
رواية لحظات الصمت الفصل الخامس عشر15 والسادس عشر16 بقلم مياده يوسف الذغندى
تعالو ياحبايبى أكمل معكم الحكاية ، ونعرف الدنيا وصلت مع سماح فين ، وايه الجديد بس قبل الكلام صلواعلى خير الأنام شيفع الامه......
حمدى :: بتقولى ايه ، كل الفلوس اللى بعتها ، يعنى الكلام صح بقى ؟
جيهان :: بكل برود ، اه ومالو فيها ايه يعنى ، مااشترى حتتين دهب ، اومال غربه على الفاضى ....
حمدى :: بس الفلوس دى علشان نشطب البيت الجديد ، بدل بيت العيله وكل يوم مشكلة مع اخويا ولا مراته ، وخناق العيال مع بعض ، وانا تعبت من الغربه ، عايز انزل بقى ، ويكون لى بيت وعيله
جيهان ::: بطل دراما ، وانشف شويه كدة ، احنا هنروح فين يعنى ، يالا سلام
حمدى :: الو الو ....... وقفل الخط وحط إيده الاتنين فى وسطه ، وهز راسه كانت جوازه سودة انا عارف .....
جيهان : راحت على الدولاب ، وطلعت صندوق الدهب اللى جبته ، وبقت تبص على الدهب بكل فرحه ومبسوطه انها اشترت دهب......
♡♡♡♥︎♡♡♡♡ فى مبنى الشؤن الاجتماعيه
ماهر :::: تمام ياست سماح ، انتى اتعلمتى بسرعه ، عندى ليكى مفاجأة........
سماح :: خير ، يااستاذ ماهر قول
ماهر ::: عندكم فى البلد اللى جنبكم ، هنفتح مبنى للشئون هناك وحدة الشئون الاجتماعيه، تخدم المنطقه هناك الكام بلد واهى تخف شويه الحمل عن المبنى هنا ، وانا رشحت اسمك تشتغلي هناك ، واهو بدل المصاريف اللى بتصرفيها فى المواصلات ، هتبقى قريبه لك ، قولت ايه ؟
سماح : والله فكرة ، انا موافقه
ماهر ::: بس اعميلى حسابك انك هتيجى مرة فى الشهر تسلمى تقارير ومستندات هنا بنفسك
سماح :: تمام ، تمام
وبعد وقت راحت سماح المبنى الجديد فى البلد اللى جنبهم ، وتأقلمت فى الشغل وبقت محبوبه من الكل وبقى لها حياة جديدة ومستقلة وأقوى كتير عن الاول ، ورجع لها هدوئها النفسي، وبقى العرسان عليها كتير أكتر كمان من الأول، بس الرفض عندها كان عنوان حياتها ، رافضة فكرة الجواز ، من أساسه وفى يوم من الايام بعد عشر سنين
#بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى
♤♤♤ بعد عشر سنين الشيخ سالم كان راجع من ليلة عزا ، كان المقرئ فيها ، وكالعادة الناس كانت قاعدة بتسمعه بكل خشوع وحب ، الشيخ سالم شعر بأزمه فى صدره ووجع ، شاور لمحمود ابنه
محمود ::: راح جرى ، على ابوه ، مالك يابابا فيه ايه ؟
الشيخ سالم:: على البيت ، على طول تعبان ، وحاسس بألم فى صدرى
محمود :: لاء نروح للدكتور على طول
… الدكتور ببص للشيخ سالم بجدية وقال:
الدكتور: يا شيخ سالم، حالتك محتاجة راحة تامة… لا زعل، ولا انفعال، ولا مجهود زيادة.
محمود (بقلق): حاضر يا دكتور، إحنا هنلتزم، بس طمنا…
الدكتور: لو التزم بالراحة، إن شاء الله هيكون بخير، لكن أي ضغوط ممكن تضر قلبه أكتر.
