رواية خسوف القمر الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم نداء علي


 رواية خسوف القمر بقلم نداء علي
رواية خسوف القمر الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم نداء علي
لم تستطع المواجهة فادعت النوم وكيف تقوى على مواجهة تلك المرأة.. نعم لم تكن بكامل وعيها بل أصابها اليأس بتيه وضياع جعلها لا تدري أين هي ومن تكون.. استسلمت وتمنت الارتياح ولو مؤقتاً لكن يبدو ان لله تدابير لا تعلمها.. ادمعت عيناها في صمت ذليل.. ألا يكفها أنه مشفق عليها لقد صارت مدينة لوالدته هي الأخرى بحياتها...

تتبعت نهال ملامح وجه قمر وادركت انها مستيقظة فحادثتها بتوبيخ قائلة:

لا أجد ما أقوله لك سوى أنك أضعف مما تخيلت.. لقد توسمت فيك اصرار وقوة لكنك خيبت ظني بك..

تخلت قمر عن صمودها وصمتها وناظرت نهال بغضب قائلة:

أنا لست قوية أنا مشوهة صرخت بانهيار قائلة:

اتدرين ما اعانيه.. أنا اتألم عندما أناظر وجهي بالمرآة.. اكرهني رغم انني لم أرتكب جرماً.. اتعلمين ما يصيبني عندما يناظرني احدهم بتفحص مشمئز.. أتدرين كم من فتاة ابتعدت مسرعة اذا ما اقتربت منها... لقد صرت محطمة بلا هدف بلا روح ولا استطيع الاستمرار.. أنا لست ضعيفة أنا فقط أهفو الى الابتعاد عن عالمكم.. أنتم قساة للغاية.. قسوتكم مهلكة...

همهمت بخجل من نفسها....

لقد اعتقدت واهمة ان ابنك يرى بي.. 
خفت صوتها لا تجرؤ على قول ما تمنى القلب من قبل لتهمس    صديقة.. 
لكنه مثل الجميع كان يشفق علي حالي.. أرسل الي أموالاً اقتات منها كما لو كنت متسولة..

لمَ.. هل أسأت اليه أو الى سواه.. بالله عليكم أخبروني هل طلبت اليكم صدقة أو شفقة....!!

تنهدت نهال في ضيق ورفض لما آل إليه الأمر وأدركت أن جمال مستمر فيما اتفقا عليه سوياً انتابها احساس بالندم كونها وافقته من قبل على خطته لتتحدث الى قمر بثبات قائلة:

وهل الكون بأكمله قد خلا من المصائب والمحن.. هل أنتِ فقط من يختبرها الله ببعض الابتلاءات؟؟

أما تناظرين الناس من حولك...!!

قمر : لا أناظر احداً ولا أقارن نفسي بأحد فأنا أتجنب البشر أبتعد عن مجالسهم.. فقط أرجو منهم

منحي فرصة لأحيا دون خوف..

نهال : رغم ما تقولين يا قمر لا أجد مبرراً كافياً حتى ترتكبين جرماً كالذي فعلته وتقتلين نفسك وتخسرين ما نسعى اليه باستماته.. 
تخسرين جنة تبقينا علي يقين يمكننا من الاستمرار في تلك الحياة البائسة..
القنوط كفر.. أما تعلمين؟!

أدارت قمر وجهها الى الجانب الآخر تتحدث بضعف:

أمي تصارع الموت.. وموتها يعني نهاية لكل أمل..

لا أطيق العيش دونها فهي فقط من تتقبلني كما أنا هي فقط من ألقى بروحي بين يديها فلا أخاف الصد والنفور...

نهال بترقب : ويامن!؟

قمر دون تردد : أنا أكرهه..

 أصابها نوبة من بكاء مرير وكأنها تعبر من خلاله عن جرحها الغائر لتبتسم نهال في هدوء وقد أيقنت ان الضعف الذي عصف بكيان قمر يرجع الى خيبة أمل قاساها قلب تعلق بأحدهم وخذله.... 

تذكرت في حنين مؤلم ما كان بينها وبين جمال منذ سنين.. 

لقد ألتقيا صدفة ورغم الاختلاف بينهما في كل شيء الا أن القلوب خالفت المألوف وعشقت.... 

كان حبها الأول لكنها لم تكن الأولى بحياته فهو كان خبيراً في التلاعب بمن يريد متي يشاء وكيف يشاء الا انه وقع اسيراً لعشقها الصادق واكتفى بها مؤقتاً عن العالم الذي تربى بين يديه.. لكنه عاد كما كان ولم تحتمل هي.. لم تحتمل أن يمتلك فؤادها ويرجع الي رغباته ونزاوته التي شكلت سداً منيعاً بينها وبينه لتختار الطلاق دون تردد

فلاش باك
.................. 

في المساء الصامت كما هي الحال بينها وبين زوجها منذ أسابيع امتدت الى أشهر... تنتظر عله يرجع عن رعونته وخيانته لكنه لم يفعل واتخذ من صمتها مبرراً للتمادي فهي بالأخير تحبه وستغفر له 

اطمأنت على طفليها واتخذت قراراً ليس مهيناً مطلقاً لكن هوان الخيانة لا يقارن بما هي مقبلة عليه.... 

تزينت وتأكدت من اخفاء أثار التعب والصراع المرير المتجسد بملامح وجهها الشاحب لتبدو فاتنة كما لو كانت عروساً ليلة زفافها.. 

