
رواية رحماكي الفصل الخامس عشر15 والسادس عشر16 بقلم أسما السيد
( لا ظالم،ولا مظلوم،كلنا،مذنبون)
تجري أمامه، وهو يقف بمكانه ينظر لها بببرود
من خلف زجاج سيارته،.. الي ان ابتعدت من امام عينيه..
ينظر لها كفهد يتربص بفريسته..
ينظر لما تفعله بنفسها وبنظره مرجوعها له
ابتسم علي جنانها،ونزل يتبعها بهدوء
وجدت نفسها، باحدي مزارع النخيل علي جانب الطريق..
وقفت تأخذ أنفاسها بتعب.
وحدثت نفسها بحزن علي حالها، وما فعلته بنفسها.
يامرك ياسمر.. أكيد مش هيسبني،
منك لله ياسلوي انتي وامك..
وستك الشيطانه..
تذكرت ستها، وشهقت بخوف..
لالالا.. يجعل كلامنا خفيف عليها..
أنا اسفه ياستي.. انا هبله،انتي عارفه.
دارت بعينيها بالمكان.. لتلمح شيئا، لا احد..
انهمرت دموعها، بخوف لقد تركته علي الطريق العمومي..
وهرولت من امامه مسرعه..
نظره الثابت عليها، جعل جسدها وقدميها تتيبسا مكانهما....
مرت دقائق، ولكنها تمالكت نفسها، وفرت من امامه.. مسرعه..
تذكرت فعلتها،وندبت حظها..
لالا.. لايمكن يكون دا مصيري..
يعني اخلص من ستي وأختي وامي
يكون دا مصيري..عاااااا
منك لله يافهد اش حال، مااترجيتك تتجوزني وتخلصني منه.. ومنهم..
اه يارب.. انت عالم بحالـي
نظرت للسماء،و بكت بخوف، وعويل الذئاب مع نباح الكلاب يرن بأذنيها..
جعلها تتنتفض كالقطه المذعوره..
يارب انت عارف، انا مليش في السكك بتاعتهم دي.. أنا كنت بهاودهم بس.. ليأذوني..
دول شياطين..
وحياه حبيبك النبي، متعاقبني براضي
ملك البرود والجليد ده..
تذكرت جدهاااا
عاااااا.. يلهوووي انا عارفه ان جدي هيقتلني بس الموت اهون من جبل الجليد دا..
عامل زي هوجان..
هوجان ايه..دا هوجان بيضحك عنه..
دا عامل زي عشماوي..
كان يجلس خلف الشجره التي تجلس هي بجانبها
هي من الامام وهو من الخلف..
يسمع لدعواتها التي تدعيها، بحرقه..
يبتسم بداخله عليها..
يعلم انها تخافه..
رغم هروبها ومشاكلها التي لا تنتهي ولا ينفك يلملم خلفها..
تحسبه لا يعلم عنها شئ وهو من كرس حياته لمراقبتها
ولتلبيه متطلباتها من بعيد، لولا تدخله لكان جده قتلها منذ زمن، تحسبه يكرها،وهو متيم بها تلك الغبيه،لو تنظر أمامها،كم افتعلت من مشكلات،وصار خلفها يلملمها،وكأن شيئا لم يكن، دلعها وآه من دلعها
ابنه عمه،تحتاج لتهذيب وسيعيد تربيتها.
قلبه اللعين يشفق عليها.. ويعطيها الاسباب دائما،
لطالما كان جافا معها، ولكنها طبيعته لقد تربي بين الخيول والمزارع..والاعمال الشاقه..
لقد عشقها منذ كانت طفله صغيره، يعلم ماتفكر به فرق السن والتعليم..
يكبرها باثنتا عشر عاما.،وتعليمه المتوسط لا يشفع له عندها
ولكنه دونا عن نساء الكون، يعشقها هي.
خاف من تملكه تجاهها، وخاف ان يؤذيها بغيرته وتملكه، فتركها وتزوج اخري عاش شهران مع الاخري بعذاب يتخيلها هي.. ويهمس باسمها ليلا..
حتي بأوقاته الحميميه كان يشرد ويتخيلها هي..
ينادي باسمها.،علم انه لن يصلح لغيرها،
هي له وانتهي الامر، انتهي بهم الحال بالطلاق
لم يعرف كيف يعشق غيرها..
هي دائه ودوائه
ببساطه كل مكان بجسده، يأن مطالبا بقربها..
استدار فزعا، علي صرختها..عاااا..شيطان..شيطاان يالهووووي..
كانت تجلس تتمتم، بدعاء صامت
تدعو الله أن ينقذها، وجدت زوجا من العيون
تقترب منها تلمع بالظلام..
ايه دا..ايه..لا لا لا.شيطان يلهووي..
استدارت فوجدته بوجهها..
وغصبا عنها تمسكت به..هو أمانها مهما حدث
رااضي الحقني، شيطان..شيطاان..
الحقني والنبي..
نظر ليديها التي تحاوط صدره، واستغفر بسره..
ابتلع ريقه وكالعاده لم يتحدث..
صررخت به..ومدت يدها تضرب صدره..
اتكلم يابارد..ياتلم..ايه البرود دا..
انا بخاف من الكلاب..عندي فوبيا..
جز علي اسنانه واخرج سلاحه من داخل جلبابه..
وصوب عليه..
أغمضت عينيها..
وفتحتها علي منظر الكلب الدامي..
صرخت بهلع..وخوف،
نطر يدها بحده، واستدار راحلا...
لمحته يرحل ويتركها، ببرود كأن شيئا لم يكن....
ايه دا..انت مش ممكن..بارد ياأخي، برود يقتل..
التف لها ناظرا لها بسخريه،
واكمل طريقه..
لا..استني..ياراضي..
انا خايفه..
استني،دانا بنت عمك بردو..
ابتسم واستدار جاذبا يدها بيده اطاعته بصمت.
الدفئ التي تسلل ليديها عبر يديه جعلتها لدبحاله استكانه،هدوء،تذكرت كلمه جدها راشد ذات يوم
الدم بيحن للي منه،تلف مهما تلف ومايصونك غير لحمك ودمك..
تنهدت بصمت وبسرها همست،عندك حق ياجدي
رمقت ذلك البارد بجانبها وجزت علي أسنانها..
متمتمه بغيظ..
وقفت أمامه بمنتصق الطريق..راضي..هوانت مش بتكلم ليه..
أنت ازاي كدا..
لا رد..
حكت رأسها..بيدها..أنا كنت هربانه،هاا
وههرب،تاني علي فكره،
لا رد
نفخت واعتدلت وأمسكت بيده بحده وغيظ،تمام ماشي
بارد،ابتسم وخبأ ابتسامته عنها و
مشت بصمت..بجانبه..الي ان وصلا للسياره فتحها وجلس بمكانه..، ولمحها متردده بالدخول..
اعطاها وقتها..
وقفت امام السياره متردده الي اين ستهرب الان..
لمعت عينيها بمكر..
لتعود الان معه، وتجرب غدا، امامها اسبوعا بكامله..
لتعيد الكره مره أخري،..تعلم انه لن يخبر جدها..
مهما فعلت تعلم انه لا يخبر أحدا،وهذا مايريحها
راضي بنظرها رجلا نادرا ولكن صمته وبروده يقتلها.
نظر لعينيها التي تقطر مكرا، وهي تجلس بجواره..
ابتسم بسخريه، وهو يعلم ماتفكر به..
بعد نصف ساعه كان يدخل، لدوار راشد.
أوقفته بلهفه،
لالا..استني..لف من ورا..
لف من ورا..
أرجوك..
رفع حاجبه لها.. واطاعها بصمت وبرود جعلها تحدثه بغيظ..
شوف ياراضي يابن عمي..
برودك دا يقتل..انت طايق نفسك، ازاي كدا..
لم يرد..
اف منك ياخي..لعلمك انا لايمكن أرضي بالامر الواقع..أبداا،وقلتلك قبل كدا ودي تاني مره.
وهفضل اهرب كدا..
هه وهتشوف خليك بقي، لبرودك دا..
أوقف سيارته خلف المنزل..بهدوء..
انتظر خروجها..ولم تخرج استدار لها، متسائلا بعينيه.. رافعا حاجبه لها..
توترت، وهي تنظر للحبل الذي هبطت من عليه
الهبوط سهل ولكن الصعود صعب..
مدت شفتيها كالاطفال..
مهو..انا يعني..
بص بقي.. مش هعرف اطلع زي مانزلت..
ممكن تساعدي.. ياراضي عشان خاطري
جدي هيقتلني لو شافني
لارد..
أغمضت عينيها ببراءه..
طب عشان خاطري ياراضي. انا لا يمكن اهون عليك صح..ساعدني ارجوك..
نزل بهدوء وفي نفسه يكبت ضحكه عليها..
تلك المجنونه..
تنهد وهمس بسره..
خاطرك غالي جووي يابت عمي..
دخلت خلفه تتسلل ببطئ، الي ان وصلا لمكان الحبل..
بسط يده وشبكها ببعضها، لتتسلق عليها..
نظرت له بتوتر.. وحذرته باصبعها
اوعي توقعني..
نفخ بزهق..فخافت..حاضر حاضر..ياباي..
كتله جليد ماشيه علي الارض انا عارفه انت طايق نفسك ازاي..
صعدت علي يديه، الي ان صعدت بأمان
لقرب الشرفه من الارض الي حد ما، استطاعت الدخول بأمان..نظرت له بابتسامه سعيده..
واشارت له..تشكر يابطل نجيبك في هروبه تانيه..
ضحك عليها،مجنونه
جال هروبه تانيه جال
انا هوريكي ياسمر..
عشان تبجي تعرفي تهربي زين.
ــــــــــــــــــــــــــ
صعدت مسرعه لغرفتها وحزن العالم بقلبها،غصبا عنها تشعر بالغيره،بالغيظ،بأنه لها وحدها،ماكان عليه ان يخون عهدها،استغفرت الله بسرها،وهي تعلم انها علي خطأ
استمعت لندائه خلفها..
