رواية بعينيك اسير الفصل السادس والثلاثون36بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك اسير
الفصل السادس والثلاثون36
بقلم شهد الشوري
فُتح باب المكتب ودخل منه كارم الذي اطلق صفيراً مشاكساً اياهم و هو يستند بيده على اطار الباب، فركضت ميان للخارج سريعاً بخجل، بينما فارس جز على اسنانه وقال بغيظ :
انت ايه يا اخي هو انا موعود بيك دايما تقطع عليا كده و تفصلني
ضحك كارم و هو يغلق الباب خلفه، ثم جلس على المقعد مردداً بمرح :
ده من نيتك السودا بس
جلس فارس امامه وقال بغيظ :
طب اتنيل بقى واسكت
تحدث كارم قليلاً لكنه انتبه أن فارس لم يكن معه، بل كان شارداً مع التي ركضت للخارج خجلاً
فسأله كارم بدهشة عندما لاحظ أنه ليس معه بل في عالم آخر، وابتسامته من الأذن للأذن كما يطلقون :
مالك يا عم سرحان في إيه، وضحكتك من الودن للودن، وعينك بتلمع، ده انا حاسس انك هتقوم تتنطط من الفرحة، حصل ايه بالظبط؟
قص عليه فارس ما حدث على الفور، وما ان انتهى قال بسعادة بلغت عناء السماء :
قالتلي عايزاك أنت يا فارس، اختارتني أنا يا كارم مش هو، بقت ليا لوحدي خلاص
ضحك كارم بسعادة وقال بمرح :
أومال لو قالتلك بحبك كنت عملت إيه
شاكسه فارس قائلاً بجراءة :
ماكنش زماني قاعد معاك دلوقتي، وكان زمان عمك ومراة عمك أجداد
أطلق كارم لفظًا خارجًا بصوت خفيض ثم قال :
سافل طول عمرك
رمقه فارس بغيظ وقال:
رجعت إمتى من السفر صح
وضع كارم قدمه فوق الأخرى وقال بحماس :
الصبح بدري روحت ارتحت شوية وقولت أعدي عليك عشان نروح نشتري بدلة بسرعة، لأن قراية الفاتحة والخطوبة بكرة
ردد فارس بتعجب :
مش أبوها قال قراية فاتحة بس!!
ابتسم كارم بمكر وقال :
ما أنا ناوي أدبسه في خطوبة، ولو وصلت لكتب كتاب يبقى فل اوي
ضحك الاثنان بقوة، ثم غادروا المستشفى برفقة ميان وبعد أن قاما بتوصيلها إلى منزلها، توجها لشراء مستلزمات كارم
بفيلا آل مهران
دخلت والدة يزن عليه الغرفة لتجده كما هو، جالسًا في مكانه مثل الأيام الماضية، وحالته يرثى لها، لقد انعزل عن الجميع تمامًا، وبعد صراع طويل، وافق والده أخيرًا أن يعود للفيلا من جديد
اقتربت منه وقالت بصوت حزين :
لأمتى هتفضل كده يا يزن ، حالك ما يعجبش حد ابدًا
رد عليها بسخرية مريرة :
المفروض انك اتعودتي يا أمي، أنا طول عمري كده، من أول ما حبيتها، وفي الآخر اكتشفت إني اتخدعت فيها، عشت سنين في كدبة كبيرة، شايل ذنب موتها في قلبي وموجوع على فراقها
ردت عليه بمغزى :
زعلك مش على بسمة بس يا بني !!
اومأ لها وقال بحزن و ندم :
زعلي عليها و على اللي ماكنتش تستاهل مني كده ، زعلي اني اشتريت الرخيص و بعت الغالي
تنهدت والدته بحزن، وكادت أن تتحدث، لكن قاطعها طرق خفيف على الباب، ثم دخلت الخادمة وقالت بهدوء:
الانسه بسمة تحت و عايزة تشوف الدكتور يزن
انتفض يزن ونزل للأسفل صارخاً عليها ما ان رأها :
ايه اللي جابك هنا ، وليكي عين توريني وشك بعد.....