دلف جمال الى جناح اقامتهما لي.. تأملها بإعجاب جلي واشتياق رغم انه على يقين بتجنبها له وعلمها بما يدور من حولها الا ان جمالها الساطع جعله يتقرب اليها دون تردد محتضناً اياها في لهفة هامساً :

اشتقت اليكِ كثيراً يا نهال.. آه منك لا تزلزل كياني امرأة سواك ولا أتلهف الى أخرى كما أفعل معك... 

نهال بهدوء : ربما يا جمال.. ولكن ما حدث منك لا يدل على ذلك ...

تمتم بتيه من قربها:
لن أكررها.. لقد كانت نزوة عابرة وانتهت قبل أن تبدأ.. 

ابتسمت بمرارة ساخرة مما يقول هامسة اليه :

سأشتاق إليك الى أن أموت... 

طالعها بتوجس قائلاً :

ماذا تقولين.. نهال تعلمين انني أحبك 

نهال في ثقة واهية : أعلم انك تحبني.. ولكن هذا الحب لا يبقيني جوارك.. 
لقد دهست كرامتي وانتهكت مبادئي... 
لقد خنت عهداً قطعته قبيل زواجنا ووعدتني الا تؤذني وفعلت.. وانا انتظرت الي أن انقطعت بيننا كافة السبل.. حتى وان تراجعت عن غدرك وصرت صادقاً فكيف لي أن أنسى انك خنتني مراراً.... 

لقد رأيتك بعيني يا جمال وانتهى.. انتهى كل شئ ..طلقني ..

جمال في غرور : لن افعل... سأترك لكِ فرصة تهدأين وتراجعين بها نفسك 

نهال في اصرار : لا ترغمني على اللجوء الى القضاء ..

ناظرها بدهشة من قوتها قائلاً:
والداي لن يخرجا من هذا القصر.. اما أن تبقين جوارهما أو تخرجين دونهما... 

قالها محذراً راغباً في اخافتها ربما تتراجع وتظل في كنفه لكنها باغتته بقولها.... 

طفلاي سيكبرا ويأتيان اليَ... ولكن ان بقيت أنا فمحال أن ابقى كما أنا سأفقد احترامي لذاتي وتختفي هويتي وعندها وجودي لن يفيدهما في شئ.. طلقني وأبتعد عني.... أنا صرت أكرهك.... 

قالتها كاذبة فهي لم تكن لتكرهه والا ما رحلت ليهمس بتألم :

كما تريدين.. انتِ طالق ...

🔸🔸🔸🔸🔸
حاولت علياء استمالته ومعرفة ما يدور بخلده دون فائدة.. تدرك يقيناً أنه يخفي امراً يؤرقه لكنه لن يبوح بما يختلج صدره فهو كتوم الى حد مرهق.....

انتهى من ارتداء ملابسه وودعها مغادراً... لتشهق باكية فهي تشعر بانقباض قوي يخيفها....

اتجه الي غايته وسيأثر من تلك المرأة حتي وان قضى باقي ايامه سجيناً....

تمعن النظر الى الورقة المطوية بين يديه ليفتحها في ترقب ناظراً الى عنوان تحية وبيانات المحامي الموكل بمتابعة القضية....

قطع المسافة الفاصلة وبين مبتغاه في وقت قصير بفضل قيادته الفائقة السرعة وكأنه يسابق الوقت.... 

دق باب المنزل المراد اليه بقوة جعلت صاحب المكان يهرول الى إجابة السائل... 
تطلع عثمان بتقييم الى الرجل الذي امامه ليسأله في ترقب :
هل انت عادل؟
 
أجابه هو بثقة : أجل انا هو.. من أنت 
لكمه عثمان بكامل قوته ليترنح عادل في صدمة ولم يمهله عثمان فرصة ليدرك ما حدث بل جذبه اليه ساحباً اياه كما لو كان ذبيحة تساق الى حتفها ..

صرخ عادل به قائلاً:
توقف ايها المخنث.. كيف تجرؤ وتضربني 
احتدت عيني عثمان بعدما سبه بتلك الكلمة ليباغته(بروسية) قاسية افقدته الوعي مباشرة... 

وضعه عثمان داخل السيارة واتجه الى تحية ليكمل ما يخطط له

🔸🔸🔸🔸
غادر المشفى يتحرق شوقاً ويتألم ندماً.. لم يدرك من قبل قبح فعلته الا عندما جابهته نجاة بنذالة شبيهه بنذالته.. كان يتميز غيظاً من ذاك الندل الذي ترك محبوبته وتزوج بسواها وقت حاجتها اليه تخلي عنها وخذلها بل وذبح انوثتها وكبرياءها..

وكيف يلومه وقد أتى بذات الفعلة...

لن يكرر ماضيه الذي يلاحقه بل سيكفر عن ذنبه تجاه قلبه قبل قمر.. لقد حرم فؤاده ممن امتلكته وها هو يقاسي مرارة الفقد التي يستحقها....

تذكر نحيب تلك الفتاة المسكينة وفزعها من ذاك المدعو أحمد ليجد نفسه دون تردد يمنحها وعداً بالبقاء الي جوارها ومساندتها.. لما عاهدها علي شئ غير مجبر علي فعله وما الذي يربطه بها.. لم يجد جواباً مناسباً الا أن نجاة هي فرصة لاستعادة روحه التي سلبها غدره السابق بقمر فهو وان عجز عن مساندة قمر لن يتخلى عن نجاة...

توجه الى مكتبه الهندسي وطلب الى شريكه سحب مبلغاً ليس بالقليل ليرجع بعدها الي المشفى القابعة به نجاة منتوياً اجراء ما يلزم من اجل تلك الفتاة....

