
يقف عاصم في شرفته يرتدي تيشرتا رياضيا أظهر قوة ذراعيه يشاهد ذراعه المشوه و الحزن يسيطر على ملامحه تحولت قسمات وجهه إلى ابتسامة حين تذكر مريم ثم قال بحزم
"بما اني كده كده مش هعرف اقعد معاكي دلوقتي ولا حتى هبقى المسؤول عن علاجك مروحش اعالج المنظر ده ليه بلا قمصان بلا هم"
بصيص امل قد تسلل إليه و ها هو يحاول اقترب من مكتبه بسرعة و فتح حاسوبه سحب الكرسي و وضعه امام المكتب بسرعة و كأنه في سباق ثم اخذ يكتب على لوحة المفاتيح بعشوائية معتمدا على تعديل الذكاء الاصطناعي بعد قليل كان قد وصل إلى رقم طبيب يعلمه اتصل بالطبيب و تحدث الألمانية
"كيف حالك مارتن افتقدك يا رجل"
كان مارتن جالسا في المشفى الخاص به يرتب العمليات و أجاب دون أن ينظر من المتصل ابعد الهاتف عن اذنه و نظر على المتصل ثم تحدث بمزاج غاضب
"و انا لم افتقدك يا عاصم مرت أعوام لم تحدثني بها انت وغد حقا"
قال هذه الكلمات ثم قال بتذكر
" لم تحدثني منذ تلك الحادثة اللعينة كيف حالك الآن"
عاصم "ساغض سمعي عن تلك الكلمة التي تنعتني بها دائما و ساجيب سؤالك انا لم أفعل شيئا بذراعي حتى الآن لكني اود معالجته و لذلك اتصلت بك الست خبير تجميل "
تحدث مارتن بمزاج" كلا يا رجل لا تقل هذا انا مجرد طبيب أحمق لا يعلم كيف وصل إلى هذه المهنة اصلا "
ضحك عاصم ثم قال بجدية
" مهلا مهلا مارتن اتحدث جديا الآن اود ان آتي ألمانيا و بالطبع انت ستكون طبيبي "
مارتن" لعنة الله على اليوم الذي فكرت فيه ان تاتي ألمانيا و تتعلم عندنا يا رجل عموما مرحب بك في اي وقت و يا حبذا لو كان غدا فانا متفرغ لكن... العملية تحتاج مدة"
عاصم "لا تقلق انا لا أملك أكثر من الوقت شكرا لك شتاين "
مارتن" احب ذاك الاسم رغم كونه اسم عائلتي"
عاصم و لهذا السبب ناديتك به ألقاك قريبا عزيزي"
مارتن "هكذا انت تهمك مصلحتك فقط لا تود حتى ان تعرف حالي"
عاصم "صوتك سعيد و تضحك و انا طبيب نفسي بالطبع ساحذر انك سعيد"
مارتن "حسنا حسنا إلا اللقاء أيها الطبيب"
أغلق عاصم المكالمة و شرد بابتسامة يتذكر هو و مارتن في الماضي و ما كانا يفعلانه و قال ضاحكا
" مين كان يتوقع ان اتنين زينا كانوا بيهربوا من الجامعة و بيعملوا اي حاجة عشان ميحضروش بقوا دكاترة نفسي الايام دي ترجع تاني "
قال كلماته ثم اخذ يرتب اشياءه للسفر
***
اخذ أسر يشاهد المكان حوله اللعنة هو فارغ تماما بالتأكيد ما كان عاصم ليهرب لكنه سرعان ما استعاد وعيه فوضع ابهاميه في جيوب بنطالها بينما بقية أصابعه تتحسس سلاحيه و قال بشك
" و انتِ جايباني هنا ليه "
اقتربت منه أكثر و ملست على خده بنعومة قائلة
"بحب عيونك الرمادية دي اوي"
ابعد يدها عنده بقوة و اردف بعدما اخذ يشاهد ملامحها شعر بألفة ناحيتها
"هو انت شفتك قبل كده"
چاكلين "اه شوفتني لما خطفتك"
آسر "لأ ملامحك قديمة حاسس اني شفتها من سنين "
چاكلين" تقريبا من سنة و شوية او سنتين مش عارفة بالظبط بس انت ساعتها كنت بتشوف حد ملامحه قريبة جدا من ملامحي
دورها في دماغك كده و خمن بقى هو مين"
قطب جبينه بتفكير ثم اتسعت عينه بصدمة و تحدث
