رد عليها بانفعال :
كلامي كان رد فعل لكلامك كنت مستنية مني ايه و انا سامعك بتقللي مني و من رجولتي ، كل انسان عنده طاقة و في اي وقت بتنفذ ده اللي حصل معايا يا سيلين تعبت من كل مرة اجري وراكي فيها و اقعد اشرح ليكي ، ببقى مستني منك تثقي فيا بس ده مش بيحصل دايما بلاقي هجوم منك وكأنك مستنية مني اي غلطة عشان تسبيني و تبعدي
تنهد بعمق وقال بتعب :
انا تعبت يا سيلين و ماعنديش استعداد اكمل و انا حاطط ايدي على قلبي عشان خايف انك تهدمي البيت و تطلبي الطلاق و الدوامة تلف بينا من تاني ، معنديش استعداد اعيش في بيت من ازاز اي خبطة تهده و تكسره
صمت للحظات وقال :
الغلط في الأول كان عليا و عليكي يا سيلين ، عليا عشان كان لازم اعرف من الأول خالص ان صفحة راغب متقفلتش و ان كان ليها توابع ظهرت دلوقتي بعد ارتباطنا و على اساسه كان المفروض أتعامل ، و غلطك انك ما اتكلمتيش معايا و ما وثقتيش فيا
ردت عليه باعتذار :
انا اسفه على اللي قولته و عملته يومها ماكنش قصدي كل كلمة قولتها انت مش كده خالص يا قصي
صمت للحظات ثم تنهد وقال بحزن:
انا كمان اسف على اللي قولته ، انتي عمرك ما كنتي في نظري قليلة يا سيلين و موضوع مطلقة و الكلام الفارغ ده مايفرقش معايا ، انا حبيتك زي ما انتي و اختارتك، الباقي كله مش فارق معايا و لا يهمني بس....
قاطعته قائلة بجدية :
مفيش بس يا قصي اللي حصل حصل و كان درس كبير لينا و اتعلمنا منه اوعدك اني مش هكرر اللي عملته و اني هحافظ على بيتي و جوازنا عشانك و عشان ابننا اللي جاي
تحسس بيده بطنها البارزة قليلاً بحب ما حدث بينهما لم يجعله يفرح بطفله القادم كما يجب، فانحنى يضع اذنه يحاول الاستمتاع لأي شيء او الشعور بحركته لكن دون جدوى نظر لها بتساؤل فاجابته بضحك :
لسه شوية على ما يكبر و يتحرك هانت و نعرف هيكون بنت و لا ولد
ردد بتمني و هو لا يزال يضع يده على بطنها :
هتكون بنوتة زي القمر ان شاء الله
ابتسمت بسعادة سرعان ما تلاشت عندما تنهد بعمق قبل ان يبدأ يسرد لها ما حدث و ما فعلت أمل لتسأله بالنهاية بصدمة و توجس :
انت هتعمل فيها ايه !!
ردد بغموض :
اللي يريحنا منها و من شرها !!!!
تمسكت بذراعه وقالت بصدمة :
اوعى تكون هتقتلها يا قصي
نفى برأسه وقال بغضب :
نفسي أعمل كده و هعمله فعلاً لو هوبت ناحيتنا تاني بس حالياً لازم ليها قرصة ودن تخليها تفكر الف مرة قبل ما تعمل كده و تأذينا
سألته بتوجس:
اللي هو ايه بقى اللي هتعمله !!!
رد عليها بهدوء ظاهري و هو يتخيل هيئة أمل الآن و ما يحدث بها من قبل رجاله :
متشغليش بالك انتي ، انا هعرف اتصرف معاها كويس !
تفاجأت ميان في السابعة صباحاً بمن يدق باب غرفتها لم تكن تعي اي شيء ذهبت لتفتح الباب بنعاس، تخشب جسد فارس ما ان وقعت عيناه عليها وكم كانت فاتنة بثوبها الزهري
بصعوبة ابعد وجهه وقال :
ظبكي هدومك
ذهب النعاس سريعاً ما ان ادركت الوضع سرعان ما استدارت بجسدها تغلق الازرار للنهاية بعدما فُتحت اثناء تحركها الكثير بنومها، ثم التفتت له قائلة بخجل و حرج من الوضع :
كنت عايزني في ايه يا فارس !!!
رفع يده يضعها على خصلات شعره من الخلف قائلاً بابتسامة :
اجهزي يلا عشان هننزل نجري شوية
رددت بتعجب :
نجري !!!
