رواية رحماكي الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 بقلم أسما السيد


 رواية رحماكي الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 بقلم أسما السيد

(أيها الوجع)
ـــــــــــــــــــــ
يقف يهزي،يخبط رأسه في الحائط، ثيابه غارقه بدمائها.
هامسا بهزيان،
يارب، أنا مش عاوز غيرها، والله ماعاوز غيرها..
ابتلع احمد ريقه،واقترب منه.
عابد،تعالا اقعد،هتبقي كويسه ان شاءالله متعملش في نفسك كدا.
نظر له بعين عاتبه،حزينه،وكأنه يخبره،هذا ماجنيته منكم أنتم.
ابعد عينه بعيدا، للجهه الاخري، وسالت دموع عينيه،بلا اراده منه دموع حزينه،علي حاله وعلي حالها.
متمتما،أكيد ربنا مش هيأذيني فيها،اصلا احنا معملناش حاجه وحشه في حد،ربنا عالم بحالي وحالها،ربناكبير،و فرجه قريب..
صح ياأحمد،مش هيأذيني فيها انا عندي يقين بربنا..
أغمض احمد عينه بحزن،لكلماته التي نخرت بقلبه،
تذكره بما مضي
بما افتعلته ايديهم به.. 
هو لا يستحق ذلك. 
اقتربت منه دينا التي هرولت وراءهم هي، واختها ديما،،لانقاذ ياسمين.
وجذبته من يده كطفل صغير..
تعالا،ياأحمد، سيبه هيبقي كويس
أطاعها،وجلس بجانبها،هامسا لها،قولتلها بلاش،هي اللي صممت،كانت عاوزه ترتاح من عذاب ضميرها،كانت نفسها ياسمين تسامحها، كان عندها امل انهم يفتحوا صفحه جديده، مكنتش أعرف ان الفحه القديمه بالقساوه دي، احنا مش وحشين اوي كدا،احنا بس كنا مغيبين،صدقيني يادينا..
ضغضت علي يده،بحب،مصدقاك ياأحمد
مصدقاك،أنا شايفه في عينك صدق مش موجود في ناس كتير..
ابتسم بحزن،وتمتم،ياريتني قابلتك من زمان..
ضغطت علي يده،كل شئ بأوان.، المهم ان احنا مع بعض..
خرجت ديما،وبجوارها طبيبه ياسمين النسائيه..
هرول عليها،ولم ينطق،ترك الامر لعيناه..لتسأل بلهفه؟
ابتسمت ديما،اهدي ياعابد،الحمدلله قولتلك هتبقي تمام،الحمدلله النزيف مأثرش عالاجنه ولاحاجه،هي بس..
سكتت، 
وتكلم هو،بس ايه،متخبيش عني ياديما،انا مش عاوز اطفال ولا اي شئ غيرها،كل حاجه تتعوض،وانا راضي والله راضي..
المهم عندي هي..
طبيبتها بهدوء،بص يأستاذ عابد،النزيف دا ملوش اي سبب عضوي،السبب للاسف نفسي،احنا لحقنا المدام،حاليا،بحقن التثبيت،بس المدام،دخلت في حاله انهيار عصبي،ياريت تبعدها عن التوتر اللي حصل ليها،ووصلها للحاله دي..
هتفضل معانا انهاردا، ومعاكو دكتوره ديما،وطبعا لولا الحقنتين اللي ادتهوملها قبل ماتنزلو من بيتكم كان للاسف الخساره هتبقي كبيره،فاحمدو ربنا..
وربنا معاكو ان شاءالله..
تمتم،بالحمدلله 
وقال، لديما القريبه منه،عاوز اشوفها ياديما.أرجوكي..
نظرت له وتنهدت بحزن،بمنظرك دا،بلاش متخضهاش، هي اساسا نايمه مش دريانه بحاجه، غير هدومك الاول..علي ماتفوق..
اقترب احمد.وربت علي كتفه ،حمدالله علي سلامتها ياعابد..
أنا هروح اجيبلك هدوم تغير هدومك انا عارف انك مش هترضي تتحرك من هنا..فأنا هروح اجيبلك غيار من البيت واجي..
مش هتأخر..
أومأ بهدوء،وجلس علي الاريكه،شاردا..
نظر أحمد، لاخيه بحزن،واستدار راحلا ليجلب له ثيابا
ويطمأن علي تلك التي تركها تبكي بقهره..وخوف..
ــــــــــ
بعد ربع ساعه،لقرب المنزل من المشفي..
دخل شقته،يبحث بعينيه عن اخته،وجدها تنزوي علي نفسها علي احدي الارائك بكامل ثيابها، التي اتت بها تجاورها حقيبتها متقوقعه علي نفسها،رأسها بين قدميها كطفله مذنبه،أذنبت ذنبا لا يغتفر،فعاقبتها والدتها بالنبذ والطرد..
اقترب منها وقلبه يؤلمه عليها..
ابتلع غصته،وهو يقر أن الماضي لن يتركهم ابدا سيظل وصمه عار،لهم،ودائما..
لا احد سينسي لهم ماحدث..
الناس تحكم بالمظاهر،لا علي القلوب
البعض منهم من يري جوهرك،اما الباقي..رحماك يالله..
مد يده ومسد رأسها،فرفعتها هلعا..
وهمست بذعر،احمد،انت جيت،
هي كويسه.. قولي انا مقتلتش ولادها صح..
انا والله ماكان قصدي يااحمد..
ابتسم بحزن عليها،ورد بوجع،عارف يا حبيبتي،عارف،اهدي كدا..
هي كويسه،والتؤام كويسين..
همست براحه،بجد.،كويسه..احلف،انا خايفه اوي،يااحمد،انا مش حمل ذنوب تاني،كفايه اللي علي كتافي..
ابتسم،يابت والله كويسه،انتي قاعده كدا ليه وايه الشنطه دي..
خفضت نظرها وابتسمت بحزن،وسالت دموعها
عشان،دا مش مكاني يااحمد،أنا غلطت واظاهر ان لسه ربنا مش قابل توبتي،عشان كدا مكاني مش هنا،انا أذيت ناس كتير في طريقي.وللاسف اللي فات كان صعب..
احمد بحده،ايه اللي بتقوليه دا،ياامل..
انتي بتلومي عابد علي رده فعله،دا طبيعي،اخوكي احنا أذيناه كتير،وياسمين مكنش ليها ذنب ياامل،وانأذت..
