رواية لحظات الصمت الفصل الاول1والثاني2 بقلم مياده يوسف الذغندى

رواية لحظات الصمت الفصل الاول1والثاني2 بقلم مياده يوسف الذغندى

تعالوا تعالوا هنا وحشتونى ياولاد ، اما انا جايبه لكم قصه جميله وحلوة كدة زى البطله بتاعتنا اللى قلبها زى السكر ومليانه حب وحياة ، بس الدنيا مش بتسيب حد فى حاله ...... الله الله استنوا هحكى الحكايه ، صلوا على خير الأنام شيفع الخلق 

كان ياما كان ياسادة ياكرام كان فى ليله فى أواخر الشتا من سنين طويله كانت ........

سعاد :: على السرير بتتوجع كفايه كفايه كفايه بصرخه ياشيخ سالم 

سالم :: انتبه لها ، قام فتح عينه وبيفرك فيها ، كفايه كفايه ايه ياوليه ، مالك ياام محمد خير 

سعاد :: كفايه نوم ، قوم يااخويا شكلى بولد ، انا مش رضيت اقلقك قولت لما اتأكد انه ميلاد ، تكون انت ريحت ساعه كدة ، بس خلاص ،ده ميلاد ، نادى على بنتك مش قادرة 

الشيخ سالم:: حاضر حاضر ، وقام جرى ، ينادي بنته 

____ ثريا ثريا ، تعالى يابنتى شكل امك بتولد ....

ثريا :: بتفتح عنيها من النوم ، دلوقتى امى بتولد ، طب اروح انادى ام عيسى الدايه صواريخ ، هنادى على محمد ونروح بسرعه .....

سعاد :: بصريخ ، مش قادرة ، بسرعه ياولاد 

ثريا:

ماشي يا أمي ماشي، لحظة وهكون عندك…

(بتاخد شالها بسرعة وبتخرج تجري في الهوا الساقعة)

الشيخ سالم (واقف في النص حيران):

يا ساتر يا رب…


ثريااااا، خدي بالك من نفسك يابنتي، والدنيا ليل.

ثريا:

ما تخافش يا بوي، هروح أنده أم عيسى، وهاجي بسرعة.

سعاد (بتتألم أكتر وبتصرخ):

اللهم صبرك…

يا وجع قلبي…

ياااااارب رحمتك…

(بتكتم صرختها في المخدة)

الشيخ سالم (قاعد جنبها وممسك بإيدها):

هتعدي إن شاء الله، اصبري واذكري ربنا…

كله هيعدي بخير.

(بعد شوية صوت دق على الباب...)

أم عيسى (بتدخل بسرعة ومعاها شنطة صغيرة):


فينها فينها يا شيخ سالم؟




الشيخ سالم:


جوه، ربنا يجازيكي خير يا حاجة، تعالي بسرعة.




أم عيسى (بتدخل الأوضة):


يا اختى، يا سعاد، طولي بالك…


هتكون ساعة فرج إن شاء الله.


يالا نبدأ بسم الله…




سعاد : أنا بولد من العصر بس ماكنتش عايزة أبين،  لحد لما اتأكد ، وخايفه الناس تاخد بالها ، يقولوا ايه ، بنتها لسه والدة الاسبوع اللى فات وهى الاسبوع ده ؟


أم عيسى :: ياحبيبتى كله بتاع ربنا ونصيب ، وبعدين انتى كدة بتثبتى انك لسه صغيره ، ههههه بتولدى مع بنتك ومرات ابنك ، سيبى نفسك الله هى اول مرة يعنى 


هاتوا الميه السخنه ياولاد بسرعه.......


(بعد لحظات الصمت فيه  الأصوات المكتومة، الشيخ سالم واقف ورا الباب، قلقان، بيتمتم بالدعاء بصوت واطي)




الشيخ سالم (بيدعي):


اللهم هون عليها…


اللهم ارزقنا مولود السعادة…


اللهم اجعله من الصالحين…




(بعد لحظات، يُسمع صرخة بيبي صغيرة…)




أم عيسى (بابتسامة):


مبروك يا سعاد…


بنت زي القمر…!




الشيخ سالم (صوته بيرتجف):


الحمد لله…


الحمد لله يا رب!




سعاد (بهمس وتعب):


بنت؟... الحمد لله…


اللهم اجعلها من السعدا الصالحين .....