اومأ لها قائلاً و هو يضع بيدها حقيبة ورقية لمتجر ملابس شهير :
اه البسي الهدوم دي رياضية و واسعة هتناسبك
رددت بفتور و نعاس :
بس انا مش عايزة اجري سيبني انام
نفى برأسه وقال بصرامة :
لا هتفوقي يلا و هنعمل اللي قولته بطلي كسل ، بعد ما نخلص هنفطر بره سوا و بعدها تروحي الجامعة تحضري محاضراتك و تيجي على المستشفى
بقت مكانها تنظر له بتذمر و رفض دففعها برفق لداخل الغرفة قائلاً بمرح :
يلا يا ماما الوقت بيجري ، اصل انا مش هسيبك فيلا اجهزي بسرعه يكون افضل
دخلت و اغلقت الباب خلفها، تضرب بقدميها الأرض يتذمر فضحك عليها و جلس ينتظرها، مر وقت قصير بعدها خرجت من الغرفة بالثياب التي احضرها فكانت عبارة بنطال قطني ذو لون زهري واسع و تيشرت مماثل له، وشعرها لأعلى بفوضوية لكنها بدت جميلة جداً
توترت من نظراته لها و شعرت بالخجل فرددت سريعاً قبل ان تتوجه ناحية الباب :
يلا خلينا نمشي عشان اخلص بدري والحق محاضراتي
رفع حاجبه مردداً بمشاكسة و هي يمشي خلفها :
دلوقتي بقيتي متأخرة ده انتي كنتي في سابع نومة من شوية و هاين عليكي تخنقيني عشان صحيتك
رددت بخجل دون النظر له :
هخنقك فعلاً لو زودت في الكلام تاني، يلا
ضحك بخفوت و ما ان نزل الاثنان للأسفل بدأ بالركض فحمسها اكثر قائلاً :
لو انا سبقتك هتعزميني على الفطار و لو انتي يبقى العكس يا سُكر
اومأت له بتحدي و بدأت في الركض و هو بجانبها بعد مرور ما يقارب الساعة كانت تقف تلتقط انفاسها كذلك هو أمام احد المطاعم التي تطل على الشاطيء
رددت ميان بغرور زائف و هي تمثل انها ترفع ياقة قميصها الغير موجودة :
يلا هتعزمني على الفطار عشان تحرم تتحداني
دفعها برفق لداخل المطعم وهو يقول بغيظ :
خسرت بمزاجي
ردت عليه بسخرية :
شغل عيال اوي يعني ، اعترف اني اسرع منك و خسرتك يا دكتور فارس
سحب لها المقعد لتجلس وقال بغيظ :
لسه الأيام بينا جاية، مسيري اغلبك ما هو مش دايماً انتي اللي هتفضلي تكسبيني.....ليكي يوم
ردت عليه بتعجب :
دايماً ايه هو انا غلبتك غير الدور ده ، و لا تقصد يعني ان ده اعتراف رسمي منك اني هغلبك علطول لأني اشطر منك
جلس ثم قال بحب :
من يوم ما عرفتك و انتي بتغلبيني يا ميان نظرة من عيونك و كلمة منك و دمعة بس او نظرة حزن كفيلة انها تغلبني و تخليني اتراجع عن اي موقف اكون مقرر اخده بعد كل مرة ازعل فيها منك
تنهد متابعاً بعشق :
انتي مش بس هزمتيني في السبق مرة....لأ هزمتيني ألف مرة و انتي مش واخدة بالك، هزمتيني في كل مرة عقلي كان بيقولي ابعد وكنت كل ما اشوف عيونك قلبي يقولي لأ اوعى دي نصي التاني اللي فضلت ادور عليه سنين اوعى تضيعه من ايدك
تكونت طبقة شفافه من الدموع على عيونها من شدة تأثرها بحديثه وعشقه الظاهر بوضوح، وتمنت حقاً ان تبادله هذا العشق....تمنت لو كان حبيبها لكن ليس على القلب سلطان
نطق لسانها بما تشعر وبدون تردد :
ياريتني احبك يا فارس.....ياريتني !!
ردد بلهفه و هو يجذب مقعده ليجلس بجانبها :
ليه ياريتني ، افتحي انتي قلبك ده ليا و انا واثق انك هتحبيني زي ما بموت فيكي
ردت عليه بحزن و يأس :
مش بالساهل و يا عالم هقدر و لأ ، انا أصلاً مش عارفة القى نفسي عشان....
ردد سريعاً مقاطعاً اياها :
نحاول مع بعض و هنقدر
تنهدت وقالت بيأس متمكن منها :
هتكون محاولاتك على الفاضي و هتسبب الوجع لنفسك، بسببي لو مقدرتش......