انتي مش متخيله اخوكي وياسمين مروا بإيه 
غصب عنه ياأمل،اعذريه..
أمل بوجع،عارفه والله عارفه،أنا عارفه اني السبب 
وان ليها حق متسامحنيش،عشان كدا مش لازم ابقي هنا،طول مانا وهي في نفس المكان،عمرها ماهتنسي،لا وكمان هفرح وهتجوز،كأني بخرج لها لساني،واقولها انا أذيتك وبقيت احسن منك..
مينفعش ياأحمد،أنا غلطت لما وافقت ان اجي هنا،بس كان عندي امل بسيط انها تتقبلني وتسامحني..
انا لازم أمشي من هنا،قاسم زمانه جاي..
همشي معاه..
أحمد بجنون،هتمشي مع مين،انتي اتجننتي،انتي هتخرجي من هنا،مراته،غير كدا لا..
توسلته،ارجوك يااحمد،خليني امشي من هنا، انا مش مرتاحه،أنا مكنتش اعرف،اني الامور هتوصل لكدا،لو اعرف مكنتش جيت،
هناك بحس بأمان،محستهوش هنا..
قاسم وطني وسكني،أرجوك يااحمد..
همس بحزن،انتي مجنونه،هتقوليله ايه،بس،هتبرريله بايه،اتصالك بيه واستنجادك بيه في نص الليل كدا..
ليه صغرتي نفسك ياامل،ليــــــــه..
امل بابتسامه،أنا مصغرتش نفسي يأاحمد انا مخبتش علي قاسم حاجه،أبدا،هو اللي شجعني عالمواجهه، دي، أناحكيتله كل حاجه، قاسم عمره ماكان سبب قلقي،بالعكس،احتواني واحتوي ضعفي..
هو الوحيد اللي شايف اني جوايا احسن..
أنا كنت عاوزه أبدأ معاه،علي نضافه،عشان كدا،دي كانت أخر اعمالي،واتمنيت، يسامحوني عليها
وانا الحمدلله راضيه..
اكيد ربنا له حكمه في كدا..
أحمد بوجع،بقي اقربلك مننا..
لوت فمها بحزن،وانتو من امتا كنتو قريبين ياأحمد..
أنت عارف أنا كنت بغير من فريده،عارف ليه،لانها كانت اقرب  مني لعابد،بتاخد وتدي معاه في الكلام،أنما انا كنت بخاف منكو،كنت بشوفها رغم الفقر وأشوف اخواتها حواليها،كنت بغير،واقول اشمعنا انا..كان نفسي في حنيه،كان نفسي أتحب زيها..
هو انا كنت وحشه اوي كدا ياأحمد.عشان تبعدو عني..
هطلت دموعه مع دموعها،دموع خزي..
وأكملت،طب انت عارف كام مره فكرت اجي واقولك ابعد عن روان،متستهلكش،بس كنت بخاف من رد فعلك، واقول يستاهلها،مش مقدر النعمه اللي في إيده..
كام مره فكرت اجي اشتكيلكو من تهديدات، عصام وروان ليا،وأخاف وارتعش لتقتلوني زي ماروان صوريتلي..
انا كنت طفله،مش محتاجه غير بس تحبوني،النبذ والعزله اللي عشت فيهم و كره امك وحقدها اللي زرعتهم فيا كان السبب..
بس انا والله مش وحشه،مش وحشه أبدا،ابدا..
علي صوتها، ببكاء يشبه بكاء الاطفال..
اقترب منها واحتواها بين ذراعيه وقبل راسها،انا اسف،سامحيني،هعملك اللي انتي عاوزاه..
بس اهدي.
شهقت،أنا زعلانه اووي من نفسي يااحمد،زعلانه اووي..
ـ حقك عليا ياقلب اخوكي،كل حاجه هتبقي تمام صدقيني..أوعدك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتربت من مكتبه،تناغشه كعادتها منذ انفصلا 
وبشماته، فتحت باب مكتبه،ووقفت تردد بمياعه..
المثل الشهير
(طلعت فوق السطوح،هز الهوا كمي،كل البنات يافهد اتجوزتك،وأنا قاعده جمب امي..)
استمع لحديثها الساخر،ورفع نظره بحده لها،كالصقر..
ــ دا الكلام دا ليه بقي،،
نظرت له بتلاعب،أومال لامي..
عن إذنك بقي،أنا قلت امسي ياأبو الفهود ياجامد انت ياخطر..
جز علي اسنانه وانتفض من علي كرسي مكتبه  وفي ثانيه، كان قدماها ترفرفان بخوف من بين يديه..
صرخت بخوف،عاااا..نزلني ياابو طويله.انت..
جز علي اسنانه،واجتمع الجميع علي صراخها..
ناديه،في ايه يافهد،انت شايل البت كدا ليه..
نزلها..عيب كدا
فهد،بقولك ايه يا ناديه،بنتك بتعايرني،وبتستفز رجولتي 
اللي حطيتو عليها انتي وبنتك،فوسعي بقي الله يرضي عليكي،عشان مقلبهاش ليكو مندبه هنا..
سلمي،بخوف،لا ياماما،متصدقيهوش انا كنت بنغشه بس،نازلني ياطور انت..فضحتني
نظر لعمته بغل،شايفه بنتك..وطوله لسانها..
كيان،قالتلك ايه؟عشان تعمل فيها كدا؟
فريده،قولتيله ايه ياسلمي،انطقي؛
فهد،بحده،قولي قولتي ايه.. يالا،لو جدعه..
فريده بزهق،ماتقولي ياسلمي،قولتي ايه خلتيه عاوز يقتلك كدا..
سلمي،بتراجع، هاااا،مش فاكره..
رفع حاجبه بسخريه لها،ومازالت بين ذراعيه،مش فاكره،طب أنا بقي فاكر،وهقول..
سلمي بهمس، بأذنه،استر عليا ياجوزي،يا حبيبي يسترك،مايفضحك..
لمعت عينه بمكر، وهمس بأذنها هسترك،بس بشرط..
جزت علي اسنانها،
بتصطاد في المايه العكره صح..
ـ  رد بلامبالاه، خلاص انتي حره بقي..
ـ بلهفه اجابته،خلاص، موافقه..،ياباي عليك
ـ همس لها بأذنها تحت انظارهم المذهوله مما يحدث..،بما يريد..
زفر محمد بغيظ منهم،ماتخلصونا بقي،في ام الليله دي،ايه جو العشق الممنوع دا..
انزلها،بمكر، قائلا.. 
خلاص ياجماعه، سلمي هتقولكو هي
ووقفت تتلجلج بالكلام،ماهو انا..
