رواية لهيب العشق الفصل السادس عشر16 بقلم سيليا البحيري

رواية لهيب العشق الفصل السادس عشر16 بقلم سيليا البحيري
- قدّام فيلا طارق - بالليل
الجوّ برد، والهوى مشحون توتر. تارا بتخرج بسرعه من باب الفيلا، ووراها أدهم وياسر، التلاتة ملامحهم باينه عليها التعب، عينيهم مولعه بالغضب، بس جواهم... فاضيين. لا دليل، ولا خيط، ولا شيرين.
تارا (وهي ماشية بسرعه وبتزعق):
مفيش! ولا حتى علامة... ولا حتى نظرة حقيرة تأكد شكوكي! طارق نِدِل آه، بس هو مش اللي خطفها!
أدهم (بيحاول يلحقها):
تارا، اهدي شويه... إحنا كده بنهدر طاقتنا على الفاضي، بنجري في كل الاتجاهات!
ياسر (بيمسك إيديهم وبيوقفهم):
استنوا... نهدى كده ونرتب أفكارنا، نفكر في اللي شفناه جوا... يمكن في تفصيلة صغيرة فاتتنا.
تارا (بتبص له والدموع مالية عنيها):
مفيش يا ياسر... مفيش حاجة! شيرين اختفت ومش لاقيين لها أي أثر! ولو مش ثريا... ولا طارق... أمال مين؟!
أدهم (بصوت واطي وحزين):
يمكن... يمكن هي خرجت لوحدها؟ يمكن حصل لها حاجة برا... حادث ولا حاجة؟!
تارا (بحدة):
مستحيل! أمي ما بتقدرش تتحرك! ولو اتحركت، كان لازم نلاقي أثر، كاميرات، شهود... أي حاجة!
ياسر (بيبصلهم بجدية):
في احتمال إن اللي خطفها يكون حد قريب... قريب قوي... لدرجة إننا نثق فيه ومش نشك فيه خالص...
أدهم (بقلق):
تقصد... من عيلة الشرقاوي؟ لا لا، صعب قوي...
تارا (بتضيق عينيها وبترجع خطوة ورا):
ليه لأ؟ لو أمي اختفت من بيتنا، يبقى اللي أخدها كان عارف البيت كويس... وعارف إحنا بنعمل إيه... وإمتى بنخرج وإمتى بننام...
ياسر (بيبص في الأفق):
لازم نرجع الفيلا... ونقلبها حجر حجر. وماتخافيش يا تارا، هنلاقيها.
أدهم (بيحط إيده على كتف تارا):
وإنتِ لازم تهدي... عشان لو أعصابك راحت، هنفقد تركيزنا... وأمي ما تستاهلش نضيّعها مرتين.
تارا (بتتنهد وبترفع عينيها للسماء):
لو المرة دي ما لقيتش أمي... هولّع في الكل. كلهُم.
ياسر (بصوت حاسم):
لأ يا تارا... مش كده نجيب حقنا. لازم نلاقيها... ونكشف مين خطفها... ونخلي الدنيا كلها تعرف الحقيقة.
أدهم:
يلا نرجع. نبدأ من الأول.
التلاتة بيركبوا العربية وبيمشوا في سكوت... والليل بيغطي عليهم، بداية جديدة لطريق كله غموض وحقيقة مستخبية
**********************

الساعة قربت تبقى 12 بليل، والدنيا ضلمة إلا من نور العربية. إياد سايق على مهله، باصص قدّامه بس شكله مش مركز خالص، ملامحه باينة عليها الصدمة والتوهان.
إياد (بيكلم نفسه بصوت واطي وهو مركز في السواقة):
"أنا مش مصدق... دي تارا؟ تارا اللي طول عمرها بتضحك كده برقة وبتتكلم بهداوة؟"
(يهز راسه ببطء وكأنه بيحاول يمحي الصورة من دماغه)
"كانت هتموّت الست... كانت عنيفة جدًا... وأنا واقف مش عارف أعمل إيه... حاسس إني شوفت حد تاني خالص!"