رد عليها فارس بحب و هو يحاوط وجهها بين يديه :
ما تروح على الفاضي ايه يعني ، انتي تستاهلي اني احاول لحد ما أوصل ليكي العمر كله وعمري ما هيأس
ثم تابع و هو يضع يدها على موضع قلبه الذي تعالت دقاته بصخب اسفل يدها :
قلبي بيقولي انك ليا و مش لغيري ، بيقولي انك نصي التاني اللي مش هكتمل غير بيه ، بيقولي انك محتاجة ليا زي ما انا محتاج ليكي ، بيقولي انك الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح في حياتي و هكون أكبر غبي لو ضيعتك من ايدي
ردت عليه ميان بحزن و صوت مختنق بالدموع :
ابعد يا فارس انا كنت زيك كده و حاولت و عملت كتير عشان بس نظرة وفي الآخر طلعت من ده كله خسرانة، انت كمان هتخسر زيي ابعد عني و اشتري نفسك
رد عليها بتصميم و هو ينظر لداخل عيناها :
خسارتي هتبقى خسارة فعلاً لو ضيعتي مني ، انا اتجوزتك عشان خوفت تضيعي مني وكنت عارف ان الوقت مش مناسب و انك كنتي بتمري بظروف ماكنش ينفع فيها انك تدخلي في ارتباط تاني بس انا كان عندي فرصة و اتمسكت بيها كنت عارف انك قبلتي عشان تنتقمي من سفيان
صمت متابعاً بحزن :
وقبلت عشان خوفت تحني ليه و ساعتها تضيعي من ايدي كنت عارف اني هتوجع كده و هيكون صعب عليا بس الوجع ده كله يهون قدام وجع خسارتك
تمسك بيدها وقال بتصميم و عزيمة :
الفرصة اللي كانت قدامي اتمسكت بيها بأيدي و سناني و لحد دلوقتي متمسك بيها و مش ناوي اضيعها من ايدي
كانت تستمع له و دموعها تنساب على وجنتيها بصمت و هي تستمع لما يقول وبداخلها تتمني حقاً ان تحبه وياليت الامر متروك بها !!!!
رددت بتهرب و بعض الخجل :
انا جعانة !
كان ينتظر منها رداً اخر غير الذي قالته لكنه ضحك بخفوت وقال بمرح :
انا من كُتر مواقفك معايا هألف كتاب و هسميه احببت عدوة الرومانسية
ابتسمت باصفرار وقال بغرور زائف :
هَتحَب برده
رد عليها فارس بمرح وبغمزة من عينيه :
اموت فيك يا واثق انت
رددت ميان بخجل و هي تنظر بعيناها بعيداً عنه :
على فكرة انا جعانة و اتأخرت على الجامعة و انت كمان اتأخرت على شغلك
ابتسم بخفوت و بدأ الاثنان بطلب الطعام ولحسن حظه انه اختار طاولة بزاوية بعيدة عن الانظار فما دار بينهما الآن لم يكن من اللائق ان يراه او يستمع له احد، مر وقت ليس بقصير وبعدها كان يدخل برفقتها للمنزل وكلاً منهما توجه لغرفته ليبدل ملابسه
جلس على الاريكة ينتظرها و ما ان خرجت تفاجأ بما ترتدي من ملابس سوداء فردد بتعجب :
يا ساتر يارب مين مات على الصبح !!
سألته بعدم فهم :
نعم مين مات !!!
نفى برأسه قائلاً :
لأ ما انا بسألك انتي
رفعت كتفيها لأعلى بعدم فهم فقال فارس :
بتسودي اليوم ليه من اوله....ده انا قولت فيه حد مات ادخلي غيري اللون المشرق اللي انتي لبساه ده
ابتسمت باصفرار وقالت بنفاذ صبر :
فارس انا ماليش خلق يلا خلينا نمشي
رد عليها بضيق و غيظ :
تصدقي بالله انتي كرهتيني في اللون الأسود كل ما بتلبسيه بحس ان احنا داخلين على خناقة جديدة ادخلي غيريه احنا لسه متصالحين مش طالبة خناق تاني يا ميان الهي تنستري
ضحكت بخفوت على ما قال و على طريقته بالحديث لكنها عاندت قائلة :
بس عاجبني وعايزة امشي بيه يلا بقى هنتأخر
نفى برأسه وقال بعناد :
قسماً بالله ما هتعتبي من الباب باللون ده ادخلي غيريه و خدي بالك كله من وقتك
بقت مكانها تنظر له بغيظ فدفعها للداخل برفق لتقف امام الخزانة جزت على اسنانها وقالت بنفاذ صبر :
فارس
فتحها وبقى يقلب بالملابس حتى وقعت عيناه على كنزة من الصوف ذات اللون الزهري التفت لها يعطيها اياها مردداً بهيام :
تعرفي ان اللون ده يجنن عليكي أحسن من الاسود مليون مرة ، البسيه يا ميان
اخذته منه وقال بحرج وخجل :
ماشي يلا استنى بره على ما اغير هدومي
ردد بمشاكسة :
بيقولوا اني جوزك تحبي اجيبلك القسيمة !!!
نظرت له بغيظ و هي تزجره بعيناه فقال بمرح قبل ان يغادر :
براحة عليا طيب قلبي مش قد النظرة دي و لا الجمال ده
دفعته لخارج الغرفة واغلقت الباب خلفه فردد بصوت عالي من الخارج :
اه منكوا يا ستات انتوا.....قوين و مفترين
ضحكت من الداخل بخفوت و بدأت بتبديل ملابسها ما ان خرجت ردد بغزل :
ده الجمال عدى الكلام
ابتسمت بتوسع فتابع هو بمرح :
ما قولنا براحة عليا قلبي مش حمل ده كله جمال و ضحكة اجمل و.....