🚪 خرجوا من عند الدكتور، ومحمود شايل هم الكلمة الأخيرة في قلبه.
محمود: يابابا، من النهاردة مفيش حاجة تزعلّك… إحنا مالناش غيرك يابابا
الشيخ سالم (بابتسامة هادية): يا ابني… الزعل عمره ما كان بيجي من الغريب، الزعل دايمًا بيجي من القريب.
والزعل مش بينهى العمر ، الاجل ومكتوب ، خليها على الله
في البيت .......
سعاد ::كانت مجهزة العشا، لكن عينيها وقعت على وش الشيخ سالم الشاحب.
سعاد: مالك يا حاج؟ وشك مش طبيعي.
محمود: الدكتور قال لازم يرتاح، وإحنا كلنا هنساعده على ده.
سعاد :: خبطت على صدرها ، يالهووووى، ايه حصل ، دكتور ايه ، ايه اللى حصل طمنى .....
الشيخ سالم :: مسك ايدها ، ياست ملتعمليش دوشه ، حبه وبعدين احنا كبرنا ياام محمد ولا ايه ، ريحى بالك ، كل شئ تمام وحلو الحمد لله
وبص لمحمود ...... محمود عجل بالجواز عايز أفرح بيك ياابنى قبل مااموت ، ونفسى سماح ربنا يكرمها هى كمان باابن الحلال .....
محمود :: هز راسه ، حاضر يابابا بس أنا مش عايز انشغل عنكم واسيب البيت هنا
الشيخ سالم:: ياسيدى ، انا لوفتحت الشباك وناديت عليك هتيجى على طول عجل بس انت .....
💭 في نفس الليلة، الشيخ سالم قعد في غرفته، ماسك المصحف، وصوته هادي وهو بيقرأ… لكنه كان حاسس إن حياته داخلة على مرحلة جديدة، يمكن أخفّ، ويمكن أصعب، بس الأكيد إنها محتاجة صبر أكتر من الأول.
وفي الوقت ده… كانت سماح في اوضتها ، مشغولة بشغلها في الوحدة الجديدة، ما تعرفش إن القدر بيكتب فصل جديد من الحكاية… هيفضل يقرّبها أكتر وأكتر من حكايه جديدة ووجع تانى أو....... لحظات صمت جديدة هتسكن فيها ......
سابت اللى فى ايدها وسمعت صوت أبوها بيقرأ القرآن قامت راحت له ..... وقفت على باب الاوضه وسندت راسها على الباب ، بس انتبهت إن صوت أبوها فيه حاجه....
دخلت عليه الاوضه ، كان قاعد على السرير ، قعدت على ركبها قدامه ومسكت إيده
سماح :: بابا ، مالك ياحبيبى فيك ايه ، انت زعلان ؟
الشيخ سالم:: صدق ، وقلع النضارة وابتسم لها ، وشدها جنبه على السرير ، انا الحمد لله تمام وميه الميه ، انتى اخبارك ايه ، انا عرفت انك معك شغل بتخلصيه ماحبتش انادى عليكى الا لما تخلصي وتيجى انتى ، اخبار الشغل ايه ؟
سماح :: تمام ، بس انت فيك حاجه متغيرة مالك قول ؟
سعاد :: داخله من الباب ، تعب ومحمود اخده للدكتور ، ومش عايز يريح نفسه شويه ، قولى له بطل فكر حبه
سماح :: تعب ، الف سلامه عليك، قلبى بيقول فيك حاجه ، طب الدكتور قال طيب ، طمنى ، ونادت على محمود ، يامحمود يامحمود
الشيخ سالم:: شدها من إيده، تعالى وسيبك من محمود انا الحمد لله تمام ، ونفسى أفرح بيكى قبل مااموت ياسماح ، واطمن عليكى ، اللى حصل زمان من عشر سنين مش نهايه الكون ، وبردوا عيدى تفكير
سماح :: يعنى ده وقته ، اطمن عليك اهم حاجه، وكل شئ نصيب ...
