رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل السادس والعشرون26 بقلم سيمو

رواية رياح الالم ونسمات الحب 
الفصل السادس والعشرون26 
بقلم سيمو
وقفت تنظر الي كل ما يحدث ، وهي غائبه بعقلها في كل هذه الأحداث التي حدثت في يوم وليله ، فلم تكن تتوقع أن تهديد مازن لها وانها ستصبح زوجته اذا شاءت او ابت ولكن عندما سمعته وهو يقول بأبتسامة نصر : نورتي بيتك ياعروسه

فظلت عيناها تجول في أنحاء البيت كله بل القصر الذي لا تعلم اهو جنه علي الأرض ام ماذا فأبتلعت ريهام ريقها بصعوبه قائله بتهكم : عروسه !
فيبتسم مازن أبتسامة واسعه قد اوضحت مدي جمال وجهه الابيض ، ولحيته الخفيفه قائلا بهدوء : عايزه تعرفي أنا أتجوزتك ليه ؟؟
لتظل إجابه هذا السؤال عالق بينهم ، فيجلس مازن علي أحد الأرائك بأستقراطيه قد أعتادت هي عليها منذ أن ألتقت به ، رغم أن عمره لم يتجاوز منتصف الثلاثون الا انه يتخذ لنفسه هيبة لا تدل علي سوا رجلا في مشارف عامه الستون ، وبدء في اشعال سيجارته الفاخمه ليتنفث دخانها بعشوائيه وبصوت يتخلله الهدوء : حبيت استقر في حياتي واكون ليا أسره وبيت ، وبصراحه ملقتش واحده مناسبه غيرك ، كنت ممكن أصرف نظر عن جوازي منك بس لما أتحدتيني ورفضتي مازن الدمنهوري الي أي ست تتمني بس تبقي عشيقته مش مراته ، حلفت انك لازم تكوني مراتي وبأي تمن ، ثم أقترب من وجهها فأمسكه بكفيه بقوه فقال : مازن الدمنهوري لما بيكون عايز حاجه بياخدها ، وشوفتي انتي وافقتي ازاي زي الشاطره ، ابقي فكريني أكافئك ، وعلي فكره الي بيسمع كلامي ديما بيكسب
ظلت تتأمل ملامحه طويلا حتي نفضت ذراعيه بقوه وبصوت مضطرب : انت مغرور ، ولولا الصفقات الي بينك وبين بابا وانه هيخسر فلوسه كلها لو اتحداك مكنتش هتجوزك
فأقترب منها مازن قائلا بابتسامه واسعه : ومين قالك ان باباكي كان هيخسر فلوسه ، هو صحيح رأس ماله ميتعداش ربع رأس مال أمبراطورية الدمنهوري ، بس فريد بيه ذكي ضمن مع شركتي صفقتين تلاته بكذبه صغيره وشوية تعب دخلوه المستشفي يعني كل ده تمثليه بسيطه
فنظرت اليه ريهام بدهشه ،حتي صرخت في وجهه بقوه : انت كداب بابا عمره ما يبعني
فأقترب منها مازن برغبه قائلا : ومين قال انه باعك ، هو شايف مصلحتك أكتر منك ، وبلاش بقي عِند
لتصرخ بيه ريهام بغضب ، حتي قذفت عليه تلك الصاعقه فقالت : وانا بحب واحد غيرك وهو الي مالك قلبي ، ترضي تعيش مع واحده قلبها مع غيرك وهتفضل طول حياتها تتمناه وتحلم بيه ، ها يامازن باشا
فنظر اليها مازن بشر وكاد أن يصفعها ولكن أشاح بوجهه بعيدا عنها وبصوت جامد : أطلعي علي اوضتك فوق مش عايز اشوفك دلوقتي قدامي
لتصعد وهي تجري ورائها فستان زفافها متأمله حالها بسخريه ، فحتي يوم أن أصبحت عروساً كانت عروس بائسه ، فضحكت حتي بكت بهستريه وجلست علي فراشها الوثير لتتساقط قطرات دموعها التي أختلطت بكحل عينيها ، فصعد هو خلفها ناظراً لها بعمق صافعا الباب ورائه وبنظرات جامده اقترب منها ليمزق فستانها وهو يقول : من الليله ديه هتكوني مراتي وانا هعرفك ازاي قلبك يكون مع غيري
فأبتعدت ريهام عنه بقوه وبصوت خائف : سيبني الله يخليك ، متعملش فيا حاجه ، فصفعها علي وجهها بقوه حتي سقطت علي الفراش ، وعندما حاولت النهوض سريعا كانت قبضت يديه تقودها مثل القيود ، حتي ضعف جسدها من كثرة صفعاته وهدء تنفسها من كثرة الصراخ ، ليبدء هو في الأعتداء عليها