اقترب منها متابعاً بمكر و جراءة :
وشفايف أجمل بكتير، كريز و عايز يتقطف و اللي هيقطف مستني فرصته
توسعت عيناها بصدمة من جراءته، ونظرت له بحدة قائلة بغضب :
فارس انت قليل الادب انا غلطانة اني وقفت اتكلم معاك انا ماشية !!!
جذبها قبل ان تذهب وقال بمرح :
انتي كنتي فين ساعة الفرح وكتب الكتاب....ها كنتي فين ردي عليا ، قليل الأدب عشان بقول مستني فرصتي اقطف اومال لو قطفت من غير استأذان هيحصل ايه بس
ردت عليه بحدة و خجل من جراءته الزائدة :
اللي هيحصل هسيبيه لتوقعاتك بس اعتقد انه مش هيعجبك خالص خالص
خمن ما ستفعل فضحك بقوة وجذبها معه للخارج وطوال الطريق لم يكف عن الحديث معها وما ان اوصلها لجامعتها اخبرها ان تأتي له ما ان تنتهي....ثم غادر بصعوبة و تركها
عادت ميان من جامعتها على المستشفى إليه و باقي الأيام كانت تسير على هذا المنوال تستيقظ صباحاً تركض برفقته و طوال الطريق يتحدث الاثنان سوياً ثم يوصلها إلى جامعتها و يتوجه لعمله و تنهي محاضراتها و تذهب إليه يساعدها في الدراسة حتى انها تواظب مع الطبية النفسية الخاصة بها بانتظام
بينما فارس كان سعيداً بذلك يشعر انه يقترب منها يوماً بعد يوم.....والكثير من الحواجز قد زالت بينهما
لقد حرص أيضاً على أن لا تعلم بأنه قد اكتشف أنها تذهب إلى طبيبة نفسية، حتى لا يشعرها بالحرج، وكان يتعمد في مواعيد جلستها أن ينشغل عنها بشيء آخر، ويتجنب السؤال عنها كي لا يسبب لها التوتر أو الخوف، وها هو الوقت يمضي، انتهت امتحاناتها، وأصبحت تقضي الوقت معه في الخارج كل يومين في دولة مختلفة، مضى ما يقارب الشهرين ونصف على انتهاء امتحاناتها
في باديء الأمر لم تشعر بالحماس لكن مع الوقت بدأت تتفاعل معه و تكتشف المكان منذ بداية اليوم حتى يغلبها النعاس، اليوم وصل الاثنان لتوهم لاندونسيا و بالأخص جزيرة بالي حيث المناظر الطبيعة الخلابة كانت ميان تنظر للمكان حولها بانبهار و اعجاب شديد
تمسكت بيده و هو يدفعها برفق لداخل الكوخ حيث سيقيم هو و هي، فقالت بانبهار :
ما شاء الله المكان جميل اوي يا فارس
ردد بغزل و هو يغلق الباب خلفهما :
يجي ايه جنب جمالك
ابتسمت بخجل من غزله الذي بات يعجبها خاصة و هو يقوله بطريقته تلك، فغيرت الموضوع وقالت بخجل :
انا هرتب الهدوم في الدولاب
اومأ لها قائلاً و هو يرفع الحقائب على الفراش :
طب يلا خليني اساعدك وبعدها نرتاح شوية
بعد أن انتهيا من تفريغ الحقائب، دخل فارس إلى الحمام ليأخذ حماماً دافئاً و بعد دقائق، خرج وهو يجفف خصلات شعره، مرتدياً بنطالاً قطنيًا فقط، رفعت ميان عينيها نحوه، لتشهق بخجل مفاجئ، تعقد ذراعيها أمام صدرها، وهي تقول بحدة محاولِة إخفاء ارتباكها وتتحاشى النظر إليه
ايه اللي أنت لابسه ده مش تراعي إن معاك بنت في الأوضة
ابتسم فارس بمكر، واقترب منها قائلاً بمشاكسة:
قصدك معايا مراتي... يا مراتي!!!
احمر وجه ميان أكثر، وضربت الأرض بقدمها بغيظ قبل أن تلتقط ثيابها من على الفراش وتسرع نحو الحمام، تهمس بخجل وهي تهرب من امامه:
إيه قلة الأدب دي
انفجر فارس ضاحكاً ثم قال بصوت عالي ليُسمعها :
شكراً يا مراتي
داخل الحمام، ابتسمت ميان لنفسها بخجل وهي تقف أمام المرآة، نظرت إلى انعكاسها، وشعرت برضا غريب، لم تعتده هناك شيء يتغير بداخلها، شعور بالراحة، بالسعادة. لم تصل بعد إلى مرحلة الحب، لكنها لم تعد تستطيع إنكار تأثير فارس عليها كلماته، غزله، اهتمامه...كلها أشياء بدأت تُلامس أوتار قلبها، تُضفي على حياتها لمسة من الدفء كانت تفتقدها
عندما خرجت من الحمام، وجدته ما زال في مكانه بنفس هيئته، خفضت وجهها بخجل، وجلست أمام المرآة تجفف خصلات شعرها المبللة لم تكد تبدأ بتمشيطها حتى فوجئت به يقترب بخطوات هادئة، كأنما مُساق بسحرٍ خفي وقف خلفها، ثم أخذ الفرشاة من يدها بلطف، وقال بصوت خافت :
تسمحيلي!!