فريده...
استني يافريده.. لم تستطع ان تحجم قهرها وغيظها منه اكثر
قلتلك ابعد عني، سيبني في حالي بقي..
اقترب منها بهدوء وقلب ملتاع،لحزنها،
يافريده بالله عليكي، اسمعيني..
انا هفهمك ياقلب كيان،
أنا.... دي هي مره وحيده اللي..
سكت بخزي،ماذا سيبرر لها،وكيف،هو نفسه خجله من نفسه،لقد انساق وراء شهوته تلك الليله واقترب من سلوي وجعلها زوجته،ماذا سيخبرها،لم يكن واعيا،لا،لقد كان واعيا لما يفعله،وأراده بشده،ولكنه كان يتخيلها هي،لا يعلم كيف،ولكنه كان يصرخ باسمها هي،ما فاق من غيبوبته علم ماث،بما اخبرته تلك الساقطه لما وضعته له بانتصار،وعين جريئه.
لم يتوقع ذلك منها يوما،ولكن الان بات يتوقع كل منهما
انتبه لصراخها عليه.
فريده بصراخ.. اسكت اسكت.. انت بتبررلي ايه.
انا مش عاوزه تبريرات..
انا وانت طريقنا معدش واحد..
ولا هيكون ابدا.
نظر لها بحده..، يعني ايه مش واحد انتي مراتي..
اخرسي وكلميني كويس..
مش هسمحلك يافريده فاهمه،انتي اخترتي الوضع دا من الاول،وقبلتي بيه
نطرت يده بحده..
انا عارفه اني انا اللي وافقت مش محتجاك تفكرني،بس انت عارف ليه،لولا ان جدي خطف ولادي وجبرني اتجوزك،كنت خليتك طول عمرك في مكانك،ابن خالي وبس،وعمرك مااتقدمت منه،
اسمع ياكيان.. من انهارده متعتبش ناحيه الاوضه دي.
انت راجل متجوز.. ومراتك حامل..
ابعد عني وروحلها.. والا اقسم بالله اخد عيالي وامشي..
نظر لها بحزن.. لحزنها، منذ فجرت سلوي قنبلتها بالاسفل وهي تبتعد عنه..
يعلم مغزي سلوي وماذا تريد، من كل ذلك..
لعن نفسه وحظه.. لقد صان عهدها لسنين واضاعه بغلطه، ليست مقصوده..
اغمض عينيه، وتذكر انها كانت ملكا لغيره
ولديها طفلان..
احتدت نظرته وصرخ بها..
بتعاقبيني علي ايه..، كنتي عاوزاني اعمل ايه..
من حقي بعد ماسبتيني بالطريقه دي..يكون لي بيت وعيله..
كنت عاوزاني اعيش راهب..يعني.
نظرت له بألم وذكري السنوات، وماحدث عاد بذهنها..
ابتسمت بسخريه له وبهدوء اجابته..
انا مش قديسه، ولا انت قديس، ومش بلومك ولا الكلام دا في دماغي أصلا..
انت راجل، وهي مراتك الاولي..وهي اولي بيك طبعا..
اما انا وولادي، معلش استحملنا هنا فتره..
لحد ماجدي دماغه تلين، او هطلب الحمايه من الراوي.. وننتهي،من الموضوع دا.
انا وانت طريقنا مش واحد، يابن خالي..
لا انا فريده بتاعت زمان، ولا انت كيان اللي حبيته..
مراتك حامل، او لا شئ لا يعنيني..
اتمنالك السعاده..طبعا..
استدارت مبتعده عنه..
وشعر هو بمدي حقاره ماقاله..، وعلم ان الامور لن تعود لنصابها ابدا..
وخصوصا بعدما رمت عمته سحر سهامها، وطالبته بالعدل بينهم..
أغمض عينيه، وهو يعلم ان اليوم يجب ان يكون بغرفه سلوي..كما امره، جده..
لمحها تستدير، لجهه الباب مره اخري..
سألها مسرعا..
رايحه فين يافريده..؟
نظرت له بسخريه..هروح فين..عند ولادي طبعا..
لازم اطمن عليهم..
رد عليها، بتلقائيه..مااحنا لسه سيبنهم مع جدي نايمين..متقلقيش عليهم.
رمقته بسخريه..
بكره لما تبقي اب، هتعرف يعني ايه غلاوه الضني..
ولادي كل حياتي..روحي اللي ماشيه عالارض..لو في حاجه في الدنيا تستاهل ان اضحي عشانها..هيبقوا هما ياكيان.. مقدرش انان،ولا يغمضلي عين الا لما اطمن عليهم،عن اذنك.
معلش مش عاوزه اعطلك...
تقدر تروح لمراتك، ومن الليله انت مش مرحب بيك هنا..وياريت تحترم قراري.
وفي اول فرصه ياريت تطلقني...
لاني عمري ماهبقالك، زوجه تانيه مهما حصل ولا هسمحلك تقرب مني..فياريت نقضي اليومين دول
مع بعض زي الاخوات..
تركته وخرجت،يردد خلفها باستنكار،أخوات،
تنهد بحزن ويبدو انهم لن يجتمعوا يوما..
ان كان يمني نفسه بقربها، الان وبعدما حدث، لن يحدث ابدا
ــــــــــــــــــــــــــ
نزلت الدرج بهدوء..وجميع الاضاءه اغلقت ماعدا ضوء بسيطا ينير الطرقه..الجميع نيام.
كانت تنظر لها وهي تسير، بعين حمراء وشرار يطل من عينيها..
همست بهم، بشيطنه..وغل،
احضرو..احضرو.. للي عليها العين والنيه.
أغلقت الاضاءه فجأه..ولمحت فريده، عينين تنظران لها بحده من وسط الظلام..
ارتعب جسدها، وارتعش..وهي تتذكر تلك الليله
ورددت..سلام قولا من رب رحيم..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
تماسكت وهي تمسك بيدها، ذلك الحجاب الذي اعطاه لها الراوي..
هلك جسد الاخري، وهي تصارع تلك الطاقه بجسدها..
وهي تردد الايات القرآنيه..التي تحفظها
قفز ءات العيون الملونه من وسط الظلام عليها فرصخت بخوف..
عااااااااا
وقعت علي الارض..
واختفت هي،
دخل لغرفتها ينظر لها بغل، وهي ترمقه بانتصار..
اندفع لها يهزها بعنف، صارخا بها..
عملتي اللي في دماغك ياسلوي..فاكره التمثيليه السخيفه اللي عملتيها هتخش عليا..
نظر لها بسخريه..قائلا..
حامل..
طب كويس..
ياكشي تعرفي تبقي ام عدله، ماتورثيهوش الحقد والغل..ويبقي نسخه جديده من وساختك وغلك..
اقسم بالله وانتي عارفه لما بحلف،لو قربتي من فريده،او ضايقتيها بكلمه لعمل فيكي ايه،وانتي عارفه انا ممكن أعمل ايه،وبلاش حتت الشرف دي،لان واحده زيك عديمه الشرف،بلاش تتكلم عنه،
ابتلعت ريقها من تهديده المبطن لها،
ونطرت يده بحده..تقصد ايه الزم حدودك ياكيان..
واعرف بتكلم مين..
واه انا حامل ولا نسيت الليله اياها..
وبانتصار اكملت..
وهبقي ام الواد..، بس مالك كدا..واكل ودنك..هي المدام كرشتك، ولا ايه..
ولا معدتش فريده بتاع زمان..
ماهو بصراحه
الواحده بتفقد روحها، وجمالها بعد الجواز..
وليك حق بصراحه..ازاي هيبقي غيرك، لمسها وخلفت منه، ويجيلك نفس ليها..
مش دا كلامك برده..
اغمض عينيه وهي ترميه، بتلك الكم من الحقائق وتذكره بان غيره امتلكها قبله لم يحتمل..
رفع يده، وحط بحده علي خدها...
اخررسي..انتي شيطانه..
فكره ان كل الناس وسخه زيك..فريده كانت متجوزه،علي سنه الله ورسوله،مش زيك،وأظن انتي فاهمه أنا اقصد ايه،ولولايا كنتي هتبقي ايه،فبلاش دور الشرف دا،
فريده هتفضل فريده..
بتاعتي انا وبس..
وان كانت انجبرت علي غيري، فدا انتي السبب فيه...
وبقت ام..، اه بقت ام..، احلي ام في الدنيا..
مش هسمحلك بعد كدا فاهمه..
الا فريده،وانتي عارفه فريده لكيـان ايه،بصق عليها
و
دفعها بيده، وانتفض وهويستمع لصرختها الاتيه
من الاسفل..
تركها من يده، وهرول باتجاه صراخها..
مناديا عليها،
فريـده..
لمحها اسفل الدرج، تأن بوجع..
فريده..مالك يافريده..احتضنها بأحضانه.
حبيبتي انتي كويسه..
نظرت له بقلب مرتعب..
كيان..كان هنا..،
نظر حوله،لم يري شيئا،سألها بخوف عليها..
هو مين ياقلب كيان..؟
أجابته بخوف..
القط الاسود...كان هنا..
شرد بذهنه، لتلك الليله وماجري..
ومد يده بلطف لها..
تعالي يافريده، قومي مفيش حاجه هنا..تعالي ياقلبي..
فريده، بوجع..
دراعي انكسر ياكيان..
وقفت هي أعلي الدرج، تنظر لهم بغيظ..وهو يهمس لها..
وبجانبها جدتها..
سلوي..كنتي خلصتي عليها، وخلصتي..
سعديه...بشر..مجدرتش برجبتها، حجاب حصين ومحصنها..
لازم نخدو منيها..
سلوي.. بغل ستي، انا عاوزه اتعلم..
سعديه..بدهشه..
تتعلمي ايه....
احضر الاسياد..
نظرت لها سعديه، بفرحه مستتره..
بس لازم تجدمي، فروض الولاء والطاعه..
