رواية صدفه الفصل السابع7الاخيربقلم يارا سمير

رواية صدفه 
الفصل السابع7
بقلم يارا سمير
فى اللحظة دى وهى بتحاول تستجمع اتزانها ومتجهه لعليا لمحت دخول يوسف الحفله ، اشار له والده وقرب اتجاههم وعليا كان ضهرها ليهم بتتكلم مع واحده من ضيوف الحفل، قرب لمصطفي وسلم عليه :
_ اتاخرت يا جو مش بيقولولك كده
ابتسم: الطرق جديدة عليا والزحمة فظيعة
_ لا اتعود بقي لانك هتقعد هنا حبه حلويين
_ اكيد .
مسك مصطفي ايد عليا ولفت اتجاههم وهو بيقول :
_ تعالي يا عليا أعرفك على يوسف
التفتت عليا ولما شافت يوسف امامها تجمدت من الصدمة عكس يوسف اللى كان مبتسم ،
كان يوسف تصالح مع والده ،ووالده طلب منه يرجع يشتغل معاه ، فقرريوسف يبدء حياته بمشروع وقدمه لوالده وعلاقته بمصطفي طاهر تواصل معاه ووصلوا لاتفاق يكونوا شركاء و بالتعاقد شركة والده مع شركة مصطفي طاهر حس انها فرصة ممتازة لتقرب من والد عليا زى ما كان يعتقد وحب يفاجئها ، ب ابتسامته المعهوده باصص ل عليا كمل مصطفي التعارف وقال :
_ اعرفك يا يوسف ب عليا .. مراتي
الكلمة مقدرش يستوعبها يوسف، هو كان عارف من والده ان مصطفي طاهر متزوج لكن مكنش يعتقد إنها عليا لأنه سالها انه والدها وهى لا انكرت ولا وافقت سكتت ، عليا كانت هتفقد الوعي وتماسكت قربت منها مي ومسكت ايديها وسندتها :
_ ان شاء الله يا جو يكون تعامل بينا بداية كويسة لعلاقة مستقبلية فى عالم البيزنس
_ ها .. اه ان شاء الله
مسك يوسف ايد عليا وقبلها :
_ انهارده عيد جوازنا السادس وحقيقي انا محظوظ بوجود عليا فى حياتي .
تصرفات مصطفي الغير متوقعة جمدت عليا فى مكانها ومش قادرة تتكلم , ف سحبت ايدها من ايد مصطفي وأستأذنت ومشيت كانت بتنتفض ومش قادرة تمشي للسيارة، بسرعة ساعدتها مي واتجهوا للبيت ، بعدها ع طول أستاذن يوسف ومشي من الحفلة.
فى البيت عليا جسمها بيتنفض ومي بتحاول تهديها وبعد شوية:
_ انتى أحسن
_ هو ايه اللى حصل دا يا مي ، أزاى يحصل كده ، أزاي ؟
_ كل دا كان مترتب يا عليا
_ ازاي ؟
مي متوترة : مصطفي ، كان عارف كل حاجة
_ عارف ايه ؟
_ علاقتك بيوسف من أول بداية الانسيال .. كان بيراقبك .
اتصدمت عليا : لا مستحيل ، مصطفي يعمل كده
_ دا بقي انتى تعرفيه وتتأكدي منه شخصيًا، يوسف بقي مش عارفة بجد، اهو دا اللى كنت بكلمك عليه إنه لازم يعرف ويعرف منك .
وصل مصطفي البيت وخبط ع غرفة عليا ودخل كانت مي موجودة ، ف استأذنت ومشيت ، قعد مصطفي على كرسي امام عليا واستمرا نظراتهم المتبادلة فى صمت لمدة 10 دقائق .
_ الحفلة خلصت زى ما أنت عاوز
_ جدًا، خلصت وانا الكسبان ، مشروعي ومراتي
عليا بتحاول تتحكم فى انفعالها :
_انا مش مراتك يا مصطفي ، انا لا كنت ولا هكون وأنت عارف كده كويس
_ لا مراتي يا عليا ، والكل عارف .. الكل عارف الا شخص واحد مكنش يعرف وعرف
_ انت ليه بتعمل كده ؟
_ علشانك، الحقك يا عليا .. فاكره لما اتجوزنا قولتيلي ايه، قولتيلي انا معاك فى اى قرار وإختيار وطول ماانا معاك مش خايفة لاني واثقة انك هتحميني ، التخطيط والترتيب والحفاظ عليكي وحمايتك مسئوليتي انا .
_ انا لما قولتلك كده كنت فى وضع مختلف وامنتك ع نفسي .
_ وانا حافظت ع الامانة .. حافظت عليكي ، علاقتك بيوسف انا بالنسبالي ولا حاجة ،هعتبرها غلطة ، سوء فهم ، احنا بشر وبيجلنا أوقات لحظات ضعف بتهئ لينا حاجات مش حقيقية ، كنت منتظر منك تعرفيه لكن شلت عنك الحرج واتعاملت انا معاه .
_ علاقتي ب يوسف
قاطعها : هو دا الموضوع اللى كنتي عاوزة تتكلمي معايا فيه ، كنت هتقوليلي اسفة يا مصطفي انا هسيبك وهسيب حياتي ومستقبلي اللى بنيته علشان وهم ، سراب
سكتت عليا وقف مصطفي :
_ انا هسيبك ترتاحي وتهدي وهتشوفي بنفسك وهتتأكدي ان مفيش حد فى الدنيا بيحبك ويخاف عليكي زي ( قرب منها وقبل راسها ) تصبحي ع خير .
تاني يوم عليا مخرجتش من غرفتها ، اتصلت مي كذا مرة مردتش عليها ف اتجهت للبيت ، كانت قاعدة ع نفس الكرسي بنفس الهدوم مغيرتش ، قربت عليها مي شافتها ماسكه الموبيل فى ايديها :
_ عليا فى ايه بكلمك مبترديش ليه
بصت ليها عليا ودموعها بتنزل :
_ يوسف سافر يا مي
_ امتي دا ، داانا كنت هقولك هكلمه انهارده و ..