مر شهراً علي زواجهم ، فجسلوا ثلاثتهم لأول مره بعد ان تمت هذه الزيجه ، لتنظر اليهم أمال بأبتسامتها المعهوده قائله بحب : بس فارس شبهي الخالق الناطق يافارس
فضحك فارس قائلا : حددي فارس مين فينا ياعمتو
فأبتسمت امال متأمله صورة الصغير أمامها قائله : فارس الصغير حبيب آنه ، وحشني اوي ثم نظرت الي هنا قائله : عايزه أبقي آنه تاني بسرعه
فأبتلعت هنا الطعام بصعوبه قائلة بخجل : بس انا مش عايزه أخلف دلوقتي أنا لسا فاضلي سنه في الجامعه غير السنه ديه
فنظر اليها فارس نظرات ناريه قد أشعلت نيران وجهه قبل قلبه ، ونهض بضيق قائلا : عن أذنكم ورايا شغل في المكتب
فأقتربت أمال منها بعدما وضعت فوطة طعامها جانباً وبصوت حنون : من ساعة موصلت امبارح وانا حاسه ان في بينكم حاجه
فأمتلأت أعين هنا بالدموع ، لتحتضنها أمال قائله : مش عايزه ليه تخلفي دلوقتي ياهنا
فبدء صوت بكائها يعلو لتقول من بين شهقاتها : اصل فارس شافني وانا باخد حبوب منع الحمل ، ومن ساعتها وهو مش راضي يكلمني ولو كلمني ديما بيزعق ، احنا مبقنالش شهر متجوزين هو ليه عايزني اخلف دلوقتي
فتربط أمال عليها بحنان وبصوت هادئ : طب وده ينفع ياهنا ، ليه مقولتيش قرارك ده ليه قبل ما تنفذيه مش هو جوزك برضوه ومن حقه يعرف
فسقطت دموعها وهي تحرك رأسها بالأيجاب حتي أحتضنتها امال قائله : انتي خايفه من فارس ياهنا ، ليكون زي عمك
فرفعت هنا بوجهها قائله بدموع : خايفه لو خلفت بنات ميحبهمش ويبقي زي منصور اهم حاجه انه يجيب الولد
فضحكت امال بشده قائله : يعني تهدمي حبك وحياتك بسبب تفكير عقيم ، طب انتي شيفه فارس زي عمك ومنصور
هنا بخجل : لاء
فأبتسمت امال حتي لمعت عيناها وبصوت حاني : بلاش ديما تفكيرنا ياخدنا ، ان مدام حد بيحبنا يبقي لازم ندلع اوي عليه ونعمل كل حاجه بعشم ونقول اصله مش هيزعل ، لاء بيزعل بس مش بيبين ومع الوقت الحب بيبقي زي الميه الراكضه كده ولا هي بتتحرك ولا هي مش موجوده ،الي عملتيه مع فارس كان غلط كبير هو حس مدام هو بيديكي حبه الكبير يبقي انتي ممكن تعملي اي حاجه وانتي واثقه ان مش هيكون ليها حساب ، انتي غلطتي وكنتي لازم تصلحي غلطتك بأي طريقه مش تستسلمي لاول شخطه هيشخطها فيكي وتقولي بكره النفوس هتهدي ، مدام غلطنا يبقي لازم نلحق نصلح غلطنا فهماني ياهنا ، انتي غلطانه عشان شكيتي في تفكير جوزك وربطيه بأشخاص تانين ، وزي ما ربنا خلقنا متفاوتين في الرزق برضوه خلقنا متفاوتين في التفكير
فدمعت هنا ، حتي اشفقت عليها امال فقالت : متخافيش مش هتبقي زي سلمي وزينب
فضمت هنا كفيها حتي دمعت عيناها اكثر قائله : سلمي بتقول ان منصور حنين وعارفه انه بيحبها ، بس حبه انه يخلف الولد اكبر من كل ده ، خايفه فارس يكون زيه
فربطت امال علي وجهها الباكي بحنان ، حتي ابتسمت وهي تقول :صلحي جوزك ياحببتي ، وشاركيه في قرارتك ،بس بلاش تقوليله انا خايفه لتكون زي حد عشان في اللحظه ديه هيتأكد انك مش واثقه فيه
فتنظر اليها هنا وعقلها سارحاً به ، حتي أتت فكره في بالها وأبتسمت عندما تخليته وهو ينظر اليها بأعين عاشقه مُتيمه
ظل محمود يجول في مكتبه بخطوات حائره مضطربه ،فوقف أمام شرفة مكتبه وهو يتخيل أبتسامتها الهادئه بين سحاب السماء فظهرت صورتها كامله أمامه ليبتسم وهو يتنهد تنهيده طويله قائلا بصوت حالم : لازم أخدك منه ياهنا ، لازم تبقي ليا انا لوحدي