♡♡♡♡♡ عند عزيز
كان قاعد فوق السطح ومدد على الحصيرة
سعد :: والله قولت اكيد نايم هنا مالك نايم كدة ليه قول
عزيز :: ولا حاجه ، هربان من العيال وامهم ، دى عيشه تقصر العمر والله ، مش مبطلين زن وطلبات، قولت اطفش حبه هنا فى الطل ، وبص لسعد خلصت ورق المعاش بتاع امك
سعد :: مدد جنبه ، اه والله ، الله يسترها سماح ، هى اللى خلصته ، المعرفه فى المصالح الحكوميه حلوة بردوا
عزيز :: سماح ، وهى عامله ايه ، أخبارها يعنى ....
سعد :: منك لله عقدت البنت فى العيشه والجواز ، اخدتها سلخ من أول يوم ، بس يالا حق ناس يخلصه ناس تانيه ، زمان كنت تهرب من سماح علشان تمشيها على مزاجك ، دلوقتى بتهرب من بيتك علشان تقعد على مزاجك ، اشرب بقى ......
عزيز :: ايه ، انا ممشى اللى تحت دى زى الساعه
سعد :: اه ، بامارة القايمتين اللى واخدهم عليك ، يااخى اسكت بقى .....
◇◇◇◇◇◇ عند حمدى
كان بيتكلم مع اخته فى التليفون
حمدى :: بتقولى ايه ، يااميمه ، الهانم عملت ايه ، غضبانه من مين ؟
اميمه :: والله زى ما بقولك كدة ، كنت بزور اخوك ، لاقتها لمت هدومها وماشيه ، بقولها من ايه ، قالت تعبت وزهقت
حمدى :: تعبت وزهقت من مين ، والعيال فين ؟
اميمه :: العيال ، عندى اهم جبتهم معى ، مراتك دى مش نافعه خالص
حمدى :: لو مش اتعدلت والله لاتجوز واحدة تانيه ، واجيبها البيت الجديد ، ويبقى قهر ليها واسيبها متعلقه كدة
وانا هتصرف........
وقفل التليفون مع اخته ، ودخل المطبخ يعمل فنجان قهوة ....وبيكلم نفسه
انا هنزل مصر قريب وادور على عروسه واكسر لها مناخيرها اللى بتتعالى عليا بيها ، ماهى دى مش عيشه خالص ، يا دى النيله القهوة فارت يالا دلق القهوة خير .....
الفصل السادس عشر16
تعالوا تعالوا ياولاد، مستعدين للبارت النهاردة، اربطوا الأحزمة علشان اللى هيحصل النهاردة ، وقبل الكلام صلوا على مسك الختام ......
فاكرين حمدى كان واقف فى المطبخ وبيعمل قهوة وكان سرحان فى وضع مراته واهمالها المستمر ، لاء وفوق كل ده ناكرة الجميل وأم مهمله جدا فى أولادها، وحمدى فكر يتجوز علشان يأدبها ، لكن قال فى باله ، انه كدة بيعالج غلط بغلط ويصبر عليها شويه كمان .....
حمدى :: اخد فنجان القهوه وراح وقف فى الشباك ، انا بقول اصبر شويه واستنى يمكن تعقل وتاخد بالها من بيتها وأولادها، انا اوصل لها فكرة الجواز تهديد واشوف رد فعلها ......
وفعلا قل كلامه واتصاله لها ، عن الاول ، وكمان قلل الفلوس اللى كان بيعتها لها ، على أمل انها تعرف قيمه الحياة لكن هى فى يوم من الايام ........
الاستاذ عبدالمنعم اخو حمدى الكبير .......حاضر ياللى على الباب براحه انا سامع الجرس
فتح الباب ....
عبد المنعم ::: جيهان ، ايه مالك هتكسرى الباب براحه شويه ....
