
فتحت مودة عينيها ببطء، وما زال الوهن يثقل جفونها... نهضت بهدوء، وتوضأت في حمام الخادمات كعادتها، ثم أدّت صلاتها بخشوع....وما إن انتهت حتى نزلت إلى الأسفل متجهة نحو المطبخ.
لكنها توقفت فجأة عند عتبة الباب حين دوّى صوت صراخ "هنية" من الداخل، صوت يشي بغضبٍ ومرارة، كأنها تتشاجر مع أحدٍ ما.
فسمعتها مودة تقول بعصبية:
_إيه اللى جابك يا ورد مش قولتلك متجيش هنا يبنتى
جاء صوت ورد حادًّا، وهي تحتضن طفلها الصغير بين ذراعيها:
_هو انتى بتحسبى يا ماما القرشين اللى عطتهوملى قضونى انا وابني وكانوا هيخلونى اسكت!!
هنية بحزن
_يبنتى بدال الفلوس مقضتكيش مقولتيش ليه ابعتلك تانى
قالت ورد بنبرة غاضبة :
_عشان عاوزة ارجع تانى هنا يا ماما انا مش هفضل هربانه كدا طول عمرى كفاية بقى حرام عليكم
هنية وهى تمسكها من ذراعيها بغضب:
_ومش حرام عليكى انتى تعملى اللى عملتيه ده يا ورد مش حرام عليكى العذاب اللى عذبت*هونى لغايت ما نقذتك من إيد خديجة هانم
هبطت دموع ورد بدون إرادتها قائلة بنبرة حزينة عندما ذكرتها والدتها بالماضي:
_ إيه اللى انا عملته يا ماما كل ده عشان حبيت واحد من العيلة!!...ده غلطى الوحيد انى حبيت صح!!
هنية بغضب :
_آه يا ورد ده غلطك اللى خلاهم يجوزوكى واحد غظبن عنك عشان تنسيه....اطلعى برة يا ورد وامشى من هنا خديجة المرادى لو شافتك هتق*تلك
كادت مودة ان تدلف للداخل حتى تفهم ما الذى يحدث ولماذا تَصِر هنية هكذا على ذهاب ابنتها ولكن اوقفها صوت من خلفها فجأة:
_انتى بتعملى إيه هنا!!
فتحت مودة عينيها بصدمة عندما سمعت هذا الصوت الذى يرعبها ووقفت متجمدة فى مكانها فسمعته يقول من خلفها مرة أخرى
_انتى واقفة بتتصنتى على دادة هنية!!
التفتت مودة لآدم بصدمة من جملته قائلة بضيق:
_انا مش بتصنت على حد انا سمعتهم بالصدفة
رفع آدم حاجبيه بإستغراب قائلًا
_لا والله اومال واقفة كدا ليه
مودة بنبرة هامسة:
_اصلهم كانوا بيتخانقوا فمعرفتش اخش المطبخ
آدم بإستغراب
_مين دول اللى بيتخانقوا!!
مودة وهى تشير له عليهم
_دادة هنية وبنتها ....هى صحيح بنت دادة هنية ليه مينفعش تعيش هنا!!
نظر لها آدم بإستغراب من حديثها وقال
_قصدك على ورد!!....انتى تعرفيها منين!!؟
مودة بهمس
_ما تركز معايا شوية فى الكلام بقولك واقفة اهى بتتخانق مع دادة هنية
ابتسم آدم بسخرية قائلًا
_انتى عمالة تتكلمى بصوت واطى كدا ليه كأننا بنعمل مصيبة
مودة بإستغراب
_معرفش بس المفروض اوطى صوتى عشان ميسمعونيش
حرك آدم رأسه بقلة حيلة عليها ووقف بجانبها قليلا ليرى إلى ماذا تنظر فرأى بالفعل هنية تتش*اجر مع ابنتها فأستغرب آدم بشدة لأن ورد ليست من عادتها ان تأتى للقصر وعندما سمعوا هم الاثنان هنية تصرخ على ورد وتشدها رغمًا عنها لتخرج تدّخل آدم وهو يتجه نحوهم قائلًا بنبرة متسائلة
_دادة هنية فيه إيييه ليه بتشديها كدا
نظرت له هنية بتوتر ووضعت وجهها فى الارض فور رؤيته بينما ورد اتجهت نحوه قائلة
_قولها يا آدم بيه والنبى تسيبنى اعيش معاها هنا
آدم بإستغراب
_انتى بتطرديها ليه يا هنية من إمتى وانتى بتمنعى ورد تعيش معانا هنا!!