يعلم ان ما يفعله قد يبدو جنونا وتسرعاً لكنه يفعل ذلك من اجله هو وليس من اجلها.....

تذكر قمر وأدرك انه مديناً لها باعتذار حقيقي اعتذار لن يفيد لكنه قد ينتزع بعضاً من احساسه بالخسة تجاهها

كيف هان عشقاً دام سنوات وانجرف خلف متاع زائف.. متاع تجسد في زوجة فاتنة جميلة الهيئة قاسية الطباع متحجرة المشاعر... لقد تبلدت مشاعره في قربها.... 
وأه لو أن الماضي يعود ولو لحظات لما ابتعد وما تخلى ولكن محال..... 

بحث عنها بمحل عملها ولم يجدها وعلم ما أصاب والدتها فأسرع الي المشفي لمؤازرتها لكنه اصيب بخيبة أمل عندما اخبره يوسف باختفائها من داخل المشفى.... 

عاد الى منزلها عله يجدها فأخبره الجيران بما كان ليزداد احساسه بالندم اضعافاً ويهرول دون تردد اليها....... 

اقتحم غرفتها دون انذار ولم ينتبه الي نهال الجالسة في صمت بركن بعيد 
تحدث الى قمر قائلاً:

كيف يا قمر ولمَ.. انت لم تضعفي هكذا وقت الشدة والابتلاء الحقيقي.. كيف تهون عليك نفسك ووالدتك... 

أنا آسف وان بقيت باقي العمر أعتذر لن يعبر عما اشعر به من ندم.. ولم ادرك قبل اليوم فداحة ما فعلت بحقك.. لم أرَ من قبل مدى حقارتي بعدما تركت يدك وسط الطريق ولم أساعد ولم انتظر الى أن تصلين الى ملجأ يحميك.... 

أعلم انني خذلتك ولكن قبل اليوم لم أدرك كم انا ضعيف وأنتِ قوية فرغم ما حدث انتِ استكملت وقاومت قدر استطاعتك وانا يأست وأنهيت حياتي بيدي.... 

ابتلعت قمر ريقها بحزن قائلة:

هون عليك يا جاسم لقد مضى وما فعلته أنا لحظة يأس وذنب في حق نفسي وخالقي ادعو أن يغفره لي.. أما انت فقد سامحتك ولا أكن لك بغضاً ولو كان قلبي بيدي لأعدته إليك ولكن أحكامه تعلو فوق ما نريد.....

🔸🔸🔸🔸🔸
ابتسمت تحية بخبث فور أن رأت عثمان وكأنها تشتاق الى رؤيته وشامته به في ذات الوقت لتسأله في سخرية

هل عدت الى الوطن يا عثمان.. لقد مضى زمن يا وسيم...!!

نظراته الكارهه جعلتها تتوقف عما تقول ليرفع كف يده الي وجهها مشيراً الى أصبعه المزين بخاتم زواجه من علياء قائلاً:

أترين تلك الدبلة يا حرباء.. إنها لعلياء.. زوجتي ..رغماً عن أنفك وأنف العالم بأسره.. قدري وعشق الماضي وماهو أتٍ..
 من ابتعدت عنها سنوات جراء أفعالك وافتراءك أيتها الفاجرة...

صرخت بوجهها بجنون ورفض فهي مطلقاً لم تتخيل أن يرجع الي علياء قائلة:

كيف.... ألم تتزوج بأخرى.. لقد تتبعت أخبارك لفترة لا بأس بها وعلمت أنك قمت بخطبة أخرى.. كيف عدت اليها.. تباً لكما..

صفعها بقسوة متحدثاً ببغض:

لقد تربيت من الصغر أن من يصفع امرأة او يضربها ليس برجل.. لكنك لست امرأة بل انت شيطان لعين... ما الجرم الذي ارتكبناه بحقك كي تفرقين بيننا.. كيف استطعت تفريق شملنا أيتها الحقيرة الساقطة..

دفعته بحدة لكنه لم يتزحزح لتقهقه بانتصار قائلة:

طلقها يا عثمان فأنا لن أتركها تنعم بقربك ما حييت.. أتدري لما.... لأنني أكرهها كلما رأيتها ازداد حقدي عليها.. كلما لمحت عشقك لها بغضتها أضعاف....

دفعها عثمان بقوة فوقعت لتصطدم رأسها بمقدمة الطاولة الرخامية وتقع مغشياً عليها....

🔸🔸🔸🔸
يومان انقضيا وتحسنت قليلاً قمر واستمرت نهال في رعايتها دون حديث بينهما بل كان الصمت حليفهما....

عاد يامن الى القاهرة وتابع أعماله بعض الوقت لينتهي ويهاتف والدته التي اشتاقها كثيراً

ترددت نهال في اجابته بادئ الأمر فهي تشعر بالحنق من تصرفاته وتصرفات والده ولا تجد ما تقوله بشأن قمر لكنه يجب ان يعلم بما حدث...

تحدث اليه بحب واشتياق قائلا:

اشتقت اليكِ كثيراً يا أمي

نهال : وهل كان لديك ما يكفي من الوقت لتشتاق اليَ..

يامن دون فهم : بالتأكيد امي وهل هناك ما يمنعني عن الاشتياق اليكِ؟!