سلوي..امرك.. زي مانتي عاوزه،
سعديه... .تولدي بالسلامه ونشوف اوامرهم..
سلوي بغيظ، لسه هستني لما اولد..
سعديه بخبث..اومال..يكون احلي واحسن..
اصطحبها للخارج ليقلها للمشفي.
نظر لها وجدها شارده،فريده..انتي كويسه..احكيلي شوفتي ايه..؟
نظرت له، وهو يقود ويسترق النظر لها..
وحكت له مارأته..بالتفصيل.
ردد، غريبه..
رددت خلفه،هي ايه اللي غريبه..؟
اجابها، اللي حصل دا واللي حصل الليله اياها..؛
أغمضت عينيها وهي تستعيد، مااخبرها به الراوي علي لسان راجي، والمخطوط التي تركته والدتها بذلك الصندوق..
ووجدت لسانها يردد بتعب..
معرفش..
معرفش ياكيان..
ـــــــــــــــــــــــــ
انتي بتعملي ايه..
هعمل ايه يعني..زي ماانت شايف..
ايوا بتكلمي مين دلوقت، رسايل، في رسايل في ايه..؟
تلجلجت..هااا لا ولا حاجه..
انا هقوم اخد دش، حرانه..اوي.
نظر لها ولتوترها الظاهر..علي كلامها بوضوح.
ولاصطحابها للهاتف معها..،
انتي هتاخدي التليفون معاكي كمان..
نظرت له بتوتر..هاا لا نسيت اهو..سبته.!
تركته ودخلت للمرحاض..
وتاكد هو انها بالداخل..واقترب يبحث به..ماذا به.؟
لحسن حظه لم يقفل بعد..
لمح كم هائل من الرسائل..
من شخص يدعي فادي..
لهجته تبدو من البدو..يبدو عاشقا..،وتلك الغبيه تحادثه ببساطه
جلس يأكله الغيظ..، ينتظرها لتخرج ويريها..
خرجت بعد نصف ساعه..
لمحت هاتفها بيده وينظر لها بشر..
رفع يده لها..
ايه دا..؟
تلجلجت..ايه دا..؟
مين سمحلك، تمسك تليفوني..!
صرخ بها..سلمي..متغيريش الموضوع..
مين فادي دا..
أخذت هاتفها بحده منه، وهي تجيبه بثقه..فادي دا البوي فريند بتاعي..
شهق بصدمه. واقترب منها..
ايه..بوي ايه..؟
سمعيني تاني كدا..!
هرولت من امامه..البوي فريند..
ايه مبتسمعش..احنا كنا متفقين عالجواز،
وانت جيت خطفتني منه..
استغفر بسره وصدره يعلو ويهبط..
وسألها
دا بدوي دا صح..؟
اومات بفخر..أه،ايتغفر ومد يده لها.
تعالي بس انزلي، بهدوء متخليش سمر
تشمت فيا وفيكي..؟
تعالي..
نظرت له بعند..لا..انت شراني..وانا عرفاك..
طلقني عشان اتجوز فادي.. هو طيب وبيفهمني،
الي هنا ولم يستطع..
وانا اللي شرير في حكايتك يعني
طب، تعالي بقي انا صابر من الصبح، وقلت عيله..
لكن لا..
مادام واخده بالك انك مراتي، وعايزه تتطلقي يبقي تديني حقي الاول..
سلمي وهي تفر منه..يعني ايه..؟
احكم حصاره عليا..
يعني هنتفق اتفاق..ياحلوه.
سلمي..ابعد عني يافهد انا بكرهك..طلقني يااخي..
فهد بحده..اخرسي..اخرسي بقي..
سلمي بعند، لا بكرهك..بكرررهك..
حطت يده علي خدها، بصفعه مدويه
لقد ضغطت عليه بما يكفي..
لن تصبح لغيره مهما كان..
نظىت ليده بصدمه، انت بتضربني يافهد..؟
استدار لها بحده صارخا بها..
قولت اخرسي، انتي اللي وصلتيني لكدا..
انت مراتي وهتفضلي مراتي، وامور العيال دي تبطليها..
بره الاوضه دي تحترميني وعالله شوفي عالله ياسلمي..أشوفك بتتكلمي مع جنس راجل..
وادي التليفون..
ألقاه ارضا فتهشم قطعا..
ابقي وريني بقي هتكلمي سي زفت ازاي..
التقط الشريحه وشقها نصفين..
أزاحها بيده فسقطت علي الفراش وصرخ بها، وان كان علي حقي، فأنا زاهده، ميلزمنيش، مش فهد سويلم،اللي مره تزله،وتهينه
هطلت دموعها.. بحزن علي نفسه ونفسها،
تركها وخرج، وهو يلعن عنادها الذي اوصلهم لهنا..
قلبه يأن بندم لصراخه بها..وضربه لها..
لملمت شتات نفسها، واغلقت الاضاءه، وتقوقعت علي نفسها تبكي بصمت.
وعلي لسانها..
بكرهك يافهد بكرهك..
عمرك ما هتتغير،ابدا.
ــــــــــــــــــــــــ
كانت تود ان تخرج لتري والدتها..
رغم خذلانهم،لها، الا انها اشتاقتهم.
ارتدت ملابسها، ولاول مره قدمها ستخرج للشارع..
بعد زواجها منه....
هاتفته واصر عليها ان لا تخرج الا معه..
ولكنها ستخرج..تريد ان تراهم وبعدها ستخبره..
هو يماطل معها،لا تعلم لماذا..
حطت قدمها لخارج المنزل، وارتعشت قدمها بخوف..
تذكرت تهديده لها، ورحلت ذاكرتها لتلك الليله..
دخلت مسرعه..وأغلقت بابها..
لن تخرج، لن تخذله ابدا..
تذكرت توسله لها..ان لا تؤذيه بها..
ارتعشت بخوف وهي تتأسف له في نفسها،..أنا ايه اللي كنت هعمله دا...؟
عابد وثق فيا وصدقني...لا يمكن اخذله ابدا..
انا اتجننت..ازاي كنت هعمل كدا..
غيرت ملابسها بسرعه..
وجلست تنتظره مثلما أخبرها، ليذهبا معا..
الحياه بوجوده،لها طعما أخر..
هو عالمها الجديد،كيانها،وكينونتها،وكم تعشق عالمها الجديد هذا
وكم تعشقه هـو،عابــــــــــــد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالسا بالخارج، يستمع لحديثها الباكي
واعترافاتها، للخاله ماجده..
وصراحتها وما حدث لها..
أغمض عينيه بخزي مما يسمعه..،استغفر بسره ألاف المرات..
احترم صراحتها..وكثيرا...كانت من الممكن ان تخفي بداخلها من هي،
وتدعي اي شي اخر، وتتركهم ينخدعون بها بأذنه..تتردد كلمتها..
انا ندمانه..ونفسي ربنا يسامحني..
همس بوجع،ليه بس كدا،فرطي في نفسك،يارب رحمتك بيها وباللي زيها،بس انا مين عشان اعاقبك ياصغيره،
انتي اتعاقبتي باقسي طريقه،الفضيحه،والشرف،وكفايه موت ابوكي،
كفايه الدنيا كلها عليكي،يارب دلني علي طريق صحيح،أهديها ليه،
أغمض عينيه وبرأسه تردد،بضعا من كلمات،لطالما خطب بها،
الله غفور رحيم،لو بلغت ذنوبنا عنان السماء،واستغفرنا الله سيغفر لنا،
ان كان الله غفورا رحيما، فمن هم ليجلدوها..
استقام مسرعا، وتنحنح..سيحدثها،
سمعت الخاله ماجده صوته، كانت تحتضن أمل بحب وحزن علي حالها ووحدتها..
متخفيش يا حبيبتي،دا قاسم اللي انقذك الليله اياها...
امسحي دموعك دي..انتي ضحيه معملتيش حاجه..وأنا مش هسيبك حتي لو الدنيا بحالها سابتك
ابتسمت أمل، بحزن لها..
وهمست لها..
ربنا يخليكي ليا..
قبلت راسها بحزن، وعدلت لها حجابها..
استني اشوفه عايز ايه..؟
خرجت له..أيوا ياقاسم بابني..
في حاجه.؟
قاسم بخجل..ايوا ياخاله..كنت عاوز اتكلم معاها شويه..اذا امكن.؟
الخاله ماجده بتوتر..بس يابني..اصل..
قاسم بهدوء..أنا سمعت كل حاجه غصب عني صوتكو عالي، متقلقيش ياخاله سيبيني اتكلم معاها ممكن.
ماشي يابني اتفضل..
بس بالله عليك،متبقاش انت والزمن عليها،دي عيله زي ماانت شايف،وانضحك عليها باسم ابحب،أمها اهملتها،وسبتها فريسه سهله ليهم،
اومأ لها موافقا،عندك حق،متقلقيش،اللي فيه الخير يقدمه ربنا،
دخل متمتا ب..
السلام عليكم..
رفعت رأسها له، والتقت عيناها بعيناه لاول مره
منذ التقتها تلك الليله..بذراعيه..
رددت السلام بخجل، وهي تزيح عينها من عينه..
دخل وجلس علي كرسي بجانبها..
أغمض عينيه بحزن، عليها
لا يعلم كيف يبدأ؟ ومن اين؟
هو مضطر أن يسألها كل ذلك..
اجلي حنجرته ..
أعرفك الاول بنفسـي
انا ياستـي، قاسم رضوان..
انقذتك الليله اياها، من اللي كانو بيجرو وراكي..
أمل بحزن.. وامتنان، شكرا ياشيخ طنط ماجده حكتلي كل حاجه..
قاسم بهدوء.. مرددا، شيخ، اظاهر ان الخاله ماجده..مسبتش حاجه مقلتهاش..
ابتسمت بحزن ابتسامه زينت محياها الذي تشعر به يشع خزيا ودناءه..
اه بصراحه..طول الوقت ملهاش سيره غيرك..
