رواية قدري ان احبك الفصل السابع7بقلم يارا سمير

رواية قدري ان احبك 
الفصل السابع7
بقلم يارا سمير
تم ايصال فريدة للسكن ودعت رامي وهنا وتوجهت للداخل وملامح الغضب تعلو وجه رامي :

_ انا بجد مش مصدقه اللى حصل دا
_ اهو اللى كنت قلقان منه حصل يا هنا عرفتي ليه كنت رافض الفكره
_ بس انا متأكده ان فى مشاعر عند عمر لفريدة ، عمر مفيش واحده حركته بالشكل دا زيها .
_ اخوكي محتاج يتعالج الاول .
_ رامي انا عارفه انك مضايق عشان فريدة لكن عمر مش المسئول لوحده
_ قصدك ايه ؟
_ اقصد ان من البداية وانت حذرتها من انها تقرب لعمر، وهي صممت ودا كان النتيجة انا عارفه انها مش قاصده لكن الحاجات دى بتحصل من غير تخطيط . ف المسئولية مناصفة بينهم وبجانب ان عمر مقالش حاجة .
_ انتي عاوزة يقول ايه بعد كل اللى قاله من شويا دا ، دا اعتراف حب
_ غير واضح مقالش صراحًا .. كلام عمر انت ممكن تقوله لفريدة ، انت نفسك قولتلي ان فريدة وجودها غير رؤيتك لحاجات كتير وساعدتك كتير ، معني كدا انك بتحبها حب عاطفي زى اللى بتحبهولي .. المهم انه يقولها صراحًا .. بحبك
_ انتي واخوكي وابوكي ... يلا اروحك واقفلي كلام ممكن
تاني يوم اخدت فريدة اليوم اجازة مرضية ولاحظ عمرعدم وجودها وتجنب رامي التعامل معاه وهنا قللت كلامها معاه ، الجميع بدون أن يتفقا قررا ان يحدا التعامل مع عمر .. فريدة فى السكن جالسه فى الحديقة امام السكن ماسكة السلسله مردده :
_ الوقت دا اكتر وقت محتاجة حضنك يا عمر افندي اوي
انهمرت دموعها ورن هاتفها كان رامي ولم تجيب ، وهي جالسة اقترب منها خالد ويقترب اليها مبتسم وتفاجأ ببكائها
_ فريده .. مالك
نظرت اليه وازاحت دموعها سريعًا :
_ خالد.. انت هنا من امتي ؟
_ حالًا لمحت وجودك وقربت لقيتك بتبكي .. فى حاجة ولا ايه ؟
_ كنت بتمشي وقعدت شويا
_ ودموعك دي ؟
_ وحشني بابا اوي ، اول مره اقعد مده طويلة بعيد عنه
_ وانا كمان مصر وحشتنى وامى واخواتى وحشنى وشغلى فى مصر وحشنى
مسكت فريده السلسه وخالد شافها :
_ حلوه السلسله دى
فريده باابتسامه: هدية عمر افندي ليا ، دا بابا ودى ماما لما بيوحشونى السلسله دى بتقل من احساسى شويا بحس انهم معايا
_ فكره حلوة بس عمرها ما تغني عن وجود اللى وحشنا
_ يعني ممكن تقول تصبيره
صممت فريدة وتحدث خالد :
_ مش عاوز اجبرك ع حاجه ف الكلام لان باين ان مش حكايه باباكي واحشك بس فى حاجة تانية ،فعاوز اقولك مفيش حاجه تستاهل تتوجعى علشانها يا فريدة اتغلبى ع أحساسك لأن الحياه مستمره
_ عندك حق انا لازم ارجع زي الاول وأوقف قلبى من انه ياخد قرارات مش بتريحنى
_ مفيش انسان بيرجع زى ما كان يا يكون احسن يا يكون اوحش ، فريدة مش عيب قلبنا يقرر لكن الغلط انه يكون لوحده اللى يقرر ويلغي العقل .. توقفي قلبك يعني هتوقفي احساسك بالحياة وهتبقي شخص تاني مش صح يا فريدة ، خليكي زي ما انتي وقدري مين يستحق قلبك يفكر فيه ومين لا .