أم عيسى : لفت البنت ، ونادت على الشيخ سالم ، ومدت ايدها وبسرعه رجعتها تانى ، لاء البشارة الاول ههههه


الشيخ سالم: من عنيا ، بس ادن فى ودنها الاول ، واخد البنت وأدن فى ودنها 


أم عيسى:: هه هتسمى ايه ؟


الشيخ سالم:: فكر ثوانى وابتسم هسميها (سماح) يارب دايما تبقى حياتها سمحه وحلوة ويستر عرضها يارب 


سعاد :: سماح ، اسم حلو يارب تبقى حياتها من اسمها 


وبعد وقت كانت ثريا حممت أمها وغيرت ملايه السرير ، انا هاروح ادبح فرخه ليكى يااما 


__ قرأن الفجر ياأبا.....


الشيخ سالم :: أيوه،  اسبح وأروح الجامع واطلع على الغيط اشقر على الأرض واجى 


ثريا :: بالسلامه ، ادعي لينا معك ياشيخ سالم


الشيخ سالم :: بدعى فى كل وقت وحين هو انا عايز واصيه يابنتى ......


#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى 




بعد وقت ■■■■■■




الشيخ سالم كان رجع من الغيط دخل الاوضه لاقى سعاد نايمه ، وسماح فى اللفه جنبها ، ميل بجسمه لعندها ، فتحت عنيها،  اول لما شافها الشيخ سالم ، قلبه دق ، وتلقاني ابتسم لها ، وشالها وراح قعد على الكنبه اللى فى الاوضه وفضل يكلم فيها 


____حمدلله على السلامه ياست سماح ، نورتى حياتنا ، حاجه كدة ولا على البال ولا الخاطر ، بقى معقول بعد العمر ده بعد لما بقيت جد اخلف تانى ، معقول ، لا وامك اللى بقت جدة بتخلف ، البلد كلها بتحكى عننا ، بس يحكوا هو احنا عملنا حاجه حرام يعنى ، احنا خلفنا صحيح على مكبر ، بس يالا خلفه الكبير هيبه هههههه


سعاد :: انتبهت له ، ابتسمت له 


سعاد (بصوت تعبان لكن مبتسم):


ضحكتني يا راجل…


هيبه إيه بس؟! دا أنا مش مصدقة لسه إني خلفت…


كنت فاكرة خلاص، العمر جري، والفرص راحت.




الشيخ سالم (وهو ماسك البنت وبيهزها برقة):


العمر ما بيخلص غير لما ربنا يقول…


وبعدين ربنا لما يديكي نعمة في الوقت اللي الناس فاكرة إنه راح،


تبقي دي مش نعمة وبس… دي كرامة من ربنا!




سعاد:


أنا قلبي بيرقص، بس دماغي بتلف…


ياااه، بقى عندي سماح؟!


بعد ما بقيت جدة، لبست اللفة من تاني؟


أنا لوحدى حكايه والله.




الشيخ سالم (يضحك):


وهو أنا مش بقيت جدّ وبقيت أبو عيال وورانا زرع وغيط… لاء ومأذون البلد والبلاد اللى حولينا ، وكمان شيخ مقرئ


بس برده شلت الست سماح وادّنت في ودنها زي أول مرة خلفت فيها محمد…




سعاد:


عارف يا سالم؟


أنا مش خايفة من كلام الناس…


أنا خايفة من الزمن، من التعب، من الحيرة…


بس لما بصيت في وشها، حسيت إن الدنيا كلها سَكَتَت،


وكل الخوف راح…


وما بقاش فيه غير "لحظة صمت" فيها حب كبير.




الشيخ سالم (بصوت واثق وحنين):


وهي دي لحظة الصمت اللي بتتكلم أكتر من ألف كلمة…


سماح مش بس بنت،


سماح دي بداية جديدة…


والبدايات الحلوة مش لازم تيجي في أول العمر،


أحيانًا بتيجي في آخره علشان تبقى أحلى 💛




سعاد (بدمعة صغيرة نزلت):


يا رب…


يا رب تبقى من نصيبها حياة سمحة زي اسمها…


ومتشكرالك يا شيخ سالم إنك سند لقلبي طول السنين.




الشيخ سالم:


وانتي قلبي وسندي…


وأهو ربنا عوضنا بسماح، وخلانا نعيش لحظة مش هتتنسي.


__ طب وايه رأيك .... وراح عندها خدى البنت ورضعيها هو خيرها مش وصل لسه ولا ايه ؟


سعاد :: بكسوف لسه ، قول يارب 


الشيخ سالم: يارب ، اه كنت بقولك ايه ، اه ايه رأيك انى عايز حته كمان وغمز لها .....