كان نفسي اسمع حكاويها، في وقت وظرف غير دا..
بس النصيب.. بقي.
نكست رأسها بخزي..
وسكت هو لا يعرف، من اي مكان يبدا..؟
طب انا اسف، انا سمعت كلامك مع خاله ماجده وكنت عاوز أسألك كام سؤال كدا..ممكن..
نظرت له بتوتر..وخوف طل من عينيها..
نظرتها الضائعه أوجعت قلبه، وغصبا عنه تغاضي عن كثيرا مما كان سيقوله،
اكمل وسألها..
انتي عندك كام سنه؟
ردت بخجل..19
صدم من سنها..19 لاحظ هو صدمتها.. لملامح وجهه المصدومه..
ونكس راسه سريعا..
لا يعرف مما يبدأ..
فوفرت عليه هي الكلام،وبدأت هي..
أنت واضح سمعت كل حاجه. ياشيخ،.أنا عارفه اني غلطت..
بس صدقني انا ندمانه..
أنا هربت، لاني كنت عاوزه افتح صفحه جديده..
أنا خسرت كل حاجه..
انا كنت هرجع مع أهلي،وهيقدرو يلمو الموضوع،مش هتعاقب،بل بالعكس ماما هدلعني أكتر،
أنا أستحق العقاب،أستحق البعد،ان أبعد عن كل حاجه بحبها،
عشان كدا،سبت كل حاجه ورايا،وأملكها وهربت،بابا سيبلي ورث كتير جدا،فلوس لو قعدت عمري كله اصرف فيها مش هتخلص،بس يفيد بايه كتر المال وهو مش موجود،مات غضبان عليا،
عارف،نظره عين عابد اخويا ليا،كانت بتدبحني،عارفه انه مكنش هيقسي عليا،بس انا استحق العقاب دا،
أنا غضبت ربنا كتير،واستحق كدا..
هز رأسه بالرفض..مقاطعا لها..
استني بس...انا مش هعين نفسي قاضي واحكم عليكي وأجلدك..
أنا خايف عليكي..انت لسه صغيره ووحيده زي ماانا شايف..،
انتي هربتي وصلحتي غلط بغلط اكبر..
لازم ترجعي لاهلك.. أنا هوديكي بنفسي،
هزت رأسها بالرفض..لالاا مش هارجع..انا عارفه ان تقلت عليكو..انا همشي من هنا وشكرا ليكو..
انما رجوع لا..لو سمحت دا قراري..
قاسم..بصبر وحلم عليها..ليه..فهميني براحه...
نكست رأسها ووجدت نفسها تخبره بكل شئ بقلبها..
عيناه السوداء التي يشع منها، نظره طمأنينه سحبتها بهدوء للكلام..
استمع لها بصبر..ناقشها وحاورها..كطفل تستمع لشرح مدرسها..
علم ما تفعله والدتها، وزوجه اخيها.. وضغطها عليه،في كل مره تقرر الابتعاد عنه،
ولكنها غصبا عنها خبأت بعض الاشياء، خزيا منها ومن أفعالها.. لا تعلم كيف فعلتها..؟
نبرتها النادمه ودموعها جعلته يدرك كم طفله هي وتحتاج للاحتواء..
اوجعه قلبه عليها، وهي تحكي له كيف مات ابيها خزيا اشتغل قلبه،بالانتقام، واه لو يلمح ذلك القذر، الذي حطمها ودمرها..
أنهت كلامها ونظرت له..
عرفت بقي ليه مش عاوزه ارجع..ارجوك متضغطش عليا..
وجد لسانه يردد.. لا يعرف لما يود أن يسألها ذلك،
من البدايه، أرجعها لخوفه عليها،
ورقه الجواز العرفي فين؟
ابتلعت ريقها ونكست راسها..
عصام قطعها أخر مره في وشي، ورمي عليا يمين الطلاق..
وجد نفسه يردد بغيظ،متجبيش سيره الوسخ دا علي لسانك تاني،فاهمه؟
أومأت بخوف من حدته معها، وصمتت
ارتاح قلبه....وتمتم بالحمدلله..
بصي، انا زي ماقلتلك مش جلاد، ومش هصعبها عليكي،ولا هضغط عليكي أبدا، ودينا مش عسر وانا مش ربنا عشان احاسبك، وكلنا بنغلط..
ومادام باب التوبه مفتوح مانقفلش..يبقي يحقلك فرصه تانيه..
رفعت رأسها بدموع تريد سؤاله...
تفتكري ربنا هيسامحني؟
قاسم بابتسامه. هادئه.....ربك رب قلوب..
بيحكم علي اللي في قلبك..
علي جواكي مش براكي..
عشان كدا..
انا واثق ان من رحمه ربنا انه، بعتني ليكي في اليوم ده عشان أنقذك من سكه، الله أعلم كانت هتوصلك لايه..
رفعت رأسها له بدموع..وغصبا عنها وجدت لسانها
يردد
أنا خايفه..خايفه أوي..
خايفه اموت،وربنا غضبان عليـــــــا..
ود لو يخطفها يطمأنها بين ذراعيه..
استغفر بسره، وأغمض عينيه بحزن عليها..وعلي ضياعها..طفله هـي،وماأحوج الاطفال للحب والاهتمام
نبته جميله،نمت بحقل شياطين وارتوت بحقدهم وكرههم،فصارت كما صارت، والان المعدن الاصيل أصبح يطفو،بعدما علمت ان الدنيا زائله،لا تساوي جناح بعوضه..
رفع راسه لها..بابتسامه وحنان.
متخافيش احنا جنبك مش هنسيبك..
اوعديني ان اللي فات ننساه، وتبدأي صفحه جديده..
أومأت بفرحه..اوعدك مع ان صعب.،.صعب اوي..
أنسي،
وخايفه ربنا ميغفرليش..
ابتسم...لها
ورد عليها بآيه قرآنيه..
بسم الله الرحمن الرحيم
: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53
صدق الله العظيم..
احمدي ربنا..واستغفريه وان شاءالله، يتقبل منك..
اومأت بالدعاء.. وراءه..
يارب.. متشكره أوي..علي كل حاجه..
رفع رأسه الذي ينكسها منذ دخل احتراما..
وابتسم لها ابتسامه راضيه..
هتبقي أحسن صدقيني..
لو احتجتي اي حاجه، هتلاقيني جنبك..
دايمـــــا..
دخلت الخاله ماجده بفرحه..ينصر دينك
ياقاسم كنت عارفه انك قلبك كبير..
من اليوم امل هتسكن معايا، وتساعدني في شغلي..
هيا قالتلي انها بتعرف تصمم ملابس وتخيطها نفس شغلي..
صح ياامل..
ابتسمت لها..صح ياطنط..
نبرت صوتها الرقيقه..، تذيبه،
يجب ان يبتعد عنها..،تؤثر به وبشده،استغفر الله بسره وأغمض عينيه، وخرج لينتظرهم بالخارج ليقلهم معه..
ـــــــــــــــــــ
خرجا من المشفي بعدما جبست ذراعها..
ويبدو عليها التعب..
نظر لها بقلق،فريده انتي كويسه...
فريده..بتعب..اه كويسه..انا بس دايخه شويه..
مد يده وعدل شعرها. وأدخله بحجابها،.سلامتك ياقلب كيان..
حقك عليا،معرفتش ألحقك،
فتحت عينها تنظر له فوجأت بما أمامهم..
فصرخت بحده..
كيـان..حاسب ياكيــان..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مين فينا،معصوم
مغلطش، يوم
متمناش الوقت يرجع
نادم علي اللي عمله يوم..
كلنا مذنبون،لا ظالم ولا مظلوم..
ياللي شايف انك من الغلط، معصوم..
ارجع،لدينك،لاحاديث الرسول.
طول ما باب التوبه، لسه موارب
قول يارب،ويلبـــي علطول
يبقي تيأس ليه، يا مرحب بالصلاه والصوم..
قول يارب،وادعي بقلبك المكلوم
قادر ينصفك،وذي ما انت مذنب
كلنـــــــــــا مذنبون..
مذنب أنت وكلنا مذنبـــــــــون
محدش من الغلط، معصـــــوم
16
رحمـــــاكـي
أسما السيــــــــد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وتبدأ حكايتنا)
يقود بصمت ،يصارع قلبه وعينيه للنظر اليها،طوال الطريق،يستغفر بصمت،قلبه يؤلمه عليها
نظرتها الشارده الضائعه، كطفله ضائعه،تجعله يشعر بالبؤس عليها
انتبه للخاله ماجده،استني ياقاسم يابني،اقف هنا.
عند المحل دا،هننزل نجيب حاجه من هنا...
نظر لوجهه المحل وجده ملابس يخجل ان ينظر لها،تشبه لملابس الرجال..
استغفر في سره ومسد وجهه بعصبيه..
انتبهت عليه الخاله ماجده،مالك ياقاسم يابني
انت تعبان،خلاص مش مهم،يلا بينا،هبقي انزل انا وامل في يوم تاني
نظر لها من مرآه السياره،وجدها شارده لم تنتبه لكلامهم من الاساس،لن يجعلها تعود لتلك الملابس
أدار السياره ولم ينتظر،وصلا الي تلك الحاره،شعبيه الي حد ما،ولكن اهلها جميعا طيبون
صف سيارته،بجانب العماره التي يسكنون بها،
هبطت من السياره ودارت بعينها للمكان، احاطتها ماجده بذراعيها بحنان
اه لو تعرفي مبسوطه اد ايه انك هتسكني معايا ياامل دا انا خلاص الوحده كانت هتخلص عليا
ابتسمت لها واستدارت فوجدته مسند راسه علي دريكسيون السياره وكأنه يصارع شيئا ما.
نظرت للخاله ماجده باستغراب،
هو ماله الشيخ قاسم..
ألقت ماجده نظره عليه،وابتسمت،تلمح بعينيه ما يخفيه..