أومأت له ميان بخجل، فأخذ يمشط شعرها برفق، يمرر أصابعه بين الخصلات كأنما يتلمس الحرير، يشتم عبير الياسمين الذي يفوح منها بنظرة عاشقة، ثم همس لها بحب:
انا بحبك اوي يا ميان
ارتجفت أنفاسها من شدة الخجل، وقبل أن ترد، تابع فارس بنبرة ملؤها الافتتان :
إنتي مش زي القمر....القمر مهما طلع في السما، عمره ما هيطلع في عيوني زيك
ثم أكمل بصدق:
انتي أحلى منه بكتير يا ميان عيوني مش قادرة تشوف ولا تحب غيرك. فيكي سحر بيشدني ليكي كل يوم أكتر من اللي قبله، مفيش حد بيحب السحر....لكن انا راضي إنك تسحريني كل لحظة في حياتي
نظرت له ميان بخجل، لكنها لم تستطع منع تلك الابتسامة التي تسللت إلى شفتيها. شعرت براحة لم تشعر بها من قبل، وكأن كلماته بدأت تُزيح بعضًا من حواجز قلبها، اقترب منها أكثر، وكاد أن يلمسها، لكنها ابتعدت بخجل وقالت بصوت خفيض:
مش... يلا ننام
أومأ فارس بصمت، متفهماً رغبتها هذه المرة.
، استلقيا على الفراش، كل منهما على جانبه، وعيونهما لم تكف عن التلاقي نظرات فارس كانت مليئة بالعشق، بينما نظرات ميان حملت الكثير من التمني... تمني أن تتجاوز الماضي، أن تفتح قلبها لهذا الرجل الذي أصبح بالنسبة لها مصدر أمان، حياة جديدة كانت تتوق لها منذ زمن بعيد.
سألته فجأة بصوت خافت بعد لحظة صمت :
انت ليه حبتني يا فارس ؟
تنهد بعمق، ثم أجاب عليها بصدق:
عشان...ما ينفعش ما أحبكيش
تأملته ميان للحظة، ثم، وبدون مقدمات، اندست بين أحضانه، تعانقه بقوة، كأنها تبحث عن ملاذٍ آمن، شد فارس ذراعيه حولها، مبتسماً بسعادة، وكأن العالم كله بين يديه، مرت لحظات من الصمت، حتى سألها فارس بصوت دافئ :
انتي إيه رأيك فيا يا ميان؟
نظرت له بمكر وقالت بمرح :
بصراحة ولا....
قاطعها قائلاً بنفس المرح:
بصراحة طبعاً
ردت عليه ميان بصدق، عيناها تحملان كل معاني الامتنان :
انت مفيش منك يا فارس، انت سندي، اللي مهما وقعت عارفة انه هيسندني وياخد بإيدي، ولو غلطت، هيسامحني ويحط لي ألف عذر انت راجل أي واحدة في الدنيا تتمناه، انت ليا أمان وبيت وعيلة، أنا بحسك أبويا يا فارس... أبويا اللي مهما غلطت، هيفوت ليا وأخويا اللي مهما حصل بينا، هيفضل في ضهري والصاحب اللي بيسمعني، والزوج اللي بيفهمني من غير ما أحتاج أتكلم.... انت ليا حاجات كتير أوي يا فارس
ابتسم فارس بسعادة، زشدد من عناقها وكأنما يخشى أن تفلت من بين يديه، تلك المخلوقة التي بين ذراعيه ليست مجرد امرأة يحبها، إنها عشقه، حياته التي تمنى أن تكتمل بها، تعالت دقات قلبه بصخب، تعلن حبًا يملأ كل ذرة فيه
ابتعد الاثنان قليلًا، وتلاقت عيونهما في نظرة طويلة. نظرة فارس كانت تحمل عشقًا جارفًا، بينما نظرتها حملت الطمأنينة والأمان. دون وعي، اقترب منها فارس أكثر، تاه في ملامحها، كأنها هي الحلم الذي انتزعه من قسوة الدنيا. لكنها فجأة دفعته بعيدًا، وملامحها تعكس فزعًا:
ابعد عني!!!
حاول تهدئتها برفق، ندم يملأ قلبه لأنه اقترب منها وتجاهل حديث الطبيبة:
ميان، ماحصلش حاجة....اهدي يا حبيبتي
لكنها لم تسمع شيئًا، بل أخذت تحك جلد عنقها بقوة، كأنها تحاول أن تمحو ذكرى مؤلمة غزت عقلها. طافت ملامح سفيان أمام عينيها بدلًا من فارس
صمها مرة أخرى إلى أحضانه، حتى هدأت و بعد لحظات، رفعت رأسها، وعيونها تملؤها الحزن والخجل زقالت بصوت مرتجف:
"فارس، أنا آسفة... ماكنش...