ليدخل محاميه الخاص في موعده المنتظر وبصوت هادئ : محمود بيه ، الاخبار الي عندي ليك النهارده هتغير كل الي حضرتك بتفكر فيه
فجلس محمود علي كرسي مكتبه مترقباً ما سيقوله له محاميه الخاص الذي رشحه له معتز ، وأشار اليه بجلوس كي يتابع حديثه
طارق : ايناس أتقتلت فعلا ، موتها مكنش حادثه .. بس أمال هانم وهشام قدروا طبعا يوقفوا الخبر عشان سُمعت فارس والمجموعه في الفتره الي هو كان مسجون فيها لحد ما القضيه أتحسمت ببرائته وطبعا الدفاع عن الشرف ، يعني أيناس فعلا كانت خاينه !!
فظل محمود يحدق به بقوه حتي قال بتنهد : كنت حاسس ، ان موت ايناس في حاجه غريبه علي العموم يا استاذ طارق اتعابك هتوصلك كلها كامله
فأبتسم طارق بنصر وتركه وذهب ، ليخرج محمود من أحد ادراجه الخاصه في مكتبه صورة لها قائلا : هتصدقيني لو قولتلك انك عجبتيني من اول مره شوفت فيها صورك ياهنا
فيتذكر يوم ان اعطي لرجاله مهمة معرفة من هي تلك الفتاه ، وعندما وقع ببصره علي ملامحها الهادئه لم يشعر بخفقان قلبه سوا عندما اصبح ادمان لديه ان يجلب صورها ليتأملها عندما يشتاق اليها ، فعاد من شروده الي احد الصور التي تضمها بأصدقائها الأثنان وهم يضحكان ، حتي وقع ببصره الي الصوره التي كانت تسير فيها بجانب فارس عندما أصطحبها الي احد حفلات النقابه ، والي الصوره التي جمعتها بحسام وهشام في احد حفلات المجتمع الراقي ، لتعلو شفتيه أبتسامه واسعه .. ويتحول فكرة أنتقامه الي فكرة عشق مجنون بعاشق يتتبع خطوات معشوقته ..
نظر لها مازن بألم وهو يتأمل وجهها الشاحب وأرتجاف جسدها حتي نظر الي الطبيب فقال : طيب وحالة فقد النطق ديه هتفضل لحد امتي
فأقترب منه الطبيب مطمئناً : متقلقش يامازن باشا ، هي بس ترتاح نفسياً وترجع لحياتها الطبيعيه وكل حاجه هتبقي تمام
ثم نظر اليها الطبيب بأشفاق وعاد بالنظر اليه قائلا :عن أذنك
فتتبعه مازن بنظراته الحائره ، واقترب منها كي يضمها ولكن لمست يديه عندما اقتربت من جسدها جعلتها تنتفض من علي الفراش وهي تبكي بصمت
مازن بأسف : انتي السبب ياريهام ، انتي الي استفزتيني مقدرتش اتحكم في اعصابي وللأسف كنت مُغيب
ثم أخفض برأسه أرضاً قائلا : انتي شيفاني وحش ليه ياريهام ، انا فعلا مغرور وانسان عملي بمعني الكلمه بس يوم ماقررت اتجوز واتجوزتك انتي كنت فاكر اني هلاقي معاكي الاسره والدفئ ، بس لقيت منك النفور والكرهه ، انتي فاكراها سهله عليا لما تقوليلي انك بتحبي غيري ، لو كنتي عشيقتي كان هيبقي بالنسبالي عادي بس انتي مراتي
ونهض من جانبها وهو يقول بجديه : هنسافر مصر بعد يومين ، جهزي نفسك
لتدمع عيناها ببؤس ، وتضم جسدها بكلتا أيديها بأرتجاف وتسقط دموعها كالدماء علي وجهها الشاحب
وقفت تتأمل نفسها في المرئه لتشاهد تفاصيل جسدها في ذلك الفستان الاحمر ذات اكتاف عاريه ، فتبتعد بنظراتها عن تلك المرئه بخجل قائله : خليكي جريئه بقي شويه ياهنا
فتتذكر صور ايناس التي وقعت بين أيديها صدفه متذكره كم كانت فاتنه في انوثتها وكم كانت اعين فارس تتطلع اليها بعشق فتنثر احد العطور الفواحه علي جسدها وتجذب شعرها الطويل علي احد كتفيها لتشاهد نفسها بجمال اخر ليس بجمال طفله ولكن بجمال انثي تتمتع بأنوثتها ، وتلمس وجهها الساخن من شدة الخجل ...حتي سمعت صوته الجامد من الخلف قائلاً : مساء الخير !