_ انا محتاجه اقعد مع نفسى والدنيا هتتظبط
خالد باابتسامه : ان شاء الله خير داانتى اجدع بنت فى مصر
فريده ابتسمت : بجد مرسى جداا ع وقتك وصدعتك معايا
_ امال اصحاب ازاى ولا رجعتي فى كلامك
_ لا طبعًا ، وعشان تتأكد اننا اصحاب عاوزه اشوفك فى مصر ف القريه السياحيه اللي انا شغاله فيها هتنبسط بجد فعلا ودا كارت القريه انا ع الاسبوع الجى هننزل مصر خلاص
_ خلاص اشوفك ف مصر بس فى عزومه الايس كريم ولا نسيتى انا مبحبش اكون مديون
فريده باابتسامه: خلاص خليها لما نرجع مصر بقى اضمن
_ انا عارف انك بكره شغلك الصبح يبقى نتعشى سوا ممكن
_ خالد انا
_ ممكن يا فريدة
شعرت بالاحراج من الحاحه ولرغبتها لعدم ملاحظته حالتها :
_ ممكن بعد يومين بس
_ تمام بعد يومين وهأكد عليكي
_ تمام .
تركها خالد وعادت الى السكن وجدت رامي ينتظرها :
_ رامى
رامى بقلق ونرفزه: كنتى فين كل دا يا فريده ومبترديش ع تليفونك ليه
_ كنت بشم هوا وموبيلي عاملاه صامت
فريده مسكت ايد رامى وقعدوا فى مقعد فى الحديقه امام السكن :
فريده بهدوء: كنت بتمشى وقعدت ف مكان علشان افكر واعيد حسباتى
_ انتى محكتليش ليه ع حوار الحفله والتمثليه السخيفه اللي عملتيها دى وعملتيها ليه وانتى اصلا
فريده بحزن : قولها مينفعش.. لاني بحبه
رامى : اهو دا اللي كنت خايف منه تحبيه يا فريده وهو ميستحقش دا ، عمر اللى بيقرب منه بيتحرق وانا قولتلك من الأول
فريده بدموع نازله من عنيها وخنقه: انا مرتبتش لكل دا ولا لمشاعري اتجاه ، ومعرفش انى هوصل لكده معرفش يا رامى كنت فاكره انى هتعامل عادى مع الموضوع لغايه ما نرجع مصر لقيت انى بتعرض لمواقف معاه وقدامه .. معرفش حصل ازاى وامتى .. هو نفسه تصرفات معينه عملها بتأكدلي احساسي وبعدها بيتحول وبيعمل النقيض ، انا معرفتش اشوف الوحش فيه يا رامي ، بس انا هتعامل متقلقش لازم اتعامل مفيش حل غير كده
رامى مسك ايد فريده يهديها: انا اسف يا فريده انا السبب انى جبتك هنا وخليت دا يحصل باصرارى ياريتنى مكنت صممت انك تيجى شرم من الاول ولا قابلتى عمر من الاساس
_ قدري يا رامي والقدر بيتعاش بس
_ فريده
فريده باابتسامه : متقلقش قلتلك احنا قدامنا اسبوع وراجعين مصر وكله هيتظبط ، يلا علشان الوقت متاخر اشوفك بكره بس ليا طلب منك ممكن؟
_ اكيد طبعا
_ مهما حصل مش عاوزه احتك بيه لغايه ما نرجع مصر ولما نرجع شرم هو كدا كدا مش هيكون موجود ،انا مش هسيب الشغل وهثبتلك اني كويسة وهقدر اتخطي مشاعري دي وان مفيش حاجه حصلت
_ وهتقدرى تتعاملى معاه لو صدفه حصلت
فريده اخدت نفس : هعرف لأن مفيش وسيله غير كده ... لازم مشاعري يتحطلها حد .
_ اتفقنا واوعدك مش هسيبك انا معاكي فى ضهرك زي ما كنت ودايما
ابتسمت فريدة : مش هحتاج حاجة تاني يا روميو
قامت فريده دخلت السكن ورامى فضل واقف تحت
رامى بحزن : انا اسف يا فريده اسف بجد
عادت فريدة الى السكن استلقت على السرير وارسلت رساله الى والدها
_ مفتقداك اوى ياعمر افندى
فى اليوم التالي ذهبت فريدة الى العمل ، تعاملت طبيعي وكان شئ لم يحدث تضحك وتهزر مع الجميع وتذهب هنا وهناك وقررت بالفعل تجنب عمر تفكيرًا وفعلًا مما أثار تعجب عمر لتجاهله له المتعمد منها كلما يقابلها سريعًا تستدير وتذهب عكس من قبل كانت تقف لتحيته مبتسمة وحين يتصل بها لم تجيب واستوقفها فى احدي المرات :
_ فريدة
_ ايوه يا مستر عمر
_ انتى موبيلك مش معاكي
اخرجت هاتفها : لا معايا خير ؟
_ بكلمك ومبترديش
وقفت ورمقته بنظره وملامح حادة :
- لو في حاجة مستر عماد هيبلغني لانه هو المسئول عني وحضرتك لو احتاجت حاجة بلغ مستر عماد يبلغني .. عن أذنك
تركته وذهبت ووقف فى مكانه ينظر لها بتعجب ، رن هاتفه وكان والده وبلغه بطلبه بحضوره .. انهى عمر عمله وذهب متجه الى الخارج ويقف منتظر احضار سيارته شاهد فريدة وهي متجهه للخارج ولاحظ خطواتها اتجاه سياره تنتظرها وشخص واقف ينتظرها ب ابتسامة وبادلته الابتسامه فتح باب السياره وصعدت واغلق الباب خلفها وسريعًا اتجه لمقعد السائق وتحركت السياره ووقف عمر وملامحه غاضبه لرؤيتها تستقل سيارة مع نفس الشخص الذي كانت تتناول برفقته الايس كريم ..