قاطعته قائلة برجاء :
يزن اسمعني
صرخ عليها بغضب و هو يقبض بيده على معصمها :
مفيش بينا كلام اطلعي بره بالذوق بدل ما هطلعك انا، بعد ما امسح بكرامتك الأرض
سألته بصوت حزين متألم :
انت بجد حبتني يا يز
رد عليها بتهكم :
نفس السؤال هسأله ليكي...حبتيني
ردد الاثنان معاً بوقت واحد :
كداب / كدابه !!
سبقته قائلة بحزن ودموع :
كداب عشان لحد دلوقتي مش عايز تسمعني و لا تحط ليا عذر ، قولتلك كنت مغصوبة ، انجبرت أعمل كده بس انت مش سامعني اصلاً ، مش عايز تحط ليا عذر زي ما تكون ماصدقت عشان تخلص مني
ثم تابعت بقهر و كره لخوفها الذي اوصلها إلى هنا:
انت ليه مش عايز تحط نفسك مكاني، انا كنت وسط النار بين حبك وبين نادر وتهديده ليا وبين خوفي انك لما تعرف الحقيقة تبعد عني، انا بنت افهموني بقى، ما املكش حاجة في الدنيا دي غير شرفي....شرفي اللي كان هيبقى لبانه في بوق الناس، لو معملتش اللي طلبه مني
ثم تابعت بحزن :
يوم الحادثة كانت فرصة من دهب وجاتلي لحد عندي، فرصة عشان اتخلص من نادر وتهديده ليا بأني اضرك، بس انا اخترت اني اكون ميتة في نظرك أحسن ما افضل عايشة وابقى السكينة اللي يقتلك بيها نادر
ثم شصرخت عليه بغضب :
خوفت انا جبانه يا يزن ، انا في الدنيا دي لوحدي ماليش حد ، ماليش ضهر و لا حد اتسند عليه لو يوم وقعت ، لو كنت حكيتلك من الأول برده ماكنتش هتصدقني ، كنت هتعمل نفس اللي بيحصل دلوقتي
ثم تابعت بصوت ضعيف و قلة حيلة :
ما تلومنيش اني خوفت ، الخوف مش بأيدي !!
صمت للحظات، ثم تركها وصعد دون أن ينطق بكلمةؤ رحلت بسمة بقلب مكسور، والدموع تنهمر من عينيها بغزارة، لقد مات نادر، لكنها ما زالت تعاني من أذاه!
كانت همس تجلس برفقة كارم في الشرفة، بعيدًا عن الجميع في الخارج، بعد ان تمت قراءة فاتحتهما، والتي تحولت إلى خطبة بعد إلحاح كارم على أن يكون الزفاف وكتب الكتاب بعد شهر واحد فقط!!!
ردد كارم بسعادة و هو ينظر لداخل عينيها :
انا مش قادر اصدق لحد دلوقتي انك خلاص هتكوني ليا يا همس
ابتسمت بخجل، فشاكسها قائلًا :
اللي يشوف الكسوف ده ما يشوفكيش و انتي بتقولي قدام الكل انا بحبك
نظرت له بحدة ثم قالت بخجل:
كارم !!!
سألها بابتسامة جميلة، متأملًا جمالها الفاتن بهيام:
اللي محيرني، انتي ليه كنتي بتبعدي عني قبلها ، وماكنتيش بتردي على تليفوناتي و......
قاطعته قائلة بهدوء وخجل و هي تضع خصلة من خصلات شعرها خلف اذنها :
كنت محتاجة ابعد شوية عشان احدد انا عاوزة ايه وعرفت......عرفت اني مقدرش اعيش من غيرك ، واني لو لفيت الدنيا كلها.....عمري ما هلقى زيك يا كارم
ردد بهيام وحب وهو ينظر لداخل عينيها:
يا روح قلب كارم
ابتسمت بخجل فشاكسها قائلاً :
لأ انا عاوز همس اللي كانت في الفرح، اطلعي بيها ، همس دي ماتمشيش معايا خالص
رفعت حاجبها وقالت بغيظ :
يعني ايه ماتمشيش معاك، عاجبك و لا مش عاجبك ، ليكون عندك اعتراض احنا لسه فيها اهو
تنهد بعمق ثم قال بهيام :
عاجبني ونص طبعا، ده انا ماصدقت!!