فنظرت اليه بألم من نبرة صوته ولكن حديث امال ظل يتردد في أذنيها واقتربت منه وهي تقول : انا أسفه يافارس ، عارفه اني غلطانه بس ...
فتطلع اليها فارس بجمود قائلا : بس ايه خوفتي مني وافتكرتيني زي منصور ياهنا صح ، ثم ازاح برابطه عنقه بعصبيه والقي بسُترته جانباً وقبل ان يتجه ناحية حمام غرفتهم كي ينعم ببرودة الماء ، اقتربت منه هنا ثانية وضمته من الخلف قائله بحب : انا خلاص مش هاخد الحبوب تاني ، وهنجيب بيبي حلو شبهك وشبهي ، بس انا عايزاه شبهك عشان يبقي راجل حلو كده
ظل يسمع حديثها ولكن قلبه لم يستطع ان يغفر لها ،فنفض ذراعيها واتجه الي داخل الحمام دون ان يتحدث ، لتحبس هي دموعها ، ولكن لم تستطع ان تمنعها اكثر من ذلك فجسلت علي الفراش تتأمل هيئتها في المرئه بأعين دامعه وظلت تتأمل أرضيه الحجره بدموعها وعندما سمعت صنبور الماء قد غلق ، اقتربت من وسادتها وغطت كامل رأسها بها ، وضمت ركبتيها كالأطفال وظلت تنتحب في صمت
فأقترب منه فارس متطلعاً اليها قليلاً ، وأبتسم علي صوت بكائها الذي تخمده تحت الوساده ، وظل يعبث بخصلات شعرها الذي تركته علي ظهرها العاري حتي ضمها من خصرها اليه وهو يهمس بحب : حرماني ليه من الجمال ده كله يامفتريه ، ابص بره يعني
لتنتفض هنا من نومتها سريعا قائله بأعين دامعه : طب اعملها كده ، وبص
فيضحك فارس بشده علي فعلتها ويضمها اليه ثانية : مش عارف ليه كل الستات المصريه بتتحول بعد الجواز من كائن رقيق ، لكائن ....
لتنظر اليه هنا في غضب حتي يقول فارس : خلاص خلاص ، لأحسن أضيع حالة الرومانسيه ديه .. واقترب منها بأعين عاشقه راغبه وهو يقول : لازم نتناقش قبل اي حاجه ، وتأكدي اني مش هكون انسان متسلط ، انا صحيح عصبي ياهنا بس معاكي انتي ممكن ألين بلاش تفقدي النقطه ديه من صالحك ، وضمها اليه حتي ذابت هي في احضانه الدافئه لينعموا بليله حالمه بين نجوم السماء الساطعه ، ويظل القمر منير شرفتهم وكأنه سابح معهم
رغم انها اخر زوجاته وفي عمر أحد بناته الا انه يشعر اتجاهها بمشاعر لا يعلم متي وكيف قد تملكت منه ولكن اصراره علي انكارها ظل موجوداً مهما خفق قلبه اليها ، فأقترب منها منصور وهو يتأمل وجهها الشاحب وهي حاضنة بطفلتها الصغيره وواضعه بيدها الاخر علي بطنها تتحسس جنينها القادم بأسي
منصور بحنان : شكلك مش فرحانه ياسلمي انك هتجيبي اخ لسهر
لترفع سلمي وجهها اليه بأعين دامعه ، فتبعدها سريعا وهي متألمه علي حالها
فأقترب منها منصور اكثر وجلس بجانبها علي الفراش ومدّ ذراعيه كي يأخذ الصغيره منها