قاطعها بابتسامة هادئة، وكلمات تحمل كل معاني الاحتواء:
أنا اللي آسف، مكنش ينفع أقرب
استمرت ميان في الاعتذار، خائفة أن يكون قد شعر بالحزن منها :
حقك عليا يا فارس....والله.....
لثم جبينها بحنان، ونظر إليها بعينين ملؤهما الحب :
وحياة ميان عندي، أنا مش زعلان
هدأت أنفاسها أخيرا، كان فارس يعلم أن جروحها أعمق مما تبدو، لكنه كان مستعدًا أن ينتظر، أن يداوي كل ألم، فقط لأنها ميان... حبيبته، وعشقه الوحيد
في الصباح كانت ميان تجلس على صخرة بوسط المياه و هي تتذكر حديثها ليلة امس مع الطبيبة عبر الانترنت و ما اخبرتها به :
طلعي الخوف من قلبك يا ميان انتي دلوقتي مع فارس ماتفكريش في بكره و لا في امبارح فكري في اللحظة اللي انتي بتعشيها حالياً و بس
تنهدت بعمق و هي تنظر حولها المكان هنا ساحر بمعنى الكلمة اعجبها لدرجة انها طلبت منه ان يقضوا اخر يومين لهما هنا قبل ان يعودوا لمصر لأجل زفاف لينا و عمار
شهقت فجأة بفزع عندما حملها فارس قائلاً بابتسامة سعيدة وهو يدخل بها للكوخ :
عندي ليكي مفاجأة تجنن
سألته بفضول وخجل عندما جلس على الفراش و تركها تجلس على قدميه :
ايه هي
رد عليها بابتسامة واسعة :
نتيجتك ظهرت!!!
انتفضت واقفة وهي تقول سريعاً :
طب ادخل على الموقع يلا بسرعة
رد عليها بسعادة :
دخلت خلاص وجبتها
سألته ميان بلهفة :
طب ها عملت ايه جبت تقدير مش حلو و لا شيلت مادة انا أصلاً حاسة.......
قاطعها قائلاً بسعادة وفخر بنجاحها :
جيد جداً مرتفع
صرخت بفرح و هي تصفق بيدها بسعادة عارمة ثم صعدت على الفراش تقفز عليه و الآخر يتابعها سعيداً لأجلها، بعد دقائق تعبت من الققز فجلست على الفراش تلتقط انفاسها و ما ان فعلت نظرت له وقالت بامتنان :
شكراً اوي يا فارس
سألها بابتسامة هادئة :
على ايه!!!
مسكت كف يده وقالت بامتنان :
على كل حاجة بتعملها عشاني ، انا ماكنتش هجيب التقدير ده لولا انك فضلت معايا قبل الامتحانات لميتلي الدنيا و ساعدتني
تنهدت بعمق ثم تابعت بابتسامة صغيرة :
شكراً عشان فضلت معايا الفترة دي كلها و عشان تخرجني من اللي فيه سيبت شغلك و اتعطلت وأكيد فيه مشاكل حصلت بسبب غيابك الفترة دي كلها عن المستشفى و.......
قاطعها قائلاً بابتسامة عاشقة :
مش انتي مبسوطة
اومأت له وقالت بصدق :
مقدرش انكر ده ، فكرة ان احنا نسافر كانت كويسة جداً و فادتني اوي و انبسطت بيها و غيرت جو.....
قاطعها قائلاً بابتسامة جذابة :
طالما مبسوطة يبقى انا مبسوط يولع الشغل على اللي فيه على اللي عايز يروحوا.....طالما انتي مبسوطة بحاجة يبقى تغور الدنيا بحالها
ضحكت بخفوت فقال مشاكسًا اياها:
بس على فكرة دي مش مثالية مني ، بالعكس دي انانية بس انتي مش واخدة بالك لأن طول ما انتي مبسوطة انا مبسوط عرفتي بقى آني بتاع مصلحتي
رددت عليه بمرح :
مش بقولك استغلالي
داعب انفها باصبعه وقال بعبث :
طب بما اني استغلالي و ده طبع فيا و اللي فيه طبع مش بيغيره انا بقول استغل الظروف و اقطف الكريز
قال الأخيرة و هو يدفعها برفق على الفراش فشهقت بخجل و قبل ان تتفوه بأي كلمة تفاجأت به يلثم جبينها مردداً بحب :
اضحكي علطول و خليكي مبسوطة يا ميان انا مش عاوز غير كده بس
ابتسمت بخجل و هي تنظر لداخل عيناه سرعان ما ضحكت بقوة عندما بدأ يدغدغها فقالت بصعوبة من بين ضحكاتها :
بس بس يا فارس
بدأت هي الأخرى تفعل له المثل لكن يده كانت الأسرع يدغدغها دون توقف حتى ركضت بانحاء الغرفة تهرب منه و ترفع اصبعها بوجهه قائلة بضحك :
بس خلاص كفاية
اقترب منها فركضت لخارج الكوخ سرعان ما لحق بها يحملها بين يديه قائلاً و هو يقلد صوت ريا :
على فين يا شابة ده احنا هنريحوكي
ضحكت بقوة على طريقته و الأخر قلبه يرقص فرحاً بضحكاتها التي تطرب قلبه و اذنه يقسم انها أجمل و اعذب موسيقى يستمع لها بحياته و بدون ملل
بعد وقت قصير نجد الاثنان كلاً منهما يمسك دراجة فسألها فارس بابتسامة :
بتعرفي تركبي العجل اكيد
اومأت له وقالت بدون وعي :
اه مروان اخويا اللي يرحمه و قصي و سف......