ضحكت بخفوت وخجل، بينما كارم أمسك يدها ولثمها بحب، لكن فجأة، اخترق اللحظة صوت والدها الحاد من بعيد، إذ كان يراقبهما بتركيز :
بتعمل إيه يا زفت
ابتعد كارم على الفور، مرددًا بصوت خفيض، سمعته فأصابها الخجل لكنها لم تستطع منع نفسها من الضحك :
آسف يا عمي.....كنت بعد النبض بس!!
كانت ميان تقف في المطبخ تعد مشروبًا ساخنًا لنفسها، لتتفاجأ برنين هاتفها برقم غريب، أجابت، ليأتيها صوت تعرفه وتبغضه :
ازيك يا ميان، انا انجي
زفرت ميان بضيق وقالت بنفاذ صبر :
خير !!
ردت عليها انجي بمكر :
كنت عايزة اجي البيت عندكم انهاردة !!
سألتها عليها ميان بفظاظة لا تليق إلا بأمثال انجي :
خير ، عاوزة تشرفينا و تورينا طلتك البهية ليه
ردت عليها الأخرى بمكر :
اصلي نسيت السلسة بتاعتي في البيت عندكم ، وفي اوضة النوم تقريباً
سألتها ميان بحدة وزهول :
وانتي دخلتي بيتنا أصلاً امتى !
ردت عليها إنجي بمكر من الطرف الآخر، بينما كانت تضرب كفها بكف شقيقتها سمر بخفة :
لما كنتي مخطوفة، اصل انا مقدرتش اسيب فارس لوحده في وقت زي ده، فضلت جنبه وما تعرفيش قد ايه قربنا من بعض زي الاو......
أغلقت ميان الهاتف في وجهها، غير مبالية بما ستقوله، ثم دخلت غرفة فارس وبدأت تفحص محتوياتها حتى وجدت سلسالًا رفيعًا جدًا يتوسطه قلب صغير، كان بجانب مصباح الإضاءة بجوار الفراش، قبضت عليه بغضب!!!
في نفس اللحظة دخل فارس الغرفة، عائدًا لتوه من الخارج، يطلق صفيرًا عالياً ومزاجه رائق وهو يحل أزرار قميصه، تفاجأ برؤيتها داخل غرفته، فاقترب منها ليلثم وجنتها، لكنها ابتعدت للخلف، ورفعت السلسال أمام وجهه تسأله بحدة :
السلسلة دي بتاعت مين ؟
سألها بتعجب من غضبها :
هي مش بتاعتك
ثم تابع بهدوء :
لقيتها امبارح مشبوكه في طرف السرير ، ونسيت اسألك اذا كانت بتاعتك وضايعه منك
ردت عليه بحدة وقد بدأ صوتها يعلو :
لأ مش بتاعتي، بس انت عارف بتاعت مين
جز على اسنانه وقال بحدة :
صوتك يوطى وانتي بتتكلمي معايا يا ميان !!
ثم تابع بغضب :
وبعدين هعرف منين ان شاء الله، بشم على ضهر ايدي يعني
ثم استمر في التفكير، بينما الأخرى كانت تكاد تنفجر من الغضب وقال :
يمكن تكون بتاعت همس او لينا لما كانوا هنا !!!!
ردت عليه بغضب :
يعني مش بتاعت انجي لما جاتلك البيت هنا وانا مخطوفة
رد عليها بهدوء :
يمكن تكون بتاعتها هبقى ابعتهالها
القت بالسلسال بغضب وقالت بغيرة ونبرة حادة:
تولع السلسلة ولا تغور في داهية، انجي دخلت بيتي يا فارس و انت سمحت بكده ويا ترى بقى حكتلك عن لياليكم زمان اللي مش هتقدر تعيش زيها !!!