_ يوسف سافر من غير ما يسمعني
_ هيسمع ايه يا عليا ، الموقف صعب عليه اوي ، طيب طمنيني اتكلمتي مع مصطفي أو هو قالك حاجة زعق اتخانق عمل ايه ؟
_ ولا اى حاجة
_ ازاي ولا اى حاجة ،، مزعقش حتي ؟
_ اتكلم بهدوء زى ما بيتكلم فى طبيعته وسابني وخرج
_ ليكون من النوع اللى مبيتكلمش كتير لكن أفعاله هي اللى بتتكلم
_ هيعمل ايه أكتر من كده
_ مش عارفة.. انتى عايشة معاه وعارفاه اكتر من اى حد
اتنهدت عليا وبصت لموابيلها :
_ انا عاوزة اتكلم مع يوسف يا مي
_ بصي أهدي كده وان شاء الله فى حل لكل العك دا
مي عملت شويا اتصالات وعرفت إن يوسف رجع لندن وبلغت عليا ، كان مصطفي مسافر وعليا كانت فى انتظاره :
_ حمدلله ع السلامة
_ الله يسلمك
_ كله تمام
_ تمام .. انتى محتاجه حاجة ؟
_ بصراحة انا استنيتك علشان ابلغك بحاجة أحسن كتير ما تعرفها من برا
_ ايه ؟
_ انا هسافر لندن
_ تمام ما انتى بتسافري دايما ايه الجديد ؟
_ انا مش مسافره شغل ، انا مسافره ل يوسف
حاول مصطفي يتمالك هدوءه وبنبرته الهادئة المعتادة :
_ ممكن أعرف السبب ؟
_ من حقه يفهم ويعرف ومن حقي اتكلم وهو يسمع
_ هترجعي ؟
_ أكيد هرجع هروح فين .
_ اللى انتى عاوزاه اعمليه انا واثق فيكي اكتر من نفسي يا عليا .
رغم كلام مصطفي الغير مباشر لعليا لكن دايما كان بيعرف يستغل نقطة ضعف عليا كويس وبيخليها لصالحه ، خرجت عليا واتجهت لغرفتها بتتجهز لسفر ، سافرت هي ومي الى لندن
، نزلت المطار ووصلوا الفندق غيرت ملابسها وطلبت سيارة لمنزل يوسف ، تواصلوا مع أدم صديقه عرفوا انهم فى الاستوديو واتجهوا الى هناك .
أول ما وصلوا رحب بيهم أدم ولكن يوسف أستاذن ودخل فى غرفة داخل الاستوديو بعذر انه هيعمل حاجة ، شعرت عليا بالاحراج واتحركت اتجاه الغرفة خبطت ع الباب ودخلت :
_ يوسف ممكن 5 دقائق ومش هطول
بنبرة غضب : خير يا مدام عليا
_ انت رجعت بسرعة ليه ؟
_ كان عندي شغل هنا اهملته كتير فى حاجات مش مهمة وكان لازم اعوضه
_ يوسف انا عاوزاك تسمعني ممكن
_ لا مش ممكن
تفاجئت عليا : انا ليا حق اتكلم وابرر موقفي
_ انتى ملكيش اى حقوق هنا ، حقوقك هناك عند مصطفي طاهر جوزك
_ لا لازم تسمعني
بنبرة غضب عالية: وانا مش هسمع حاجة ، انسي ووفري كلامك خلاص ، كل واحد عرف مكانه الصح فين .. من بعد الخيانة مفيش كلام يتقال يا مدام عليا .
خرج يوسف من الغرفة ومن الاستوديو بحاله من الغضب لاحظها ادم ومي .. اتجهت مي مسرعة الى الغرفة ورأت عليا واقفة فى حالة من الجمود والصدمة .. اتحركوا وخرجوا ورجعوا ع الفندق ..
مي طلبت من أدم لما يعرف مكان يوسف يعرفها ، وبالفعل أرسل أدم رسالة ل مي بالمكان وطلبت سيارة واتجهت للكافيه ، اتفاجئ يوسف بوجودها :
_ هتسيبني وتمشي انا كمان ولا ايه ؟
_ ازيك يا مي
_ انت خليت فيها أزيك ، ايه المقابلة اللى قابلتها لينا دى الصبح ؟
_ مي
_ ادم قالي انك رجعت للفرقة والاستوديو بعد ما قررت تسيبهم .
_كنت غلطان وصلحت غلطتي
_ طيب يعني فى غلطات بتتصلح اهو بس نديها فرصة
_ مش كل الغلطات يا مي
_ هو احنا بنغلط ليه يا يوسف ، علشان نتعلم ونصلح غلطنا احنا بشر يا يوسف مش ملايكة
_ مي انا قاعد معاكي لان ليكي مكانه مختلفه عندي رغم انك كنتي شريكة فى الكدبه واللعبه اللى زى المغفل كنت مصدق .
_ احنا مكدبناش عليك يا يوسف ، انت مسألتش أصلًا من الأساس
- انتى بتقولي ايه، وهى دي حاجة تستناني أسال ، دا انا لما سألتكم عليه فى الفندق وكنت فاكره باباها محدش فيكم صلح المعلومة ليا ، هي كانت عاوزة تتسلي شويا وانا كنت قدامها
_ يوسف افتكر ان عليا كانت بتبعد وكانت عاملة حدود معاك
بنبره غضب :
_ ما دا اللى مجنني ، مدام في حد فى حياتها ليه تسيبني متعلق بيها اكتر وأكتر ، ليه تسبني احبها بكل مشاعري من غير ما توقفي ، كانت قالت كنت منعت نفسي ، مي انا خططت وبنيت أحلام عليا دمرتها فى ثانية ، عليا خانت مشاعري ، الا الخيانة يا مي الا الخيانة
_ يوسف بهدوء كده عليا مش خاينه زى ماانت شايف وفاهم، اساسًا انت فاهم غلط أو بمعني أصح مش فاهم حاجة من الاساس ، عليا ظروفها تختلف عن اى حد
وقف يوسف : ظروفها تخصها لوحدها انا مليش علاقة بيها ، كل حاجة أنتهت من الحفلة فى مصر ، وانا لا عاوز اسمع ولا افهم
مسك موبيله ومفاتيح عربية ومتجه للخارج وقفت مي وبصوت عالي :
_ عليا متجوزه ع الورق بس يا يوسف
وقف مكانه وبصلها وبتكمل مي :
_ الحكاية مش زى ما أنت فاهم أرجوك أسمعني للاخر
رجع يوسف وقعد :
_ من أول يوم وعليا متجوزة ع ورق بس ، مصطفي ملمسش عليا ولا لحظة لان عليا كانت رافضه كده وهو أحترم رغبتها ، عليا دفنت نفسها بنفسها بلقب مدام وهى بنت بعقد جواز ، اتحطت فى ظروف وكان مصطفي طوق نجاة بالنسبالها الا كانت موتت نفسها ، ومصطفي كتب عقد وعهد ما بينهم ان الجواز ع الورق لغاية ما عليا نفسها تطمن وتوافق غير كده يكفيه انها موجوده معاه وجنبه ، مصطفي تعامل مع عليا انها أمانة عندة وهو بيحافظ عليها ، هما أيوه عايشين فى بيت واحد لكن فى غرف مختلفة ، وفى العقد اللى بينهم ان وقت ما عليا تطلب الانفصال هو مش هيعترض وهيطلقها بدون تفكير ولا تردد ، 6 سنين دى علاقتهم بينزنس وونس ، نص أملام مصطفي كاتبها بأسم عليا ودخلها معاه فى عالم البيزنس زى ما أنت شوفت كده ، دى حياة عليا ، صدفة جمعتها بمصطفي وحولت حياتها وصدفة جمعت بيها ، عليا محبتش غيرك يا يوسف فاهم واحده مرت بكل دا وحبت ، كانت هتقولك قبل ما نرجع اخر مره لو تفتكر وانت اللى منعتها ، عليا كانت ناوية تقولك لما تشوفك تاني .. مش فى نيتها تخبي وتكذب عليك يا يوسف لانها مش كده .