بياخد نفس عميق، ويمرر إيده في شعره وهو متلخبط، وبعدين يرجع يمسك الدركسيون.
إياد (بصوت مهزوز شوية):
"بس يمكن كانت تحت ضغط... أمّها اختفت، طبيعي تنهار بالشكل ده، صح؟"
(يسكت لحظة ووشه فيه ألف سؤال)
"بس اللي حصل... ده ماكانش انهيار، ده كان غِل... كان مرعب."
(يطق بأصبعه على الدركسيون)
"أنا... أنا كنت فاكر إني عارفها... فاكر إني أقرب واحد ليها... بس شكلي ماعرفش عنها حاجة أصلاً!"
يبص على الموبايل اللي مرمي جنبه، والصورة بتاعة تارا وهي بتضحك باينه. يتنهّد تنهيدة تقيلة ويرجع يبص للطريق.
إياد (بصوت خافت وكأنه بيكلمها):
"أنا مش هحاسبك النهارده يا تارا... يمكن بكرا تفهميني، يمكن أنا كمان أفهم اللي حصل... بس اللي شُفته النهارده... مش هيطلع من دماغي."
العربية مكملة طريقها في الضلمة، والنور بتاعها بيشق السكة، وإياد لسه تايه بين صورة تارا الهادية... وصورتها وهي غاضبة زي الوحوش
*********************
فيلا الشرقاوي – الصالة الكبيرة – ليلاً
العائلة كلها متجمعة في الصالة، التوتر واضح في الوجوه. الجد عادل يجلس متكئًا على عصاه، الجدة صفاء تمسك مسبحتها وتتمتم بدعاء خافت، زين واقف ويديه خلف ظهره، منار جالسة ووجهها قلق، إياد يتحرك جيئة وذهابًا وثريا جالسة صامتة لأول مرة، عيناها منتفختان من البكاء.
فجأة، يُفتح الباب، يدخل ياسر أولاً، متجهماً، يتبعه أدهم صامتًا، ثم تارا، وجهها غاضب ومليء بالخيبة.
صفاء (بلهفة):
رجعتوا؟!! طمنوني يا ولادي، في جديد؟! لقيتوها؟!
عادل (ينهض بصعوبة):
اتكلموا... متقولوش إنكم رجعتوا من غير ما توصلوا لحاجة.
أدهم (بصوت مبحوح):
للأسف يا جدي... مفيش أي أثر... فتّشنا الفيلا من فوق لتحت، حتى العربيات... مفيش ولا دليل.
زين (بقلق):
بس ليه راحوا هناك أصلاً؟! ليه طارق الألفي؟!
ياسر (بحزم):
لأننا شاكّين فيه... هو طول عمره حقود على عمي سليم الله يرحمه، وكان ناوي يتجوز طنط شيرين عشان يستولي على كل حاجة.
تارا (بغضب مكبوت):
وكان بيضحك! بيتمنّى موت بابا... وسارة بنته... كانت بتستفزني!
(تصمت لحظة، ثم تنهض وتصرخ)
كنت هقتله بإيدي لو ما وقفنيش أدهم وياسر!
صفاء (تضع يدها على قلبها):
يا ساتر! تارا... يا بنتي لا، ما توصلوش لكده!
إياد (يوقف تارا ويقرب منها):
إهدي يا تارا... إحنا فاهمين قلقك، بس انتي لازم تسيبي الموضوع للشرطة.
(ينظر لأدهم وياسر)
صح؟ انتو بلغتوا حد من المباحث؟
ياسر:
طبعًا، بس اللي خطف طنط شيرين مش أي مجرم عادي... ده راصد كل حاجة بدقة. لا كاميرات، لا شهود، لا بصمات.
منار (تضع يدها على فمها):
يا ربي... يعني اختفت كده؟! من غير ولا أي دليل؟!
أدهم (يحاول يتمالك نفسه):
ما اختفتش... أنا حاسس إنها لسه عايشة... ومش هرتاح غير لما أرجعها.