لم تكمل حديثها و صمتت فسألها متجاوزاً الأمر :
هما اللي علموكي
اومأت له قائلة بحنين لتلك الأيام ليتها لم تأتي و ليتهم لم يكبروا :
علموني انا و عمار و سيلين لما كنا صغيرين
غيرت الموضوع وقالت بحماس :
تعرف اني كنت بكسبهم كلهم في السباق ومحدش فيهم قدر يغلبني ، حتى انت مش هتقدر تغلبني دلوقتي
قالت الأخيرة بتحدي فغمزها قائلاً بمشاكسة :
بعشق التحدي و اللي يحبوه
ضحكت بخفوت و هي تصعد الدراجة تقودها بسرعة مبتعدة عنه و الآخر ركض بخاصته خلفها و ضحكاتهم العالية تتعالى بالمكان و اعين من حولهم تناظرهم بابتسامة
في المساء كان ينتظرها خارج الكوخ حتى تخرج لحظات و فُتح الباب و خرجت هي منه بفستان زهري على ذوقه وكم يعشق هذا اللون عليها
نزلت درجات السلم الصغير بحذر لكن قدمها تعركلت و كادت ان تسقط لكنه تمسك بها لتصبح بين ذراعيه محاوطاً خصرها بحب قائلاً بهيام وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها ليراه بوضوح و يُفتن به اكثر :
سؤال مش لاقي ليه اجابه ، عملتي ايه في قلبي عشان يحبك كده و مايشوفش غيرك ♡
ابتسامت بخجل و هي تبعد عيناها عنه سرعان ما شهقت وهي تحاوط عنقه بيدها تلقائياً عندما انحنى وحملها بين ذراعيه فرددت بحرج :
فارس !!
رد عليها بحب :
كان نفسي اقولك عيوني بس اقدر اعيش من غيرها ، ونفسي اقولك قلبي بس كمان اقدر اعيش من غيره اه مش هيكون كتير بس هعيش
قال الأخيرة بمرح ثم تابع بعشق و ولع بها :
بس انتي لو افترقت عنك ثانية أموت ، زي الروح بالظبط لو فارقت الجسم....فانتي روحي يا ميان ، انا يعني انتي ، وانا ايه أصلاً من غيرك جعلها تجلس على المقعد حيث الطاولة المزينة بالشموع تطل على الشاطيء و الاشجار تحاوطهم المكان مزين بطريقة جميلة حتى تلك الخيمة كانت لطيفة جداً....لا يوجد بالمكان سواهما
انحنى على ركبتيه امامها فرددت بتوتر و خجل :
فارس اا...انا مش عارفة......
فهم ما تريد قوله فرفع يده يضعها على قلبها مردداً بحب :
انا مش عايزك دلوقتي تقولي يا ميان ، عايزك تسمعيني و بقلبك تحسي كل كلمة بقولها و تفتحيه ليا ، معقول انا ماستاهلش كده ، مستاهلش تحاولي عشاني
ردت عليه بصدق :
انت تستاهل كل حاجة حلوة يا فارس
رد عليها بابتسامة عاشقة :
يبقى استاهلك انتي ، انتي الحلو اللي في الدنيا كله بالنسبة ليا ♡
ابتسمت بخفوت و هي تنظر إليه بامتنان لوجوده بحياتها مسك يدها يجذبها برفق لتقف ثم ضغط بيده على زر بهاتفه لتشتغل الموسيقى بالمكان حاوط خصرها بيديه لتفعل هي المثل و تحاوط عنقه تتمايل معه على انغام الموسيقى حيث اختار تلك الأغنية خصيصاً لتعبر عن ما بداخله " نسمة شوق"
ابتسمت بخجل و هي تستمع لكلمات الأغنية خاصة حين مال عليها مداعباً انفها بانفه مردداً مقطع من الأغنية بحب :
وجوه القلب انا راسمك و من روحي عليكي بغير و بفرح لما اقول اسمك عرفت انا ليه بقوله كتير ♡
ما ان انتهت الأغنية حملها مرة أخرى لداخل الخيمة متسطحاً ثم جذبها لتنام على ذراعه ينظر لداخل عيناها حيث توجد ضالته
تشجعت قليلاً حتى تقول جزءاً مما تشعر به حتى و ان كان بسيطاً لكن يكفي ان يسعده مثلما يفعل هو لها طوال الأشهر الماضية، فسألته بخجل و توتر :
اقولك على حاجة يا فارس
اومأ لها بنعم فمالت برأسها على اذنه وقالت بخجل :
انا أول مرة في حياتي اعمل حاجة صح
نظر لها بابتسامة لتكمل و بالفعل أكملت حديثها قائلة بخجل اشد :
يعني جوازي منك الأول كنت بقول اني اتسرعت فيه لكن دلوقتي بقولك انه الحاجة الصح الوحيدة اللي عملتها في حياتي
ردد بسعادة و قد تهللت اساريره :
صلاة النبي أحسن
ضحكت بخفوت و هي تلكمه بصدره بخفة و الخجل متمكناً منها على الأخير فشدد من عناقها بحب، فرفعت رأسها بخجل تلثم وجنتيه قبل ان تعود و تندس بين احضانه من جديد تخفي بها وجهها الذي اصطبغ بحمرة قانية
ابتسم فارس بسعادة و هو يعتدل جالساً و يجعلها تجلس مخرجاً من جانبه صندوق صغير يضعه بين يديها قائلاً بابتسامة :
شوفيها و اتمنى تعجبك
فتحتها بفضول لتجد انهما اسوارتان تشبهان الساعة تعرفهما لقد رأت منهما الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي فسألته :
مش دول اساور الحب !!!