الجد، من وراءهم،ماهو ايه،في ايه بيحصل اهنه..
ملموين اجده ليه..
فهد بمكر،والله ياجدي فيك الخير اصل كنا هنجيلك انا وسلومتي دلوقتي..
الجد بمكر،سلومتك،دا من ميتا اجده،بس ماشي ياولدي،أديني جيت لوكم بنفسي اهاه،خير..
سلمي،بهمس،منك لله يافهد،يافضحتك ياسلمي..
هقولها دي ازاي..دي ناديه هتخلص عليا..
بص، بتبصلي ازاي..
نظر لها بتلاعب ووجه كلامه لجده. بدلا عنها.
اصل ياجدي،سلمي خلاص رضيت عني وسامحتني،وكنا جايين نستأذنك هننتقل لشقتنا.فوق...
ناديه،بحده،نعم،الكلام دا حصل امتا،من غير رأيي..
سلمي،بخوف،والله ياماما دا هو اللي..
وضع يده علي فمها وزغر لها، بعينه فابتلعت كلامها..
بعد اذنك ياعمتو،بقي
ايه رايك ياجدي..
الجد،واني هيهمني ايه ياولدي غير سعادتكو علي خيره الله..
من الليله هتباتو بشجتكم..
فهد،بصدمه،بجد 
الجد،ايوا،جد..
مرر عينه بين الوشوش،أحدهما مغتاظا،واحدهما مبتسما ببلاهه عليهم..
جرها خلفه،طب عن اذنكو بقي..
فوتكو بعافيه 
صاحت به وهو يجرها، خلفه،استني هقع ياابوطويله انت..والله لطين عيشتك يافهد..
اقتربت ناديه من زينب التي تبتسم بهدوء كعادتها،وبجانبها سولاف تمسد لها شعرها،بحنان..
عجبك كدا يازينب عمايل ابنك،
ان سلمي سقطت السنه دي،يبقي ابنك السبب..
زينب بفرحه،بااه ياناديه،خلونا نفرحو،والفرح يملي دوارنا،الفرحه غايبه عنينا بجالها كتير.
الجد بشرود،هانت يابتي،والفرح يملي دارنا ودوارنا..
هانت جووي..
اقترب محمد من سولاف،وهمس لها،سولاف.
نظرت له بحزن،نعم.
تعالي،افرجك علي الخيول بره..
سولاف بفرحه،بجد ينفع اشوفهم.
هز رأسه،طبعا ينفع،تعالي..
استأذنت زينب وجدها وخرجا معا.
وهم يبتسمون علي عشق محمد الفاضح لها منذ قدمت سولاف للدوار..
ـــــــــــــــــــــ
ابعد عني يافهد،بعينك تقربلي..
فهد بتلاعب،دا بعينك انتي،لازم تتربي.
زفرت، بهدوء،فهد،استهدي بالله كدا..
فهد بابتسامه،الله مانا هادي اهو،انتي اللي مش علي بعضك ياسلومه،اومال ايه كنتي عملالي فيها شجيع السيما تحت..
وامثال وحركات..
 سلمي بولوله، كان مثل اسود ومهبب عليا،ياريتني مانطقت ولا قولتهولك..
فهد بتلاعب،لا اخص عليكي، دانا هبروزه واعلقه عالحيطه،بس مقولتليش جبتيه منين دا..
سلمي،من الزفته سمر،منها لله،هي اللي قالتهولي..
فهد بقهقه،انا قلت كدا بردو،بس بت والله طلعت بتفهم.
سلمي بغيظ،طب اوعي كدا،هفرجك عليها بس اما اشوفها..
ـ وكمان بتزقيني ياسلمي،لا دا انا قتيلك انهارده..
صرخت وهو يميل بها علي الفراش،،عااا
منك لله ياسمر..
اوعي.. انت هتفطسني يأبو طويله انت..
همس وهو ينظر بعينيها،شششش 
اهدي..
تسمرت عينيها بعينيه،ذابت بنظرته لها..
همست،فهد..
رد همستها،وحشتيني أوي..ياقلب فهد..
وغابا معا،برحله علي البساط..
رحله لا يدخلها الا العشاق..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عدنان..
،طال فراجك،والقلب علي خصامك داب..
ليش مابتسامحني ياعدنان..
ـ ادار وجهه عنها يستدعي القوه والثبات
همست،بدموع،عدنان..
ما اشتقت ياعدنان.. 
استدار لها، بقله حيله.. يابنت الخال..
غلطتي ولا ما صار..
عبست،وهمست غلطت وجبلت العقاب..
ليه خصامك عليا طال..
ـ زفر بقله حيله،فكرك علي قلبي سهل خصامك ياساجده 
بس جتلني شكك،ومشيك ورا الودع،مابيصير يابنت الخال..
ـ آخر مره ياعدنان،واديها فارجتنا..للابد..
سامحني،ياجلب ساجده والله علي خصامك.،صار ليلي نهار..
تنهد وقربها له،بحنان..
سامحتك،ياقلب عدنان،والله علي خصامك اليوم بيعدي كانه عام..
مابجدر علي خصامك،يابت الخال،بس عالله الدرس يكون صاب..
ابتسمت براحه وهي تدفس نفسها بأحضانه،صاب،والله صاب ياعدنان..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقف، تستند بيدها علي سور الشرفه،بشقتهم بالدوار الجديد..
اقترب منها،وجلبها لتجلس علي الارجوحه ..
جلست واقترب واضعا رأسه علي قدميها..
يدها امتدت لتمسدها،كما يحب.
أغمض عينيه،وهمس.
فريده...
ـ مممم قلب فريده..
ـــ فريده غنيلي،يافريده،وحشني صوتك..
ــ خفضت راسها وقبلت راسه،بحب..
أغنيلك ايه..
ـ شرد،للبعيد،وهمس، فاكره الاغنيه اللي غنيتهالي في الكوخ..
ـردت بسعاده لذكراها، يااه،لسه فاكر..
ـ  وأنا عمري هنسي، صداها كان بيتردد في ودني طول سنين الغياب،غنيهالي يافريده..
خليني انسي اللي حصلي من بعدك،رجعيني لكيان بتاع زمان.
ـ رددت ومع غنائها،الاحبه اجتمعا معا،رغم الفراق،والمسافات،كل بأوجاعه،بكلمات تصف بعضا من احوالهم
تماشت معهم ومع أوجاعهم،حزنهم وابتساماتهم..