ثريا (بصوت خافت لأول مرة):
يعني... يعني أنا مش السبب؟
الكل ينظر إليها... صمت ثقيل يسود المكان
صفاء (بلطف ولكن بحزم):
مش وقت اللوم دلوقتي يا ثريا... بس اللي اتقال النهارده... محتاج يتراجع.
زين:
محدش يقدر يتهم حد من العيلة من غير دليل... واللي حصل النهارده لازم يعلّمنا إننا ما نستعجلش الحكم.
تارا (تنظر لثريا بغضب ثم تغض بصرها):
أنا آسفة لو اتسرعت... بس كنت منهارة.
ثريا (تدمع عيناها):
أنا... مش زعلانه منك، يا تارا... بس قلبي وجعني لما اتقال إن ليّا يد في اختفاء شيرين...
(تتوقف، ثم تنهض)
أنا همشي أوضتي، كفاية وجع النهارده.
تميم (يتدخل):
ماما... خليكي هنا، كلنا موجوعين، بس لازم نفضل مع بعض.
عادل (بصوت عميق):
البيت ده اتربى على المحبة، على لمّة العيلة... وهنفضل سوا لحد ما نرجّع شيرين.
أدهم (ينظر إلى تارا):
لازم نكون عقلانيين... اللي خطف ماما مش سهل... بس مش أذكى منّا.
ياسر (بنبرة متحدية):
ولو آخر يوم في عمري، هرجعها
**********************
داخل فيلا العطار – بعد منتصف الليل
الباب اتفتح بهدوء، وإياد دخل الفيلا وهو باين عليه الإرهاق... الخطوات تقيلة وصوته بيتنفس بتعب. الجو هادي، كل الأنوار مطفية ما عدا نور خافت في الرسيبشن.
إياد عدى على أوض العيلة، من غير ما يصحي حد، وراح على أوضته مباشرة. دخل وقف الباب وراه وسند ضهره عليه، زفر تنهيدة طويلة، وبص حواليه في الضلمة.
إياد (يتمتم لنفسه):
"في حاجة غلط... تارا مش عادية... مش بس غموض، دي عاملة حاجات مش مفهومة، ودايمًا بتتهرب."
راح ناحية المكتب الصغير اللي في أوضته، سحب موبايله واتصل على كمال، المساعد الخاص بالعائلة.
كمال (بصوت ناعس من النوم):
"ألو... باشا؟ خير؟"
إياد (بحزم وتوتر):
"كمال، آسف صحيتك بس عايزك تجمعلي كل حاجة تقدر توصلها عن واحدة اسمها تارا... شغالة معانا في الشركة من شهر ونص، عارضة أزياء... مفيش غير اسمها الأول بس."
كمال (بدأ يركز):
"تمام يا باشا، في أوصاف أو حاجة تساعدني؟"
إياد:
"شعرها أشقر طويل، عيونها زرقا، ستايلها أنيق وهادي، بس... في نظرات مش مريحة، بتحسسني إنها مش جاية عشوائي. افتح ملفها في الموارد البشرية، وابدأ من هناك."
كمال:
"أوامرك... هبدأ من دلوقتي."
إياد:
"ولما توصل لأي حاجة، حتى لو كانت تافهة... بلغني فورًا."
أنهى المكالمة ورمى الموبايل على المكتب. لف الكرسي وجلس عليه، فتح اللابتوب وكتب في محرك البحث: “Tara”.
دخل على إنستغرامها... الحساب مفتوح، لكن فاضي تقريبًا.
بدأ يتصفح الصور... كلها موديلينج، ما فيهاش أي حاجة شخصية. وقف عند آخر بوست، مؤرخ بأغسطس 2019.
كانت صورة جمعت بينها وبين شاب أطول منها، ملامحه قوية لكنه مبتسم بلطف، وواقف جنبها.
إياد (بهمس):
"ده مين؟... أول مره أشوفه معاها... أخوها؟ حبيبها؟... ليه ما اتكلمتش عنه أبدًا؟"
يبص على الكابتشن... مجرد رموز قلوب وكلمة “العيلة”. مفيش تاج، مفيش تعليق يوضح.