مفيش يا حبيبتي دا تلاقيه يا حبيبي تعبان من شغل الورشه طول النهار،يالا نطلع احنا..
كادت ان تقع بسبب جلباب ماجده الواسع..
ضحكت ماجده عليها،معلش بقي مكنتش اعرف انك ضعيفه كدا،بس متقلقيش دا انا هفصلك شويه هدوم،ايه،عنب..
قاد سيارته لوجهه ما،لا يعلم لما يفعل ذلك،ولكنه سيفعلها..
بعد ساعتين،
كان يدق باب الخاله ماجده علي استحياء
فتحت الخاله ماجده الباب، وجدته هو.
قاسم اتفضل يا حبيبي..
لمحت ما يحمله بيده،ايه دا ياقاسم..
تردد وابتلع ريقه،ومد يده لها..
دي حاجه بسيطه،اديها لامل،أتمني يعجبوها..
ماجده بسعاده،تسلم يا قاسم يابني،أكيد هيعجبوها مادام منك..
ابتسم لها،طب استأذن انا بقي.
اذنك معاك يابني،ربنا يراضي قلبك ياقاسم يابني..
تنهدت ودخلت بالحقائب بفرحه،وهمست،ربنا يجمع مابينكم، انا عارفه انك طيب ياقاسم وهتعرف تحتوي الغلبانه دي..
يارب،جمع مابينهم علي رضاك وطاعتك، يارب
تنهدت ، وهي تدعي وتدعي ان لا تري أمل ما رأته هي، ستساعدها بكل ماتملك، لن تجعلها ماجده اخري..
أغمضت عينها ومسحت دمعتها التي نزلت تكوي خدها تذكرها بما مضي وابتسمت ودخلت لها.
جلست تفترش،الفراش، تنظر لما أتي لها به،برضا
توزع نظرها بينهم وما بين يديها بتوتر رفعت يدها، تنظر لما سطرته يداه
أخذت نفسا وامعنت به..
( إلي تلك الجديده،أمل.
هناك كلام،كنت اود ان اقوله لكي وجها لوجهه،ولم استطع،ولكني أتمني يوما،ان القيه علي مسامعك وجها لوجه،اعلم تنظرين لتلك الملابس الان شارده، ولكنها ستجعلك بعيني ملكه متوجه، لا تتردي وخذي مما فات عبره وعظه، اريدك ان تغلقي علي تلك الصفحه، وتطويها لا صله لها منذ الان بنا،أخلعي كل مايربطك بالماضي واقذفيه، لا تقسي علي نفسك وتجلديها،من فينا قديسا عفيفا،لست متشددا فلا تناديني شيخا،ولست جلادا لتتوتري امامي، وتخجلي
اؤمن ان كل شئ يحدث بحياتنا لسبب، وربما كنتي احدي اسبابي،لا اعلم،سأنتظر تحت شرفتك،لتخلعي كل ما يعلقك بالماضي ولتتبعي من الان ما امرنا به الهادي،
امضاء،قاسم)
ابتسمت وفتحت تلك العلبه وصدمت مما بها،وجدت ورقه أخري..
(ليس جبرا،ولا فرضا، ولكني أراه عليك أجمل)
ابتسمت واقتربت من المرأه، ارتدت واحده من الجلاليب التي أهداهم لها،وارتدت النقاب عليه.
نظرت لنفسها يالمرآه،شعرت بتلك الراحه تسير بأوردتها،كأنها ملكه متوجه ،معه حق،
لملمت ثيابها القديمه باحدي الاكياس واتجهت للشرفه بغرفتها،وجدته يقف مستندا علي احدي عواميد الاناره،ابتسمت من تحت نقابها له، ولاول مره تتمعن بملامحه
رجل صلب بملامح مصريه،جميله،شعرت بانها خلقت علي يديه
رفع نظره للشرفه،لقد تأخرت،والقلق ينهش بقلبه
وجدها تقف كأميره بجلبابها ونقابها،انفرجت اساريره وهو ينظر لها،تعلقت عيونه بعينها لدقيقه.
رفعت يدها بذلك الكيس والقته بكل قوتها
ابتسم بسعاده ورفع اصبعه بعلامه الانتصار لها، ابتسمت من بين جروحها، ومن هنا تسلل الامل لقلبها..
هي ليست بذلك السوء،تستحق أن تحب نفسها..
ألتقط الكيس بسعاده، واقترب من باسكت القمامه، وألقاه بها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أبين زين، وأضرب الودع، أبين زين أبين..
نظرت له ببراءه، تتوسله بعينيها، الليل حل عليهم
هنا
هنا عند النبع، مكان بأخر المزرعه، خصصه الراوي للعشاق، قطعه من الجنه، يحاوطها الخضره وعلي ضفافها بحيره صغيره صناعيه تشبه حمام السباحه ولكن علي أوسع وارضيتها صنعت من الحصاوي،
الراوي نفسه يأتي هنا بزوجته، طلبا للراحه، والهدوء والهروب من اعباء الحياه..
تسرح الخيول وراءهم هنا، صانعه لوحه فنيه جميله، يجاورها الخيام، كل زوجين يأتون هنا، ينصبون خيمه لهم، نصبها هو صباحا، ويجلسان امام النبع بعيدا عن اللمه والجمع،
نظر لها بابتسامه وهز رأسه بالرفض، لع ياساجده، جلتلك جبل سابج لع، ده حرام، ماهندخلش في مشيئه الرب
حزنت وادارت وجهها له، خلص ماني عايزه شي
تنهد وهز راسه، يعني هترتاحي اكده ياجلب عدنان لما الوليه الخرفانه دي، تضحك عليكي بكلمتين،
نظرت له بحزن واحابته، لع ياعدنان، ما بتضحك علي، صادجه،صادجه
رفع حاجبه لها بدهشه، صادجه، كيف ده
جنيتي ياساجده، اسمه شرك، رب العباد بس اللي بيعلم الغيب.
اقتربت سميحه ضرابه الودع، كما تشتهر بمزرعتهم،
تتحدث بخبث،
أبين زين يازين، أبين زين ياساجده،
عدنان بسخريه، فوتينا ياسميحه الله يكفينا شرك وشركك
سميحه بسماجه، من ايش خايف ياعدنان، لتكون مخبي شي وخايف بالودع يبان.
نظر لها بغيظ، وحطت عينه علي عين ساجده التي تنظر له بحزن، فقالت له، مخبي شي عني ياعدنان، لاجل اكده خايف بالودع انو يبان.
جحظت عينه وجز علي اسنانه، وخطف يدها مسرعا مستقيما بها، ونظر للاخري بغيظ،
فوتنالك المكان ياضاربه الودع ومفرقه الاحباب، مااني خايف من شي، بس هادا شرك بالله
من اليوم اذا بلمحك بالجرب من ساجده
بخلص عليكي، وبالاصل الكل بيرتاح
خافت سميحه من لهجته، واندفعت تلملم حاجاتها بعدما كانت افترشت بها علي الرمل
بشوجك، ياعدنان، بس ماترجع ندمان، واني وياك مهما العمر طااال.
نظر لها بدهشه، بتهدديني ياوليه ياخرفانه انتي.
تركته ورحلت، متمتمه، احسبها علي هواك.
فوتكم بعافيه. ياعشاج.
ساجده، ليش اجده ياعدنان، دي وليه سو، خاف تاذيك، وعليك ترمي بلاها.
نظر لها بثقه. ماتخافي ياساجده، اللي مع الرب لا بينأذي ولا ينهان.
واليوم راح عديها اذا بشوفك بتخطلطي بيها، يبجي اني من طريج وانتي من طريج.
شهقت بخوف، هنت عليك ياعدنان.
عدنان بحده،بتهويني ياساجده اذا بطريج الشرك بتمشي خطاكي..
خلاص ياعدنان، من اليوم ما بسمع لحدا سواك
ابتسم لها ومد يده ساحبا اياه لخيمتهم،
مابتهوني علي ابدا ياجلب عدنان.
ضحك محياها واقتربت تحاوط عنقه
والله لو جالولي عدنان ما بيحبك بككدب الدنيا وبصدق عيناك..
ابتسم لها وقبل خدها
ولو جالولي ساجده صدقت فيك وما بدها ياك..
بخطفك خطف وما تكوني لغيري ياحلوااي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيااان، حاسب ياكياان..
حاول كبح الفرامل، ويتنحي جانبا بعدما لمح، ما يقف امامه، بذعر.
صرخت اكتر،
حاسب، حاسب هتخبط فيه
اضغط فرامل ياكيان
مفيش فرامل يافريده، ااااه.
سريعا اصطدم بالرجل العجوز الذي ظهر فجأه امامه
اخذت السياره بالاندفاع الي ان اصطدمت
صرخ عليها وهو يري انحراف السياره قبل ان تصتدم،
وطي راسك يافريده، انزلي بسرعه..
لم تستطع الحراك، فاندفع هو وحاوطها بذراعيه وانخفضا اسفل السياره، سكنت الحركه، وسكن المكان حولهم، الا من صوت انفاسهم العاليه.
رفع راسه بهدوء،
تحطم الزجاج وكسر عليهم،
حاسبي يافريده، براحه
اجابته بخوف، انا كويسه انت كويس.
اومأ بالايجاب، وهناك بجسده شيئا يؤلمه..
اه، كويس..
نظرت لذراعه بصدمه، ايه دا..؟
جز علي اسنانه، والوجع يزداد، مش عارف
كيان في ازازه في دراعك، شكلها كبير اوي..
كيان بوجع. اااه، فريده انا قتلت الراجل.
ابتلعت ريقها، وهي تتذكر ماحدث..
اغمضت عينها وهي تجزم انها احدي حيل سعديه..
خلينا فيك الاول، وريني دراعك، كدا..
احنا لازم نرجع المستشفي.
أغمض عينيه واشار لهاتفه ، امسكي تليفوني اتصلي بفهد.
يجيب عربيه ويجي..
فعلت مثلما امرها..