نظرت له هنية بتوتر وهى لا تعرف ماذا تقول فآدم الوحيد الذى لا يعرف لماذا ورد لا تعيش مع والدتها فسمعته يقول مرة أخرى
_ما تردى يا هنية فيه إيه
كادت هنية أن ترد عليه ولكنها قاطعتها ورد قائلة
_مفيش حاجة يا آدم بيه انا بس حبيت آجى اعيش هنا مع ماما وارجع اشتغل تانى وهى كانت بتقولى ان حضرتك وخديجة هانم هترفضوا عشان كدا بنتخانق
آدم بإستغراب
_وهنرفض ليه مش فاهم ...تقدرى ترجعى تعيشى مع والدتك تانى ده بيتك ومكانك
نظرت له ورد بسعادة وكادت ان تتحدث ولكن منعتها خديجة التى جائت للتو قائلة بغضب
_البنت دى مش هتعيييش معانا أهنيه تاااني يا آدم
التفت الجميع على صوتها بإستغراب وخاصة آدم الذى استغرب من اعتراض جدته وقال
_ليه يا ستى وفيها إيه
خديجة وهى ترمق هنية بشر مما جعلها تضع وجهها فى الارض بخوف
_انا مش عوزاها أهنيه يا ولدى وبعدين مش جوزناكى خلاص إيه اللى جابك هنا وسايبة جوزك
ورد بخوف من نظراتها لها:
_ا...انا سيبت جوزى يا هانم رفعت عليه قضية خلع
شهقت هنية قائلة بصدمة
_إييييه رفعتى قضية خلع مش قولتى متخانقين بس يا بتى
ورد بتوتر
_لا يا ماما مش متخانقة انا رفعت عليه قضية خلع انا مش عوزاه خلاص
خديجة بغضب :
_ملناش دعوة بمصايبك ومشاكلك يبت انتى.... المهم تمشى من أهنيه وخلاص
تقدمت ورد منها بخوف وقالت بنبرة مترجية
_بالله عليكى يا هانم سيبينى عايشة معاكم هنا انا مليش غيركم جوزى لو عرف انى عملت قضية الخلع دى ممكن يقت*لنى والنبى خلينى عندكم
خديجة بغضب :
_هو انتى يبت عاوزة تجيبيلنا مصايب وخلاص ملناش دعوة ب......
قاطعها آدم قائلا بنبرة غاضبة :
_خديجة هانم مش انتى بس اللى هتحددى هى هتقعد هنا ولا لا.... سيبيها نعرف منها الاول فيه إيه اكيد عندها سبب خلاها تعمل كدا
خديجة بغضب
_ملناش دعوة يا ولدى ورد مش من الع.....
آدم بغضب
_هنية وبنتها من العيلة يستى وورد زيها زى منة وميسرة مسؤولة مننا بدال ما تطرديها من غير ما تعرفى حاجة نفهم منها على الأقل إيه اسبابها
هنية بضيق
_بلاش يا آدم بيه توقعوا نفسكم فى مشاكل بنتى سيبها تمشى وانا هتصرف
لم يُعيرها آدم اهتمامه لحديثها وقال وهو ينظر لورد بإستغراب
_فهمينى ليه رفعتى على جوزك قضية زى دى
بلعت ورد ريقها بتوتر من نظرات خديجة وهنية الذين يرمقونها بشر ولكنها استجمعت شجاعتها لأنها تعلم جيدًا ان آدم شخص عادل وسيتفهم موقفها لذلك قالت بنبرة متوترة:
_زى ماانت عارف يا آدم بيه انا متجوزة بقالى ٥ سنين
آدم وهو يومأ لها بإستغراب
_آه تقريبًا من ساعت ما انا سافرت
اومأت له ورد بتوتر وقالت:
_آه ومن ساعتها الراجل ده وهو بيعاملنى اسوأ معاملة من إهانة وضر*ب وشتيمة كأنى خدامة عنده ده غير اهله اللى متحكمين فى حياتنا دايما وكنت ساكتة ومستحملة وقولت عادى ممكن يتغير بس بقى للأسوأ لما خلفت ابنى كمان وساء فيها وبقى يضر*ب ابنى وانا سكت على اهانتى لكن يضر*ب ابنى ويطلعه معقد نفسيا شبهه ده اللى انا مرضهوش عشان كدا رفعت عليه قضية خلع عشان طبعا مكانش هيوافق يطلقني برضاه
نظر آدم للولد الذى بيدها بحزن وقال
_يعنى انتى متأكدة من قرارك ده هتقدرى تربى ابنك من غير اب!!...انا اقدر اجبهولك لغايت عندك و......