نهال : يامن أنا غير معتادة على تلك الالاعيب ولا أحبذ الكذب.. ألم ترى اخبارك بين صفحات المجلات وأنت بصحبة فتاة ما... هل عدت تلي سابق عهدك؟؟

تصلب جسده قليلاً ولم يتحرك عقله سوى باتجاه قمر لتساءل في جنون...:
 ترى هل شاهدت قمر تلك الصور؟

استفز نهال صمته وظنت أن يامن قد عاد بالفعل الي حياته كما كانت فتحدثت بغضب ملؤه العتاب وخيبة الأمل:

لقد حطمت فؤادي يا بني وفؤاد تلك الفتاة التي تكالبنا على ابعادها عنك ظناً مني انها غير لائقة بك ولكن يبدو انك من لا تستحقها

يامن : أمي بالله عليك لا تسئ الظن بي ودعيني أخبرك ما حدث

نهال بحدة : لا أريد حجج ولا اعذار واهية.. لقد انكسر ما لدي الفتاة من أمل ضعيف وانتحرت... 

أنهت الاتصال بينهما أما هو فكاد أن يفقد القدرة علي الحركة مما قالته والدته.. هل تسبب لها ولقمر في ذاك الأسى.. هل حاولت قمر انهاء حياتها!!!

كانت نهال تعلم انه سيأتي لذا انتظرت وصوله ساعة واخرى الي أن وقف قبالتها ولا يقوي علي النظر اليها متسائلاً بلهفه مجنونة ..

امي أين هي !!

أشارت إليه بكف يده ولم تتحدث إليه فأدرك انها غاضبة منه نكس رأسه في أسف وتحرك الى قمر.... 

كانت مستيقظة تنظر الى سقف الغرفة بحزن وتتمنى لو ينتهى ما يدور برأسها من لقطات لما عايشته منذ البدء.... 

همس باسمها فانتفض القلب اشتياقاً وتضاربت نبضاته :

انتظر سماع صوتها وعندما لم تجبه أقر بجدية :
هل اقدمت على الانتحار حقاً..هل كنت ترغبين في الموت!!

قمر بتعب : وما شأنك أنت.. هل حياتي ملك لك أم هي ملك لي.. !!
آه ربما تعتقد أنها صارت ملكاً لك بعدما اشتريتها بنقودك التي أرسلتها اليَ

يامن بتعجب : أي نقود.. هل تهذين!!!

قمر : اصمت.. انا لا أطيق سماعك ولا وجودك.. ما الذي أتى بك وأين خطيبتك؟

تحير ولم يجد ما يقوله فصرخت في لوعة:

لمَ أذيتني هكذا.. لقد اعتقدت أن الألم قد باعني مفتاحه وانني أدركت خباياه ولم أنتظر منه المزيد الى ان ظهرت انت بدربي....

أنت انتقام أم ماذا..!!! هيا خبرني...؟؟

يامن : قمر انا بالفعل لا أدرك مغزى كلماتك.. وإن كنتِ غاضبة مما نشر بالأخبار فهو إدعاء...

قمر : أنت كااااذب.. أنا لن اصدقك ما حييت.. لقد أتاني راشد بحقيبة من الأموال ارسلتها أنت اليَ نظير شيئاً لا أعلم.. لقد قال إنها هدية ولكن حقاً لا تقدم الهدايا بين أمثالي وامثالكم.. بل لها مسمى واحد..
 صدقة..أو إحسان...

أغمض عيناه وقد تراكمت فوق رأسه الكثير من الأمور وعلم ما حدث ليضطر رغماً عنه الى البوح بما دفنه سنوات بعيداً عن الجميع:

قمر..أنا لن أدعي الفضيلة وأخبرك كذباً أنني لم أضعف.. لقد فعلت.. لكنني تراجعت رغبة في التمسك بما وصلت اليه ورغبة مني في وفاء بعهد لم أقطعه لكِ بقولي بل قطعه القلب لكِ 

أتدرين.. لقد كانت الحياة ليلاً نحياها في صخب ومجون.. مجون ربما من هم على شاكلتك وبراءتك لن يصل بعقله البكر الى مدى قبحه..

كم كنا نتباهى بالمعصية.. خمور ونساء ورهانات لا تنتهي على أشياء من بالغ تفاهتها لم أعد اتذكرها..

لم أكن وقتها أرى ضوء الشمس وقت شروقه كنت اترنح من فرط تناولي للخمر..

 أدمعت عيناه بقوة ليستكمل..

وكذلك كان يفعل أخي.. بل كان هو قدوتي فيما أفعل كنت أرى به مثالاً للكمال
شاب لا تشوبه شائبة.. ترتمي النسوة والفتيات تحت اقدامه يتفنن في لفت انتباهه...

كان على عكسي تماما فيما يتعلق بأمور العمل فقد كان يقضي ليله يستمتع بكل شئ دون قيود ويقضي نهاره في شركات والدي.. كما انه...

نظرت اليه قمر تنتظر منهان يكمل حديثه فتنهد بضعف قائلاً:

كانت علاقته بأمي أقوى واقرب فقد كان رقيقاً معها يودها ولا ينقطع عنها.. اما انا فلم أكن أحبذ لقياها كثيراً فقد كانت أنذاك رمزاً للحياة الرتيبة المنغلقة التي لم أشأ أن أحيا خلالها

بكي يامن بكامل حواسه.. كان ينتحب ال  الحد الذي جعل قمر تنتحب في صمت من أجله.. هدأت ثورته قليلاً فابتسم باشتياق قائلاً:

لا أعتقد انني عارضت أخي ذات يوم.. بل كنت مؤيداً لا يتزحزح عن مؤازرة من اختاره..
الى اليوم الذي تبدلت به الحال تماماً..