جيهان :: بصوت عالى ، براحه، طب ياسيدى معلش حصل خير ، امسك عيال اخوك اهم ، هو مش يسافر وانا اشيل الهم وفى الاخر له ، مش لى
عبد المنعم :: نعم ، يعنى ايه ، بترمى عيالك ، وبعدين سفره وغربته لمين ماهو ليكى ولعيالك ؟
جيهان :: البيه اخوك ، عايز يتجوز ، لاء وبيقطع المصروف ، يشيل بقى
عبد المنعم :: استهدى بالله كدة واطلعى افتحى شقتك وانا هتصل عليه ، وافهم الحكايه ...
جيهان :: ولا تتصل ولاتفهم، عيالكوا عندكم ، اهم سلام
عبدالمنعم :: ياجيهان ، ياجيهان ، يخربيت الهبل ، والله له حق يتجوز ، تعالوا ياولاد ادخلو ا وانا هتصل على ابوكم ، تعالوا .....
بعد وقت ......
حمدى :: أيوه ياعبدالمنعم كل ده حصل ، طب والعيال فين دلوقتى ؟
عبدالمنعم:: ام محمد ، حمتهم ولبستهم لبس من هنا ونايمين دلوقتى جوه ، متخافش عليهم
حمدى :: تمام ، انا ليا تصرف تانى ، معلش ، ياعبدة هتقل عليك ، خلى الولاد عندك اوعى تيجى وتاخدهم ، وهى مش هتيجى انا عارف ، وبكرة هبعت لك حواله بكرة على البنك ، وتكسر باب الشقه وتغير الكالون ، وانا هكلم اختك تبعت سمر بنتها الكبيرة معكم طبعا تبقى تبيت مع الولاد فوق ، هتقل عليك ياعبده وانا هحاول انزل اجازة قريب ، وانا لى تصرف تانى ماشى
♤♤♤♤♤♤ عند جيهان كانت قاعدة مع اختها أمل
جيهان :: هاتى طبق الحلويات ده هاتى بلا هم
أمل:: طب انتى رميتى عيالك لعمهم ، ايه قلبك حجر ، مش خايفه عليهم يعنى ؟
جيهان :: بصت لاختها بصه كلها ( قدره) الحال من بعضه ياحبيبتى ، ماانتى اهو راميه عيالك وقاعده عند ابوكى ومروقه نفسك على الآخر....
أمل:: لاء الوضع مختلف ، انا جوزى بيضرب ويشتم ، ومضيع فلوسه يمين وشمال ، جوزك بقى مسافر ومتغرب وخيره ليكم ، دانتى خدتى الفلوس اللى بعتها واشترتى بيهم دهب ، وماخدش معك حق ولا باطل ، بتقارنى ابه بأيه ، اعقلى وارجعى لبيتك ولمى عيالك
جيهان :: لما ينزل ويبوس ايدى ، ويكتب البيت الجديد باسمى ....
أمل :: حمدى ، هيعمل كدة ، عشم ابليس فى الجنه.......
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى
حمدى فى مكتب المدير بتاعه فى إحدى الدول العربية....
المدير :: حمدى ، انت مقدم على إجازة، وانت خلصت رصيد اجازة عامين قدام ، كيف اعطيك اجازة ، اذا حابب ، تترك العمل ، ونصيحه منى انت لاتعوض هذا العمل مرة أخرى، حل امورك انت بعيد الاجازة
حمدى :: هما ١٥ يوم بس ، وارجع على طول ، عندى ظروف صعبه
المدير :: لك اخوان هنا من حقهم اجازات التانين ، والحين فيهم اللى نازل ، يصح نقعد ه ، ونزلك انت ، لايصح ....؟
خرج حمدى من مكتب المدير ، وحاله مدمر ، وراسه هتتشل من الفكر ، طلع تليفونه واتصل على أخته
اميمه :: الو ياحمدى ، عامل ايه اخبارك ،مال صوتك متغير ليه ؟
حمدى :: روحت اقدم على اجازة، والمدير ........