ـ مهما يحاولوا يطفوا الشمس
مهما يزيدوا علينا الهمس
مهما يقولوا ... مهما يعيدوا
أنت في قلبي ... أنت وبس

ـ وكأن صوت فريده يصل اليهما من اقصي الصعيد،لهما هنا بغرفه بمستشفي تغرقها رائحه الدواء والمخدر 
اقترب عابد منها مبتسما بحزن علي حزنها، يخفي دموع عينيه،وغصته..
ببسمته الحزينه..
يمسد شعرها بحنان..وهي تنظر له بلا حديث،فقط تركت نفسها لاحضانه ليغمرها،لينسيها،آهاتها،وما مرت به
ـ وأكملت فريده تحكي حالا كحالهم.

كل كلامهم مش هيأسر ... وأنا ولا حبعد ولا حتغير
يمكن حتى هقرب أكتر ... مهما يحاولوا الناس بالعكس
حبنا جوا قلوبنا بيكبر ... مهما يحاولوا يطفوا الشمس ...
ـ  وبمكان أخر، قريب منهم،بشقه أخيها،بعيد عن  الصعيد.. قريب من مشفاهم..
وبليله،أصرت علي اجتماع الاحبه، كان المأذون  يردد عليهم،اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير.،
ـ خرج الجميع وبقيا هما، رفع نقابها،أخيرا 
سينظر لها بلا استغفار، سينظر لما احله له الله.
قابلته دموع عيناها،قبل رأسها،ومد يده بحنان.
 مسح دموع عيناها..
فانهمرت أكتر،وارتمت بأحضانه
ضمها له وشدد عليها بذراعيه
هامسا لها بحب، ششش انسي،، 
واعرفي، لو كل الدنيا ضدك،أنا هفضل جمبك،متخافيش...ياقلب ياقاسم،أنا فخور بيكي..
همست، بوجع، قاسم..خدني من هنا
ـ حياه قاسم وصدفته الحلوه، حاضر..كل اللي تقولي 
عليه حاضر..
بس متبكيش..
أحكم علي يدها بيده،وودعوا فصلا،وأكملت فريده..

ـ يلي حياتي بتحلم بيك ... وبشوف كل الكون بعنيك
أنت العمر الحلو الي زمان كان متأجل
عشتوا وشفتوا جوا عنيك في معاد وبيوصل
ليه عايزين ياخدوا من قلبي ... ليه يلومني الناس على حبي
وعلي صوت غناياها،كان، يقف ينظر لها بصدمه،يدور ويدور،لا يصدق
اقترب منها وجلس بجانبها،يسألها للمره التي لاتعلم عددها..
سمر،انتي حامل بجد..يعني انتي في هنا،بيبي، وكدا..
ضحكت ومدت يدها تأخذ بيده ليتحسس بطنها،اه في هنا،
في هنا..
نونو صغنن،يعني انت هتبقي بابا البارد،وانا ماما الجميله..
قهقه  علي جنانها وحملها بسعاده يدور ويدور..
صائحا بعلو صوته،بحبك يأحلي سمر في الدنيا،بحبك يابت عمي..بحبــــــــك

ـــــ سكتت،فأعتدل وأكمل هو.. ناظرا لعيناها.

بيني وبينك حب كبير ... أكبر ما يفكروا بكتير
ده الي مابيني وبينك كان في السما متقدر
لازم كنت  هحبك مهما لقانا اتأخر
حتى في آخر يوم من عمري ...
 كنت هجيلك برضوا ياقدري

ـ بحبك يافريده،بحبك وهفضل أحبك زي اول مره شوفتك فيها..
بحبك اد دموع الفراق،اللي بكيتها في بعدك،واد ليالي الشوق والسهر،واد عذاب ضميري،وأنا فاكر اني خونت عهدك، مع غيرك..
بحبك ❤
ـــ وأنا بعشقك ياقلب وروح فريده..
أنهت اعترافها،وانتفضا معا من صوت الرصاص،وصراخ محمد باسم،سولاااف
ــــــــــــــــــــــ 
كان يساعدها علي امتطاء الفرس،وفجأه
تسمرت قدماها،وهي تصرخ باسمه،محمد،حاسب يامحمد
انتهي كل شئ بدقيقه،وبدلا عنه أخذتها،هي..
سالت دمائها،وشقت، صراخاته الحزينه سكون الليل،حولتها من ليله لقاء. 
لليله اخري  تحسب علي ليالي الوجع و الفراق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايها الوجع،المرابط في دمي..
أما آن لعهدك،أن ينجلي..
أيها العمر القصير الحزين،أتعشق دموعنا وترتوي..
رفقا بقلوب أهلكها الفراق
رفقا بدموع،لم تعد تنتهي..
ندعوك يالله بقلبا خاشعا،أن تنتهي تلك الغمه وتنجلي..
لا عدنا علي الوجع قادرين،ولا الي الفرحه ننتمي.
ياوجعا،أما آن لعهدك أن ينجلي..
٢٤
رحماكــــي
أسما الســـــــــيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بين احضانه،الدنيا،وما فيها)
يضحكان بسعاده، مراهقان علي وشك النضوج
لا يحملون بقلوبهم حقدا ولا كرها لاحد
محمد بضحك ـ تعالي يا،سولا، اركبي متخفيش..
ـ لا يامحمد خايفه أول مره اركبه..هيوقعني..
ـ قربي بس أنا جنبك اهو..
بجد، هتمسكني.. يعني مش هقع..
ضحك،ومد يده لها،لتمسك به..
متخفيش..مدت يدها لتصعد علي الحصان،ولكن لمحت شخصا ملثما،يصوب بالسلاح علي محمد..
صرخت به،أوعي يامحمد،حاسب..
مدت يدها لتزيحه 
بدقيقه،وهي تبعده عن اتجاه السلاح،أصيبت هي
ووقعت غارقه بين يديه بدمائها..
انتهي كل شئ بلحظات..
علت صرخاته،والتف حوله الجميع بلحظه
أفاق من شروده،علي صوت أخته..
ــ أنت متاكد يامحمد من اللي هتعمله ده،الموضوع خطر ليك وليها..
ـ نظر لها بحسم،قلتلك محدش هيتبرعلها غيري،في ايه يافريده،هو انتي شيفاني عيل صغير،مش كفايه انها فدتني بروحها،عاوزاني أسيبها تروح فيها..
يالا خلصي واعملي التحاليل المطلوبه بسرعه
اقترب كيان منه بحزن،محمد متحملش نفسك فوق طاقتها،اللي حصل قدر ونصيب، ملكش دخل بيه، دي اختي وانا اولي اني أتبرعلها..
نظر له بحده،أنا قولت انا اللي هتبرع،انتو ليه مش عاوزين تريحوني،كفايه بقي..لوسمحتو كفايه..
اقترب فهد، وامسك بكيان..
تعالي ياكيان،سيبه علي راحته لو التحاليل ماطابقتش،احنا موجودين مش هنسيبها تروح فيها..
ان شاءالله كله هيبقي تمام...
ـ تعالا راضي بره وعاوزنا..
أومأ له بحزن، وخرج..
وتركهم،
نظر لها بخوف،فريده..
نظرت له وهي تسحب من يده عينه الدماء لتحليلها..
هي هتبقي كويسه صح..
ابتسمت بحزن،أيوه يامحمد،ان شاءالله 
الضربه  مأثرتش غير علي كليتها،والتانيه للاسف حصلها دمور،وان شاءالله لما نزرعلها الكليه
هتبقي كويسه.. وترجع احسن من الاول..
همس،ان شاءالله،فريده،عاوز اقولك حاجه..
قول يامحمد،لو اضطريتو تضحو بحد فينا،ضحي بيا انا..
متسيبهاش تموت،خليها تعيش ارجوكي..
ضربته،علي رأسه،وهطلت دموعها،اخرس ياواد،انتو الاتنين هتعيشوا،وان شاءالله نجوزكو مادام الحب ولع في الدره كدا،ادعي بس التحاليل تتطابق..
همس،بأمل،ان شاءالله هتتطابق،ياارب..
ــــــــــــــ
في ايه ياراضي
راضي بهدوء،انت عارف ان اللي ضرب النار،انمسك.
كيان،بلهفه،بجد،مين،وازاي انمسك بالسرعه دي؟.
راضي،جدك،اظاهر كان واثق ان في حاجه زي دي ممكن تحصل عشان كدا،كان مالي المكان،حراسه من مطاريد الجبل..
رجاله وجدي،مسكوه،ورفضين يسلموه للحكومه،جدك محكم راسه ياكيان..
كيان،بلهفه،هو مين اللي عمل كدا؟..
هز رأسه بحزن،للاسف،طلع حسام صاحبك..!
كيان،إيه،انت متاكد..؟
راضي،ايوه متأكد..جدك بيقول التار تاري،ومتحفظ عليه،ورجاله وجدي، زي مانت عارف، شداد عليه،أرجوك اقنعه ياكيان..
كيان،بحده،جدي عنده حق التار تارنا،ابعد انت ياراضي،لو سمحت قفل المحضر علي كدا..
راضي بحده،انت اتجننت،انت هتعوم علي عومه،سلمه للبوليس،اساسا بالمصايب اللي عرفناها عنه،هيروح فيها..
فهد،ماقولنالك التار تارنا ياراضي،وانت عارف،تار الصعايده بيتاخد ازاي..
زفر،منهم،انتو خلاص مفيش امل فيكو
عن اذنكو.. 
كيان،فهد خليك انت هنا وانا هروح لجدي،لو حصل حاجه والتحاليل بتاع محمد مطبقتش،اتصل عليا،أختك لازم تعيش،انت فاهم..
فهد،فاهم ياكيان،روح انت،توكل عالله..
ــــــــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه،بحجره مغلقه بدوار راشد..
يجلس مستندا علي عكازه براسه،ينظر لما يفعله حفيده بتشفي،
كلما تضعف همه كيان،يبث به العزيمه..
ـ كمل،ياولدي انت جدها معيزهوش يعرف يمشي علي رجليه، حفيد راشد،لازمن ياخد تاره بيده.ويشفي غليله...
همس حسام بضعف،ارحمني ياكيان،انا هقولك كل حاجه..
بصق كيان عليه،دا مش بمزاجك ياوسخ ياخاين،هتقول غصب عنك،انت كدا،كدا ميت..
حسام،هقول،هقول كل حاجه.. بس سبني..
كيان وهو يجلس بجانب جده،بتشفي
تمام،ابدأ بقي،من الاول،خالص،
من اول خيانتك ليا مع سلوي..
مراتي،وبنت عمتي ياخسيس...
حسام،بهمس هقولك..،بس عاوزك تعرف اني مش ندمان،ان عملت فيك كدا،أنا لو رجع بيا الزمن لورا هعمل كدا،وأكتر،عشان تحبني..
كيان،بجنون،انت بتتكلم علي مين،انطق.