جز على اسنانه وقال بحدة :
ميااان ، الزمي حدودك و حاسبي على الكلام اللي بيطلع منك
ردت عليه بحدة وعدم وعي :
مش هحاسب، ضايقك الكلام، طب ما اتضايقتش وانت بتدخل طليقتك بيتي وفي غيابي كمان
تنهد محاولاً التحكم بغضبه وقال :
اهدي عشان نعرف نتكلم ، ممكن
نفت برأسها وقالت بحدة و غيرة :
مش هتزفت اهدى ، قولي قالتلك عن لياليك معاها ، الليالي اللي انا مش هعرف اعيشها ليك و يا ترى بقى عيشتك واحدة منهم
مسك بيدها محاولاً تهدئتها مردداً :
ميان اهدي، واسمعيني
ابعدت يده عنها وسألته بحدة ودموع :
رد عليا، قربت منها هنا يا فارس ، خو.......
قاطعها صارخاً بحدة وغضب:
اياكي تنطقيها يا ميان، بلاش تهدي من تاني كل اللي وصلنا ليه لحد انهارده
قبض بيده على ذراعها وقال بحزن منها :
اللي بينا واللي عيشناه سوا و شوفتيه مني أكبر بكتير من السؤال ده
قال ما قال ثم فتح الباب، جذبها من يدها وأخرجها، ثم عاد ليغلق الباب من الداخل، تاركاً إياها تهدأ بمفردها
بعد يومين من التجاهل، كلما اقتربت ميان لتتحدث معه، كان يظل صامتًا جلست بمفردها بعد هذا الشجار، وما إن هدأت حتى استوعبت الخطأ الفادح الذي ارتكبته كان فارس محقًا حين قال إن ما عاشته معه تحت سقف هذا المنزل أكبر بكثير من أن تدنسه تلك الشكوك
تنهدت بعمق واقتربت منه تلك المرة وهي عازمة على مصالحته وقالت بخجل من نفسها :
انا آسفة يا فارس
كالعادة لم يرد عليها فتابعت مرة أخرى برجاء :
حقك عليا متزعلش مني، والله ما اقدر على زعلك
نفس الشيء لا رد، فسألته بحزن :
طب هنفضل متخاصمين لأمتى
اقتربت وجلست بجانبه ثم قالت برجاء :
طب رد عليا
أشاح بوجهه بعيدًا عنها، فدخلت إلى غرفتها، وصَفَعَت الباب خلفها بقوة، ثم ارتمت على الفراش تبكي بحرقة و فجأة، رن هاتفها ليظهر رقم والدته على الشاشة، أجابت عليها، تقص ما حدث وسط دموعها، ليصلها صوت والدته الغاضب من الجهة الأخرى :
أعمل فيكي ايه ، قوليلي أعمل فيكي ايه ، يخونك ايه يا هبلة ما كان الأولى رجع ليها بدل ما اتجوزك، و اتمرمط المرمطة اللي هو فيها دي !!
ردت عليها ميان بصوت متحشرج من البكاء :
معرفش ايه اللي حصلي اول ما كلمتني و قالتلي كده ، وكمان لقيت السلسه في اوضته
سألتها والدته بمكر :
غيرتي عليه
لم تجادل او تنكر بل رددت بخجل :
يمكن !!
ضحك الأخرى بخفوت وقالت :
طب امسحي دموعك يا ختي وانا هتصرف ، وموضوع انجي ده عندي، شيلي ايدك منه
ثم تابعت بتحذير مضحك :
عارفه لو زعلتي ابني تاني يا ميان، هسيبك تتفلقي من العياط و لا هعبرك
اومأت ميان برأسها و كأن الأخرى تراها وقالت :
آخر مرة والله مش هزعله تاني
ضحكت الأخرى وأغلقت الهاتف، ثم أسرعت بالاتصال بابنها فارس، وما ان رد عليها، سألته بمرح :
مزعل مراتك ليه
رد عليها بحدة :
مين اللي مزعل مين يا امي !!