تراهنا سوياً على صحبة فتاة نالت اعجابنا معاً وكالعادة أذابها رأفت بنظرة واحدة وابتسامة جعلته يقضي الليلة بصحبة تلك الفتاة..

عاد رأفت في اليوم التالي لكنه بدا شاحباً قليلاً وفي نهاية اليوم أصابه حمى قوية استمرت قرابة الاسبوع.. للأسف وقتها لم اهتم كثيراً كنت احسبه وهن بسيط وسيمضي..

بعدما شفي رأفت تفاجأنا به وقد تبدل كلياً توقف عن السهر والخمر والنساء.. صار صامتاً أغلب الوقت..

تخيلي لقد توجهت الى غرفته فوجدته ساجداً.. خفت صوت يامن كثيراً بضعف وخجل مما فات قائلاً:

في ذاك اليوم نظرت الى أخي مستنكراً فعلته فقد كانت سابقة أن اري أحداً يصلي في القصر..

اختلف حال رأفت واستمر علي ثباته وازداد انعزاله عن عالمنا الي اليوم الذي تشاجر فيه والدي معه وللأسف كنت سنداً لوالدي فلم يرق لي ابتعاد شقيقي عن دربي.. 

كنت أفتقده يا قمر.. كنت في حاجة ماسة اليه واعتقدت ان تدينه المخالف لطبيعتنا سيبعده عني لذا كنت أهاجمه دون وعي صرخت بوجهه وربما كان اول وأخر خلاف بيننا قائلاً له:

هل أصابك العته.. هل انضممت الى أحد الجماعات المتطرفه التي تغيب العقول..
نظر اليَ بهدوء وثقة ارهقتني قائلاً:

بل كان عقلي مغيباً يا أخي.. لقد هداني الله كي أتوب اليه قبيل وفاتي.. ما الذي افعله ويغضبكم الي تلك الدرجة.. هل صلاتي تؤرقك يا جمال بيك أم أنك تخشى من وسائل الاعلام التي ستتحدث عن ولدك المتطرف الذي بدأ في الصلاة بعدما تعدى عمره الثامنة والعشرون...

تحدث يامن بدلاً من والده قائلاً بغلظة:

مؤكد أن هناك خطب ما.. ما الذي دفعك الى التغير هكذا.. هل هي والدتك..!

جمال بقسوة : بالطبع هي نهال ومن غيرها... تريدكما أن تلجئا اليها ولكن هيهات يا رأفت.. انتما ابنائي.. هي قد آثرت الطلاق وترككما لذا محال ان اسمح لها بأخذكما بعدما صرتما رجالاً...

صرخ رأفت بوجه ابيه قائلاً:

امي لا شأن لها.. لقد كنت تائهاً ضالاً فهداني الله بعدما رأيت الموت بعيني لقد كنت اصارع المرض ولا ادر هل تنتهي حياتي هكذا وانا غارق في المعاصي حد الهلاك..

 أنا لا اريد شيئاً سوى الرجوع الى خالقي ولو حبواً فأنا متعب للغاية..
 أما تستشعر التعب مما نفعل يا يامن..
 اما مللت من الزنا والسكر والنفاق والكذب..

نظر اليه يامن بسخرية وتحدث جمال بدلاً منه قائلاً:

دع أخيك وشأنه فيكفي معتوه واحد بالبيت واليك ردي علي ما تفعل.. سوف احرمك من كل صلاحياتك بالشركات الى ان تنتهي عن عبثك وترجع الى عقلك وقوتك...

رأفت : لا أريد منك اي شئ..

جمال : حسناً سنرى يا رأفت.. أما والدتك فحسابها معي عسير...

تحدث يامن بندم قاتل:

لقد خاصمته شهراً كاملاً وتفنن والدي في عقابه وحرمه من كافة المزايا التي كانت بين يديه.. سحب منه سيارته وحسابه البنك لكن رأفت كان مصراً علي موقفه الى حد أذهلني وجعلني ازداد عناداً معه...

الى اليوم الذي عاد فيه رأفت من المسجد المجاور لنا فصدمته احدى الشاحنات بقوة قاتلة.. لفظ انفاسه الأخيرة على الفور وتبين لنا فيما بعد ان أحد منافسين والدي هو الفاعل بعدما تسبب والدي في خسارته لثروته بأكملها اصاب الرجل حاله من السخط واليأس دفعته الى الثأر من والدي فقتل أخي.. قتله بعدما خذلته أنا ولم استمع إليه..

سامحيني ياقمر لقد أدخلتك الى دائرة مغلقة لا تنتهي مآسيها.. 

الفصل الثاني والعشرون 
وقد يبدو الحديث بكلماته بسيطاً هيناً لمن يستمع اليه لكنه ثقيلاً على قائله متعباً لقلبه يذكره بما مضى يؤلمه بلا رأفة فيجعله هشاً يهفو الى الصمت....

كانت كلمات يامن تزلزل كيانه بأكمله تنتزعه من عالمه الجديد الذي رسمه بمشقة فأتت تلك الذكريات وشوهت لوحته..

يخبرها بما يستحى أن يذكره بينه وبين نفسه لكنه مجبر ولا خيار أمامه عليه ان يبوح بكل شئ ربما ينته ذاك الماضي ويبتعد الي الأبد لكنه يعي أن ماضينا جزء من حاضرنا وما هو آت إلينا لذا تنهد بضعف قائلاً:

ما سمعتِه الأن ماهو إلا تجميل لماضي مشوه.. هناك الكثير من الأمور التي يأبى عقلي استحضارها والبوح بها.. 