ابتسم بسخريه، وأكمل

أنا عمري ماكنت بكرهك ياكيان،أنا كنت بعتبرك اكتر من اخويا،أنا كل مشكلتي معاك اني حبيتها..
حبيتها من اول ماوقعت عيني عليها وهي بتجري في الشارع،انا حبيتها بجنون،وهي حبتك انت..
اقترب كيان منه بصدمه،تقصد مين،تقصد مين ياوسخ..
ابتسم بسخريه،اقصد فريده.. هو في غيرها..
هجم عليه كيان،وعاد عليه لكمات مميته، صارخا به،اسكت ياوسخ ماتنطقش اسمها علي لسانك، ولكنه لم يصمت
وأكمل،كأتون مشتعل،يغلي قلبه،وقرر أن يبصق حممه بالجميع..
حبيتها،عشقتها كنت كل ماشوفها معاك،بتجنن،النار بتقيد فيا،ليه انت،تفوز بيها،مانا حبيتها أكتر منك،حاولت اقرب منها واعترفتلها  أكتر من مره
وهي صدتني،كل مره مفيش علي لسانها،أنا بحب كيان
كانت بتشعلل ناري أكتر
لكمه كيان بفمه،أخرس،اخرس ياوسخ..
ضربتني بالقلم،قلم عمري ماهنساه،كسرت قلبي، وقررت اكسرها
فكرت اغتصبها واحرق قلبك عليها،بس هي قدرت تهرب مني، لما حاولت اخطفها،كل السكك ليها كانت مقفوله
محبتنيش،لحد مقررت انتقم منك،وخصوصا اني عرفت انك مخبي عليها جوازك من بنت عمك
قابلتها وهي كانت سهله ورخيصه،مقابله في التانيه،وصلتلها بسهوله،واتفقنا نزيح فريده ونحرق قلبك عليها
في كل مره كنت بروح اقولها بحبك،كانت بتسيبني وتمشي وكاني نكره،كان قلبي بيتحرق عليها ولأنها كانت عارفه انك هتكذب الكل وتصدقني انا خافت تقولك..
لحد ما وصلت لخطه،انا وسلوي،انها تروحلها  وتقولها انك بتضحك عليها، 
بس حصلت صدفه واتقابلو في الشركه
وحصل اللي حصل.
قدرنا نبعدها عنك،وللاسف بعدت عني انا اكتر
انا كرهتك علي قد ماحبيتك،ولو خرجت من هنا وعلي رجلي،هحرق قلبك ميت مره عليها،انت متستحقهاش،انا اللي بحبها..

لكمه،وجز علي اسنانه، يابن 🐕، مش لما تخرج من هنا علي رجلك ياروح امك اصلا..
ومحمد ذنبه ايه ياوسخ كنت عاوز تقتله
حسام بضعف،اللي حصل الليله من تنفيذ ابوك هو اللي جبرني اعمل كدا عشان يخرجني من الاوضه اللي حبسني فيها،كان هيرميني للديابه..
كيان بصدمه،أبويا،هو فين ابويا ده،انطق،عارف مكانه..