ضحكت بقوة ثم قالت مشاكسة اياه :
يا واد بتزعل بدل ما تفرح
رد عليها باستنكار :
افرح !!!
ضحكت بخفوت وردت عليه بحنان :
غيرانه عليك
صمت يستمع لها وهي تقص له ما حدث ثم انهت حديثها قائلة بهدوء :
مراتك غلطانه اه وانا كمان كنت بغلط كده زمان مع ابوك الغيرة تعمل اكتر من كده ، بس هي هديت و عرفت غلطها وبتحاول تصالحك
صمت للحظات فتابعت والدته بمرح:
روح صالحها يلا
رد عليها بعناد :
مش دلوقتي....وهيكون عشان خاطرك بس يا امي
ضحكت وقال بمكر :
يا واد ده انت ابني و عرفاك اكتر من نفسك، ده انت هتموت وتكلمها
رد عليها بكذب :
مش صح
ضحكت بقوة، فسألها فارس فجأة :
كنت فاكر انك هتقلبي عليها بعد ما عرفتي اللي حصل !!!
تنهدت بعمق وقالت بحنان :
ما انكرش اني اتضايقت في الأول اوي وما كنتش طايقاها بس بعدها حطيت نفسي مكانها واختك اللي يرحمها مكانها ، لقيت انه صعب اقسى عليها بعد اللي شافته و صعب عليا ازعلك لما تشوفها زعلانه بسببي
ثم تابعت بحب :
وفوق كل ده حبيتها زي بنتي، حبيتها لأنها طيبة و بنت ناس طيبين، وقبل كل الكلام ده انا اول مرة اشوفك متمسك بحد وعايزه كده يا فارس
رد عليها بفخر و حب :
تسلميلي يا ست الكل و متحرمش منك
ردت عليه بحنان :
ولا منك يا حبيبي ، يلا روح صالحها البت مش مبطلة عياط و بتشتكيلي منك
ضحك بخفوت بعدما أغلق الهاتف معها توجه لغرفة ميان و بتردد دخل عليها قائلاً بغيظ :
رايحة تشكيني لأمي يا ميان !!
اعتدلت بجلستها وهي تحرك رأسها بنعم ثم قالت بدموع:
اه عشان انتي مش راضي تكلمني وزعلان مني
اقترب منها وقال بعتاب :
يفرق معاكي اوي زعلي
اومأت له وقالت بصدق وحرج من تصرفاتها :
اوي ، مش بحب تزعل مني و لا بحب تخاصمني ، حتى مش بحب اضايقك بس هي بتخرج مني كده تصرفاتي طايشة عارفة بس......
لم تكمل ليتنهد فارس قائلاً بيأس من حالته :
نفسي مرة أفضل ثابت على مبدأ و أفضل زعلان منك
ضحكت بخفوت وقالت بمرح :
مش هتعرف
سألها برفعة حاجب :
ليه بقى ان شاء الله
ابتسمت بخجل وقالت:
عشان بتحبني و ما تقدرش على زعلي
غمزها قائلاً بمشاكسة :
يا واثق انت !!
ثم رفع يده يزيل دموعها برفق، فتسأله برجاء :
خلاص صالحتني
ابتسم بمكر قائلاً و هو يميل بها على الفراش :
لحد دلوقتي لأ ، لازم اتمم الصلح و امضي عليه بنفسي !
"مالك فيكي ايه" قالتها همس لميان عندما لاحظت شرودها الدائم اليوم
نفت ميان برأسها فسألتها لينا :
متخانقة انتي وفارس !!