إياد:
"حتى في البوست ده... مفيش اسم، مفيش أي حاجة توصّلني لحاجة..."
يرجع الصورة تاني، يركّز في ملامح الشاب، بس مافيش حاجة بتفيده... ولا حتى اسمه.
إياد (بنبرة قلق):
"مش طبيعي... حد بيخفي كل تفاصيله كده؟! أكيد وراها سر كبير... وأنا هعرفه، مهما كلفني."

في  فيلا العطار – صباح اليوم التالي
إياد قاعد في الجنينة الخلفية، في هدوء غريب يحيط بيه، بيشرب قهوته وموبايله في إيده، بينتظر أي جديد من كمال. ملامحه متوترة، مش قادر يركّز، وكل تفكيره في تارا... وصورة إنستغرامها... وكلام كمال اللي لسه ما وصّلوش بشيء.
صوت خطوات واثقة بيقترب... زين ظهر فجأة، أنيق كالعادة، بنظرته المغرورة اللي فيها لمحة سخرية، وابتسامة خفيفة مالهاش تفسير.
زين (بهدوء وهو يقعد على الكرسي المقابل):
"صباح الخير، ابن العم."
إياد (بتوتر خفيف):
"صباح النور، ما اتوقعتش أنك تصحى بدري."
زين (بضحكة صغيرة):
"لما تبقى الدنيا مشوّقة بالشكل ده... مستحيل تنام بعمق."
إياد بيبص له بنظرة مريبة، مش فاهم قصده، لكن ساكت.
زين (ينظر له بثبات):
"شفتك امبارح... في الشركة. وشفت اللي كان بينك وبين... العصفورة الغامضة."
إياد فجأة يشد في جلسته، نبرة صوته فيها دفاع تلقائي:
إياد:
"مافيش حاجة بيني وبينها."
زين (بابتسامة هادئة):
"وأنا ما قلتش إن في حاجة... لكن نظرتك قالت كتير. تحبها؟"
إياد يسكت لحظة، ما يعرف يرد، بس عينيه تفضحه.
زين (يميل ناحيته):
"أسمعني كويس، تارا مش زي ما انت فاكر... هي مش بريئة، ومش طيبة... شفتها في أمريكا قبل كده، كنت معيدها في الجامعة، وصدقني... ما شفتش طالبة بنظراتها العدوانية دي في حياتي."
إياد (يُتمتم بانزعاج):
"يعني إيه؟"
زين (بنبرة غامضة وباردة):
"يعني إنها مش بتلعب عشوائي... ووجودها هنا مش صدفة... أنا متأكد إنها بتدور على حاجة. يمكن انت عاجبها... ويمكن مجرد ورقة من أوراق لعبها."
إياد يحاول يخفي قلقه، لكنه بيقول بحذر:
إياد:
"إنت مش فاهمها... ممكن تكون مكسورة... بس مش مؤذية."
زين (ببرود ذكي):
"الناس اللي جوّاهم كسر... ساعات هما أكتر ناس بيوجعوا. إنت لسه طيب يا إياد... وأنا؟ اتعودت أقرأ اللي ورا السطور."
يقف زين ببطء، يربّت على كتف إياد، ونبرة صوته أخف لكن ما زالت غامضة:
زين:
"بس نصيحة منّي... ما تقعش في الفخ، لأنك هتتأذي أكتر من اللي تتخيله."
ويسيب إياد قاعد، شارده، قلبه وعقله في صراع... والقلق في عينيه بيزيد
ما ان سقطت ملك على الارض مغشيا عليها حتى حملها مؤمن على يديه ثم وضعها على فراشه بكل رقة وجلس بجانبها بعض الوقت يتأملها بحزن شديد على خوفها ورعبها منه وعن حبها الذى بدا يكبر فى قلبه وخاف ان لا تشعر به وعن ابنه الذى تحمله فى بطنها ثم نهض من مكانه وجلس على كرسى قريب منها بعض الشى
..