دق الباب عليهم وأخيرا نطق الجد المستمع بهدوء 
من البدايه، وامر الطارق بالدخول،كان احدي رجال وجدي
الرجل، بلهفه، ياكبير،وجدي بيجولك،تم المراد ياكبير،واللي عليهم العين والنيه زي ماتوجعنا،كانو بالدوار الجديم،بيحفرو عالآثار..
متحفظين عليهم اهنيك..
كيان،جدي،انت تقصد..
الجد،ايوه ياولدي وجت الحساب بدأ،خليهم يربطوا الوسخ ده،ويحصلونا بيه عالدوار الجديم...
كيان بتشفي وهو يبصق علي حسام ،امرك ياجدي..
اقترب منه قائلا..
عمري ماتوقعت ان الضربه تجيني منك انت،كنت أخويا،كنت فاكرني نايم علي وداني،لا ياحسام انا كاشفك من اول يوم،وعارف انك مبتحبنيش،انت بتحب نفسك أكتر.
عارف من امتا،من يوم الصفقه اياها،اللي بسببها بعتني للشركه المنافسه،اليوم اللي اضربت فيه بالنار،كنت عارف انك انت اللي وراها..
جحظ عين حسام وابتلع ريقه،كنت عارف.
كيان،بسخريه،آه كنت عارف،انت مشكلتك انك دايما بتبص للي في ايد غيرك،مع اني كنت بعتبرك اخويا 
ساعدتك في ظروفك الصعبه،وقفت جنبك،وفي الاخر 
طعنتني في شرفي
فكرك مكنتش عارف بعلاقتك بسلوي،كل اللي قولته كدب،انت تعرف سلوي من قبل مانا أكتب،عليها،بتخدع مين انت هنا،ضحك واكمل
حتي الواد اللي كنت عاوز تلبسهولي،كنت عارف انه ابنك،بس قولت ياواد عديها يمكن غلطت في الليله اياها،ويطلع ابنك فعلا متظلمهاش،يمكن تابت،بس للاسف الوسخ هيفضل طول عمره وسخ..
بصق بوجهه،وامر رجاله
هاتوه..
صرخ من خلفه،بكرهك ياكيان،بكرهك
وهاخدها منك زي ماخدت سلوي قبل كدا
وعلمت عليك
استدار،بشماته،له،سلوي مكانتش تهمني أنا فريده قبل،ماتقربلها،هكون خلصت عليك،نجوم السما اقربلك من نظره عنيها،مش ايدك تلمس ايديها..
احلم علي قدك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت حولها وسألته.
احنا رايحين فين ياقاسم،دا مش طريق البيت..
ابتسم لها بحنان،وقبل يدها التي تفتحها وتغلقها بتوتر،متقلقيش،طول مانا معاكي
أمل،بخجل،وببسمه باهته من تحت نقابها،وهمست،مش خايفه
نظر لها بحنان،
وجدت نفسها امام بيتا جميلا بمنطقه قريبه من بيتهم القديم،ولكن يبدو عليها التحضر والجمال،بيتا يشبه الفيلل ولكنه صغير..
مزروع بحديقته أنواع لم ترها ابدا من الاشجار والورود..
بعد نصف ساعه،كانت تقف تنظر بانبهار لما حولها..
من جمال،يشبه صاحبه..
وقف خلفها،وهمس لها،عجبك
من زمان، وانا بجهز فيه
ـ  ابتسمت بفرحه، جميل اوي،وخصوصا المنظر من هنا،اللي بيطل علي بحر اسكندريه، جميل اوي..
ابتسم وادارها له،طب ليه مش عاوزه تبصيلي،أنا جوزك  دلوقت علي فكره..يعني النظر في عيونك حلال..
يعني مش هفضل استغفر طول الليل..
رفعت وجهها له،والتقت عيناها الحزينه،بعيناه،التي تشع ايمانا وراحه..
ـ وهمست بتلقائيه، لما ببص في عنيك،بحس براحه وهدوء عجيب،زي سحر بيجذبني..فبخاف ابص ليك..
تفهمني غلط..
قالت ما قالته وخفضت نظرها..
رفعه بيده وابتسم ابتسامه مهلكه ككلماته..
رفع نقابها،وهمس،بس من انهاردا تقدري تبصيلي زي ماانتي عاوزه..انتي حلالي،ياأمل،صدفتي الحلوه،اللي هفضل ادعي ربنا ليل نهار ان،رزقني بيها..
همست بحزن،يعني مش هيجي يوم، وأسمعك بتقول ياريتني ماعرفتك..
وضع اصبعه علي شفتيها،يسكتها ششش
متكمليش،محدش جبرني عليكي،يمكن الناس كلها تشوفك وحشه،تشوفك بلون تاني
بس اتأكدي ان انا شايفك بعيون قلبي،أنا ميهمنيش اللي فات قد مايهمني انتي ايه دلوقت..
سالت دموعها بصمت،بخزي، بقهر
قبل راسها واخذها من يدها،تعالي..
ابتسمت وسارت خلفه،شعرت بدفئ يسري بأوردتها يجعلها كالمغيبه في حضرته.
بغرفه نوم،عاديه،لكنها مميزه،هادئه،تريح العين،بها شئ مميز،ربما المميز بها أنه هو بجانبها..
ترك يدها بجانب الخزانه،
وقال لها..
الخاله ماجده،جابتلك كل حاجتك هنا،من يومين،
ادخلي غيري هدومك هستناكي نصلي سوا..
عاوزين نبدأ حياتنا بطاعه الله..
أنا مش عاوز اغضب ربنا فيكي ياأمل..
ابتسمت واومأت له 
وسكتت، تنتظر خروجه، 
نظرت له بخجل،فحك ذقنه وابتسم،وفهم
حاضر هخرج.. بس متتأخريش..
ضحكت عليه وهو يبدو كطفل صغير تائهه كحالها..
بعد نصف ساعه أخري،
كان صوته العذب يشق سكون الليل،وهي خلفه
وكأن، سحر العالم اجتمع بصوته،جعلها نست نفسها وماكان وعادتتلك الطفله الصغيره..
التي كانت تقف خلف والدها تقلد خطواته وهو يركع ويسجد..
انتهت صلاتهم والتف لها،مرددا علي رأسها دعاء الزواج،رددته بعده..
كما أخبرها..
أمسكها من يدها بحنان، واستقام بها.
اقتربت من المرآه تتهرب من عينه بخجل..
فحطت عينها بعينه في مرآتها،
تقف امامه وهو خلفها
همست، عارف ياقاسم
حاسه ان انهارده اتولدت من جديد،كل هم وكل ذنب ارتكبته وأنا زي المغيبه،كأن ماكان،مش عارفه دا سحر صوتك،ولا ايدك اللي اول ماحطيتها عليا وانا حاسه اني رجعت طفله صغيره..
ولا هو سحر الجواز من الشيخ قاسم..
رد ابتسامتها، وحاوط جسدها الهزيل
الذي لا يقارن مع جسده بتاتا بيده اليمني،ومد يده الاخري،وحرر شعرها الذي ستره في اول  ليله التقاها بها..
بقطعه من ملاءه كان يخزنها بخزانته..ابتسم ومد يده وفرده علي ظهرها