قاطعته ورد بحزن
_لا يا آدم بيه ده شخص مستحيل حاله يتصلح مهما عملت انا مصممة على قرارى لو حضرتك مش عاوزنى هنا انا اقدر امشى انا وابنى
تنهد آدم بضيق قائلًا
_لا تقدرى تفضلى هنا مع ابنك محدش هيمنعك
خديجة وهى تنظر له بصدمة
_هتسيبها عايشة معانا هنا يا ولدى
آدم بإستغراب من صدمتها
_آه مالك مستغربة كدا ما طول عمرها عايشة معانا.....كادت خديجة ان تتحدث بإعتراض ولكن قاطعها آدم بغضب
_ياريت متطوليش فى الموضوع ده اكتر من كدا وورد وابنها هيعيشوا معانا هنا.... حضريلها اوضة جمب اوضتك يا هنية ولو احتاجتى اى حاجة تخص قضيتك قوليلى وهوكلك محامى
اومأت له ورد وقالت بإمتنان قائلة
_شكرا يا آدم بيه ربنا يراضيك ويفرح قلبك زى ما فرحتنى
اومأ لها آدم وغادر تحت نظرات مودة التى كانت تتابع حديثه طوال الوقت بصدمة فهى كانت تظن انه سيعترض على وجودها كجدته ولكنه كل يوم يصدمها فى شخصيته حقا ...هل هو شخص جيد ام سيئ اصبحت لا تفهمه....
اخرجها من شرودها صوت خديجة التى اقتربت من ورد بغضب
_انتى عارفة يبنت هنية لو عملتى حركة أكده ولا أكده قسما بالله اقت*لك انتى وابنك وميهمنيش حد
ورد وهى تنظر لها بسخرية
_متقلقيش يا خديجة هانم انا نسيته خلاص وبقى عندى ولد ....متقلقيش مش هبوظلك سمعة عيلتك
خديجة بسخرية هى الأخرى
_متقدريش تبوظيها يبنت هنية ولو فكرتى اصلا مجرد تفكير حتى تتكلمى معاه قسما بالله......
قاطعتها هنية وهى تقف امامها مما جعل ورد خلفها
_مش هتكلمه يا خديجة هانم متقلقيش لو كلمته ساعتها تعالى حاسبينى انا
اومأت لها خديجة قائلة بضيق
_ماشى يا هنية هنشوف آخرتها معاكم
لتقول جملتها وتخرج....فجلست هنية على الكرسى وهى تضع يدها على رأسها بتعب وبدون إرادة منها هبطت دموعها بخوف على ابنتها فأنتبهت مودة لدموعها وانحنت على ركبتيها قائلة بإستغراب
_دادة مالك انتى بتيعطى ليه دلوقتي
هنية بدموع
_كل اللى انا فيه ده ومش عوزانى اعيط يبنتى ....ده انا كتر خيرى انى عايشة والبت دى فى حياتى
ورد بسخرية
_اتبرى منى يا امى لو انا زعجاكى اوى كدا اتبرى منى
هنية وهى تنظر لها بغيظ
_ياريت يبنتى كان ينفع بس نعمل إيه فى قلب الأم بقى
مودة بإستغراب من حديثهم
_انا مش فاهمة يا دادة فيها إيه لما بنتك تعيش معانا هنا انتى مسمعتيش جوزها ده بيعاملها إزاى
هنية بضيق
_اسكتى يا مودة والنبى انتى مش فاهمة حاجة
مودة بإستغراب
_طب ما تفهمونى يا جماعة انا هفضل طرشة فى الزفة كدا
ورد وهى ترمق مودة بإستغراب
_هى مين البنت دى يا ماما
هنية وهى تنهض بضيق
_دى مودة مرات آدم
شهقت ورد بإندهاش بمجرد ان سمعت ذلك قائلة بصدمة
_إيه مراات آدممم!!!