يوسف فى حالة عدم استيعاب كلام مي :
_ مش من حقي اقولك السر دا لكن كان لازم تعرف ، لان عليا متستحقش تعيش كده ، عليا تستحق تعيش بجد يا يوسف مع شخص بتحبه ويحبها وتطمن .
يوسف فى حالة صمت :
_ انا قولتلك كل اللى عندي والقرار يرجعلك يا يوسف، بس اتمني متسيبهاش ، متسيبش عليا ترجع تاني للحياة اللى بتاخد منها اكتر ما بتديها ، احنا هنا يومين وتليفوني معاك والقرار يرجعلك .
مشيت مي وفضل يوسف قاعد فى مكانه متحركش فى حالة من الشرود ، موبيله يرن مش حاسس به، بيراجع لحظاته مع عليا وطريقة تعامل عليا فى أول تعارفهم، وأحساسه بحبها وانه فعلًا بيحبها ، فكر فى اللى عاشته وتخيل حياتها الصعبه اللى عاشتها لوحدها ، للحظة مسك الموبيل وارسل رسالة ل مي (انا عاوز أقابل عليا من غير ما تعرف ، بكره الساعة 2 فى نفس الكافيه اللى قابلتك فيه ) ردت مي عليه ( اوكيه ) .
فى اليوم التالي كانت عليا نايمة ع السرير صاحيه وسرحانه، دخلت مي بطريقتها المرحة واجبرتها تخرج من السرير وبصعوبة أقنعتها تنزل واتجهوا للكافيه وكان يوسف لسه موصلش ، مر نص ساعة وعليا عاوزة تمشي :
_ يلا يا مي
_ استني يا لولي هو احنا لحقنا
بتبص اتجاه الباب ولاحظت عليا :
_ انتى مستنية حد ، لو مستنيه حد انا مليش مزاج اقعد مع حد ، همشي وانتى خليكي
قامت وقفت عليا شدتها مي وقعدتها :
_ هتسبيني لوحدي مينفعش ، احمد لو عرف انى لوحدي فيها رقاب هتطير ، يرضيكي اتساب بعد كل اللى عيشته معاه ، مش طالبه خناق
_ انا مش هقوله متخافيش
_ انا بقوله عادي وهو دا الخوف ذات نفسه ، استني بقي
رن موابيلها برسالة من يوسف :
_ انا خارجه اعمل مكالمة وراجعه متتحركيش
_ مش هتحرك بس اما هتيجي همشي
_ تمام .
خرجت مي ويوسف كان منتظرها ومسكت ايده :
_ عليا أمانه عندك
أخد نفس قبل ما يدخل الكافيه، دخل بص شاف عليا قاعدة مربعه ايديها وباصه قدامها وسرحانه ، قرب منها وشد الكرسي لفت أنتباه عليا وافتكرت مي :
_ كل دا
بتبص شافت يوسف بصتله وسكتت :
_ ممكن أقعد
عينيها مليانه دموع : لا
لف الكرسي وقعد امامها مباشرة وهى ساكته :
_ هتفضلي ساكته كتير
تذكرت كلامه ليها وطريقته اللى وجعتها واستمرت فى سكوتها :
_ طيب اتكلم انا
_ خير
_ ايه رايك ننسي اللى فات ونفكر فى اللى جاي مع بعض
_ يعني ؟
_ انا عارف ان طريقتي مكنتش احسن حاجة أخر مرة، بس دا رد فعل طبيعي حطي نفسك مكاني .
_ لو مكانك هسمع الاول وبعدين احكم
_ خلاص انا مستعد أسمع عاوزة تقولي ايه ؟
_ ايه التغيير دا سببه ايه ؟
_ مي حكتلي كل حاجة
دموعها نزلت قرب منها يوسف وبأطراف صوابعه مسح دموعها :
_ أنا أسف بجد غضبي عماني ( مسك ايديها وقبلها ) انا بحبك يا عليا بحبك أكتر ما تتخيلي، أوعدك مفيش لحظة هبعد عنك فيها ولا هسيبك، هيبقي لينا بيتنا وحياتنا الخاصة بينا إحنا ، هبقي عندنا اولاد وبنات كلهم شبهك ، هتبقي أحلي ماما تشوفها عنيا
استمرت دموع عليا فى النزول :
_ كفاية دموع بقي هتغرقي المكان وهتغرقينا ومجبتش عوامة البطه بتاعتي
ضحكت عليا :
_ ايوه كده ، دا اللى عاوز اشوفها دايما ضحكتك اتفقنا
هزت راسها عليا : طيب يلا ناكل انا جعان اوي وبخصوص موضوع مصطفي
قاطعته عليا : انا مسئوله عنه .
_ انا ممكن انزل وابقي معاكي
_ لا الموضوع بسيط ، مصطفي شخص طيب ومحترم وفى وعد بينا وهو اد كلمته
_ يعني ناكل بنفس مفتوحة
_ يلا بينا
دخلت مى عليهم ويوسف قاعد جنب عليا وماسك ايديها وشايفه عليا بتضحك :
_ امسك الخشب انا قلت هاجى القيكم مكسرين المكان وقاتلين بعض
يوسف وماسك ايد عليا : مستحيل
مى: الله الله فينك يااحمد يتعلم شويا يوسف ابقى اديله كورسات لانه عملى اوى
عليا: بس بتحبيه
مى بتنهيده : بمووووت فيه
ضحكوا كلهم وطلبوا الاكل وقضوا اليوم فى ضحك وهزار 
رجعت عليا مصر ومقرره تتكلم مع مصطفي وتنهي العقد اللى بينهم وتبدء حياتها مع يوسف زى ماهي كانت بتحلم ، رجعت كان مصطفي مسافر أسبوعين ، رجع من السفر وعليا كانت فى الشركة ، رجعت البيت أتفأجئت بوجوده اتغدوا وقعدوا مع بعض والصمت كان سيد الموقف ، عليا مش عارفة تبدء كلام أزاي ، مصطفي اتكلم :
_ تحبي نتكلم دلواقتي ولا يوم تاني ؟
_ ها .. مش فاهمة
- فى موضوع عاوزة تتكلمي فيه ومش عارفه تبدأي أزاي ، ف اتكلمي وقولي اللى انتي عاوزاه وانا هسمعك زى ما بسمعك دايما
عليا مش عارفه تبتدى كلام ازاى مع اسلوب مصطفى الهادى : انا احم انا
مصطفى: عليا اتكلمى عادى انا عارف انك قابلتى يوسف مرتين، وعارف انتى عاوزة تقولي ايه بس عاوز اسمعه منك .