وهمس بأذنها، عنيكي،بتبقي زي نهر العسل في النور والشمس،خدودك بتحمر لما بتكسفي، شعرك زي سلاسل الدهب..
ـ استدارت وضحكت..
ـ فهمس،بتضحكي علي ايه؟
ـ عبست،انت طويل اوي ياشيخ قاسم..
ـ ضحك بعلو صوته،شيخ.
ماضاعت المشيخه علي ايدك،ياقلب الشيخ..
ردت،باستنكار ويدها امتدت لتلمس نغذتيه،الظاهرتين بخديه الاثنين،وأنا مالي ياشيخ..
ـ همس وهو ينظر ليدها التي تتحرك براحه علي خده،بتعملي ايه؟
فلتت من بين يديه،وأقتربت واغلقت الاضاءه..
غزا ضوء القمر الغرفه
اقتربت وجلست بجانبه علي تلك الأريكه التي جلس عليها، بجانب الفراش.
ابتسم ومد يده، جذبها لتجلس ملتصقه بها،حطت برأسها علي كتفه
ــ فهمس،عارفه ياأمل،أول ماشوفتك الليله إياها حسيت بإيه؟
ـردت بلهفه، بإيه؟
ـ تنهد،أنا دايما ادعي ربنا وأقوله،اللهم اجعلني نورا اميز به بين الحق والباطل..
عشان كدا شوفتك،بقلبي،مش بعيني
وفي فرق بين اللي بيشوفه القلب،وبين اللي بتشوفه العين..
أنا شوفتك ملاك،تايهه،وسط شياطين،فكرتيني بنفسي زمان،وبحالي
مد يده وفك عبست وجهها من استغرابها كلامه،وابتسم
عارف ان الخاله ماجده حكيتلك حكايتي 
بس اللي متعرفيهوش،ان  انا كنت بشوف ابويا وامي شياطين،بيتلونو علي ميت لون،جدي دايما كان يقولي،انت الحسنه الوحيده اللي طلعت بيها من جحر الشياطين..
عشان كدا كان دايما يقولي،اللي تشوفه عينك،مش زي اللي يحكم بيه قلبك،متخليش المظاهر تخدعك..
أنا مش شيخ يأمل،أنا بس واحد عارف تعاليم دينه كويس،ربنا ميزني،بطلاقه اللسان، أعرف اوصل بيه لقلوب الناس..
ميزه من ميزات تانيه حطها بردو في ناس تانيه
كل واحد ميزه بميزه،ودي كانت ميزتي
ناس كتير بتفهم الدين غلط
الدين مش جلد،دينا دين رحمه،وربنا غفور رحيم..
ـ أمل،بصيلي،استدارت له، بعدما اشاحت بوجهها عنه، بهدوء،وابتسمت ابتسامه غصبا عنها حزينه..
اللي فات من انهارده،ميلزمنيش،مش هنفتكره،عايز اعمل معاكي عيله حلوه،تملي حياتنا،عايز ولاد كتييير،يبقو اهلي واهلك،نربيهم علي رضا ربنا،وننسي بيهم اللي فات..
من أنهاردا انا أهلك وانتي أهلي،مفيش مكان للماضي،اللي فات باللي فيه مات بالنسبالي.
ابتسمت ونزلت دمعه حزينه من عينها،خايفه ربنا ميسامحنيش..
أنا،أنا زانيه..
كتم فمها ونظر لها بحده،ششش متكمليش..
انتي أطهر واحده في عنيا، أحسن من ناس كتير
انتي بس كنت محتاجه حد يفهمك
يقرب منك، ويحتوي ضعفك
اوعي اسمعك تقوليها تاني..
شهقت وارتمت بأحضانه،أنا خايفه اوي ياقاسم،انا والله ماكنت اعرف اللي عملته دا حلال ولا حرام،انا اتربيت مع أم مكنتش بتركعها،عمري ما سمعتها بتتكلم،عن الحرام والحلال،واحده كل شهر كانت بتمشي حياتها كلها بالدجالين
قاسم،امي كنت بشوفها بنفسي بتحط الكتابه لابويا واخواتي في الاكل..
كنت اقولها ايه،دا،تقولي دا مايه مبروكه.
كبرت علي انها فعلا مايه مبروكه
لحد ماكبرت وفهمت..وخوفت اتكلم،أبويا وعابد،كانو بيصلو عشان كدا،مكنتش بتقدر عليهم،اما احمد وانا بقينا نسخه منها..
أنا والله ماكنت اعرف بعمل كدا ازاي،انا كل ماافتكر،بستحقر نفسي..
تركها تخرج ما بقلبها،الي ان هدأت شهقاتها
قبلها،بهدوء،هديتي..
أومأت ،ورفعت رأسها له،مصدقني
ابتسم بهدوء،وأجابها، مصدقك
أمل،عفا الله عما سلف
انا قولتلك وهقولك،كلنا بنغلط،ومادام،القلب طاهر وتاب،صدقيني ربنا بيقبل توبته، 
الرسول صلي الله عليه وسلم،
قال: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
عشان كدا،انتي احسن من ناس كتير،امسحي دموعك دي،مش عاوز اشوفها،ايدي بايدك،واوعدك ان اللي جاي احسن بس انتي متبكيش..
أومأت بابتسامه مرتاحه،حاضر ياشيخ
قبل رأسها، وهمس بجانب أذنهاوهي يميل بها،آخذا من العمر لحظه لن تعوض،سيبقي صداها للابد
،بحبك ياقلب الشيخ..
ـ استسلمت لقبلاته،التي تشبه قطرات الندي،تنزل علي  ثغرها تشفي الجروح،سلمت له وبكل لمسه منه،
كانت تنزل علي جسدها تمحي ماكان من قبله،وكأنها خلقت لتكون هنا بين ذراعيه،بين ذراعي رجلا يدعي شيخا،البعض يحسبونه متشددا،وهي وحدها تعلم أن بقلبه جمع حنان العالم، بين احضانه موطنها،وسكنها
من بين   أوجعها،كان لها أملا،ومن بين جروحها الداميه،كان لها بلسما شافيا..
وفي ليله،عدتها أسوأ لياليها،كان لها بالمرصاد وتحولت علي يديه،لاخري ستبقي من  اجمل أمانيها..
اغمضت أعينها براحه علي صدره،وهمست،بحبك ياقاسم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباحا
 ها يافريده،طمنيني يابنتي..
فريده براحه،محمد تحاليله اتطابقت مع سولاف هندخلهم العمليات كمان ساعتين،ادعولهم انتو بس..
زينب وناديه،يارب
نظرت ناديه لمحمد الجالس بجوارها،بفخر،وربتت علي كتفه،أنا فخوره بيك ياقلب امك،اللي خلف مماتش
وكأن الايام بتعيد نفسها من جديد..
محمد باستفسار يعني ايه يأمي..
ابتسمت ناديه،يعني أنا متأكده انك قدها،هتخرجو منها،مهو اصل أبوك عملها زمان واصر انه هو اللي يتبرعلي بكليته،مهو انا مقلتلكش انا كنت مريضه فشل كلوي
سمر بجانبهم،انتي بتتكلمي جد ياخالتي..