هنية بضيق
_اه مالك مستغربة كدا ليه
مودة بضحك
_تلاقيها مصدومة ان واحدة كتكوتة زيي مرات الروبوت ده صح
اومأت لها ورد بضحك قائلة بمزاح
_والله استغربت اكتر دلوقتي ان واحدة دمها خفيف مرات آدم
ابتسمت لها مودة وقالت
_شكرا ده من زوقك.....
ورد بإستغراب
_انا بس مصدومة ان آدم اتجوز انا قولت بسمة هتعمله عقدة فى الصنف كله وهيبطل
هنية بسخرية
_كفايا عليه سته عملاله عقدة اصلا
ورد بضحك
_والله آه هما ستات البيت ده كلهم معقدين بس الظاهر انتى غيرهم يا مودة
هنية بحزن وهى تربت على يد مودة
_مودة دى الملاك فى وسط الشياطين اللى هنا يبنتى عاملة زى الورد اللى فى وسط الشوك
مودة بضحك
_أخيرًا اقتنعتى يا دادة ان اللى ساكنين هنا شياين
ورد وهى تهمس لها بمزاح
_يبنتى دى الشياطين جمبهم ملاك بالذات الساحرة خديجة
ضحكت مودة على حديثها فقالت هنية بغضب
_ابتديها بلسانك الطويل بقى يا ورد انتى عارفة لو عملتى مشاكل قسما بالله انا اللى همشيكى
ورد بضيق
_خلاص يا ماما هتخرس.....لتكمل حديثها وهى تجلس بجانب مودة
_قوليلى بقى يا موزة اتعرفتى على ابيه آدم إزاى انهى قصة حب خلتك توافقى على عيلة العقارب والسحالى دى
ضحكت مودة رغما عنها من حديثها وقالت بسخرية
_مقولكيش يا ورد يا ختى قصة حب ولا روميو وجولييت فى زمانها
ورد بإستغراب ولهفة
_إيه ده بجد ابيه آدم بيعرف يحب!!
ضحكت مودة بسخرية وقالت
_آه يبنتى مقولكيش مهرف الاحاسيس كدا بينقط حب وحنية بيوزعهم على البشر اقوله يبنى كفايا هدوء كفايا حنية خليك وحِش شوية يقولى ابدااا انا شخص يتحط على الجرح يطيب
نظرت لها ورد بصدمة من حديثها بينما هنية انفجرت ضاحكة وهى تقول
_يخرب عقلك يا مودة اللى يسمعك كدا يصدقك وربنا
ورد بصدمة
_هو انتى كنتى بتهزرى!!
مودة بضحك
_اومال يعنى بتكلم جد ده شكل واحد يتحط على الجرح يطيب!!!...ده يخلى الجرح يخاف منه ويتفتح اكتر
ورد بضحك
_يخربيتك ده انتى أفظع منى.... لا احكيلى بقى إزاى اتعرفتى على آدم بجد
هنية بضيق
_انا هقوم انيم الولد فى الأوضة ياريت متلكيش كتير انتى وهى عشان متجيش خديجة هانم تشدكم من قفاكم
أومأ الاثنان برأسهما في صمت، ثم انسحبت لحظات التوتر، وبدأ الحديث يتدفق بينهما.... جلست مودة بجوار ورد، وحكت لها قصتها وكيف تعرفت على آدم، والقدر الذي جمعها به رغمًا عنها.
كانت كلمات مودة تنزل كالسكاكين على قلب ورد؛ فمع كل تفصيلة تسمعها، يزداد حزنها عليها أكثر من حزنها على نفسها.... شعرت أن جراحها، بكل قسوتها، تتضاءل أمام ما تعيشه هذه الفتاة البريئة.
وهكذ هى الحياة داخل قصر عائلة الأسيوطي لا تحمل سوى الوجع....كل من تطأ قدمه هذا المكان، لا بد أن يتذوق مرارة المعاناة، كأنها لعنة تلاحق الجميع بلا استثناء.......
حلَّ الليل على القصر دون أحداث تُذكر؛ فاليوم كان عطلة للجميع. حتى تسنيم وأحمد لم يذهبا للعمل كعادتهما، وآدم هو الآخر قضى يومه حبيس مكتبه منهمكًا في أوراقه.
وحين أنهى عمله، خطر في باله شقيقه مازن الذي لم يره منذ فترة بسبب انشغاله. فنهض متوجهًا إلى غرفته ليفقده.