فريدة جلست برفقة خالد فى مطعم بسيط وتحدثًا :
_ ميرسى جدا يا ديدا
_ ع ايه يا مستر خالد
_ بلاش مستر دى احنا اصحاب ولا ايه
فريده باابتسامه: اتعودت بقى معلش
_ انتي تعرفي إننا منعرفش حاجه عن بعض غير اللي شوفنا بس
_ اه صح .. طيب يلا قدم السى فى بتاعك
خالد بيضحك: احم احم اسمى خالد محمد العمر 30 سنه، عندي بيزنس ورثته عن بابا الله يرحمه
_ رجل اعمال يعني يا هلا بالدولارات
ضحك خالد وكمل حديثه:
_ اخواتى بنات اتنين متجوزين ومسافرين مع اجوازهم وامى متوفيه وانا صغير وعشت في مصر فتره والباقى كله برا مع بابا ولما اتوفى مسكت شغله وزى ماانتى شفتى مليش صداقات الا مدير اعمالى اللي معايا ع حسب ظروف الشغل وبقيت الوقت انا لوحدى
_ ياحرام
ضحك خالد : ولا اعول ولا مرتبط بس ناوى ارتبط شوفيلى واحده ع ذوقك
فريده بتضحك : ع ذوقى يبقى مش هتعمر انا اشوفلك ع ذوقك
_ اتفضلي المايك معاكي
_ احم احم دوري يلا
مسكت فريده شوكه: احم احم 123 معاك فريده بنت عمر افندى 22 سنه
خريجه سياحه وفنادق وشغاله زى مانت عارف كده وانا هنا فمنحه تدريب وراجعه مصر ع اخر الاسبوع وشغلي فى شرم الشيخ وعايشة مع عمر افندي والدي الحبيب فى القاهرة ، مامتي متوفية ومعنديش اخوات وقرايبنا اللى مات واللى بعد يعني يعتبر ملناش غير بعض انا وعمر افندي فهو كل حاجة فى حياتي بابا وصاحبي واخويا وحبيبي كله كله
_ حبيببك
فريده سكتت شويا وابتسمت: احلى حبيب شوفته لو عرفته هتحبه بجد هتحس معاه ان كل حاجة بخير وجميلة ، هتحس معاه بالمشاعر الجميلة اللى محدش بقي بيحس بيها ولا بيقدرها للاسف
لاحظ خالد تغير ملامح لتذكرها شئ ثم انتبهت وعادت ابتسامتها :
_ واضح ان عمر افندي اسطورة الحب والمشاعر
_ انا عشت على حب عمر افندي وحلمت بحب زي حبه بس واضح اننا فى زمن التكنولوجيا والماده دمر المشاعر الجميلة
_ ليه التعميم .. ممكن تكوني صادفتي حد كدا بس مش الكل كدا، فى أشخاص رغم دوامه الحياة والتكنولوجيا والسرعة اللى احنا فيها بيبقوا محتفظين بمشاعرهم وبيقدروها وبيقدرو مشاعر غيرهم ..
_ انت صح مينفعش نعمم، لكن اوقات تعرف شخص وجوده يغني عن الكل بيبقي بالنسبالك الناس كلها ، لما بيضحك بتحس ان الناس كلهم بيضحكولك لما بيزعل كل حاجة بتزعل لما بيوجعك بتحس ان كل حاجة وجعتك وانت مكنتش منتظر دا منه للاسف .