عليا استجمعت شجاعتها :
_ انا طول ال6 سنين كنت معاك وجنبك ومقصرتش فى اى حاجة ولا خالفت عهدي معاك
مصطفي مبتسم : عارف
_ وأنت مقصرتش معايا فى أي حاجة ، من أول ظروفي اللى حصلت كنت أنت أول حد أفكر فيه وساعدتني ويكفي انك مأجبرتنيش ع اى حاجة وأحتوتني وحافظت عليا وكنت ليا الحماية اللى كنت مفتقداها، ساعدتني اقف ع رجلي ودخلتني عالم البيزنس، مش هقدر انكر انك عيشتني حياة مكنتش احلم بيها فعلًا
مصطفى قاطعها : علشان بحبك ، عملت كل دا علشان بحبك يا عليا
عليا استغربت من نبرته الغير معتاده وكملت كلامها :وانا كمان بحبك لانك عوضتني عن غياب بابا ومحمد ، انا بحترمك جداا وبقدرك جداا وبعزك لدرجه كبيره
مصطفى باابتسامه : بس محبتنيش زى ما حبيتك
عليا مع مقاطعه مصطفى ليها اتشتت : انا ...
مصطفى والابتسامه ع وشه : عاوزه تنفصلي
_ أنت قولتلي وقت ما أقرر انفصل مش هتتردد
مصطفى ودموع ظاهره فى عنيه : عاوزه تسبينى ياعليا
_ انا ..
_ دا حقك وانا فعلًا لما وعدتك اد وعدي ، بس عاوزة أقولك ان ال6 سنين كانوا بالنسبالي حياة ، بوجودك عرفت اعيش وأحس بكل حاجة حواليا ، انا عايش بيكي يا عليا
_ انا ..
_ متقوليش حاجة ، انا هحترم قرارك وأختيارك وحقيقي يوسف محظوظ انك هتكوني معاه وانا رغم كل حاجة فشلت انك تفضلي معايا ، هفضل أحبك حتى لو أنفصلنا
ملامح مصطفي اتغيرت ولاحظتها عليا واخد نفس وكمل كلامه :
_ وحقوقك كلها محفوظة وأسهمك فى الشركات هتفضل زى ماهي اتمني متخلطيش بين حياتك الخاصة وشغلك ، دا مجهوك وتعبك وأجتهادك
_ لكن فى الاصل يخصك أنت
_ وانا هديتهم ليكي يعني حقك انتي
قام وقف واهتز ورجع ثبت ونظر اليها ب ابتسامته المعتاده:
_ بكرة كل حاجة هتكون خلصت متقلقيش ، انا داخل المكتب شويا
اتحرك للمكتب ودخل وقفل الباب ، عليا مكنتش مرتاحة اتجهت لغرفة المكتب خبطت ع الباب ودخلت :
_ عاوزة حاجة يا عليا
_ انت كويس
ابتسم: كويس ، انتي كويسة
_ الحمدلله
_ بس كده دا المهم ، هخلص شويا شغل وهطلع انام
فى غرفتها عليا كلمت يوسف وبلغته الخبر السعيد وأخبرها بنزوله مصر قريب ، قفلت معاه لكن حست بنغزه فى صدرها وخنقه لما افتكرت كلمات ونظرات مصطفي ليها حاولت تصفي تفكيرها لكن معرفتش وحبت تطمن عليه ، اتجهت لغرفته خبطت ع الباب مسمعتش رد ، فتحت الباب الغرفة فاضية والسرير زى ماهو بوضعه ، خبطت ع باب الحمام مسمعتش رد فتحته كان فاضي ، بصت ع الساعة كانت 3 بعد منتصف الليل ودا موعد نوم مصطفي ، نزلت تدور عليه واتجهت لغرفة المكتب وخبطت ع الباب مسمعتش رد فتحت الباب وكان مصطفي قاعد ع الكرسي لكن فى ححالة اغماء ، بسرعة اتجهت اليه بتحركه كان ماسك صورتها وقعت ع الارض ، متحركش معاها واتملكها الرعب والخوف واتصلت بالاسعاف وتم نقله الى المستشفي ودخل الطواري فى وضع غير مستقر وضروري يدخل عمليات لوجود مشكلة فى عضلة القلب ، وقعت على الموافقة وجلست فى حالة من الرعب والخوف ، اتصلت ب مي وأحمد وكانوا معاها ، عرفت انه اتعرضت لازمة قلبية ، اللحظة دى شعرت عليا إنها السبب فى إنهياره جلست تبكي ومنهاره ومي وأحمد بيحاولوا يطمنوها .
اقامت عليا مع مصطفي فى المشفي وبجواره حتي تمام العملية وما بعد العملية ، كانت مرافقة له وتراعيه وتتابع مع الاطباء وضعه الصحي وتحسنه ، أبتدا يفوق وكانت عليا بجانبه ونده ع اسمها :
_ عليا
انتبهت وقربت منه : ايوة ، حمدالله ع السلامة
_ ليه عملتي كده، ليه لحقتيني
_ ايه اللى بتقوله دا
نظر للسما ودموع تساقطت من عينيه :
_ مش هقدر يا عليا ، مش هقدر
دخل الدكتور وشافه واتكلمت معاه عليا :
_ هو وضعه ايه يا دكتور
_ العامل النفسي هو المتحكم الرئيسي فى حالته ، واضح انه اتعرض لصدمه افتقدته رغبته فى الحياه .
_ والحل ايه ؟
_ لازم يتوجد سبب يرغب بسببه الحياه ، انتي عارفه ان وضعه الصحي مكنش مستقر ولكن فى خلال 6 سنوات محصلش اى انتكاسه بالشكل دا ، لازم يكون فى حافز يتمسك به علشان يعيش غير كده للاسف فى اى لحظة انهياره اكيده .
اتجمدت عليا مكانها من الكلام اللى سمعته من الطبيب وشعرت بضيقه وانها السبب فى وضعه الحالي ، اتجهت لغرفته ونظرت من خلف الزجاج كانت ملامحه حزينة ، تساقطت دموعها وهى مش عارفه تتصرف تعمل ايه والحل .
استمرت اقامة عليا مع مصطفي فى المستشفي ومكنتش بتسيبه لحظة، ودا ساعد مصطفي شويا ع التحسن ، نزل يوسف مصر واتجهه ع المستشفي يقابل عليا ويطمن عليها وع مصطفي :
_ ايه الاخبار :
_ فى تحسن بس بسيط
_ ودا حصل ازاي ، انتى اتكلمتي معاه فى موضوعنا ؟
نظرت اليه للحظات : لا
_ يبقي اكيد مشكله فى الشغل مسألتيش أحمد
_ اكيد يعني ، المهم هو دلواقتي أطمن عليه
مسك ايديها : هيبقي بخير اطمني انا عارف انه غالي عندك
سحبت ايديها من ايده : ان شاء الله هيبقي كويس
_ انت راجع امتي ؟
_ انا موجود لغايه ما تطمني ع مصطفي وتخلصي موضوعك معاه واطمن عليكي
_ اها ..