سعاد : ايه حته كمان ليه بقى ، ربنا يخلى عندنا البنات والبنين نحمد الله ، احنا كبرنا انا عندى ٤٢سنه وجدة ههههه




> (وبعد لحظة صمت جميلة، ساد فيها الهدوء جو الأوضة... بدأ الفجر ينساب على الحيطان الطين بلونه الباهت، ونور ضعيف بيتسلل من شباك الخشب المفتوح نص فتحة.)




(الصوت الوحيد اللي كان باين هو خوار بقرة بعيد، وصوت ديك صاحي من بدري، وريحة العيش الفلاحى جاية من الفرن اللى فى البيت...)




(الشيخ سالم مد إيده، سحب البطانية على سعاد، وبص للبنت الصغيرة اللى نايمة جنبها، كأن الزمن واقف في الركن ده من البيت، مستني يبارك اللحظة دي...)




(في الخارج، كان محمد بيرش ميّه قدام البيت، وبيعدّل الطوب حوالين الزرع،


محمد : كان مبسوط وفرحان انه جاله اخت صغيرة وبيكلم نفسه، على وش سماح ، هنبنى البيت حجر ونسلحه ، وشها خير البت دى والله ،


 كأنه بيجهز الدنيا علشان تستقبل "سماح".)




(البلد كلها نايمة، بس بيت الشيخ سالم كان فيه نور مختلف، نور مولود جديد، ونفس ريحة الفجر في الريف: برد ناعم، وسكون بيحضن الناس على مهل.)




ثريا :: بتخبط على الباب ، ادخل ياأبا؟


الشيخ سالم: تعالى ، ياضى عيونى ادخلى ....


ثريا : دخلت ، وكانت شايله صنيه عليها شوربة وفرخه لأمها،  قومى يااما يالا كلى والاكل سخن يدفى معدتك كدة امسك ياأبا منى خد.....


الشيخ سالم: مد ايدة واخد الصنيه ، وبص لسعاد يالا قومى اتقوتى وكلى لقمه اسندى نفسك ...


ثريا :: هاتى سماح اغير لها ،عملت لها ميه بسكر ، ابا عايزين بودرة أطفال،  وحبه كوافيل،  وكام جلابية صغيرة كدة لسماح ،  هنزل البندر اشتريهم ماشى .....


الشيخ سالم:: ماشى ، خدى محمد اخوكى وياكى ، وعندك الفلوس اهى ، وشوفى كل الطلبات ياثريا ، وعايز اعمل سبوع حلو لسماح ماشى ، ويارب افرح بيكى يابنتى يارب 


ثريا :: لاء ، انا مش هتجوز واسيبك انا قاعدة معكم هنا ، ايه زهقتوا منى ولا ايه ؟


الشيخ سالم: ازهق منك معقول انااااااا ....... 


الفصل الثاني 


تعالوا ياولاد اسمعوا،  وبطلوا دوشه ، انا مش هحكى غير لما تجيوا كلكم هنا وتسمعوا هششش لحظات الصمت بقى .....


ايوه حلوين ، صلوا على سيد الخلق المختار ، مسك الختام 




بقى ثريا كانت بتكلم أبوها وتقولوا......


ثريا :: ايه عايز تجوزنى ، زهقت منى ياأبا معقول كدة ؟


الشيخ سالم:: معقول تقولى كدة ، دانتى حبيبتى ونور عينى ياثريا ، بس دى سنه الحياة يابنتى ، وانتى زينه الصبايا وجميله والف مين يتمناكى ، ولعلمك بيتقدم لك عرسان كتير ، بس انا برفض 


ثريا :: وأنا مش عايزة خالص ، هفضل قاعده هنا معكم ....


__ قولى ياأبا هو احنا مش هنروح نشترى طلبات السبوع بتاع سماح ؟


الشيخ سالم:: طبعا ، هتنزلى البندر وتروحي مع محمد اخوكى ، وتجيبوا كل حاجه من الإبرة الصاروخ اوعى تقصرى 


ثريا :: هو انا اقدر برضوا ، عارف مرات محمد ، كانت بتقول ، انك مش هتعمل سبوع لسماح وكدة يعنى ....


الشيخ سالم:: ليه يعنى ، هو انا قصرت مع حد منكم قبل كدة ، حتى اولاد اخواتك مش قصرت معهم فى حاجه ، سيبك انتى كلام نسوان ماسخ ، قومى جهزى لى اللبس عندى كتب كتاب ، وبعدها مناسبه عند النايب وهقرا فيها الليله جهزى الحته الصوف الإنجليزى والقفطان اللى عمله عمك سعيد وانا رايح اشوف امك واختك ......


دخل الشيخ سالم يسحب على طراطيف رجله ، ويبص عليهم وهما نايمين فى حضن بعض ، وقف يتأمل الصغيرة وكأنه مش خلف قبل كدة ، وبقى جد كمان.........