أميمة:: ولا يهمك ، خد بالك من نفسك ، عيالك فى عنيه ، مش تقلق .....
♤♤♤♤♤ بعد مرور سنه ونصف.....
فى بيت الشيخ سالم
سماح :: بابا تعبان قوى ، ننقله المستشفى يامحمود ، والنبى ياابو سالم ننقله المستشفى حالته صعبه ، وكانت منهارة من الدموع والبكى ، انا هتصل على اخواتك يجوا يشوفوا بابا .....
محمد :: كلام سماح صح ، لازم ننقل ابويا المستشفى ، حالته مشةعجبانى ، روح يامحمود هات عربيه، على بال ماادخل اغير له هدومه بسرعه ....
ودخل محمد على ابوه الاوضه ...
محمد :: اما يااما ، ناوليني هدوم تانيه مااغير لأبويا هناخده للدكتور بسرعه ....
الشيخ سالم::: بصوت ، يكاد يطلع منه ، وكان صوته تعبان جدا ،، نادى لمحمد ، تعالى هنا قرب منى اسمع منى كويس
_____ مافيش داعى ، للمستشفى ياابنى ، خلاص الوقت حان
محمد :: ابا ، اسكت مش تقول كدة ، ربنا يخليك لينا ويديك الصحه
الشيخ سالم:: العمر مكتوب ، والاجل محتوم ، وكل واحد وله ميعاد ، وصيتك امك ، واختك سماح ، ومش هوصيك على الباقى ، انت ابنى الكبير ، ودول امانه فى رقبتك ، خد بالك منهم ، وخليهم يجهزوا الكفن ...
سماح :: دخلت ، سمعت كلمت ابوها ...... جريت عليه مسكت ايدة وبقت تبوس فيها ، لاء يابابا مش تقول كدة
سماح :: وهي ماسكة إيده بكل قوتها، دموعها بتغرق وشها، "لأ يا بابا بالله عليك، ما تقولش كده، إنت لسه معانا، إنت ظهرنا وسندنا، إزاي تسيبنا كده؟"
الشيخ سالم :: بابتسامة ضعيفة، وصوته مبحوح، "يا بنتي... العمر مش بإيدينا... أنا راضي بقضاء ربنا... إنتِ قلبك طيب، وأعرف إنك هتفضلي حافظة وصيتي... خلي بالك من أمك... وخلي بالك من نفسك... إوعي حد يكسرك
معلش ياسماح ، الدنيا مش بتدى الإنسان اللى هو عايزة
دايما مش بنلاقى كل حاجه
بس أنا حاسس ان ربنا هيرضيك فى يوم ، ولما ترضى ، متزعليش.......
سماح :: بصوت بيترعش، "إحنا من غيرك ولا حاجة... إحنا محتاجينك، محتاجين ضحكتك، ومحتاجين نصايحك... إزاي هعيش وأنا مش سامعة صوتك كل يوم؟"
الشيخ سالم :: وهو بيشد على إيدها بصعوبة، "هتعيشي يا بنتي، وهتفضلي قوية... افتكري دايمًا إن أبوكِ ما ماتش... أنا هفضل بدعائي ليكم... ربنا يسعدكم ويرضى عنكم... وإنتي... إوعي تفرطي في حقك ولا كرامتك."
سماح :: بتنهار من البكى، وتحط راسها على صدره، "ربنا يخليك ليا... يا رب يا رب ما تاخدوش مني."
الشيخ سالم :: يتنفس بصعوبة، وعينه تلمع بدمعة أخيرة، "سماح... قولوا لا إله إلا الله..."
سماح ومحمد وأمهم :: بصوت مبحوح من البكى، "لا إله إلا الله... محمد رسول الله..."
الشيخ سالم:: لا إله إلا الله وحده لاشريك له محمد رسول الله .....
الشيخ سالم :: يبتسم ابتسامة هادئة، ويضغط على إيد سماح للمرة الأخيرة... وبهدوء يسلم الروح.