" لأ مستحيل انتِ... انتِ تعرفي سعد الشهاوي "
و اخيرا رسم الشر لوحته الفنية على وجهها و اجابته
" ياه حمد الله على السلامة يا عراقي وحشتني اوي تعرف بقى انا مين "
اسر" بس هي ماتت انتِ مش چاكلين ده اكيد "
رفعة حاجة و نظرة مشمئزة تظهر على وجهها ثم تقول
"طيب ما حياتك ماتت و طلعت عايشة ولا هي ليها الحق تموت و تعيش و انا لأ و مريم ماتت و طلعت عايشة هو انا بس اللي مينفعش اطلع عايشة "
قالت كلامها ثم اخذت تنفض الاتربة من على كتفه ثم نفخت عليها هوائا دافئا من فمها و اقترب أكثر من آسر و قالت في اذنه بهمس
"انا السبب فإنك تعيش من غير اهل و انا برضه السبب في ان امجد يقتل حياة و انا برضه السبب في انك تموت سعد و أمجد فوعد مني يا ابن العراقي ليك مني حلاوة مرة قريب"
ابتعد عنه و أكملت بنبرة عالية
"و مش هتعرف توصلي و انت يا عيني الصدمة ملجماك و كمان بقى ايه انا ميتة عند الحكومة و مفيش ورق رسمي باسمي يعني من الاخر انا زي الشبح بالظبط "
دق هاتفه فسحبته چاكلين من جيبه بخفة بينما كان يقف كالتمثال و قالت بتافف
" هو انا كل ما اخد تليفونك الاقي حياة بترين عموما يعني هبعتلك حاجة اسمعها "
أرسلت له رسالة صوتية عبر الملفات حتى لا يعرف لي معلومات عنها ثم وضعت هاتفه مرة أخرى فِي جيبه بعد أن أغلقت صوت الرنين و غادرت بخفة و كأنها فراشة "
الصدمة تنسي بلا فهي تقتل أيضا تناسى تماما انه ضابط بعدما كان متحفزا لقتلها نسي امر الأسلحة اخرج هاتفه من جيبه و تحدث بصوت واهن
" طلعت هي چاكلين يا حياة "
حاولت إظهار نبرتها عادية و قالت بعد أن ابتلعت ريقها بصوت مسموع" تعالى البيت احسن و نتكلم فيه "
هز رأسه قتوقعت هي حركته هذه فهي ليست اول مرة يفعل هذا كم هي جميلة تلك العلاقات المفهومة أغلقت المكالمة بينما فتح هو التسجيل و اخذ يسير و هو يسمعها تقول
" أسر حبيب عمته يا ناس تعرف انا فخورة بنفسي و بكم الاذى اللي اتسببتلك فيه من غير ما المسمك ندخل في العموم
حلكم للجريمة كان صح فعلا انا حطيت كل حرفين من اسمي في الرسايل مفهمتوش حاجة انا عارفة معلش بقى اصل لغتي مش زيك يا أيها الشاعر الفصيح نكمل. ؟
انت غبي يا حضرة المقدم بالعقل كده چيم اول حرف من اسمي و الشهاوي منطقي ان لو حد عايش من العيلة هيبقى انا الباقي مات على ايدك
طيب انا قولت اسم جاك لما خطفتك ليه طيب انا ليه قولت لمراتك معلش اقصد حياتك اني لين ليه عشان لو انت بتفكر كنت هتجمعهم على بعض يطلعلك چاكلين
على العموم مش هتلاقيني لا في أمريكا ولا مصر مجرد ما همشي من عندك بعد ما ابعتلك التسجيل طيارتي الخاصة هتطلع بيا و اه صح ركز حواليك كويس في ناس انت مفكرهم ملايكة رحمة حواليك و هما اشر مني و منك.. اه ما انت أشر مني بس غبي"
ضحكة انثوية شريرة صدرت منها لمدة دقيقة ثم انغلق التسجيل
عاد أسر إلى المنزل و الصدمة ظاهرة على وجهه دخل فوجد حياة و مريم واقفات خلف الباب و صغيرته نائمة بسلام
اقترب منهم بهدوء فمهما حدث فهو المسؤول عنهم يجب أن يبقى حصنا منيعا حتى و إن كان ذلك امام مريم فقط قائلا