رن موابيلها وكانت الممرضة تبلغها ان مصطفي بيسأل عليها ، قامت بسرعة واتجهت لداخل ، كانت ، عدى الاسبوع ومصطفى وضعه أتحسن ورجع البيت و لطبيعته وعليا مش بتفارقه ومش بتشوف يوسف ومكالمتها معاه قصيرة جدًا ، اصر يوسف يقابل عليا وبصعوبه وافقت تقابله فى كافيه :
_ مش عاوزة اتاخر يا يوسف ع مصطفي لو صحي ومش موجوده مش هياخد علاجه
_ فى ايه يا عليا ، مش عارف اطولك ولا اتكلم معاكي طول الوقت معاه
_ اكيد يعني انت عارف وضعه ايه ومحتاجني معاه
_ وانا كمان محتاجك معايا ياعليا
_ يوسف مفيش مجال مقارنه
شهرين من بعد العملية وانتى معاه يا عليا
- يوسف انت مش هينفع اسيب مصطفي
_ مش هتسيبه دلواقتي ولا نهائي ؟
سكتت عليا ومردتش ع سؤاله مما أغصب يوسف :
_ عليا انا مش هتكلم كتير، انا حجزت تذكره كمان يومين هستني منك رسالة تقوليلي انك معايا ، ف اختاري يا تفضلي هنا يا تكوني معايا هناك ، مفيش إختيار تالت ، قرري وأختاري .
تركها يوسف ومشي وهى قاعدة حست بشلل فى التفكير ، مش عارفة تاخد قرار .
رجعت عليا البيت شافت مصطفي فى غرفة المكتب ، بخطوات سريعة وبملامح قلق قربت منه:
_ هو دا اللى إتفقنا عليه ، ممكن تقوم معايا
_ عليا انا كويس متقلقيش
_ اتفضل معايا بعد أذنك
اتحرك معاها وجلسوا فى غرفة المعيشة ، احضرت عصير وجلست بجواره :
_ احنا إتفقنا مفيش شغل دلواقتي خالص ، انا متابعة كل حاجة وأحمد ومي
_ مش متعود ع انى اقعد كده فاضي
_ اشغل نفسك ب اى حاجة اقرا
_ ماهو انا كنت بقرأ قراءات البورصة
_ شغل برضه
_ خلاص تمام أجازة ، اوامرك يا فندم
_ انت محتاج حاجة
_ انتى كنتي فين ؟
_ كنت فى الصيدليه بمشي رجلي شويا
مسك ايديها : عليا الكلام اللى قولتيه فى المستشفي دا حقيقي ولا علشان كنتي عاوزاني اخف ، ردي عليا بصراحة ؟
_ اكيد حقيقي
_ يعني مش هتختفي من حياتي وهتفضلي معايا
ابتسمت : مفيش مكان تاني اروحه ، مكاني هنا
قبل يدها : انا فى أوضتي لو محتاج حاجة ابعتلي حد
رجعت غرفتها رمت الموبيل ع السرير واتجهت للشباك فتحته وحاولت تتنفس وتتنهد ، مي بعد الشغل فى الشركة هي وأحمد بيروحوا البيت لعليا ، جلس أجمد مع مصطفي ومي مع عليا فى غرفتها ، حكتلها الموقف اللى حصل مع يوسف :
_ وهتعملي ايه ؟
سكتت عليا ، تغيرت ملامح مي بغضب:
_ تاني يا عليا ، تاني .. انتي مبتتعلميش
_ مي .. مفيش حد هيفمني
_ هنفهم ايه ، هو اشتراكي فعلًا ولا ايه ، هتبيعي يوسف ، هتبيعي الانسان الوحيد اللى حبتيه بجد علشان تكملي الحياة الميته دى .
_ انتى شايفة مصطفي حالته ازاي .
_ مش مبرر والله ، انتى ممريضه فاهمة يعني ايه ، دورك فى حياة مصطفي ممرضة شخص بيراعيه
_ وهل دا يخليه يكتبلي نص ممتلكاته
_ دا فخ ( حاولت تهدي وتكلمها بهدوء) عليا يا حبيببتي ، انتى قومتي بدورك ع اكمل وجه ، وضاع من عمرك 6 سنين فى اللاشي ، ايوه اللاشي انك تعيشي علشان تزودي فلوس من غير ما تعيشي الحياة دى حياة اللاشي ، جتلك فرصة تعيشي الحياة ترميها ببساطة كده ، حرام عليكي والله حرام .
_ مصطفي كان هيموت بسببي فاهمة يعني ايه بسببي ، ازاي اعيش وافرح وارقص وانا سبب فى موت شخص
_ استغفر لله العظيم ، انتى ملك الموت مش فاهمة ، ما ممكن واحنا قاعدين ربنا ياخد أمانته ، ايه التفكير المتخلف دا يا عليا ، متشليش حمل مش ادك ارحمي نفسك
_ مي مفيش حد فاهمني لا انتم ولا يوسف .
تركتها فى الغرفة ونزلت جلست مع احمد ومصطفي ونظرات مي ل عليا مليئة بالغضب ع تفكيرها .
فى خلال اليومين المهلة اللى فرضها يوسف على عليا منع التواصل معها وكان فى انتظار رسالتها ، فى يوم سفره وموعد رحلته إتجهت عليا الى المطار وتفاجئ يوسف برؤيتها :
_ انا كنت واثق انك معايا يا عليا
مسك ايدها فسحبت ايدها بهدوء : يوسف أستني .
_ فى ايه ؟ انا عاوزك متفكريش فى اى حاجة انتى خلصي عدتك وتاني يوم هكون كاتب الكتاب
_ يوسف انا جيت اسلم عليك قبل ما تسافر
تفاجئ يوسف : بتقولي ايه ؟
_ لو كانت الظروف غير الظروف الحالية كنت هبقي اسعد انسانة معاك
_ عليا انتى بتقولي ايه ؟
_ انا مش هقدر اسيب مصطفي خالص ، انا اسفة.
_ عليا انتى فاهمة معني دا ايه .
_ اسفة مهما فكرت مش عارفه اسفه
حاول يوسف يتمالك غضبه :
_ تمام يا عليا هانم ، اوعدك دى اخر مره هتشوفيني فيها ، اتمنالك حياة سعيدة مع جوزك مصطفي .
سحب حقائبه بعنف واتجه الى الداخل وعليا واقف دموعها تتساقط دون توقف .