_ عمر
نظرت اليه بتوتر: عمر
_ عمر افندي باباكي
_ ايوه بابايا .. ماله ؟
_ واضح انه خلق جواكي حب ومشاعر جميلة
_ وقالي ان فى مشاعر تانيه بتعيش جوانا لاخر العمر مبننسهاش حتى لو اصحابها مش موجودين نفضل فاكرينهم لانهم خلونا نحس بالمشاعر الجميله دي مهما عملو
_ شكلك طالعه لباباكي يا فريدة
ابتسمت : ياريت زي بابا لكن واضح انى اخدت قدر ماما وعايشة به
_ازاي ؟
_ لا دي قصة طويلة مره تانية
_ ضروري اعرفها
_ اكيد .. يلا ناكل الكلام جوعني ..
وصلت سياره عمر لمنزل والده كان ينتظره فى المكتب :
_ مساء الخير
_ مساء الخير اتفضل اقعد
عمر قعد : أخبار صحة حضرتك ايه ؟
_ وانت لو مهتم كنت سألت
_ هنا بتطمني على حضرتك
_ هنا هي الوسيط اللى بينا دايما
_ المهم حضرتك بخير
_ الحمدلله .. عاجبك قاعدة الفندق وانت عندك بيت كبير هنا
_ انا مرتاح هناك وبعدين انا بسافر كتير ف مش هيفرق انام فين ، المهم حضرتك كلمتني وقولتللي عاوز تتكلم معايا فى موضوع .. اتفضل .
_ هو انا لازم اطلبك علشان تقابلنى احنا لينا حق عليك
_ انا كنت مخطط اجى لحضرتك قبل ما تسافر
_ لا فيك الخير ..كنت عاوزة اطمن على شغلك عامل ايه ؟
_ رغم ان فى تقارير بتوصل لحضرتك اسبوعيًا ويمكن يوميًا
_ لكن لما بسمع منك مختلف
_ الحمد الله كله تمام
_ والفندق والمجموعه اللي معاك ؟
شعر عمر بنيه خلف سؤال والده : الحمد الله
نظر اليه ونبره حاده : وفريده ؟
عمر اتفاجئ : نعم
_ وفريده ..اللي أنت عاوز تكمل عمرك معاها، العرض اللي شوفته كان فى منتهي الرومانسية
علم عمر ان والده علم بحدث الحفله وما فعله :
_ الموضوع دا
قاطعه والده : تمثيل ، تمثيليه انت عملتها وأجرت فيها موظفة الريسيبشن تمثلها معاك عشان تنتقم من حببيبتك الاولي اللي ظهرت ، ظهرت قدامك وشايفه انك سهل ترجع ليها بعد ما باعتك زمان واختارت المقابل فكانت فاكره انك منستهاش ولما ترجع هتجري عليها لكن انت ظهرت وماسك ايد بنت جميلة ولما عرفت انها موظفه عندنا حبت تكسر غرورك وتثبتلك انك فشلت ف انت رديت عليها باللي حصل اللى انت عارفه اكيد
_ حضرتك عارف كل حاجة جبتني هنا عشان تعرفني انك عارف
_ لا أطلاقًا انا طلبتك هنا مش عشان اعرفك انا عارف ، انا ميهمنيش سلوى ولا البنت التانية والتمثيليه اللى حصلت ، لكن جبتك قدامي هنا عشان اعرف اللى اكدته للى كلموني وحكولي كان صح
_ حضرتك قولتلهم ايه ؟
_ قولتلهم عمر رأفت قلبه وظيفته يضخ دم وبس لكن هو عايش بعقله مش بمشاعره
صمت عمر واستكمل والده :
_ بجانب ان كفاية مسلسلات وكلام كتير يتقال ونحوله لواقع
_ مش فاهم ؟
_ انت حاليًا فى مرحلة محتاج انسانة تكون جنبك تسندك وتشجعك وتقف معاك ، تعمل اسرة ، حان وقت أنك تخطب ونعلن للكل ودا دلواقتي مش بعدين
تفاجئ عمر: دا أمر ؟
_ لا نصيحة لك عشان تركز فى شغلك وحياتك من غير تشتيت من ظهور الماضي
_ انا قصة سلوى اتقفلت ومش هتتفتح لو حضرتك قلقان
_ انا عارف انها مش هتتفتح لانك لو سمحت انا مش هسمح انها تتفتح مش هى اللى تستحق تشيل فى رحمها احفادي ، انا عاوزك تستقر يا عمر .. وعروستك موجوده ومش اى عروسة جمال ومال وعيله مستوي اجتماعي يليق بينا ياسمين بنت محسن شريكي فى مصنع الحديد والصلب وهو مرحب جدًا .