استيقظت ملك من اغمائها فوجدت ان راسها تألمها بشدة فتحركت فى مكانها ببط وهى تدور بعينيها المكان فوجدت انها ليست بغرفتها وانها مازالت بغرفة مؤمن وعلى فراشه ووجدته يجلس على كرسى قريب من الفراش التى توجد عليه وويضع راسه بين يديه ويجلس حزين للغاية فشهقت بشدة وخافت ان يكون بدر منه شى وهى فى غيبوبتها فبدات تضم جسدها كله ببعضه حتى تراكمت فى مكان واحد وهى تغطى جسدها بيديها ..
رفع مؤمن راسه ونظر لها فحزن اكثر على خوفها منه لهذه الدرجة ..
مؤمن بالم :
انا اسف ياملك 
نظرت له ملك والدموع تترقرق فى عيونها ولم ترد ..
مؤمن بصوت مخنوق :
مكنتش اعرف انى مسبب لك ازمة كبيرة اوووى كدا 
وبلاش تقولى انى مش حاسس باللى عملته لانى حاسس بيه 
واكتر مما تتخيلى 
بس انا حبيتك ياملك حبيتك اوووى حسيت انك انتى نصى التانى اللى كنت بدور عليه وخلاص لقيته
انا قلبى بيوجعنى اوى ياملك فى كل مرة بشوف نظرة الخوف اللى فى عيونك دى بلاش اشوفها ياملك انا ماستهلش منك كدا 
اول يوم دخلنا فيه بيتنا دا وانتى زعقتى فيا وقولتيلى انك هتاخدى حقك منى مهما حصل كنتى فعلا بتاخديه من غير ماتاخدى بالك 
مجرد انك تفضلى حابسة نفسك فى اوضتك طول ما انا موجود ومتعمليش صوت عشان بتخافى اقرب من الاوضة واعملك حاجة ومش هتقدرى تدافعى عن نفسك كنتى بتموتينى وانتى مش حاسة
وكل نظرة خوف والم واستحقار شوفتها فى عيونك كانت بتخلينى احس انى مش راجل ودى حاجة تالم وتوجع اى راجل 
يمكن اللى حصل لينا احنا الاتنين دا اختبار من ربنا عشان يجمعنا مع بعض فى حلاله ونبدا صفحة جديدة ونعيش مع ابننا اللى فى بطنك 
انا ياملك ......... كاد ان يكمل حديثه حتى وجدها نهضت من مكانها وهى تبكى بشدة واتجهت للباب وكادت ان تفتحه فوجدته يمسكها من يديها .. 
مؤمن بزعيق :
انا لسه مخلصتش كلامى اسمعينى للاخر 
انا يوم لما رحت الشقة دى كنت رايح عشان اتمم صفقة مع شركتك اللى سرقوها منك واللى رفض انور منير انى اتمها فى شركتك وصمم انى اتمها فى شقته وهناك شربنى حاجة سكرتنى وخلتنى شايف كل حاجة بس مش عاف انا بعمل ايه ومشى وسابنى 
وفجاة لقيتك قدامى و ........... كاد ان يكمل كلامه فوجدها تصرخ بشدة ..
ملك بصريخ :
بسسسسسسسسسس متكملش مش عاوزة افتكر حاجة ارحمنى ابوس ايديك انتوا بتعملوا فيا كده ليه انا عملت لكم ايه سرقتوا حياتى وبيتى وفلوسى ودمرتونى وذلتونى ليييييييييييييييه هو انا بتعذب فى الحياة اوى كده لييييييييييييييييه 
ثم وقعت على الارض وازداد بكاؤها وصوت شهقاتها 
جلس مؤمن بجانبها ثم جذبها بكل قوته فى حضنه بعدما رفضت فى البداية ثم استسلمت له وظلت تبكى بحرقة والم حتى نامت تماما 
..
كان مؤمن عيونه تملاها الدموع وهو يتحسس شعرها برقة وهى فى حضنه كالطفل الصغير الذى يحتمى فى والده .. 
حملها مؤمن على يديه ودلف الى غرفتها ووضعها على فراشها وقبلها من جبينها بعدما همس لها :
بحبك اوى ياملك 
ثم تركها ودلف الى غرفته اخذ حمامه وابدل ثيابه وذهب الى والدته بالمشفى ..