فتضمها سلمي اليها بقوه ،حتي يقول منصور بعد أن ابعد ذراعيه : لدرجادي مبقتيش طيقاني ،ثم قال بصوت جامد : مدام قادر اكفيكي واصرف عليكي فمن حقي عليكي انك تعملي الي انا عايزه ، وانا قولتهالك هتفضلي تخلفي لحد ما تجبيلي الولد
لتخترقه نظراتها الغاضبه ولاول مره تصيح في وجهه وهي ترتجف قائله : وانا فين حقي من كل ده ،انا بس موجوده عشان اخلف وبس ،ليه مش بتشوفني في بناتك ليه شايفني بس الزوجه الي لازم تموتها عشان بس تجبلك الولد مع ان الي في عمرها لسا عايشين بين اقلامهم وكراريسهم وكتابهم ،اما انا بين ايدي طفله لسه عندها شهور وجوايا طفل شيلاه عشان يجي علي وش الدنيا ، انت ظالم يامنصور ظالم
فظل الصمت يجول بين نظرات أعينهم حتي قال منصور : لو كنت ظالم يابنت صالح مكنتش فكرت اني أخليكي تكملي تعليمك وكنت فضلت قاسي معاكي طول حياتي
ونهض سريعا من علي الفراش وهو يقول : كل الي هتحتاجيه عشان دراستك انا هوفرهولك هنا في البيت ، وهتكملي مع منال تعليمك عادي عشان متفضليش طول عمرك شيفاني بالزوج الظالم
فتمسح سلمي دموعها سريعا ، وتنهض خلفه بأعين لامعه من الفرحه : انت بتتكلم بجد يامنصور ، ثم ارتمت بين أحضانه قائله : اوعدك اني هربي سهر كويس وهخلي بالي من الي في بطني ، وهذاكر وهنجح وهفضل طول حياتي مديونه ليك ، عشان حققتلي حلمي ربنا يخليك يامنصور
فأبتسم منصور بسعاده وهو يضمها اليه ، ثم أبعدها عنه قائلا بغصه في حلقه أبتلعها بصعوبه : عارف انك استحملتي كتير ياسلمي ، استحملتي غباء ابوكي ، واستحملتي ظلم ثريا واستحملتي قسوتي وكل حاجه فيا وانتي مش ذنبك حاجه تعيشي حياتك كلها كده ، انا اه نفسي في الولد بس يمكن يوم ما أتقي ربنا في كل حاجه ربنا يرزقني بلي بتمناه واجيب الولد
فيتذكر حديث الشيخ له عندما اخبره بأنه يحلم بأنجاب الولد ، وماذا يفعل كي يحقق الله له امنيته
فأبتسم مجددا لها ومسح علي شعرها الاسود بحنان وبصوت هادئ : هخليكي تكملي تعليمك عشان لما اموت ، تقدري تقولي ربنا يرحمك يامنصور ، وتعرفي تربي سهر وعاصم كويس
فأمسكت بيده كي تقبلها وهي دامعة العينين قائله : أنا بحبك اوي يامنصور
فأبتسم منصور متأملاً أيها بوجع : عارف انك بتحبيني حب ابوي ياسلمي ، وانا مش عايز اكتر من كده
فنظرت اليه هي بخجل شديد ، حتي ابتسم لها وضم وجهها بين كفيه : وانا هكون ليكي الاب الي اتحرمتي منه ياسلمي
وقفت سميه تتأمل انتهاء مشروعهم بسعاده ، وقبل أن تبتعد ببصرها عن هذا الصرح الضخم ، كان هشام يقف خلفها
هشام : الشهرين عدوا بسرعه ، وقدرتي تخلصي مهمتك ، ثم تذكر يوم انا بدأت عملها وكادت ان تبكي عندما شعرت بالفشل فأبتسم هشام قائلا : اشوفك في الشركه بقي
وألتف بكامل جسده كي يرحل من امامها لتقول هي له :هو انا هشوفك تاني !!