طرق آدم الباب برفق، وحين لم يتلقَّ ردًا، فتحه ودخل. رفع حاجبيه باستغراب وهو يراه جالسًا:
_اما انت قاعد اهو مبتردش ليه ؟
ارتبك مازن بمجرد أن وقعت عيناه على أخيه، وأسرع يخفي هاتفه خلف ظهره قبل أن يتمتم بتلعثم:
_خ...كنت بذاكر يا آدم مأخدتش بالى خش
لم يفلت الأمر من عينَي آدم، فتقدّم وجلس على الكرسي بجوار سريره، ثم نظر إليه بريبة:
_كنت بتذاكر ولا بتتكلم فى التليفون!!
ضحك مازن وقال بسخرية :
_مفيش حاجة بتعدى قدامك بسهولة يا آدم مش كدا
ضحك آدم بسخرية هو الآخر
_آه انت عارفنى باخد بالى من كل حاجة وبالذات معاك انت يعنى ...كنت بتكلم مين!!
مازن بضيق
_واحد صاحبى يا آدم
آدم وهو يرمقه بشك
_اممم واحد صاحبك ولا واحدة صاحبتك!!
مازن بضحك
_لا مش للدرجادى انت عارفنى مليش فى الشمال يا آدم انا مش بصاحب بنات
آدم
_طب الحمدلله يا عم انا كنت خايف يبقى فيه اتنين احمد فى العيلة كانت تبقى مصيبة
_وماله احمد يا عنيا انتو تطولو تبقوا زى احمد
التفت الاثنان على هذا الصوت المزعج _من وجهة نظرهم _فقال آدم بضيق بمجرد ان لمح احمد
_انا مش عارف انت ليه دايما بتيجى عالسيرة
اتجه احمد وسحب كرسى هو الآخر وجلس قائلًا وهو يغمز له
_هما اللى قلبهم طيب كدا يا دومى دايما بييجوا على السيرة
مازن بضيق
_انت إيه اللى جابك هنا انا مقولتلكش تخش
احمد بغضب
_يبنى انا نفسى افهم انت واخوك مش بتطيقونى ليه
مازن وآدم فى نفس الوقت بسخرية
_انت مفيش حد بيطيقك يا احمد
احمد وهو يشهق بصدمة
_انااااا!!! انا يآدم بالله عليك انت تقدر تعيش من غيرى
آدم بسخرية
_اه اقدر شايف نفسك الأكسجين ولا الماية يخويا
احمد وهو يغمز له بضحك
_يبنى ده انا اهم منهم انا عارف انت بتحبنى بس مخبى
ابتسم آدم بقلة حيلة مما جعل احمد يقول بخبث
_بقولك إيه يا واد يمازن فيه سنان واحد كدا الايام دى بتبان كتير مش واخد بالك منها
مازن بإستغراب
_سنان إيه مش فاهم
آدم وهو يرمق احمد بشر
_سيبك منه يمازن ده عيل اهبل.....المهم انا كنت جاى اشوفك عامل إيه فدراستك
مازن بتوتر من سؤاله
_كويس الحمدلله كنت بذاكر عشان الفاينل قرب
آدم وهو ينهض
_طيب ربنا معاك ....قوم يا زفت يلا سيبه يذاكر
احمد بضيق
_يعم النهاردة اجازة هو انتو كل يوم مذاكرة وشغل...الطب مش هينفعك يبنى اسمع منى
مازن بإستغراب
_اومال إيه اللى هينفعنى يااحمد
احمد وهو يغمز له بمزاح
_النسوان يا حبيبى هو فيه حاجة بتنفع الايام دى غير النسوان!!
آدم بغضب
_احمدددد لم نفسك واتزفت قوم يلا
احمد وهو ينهض بضيق
_بقولكم إيه تعالو ننزل نقعد تحت شوية انا زهقان ومش لاقى حاجة اعملها
كاد آدم ان يعترض ولكن سبقه مازن قائلًا
_ماشى يلا بينا بقالنا كتير مقعدناش سوا إيه رأيك يا آدم
اومأ له آدم قائلًا
_ماشى ...هو صحيح وليد رجع من السفر ولا لسة
احمد
_لسة راجع النهاردة انا هروح اشوفه واجيب شوية حاجات تتاكل القعدة مبتحلاش من غير الأكل
أومأ له الاثنان وهبطا إلى الأسفل، بينما في المطبخ كانت البنات يجلسن معًا، تغمرهن فرحة كبيرة بقدوم ورد؛ فالجميع في القصر يحبها ويعاملها بود، باستثناء خديجة… الساحرة القاسية التي لم يعرف قلبها يومًا معنى الرحمة.