____________________________________________________
فى المشفى 
دلفت هنا الى غرفة والدتها مع انعام وليان فوجدتها متعبة للغاية ..
هنا بلهفة وهى تقبلها من جبينها :
ماما حمد الله على سلامتك ياحبيبتى 
استدارت انيسة بوجهها عنها ولم ترد ..
انعام :
حمد الله على السلامة ياست انيسة قلقتينا عليكى ياحبيبتى 
انيسة بصوت متعب :
الله يسلمك ياانعام .. امال فين ليان 
ليان بفرحة :
انا اهووو ياخالتو حمد الله على سلامتك
انيسة :
الله يسمك ياحبيبتى 
قوليلى ياليان كنتى بتعيطى وبتصرخى ليه واحنا فى الفيلا 
ليان بغل وغيظ وهى تنظر الى هنا وتتذكر ما فعلته بها :
مفيش ياخالتو اصلى وقعت 
انيسة :
متكدبيش عليا ياليان عموما لما هخرج من هنا هعرف كل حاجة 
يارب مايكون فى حاجة تانية مستخبية عليا 
هنا بحزن :
لا ياماما متقلقيش مفيش حاجة تانية ولا حاجة المهم حضرتك تقومى لنا بالسلامة 
ظلت انيسة على حالها ولم ترد عليها ..
هنا وهى تتنهد بشدة :
انا هنزل الكافتيريا يادادة اجيب نسكافيه عشان مصدعة اجيب لك حاجة معايا 
انعام :
لا ياحبيبتى ماليش نفس لحاجة روحى انتى 
تجاهلت هنا ليان تماما وخرجت من الغرفة دون ان تعيطها اى اهتمام مما اشعل النار بداخل ليان ..
____________________________________________________

فى المشفى .. كان مكاوى يجلس على احدى الطاولات بالكافتيريا يتفحص هاتفه وامامه كوب من القهوة وما ان رفع عينه من على هاتفه حتى وجد هنا تدلف الى الكافتيريا ..
مكاوى وهو يهندم شعره بحرج :
وبعدين بقى فى البت دى .. يخربيت كده خطفتنى من نظرة 
لا يامكاوى لم نفسك دى اخت مؤمن عيب كده 
خفض مكاوى عينيه مرة اخرى الى هاتفه محاولا ان يشعل نظره عنها ..
كانت هنا تلف بعينيها فى المكان كله فوجدت مكاوى يجلس على احدى الطاولات ..
هنا باابتسامة عذبة وخفقة قلب :
اييييه دا مش دا الواد صاحب مؤمن بتاع الفيلا 
هو انا مالى كدا كل مااشوفه قلبى يدق كده مع انى مكنتش بحبه يعنى قبل مايسافر 
تنهدت بشدة وهى تنظر عليه وسرحت فيه حتى فاقت على الجرسون وهو يعطيها النسكافيه ..
...... ازيك 
رفع مؤمن عينيه فوجد هنا امامه فبدا يهندم شعره بحرج وهو يتحاشى النظر لها :
الحمد لله 
هنا باابتسامة على احراجه :
امممممم انا هنا اخت مؤمن 
مش فاكرنى بتاعة الفيلا
مكاوى وهو مازال على حالته :
اااااه اكيد فاكرك طبعا ومن قبل مااسافر كمان 
هنا :
طب كويس .. قاعد لوحدك ليييه
مكاوى :
اصلى كنت بفطر وبشرب قهوة ومؤمن قالى انه رايح شقته هيغير هدومه وهيجى تانى كنت مستنيه يعنى 
هنا :
امممممم طيب لو عوزت حاجة بقى انا فوق عند مامتى فى اوضتها ماشى 
مكاوى واخيرا نظر لها :
هى فاقت
هنا باابتسامة ساحرة :
اه من شوية 
مكاوى وخفق قلبه على ابتسامتها :
تمام حمد الله على سلامتها 
هنا بضحك على احراجه منها :
الله يسلمك باى بقى 
ما ان غادرت هنا من امامه حتى تنهد بشدة وقال :
يخربيت كده .. فى اييييه بقى .. ماانا كنت مقضيها لازم يعنى تسحرينى بضحكتك دى .. طب اعمل ايييه دلوقتى اقوم امشى انا يعنى ولا ايييه ماهو انا مش لازم اشوفها تانى كده هخسر صاحب عمرى .. يارب ماتقع يامكاوى ..