فأبتسم هشام وهو يتأمل الحب في عينيها : ده انتي هتشوفيني كتييير اووي ، بس الي ميزهقش
لم تفهم سميه مقصده من الكلام فأشاحت بوجهها بعيدا ، حتي همس في أذنيها : عارف انك بتحبيني
وذهب من أمامها في لمح البصر ، وهو يبتسم علي أرتباكها الذي ألجمها
فيدق قلب سميه بشده خافضة برأسها أرضاً وهي تتحدث بصوت عالي : شوفت اه انت فضحتنا ،عشان تتلم بقي ربنا يسامحك ياشيخ
فعاد هشام ثانية وهو يضحك علي عفويتها : نفسي تبطلي جنونك ده ، انتي بتكلمي مين يابنتي
لترفع سميه وجهها بأرتباك ناظرة اليه بخجل ،وبعد ان كان هو من فر من أمامها سريعاً تبادلوا الأدوار وفرت هي بدلاً منه بأقدام متعثره في الرمال
ظل محمود يتفرسها بنظراته الوقحه حتي قال بصوت جامد : نتجوز ، لاء بجد ضحكتيني يانسرين ،هو انتي الاول بتقربي من اي راجل بلعبة الاغراء وبعدين تقوليله نتجوز
وبدء يضحك بشده علي غبائها وهو يقول : طب حسام ولسا اهبل وعرفتي تضحكي عليه فكراني انا بقي زيه .. ثم اقترب منها وهو يمسك أحد الفيديوهات قائلاً : الفيديو ده قصاد انك تعرفي ازاي تقربيلي من فارس وتجذبيه ليكي بس اوعي في الاخر تحبيه
فنظرت له نسرين بأعين حائره خائفه متطلعه الي ذلك الفيديو : فيديو ايه ده ؟؟
ليضحك محمود بخبث ، حتي فهمت هي مقصده فصرخت في وجهه : انت صورتيني وانا معاك ، انت فعلا حقير
فتعالت اصوات ضحكات محمود حتي قال : احنا دلوقتي بنعمل عرض مع بعض يانسرين فبلاش نقلب الطرابيزه ، خلينا كده اصدقاء حلوين ، ثم وضع بيده داخل سُترته واخرج دفتر شيكاته وخطي بقلمه مبلغاً من المال ، ليمد بيده اليها وهو يبتسم : ها حلو كده
لتلمع عين نسرين المحبه للمال بجنون وهي تقول : طب ازاي هقرب من فارس
فأبتسم محمود بثقه : ديه لعبتي أنا ، المهم تعرفي توقعيه ، اكيد فارس عارف بجوازك من حسام المؤقت وطلاقكم فلازم تظهري قدامه بأنك الزوجه المظلومه الي أضحك عليها ، ولازم الحزن يبقي ظاهر عليكي عشان يعرف يتعاطف معاكي من بداية اللعبه
فيظل نظر نسرين عالقاً بالأموال ، وتحرك فقط رأسها بالموافقه
ليضحك محمود وهو يقول بتحذير : وخط احمر عند هنا فاهمه
فتحدق به نسرين بقوه وهي تلعن هذه الفتاه التي اصبحت محط انظار الجميع وخاصة رجل مثل محمود
أحتضنه فارس بقوه وهو يربط علي كتفيه بشوق : شهرين يا أتش بس كأنهم سنه ، بجد اول مره أعرف قد ايه انا مقدرش استغني عنك ولا عن رخامتك
فيعدل هشام هندام لياقة قميصه بفخر وهو يقول بمرحه : عشان تعرف بس قيمتي
ويجلس بغرور وهو يضحك : بس اللي لحد دلوقتي مش مصدقه من اخر مكالمه كانت بينا ان انت وهنا اتجوزتوا ، يااا كفاره ياشيخ .. اكيد انت معذبها معاك
فيضحك فارس بتنهد : ده كان زمان اما دلوقتي فارس .. هو الي بيتعذب
فنظر اليه هشام للحظات حتي قال : انا بفكر أتجوز ، ايه رئيك
ليتطلع اليه فارس بتمعن : يبقي خطتي نجحت وحبيت سميه
لتظل نظرات هشام عالقه مع نظراته الواثقه فيتنهد هشام قائلا : كنت حاسس ان وجود سميه في الساحل ليه دور ، وان الدور ده انت الي عملته
فينهض فارس من علي كرسي مكتبه وهو يبتسم لصديق عمره قائلا : سميه انسانه هايله ياهشام صدقني وحاسس انكم شبه بعض اووي
فتلمع عين هشام عندما تذكر تهورها ونظرات عيناها له العاشقه حتي تنهد بأرتياح سارحاً بملامحها اكثر واكثر
تعليقات



<>