بعد سنتين
عليا عاشت مع مصطفي زى ما كان عاوز ومبعدتش عنه لكن شخصيتها اتغيرت ، أصبحت أكثر جدية وعقلانية ولاغت العاطفة من حياتها ، نجحت فى شغلها بسرعة مخيفة كانت بتجازف فى قرارات ولكن كانت صائبة ، فى الشركة أحمد ومي قاعدين مع بعض :
_ عليا عامله ايه ؟
_ مش عارفه
_ ازاي مش انتى معاها كل يوم
_ ايوه معاها لكن فى الشغل كلامنا كله شغل وبس ، اى حاجة تانية تقولي مش وقته يا مي ، دي بقت تزعقلي يا أحمد لو حصل مني تقصير ولو بسيط، وخصم ، عليا بقت مخيفة الكل بيترعب منها ، اتحولت يا أحمد.
_ انا قولت مع الوقت هتبقي أحسن مكنتش أتوقع انها تستمر كده ؟
_ بقت أسوء وعصبية وقلبها جمد وقسي ، الا مصطفي وهو ملاحظ وعاجبه
_ استغل عليا ، شافها حق مكتسب وتعامل ع اساس كده
_ انا بجد لولا انى عارفه انها مش كده كنت سيبت الشغل
_ لا يا مي عليا ملهاش غيرنا ومهما كانت لازم نكون معاها ، عليا موجوعه ودا سلاح بتواجه به الوجع ، قوة مزيفة فى الحقيقة هى هاشه جدًا .
_ تعرف انا جربت اكلم يوسف لقيته غير أرقامه حتى أدم يعني هو فعلًا قطع كل حاجة
_ المهم خليكي معاها يا مي
_ أكيد .
مصطفي كان ملاحظ التغيير اللى حصل فى شخصية عليا ، أصبحت عملية جدًا مبتضحكش ولا بتتكلم ، كلامها بسيطة وأغلب الوقت فى غرفتها نايمة ، موجوده فى البيت لكن من غير روح ، لكن انانيته سمحتله انه ميتكلمش المهم انها معاها مهما كان حالتها ، فى يوم وهو فى البيت زاره أحمد علشان شغل ، بعد مراجعة اوراق وتوقيع مصطفي ع اوراق :
_ مش محتاج مني حاجة تاني يا أحمد ؟
_ لا يا مستر مصطفي كله تمام هراجع مع عليا وتوقع وخلاص
_ تمام .
سكت لحظات متردد ولاحظه مصطفي :
_ فى حاجة يااحمد عاوز تقول حاجة ؟
_ بصراحة ايوة
_ اتفضل سامعك
_ انا هتكلم لكن مش عارف نتيجة كلامي دا ايه، بنسبه كبيرة هيكون أخر يوم ليا فى الشركة ، ومع ذلك هتكلم لان مينفعش السكوت أكتر من كده
_ الموضوع كبير اوي
_ جدًا، متربط بحياة انسان
_ مين ؟
_ عليا
تفاجئ مصطفي : عليا ، مالها عليا فيها حاجة ؟
_ مش معقول حضرتك مش ملاحظ التحول اللى حصلها وعايشة به ، عليا مبقتش عليا اللى نعرفها ، جسد موجود من غير روح
_ احمد .
_ ارجوك اسمعني للاخر وبعدها اللى حضرتك شايفه هيتم، فى بداية جوازكم والعقد اللى بينكم اعترضنا عليه رغم كده هى صممت وكملت معاك ، انقذتها وكنت سند وضهر ليها ودا كلنا نشهد به ، عليا مجربتش مشاعر الحب واكيد فاهم قصدى ايه ، انت بالنسبالها تعويض عن والدها وأخوها فقط ، ومازالت وستكون كده لا غير ، صادف القدر وقابلت انسان حبها بجد وهى حبته ، اننا نقابل حد بيحبنا بجد ونحبه مبتحصلش كتير ، وحصل ل عليا مكافاءه ليها عن اللى عاشته واتحرمت منه ، انت وقفت فى طريق سعادتها علشان انانيتك .
_ احمد راقب كلامك
_ لا دى الحقيقة ، انانيتك خلت تفتكرها حته انتيكا بتفكرك بوقت كنت سعيد فيها، اخدتها حق مكتسب انها من حقك مينفعش تسيبك ولا حد تاني ياخدها ، عليا انسانة ليها حقوق والتزمات، والتزماتها عملتها ع اكمل وجه ، حقها تعيش .
_ انا بحب عليا
_ اللى بيحب حد بيبقي عاوز يشوفه من اسعد الناس وبيحاول يسعده ، بيخليه يعيش ، عليا ضاع من عمرها 8 سنين فى ولا حاجة غير شويا فلوس ، ورغم انها معاها فلوس وتقدر تعمل اللى هى عاوزاه لكن مش سهيدة ، عليا روبوت معاك فى البيت فقط .. لو دا الحب بالنسبالك ف انت مبتحبهاش انت موتها وانت مش حاسس
فى الحظة دى رجعت عليا من برا تبادلت التحيه مع أحمد وأستأذن أحمد ومشي وكان مصطفي ملامحه متغيره قربت منه عليا :
_ فى حاجة ؟
_ ها .. لا مفيش ، انتى كويسة يا عليا
_ انت كويس
_ ايوه
_ دا المهم ، انا هغير هدومي وننزل ناكل مع بعض
_ هستناكي
نزلت عليا وجلست مع مصطفي حول مائدة الطعام وكانت ساكته بتابع اخبار ع الموبيل وبيراقبها مصطفي وهى مش واخده بالها ، خلصت أكل وحضرت العلاج لمصطفي واتجهت لغرفتها تنام كالعادة .