أتعلمين يا قمر لو أنني قابلتك آنذاك لما عرفتني..
لكم سخرت وتنمرت عليّ اصدقاء لا لشئ إلا لاختلافهم عما أريد...

منذ استمعت الى صوتك عندما جئت راغبة في وظيفة لدينا انجذبت إليكِ رغماَ عني..

ظننت بادئ الأمر انه حنين الي امرأة ليس الا.. لكنني...

أراد الاعتراف بمشاعره ولكنه لم يستطع فملامحها توحي بالكثير تبدو شاحبه تائهة رافضة للتصديق.....

تبكي متألمة منه وعليه ألم ينخر بداخلها يسعى الي اقتلاع ذاك العشق من الضلوع فيأبى الخضوع ويختبئ بعيداً صارخاً انه لن يختفى هكذا....

تتعجب مما يقوله وترفض الاقتناع ان ما يقوله حقيقة.. هل كان لعوباً يتنقل بين النساء بلا رادع.. هل صورته التي بمخيلتها وهم.. لقد رفضت الرجوع الي جاسم بعدما تملكت امرأة اخرى من احضانه وصارت زوجة له.. حلاله لكنه حرمته عليها.. فكيف تتغاضى عما قاله يامن الأن...

هل تصبح إحدى جواريه الكثر اللائي لا يتذكر عددهن... هل حبها له سيشفع ويمحو الحقيقة...

دموعه تذبحها وتؤذيها اكثر مما تؤذيه ويدفعها قلبها الي ضمه بقوة واحتواءه وينهرها عقلها رافضاً القرب منه..... 

صارت مشتتة لم تعد تصغي اليه... بل طغى صوت الصراع الشرس الذي تحياه الآن

🔸🔸🔸🔸
عاد جاسم ال  بيته حاملاً بين يديه الكثير من الحلوى والهدايا لطفلته راغباً في اسعادها قدر استطاعته فقد شغل عنها بالأيام الماضيه بين عمله ومساندته لتلك الفتاة التي ظهرت له من العدم....

لم تمهله والدته وقتاً بل باغتته كعادتها بقولها

لقد اتاني اشعاراً من البنك عصر اليوم.. لمَ قمت بسحب ذاك المبلغ الضخم واين انفقته...

جاسم بهدوء : وهل عليَ ان اقدم تقريراً كلما انفقت بعضاً من نقودي....

والدته : ما انفقته ليس جنيهاً ولا بضع الآلاف بل قمت بسحب ما يزيد عن المئة ألف.. هل جننت!

جاسم بهدوء : امي تعلمين ان تلك الأموال تخصني وحدي فقد تركها لي والدي الحقيقي الذي لم اكد اعرفه بعدما تطلقتما وقمت بتربيتي بعيداَ عنه انتي وابي رؤوف الذي لاانكر فضله مطلقاً بل انه كان لي أباً حقيقياً وسنداً طوال الوقت....

والدة جاسم بغضب : مرحى يا جاسم بيك.. لقد صرت رجلاً وتتحدث اليَ كما لو كنت عدواً لك.. 

هل تلومني على شئ حدث منذ زمن.. ووالدك الذي تتغنى به الأن لمَ لم يأت اليك.. لولا انه قد حرم من انجاب وريثاً غيرك لما ترك لك قرشاً واحداً لكنه اضطر الي اعطاءك ما لديه والا ضاعت تركته هباءَا....

جاسم : رحمه الله.. لم يعد يعنيني ان كان ظالماً أم مظلوماً..

والدته : اذاَ اخبرني ما الذي فعلته بتلك الأموال ولا تتطرق الي أمور فرعية كي تتهرب من الاجابة

جاسم بهدوء : سوف أتزوج...

والدته بغضب : وهل ستتزوج دون علمي

جاسم : بالطبع لا والا ما اخبرتك الأن

والدته : ومن هي.. وما هي عائلتها...

جاسم : سأخبرك كل شئ لاحقاً يا أمي..
 بالتأكيد سنذهب ونتقدم اليها

والدة جاسم : رغم تخوفي من اختياراتك الا انني سأنتظر علك تحسن الاختيار تلك المرة....

غادرت وتركته واسرع هو الي غرفة صغيرته عله يتناسى ماهو مقبل عليه يعلم ان ارضاء والدته غاية صعبة المنال وربما محالة لكنه لن يتراجع ولن يتخلى عن تلك الفتاة......

🔸🔸🔸🔸
دار عثمان حول نفسه لا يصدق ما حدث هل قتلها ام مازالت حية.. انها حية رقطاء حتي وان فقدت الحياة.. لقد تسببت في دماره سابقاً وها هي تسعى الي القضاء علي مستقبله

ايتركها وينصرف هارباً أم يحاول انقاذها.. هل سيقضي باقي عمره سجيناَ ان انتهت حياتها.. وهل من مثلها يستحق العيش....
وماذا عن علياء.... صاح بقهر متأوهاً.. رباه لقد ضاقت بيَ السبل ولم اعد أرى مخرجاً...
صوت خافت وانات جعلته ينظر متلهفاً الي تحية التي بدأت باستعادة وعيها لكنها تتألم بقوة....

اقترب منها يتفحصها لكنها أغمضت عينيها مرة ثانية من فرط الألم...

أصاب عقله شئ من العجز فلم يكد يحرك ساكناً بل ظل يطالعها الى أن حسم أمره فحملها بنفور متجهاً الي سيارته وقد حمد الله بداخله أن احداً لم يره..... 