____________________________________________________
فى المساء فى ذلك القصر 
كان القصر مزين بالورود والانوار والاثاث الجذاب 
ويملاه كبار رجال الاعمال واصدقاء نيفين ووالدتها وسيدات المجتمع التى تعرفت عليهم فى وقت قصير .. 
وانور الذى كان يقف على احر من الجمر ينتظر نيفين ان تنزل من غرفتها ..
اما فى غرفة نيفين 
كانت غاضبة وتصرخ بقوة بعدم موافقتها النزول والاحتفال بعيد ميلادها ..
ساندى :
يابنتى حرام عليكى صوتى اتنبح يللا البسى بقى الناس عاوزين يحتفلوا معاكى امال هما جايين ليه
نيفين :
ماليش دعوة انا معزمتش حد 
رانيا :
لا بقى انتى بجد بتستعبطى بعد كل اللى والدتك جهزته دا ومش عاوزة تحتفلى بعيد ميلادك
نيفين بزعيق :
انا حرة مش عاوزة اتهبب واحتفل بعيد ميلادى , ايه بالعافية 
والدتها وهى تدلف الى غرفتها :
لا يانيفين هانم مش بالعافية 
لو سمحتم يابنات ممكن تستنوا برا ثوااانى بس 
ما ان خرجت زميلات نيفين من الغرفة حتى نظرت لها والدتها بقوة وقالت :
انتى بتعملى معايا كده ليييييه
دا انا عاوزة اسعدك وافرحك نفسى اشوفك مبسوطة طول الوقت 
مش عاوزة تنزلى عيد ميلادك لييييه مش دا اللى كنتى بتتمنى كل سنة نحتفل بيه ولو حتى فى النادى 
دلوقتى انا بحتفل لك بيه فى القصر وعازمة لك اكبر ناس فى البلد 
كل دا وبردو مش عاجبك ومش عاوزة تنزلى وهتكسفينى مع الناس
نيفين بسخرية :
انتى بتحتفلى بعيد ميلادى بفلوس ملك 
كل الناس اللى تحت دى المفروض تيجى هنا لملك مش لينا 
هتفضلى تتجاهلى الموضوع دا لحد امتى ايه لزمة التمثيلية السخفية القذرة دى اللى انتى عايشاها ومعيشانا معاكى فيها 
احنا عايشين فى بيت ملك وبنصرف من فلوسها 
هنفضل كدا لحد امتى انا بدات اكره نفسى بجد 
حرااااااام عليكى بقى كفاية 
سعاد بغضب :
ملك .. ملك .. ملك .. انتى لو كنتى خايفة عليها اووووى كدا مكنتيش وافقتى تاذيها متغلطيش وتحملينا احنا نتيجة غلطتك
بس دلوقتى انتى هتنزلى يانيفين بالذوق بالعافية هتنزلى 
نيفين وهى تقترب من والدتها وتنظر بقوة فى عيونها :
لا بالعافية ليييه
عاوزانى انزل يامدام سعاد اقصد ياسعاد هانم 
حاضر هنزل وهرسم الابتسامة المزيفة على وشى ومش هكسفك قدام البشوات اللى تحت بس افتكرى حاجة واحدة بس 
الجشع اخرته وحشة اوووى 
لم تتاثر سعاد بكلام نيفين وانما تركتها ترتدى ثيابها الشيك الراقية التى اختارتها بنفسها لتناسب ذلك الاحتفال وخرجت من غرفتها على شفتيها ابتسامة خبيثة لتلك المفاجاة التى ستخبرها بها حين نزولها من غرفتها ..
تعليقات



<>