الشيخ سالم:: (صوت داخلى )


ياترى يابنتى هعيش لما اجوزك ياسماح وافرح بيكى ، ولا ايه ، يارب ادينى العمر لما اشوفها كبيرة وعروسه وبيتها سعيدة ومتهنيه مع ابن الحلال ، واجعلها من اهل العفه واسترها يارب معها 




سعاد :؛ ايه يامولانا ، واقف سرحان فى ايه ، انت بتحب جديد ولا ايه ؟


الشيخ سالم:: اه بحب جديد ، ليكى فيه ، القمر اللى جارك دى ، خطفه عقلى وقلبى ، خليك ياحداد على نارك ولا اكل وشرب حطالك هههههههه 


سعاد :: بقى كدة ، ماشى ربنا يهنى سعيد بسعيدة هههههه 


هه وادى قومه ....


الشيخ سالم:: رايحه فين ؟


سعاد :: ايه مش عندك النهاردة مناسبه لا دول اتنين ورا بعض كمان .....


الشيخ سالم:: انا قولت لثريا هتجهز كل حاجه خليكى انتى مكانك ، ماتقوميش،  انتى لسه ولادة امبارح بس ربحى 


وبعد مدة كان الشيخ سالم جهز ولبس الزى الرسمى بتاعه 


انا ماشى عايزين حاجه هعدى على محمد فى بيته وانبه عليه علشان يروح مع ثريا يجيبوا الحاجه بتعت السبوع سلام .....


#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى 


فى بيت النايب ......


اهلا ياشيخ سالم  اتفضل ، انت نورتنى ، النهاردة انا عامل ليله علشان سبوع حفيدى اتفضل ......




كانت القعدة عامرة، الضيوف حوالين السفرة، والعين على الشيخ سالم من أول ما دخل، الكل سكت، وصوت التنفس بس هو اللى كان بيملا المكان، وهو واقف فى وسطهم، ماسك المصحف، وصوته هادى ومرتل.




قرأ بصوت فيه هيبة ووقار، بيحاكى صوت السنين اللى عاشها فى خدمة كتاب الله...


الكل سمع... والكل انبهر...




واحدة من المعازيم:


"الله.. الله يا مولانا... ده صوتك بيرج القلب رج... كأنى بسمعها لأول مرة."




رجل مسن:


"ده الشيخ سالم؟! والله ما كنتش أعرف إنه كده... ده يستاهل يبقى فى إذاعة القرآن الكريم!"




حتى الأطفال سكتوا، الحفيد الصغير كان على حجر أمه، باص على الشيخ من بعيد، كأنها بتحس بكلامه رغم سنها الصغير.


وأثناء ما هو بيقرأ، كان قلبه بيهمس بدعوة خفية:




الشيخ سالم (صوت داخلى):


"يارب اجعل تلاوتى نور فى قلوبهم، وارزقنى طول العمر علشان أشوف ولادى وحبايبى فى خير وفرح دايم..."




النايب:


"كتر خيرك يا مولانا، والله نورت البيت، وشرفت المجلس... دي كانت أحلى تلاوة سمعناها فى بيتنا من سنين."




الشيخ سالم (بابتسامة متواضعة):


"كله من فضل ربنا... القرآن بركة، واللى يقعد معاه عمره ما يخسر."


واحدة من المعازيم بتقول ......


 


"اللى يشوف الشيخ سالم النهارده، هيصدق إن ده راجل لسه مخلف من يومين لا وكان سبوع  حفيدته الاسبوع اللى فات ؟ ده اللى يشوفه منور كأنه شاب صغير بيقرأ للمرة الأولى!"




وبعد التلاوة، ضاف الشيخ كلمتين حلوين عن لمّة العيلة وصلة الرحم، ودعا للكل بالستر والرضا.


المعازيم قاموا يسلموا عليه، وكل واحد فيهم بيقول فى سره:


"الراجل ده... ربنا حاطط له قبول فى كل كلمة."




تانى يوم الصبح بدرى.......




محمد كان واقف بيرش الطوب ميه ، علشان ببحهزوا يبنوا بيت جديد بالطوب الأحمر ويسلحوا البيت بالحديد ، كان بيقرأ القرآن وهو بيرش الميه 




(وبينما محمد بيرش المية، كانت الجارة "أم فرج" معدية قدام البيت…)




أم فرج: صباح الخير يا محمد… ايه الحلاوة دي؟! سمعت إن أمك ولدت؟!




محمد (بفخر وهو بيضحك): صباح النور يا أم فرج، أيوه، جالنا سماح… بنت حلوة زي القمر.