عمّ جو من الضحك والمرح بينهن، تتخلله نظرات حنين من ورد التي شعرت وكأنها عادت أخيرًا إلى بيتها.....
لكن سرعان ما قطعت ميسرة هذا الجو بملامحها الغاضبة، وهي تحاول أن تقوم بعمل شيء ما على الطاولة، وقالت بنبرة حانقة:
_هو الورق عنب ده بيتلف إزاااى يا مودة انا هتشل بسببه
ضحكت مودة على تذمرها وقالت وهى تأخذ التى كانت تلفها منها
_دى رابع مرة اوريكى يا ميسرة وكل مرة تبوظيه قولتلك كذا مرة ده بيتعمل صغير مش عملاهولى قد راسك كدا
ميسرة بإستغراب
_ما انا راسى صغيرة يا مودة انتى شايفاها كبيرة يعنى
ردت عليها ورد بضحك وهى تقوم بلّف "ورق العنب ":
_انتى عقلك اللى صغير مش راسك يا روحى مين ده اللى هياكل ورق عنب كبير كدا
ميسرة بضحك
_احمد الطفس هياكله عادى ....
احمد بضيق:
_بالذات منك انتى مش هاكله يا ميسرة
ميسرة بضحك
_بيحبنى اوى جوزى يا جماعة بيموت فيا كدا
ضحك الجميع عليها من بينهم احمد الذى اتجه لأحد الرفوف وقام بإخراج احد انواع المقرمشات مما جعل ميسرة تصرخ فى وجهه فجأة
_احمد لاااا سيب الشيبسى بتاااعي
احمد بإستغراب
_هو انتى كل الشيبسى ده بتاعك!!
ميسرة بضحك
_آه انا بحوش فيه كل يوم سيبه يا احمد
اخذ احمد كثير من الشيبسى وقال حتى يغيظها
_عوضك على الله بقى تبقى تحوشى تانى
نظرت له ميسرة بصدمة ونهضت وهى تحاول الحاق به
_اقسم بالله مش هسيبهولك يااحمد هااات الشيبسى بتاعى
لتقول جملتها وتخرج من المطبخ وتركض ورائه فنهضت مودة هى الأخرى ومعها هنية لتصولها لغرفتها لأنها أرهقت اليوم كثيرًا بسبب المشاكل التى حدثت فلم يتبقى فى المطبخ سوى ورد وأبنها التى اقتربت منه وقامت بإطعامه وهى تقول
_عجباك العيشة هنا ولا لا يا ليدو
الطفل الصغير وهو يأكل ذو ٥ سنوات
_اى حتة بعيد عن الوحش يا ماما
نظرت له ورد بحزن على جملته فهو يقصد ابيه بهذه الكلمة فمنذ أن ضربه وهو ينعته" بالوحش"
_متخافش يا ليدو مستحيل اخلى الوحش ده يقرب منك تانى
أومأ لها الولد بسعادة، وعاد لينهمك في تناول طعامه، بينما همّت ورد بالنهوض لتضع الطعام في الثلاجة، فإذا بصوتٍ يقطع حركتها من خلفها:
_ دادة هنية، والنبي اعمليلي كوباية ق...
تجمّد وليد في مكانه، كأن الزمن توقف فجأة، وكأن قلبه وعقله تعطلا عن الحركة للحظةٍ واحدة..... شعر أن الكون كلّه انكمش في تلك اللحظة حينما لمح "ورد" امامه لا يصدق ما يراه ...عيناه تتساءلان بذهول: أيمكن أن تكون هي؟ هل يعقل أنها تقف أمامه الآن بعد فراق خمس سنوات كاملة؟ كان المشهد أشبه بالحلم، أو وهمٍ جميل يخشى أن يزول إن رمش بعينيه.
لكن شروده انكسر مع صوت ارتطام الأطباق بالأرض، وقد أفلتتها ورد من بين يديها بمجرد أن رأته.... فانحنت بسرعة تجمعها، تتمتم بتوترٍ ظاهر:
_ ا... أنا آسفة يا... أستاذ وليد، م... مكانش قصدي، هعملك القهوة فورًا.