ضحك عمر ضحكة ساخره:
_ ماشاء الله حضرتك دورت واختارت واتكلمت .. ناقص التنفيذ فكلمتني تعرفني
_ فى خلال 7 سنين كان قدامك فرصة انت بنفسك تختار لكن محصلش هستني لامتى
_ انا قولت مش هتجوز بالطريقة دي وكنت واضح فى كلامي
_ مالها الطريقة دي ؟
_ انا لما اكرر اتجوز هتجوز انسانة في بينا مشاعر متبادلة بعيد عن الفلوس ، عاوز اطفالي يكبروا فى بيت دافئ هادئ مش بيت مليان برد .. انا مش عاوز ولادي يعيشوا اللى عشته
_ عمر
_ حضرتك لغايه دلواقتى مش قادر تنسى امى اللي اتجوزتها وانت بتحبها وهى كانت بتحب واحد تانى وعاشت جسد من غير روح معاك ورغم كل حاجة عملتها محبتكش وعاشت معاك وكملت بسببي انا ، وبعد ما اتوفت اتجوزت تاني عشان شكلك الاجتماعي واختارت واحده مناسبة تليق ب زوجه رأفت الدمنهوري ..حضرتك اختارت كدا لكن انا مش عاوز اعيش كده ، انا كنت صغير ايوه لكن كنت شايف كل حاجة انا شوفت بعيني امي وهي بتذبل معاك عايشة جسد من غير روح وانت اتمسكت بيها لغاية اخر نفس عندها ، مش عاوز اكون رافت التانى بنفس القلب الأناني ونفس العذاب ونفس الالم اللي عشته مش عاوز اعيش كده ومش هعيش لا انا ولا أولادي كدا ودا سبب انى متجوزتش للحظة دي ، سلوى مش السبب انا اللى قررت الخطوة دي هعملها لما اكون عاوز ومقتنع بيها مش عشان شكل أجتماعي .. طلبت مني اهتم بالشغل ودا حصل لكن حياتي الشخصية حياتي تخصني انا يا بابا انا اللي اختار.. عن اذنك .
انهى عمر حديثه وغادر المكتب والمنزل وعاد الى الفندق ، جلس يتذكر ذكرياته وهو صغير ورؤيته لوالدتته وهي حزينه جالسة فى صمت اغلب الوقت حتى مرضت ورحبت بالموت سريعًا وتركته وحيدًا مع والده .. خرج من غرفته واستقل بسيارته وتحرك بها تجول هنا وهناك دون تحديد طريق ومكان معين حتى وصل امام سكن فريدة بالسياره وبعد لحظات وهو فى سيارته شاهد سياره خالد وهى تقف وتدلي منها فريدة وتتحدث مع خالد مبتسمة ، اشتاظ غضبًا وتحرك بسيارته مسرعًا وغادر المكان لوجهه غير معلومة حتى عاد واستسلم للنوم .
استمر تجنب فريدة المتعمد لعمر وساعدها رامي بعدم الاحتكاك أو التقرب لعمر مهما حصل حتى جاء يوم العودة الى مصر ، تجمع الجميع فى غرفة الاجتماعات وتحدث عمر معهم ليودعهم :
_ عاوز اشكر كل شخص فيكم كان اد المسئولية وجدير بالمكان اللى فيه ، هتنزلوا مصر فى اماكنكم وفى مكأفاه لكل شخص على مجهوده مستر عماد ومستر رامي هيوزعوها عليكم ، هترجعو اماكنكم وان شاء الله بالتوفيق فى الخطوات الجايه .. شكرًا لمساعدتكم ليا .
كان يتحدث وينظر الى فريدة وكانت تنظر امامها دون ان تنظر اليه ، انهي حديثه وتحركا لاحضار اغراضهم وليتوجها الى المطار ، حاول ان يتحدث معها ولكنه شاهد رامي يصتحبها الى الخارج وبسياره هنا توجها الى المطار وفقد عمر فرصة توديع فريدة ..
فى الطائره جلست فريدة بجوار رامي ولكنها اغمضت عيناها ونامت حتى لا تتحدث مع حد ولاحظ رامي تمثيلها للنوم وهمس لها :
_ شيلي شويا نوم لما ترجعي البيت
_ سيبني يارامي مش عاوزة افتح عيني غير فى مصر
_ ليه كدا قومي نرغي مع بعض وننم ع خلق الله
تحدثت وهي مغمضه العين :
_ عاوزة احس ان اللى كنت فيه كان كابوس واصحي منه فى البيت
صمت رامي للحظة وتحدث: هتبقي احسن يا فريدة انا واثق
_ متقلقش عليا يا رامي ، انا كويسة متقلقش
_ متزعليش نفسك على حد ميستحقش ربع ساعه تفكير
فتحت عيناها ونظرت اليه :
_ هو مش غلطان يا رايم.. عمر معملش حاجة يتحاسب عليها
_ نعم ؟
_ ايوه ودا الحقيقة ، انا اللى عملت كل حاجة ، انا اللى بدأت وانا اللى اتماديت وانا اللى سمحتله بكذا حاجة ، انا لو مكنتش ابتديت مكنتش وصلت لكدا .