قاد عثمان سيارته وبداخله الكثير من الأفكار ولا يعلم الحل الأمثل لتلك الورطة.... 

تنهد بضيق بعدما اضاء هاتفه مجدداً بأسم علياء ويبدو انها قد احست بمصابه...
 
اغلق الهاتف والقى به بعيداً واقترب من البيت الذي استأجره مسبقاً من اجل تحيه وذاك المحامي ..

توقف امام المنزل واستدعى احد الرجال المرابطين بالخارج قائلاً:

هيا يا سعيد أحمل معي هذه المرأة.. 
قام الرجل علي الفور بمساعدته دون اعتراض ولمَ لا وتلك مهمته التي تقاضى من اجلها المال..... 

بعد أن وضعها جوار المحامي المسجى بالداخل طلب الي احد الرجال الواقفين احضار طبيباً يمكن الوثوق به.. اومأ اليه الرجل بطاعة بعدما دفع اليه عثمان مبلغاً اضافياً وانتظر الباقيين قدوم الطبيب......

🔸🔸🔸🔸

ساد الصمت بينهما الي حد مرهق لكليهما لكن صوت قمر الحائر كسر ذاك الصمت عندما تساءلت بتردد:

هل أحببت من قبل..؟!
تطلع يامن الى وجهها متأملاً اياها ليجيبها بتأكيد ودون مراوغة

لم أفعل يا قمر.. لقد كانت الحياة مفعمة بكل ما يقتل الحب.. لا اعتقد ان الحب يجتمع بحياتي السابقة ولا يقبل الدخول اليها....

قمر ببعض التردد : وما الذي يدفعك الأن الى الثبات.. ربما يجرفك الحنين الى الماضي

يامن بجدية : ربما.. لا أعلم يقيناً ما يخبئه المستقبل لكنني ابذل جهدي كي ابقى بعيداً...

ازدادت حيرتها وحيرته فبدأت قمر في البكاء بعدما عجزت عن الحديث..

اقترب منها بلهفة متسائلاَ:
لمَ تبكين.. هل هناك ما يؤلمك؟

قمر بصدق : أنا خائفة
يامن : ممَ..!!!

قمر : خائفة منك ومن ضعفي تجاهِك.. أخشى أن تكسرني

يامن : أنا أحبك..

هدأت ثورتها وتبددت مخاوفها واوشكت علي الرد الا أن اندفاع يوسف تجاهها وخوفه البادي عليها جعلها تلتفت اليه بترقب
اقترب يوسف منها الي حد رأه يامن غير مقبول لكن يوسف لم ينتبه الي وجوده بل اعماه غضبه بعدما علم بما أقدمت عليه قمر لينهرها قائلاً:

لو أن والدك رحمه الله مازال على قيد الحياة لشعر بالخزي منك ومن فعلتك.. هل جننت.. تقدمين علي الموت تاركة خلفك والدتك بين الحياة والموت.. أيتها الجبانة البائسة...

لم تسعفها الكلمات واخذت ترتجف بقوة فهي لم تفق بعد مما مرت به لكن يامن اجابه بحدة:

وما شأنك أنت وكيف تجرؤ على الصياح بوجهها هكذا ؟؟؟

يوسف بانفعال : هي لي بمنزلة الاخت كما انها أمانة.. ثم من انت لتحاسبني هل انت زوجها.. خطيبها...؟؟

صرخت قمر بهما قائلة : توقفا.. بالله عليك دكتور يوسف اخبرني هل عادت امي اليَ..؟؟
 هل أفاقت من الغيبوبة؟؟

يوسف بتعاطف : ليس بعد.. لكنها بخير ويجب عليك الصمود من أجلها.. أليس كذلك!!

🔸🔸🔸
وكل ما بالكون يشبهنا ونشبهه

وكما تدور الأرض حول نفسها فيأتيها ليلها ونهارها وتسعى خلف الشمس فتهبها فصول أربعة ندور نحن حول أنفسنا فتعطينا حيرة وضياع ونكمل دوراناً لا ينتهي حول دنيانا.. تهرول ونحن نتبعها الي ينقضي العمر ولا نستمتع به ولا نجني سوى دوران ولهاث من فرط قوته تخور قوانا ونفقد لذة العيش.....

تأكدت مخاوف علياء السابقة وعلمت ان عثمان يخفي الكثير عنها.. اصابها الهلع بعدما اغلق هاتفه وفقدت وسيلة الاتصال به.. اخذت تكرر المحاولة عله يجيب ولكن دون جدوى....

تحدثت اليها شقيقتها بحب قائلة:

اهدأي قليلاً يا عليا.. بأذن الله لن يصيبه سوء.. ربما نفذت بطارية هاتفه

علياء بنفي : أنا استشعر سوءًا اصابه.. يا الهي احفظه لي...

ضمتها نسمة اليها واحتضنتها بقوة قائلة
استعيذي بالله حبيبتي.. ولن يضركما الله
علياء بصوت خافت : أنا حامل يا نسمة.. حامل بطفل يجمعني أنا وعثمان لكنني خائفة.. أموت خوفاً أن افقده او افقد أباه

نسمة بسعادة بالغة : صدقاً يا علياء.. أرايت كم انت عاشقة للنكد والبؤس.. ينبغي علينا الاحتفال واعداد مفاجأة كي تخبرين عثمان من خلالها بحملك بدلاً من البكاء والعويل

علياء : ولكن!!!