ـــــــــــــــــــــــــ
كان يجلس يؤنب بنفسه علي انه انساق وراء عنادها ومد يده لها، يتآكله الغيظ، مما تفعله،
و جدها آتيه من الاعلي مندفعه عليه،
نظر لها بغيظ، وهو يعلم ماذا ستخبره.
منك لله يافهد، منك لله
لبستني في الحيط، الله يسامحك.
نظر لها بغيظ وادار وجهه عنها، بقولك ايه ياسمر، سيبيني في حالي الله لا يسيئك، كفايه اللي سلمي عملاه في امي.
نظرت له بغيظ ورفعت يدها تدعي بحرقه، الهي وانت جاهي يارب ينوبك من اللي هيحصلي نصيب.
بقي انا اتجوز راضي البارد، حرام عليك..
نفخ بغيظ، انتي تطولي اصلا احمدي ربنا، انك هتخرجي من بيت العقارب دا
سمر بغيظ، لا سيبك من الكلام دا، انت هتهربني.
نظر لها بصدمه، نعم يختي.، انتي اتجننتي، دانا كنت قتلتك، عاوزه تفضحينا ياسمر، ايه الجنان دا
ضربت قدمها بالارض بقهر وغيظ منه،
ورفعت كفها تدعي بحرقه اكبر،
منكو لله، منكو لله،
جز علي اسنانه، وصرخ عليها، سمر.
اخرسي بقي انا مش فايقلك..
رفع نظره للاعلي، فوجدها تنظر لهم بسخريه، تلك النظره التي تقتله، الي هذا الحد زاهده به، كان سيصعد ويتوسلها حتي ترضي ويتأسف لها..
اما الان علم انها لن ترضي عنه يوما، تريدها اخوه، اذن فأهلا لها..
اقترب من أذن سمر هامسا لها،
عله يري لمحه غيره، او غيظ، شيئا من هذا القبيل..
نظرت له سمر بشك، ايه يافهد عاوز ايه مش مطمنالك.
جز علي اسنانه، وهمس لها، اخرسي يازباله، قربي واسكتي، رفعت نظرها لما ينظر له، ووجدتها تنظر لهم، وجدتها فرصه لتنتصر عليها، رغم كل شئ هي وسلمي اعداء، رغم انها لا تحمل بقلبها ضغينه لها، ولكنها تغيظها وحسب.
سمر بتسليه، قرب، قرب دي بينها هتحلو،
جز علي اسنانه لتلميحها، سافله
والله تستاهلي راضي، وبالقوي كمان..
رفع نظره مره اخري، فوجدها علي حالها، ودخلت بلا مبالاه واغلقت شرفتها، وكأن شيئا لم يكن، دفعته سمر بيدها، اوعي بقي يافهد الفهود، الشو انتهي والموزه، ادتك الصابونه.
نظر لها بقهر وغيظ، صابونه، والله ياسمر انا كنت ناوي اساعدك بس بعد كلامك البيئه دا، مبروك عليكي راضي، وعلي فكره، راضي كلم جدك، وقاله انك هربتي وهو رجعك، مبروك عليكي اللي جدك هيعمله فيكي ياقطه..
سمر بصدمه، فهد انت بتتكلم جد، اه ياراضي يابن ال
وانا اللي فكراه مش هيقول..
ضحك فهد عليها وتركها، سي يوو ياقطه، جدك كان طالعلك لولا كيان حاشه عنك، احسنلك تدفني نفسك قبل الصبح، أحسن جدك محضرلك مفاجاه ايه، عنب..
افترشت الارض تولول علي ما صابها، تسب راضي بابشع السباب..
صعد درجتين وسمع صوت هاتفه، اتصالا من كيان، استغرب اتصاله، وهم من الاساس ببيت واحد
رد عليه وصدم مما قاله، وهبط مسرعا ليلحق بهم، لمحته يهبط مسرعا
مالك يافهد، في ايه
سمر اوعي كدا، مشوار مهم..
تركها وغادر..
واستدارت لتصعد وجدتها بوجهها، نظرت لها بغيظ فتجاهلتها.. وصعدت
سلمي، بغيظ، وشماته، مبروك الجواز ياسمر مشوفتكيش طول النهار عشان اباركالك
استدارت لها سمر تجز علي اسنانها، يبارك فيكي ياختي، اصيله.. والله
سلمي بشماته، سمعت ان جدي محضرلك مفاجأه الصبح بمناسبه هروبك، ورجوعك..
سبته بسرها، ونظرت لها بغيظ ودخلت لغرفتها مسرعه..
بحثت عن هاتفها وفي بالها شئ واحد، ستفش قهرها وغلها منه والان..
بحثت عن رقمه بهاتفها،
مره، اثنتان، فتح الهاتف ولا رد.
شتمته بسرها، بارد مستخسر تقول ألو..
يجلس بشرفه غرفته يدخن سيجارته شاردا بها، وماذا فعل الجد بها، خاف ان تحاول الهرب مره اخري، اضطر لاخبار الجد عنها، يعلم انها مجنونه، وكانت تتوقع الا يخبر الجد كمثل عادته، ابتسم متخيلا منظرها، حينما تعلم ما خطط له مع الجد غدا
استمع لرنين هاتفه، مد يده واخرجه من جيب بنطاله
لمح اسمها وضحك بصوته كله، تركها ترن اول مره، وثاني مره، وهو يضحك عليها
قلبه رق لها وفتح الخط وانتظر سماع صوتها..
صرخت بعلو صوتها،
انت ياجبل الثلج انت مستكتر تقول الو، هي دي الشهامه، دي الجدعنه، اومال لو مكنتش بنت عمك، منكو لله، مترد يابجم انت..
جز علي اسنانه وحاول كبت ضحكاته علي سبابها،
لا رد.. صرخت بصوتها كله، بأذنه، عااااااا
ابعد الهاتف عن اذنه، بصدمه، يابت المجنونه، انا كنت هرد عليكي، دلوقتي منيش رادد، جبر يلمك ياسمر
اغلق الهاتف وتركها تغلي..
نظرت للهاتف وجدته بالفعل اغلق بوجهها،
ايه دا، دا قفل في وشي، بجد
قفل في وشي، فعلا..
تركت هاتفها بصدمه، وامسكت وسادتها تعض بها بقهر
مفيش حل، مفيش حل، اعمل ايه، اقتل نفسي واموت كافره، ولا اعمل ايه بس.
استغفر الله العظيم، هو حلو، وامور بس جلف وبارد، لوح ثلج، لو بس ينطق بلسانه، بدل عنيه اللي مليان مكر زي الثعالب..
اه يارب، اظاهر ان راضي قدري ونصيبي، وتكفير لذنوبي، يافرحه سلمي فيا، ياحوستي السوده، طب هغيظ وأقهر مين بعد كدا
لمعت عينها بانتصار وهي تتذكر جدتها حليمه، وجدها أسعد والد والدها، لا يطيق البنات، وكذلك جدتها، ستشن حربها الجديده عليهم، الا ان يتركها راضي.
ويمل منها..
هييييه،هو دا،استعنا عالشقي بالله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقترب منهم بسيارته وصل لهم بدقائق لقربهم من المنزل
كيان،في ايه،انت كويس،انتي كويسه يافريده..
ايه اللي كسر دراعك..
فريده،بتعب مش وقته يافهد،يالا ساعد كيان،شكله نزف جامد..
ساعد اخيه،ونظر ليده
جرح مش غويط،بس بينزف جامد،اوعي كدا اشدهالك ونكتمها..
فريده،لا هنروح المستشفي،كيان مريض سكر وغلط عليه..
كيان،انا كويس يافريده متقلقيش خلينا ننهي الليله دي بقي،انا تعبت..
اومات له وسحب فهد الزجاجه من يده وحاوطها بشال عباءته.خليها كدا لحد منروح..
يالا..
جلسا بالسياره بتعب وحكي له كيان ماحدث.
فهد بدهشه بس انا مشفتش اي حد عالطريق ولا حوادث ولا حاجه..
كيان،بصدمه ازاي،انا دوست الراجل انا متاكد ارجع خلينا نشوفه يمكن نلحقه..
فهد يابني مفيش حاجه ولا حتي اي اثر بس تمام،تعالي نرجع عشان ترتاح،رجع فهد بسيارته للخلف،لا اثر..
نظر لها وابتلع ريقه،
قائلا..
كان هنا،أغمضت عينها تلعن سعديه بسرها،شيطانه مجنده شياطين مثلها..
ابتسمت له بهدوء،وهمست بشفاهها له
همس فهمه عليها،
انسي..
أغمض عينيه واراح راسه للخلف يشعر ببوادر اغماء..
ما يحدث لهم، زاد عن حده،يجب التفكير به..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تقف تتربص لها أعلي الدرج،منذ يومان وهي تخطط لها،يجب ان تتخلص منها بأسرع وقت،تعلم انها هي الاخري تفكر بالخلاص منها،اذن لتكن هي البادئه،وتنهي الامر.
راقبتها تخرج متلصصه يمينا ويسارا،احمد ليس هنا،والطريق خال لها.
رفعت هاتفها واتصلت به،
ها عملت اللي اتفقنا عليه يامجاهد..
رد عليها بتاكيد،علم وينفذ ياست الكل..
اتصلت بيها وهي جيالي في الطريق،ههددها زي مااتفقنا واطلب منها المبلغ اللي قولتيلي عليه.
روان بخبث..تمام يامجاهد،ومتخفش مكافأتك هتوصلك لحد عندك..
اغلقت هاتفها بانتصار..
فاكريني هبله،لا والله لوريكي،واخلص منكو انتوالاتنين..
عشان تبقي تفكري تخلصي مني كويس....
ــــــــــــــــــــــ
ها يامتر،خلصت زي مااتفقنا..
نظر له رضوان المحامي،رجل تخطي الخمسين من عمره،كان صديقا لوالده
يابني انت متاكد من اللي بتعمله دا
هتتنازل عن كل حاجه كدا لاخوك..