ردت زينب،كانت سعديه الله لا يكرمها،هاريه معده خالتك بالسحر والكتابه،لحد ماجالها فشل كلوي،وخلاص كانت كلها ايام وتودع الدنيا ،وكالعاده سويلم  رفض يديها كليته وألحاج،منطبقتش تحاليله،ولأن مراد كان روحه في ناديه،أصر ان يشاركها كليته
وفعلا ربك كان كريم،شالو كليتين ناديه،وحطو مكانها كليه خوي مراد،وعاشو روحين،بروح واحده..
ورغم السحر والشر،مجدرتش سعديه تفرج بيناتهم،بس بالأخير طالته يد الغدر..
سمر،ياااه،للدرجه دي..دي كان بيعشقك ياخالتو..
ناديه،بحزن،كان حياتي كلها،نوري في وسط عتمه الدنيا،ربنا ينتقم منها..اللي فرقتنا..
سمر،بس أنا مش فاكره ياخالتو،عمو مراد مات ازاي.؟
زينب،بحرجه،كان ياكبد اخته حالته يوم عن يوم بتسوء،حاله اتبدل وعلطول تعبان،لحد مافيوم دخلنا عليه لجيناه سايح،بدمه،السكينه شجت جلبه شج،وجنب منه 
اكملت ناديه،بدموع،كانه كان بيعافر عشان يوصلنا حاجه معينه،الوقت ده انا كنت في مصر انا والولاد،وياريتني مانزلت ولا سبته،
رجعت لقيته سايح في دمه وجمبه حرفين كتبهم بالدم عالارض،س،ع..ومات ومقدرش يكملهم..
طبعا،كلنا شكينا،بس انا رحت في دنيا غير الدنيا،
كنت فاكره ان جدك.نسي وخلاص..
فوجئت انه عارف كل حاجه،بيخطط،للتار من سنين..
محمد،بغل، القادره،اه لو اطولها كنت قتلتها بايدي،حتت..
تار ابويا،لازم أخده بإيدي..
دخل الجد عليهم، بسعاده مستتره ،تم ياولدي جوم انت بالسلامه وتار بوك،وعد تاخده بيدك
محمد، بلهفه، مسكتوها ياجدي..
الجد،جدك وعدك يابن الغالي،تجوم بالسلامه،وتاخد تار بوك،وننصب الصوان، وناخد عزا بوك..
محمد،بعزيمه،هقوم ان شاءالله ياجدي،واخد تاري وتار ابويا بيدي..
الجد،عفارم عليك..
يالا يابطل،جوملنا انت بالسلامه..
واقترب هامسا بأذنه،انت وحبيبه الجلب..
ابتسم بخجل،وحك راسه،دايما فهمني صح انت ياجدي..
ابتسم،الجد..فاهمك يابن الغالي،شهم ياولدي كيف بوك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ فتحت عيناها بالمشفي ولا تتحدث،عيناها شارده
موجوعه
أغمض عيناه وهو يراها متقوقعه علي نفسها،علي فراشها منذ عادا للمنزل،يحدثها ولا ترد عليه..
حل الليل عليهم،ولا امل أبدا..
نظر لها بحزن،علي حاله وحالها..
طيله اليوم يحاول معها ولا فائده.
أغمض عينيه وتنهد بحزن وخرج بخفي حنين،لا تأكل،ولا تتحدث..
جلس علي الاريكه بحزن،واضعا كفه علي وجهه يكتم شهقاته حتي لا تسمعها هي،وحيد ضائع،من غيرها.
اعترف لنفسها،هي كل حياته،وما يملك
لن يضيع عمره مره اخري بارضاء من حوله،كل مسئول عن افعاله،ماذا جني هو؟
همس بغصه،ياسمين،محتاجلك اوي،ارجعيلي
انا من غيرك ضايع..
أحست ببروده بجسدها،نظرت حولها يمينا ويسارا،واحست بان ظهرها عاريا،لا احدا خلفها لتلتصق به كالعاده،يحاوطها فتشعر بالدفئ
وكأن عقلها كان بثبات عميق،واشتغل الان،أين هو؟
عادت بذاكرتها،وتذكرت ماحدث،همسه،كلماته الحنونه لها.
سالت دموعها،حينما تذكرت ماحدث،لم تكن تريد تلك النهايه،
ابتلعت ريقها وهي تعتدل،تبحث عنه بعينها داخل الغرفه..
شعرت بالوحده تغزو قلبها..أين موطنها وسكنها..
نزلت ببطء ورأت تلك الدماء مازالت اثرها علي فخذها،العاري،لقد حاول معها ان تأخذ حماما،ولم تستجب له
توترت،ومنظر الدماء يوترها،منذ تلك الليله وماحدث وهي تتوتر من منظر الدماء وتخاف وبشده..
صرخت بهلع،فقفز هو من مكانه،راقدا لها..
ياسمين،في ايه،مالك يا حبيبتي..
اشارت بيدها،بخوف،ودموع،وجسدها يرتجف،
عابد،دم،دم،ياعابد..
اقترب،منها متسائلا بخوف،فين ياياسمين،مفيش حاجه
انتي كويسه متخافيش
أشارت لآثار الدماء،وببكاء اهو ياعابد،اهو..
أغمض عينه بحزن،وتذكر انها تخاف من منظر الدماء منذ تلك الليله..
اهدي ياقلبي تعالي،أغسلهالك..
استسلمت ليديه،تسحبها كيفما شاء..
خلع لها ثيابها ،وسحبها لأحضانه،يهدأ من رجفتها،ششش
اهدي،أنا معاكي،مش هسيبك ابدا..
همست،عابد،احضني اوي..أنا خايفه،هما بخير صح
ابتسم من بين دموعه،بخير.
طول مانتي بخير هما بخير..
أغمضت عينها براحه،وحاوطت عنقه بيدها،مستسلمه للمسات يديه علي جسدها،تمحي آثار دمائها،وانهيارها والمياه تسيل من فوق رؤوسهم
تطهرهم،وتطهر اجسادهم..
همست بأذنه،عابد..
أبعدها ونظر لعينها،عيون عابد
ابتسمت بخجل،وهمست،أنا جعانه..
حملها بعدما احاطها بمئزر الاستحمام،وارتدي هو مثله 
واجابها بابتسامه،عيوني حاضر..
جلس يطعمها بيديه كطفلته،وهي تفتح فمها بهدوء تستقبل مايعطيه لها بسعاده..
بعد ساعه،كان يحتويها بين ذراعيه،وهي مستسلمه لدفئ أحضانه..
ابتسمت،وقالت..
بودي..
ـ عيون بودي
ـ بحبك.احضني أوي
ـ وأنا بعشقك،وعمري ماهسيب أبدا، متخافيش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين احضانه الدنيا ومافيها..
يسكن القلب،ودموعي يمحيها.
وان ابتعدت،نار تسكن القلب
لا ماء ولا رماد،تطفيها.
أهلوس،أين أنت؟ ياا من لي الدنيا ومافيها
بعدك لا دار،ولا سكن،أرتاح أنا فيها
أنت الامان،أنت الحنان
ولي كنت الدنيا ومافيها
ان غبت عني،تسيل دموعي،ولاغيرك ياحبيب القلب يمحيها
بين أحضانك الدنيا ومافيها 

تعليقات



<>