_ ايه اللى بتقوليه دا انتي هتشيلي نفسك ذنب انك حبيتي وهو اللى بيحب دا بيحب من نفسه كدا ولا الطرف التاني بيسمح لكدا يحصل دا انتى عندك حق تكرهيه
_ انا مكرهتوش يا رامي .. انا مكرهتش عمر ، عمر ولا مره قالي حاجة صريحة انا مشاعري كانت غلباني ف كنت باخد اى كلمه وفعل منه انها متبادله ، انا اللى كبرت كل حاجة جوايا .
_ كنتي بتتجنبيه ليه بقي ؟
_ عشاني .. عشان اعرف نفسي انه مينفعش انه مفيش حاجة وافوق لنفسي ، ان اللى حسيته كان إعجاب مش حب
_ اعجاب ؟
_ لازم يكون فى مسمي لمشاعر دي وهي مش حب لانه مش متبادل ف هو اعجاب من طرفي فقط .
رامى مره واحده: ايوه اعجاب هو اعجاب وفتره كده لما تبعدى عنه هتنسيه مش حب ولا بتاع
فريده وهى مغمضه: اعجاب مش حب .. اعجاب مش حب
رامى فى سره : احسن حاجه يا فريده انك تفهميها اعجاب ع الاقل وجعها اقل من حب من طرف واحد .
وصلوا المطار وبعد انهاء اجراءات الخروج تحرك رامي برفقه فريدة لايصالها للمنزل ، وكان فى انتظارها والدها حينما فتح لها الباب ارتمت فى حضنه وهي تبكي وتعجب من انهيارها فى البكاء وتفاجئ رامي ونظر اليه والدها ولم يستطيع ان يجيبه .. دخلا وبعد ان هدأت :
_ فى حاجة يا فريدة ؟
_ كنت واحشني يا عمر افندي كنت واحشني اوي
اترمت فى حضنه :
_ وانتى جدًا .. بس معقول كل الدموع دي كنتي مخزناه
_ شوفت بقي بنتك كانت متماسكة ازاي برا عشان متقلقش عليا واسال رامي
نظرت الى رامي ليؤكد حديثها :
_ ايوه يا عمر افندي متقلقش ع جعفر دي كانت مشيباهم هناك
ضحك والدها : طيب يلا غيري هدومك ويلا عشان ناكل عملتلك الاكل اللى بتحبيه ومنستكش يا رامي
_ حبيبي يا عمر افندي انا قايم معاك يلا
حضرا الطعام وجلسا يتناولاه وكانت فريدة تبتسم بالغصب ولاحظ والدها تغيررها رغم تمثيلها الواضح ، انهيا الطعام وغادر رامي وعادت فريدة لغرفتها حتى تنام ولكنها لم تستطيع واتجهت لغرفه والدها واستلقت بجانبه وتفاجئ بها :
_ فريدة .. فى حاجة
انضمت لحضنه وضمها : عاوزة انام فى حضنك انهارده ياعمر افندي
_ وحشتك لدرجة دي ؟
_ حضنك هو المكان الوحيد اللى بيطمني وكنت مفقداه اوي يا بابا
_ رامي باين عقل بعد الخطوبة
_ ايوه هيبقي عليه مسؤليات
_ الحب بيغير كتير يا فريدة لولا حبه هنا مكنش اتغير
_ قولى ياعمر افندى هو ايه الفرق بين الاعجاب والحب ؟
باباها ضحك : فى فرق بين الأعجاب والحب طبعا ، الأعجاب إحساس مؤقت انما الحب احساسه دائم ، الاعجاب انك تشوفى حاجه معينه تشدك ليها لفتره تنبهرى بيها لغايه ما تلاقى احسن منها او غيره وتسبيها فهو أحساس مؤقت ..انما الحب متعرفيش انتى بتحبى غير لما تحبى الحب أكتشاف مش طريقه احساس ملازم طول الوقت وبيكبر دون سيطره ، الأعجاب بيبقى ليه أسباب كتير انما الحب ملوش إى سبب واضح غير انك عاوزه تكونى مع الشخص دا تحت أى ظروف .