كلام أحمد أثر فى مصطفي وبقي يركز فى تصرفات عليا عن قرب ، حس بوجودها فعلًا روبوت معاه فى البيت دورها تهتم بشئونه وواجبها إتجاهه فقط ، وهما قاعدين ياكلوا :
_ عليا ممكن تسيبي الموبيل شويا
_ فى حاجة ؟
_ ايوه فى كتير وباين انك مش ملاحظة
_ ايه حصل انت فيك حاجة ، اكلم الدكتور
_ ممكن توقفي دور الممرضة دا ، انا مش عايز ممرضة تعيش معايا يا عليا
_ مش فاهمة ، مالك فى ايه ؟
_ فى اني غلطت وغلطت اوي وانا مش حاسس
_فى ايه يا مصطفي
_ انا لما طلبت منك تفضلي جنبي علشان تعيشي مش تتدفني بالحيا
ابتسمت عليا : وهو انا مش عايشة انا الحمدلله
_ مش قصدى انك تاكلي وتتنفسي وتنامي ، دى مش حياة
_ لا حياة المهم انك بخير
_ وانتى مش بخير ولا سعيدة
_ انا راضية ، بص يا مصطفي متشغلش نفسك ب اى حاجة انا كويسة
حاولت تقوم مسكها من ايديها :
_ عليا انا اتكلمت مع المحامي هيجي بكره هنا ومعاه المأذون
_ ايه ؟
_ هنتطلق
من المفاجئة عليا مش عارفه تتكلم : انا مطلبتش كده
_ القرار مكنش سهل عليا لكن دا القرار الصح المتأخر سنتين ، وصدقيني مش هيحصلي حاجة لان طول ماانتى بخير وسعيدة انا هبقي بخير وسعيد، انتى لازم تعيشي يا عليا ( تساقطت دموع من عينيه ) سامحيني ع انانيتي ارجوكي
مسكت ايده وبكت هى كمان وضمها فى حضنه : عيشي يا عليا انتى تستحقي تعيشي
بالفعل تاني يوم المحامي كان موجود ومعاه المأذون وأحمد ومي موجودين ، تم الطلاق والشراكه مستمره بحقوقها واتنقلت عاشت فى فيلا تانية مصطفي اشتراها ليها بجانب فيلته ودا كان إختيارها علشان يبقي سهل انها تطمن عليه من وقت لتاني ،
تانى يوم تم الانفصال بهدوء وحضر احمد ومى واخدت عليا حاجتها من الفيلا وراحت لفيلا تانيه، مي وأحمد كانوا سعداء بقرار الانفصال :
_ اخيرا يا لولي كفاره
_ فرحانه اوي انتي ؟
- جدًا هو قرار متأخر لكن المهم انه حصل أفضل كتير من فقدان الامل اللى كنا فيه
اتنهدت عليا : اتنفسي يا لولي اتنفسي حان وقت التنفس
_ حاضر حاضر
_ قوليلي بتفكري تعملي ايه ؟
_ اعمل ايه فى ايه ؟
_ لا فى حاجات كتير تتعمل أولهم نرجع اللى راحو
_ يوسف ؟
- ماانتى شاطره اهو وبتفكري زى
_ انتى متوقعه بعد سنتين اروحله هلاقيه مستنيني بالحضن، اكيد شاف حياته مش هينفع اظهر فيها تاني ، يوسف ميستحقش مني كده
_ وهو انا بقولك هنترمي عليه ، هنشوف الاجواء ايه لو سالكه يبقي تمام لو لا هناخد شنطتنا ونرجع ولا حاجة حصلت ، عيني فى عينك كده مش عاوزة تطمني عليه
_ ايوه ..
_ يبقي يلا بينا ع لندن ندور ع جو
حجزت مي التذاكر وسافروا الى لندن هي وعليا ، بعد بحث لفتره عرفت مي تتواصل مع أدم وطلبت رقمه ، أول ما وصلوا كلمته وقابلته وقابلهم فى الاستوديو ، سألته ع يوسف عرفوا انه رجع يشتغل مع باباه ومبقاش يقابلهم زى الاول الا كل فين وفين ووجوده فى لندن بقي قليل مش زى الاول ، فى اللحظة دى شعرت عليا بخيبة الأمل وان المحاولة فشلت .. طلبت عليا من أدم ميعرفش يوسف انها سألت عليه ورجعوا مصر .
كالعادة سافروا عليا ومي ل باريس للشغل ، خلصوا مواعيدهم وكان عندهم يوم فاضي ، نزلت مي تعمل شوبينج وعليا طلبت عربية ونزلت تتمشي عند برج إيفل ، كان اليوم هو اليوم الموافق لاول خروج تجمعها ب يوسف فى باريس عند برج إيفل وحادثتها المشهوره من قبلته ليها واغمائها ، وصلت عند برج إيفل واتمشت وكانت بتتفرج ع الكابلز وتتذكر كلامها والموقف مع يوسف واترسمت ع وشها إبتسامة ، وهى واقفة فى نفس المكان سمعت صوت من وراها :
_ كذا مره اقولك اللى بيجي هنا الكابلز بس مينفعش تكوني لوحدك
وقفت لحظة الصوت مألوف ليها ، التفتت وكانت المفأجاه يوسف امامها :
_ يوسف .. انت يوسف بجد
ضحك يوسف : لا عفريته حتي بصي
مسك ايديها تلمس وجهه ، رد فعلها كانت دموع تسيل من عينيها وحاول يوسف ازالتها بأطرف اصابعه :
_ انتى جايه تغرقي باريس ولا ايه مينفعش كده هنترحل
ضحكت: انت ازاي ها ، عرفت أزاي انا هنا ؟
اشار الى قلبه : قلبي
_ مي كلمتها صح
اتنهد يوسف : انا بقالي سنتين فى اليوم دا بكون هنا لوحدي
_ ليه ؟
_ لانه اليوم اللى
غمزلها وضحكت : خلاص متكملش
- كنت واقف الاتجاه التاني وشوفتك ومكنتش مصدق انك قدامي بجد ، لما قربت عرفت انه أنتي بجد حقيقة مش خيال ، انا كل مره كنت بتمني تكوني موجوده المره الجايه واضح ان السما كانت مفتوحه .
ابتسمت عليا : حد غيرك كان حاول ينسي أي ذكري تربطي وليها علاقة بيا
_ حاولت مكدبش عليكي ، حاولت كتير وفشلت ، كل مره افكر فيكي اكتر ، فقررت منسكيش ومن وقتها معايا فى كل لحظة ووقت، مش معايا حقيقة لكن فى خيالي وذكرياتي ، لغاية ما قابلت أدم وقالي انك روحتي لندن تسألي عليا
_ قالك يعني وانا قايلاله ميقولش لك
_ ومي كلمتها وقابلتها انهارده وحكتلي ع اللى حصل ولو مكنتيش هنا كنت هتلاقيني فى الفندق لو ملقتكيش فى الفندق كنت هتلاقيني فى مصر عندك، لكن واضح ان الصدفة مصممة هى اللى تجمعنا ، ايه الدموع دى
_ مش مصدقة انك قدامي بجد
- صدقيني انا بلحمي وشحمي ، ومن أنهارده ( مسك ايديها ) مش هسيبك حتي لو انتى طلبتي
ضغطت ع ايده : انا اللى مش هسيبك مهما حصل
_ نكتب الكتاب هنا
_ نعم
_ هنستني ايه تاني هو العمر فيه كام سنه ، مش كفاية ضاع سنتين يعني 720 يوم
_ انت حاسبها ولا ايه
_ انا لازم تعوضيني عنهم
_ من عنيا
_ مش كفاية
اومال عاوز ايه
شاور ليها ع اتنين كابلز بيقبلوا بعض
_ زى دول
_ ايه ؟
ضمها لحضنه : يوسف
_ متحاوليش مش هسيبك
_ ولو اغمن عليا تاني
_ نروح المستشفي تاني
_ ولو حصل تالت
_ نروح تالت ورابع وخامس وعاشر ، عليا
_ ايوه
_ وحشتيني
رجعت عليا الفندق وقابلت مي وكانت سعيدة برجوع يوسف ، من غير تخطيط بدء يوسف ترتيب الزفاف اخر الاسبوع ، كانت عليا متفاجئة ومي سعيدة ومشغولين بالتجهيزات :
_ انا كلمتهم واتفقت معاهم فى اسبوع يجهزولك الفستان
_ والفرح فين
_ سيبهولي متقلقيش كله متخطط من زمان وحان وقت التنفيذ
خطف يوسف قبله ع السريع وترك مي برفقه عليا علشان مقاسات الفساتين .