نسمة : لا تقولي لكن ولا أخواتها.. هيا بنا نستعد ونزف الخبر السعيد الي عمي وخالتي سيطيران فرحاً بذاك النبأ...

جذبتها نسمة بحب وصارت خلفها علياء تحاول ان تطرد عن رأسها تلك المخاوف ربما كانت متوهمة..

🔸🔸🔸🔸
تحدث الطبيب الى عثمان بشئ من الحدة قائلاً:

لقد فقدت السيدة الكثير من الدماء كما أن الجرح غائر ويحتاج الي تقطيب وتعقيم

عثمان بجدية : عليك اذاً بمساعدتها رغم انها لا تستحق

تطلع الطبيب الي تحية والشك يساوره فأدعي عثمان الحزن قائلاً:

انها زوجتي وعدت من سفري ليلاً فوجدتها تخونني مع ذاك الحقير

تعاطف الطبيب مع عثمان واقتنع بقوله خاصة بعدما شاهد المحامي ملقى ارضاَ
اومأ بالموافقة قائلاً:

سوف اقوم بعمل اللازم ولكن عليك بتطليقها فهي لا تستحق أن تضيع مستقبلك من أجلها

عثمان : انت على صواب وسوف افعل ولكن عليَ معالجتها اولاً فهي امرأة جاحدة وان خرجت من هنا ستذهب الي قسم الشرطة وتقضي عليَ  .....

بدأ الطبيب في تقطيب الجرح برأس تحية وبداخله يلعنها هي وامثالها من النسوة الخائنات لازواجهن بينما عثمان يفكر في خطوته القادمة فهو لن يتركها الا بعدما يأخذ منها ضماناً بعدم اعتراض حياته هو وعلياء مرة ثانية....

🔸🔸🔸🔸🔸
تحدث يامن الي يوسف بلهجة آمرة قائلاً
اود الحديث اليك خارجاً

يوسف بامتعاض : وهل هناك ما يستدعي الحديث عنه

يامن بتأكيد : هناك الكثير للحديث عنه كما ان قمر بحاجة الى بعض الراحة أم انك ستقضي الليلة الى جوارها تاركاً مرضاك الاخرين..

ابتسم يوسف ساخراً من الغيرة الظاهرة بحديث يامن وأومأ اليه مغادراً الي حيث يريد...

تحدث يامن اليه قبل أن يجلسا فوق احد المقاعد قائلاً:

قمر تخصني... وقبل ان تسأل ما الذي اقصده فأنا اقصد أنها ستصبح زوجتي

يوسف بتعجب : وهل لي ان اسأل لمَ هي.. أنا أعرفك جيداً واعرف عنك الكثير وهذا يجعلني علي يقين انك تسعى الي تسلية ليس الا...

يامن : تسلية.. هل انت معتوه ام ماذا
يوسف : تأدب في حديثك اليَ

يامن : عندما تنطق انت بما يليق التزم انا في حديثي اليك... أنا أحبها ولكن هناك الكثير من الأمور التي تعيق ارتباطنا وأولها قمر...

يوسف : تقصد كونها مشوهة؟

يامن : بالطبع لا...
يوسف : اذاً ما الذي تقصده؟

يامن  : قمر مشتتة، حائرة وخائفة من علاقتنا.. كما أن مرض والدتها وخوفها من فقدانها يقف حائلاً بينها وبين الوصول الي قرار.. لقد حاولت الانتحار وتلك الخطوة تعني أنها بلغت من اليأس ذروته....

تنهد بقوة ليستكمل : والعائق الأكبر هو والدي.. ربما يعلن موافقته الشكلية لكنه لن يمل الا بعدما نبتعد.. أنا اعرفه حق المعرفة لذا اتجنب الاصطدام به ليس من اجلي ولكن خوفاً عليها

يوسف : هل تريد اقناعي انك تحب قمر كما هي.. انت ترتمي النساء تحت قدميك اتتركهن وتسعى خلف فتاة مشوهة !!!

يامن بغضب : هي ليست مشوهة بقدرك وقدرهم ...

واعتقد ان جمالها وملامحها شئ يرجع اليَ انا لا يرجع اليك.. أجل احبها كما هي وان ارادت سافرت بها الي أكبر مشفي للتجميل بالعالم.. لكنها الأن بحاجة الى الثقة بنفسها وبي.. 

أغمض يوسف عينيه لينظر الي يامن بترقب قائلاً :

لقد توفيت والدة قمر... ولم اجرؤ على اخبارها وربما كان ذلك سبب غضبي وتعنيفي لها منذ قليل...

أغمض يوسف عينيه لينظر الي يامن بترقب قائلاً 
لقد توفيت والدة قمر... ولم اجرؤ علي اخبارها وربما كان ذلك سبب غضبي وتعنيفي لها منذ قليل

لقد تبخرت قوتي وتلك الكلمات التي اعددتها مسبقاً كي انقل اليها الخبر لم استطع أن احطم ما تبقى لديها من أمل....

أرى أن وقوفك جانبها وموازرتها الأن هو الفيصل في علاقتكما سوياً وان لم تكن اهلاً لها فأخبرني رجلاً لأخر...

يامن بحزن : لقد قطعت وعداً لوالدة قمر برعايتها ولن أخذلها ما حييت.. ولكن كيف انقل اليها خبراً كهذا....

يوسف : لا سبيل أمامنا سوى اخبارها فيجب علينا الاسراع بدفنها فذاك اكرام لها...
اومأ يامن بالموافقة وتحرك بألية الي قمر طالباً من يوسف الانتظار خارجاً.....



تعليقات



<>