كلا، لم يكن حلمًا... لقد نادت باسمه، "وليد"، ذاك الاسم الذي لم يحبه يومًا إلا حين يخرج من شفتيها هي.... شعر بارتجافةٍ خفية تسري في جسده، كأن الحياة دبت فيه من جديد... ظل يحدّق في ارتباكها وهي تُعد القهوة، وكل ما استطاع أن يبوح به، بصوتٍ خافت بالكاد مسموع:
_ ورد... وحشتيني يا ورد.
في الخارج......
كان الشباب يجلسون في دائرة صغيرة، منهمكين في لعبتهم المعتادة كلما اجتمعوا: وهى لعبة "ريست" :تلك اللعبة التي تقيس قوة الأذرع حيث يمد أحدهم ذراعه مرتكزًا على كوعه، ويقابله الآخر بالمثل، ليمسك كلٌ منهما يد الآخر في مواجهة حامية، ومن ينجح في إسقاط يد خصمه في الاتجاه المعاكس يظفر بالنصر.
( اكيد كلكم عارفينها يعنى بلاش فزلكة منى 😂)
كانت ميسرة ومنة يقفن وهما يشجعان مازن حتى يغلب آدم فى هذه اللعبة الذين يلعبوها منذ أن كانوا صغار..... فكان مازن يتسبب عرقًا وهو يحاول بكل قوته ان يوقع يد آدم بينما هو كان لا يبذل أى مجهود من الأساس......
فأبتسم بسخرية وهو يرى منظر وجه مازن الذى احمر بشدة وقال
_يبنى استسلم عروقك شوية وهتنفجر
مازن وهو يشد قبضة يده بغيظ:
_لا المرادى انا اللى هكسب يا آدم يلا ورينى
ضحك احمد وهو يأكل احد المقرمشات قائلًا:
_يبنى هو لو وراك كنت زمانك خسرت من بدرى خليك كدا شكلك حلو وانت عامل زى الفار المبلول
رمقه مازن بشر وهو يحاول جاهدًا أن يهزم آدم الذى ترك له الفرصة قليلًا ليحاول فقالت ميسرة التى كانت تجلس بجانب احمد وتأكل هى الأخرى
_ولد ولا بنت ده يمازن
مازن وهو ينظر لها بإستغراب وهو مُمسك بذراع آدم
_قصدك إيه مش فاهم
ميسرة وهى تأكل بضحك
_قصدى بتحزق فى ولد ولا بنت اصلك شكلك عامل شبه اللى بيولدوا طبيعى
ضحك الجميع على حديثها مما جعل مازن يتشتت وفى ثوانى لوَى آدم يده الناحية الأخرى وهو يقول بسخرية:
_قولتلك اهم حاجة فى اللعبة دى التركيز
نهض مازن وقال بنبرة غاضبة معترضة على الهزيمة :
_انت غشيت يا آدم استنيت لما اتشتت روحت خسرتنى
آدم بسخرية
_يبنى انا لو عاوز أخسرك من بدرى كنت عملت كدا وانت عارف
احمد بضحك:
_ايوا هو كان بيتسلى بيك يبنى
مازن وهو يرمقه بشر
_طب قوم انت بقى ورينا شاطرتك يلا
احمد وهو يأكل بغباء
_اوريكوا شاطرتى فى إيه!!