يوم الفرح كتبوا الكتاب فى السفارة واختفي يوسف ساعه ورجعلهم واتجهوا بالعربية لمكان الفرح ، وكان المعازيم عدد بسيط جدًا أحمد ومي واصدقاء يوسف ووالده ، طلب يوسف من عليا تفضل فى العربية ونزل وكانت معاها مي :
_ مبروك يا لولي الف مبروك
_ مي انا مش مصدقة، انا لبست الفستان الابيض بجد
_ احلي عروسة شافتها الدنيا والله
_ حبيببتي يا ميوش
_ الصدفة لعبت فى حياتك لعب يا عليا قلبتها
_ ايوه فعلًا ، مكنتش متوقعه اعيش كل دا اصلًا
_ بس الصبر جميل، انتى انسانه تستاهلي كل حاجة جميلة ع اللى عملتيه مع غيرك
_ تتوقعي يحضر
_ مش عارفه معتقدش بس متزعليش
_ لا ابدا انا مقدرش ازعل منه
_ المهم دلواقتي نفرح بفرحك انتى وحب حياتك
_ عقبالك
_ اقرصيني فى ركبتي بس متفتريش
_ داانا بعد فرحك هشد احمد من قفا وع السفاره
_ مجنونه وتعمليها ،، قوليلي هو يوسف فين
_ جاي اكيد مش هيطير خلاص مضي وبصم يا حبيببتي
قرب منهم يوسف وفتح باب العربية ونزلت عليا :
_ احلي عروسة ايه الجمال دا
_ بس بقي متكسفنيش
_ انا اكيد عملت حاجة كويسة علشان انتى تكوني من نصيبي
_ بلاش بكش بقي اى عروسة يوم فرحها بتكون جميلة
_ انا بتكلم ع عليا اللى حبيتها وبحبها
_ وانا بموت فيك ، بس يلا بقي الفرح ولا ايه
_ تيجي نروح
_ انت مجنون والناس اللى مستنيانا
_ عادي نعتذرلهم هما مش أغراب ع فكره
تدخلت مي : ياعم الرومانسي راعوا شعور المخطوبين هنا
ضحكوا :
_ بطل هزار ويلا انا اساسًا معرفش انت مجهز ايه
_ هتنبهري .. بس غمضي عينك يلا
_ تاني
_ غمضي يلا
طلع شريطة بيضا وغمض عنيها ومسك ايدها واتحركوا
_ انتم خطفني يا جماعة ولا ايه
_ ايوه هنطلب فدية
_ مش معايا فلوس
_ حياتي فداكي يا حبيببتي
مى: ايوه يا سيدى اتعلم يااحمد شويا
_انتى زى القطط مبتشبعيش تاكلى وتنكرى
_ نعم امتى دا
_ مش انهارده قلتلك وحشتينى وبعدها قلتلك بحبك
_كنت ناسيه علشان تقولها تانى انت قولت ايه
_ بحبك يا مجنونه
_ يا مثبت العقل
ضحكوا كلهم لغايه ما وصلوا لمكان
ونزل يوسف مسك ايد عليا ومشى وهى مغميه عنيها وحست انها هتقع لأن الارض مش مستويه وفجاءه شال الشريط وقالها تفتح عينيها ، اتفجئت عليا من مكان الفرح ، كان يوسف جهز الفرح ع البحر زى ما كانت بتتمني بالظبط بنفس التفاصيل :
_ بجد انت عملت كل دا ؟
_ ايوه
_ انت منسيتش حتي التفاصيل
_ مفيش حاجة قولتيها ونسيتها ، كلامك محفور فى قلبي وعقلي
_ بحبك
_ بحبك
قرب المعازيم يباركلهم واتفأجت عليا بوجود مصطفي وسطهم :
_ شكرًا انك جيت وكنت معايا فى يوم زى دا
_ عليا انا مقدرش اتأخر عنك ، ومن قلبي اتمنالك كل السعادة
وتم الفرح وسط الاصدقاء وكان فرح ولا فى الاحلام زى ما وعد يوسف عليا
ومرت السنين بعد زواج يوسف وعليا ، بعد زواجهم استقروا فى كندا حيث أقام يوسف شركة خاصة يديرها وعليا أصحبت المسئوله عن فرع شركة مصطفي طاهر فى كندا ، وعليا كانت بتنزل تنزل مصر زيارات للشغل وكانت بتزور مصطفى كل فين وفين استمرت صداقتهم لسنوات طويلة حتي توفاه الله وظلت بتدير شركاته كما كتب فى وصيته ..
فى يوم يوسف فى المكتب دخلت السكرتيره :
_مستر يوسف مدام عليا برا
_ خليها تدخل بسرعه
تدخل عليآ عليه ومعاها طفلين " مصطفى وندى "تؤام
يوسف حضن مصطفى وندى : حبايب باباى انا
عليا : ومامتهم ملهاش نصيب
يوسف راح حضن عليا : مامتهم الخير والبركه هى الأساس فى كل دا واساس وجود باباهم اصلا يخليكى ليا يا حبيبتى
_ ويخليك ليا يا حبيبى
رجع يوسف يلاعب أطفاله وعليا بتبص عليهم وهى سعيدة ب عائلتها الجميلة وتذكرت للحظة عاشت ايه علشان توصل للحياة دى وان الصدفة كان ليها دور كبير فى حياتها ، ظلت تنظر إاليهم وهى مبتسمة ولاحظ يوسف شرودها ورجع ليها ضمها فى حضنه وأولاده جريوا عليهم وسط ضحكات عالية ،
وفى الخلفية عايدة الايوبي بتقول :
حبيبى مهما ابتعدنا مسيرنا ف يوم نتلاقى
العقل غايب والقلب صاين للعهد صاين..
وحكايتنا زى حكاية الاحبه لادموع ولا خصام يفرق قلوبنا
ولو اقابلوا اقابلوا تانى صدفه اغنى لحكايه اغنيها من اولها..
للتوضيح *
القصة وآقعية وحدثت بالفعل منذ 30 سنة لنفس الشخصيات واغلبيه الآحداث الرئيسيه بهآ حقيقية ولكن تمت صيآغتها بطريقة مسلسلة حديثة
وحفل الزفآف تم على شآطئ بحر بالفعل ولكن فى ايطاليا
   تمت بحمد الله
تعليقات



<>