_ يعنى ممكن الاحساس بين الاتنين يبقى زى بعض، يعني ممكن تكون معجب بحد واتهيالك انك بتحبه والعكس انك بتحبه ويتهايلك انك معجب به
باباه: اه طبعا بيحصل،الوقت هنا اللى هيحدد الاعجاب مؤقت هيختفي لكن الحب ..الحب يا ديدا بيعيش جوانا مش بيموت حتى لو اصحابه ماتوا
سكتت فريده وقالت فى سرها : اعجاب مش حب و وهنسى علشان دا إعجاب مش حب
ضمها لحضنه وطبع قبله اعلي راسها :
- انتى كويسة يا فريدة ؟
_ انا بقيت كويسة خلاص يا عمر افندي ، هنام فى حضنك وكل حاجة هتبقي كويسة اغمضت عيناها ورددت : اعجاب مش حب اعجاب مش حب .
بعد عودتهم من لندن كان مسموح لهم بأجازة أسبوع قبل عودتهم الي عملهم فى الفندق فى شرم الشيخ كما قبل ، انتهت الاجازة وحان وقت العودة الى العمل .. عادت فريدة برفقة رامي الى شرم وفى الطريق كانت شاردة وتركها رامي وبعد اول استراحه تحدثا :
_ رامي
_ ايوه
_ عاوزة اطلب طلب
_ اوعي تقولي عاوزة ترجعي
_ لا.. مش عاوزة اى حاجة تفكرني بفترة لندن ، شويا كدا لغاية ما الدنيا تهدى عندي
_ متقلقيش مفيش حاجة هتفكرك بلندن لان اساس اكبر مشكله مش موجودة دراكولا الابن مش هيجي خلاص هو مكانه هناك مش هينزل متقلقيش انا اللى فى وشك هنا ليل نهار هزهقك ماهو مبقاش قدامي غيرك .
ابتسمت : هنزهق بعض يعني
_ ايوه هقعد اصحيلك لما هنا توحشني وانتي تصحيلي لما عمر ..عمر افندى قصدى يوحشك كدا يعني .
_ ابقي هاتلنا بنادول بقي
_ اتنين بنادول سكر برا
ضحكت فريدة واستكمل رامي التحدث معاها ثم تحرك السوبر جيت ووصلا بعد ساعات الى شرم الشيح ، وصل فريدة الى السكن واتجه الى الفندق ..
فى اليوم التالي تجهزت فريدة واتجهت الى الفندق لبدء عملها وصادفت رشا :
_ ازيك يا ديدا
_ الحمد لله ..عن اذنك
_ انتى لسه زعلانه مني ، صدقيني مكنتش اعرف اللى هيحصل ولو كنت اعرف كنت مروحتش لا انا ولا انتي .
نظرت لها فريدة :
_ اللى حصل حصل يا رشا خلاص
_ انا فسخت خطوبتي مع محمد لانه كان عارف واتفق وقبض مبلغ عشان تيجي استخدمني طعم عشان تروحي الحفلة ، صدقيني مكنتش اعرف
اقتربت لها فريدة ومسكت يدها :
_ رشا ، اللى حصل خلاص حصل وانتى لو كان ليكي علاقة باللى حصل مكنتيش هتفضلي هنا ، بعد ما رجعوكي مصر انتى ومحمد و التحقيق رامي قالي انهم عرفوا انك انك ملكيش ذنب عشان كدا مكمله ، اقفلي ع اللى فات .
_ يعني مش زعلانه مني ؟
_ مش زعلانه منك.. يلا نشوف شغلنا لاحسن هيزعلونا انا وانتي .
ابتسمت فريدة وبادلتها رشا الابتسامة وتوجها الى عملهم .
مر شهر على عودتهم من لندن والاوضاع مستقره ، وفريدة واقفه فى الريسيبشن تتحدث مع أحدى النزلاء ، فى جروب العمل ارسل رامي بجمع الكرو فى غرفة الاجتماعات بعد ساعة ، تركت فريدة مكانها وتوجهت الى غرفة الاجتماعات هي وبعض الاشخاص وانضم لهم عماد ورامي وبدء التحدث عن العمل وبعض المهام واثناء جلستهم فتح باب الغرفة ونظر رامي وتفاجئ ب عمر ، نظر الى فريدة التي تنظر امامها ولم تلاحظ دخول عمر ، بخطوات هادئه تقدم عمر ومر من جانبها ورائحه عطره مرت عليها ونظرت الى الشخص المار بجانبها حتي وقف بجانب رامي وعماد والتف وتفاجئت بوجود عمر .