اومأت ميان بصمت و كادت ان تقول انها مشاجرة و انتهت فسألتها لينا بقلق :
ليه حصل ايه هو انتوا لحقتوا تتخانقوا ده احنا لسه طالعين من مصيبة كبيرة تهد الحيل
قصت عليهما ما حدث باختصار و ما ان انتهت رأت الصدمة على وجه كلتاهما فسألتها همس :
يعني متجوزين وعايشين زي الاخوات
اومأت لها ميان بصمت فعادت همس تسألها :
انتي في اوضة وهو في اوضة
اومأت لها بنعم مرة أخرى فتابعت همس بجراءة :
مقضياها معاه احضان بس، و تلاقي كمان الواد يا قلب امه مش بياخد الحضن غير في الأعياد
جزت ميان على اسنانها وقالت بغيظ :
همس بلاش قلة أدب ايه اللي بتقوليه ده !!
كتمت لينا ضحكتها بصعوبة فانتفضت همس قائلة بغيظ :
والله ما حد قليل الأدب غيرك بقى يا بنت المفترية بتعملي كل ده في الواد وهو ساكتلك ، ده احنا نحمد ربنا ونبوس ايدينا وش وضهر انك لسه على ذمته وما طلقكيش بالتلاتة !!
ردت عليها ميان بحدة :
همس بس بقى
همس بغضب :
بس انتي يا شيخة أموت وأعرف الواد ده حب فيكي ايه ده انتي زمانك قفلتيه وسديتي نفسه من الحب، بقالك اكتر من ست شهور متجوزاه وما اتخطتيش مرحلة الحضن، نهار اسود عليا
ضحكت لينا تلك المرة بقوة خاصة عندما قالت همس بعدم تصديق و حدة :
وفوق ده كله شكت فيه انه على علاقة بغيرها، شاكة بس ده انتي لازم تكوني متأكدة، ولو احساسك غلط هيبقى حقيقة قريب، ده انا لو مكانه اشك فيكي والله
نظرت ميان إلى لينا بحدة وهي تضحك بقوة، فرفعت لينا كتفها وقالت باستسلام:
غصب عني وبعدين بصراحة بقى دي أول مرة همس تقول حاجة صح
سألتها همس بحدة وتوجس :
انتي لسه بتفكري ترجعي لسفيان !!
نفت ميان برأسها على الفور وقالت :
سفيان ايه انتي التانية ، افتكري سيرة كويسة الله يخليكي
سألتها لينا مرة أخرى :
ميان انتي بجد لسه بتفكري في سفيان !!
تنهدت ميان و بدأت تقص عليها ما حدث الفترة الماضية باختصار و المواجهة التي تمت بينها و بين سفيان ناهيه حديثها بجدية :
سفيان صفحة و قفلتها خلاص و مش ناوية افتحها تاني ، كل الطرق بينا اتقفلت
ردت عليها همس :
بس لسه بتحبيه !!
تنهدت ميان بضيق ثم قالت:
ليه لو كنت بفكر فيه يبقى معناها إني بحبه؟ مين قال كده؟
شردت بتلك الليلة المشؤومة وقالت :
الليلة دي نقطة سودا في حياتي مش قادرة انساها، احداثها كلها علطول في بالي كأني عيشتها امبارح، بس الليلة دي كلها مرتبطة بسفيان
نظرت لهما وتابعت بحزن :
مش بحبه بس في نفس الوقت مش قادرة انساه ، مش كحبيب...لأ مش قادرة اتخلص من كرهي ليه، الكوابيس اللي كانت بتجيلي بقت قليلة اه ، بس لسه فاكراها
سألتها همس :
طب و فارس !!