تنهد احمد بتعب،يامتر ريحني انت عارف ان ابويا الله يرحمه غلطت لما كتبلي كل حاجه،وانا غلطت لما افتريت علي عابد،وعابد هيقدر يشيل عني،انا هسافر ومش عارف هرجع امتا وواثق ان عابد مش هياكل حق حد فينا..
أخويا عابد امين وانت عارف،وكمان عشان ابويا يرتاح في رقدته،انا ظلمت عابد كتير..
رضوان بتفهم..خلاص يااحمد اللي تشوفه..يابني..
عموما انا جهزت كل حاجه،زي مااتفقنا..
مفضلش غير امضتك..
طب تمام،هات امضي..
كدا تمام،تقدر تتفضل وانا بنفسي ان شاءالله هوصل الاوراق لصاحبها..
سكت قليلا وهناك سؤالا يؤرق فكره منذ زمن لقد استمع للقصه بالصدفه،ويريد ان يتأكد منها..
بقولك ايه يامتر،انا عارف انك صديق لوالدي من زمان اوي..
وكنت عاوز اسالك علي حاجه كدا،بس ياريت متكدبش عليا..
رضوان بانتباه،طبعا يااحمد انت عارف انا مبخفش ومبخبيش حاجه..
احمد،عارف عشان كدا هسألك ايه سبب العداوه بين امي وأهل فريده..
ليه بتكرههم بالطريقه دي،انا سمعت طراطيش كلام كدا، وعاوز أتاكد..
تنهد رضوان بحزن وعاد بظهره للخلف،ياااه يااحمد،دا عمر فات يابني،من ايام ماكنا شباب،مع بعض في جامعه واحده،بس ابوك ساب المحاماه واشتغل في التجاره،بس ايه اللي فكرك بالموضوع دا..
أحمد،ريحني الله لا يسيئك ياعم رضوان..
تنهد رضوان وبحزن،
هقولك مع ان اللي فات معدش ليه لازمه يابني،
أنا وابوك كنا اصحاب من زمان دخلنا كليه واحده،في جامعه المنصوره،اول يوم دخلنا الجامعه ابوك وقعت عينه علي بنت سبحان الله جميله،فوق ماتتخيل،ومع الايام حبها وحبته،في الوقت دا امك كانت بنت عمه،وزي ماتقول زي عاده الفلاحين البت لابن عمها،
ابوك اعترض وحصلت مشاكل، وانطرد من البيت،البت دي كان ليها،قرايب هنا في المنصوره،هي اصلا مكنتش من المنصوره نفسها،بس كانت علي قد حالها.
امك متعرفش عرفت منين،بيها،المهم،أبوك كان متهور شويه لما عرف ان البنت هنا عند قرايبها،مستناش جري عشان يشوفها،وامك مكدبتش خبر والخبر انتشر،وطلعت البنت بفضيحه من البلد،وقالت انها استغفر الله العظيم، كانو مع بعض،ابوها طبعا كان هيقتلها،ومنعها تكمل تعليمها وجدك الله لا يرحمه امر ابوك انه يجوز امك وضيق عليه الخناق،انقطعت اخبار البنت عن ابوك،دور في كل حته،هنا وهنا،بس اختفت..
فجأه ظهرت بعد سنين وجت تسكن في البلد،وعرفنا ان ابن عمها كان بيحبها هي كمان،واتجوزها عشان يمنع اذي ابوها من انه يقتلها..
احمد بدهشه،الست دي ام فريده..صح..
ابتسم رضوان بسخريه،صح..
ام فريده اللي انت وامك جنيتو عليها..وعملت في بنتها نفس اللي عملته امك زمان، وكنت حارمها تكمل تعليمها،بس ام فريده بقي لقت اللي ابوك معرفش يلاقيه،حب ابو فريده ليها،واحتواؤه ليها،صحيح راجل بسيط وعلي اد حاله،بس كان بالنسبه لها الدنيا ومافيها..
اما ابوك عاش طول عمره ندمان،حتي لما جوزك فريده،كان فاكر انك هتحبها وتحافظ عليها،وتعوض اللي حصل لامها بسببه،بس للاسف كان كل يوم بيحس بالذنب اكتر،وانت بتتفنن في عذاب فريده،
كان دايما يجي يقولي بلمح في عين شريفه نظره خيبه،فيا وفي ولادي..
احمد بحزن..للدرجه دي بابا كان بيتعذب..
راضي بحزن..ابوك كان جبل،مفيش اقسي عالراجل العاشق ان يشوف حبيبته مبسوطه وسعيده مع غيره،حتي لو كان الراجل دا مايملكش حتي قوت يومه..
شريفه اتخطت ابوك ونسيته،وهو فضل واقف مكانه..
متحمل قرف ووجبروت امك..
تنهد بحزن وخرج شاردا، حزينا،علي نفسه وعلي والده..
وفي كل مره،يتأكد بان امه شيطانا يمشي علي قدمين..
ــــــــــــــــــــــــــــ
انتي غبيه يابت،في حد يعمل كدا في نفسه..
الله بقي يافريده،اللي حصل،اهو كلني قلم،كسر خدي..
فريده بصدمه،تستاهلي والله..
وفين الزفت التاني، اللي من ساعه ماجينا ومش عارفه اتلم عليه..
معرفش كان بره مع صحابه..
ضحكت فريده بتعب،والله مجانين بقي في حد يسمي اخوه عالتليفون فادي،لا والله انتو متخلفين رسمي..
سلمي،يووه يافريده بقي،قولتلك هو اللي قالي سميني فادي عالتليفون..
انا زودتها بقي وحبيت اغيظه واقوله دا البوي فريند بتاعي، واخوكي الاهبل ظاط في الرسايل،لا وبيتكلم بدوي بضمير..
نظرت لها بصدمه،سلمي انتي بجد تستاهلي اللي جرالك..
قولتلك ميت مره فهد بيحبك وانتي بتحبيه،عيشي حياتك وانسيني انا،متفكريش فيا..
انا مش هبقي مبسوطه وانا شيفاكي بتهدي حياتك عشان انتقام ملوش معني..
واظن دي كانت وصيه ماما،منفكرش في الانتقام..
فبلاش تخسري فهد بجنانك دا..
سلمي،،بغيظ.بس انا مبحبوش..
فريده،بتحبيه متكدبيش،اومال وشك قلب ليه وعماله رايحه جايه من ساعه مشوفتيه مع سمر..
سلمي،العمر اللي بيروح منه مبيرجعش،فهد غلط لما سخر منك،واذي مشاعرك،بس هو كان معذور اي حد يعيش مع شياطين الانس دول،لازم ينقلب حاله..دا احنا بقالنا يومين،وجرالنا كل ده.
مابالك بقي هما...
وخصوصا ابوه سويلم دا،شخص مش مريح،بحسه مش سوي ووراه مصيبه..
سلمي بحزن.طب اعمل ايه دلوقت انا بحبه ومش عاوزاه يزعل مني.. وكمان عاوزه أخاصمه عشان ضربني...
نظرت لها وكانها براسين..وهزت راسها بتعب،اليوم دا مش عاوز يخلص ليه..
انا هنام هنا،مش هطلع فوق،قومي روحي لجوزك ياسلمي،وصالحيه..
سلمي،طب وانتي،هتسيبهولها كدا..
مش دا كيان،حب حياتك..
تنهدت بحزن،نصيبنا ياسلمي احنا مش لبعض،هبقي انانيه لو دخلت حرب وانا عارفه اني هكسب فيها علي حساب طفل صغير لسه ميعرفلوش رب،كيان مسؤل عن عيله وطفل...
بلاش احرمه منهم،فراق الاب وحش اوي،وانا مجرباه،مش عاوزه حد يدوقه،ميغريكش ان سليم وسيليا بيلعبو ويتنطنطو كدا،لا،
مع اول فرصه بيفتكر سليم فيها ابوه،بيسألني عن احمد..ببقي مش عارفه اقوله ايه..؟
بلاش احرم ابن كيان من ابوه..
انا هنا عشان مهمه معينه اخلصها،وكل واحد يروح لحاله..
انا ارض البدو وحشتني،كل حاجه هناك وحشتني،هناك حياه حلوه وناس طيبه،هستقر هناك،انا والولاد..
دخل محمد مسرعا بعدما استمع لكلامها،
اه والنبي يافريده،هناك وحشني اوي،انا كمان هاجي معاكي..
سلمي بغيظ.شرفت ياسي فادي
محمد،بفخر،ايوه ياست سلمي
نظرت لهم فريده بغيظ منهم، مجانين والله..
محمد.طيب يالا كل واحده علي اوضتها،قاعدين هنا ليه، عاوز انخمد، يالا قومو..
فريده،انا هنام هنا
سلمي،وانا..
محمد،،دا ايه دا،مين كسر دراعك كدا يافريده..
فريده،لسه فاكر،وقعت من عالسلم،اوعي بقي خليني انام..
محمد،لا استنو هحكيلكو حاجه ضروري..
سلمي وفريده،قوول..
محمد ايه رايكو مادام انتو ماشاء الله اتجوزتو ومتجوزتوش،قاعدين في أربيزي يعني..
نتلم كلنا ونفتح بيت بابا.
هناك احسن وخصوصا بعد ماجدي هده وبناه من جديد..بقي احسن من الاول..
فريده..والله فكره..انا كمان،كنت هقولكو كدا..
سلمي،طب وفهد مش هيرضي..
محمد،واحنا مالنا بيكي، اسأليه الاول..
فريده،الصبح هكلم جدي.. ونشوف..
محمد قشطه.كفك..
كفك ياخويا..
كفك يختي..
ـــــــــــــــــــــــــ
يجلس عالاريكه بمكتبهم بالدوار الذي خصصه لهم الجد
غير له فهد علي جرحه..
فهد، مالك ياكيان سرحان في ايه..
كيان، فهد في حاجه غريبه بتحصل هنا...
انا شاكك من زمان،بس دلوقت اتأكدت..