أم فرج: ما شاء الله… ربنا يبارك فيها ويخليها لكم. أمك جدّة وانت جدّ صغير كده؟!




محمد: ههههه الدنيا لسه فيها مفاجآت، وأمي دي قوية… ربنا دايمًا مفرحنا بيها.




أم فرج: بس لازم تيجوا تزورونا بيها قريب، الستات في البلد كلها مستنية السبوع واكيد الشيخ سالم،  هيبدع فى الليله دى ..........


جات ثريا عليه ، خلاص يامحمد خلصت ، يالا علشان نيجى بدرى ، مش هينفع نسيب امك واختك لوحدهم كدة ؟


محمد :: طب ، اقول لمراتى تيجى تقعد معها ؟


ثريا لاء هما نايمين 




فى الطريق إلى البندر...




كانت الشمس لسه طلعة، والسواقين بيندهوا فى العربيات، والناس بتفتح دكاكينها، والدنيا عامرة بالحياة.




ثريا كانت ماشية جنب محمد، عينيها مليانة فضول وفرحة.




ثريا (بإنبهار):


"ياااه يا محمد… هو البندر دا كبير كده؟! الناس هنا بتصحى بدرى قوى!"




محمد (ضاحك):


"علشان يلحقوا الرزق يا ست الكل، البندر مابيستناش حد، واللى يتأخر تفوته الحاجة الحلوة."




دخلوا أول محل، كان بتاع طلبات السبوع وزينة.




ثريا:


"أنا عايزة حاجات شكلها يفرّح، سبوع سماح لازم يبقى مختلف."




البياع:


"اتفضلي يا أختي، عندي فوانيس صغنطوطة، وبلالين، وكمان شرايط فيها اسم البنوته!"




محمد:


"هات لنا ٣٠ بلونة، وشريط مكتوب عليه (نورتى الدنيا يا سماح)."




ثريا (بفرحة):


"وشوية لعب العيال صغيرة نحطها فى أكياس، والأكياس تكون لونها بينك!"


محمد :: بينك ، جبتيها من فين دى ؟

ثريا :: سمعتها فى التلفزيون هههههههه

البياع:

"عينى، كله عندي... أنتي بتحبى التفاصيل واضح!"

خرجوا من المحل ومشوا شوية، دخلوا محل العطارة.

العطار :: طب مانا عندى طلبات السبوع كلها هنا يالا رزق.......

ثريا (بتقلب في الخامات):

هات لوز، وجوز هند، وسكر بودرة، وشوية شمر وكراوية علشان سماح ، اه ومغات .

محمد (مازحًا):

"انتي نازلة تعملي سبوع ولا عرس؟"

ثريا:


"سبوع سماح مايتكررش، لازم يفضل في الذاكرة!"

بعد كده راحوا محل القماش.

محمد:

"نجيب شوية ستاندات قماش علشان نزين بيهم السقف."




ثريا:


"أيوه، وألوان تبقى بينك هههههه وأبيض وموف، يبقى الشكل هادى وناعم." وعايزين كام جلابيه صغيرة وكوافيل لسماح هدوم جديدة ......




الراوي:


ومع كل شارع يدخلوا فيه، كانت "ثريا" بتحس كأنها بتكتشف عالم جديد، عالم واسع غير اللى كانت شايفاه دايمًا من شباك بيتهم، أول مرة تحس إنها كبيرة وبتجهز حاجة تخصها هي وأهلها، أول مرة تشيل مسئولية الفرحة.




رجعوا بالعربية، شنطهم مليانة، وقلوبهم فرحانة، والجو في القرية كان بيجهز نفسه لليلة من الليالى الحلوة.

مستنين يسمعوا الشيخ سالم،  وهو بيقرأ وينشد القرأن .......

رجعت ثريا ومحمد البيت ، وكان مليان ناس دخلت ثريا الحاجه عند امها ، وبدأت تطلع الحاجه شوفى ، العروسه دى هنعلقها هنا فوق راس سماح كلها نور وزينه ، اما جبنا حبه حاجات ايه تهبل وتاخد العقل ، مش خسارة فى موحه،  والنبى رزقها واسع قوى .....

مرات محمد ... 

ورينى كدة ، الله حاجه حلوة قوى ، دى زى حاجات ابنى بالظبط ، وغاليه .

ثريا؛: اه احنا مش عندنا خيار وفاقوس ، كله زى بعضه 

وبعد يومين ، كان السبوع البيت مليان ناس ، والكل فرحان ومبسوط وبيعبوا السبوع فى العلب 

يتبع 

                  الفصل الثالث من هنا              
تعليقات



<>