"انا كويس مقدرتش تعمل ليا حاجة بس هي صعب جدا القبض عليها خاصة انها عند الحكومة متوفية بس هتصرف بإذن الله متقلقوش هي مش هنا في البلد عموما"
تنهدت مريم براحة و قالت
"طيب بما انكم خلاص كده ارتاحتم هروح انام بقى عشان عايزة انام"
أسر "تمام يا مريم روحي"
دخلت مريم غرفتها بينما اتجه أسر إلى غرفة نومه كي يغير ملابسه تبعته حياة إلى الغرفة بعد مدة قليلة و قالت" ها ايه اللي حصل صوتك كان مصدوم ليه مالك"
جلس على السرير و أشار لها بأن تجلس فجلست هي الأخرى و فتح هاتفه و قام بتشعيل التسجيل
شهقات متتالية تصدر منها و بعد أن انتهى التسجيل قالت "الست دي لازم تتقدم لامن الدولة مش مجرد حكومة و خلاص دي خطر علينا و بعدين انت شرير ده انت طيب خالص و هي... هي السبب فاللي حصل ده كله"
آسر "براحة وطي صوتك عشان حياة متصحاش و بعدين ان شاء الله مش هتعمل لينا حاجة انا هحاول و هدور و مش هسكت"
حياة "طيب هتنام؟ "
آسر" هكلم هاني و بعدين انام "
خرج أسر من الغرفة و اتجه إلى الخارج اتصل بهاني لكنه لم يجب فهز رأسه بلا مبالاة قائلا
" يا جدع انا كنت بقبل علاء الزفت اكتر منك بجد ايه ده "
حنان خطرت في باله لم يحدثها منذ فترة فقال
" قصرت معاها اوي يا اسر الفترة دي كان زمانها دلوقتي بتقولك و لازمتها ايه بيه بس زمانها نايمة هكلمها بكرة و.."
قاطع حديثه لنفسه هاتف الذي أعلن عن مكالمة عاصم فاجابه قائلا" في حاجة اسمها ارن في وقت عدل مش في عز الليل"
عاصم "بص يا آسر هو حرفيا مش وقته عموما يعني انا مسافر ألمانيا اعالج دراعي هناك و لما ارجع تكون مريم اتعالجت و يا اما تقبلني او لأ و انا طالع دلوقتي عايز حاجة"
اسر "هي بتحبك يا عاصم بس متأثرة بحاجات كتير دلوقتي و انت كمان محتاج فترة علاج علفكرة مهو مش انا الوحيد يعني اللي يتعالج المهم تروح و ترجع بالسلامة "
عاصم" الله يسلمك مع السلامة "
أنهى المكالمة و اتجه إلى طائرته استقبلها متجها إلى ألمانيا
تمر الرحلة بسلام حتى الطائرة
نزل عاصم بسرعة إلى الشوارع يشاهد مظهرها لم تختلف كثيرا عما رآها اخر مرة سار إلى منزل رفيقه مارتن بعد قليل وصل و اخذ يدق الباب قائلا
"شتاين أيها العم شتاين مارتن افتح أيها الطبيب الأحمق"
فتح مارتن الباب و قال بمزاح بعد أن جذب عاصم إلى حضنه "انا اقول اني أحمق لكن انت لا"
ابعده عاصم عن الباب قليلا و قال بعدما دخل النزل قبل مارتن "ألا زلت تعيش وحدك شتاين"
مارتن "كلا فانت ستعيش معي"
عاصم" حسنا و متى سيتم علاج ذراعي "
نظر إليه مارتن بضحكة خبيثة و قال
"لا أعلم لكن لا تقلق سأحدث زميلي الطبيب البيطري و اسأله و بالطبع سيخبرني متى سيعالجك"
رغم أنها كلمات تزعج إلا أن عاصم ابتسم و قال
"و نعم طبيب يعالجك معي فانا احتاج إلى حيوان يتعالج أيضا"
مارتن" يكفي الآن ما رايك بأن نتسكع في الشوارع الآن"
عاصم "و نغازل النساء؟"
مارتن" و نغازل النساء."
نزلا إلى الشارع و أخذا يسيران سويا و أثناء سير عاصم مع مارتن ارتطم عاصم بفتاة فقال
"اسف سيدتي لم أكن اقصد "
چاكلين" نادني چاكلين "