فهد،بانتباه،في ايه ياكيان...
كيان،اقفل الباب دا وتعالي مش عاوز حد يسمعنا..
بعد دقائق..
كيان انت متاكد من اللي بتقوله دا،الكلام دا خطير..
كيان،مش متاكد،انا واثق،اعمل بس اللي قلتلك عليه..
في حاجه بدور هنا،ولازم نعرفها، لازم نعرف مين قتل عمك مراد وعمتك ناديه..
في حاجه مش طبيعيه بتحصل..
فهد،عندك حق،اعتبر اللي انت عاوزه حصل..
كيان،فهد اوعي تتكلم مع اي حد في الموضوع دا،فاهمني،عاوزه في سريه تامه..
انت مهندس ودا شغلتك مش صعبه يعني..
فهد بتأكيد متقلقش ياكيان..
ــــــــــــــــــــــــــ
لمحت زينب جمعتهم من خلف باب غرفه محمد،ابتسمت بفرحه لرؤياهم،ذكرتها بجمعتها مع مراد وناديه، سالت دموعها وهي تشبع عينها منهم
كان اخيها يحلم ليل نهارا، بكيف سيكون شكل ابنته الغائبه،دموع عيونها سالت علي خديها،خائفه عليها وبشده،خصوصا وهي تعلم ان هناك شياطين هنا تتربص بها..
اه ياياخوي لو طال عمرك وشفت بتك،حلوه كيف الجمر،واه ياناديه علي حرجت جلبك، منهم لله اللي كانو السبب..
مسحت دموعها وخطت خطواتها تجاه الغرفه.
لمحتها فريده وابتسمت لها بحنين،
سلمي،تعالي ياعمتي..تعالي شوفي ابنك عمل فيا ايه..
ابتسمت وابتعلت غصتها واقتربت تشاركهم جمعتهم..
بعد دقائق حكت لها سلمي ماحدث،
نظرت لها عمتها بصدمه،واه يامخبله انتي،حد يجول ويعمل اجده،والله جليل كف عليكي،اني لو مكانه كنت كلتك ميت كف..
يقف يتسمع علي حديثها مع أمه، صدم مما يسمعه..
اه يابت المجنونه،فادي يبقي محمد،ماشي ياسلمي ان موريتك...
استدار لكي يصعد، فاصطدم به
كيان،مالك يابني،مش طايق نفسك ليه..
فهد،سيبني الله يسترك احسن علي اخري..
اوعي..
نظر له كيان بصدمه،واستمع لضحكاتهم الاتيه من غرفه محمد..
وقف بجانب الباب ناظرا لهم ولامه بوسطهم.ذكرته بعمته،كانت تجلس نفس الجلسه معهم.
أغمض عينيه بحنين لها..
رفعت عينها ووجدته واقفا ينظر لهم..
وااه،مالك ياجلب امك..
تعالي ياولدي..فووت..
دخل وجلس بجانبها هي، وامه تحكي لهم حكايات وقصص من عمر فات..
يستمعان لها بلهفه..
لمح شرودها، كانت تتكأ بجسدها علي الحائط،
غرفه محمد جميع فراشها ارضا كما يحبه هو..
وسائد علي الارض كالمجلس العربي،وفراشه يجاورها..
فكرها بمكان اخر،استغل شرودها،وقدمها المربعه..
ووضع راسه علي قدمها..
شهقت بكسوف،كيان انت بتعمل ايه..؟
سمعتها زينب وابتسمت بخبث..
واه يابتي مشي يدك علي راسه، هو بيحب اكده
صدمت وابتلعت ريقها بخجل، فامسك يدها ووضعها بشعره..
نظرت لوجهه العابس فغمز لها..
زينب، طول عمره اجده،كانت امك تفضل طول الليل تمسد علي شعره اجده لحد ميروح في النوم..
كيان، بلهجه صعيدي، جوليلها ياامه،جاسيه انتي يافريده..
رددت بخجل،كيان،اتلم..
علت ضحكاتهم وضربت زينب سلمي بكوعها..
وانتي ياخايبه يانايبه،جومي لجوزك مش كفايه اكده..
سلمي وهي تتحسس موضع كفه،ها،لا انا هنام هنا..
فتحت فمها لتوبخها،ولكنها صمتت وهي تستمع لصراخ ولدها عليها..
سلمـــــــــــي..
سلمي بخوف..ياغمك ياسلمي،الحقيني ياعمتي..
زينب،واني مالي،تستاهلي..
جومي فزي..
نظرت لاخيها الراحل في نوم عميق ويصدر اصواته..
لا فايده منه..
انتقلت بنظرها لفريده،وجدتها هائمه مع كيان يتبادلان نظرات عاشقه،ويديها تمسد علي شعره كطفلا ضائعا..
يسرقان لحظات من الزمن معا..
وكانها اخر لحظاتهم معا،
عبست بشفتيها فضربتها عمتها علي راسها..
جومي ياهبله متبقيش عزول..
جومي لجوزك،وحاوطيه، لغيرك تاخده منك،وبدل ميبجي اتنين متعوسين،يبجوا اربعه..
جومي..
ــــــــــــــــ
نظرت لهم بعدما صعدت سلمي،ودعت لهم بصلاح الحال،تيقنت ان تلك فريده هي تلك من حكي لها عنها ابنها ذات يوم،هناك شيئا مستترا بينهم، ابنها المبتسم بسعاده منذ رآها،سعادته تشرح قلبها...
تسللت..بهدوء واغلقت الباب خلفها
انتبه ليدها التي توقفت علي شعره..
ناداهت بهمس،فريده..
ردت همسه، ممممم....
انا مقبرتلهاش غير مره واحده،اتخيلتها انتي، معرفش ايه اللي حصل بس كنتوبردد اسمك انتي،
وضعت يدها علي فمه تصمته،ششش
كيان اسكت،مش عاوزه أعرف،أرجوك.
استقام جالسا، مش هسكت..
من حقي أعرف،ايه اللي حصل،ليه سبتيني كدا،
ليه اتجوزتي غيري،ليه يافريده..
ردت بلوعه، اسكت،ياكيان اسكت.
لم يصمت، انتي كنتي تعرفي انا مين،صح..
قولي الحقيقه ريحيني،
نظرت له بحزن،عاوز تعرف ايه،اه كنت عارفه..
واه هربت منك عشان كدا..
ارتحت..
كيان بجنون وهو يحاول كبت غضبه،ازاي فهميني،ازاااي؟
سكتت وسكت هو،
نظر لها بوجع،وسالت دموعها،
لم يستطع،خلاص متعيطيش..
مسح دموعها بيده،
طب اوعديني،انك تحكيلي،
رفعت نظرها له،أوعدك،وقت ماحس ان عاوزه احكي،هحكيلك..
ابتسم بحزن،وهو يمني نفسه بقرب الحديث..
طب ايه،
نظرت له باستفسار،ايه؟
مش هنام،انا تعبان وعاوز انام.
فريده بغيظ، اطلع لمراتك..
رفع حاجبه بغيظ وجذبها جبرا لاحضانه.
واطلع ليه،ماانتي اهو..
شهقت بخضه وهو يحاوط خصرها بيده،كيان..
فريده،نامي وسيبني انام،بقالي سنين مشبعتش نوم..
ابتسمت بحزن عليه، وهمست،مجنون.
ردت همسها بشفتيه التي تعلقت بخاصتها وهو يدير وجهها له بيده،
بيكي
مجنون بيكي ياوجعـــــي.♥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالت سهرتهم هنا مع اهلها..
مال عليها.. يهمس بأذنها،
مش يالا بقي ياياسمينه،نروح،ولا ناويه تباتي هنا، وتسيبيني، الوقت اتأخر..
اجابته بهمس، لاا طبعا، يالا،انت اساسا وحشتني اووي..
ابتسم لها بشوق،متلعبيش بالنار ياياسمينه،
ضحكت عليه، الله وانا مالي يالمبي..
بعد دقايق،
استأذنوا منهم ورحلا..
وضع يده علي كتفها، يقربها لاحضانه،
لا احد هنا، وسط حاره ضيقه، والجميع نيام..
همس بأذنها
مبسوطه يا احلي ياسمينه..
لفت ذراعها حول خصره، واقتربت قبلت صدره. بسعاده،.اوي اوي..
ربنا يخليك ليا..يابودي
جز علي اسنانه وهمس لها،يامجنونه في الشارع كدا..
قولتلك متلعبيش بالنار ياصغننه..عشان متهورش وأبوسك في الشارع.. وبعدين ايه بودي دا.
ضحكت ولمعت عيناها بسعاده..
بودي دلع عابد، بودي وياسمينه..
لم يلمحا ذلك الذي ينظر لهم بغيظ، وحسره منذ خرجا من شقتهم، وهو يتبعهم.
انتظر وانتظر واخيرا هما هنا أمامه..
اقتربا من سيارته المصفوفه علي راس الشارع.
ليقلاها لشقتهم البعيده نوعا معا...
اخرج عصام سلاحه،
وصوب عليه، باتجاه صدره،
تملكه شياطنه،ليخلص منه.. وتبقي له هو،بعده لن يبقي لها غيره
اهتدي تفكيره لهذا،
لمحته هي، وجحظت عيناها بصدمه وهي تراه يصوب عليه هو..
انتهي كل شئ بلحظه،
وفي لحظه كان يصرخ عليهااااااا،
يااااسميـــــــــــــن...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتبدأ حكايتنا..
حكايه جديده أنا وانتي اخترعناها..
كتبنا سطورها وبدموعنا ابتديناهاا.
ببسمه،بضحكه،وغمزه من عينك وقعت انا في هواها..
حكايه فيها يكون اسمي علي اسمك.
حكايه ياعمري مباركه وفيها الغلط وارد..
مااحنا مش ملايكه،وانا مش الناسك الزاهد..
بس اوعديني،لا تفارقيني ولا افارقك،
وكل ما العمر بنا يمر،
أفضل انا نصك الحلو...