بنبره هادئه ووقفه ثقه ينظر الى الجميع ولفريده وتحدث :
_ اتمني مكنش قاطعت اجتماعكم
تحدث عماد: لا ابدا يا مستر عمر دا انا ورامي كنا بنتكلم معاهم على بعض الحاجات
_ كملوا اعتبروني مش موجود
توجه الى كرسي وسحبه وجلس وتجنبت فريدة النظر إاليه وظل ينظر إاليها ولاحظ رامي نظراته الى فريدة .. انهيا الاجتماع وعاد الجميع الى اماكنهم واقترب رامي الى عمر :
_ حمدلله ع السلامة يا مستر عمر مقولتش انك جاي
_ سفر مفاجئ .. كام حاجة هنا لازم اعملها بنفسي
_ يعني حضرتك موجود فتره ؟
_ معرفش يا رامي عندك اعتراض ؟
_ لا اعتراض ايه دا المكان مكانك فعلًا ، حضرتك عاوز مني حاجة
_ لا لو عوزتك هكلمك ..
تحرك خطوتين وعاد الى عمر واقترب إاليه هامسًا :
_ اتمني اقامتك تكون فى حدود الشغل زى ما قولت لاني مش هسمح بغير كدا
تفاجئ عمر من أسلوب رامي ونظر رامي اليه مبتسم :
_ عن إذنك يا مستر عمر .
عاد عمر الى غرفة المكتب جلس امام المكتب واراح بظهره الى الخلف حدق بالسقف للحظات وامسك الهاتف واخرج رقم فريدة بعد تردد اتصل بها ولكنه تفاجئ من فعلت لرقمه خاصية الحظر ، اشتاظ غضبًا لفعلتها وخرج من المكتب للبحث عنها وجدها انهت عملها وانصرفت .. فى اليوم التالي انتظر حضورها للعمل وكان يراقب المدخل حتى ظهرت وهي برفقة احدى زملائها وتضحك وتبتسم لنزلاء وتوجهت الى الريسيبشن ، تردد من محادثاتها وظل يراقبها ، استمر على هذا الوضع 4 ايام وكانت تتجاهل وجوده وتتجنبه.. فى يوم انهت عملها وذهبت للسوبر ماركت لشراء بعض الاغراض سمعت اسمها :
_ فريدة
وقفت لحظة وتكرر الاسم :
_ فريدة
التفتت لمصدر الصوت وكان عمر خلفها ، تفاجئت .. اقترب اليها :
_ فريده ..عامله ايه ؟
_ انا الحمد الله زى ما حضرتك شايف
_ من ساعه ما رجعت ومش عارف اتكلم معاك
فريده نظرت اليه ب استعجاب: ليه فى حاجه هنتكلم فيها فى الشغل مستر عماد ورامي بيبلغوني بكل حاجة ، ولو فى تقصير هما هيبلغوني .
عمر متفاجئ من طريقتها المختلفة وملامحها الحاده واختفاء الابتسامة ، تحدث عمر بلجلجة :
_ كنت محتاح اوضحلك حاجة لان انتى باين فهمتي غلط و ..
_ حاجة ايه ؟
_ اللى حصل فى لندن ..
قاطعته: اللى حصل حصل وخلص يا مستر عمر ، كنت متهوره ومتسرعة وعملت حاجات مكنش ينفع اعملها .. احنا فى دلواقتي انا موظفة ريسيبشن وحضرتك صاحب المكان اللى شغاله فيه وهي دي علاقتنا .. اى حاجة خاصه بالشغل زى ما قولت لحضرتك مستر عماد ورامي بيبلغوني بكل حاجة متتعبش نفسك ( بصت ع الساعة) عن إذنك لاني أتاخرت
تركته فريدة وتحركت اتجاه السكن وهي ممسكه السلسله وضماها بيدها وعمر واقف فى حالة صدمة وذهول من طريقتها وشعر بضيقه من ذلك .
منذ عودة عمر وكلما يحاول التحدث مع فريدة كما السابق كانت تصده وتتهرب وبالاضافة الى رامي وحصاره لها .. عاد الى لندن فجأه وعلمت فريدة وتقبلته بصمت وتأكدت أن قرارها بتخطيه هو الإختيار الصائب وشعر رامي ب أريحيه ل اختفاء عمر حتى لا يؤثر على فريدة فى قرارها بتخطي مشاعرها .
تعليقات



<>