سماح :: تصرخ وهي بتنهار على إيده، "لااااا يا بابا... حرام عليك تسيبني... يااااا رب رحمتك."
الغرفة تمتلئ بصوت البكاء والدعاء، ومحمد واقف ثابت بس دموعه نازلة، وهو بيبص على أبوه كأنه مش مصدق، وأمه قاعدة على الأرض بتردد، "إنا لله وإنا إليه راجعون..."
محمود :: دخل شاف المنظر ، العربيه برة يالا ، وقعد فى الأرض منهار بيبكى ، انا لله وانا اليه راجعون، ويروح جنب أبوه، ويبوس ايدة ورجله ، مشيت بدرى يابابا مش شبعت منك لسه
بعد وقت ......
خرج الخبر من بيت الشيخ سالم كالنار في الهشيم، والبلد كلها قامت على رجليها، الصغير قبل الكبير، الكل بيقول:
الشيخ سالم مات… إنا لله وإنا إليه راجعون".
أبواب البيوت اتفتحت، والستات لبسوا الجلاليب السودة ، ووشوشهم حزينة، والرجال واقفات على العتبات بالدعاء والدموع.
المسجد الكبير في نص البلد اتعمر بالناس، مفيش موطئ قدم، حتى ساحة المسجد والشارع اللي حواليه اتملى بالرجال والشباب.
صوت الإمام جه هادئ لكن مليان خشوع:
"الصلاة على الميت… رحمكم الله"
صفوف متراصة، والكل رافع إيده بالدعاء، والدموع بتنزل من العيون.
سماح كانت واقفة وسط النساء، ملامحها باهتة، دموعها ما وقفتش من ساعة ما فارقهم، وأمها محاوطاها من كتفها تحاول تسندها، وهي نفسها مكسورة ودموعها بتنزل بصمت.
محمد ومحمود شايلين النعش على أكتافهم، والناس بتتزاحم علشان تشيل حتى لحظة واحدة من الجنازة، الكل بيقول:
"كان راجل طيب، راجل ما يتعوضش".
صوت التكبير ارتفع:
"الله أكبر… الله أكبر"
والصفوف بتمشي في هدوء، والجنازة ماشية وسط البلد، وكل خطوة تحس إنها بتهز الأرض من كثرة اللي ماشيين وراها.
الأطفال الصغيرين ماشيين ماسكين في أطراف جلاليب آباءهم، يسألوهم ببراءة:
"هو الشيخ سالم رايح فين؟"
فيردوا عليهم الرجال وهم بيكتموا دموعهم:
"رايح لربنا يا حبيبي".
وصلوا للمقابر، وبدأت الأيادي الطيبة تنزل الجثمان في لحده، وسط صوت البكاء المكتوم والتكبير.
الإمام قال:
"ثبتوه بالدعاء… اسألوا له الثبات، فإن الآن يُسأل".
الرجال رفعوا إيديهم للسماء:
"اللهم ثبته عند السؤال… اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة".
محمد وهو بيردم التراب، دموعه نازلة وهو بيقول بصوت واطي:
"سامحني يا أبوي لو قصرت… والله ما هنسى وصيتك".
ومحمود قاعد على الأرض، ماسك حفنة تراب وبيرميها وهو بيبكي، ولسانه مش قادر غير يكرر:
"إنا لله وإنا إليه راجعون".
الناس بدأت تمشي واحدة واحدة، لكن في قلوبهم حكايات عن الشيخ سالم مش هتتنسى… وفضل صوت سماح في آخر الجنازة وهي بتبص للقبر وتقول:
"هتوحشني يا بابا… أوي".
♤♤♤♤♤♤♤ بعد سنه
عند حمدى
ادخلى ياعروسه ، بيتك ومطرحك ، وأهم شئ عندى ولادى ، ولادى ، ولادى ، سامعه ، اه انتى اسمك ايه
رفعت وشها له انااااااا .. ....