ردت ميان بابتسامة جميلة ارتسمت تلقائياً على شفتيها ما ان ذكر اسم فارس :
مفيش مقارنة بين الاتنين يا همس ، مقارنة مش متكافئة خالص لأن كفة فارس اللي هتطب أكيد
لا تعرف لينا سببًا لذلك الشعور، لكنها قررت الاتصال برقم فارس سرًا، ليسمع حديث ميان عنه، كانت تعرف أن هذا خطأ، لكن الرغبة الملحة التي تسيطر عليها الآن كانت أقوى من أي شيء آخر :
عارفه لما تحسي باحساس حلو بس مش عارفة تفسريه ، فارس بيعمل حاجات كتير حلوة اوي ليا
شردت بتصرفاته معها وقالت بنبرة غلب عليها الحب لكنها لم تلاحظ ذلك :
بحب لما أكون بكلمه في حاجة و فجأة وسط الكلام يقوم يتغزل فيا و يقول كلام حلو، مش عارفة بيجيبه منين بس بيعجبني اوي
ابتسمت بخجل وتابعت بنظرات تبدلت كلياً :
بحب لما بيقعد يشيلني كل شوية بسبب او من غير سبب و يفضل يمشي بيا و نهزر بحس كأني بنته و هو ابويا ، بحب نظراته ليا و حنيته
تذكرت حديثهم الليلي سوياً وقالت :
بحب هزارنا و قعدتنا سوا طول الليل نتكلم في اي حاجة و الوقت يعدي
نظرت لهما وقالت بصدق :
حابة نفسي و انا معاه يا همس ، كنت مع سفيان بحبه اه لكن كنت ببقى كارهة نفسي، عشان كل مواقفه معايا اهانه، دايما معاه كنت بسأل نفسي انا بحب فيه ايه ، ليه اقبل على نفسي كده
ثم تابعت بابتسامة و هي تتذكر فارس :
لكن مع فارس دايماً بسأل نفسي انا ليه ما احبوش ، مش قادرة اقول ان اللي بحسه انه حب بس في نفس الوقت مش قادرة انكر ان.....
اشارت لقلبها وتابعت براحة :
ده حابب القرب و حابب العلاقة اللي بينا صح هي فيها ظلم ليه ، بس انا عاوزاه جنبي ، عايزاه علطول معايا ، قلبي راضي و مرتاح
ابتسمت همس و كذلك لينا التي اغلقت الهاتف بأبتسامة ماكرة بعدما ارسلت رسالة لفارس من كلمتين فقط :
عد الجمايل
كان فارس على الناحية الأخرى يبتسم بسعادة عارمة تكاد تصل عنان السماء من شدتها، أخذ الجميع يحدقون فيه بدهشة، فاعتذر لهم برفق وأمرهم بالانصراف، فقد كان في اجتماع مع أطباء المستشفى
كانت لينا تجلس برفقة عمار يشاهدون فيلماً فاقترب منها يمرر يده على خصرها فضربت يده بخفه، عاد يكرر فعلته و هو يجذبها إليه فضربته مرة أخرى وقالت بحدة وخجل :
عمار !!!
جذبها إليه، مستندًا برأسه على كتفها، يلثمه برفق، فابتعدت عنه وقالت بتوتر شديد :
انا عايزة انام ، هدخل ارتاح شوية
جذبها إليه قبل ان تغادر، وقال بصوت خافت :
لينا....مش كفاية بقى !!
علمت أنه يريد إتمام الزواج، فمنذ أن تعافى، أصبحت تتهرب منه دائمًا بسبب خجلها الشديد كادت أن تتحدث، لكنه لم يسمح لها، بل انحنى ليحملها بين ذراعيه، ودخل الغرفة ثم وضعها على الفراش، وما إن هم بالاقتراب منها، حتى تعالت دقات هاتفه للمرة الخامسة تقريبًا
التقطه بغيظ، يرد على المتصل الذي لم يكن سوى قصي، وما إن رد جاءه صوته القلق :
عمار، سيلين بتولد، تعالى بسرعة، احنا بنجهز وهنطلع على المستشفى، عربيتي في الصيانة من الصبح!!
بعد أيام طويلة من التفكير، اتخذ يزن قراره، رغم أنه لا يعرف إن كان صوابًا أم خطأ، وقف أمام أفراد عائلته، وقال بثبات :
أنا قررت اتجوز بسمة
لقراءة باقي الفصول من هنا
تعليقات



<>