اومأ لها و هو يخرج احدهما يضعها بيدها و فعلت هي المثل تضغط على الزر بساعتها لتنير ساعته رددت بسعادة و اعجاب :
حلوة اوي يا فارس شكراً
ردد بحب و هو يضع خصلات شعرها خلف اذنها حتى يرى وجهها :
قولتلك قبل كده و هفضل اقولها مفيش أحلى منك
ابتسمت بخجل بينما الاثنان اخذا يتبادلان النظرات بصمت يريد ان يقترب الآن وبشدة لكنها لا تريد، كاد ان يبتعد لكنها تمسكت بيده تحرك رأسها بخفة بنعم تعطيه الإشارة الخضراء ليقترب !!
بينما بالاسكندرية كان يجلس سفيان بحديقة الفيلا ينظر للفراغ بشرود و بالطبع شعور الندم لا يفارقه ابداً مرت شهور على اخر مرة رأها بها عدا تلك الصورة التي قامت برفعها على موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام
كانت الصورة تشع سعادة حيث كانت تتعلق بعنق فارس من الخلف و تضحك بفرح على قدر ما هو حزين لأنه خسرها على قدر ما هو سعيد لسعادتها ويتمنى حقاً ان تدوم سعادتها، فهي تألمت بسببه كثيراً
شعر بأحدهم يجلس بجانبه و لم يكن سوا يزن الذي كان بحالة يرثى لها...ردد سفيان بتهكم :
مش هسألك مالك لأن الجواب واضح من عنوانه
تنهد يزن قائلاً بندم و وجع :
ليه مش بنعرف قيمة الحاجة غير لما تضيع من ايدينا ، اختارتني و وثقت فيا و خذلتها ، سببت ليها فضيحة كبيرة بين الناس لأني كنت ندل و اختارت اللي ماتستاهلش واللي فضلت سنين تخدع فيا
ثم ضحك بسخرية و تابع بحزن :
لأ و بعد كل ده اكتشف اني بحبها كأن ربنا عايز ينتقم مني و يقولي اللي ضيعتها من ايدك و جرحتها بسبب انانيتك دلوقتي مش هتعرف توصلها غير في احلامك اللي مستحيل تكون حقيقة عشان تبقى تقدر النعمة اللي في ايدك بعد كده ، المفروض اعمل ايه !!
ردد سفيان بوجع هو الآخر :
جاي تشكي همك لمين كلنا في الهوا سوا يا صاحبي
تعالى رنين هاتف سفيان و ما ان اجاب جاءه صوت المحامي الخاص به قائلاً بسرعة :
سفيان باشا زاهر هرب من السجن و نرمين انتحرت !!!!
بينما بمكان نذهب إليه لأول مرة حيث تدخل تلك السيارة الفارهة عبر بوابة حديدية كبيرة لتتوقف أمام قصر كبير يشبه الخاص بالملوك كان يجلس بداخلها رجلان يردد احدهما بجدية و هو يضع شاشة الهاتف امام الاخر :
عيونا عليهم زي ما امرت يا باشا بقالهم شهور بيسافروا لكذا بلد و حجزوا عودة و هيرجعوا بعد بكره اسكندرية
ضغط بيده على كأس النبيذ بقوة حتى انكسر بيده و نزفت الدماء منه بغزارة و هو يرى بالفيديو المصور من قِبل رجاله فارس و قريب من حبيبته "ميان" تجهم وجهه الذي ارتسمت عليه كل ملامح الشر عندما لمسها ذلك الحقير كما لقبه، لقد لمس ما هو ملك له !!!!
ردد بصوت ينم عن كل شر :
خليكم جاهزين اول ما اقولكم تنفذوا ، تنفذوا علطول الغلطة منكم هيكون تمنها حياتكم ، فاهم !!!
اومأ له الرجل قائلاً بطاعة :
اوامرك يا زاهر باشا