ميسرة بسخرية
_فى شقط النسوان يحبيبى
احمد وهو ينهض
_آه اسكان كدا ماشى
ميسرة بضحك
_انت صدقت يااهبل احنا بنتكلم على اللعبة قوم دورك يلا
احمد وهو ينظر لآدم بخوف
_لا بقولكم إيه أنا آخر مرة لعبت اللعبة دى فضلت شهر مش عارف احرك صوبع إيدى الصغير
ميسرة بإستغراب
_اشمعنا صوبع إيدك الصغير مش فاهمة
كاد احمد ان يتحدث فقاطعه آدم بسخرية
_والله ابدًا ماتتكلم سيبنى انا اقولهم اشمعنا صوبع إيدك الصغير
احمد وهو يلوى شفتيه بغيظ
_هنبتدى تقليس بقا هااا
منة بإستغراب
_قولنا يا ابيه آدم اشمعنا
آدم بسخرية
_البيه من كتر ما هو عنده إمكانيات فظيعة ومش ممكنة قال هيلعب بصوبع إيده الصغير ......وهو مجرد ما حط صباعه راح اتكسر اساسا
احمد بغيظ
_انت اللى متوحش ومعندكش تفاهم يا آدم.....ضحك الجميع عليه فأكمل هو حديثه بغيظ
_وحيات امكم لأهزمه المرادى ...يلاا يواد يا آدم
نظر له آدم بسخرية وجلسوا على الارض حول الطاولة التى كانت فى منتصف الحديقة واسندوا كوعهم عليها ليبدأوا ولكن قاطعهم صوت ميسرة التى نادت على مودة بصوت عالى عندما رأتها من بعيد تخرج من غرفة هنية وهى تقول :
_مودة.....تعالى اقعدى معانا
نظرت لها مودة بتوتر عندما رأت آدم معهم لذلك هزت رأسها لها من بعيد بمعنى "لا "وكادت ان تذهب ولكن ميسرة نهضت واصرت ان تجلس معهم وشدتها غظبن عنها واجلستها بجانبها وبمجرد ان رأى مازن مودة كان سينهض حتى لا يغضب فى وجهها ويفتعل مشكلة ولكن اوقفته منة وهى تقول
_مازن خليك معانا هتروح فين!!
مازن وهو يرمق مودة بضيق
_انا مش هعرف اقعد طول ما البنت دى هنا
منة بغيظ
_يبنى بطل نكد بقى هى مودة هتاكلك يمازن......كاد مازن ان يعترض ولكن سبقته منة بغضب
_متعملش مشكلة عالمسا يمازن وتخلى اخوك يتضايق انت مش شايفه النهاردة رايق إزاى
تنهد مازن بضيق وجلس رغما عنه فهو يعلم أن منة معها حق فا آدم اليوم على غير طبيعته مزاجه جيد لذلك فضّل ان يتحمل ولا يزعجه
قالت مودة بإستغراب بعد ان جلست وهى تهمس لميسرة
_هما بيعملوا إيه يا ميسرة
ميسرة بهمس وهى تأكل
_بيلعبوا ريست....بقولك إيه هتشجعى مين
مودة بضحك
_هوا مين اللى بيكسب فى اللعبة دى وانا اشجعه
ميسرة
_هيكون مين يعنى اكيد آدم
منة بتذمر
_لا ان شاء الله احمد المرادى اللى يكسب
تحدث مازن وهو ينظر لمنة بإستغراب
_من إمتى وانتى بتقولى احمد حاف كدا يا منة
توترت منة من جملته وقالت بتلعثم
_قصدى ابيه احمد يا مازن متاخدش على كلامى كدا وبعدين انا واحمد مفيش ما بينا فرق عمر كتير يعنى
رفع مازن حاجبه بإستغراب قائلًا
_ما بينكم اكتر من ١٠ سنين ومش كتير!!... وبعدين ده جوز اختك!!
ردت عليه منة بإنزعاج من حديثه قائلة
_وانت مالك انت يا مازن خليك فى نفسك وركز فى اللعبة
رمقها مازن بشر وانتبه فجأة لصوت احمد الذى صرخ متذمرًا وهو يقول
_انت بتغش يا آدم اقسم بالله بتغش فى اللعبة دى ما هو مستحيل كل مرة تفوز كدا
نظر له آدم ببرود قائلا بنبرة ساخرة
_اعملك إيه انت اللى خِرع
احمد بصدمة
_انا خرع!!....ما حد يقول حاجة يجماعة.....إيه ده يا مرات اخويا منورة والله جيتى إمتى
ابتسمت له مودة بتوتر فلاحظ آدم هو الآخر وجودها مما جعل احمد يقول بخبث
_بقولك إيه يا مرات اخويا ما تقومى كدا يمكن انتى اللى تعرفى تهزمى آدم
مودة بصدمة
_انا!!!
احمد بخبث
_آه قومى بس يمكن تعرفى تهزميه وتاخديلنا حقنا منه
ميسرة بسخرية
_انت عبيط يااحمد ده انت ومعرفتش تهزمه الكتكوتة دى هتهزمه
مودة بضحك
_قوليله يا ميسرة والنبى هو تقريبًا بيحسبنى هركليز
احمد وهو يرمق آدم بخبث فهو لاحظ انه لم يعترض
_لا يستى متقلقيش آدم هيبقى حنين معاكى مش كدا يا دومى
رمقه آدم بشر ولم يُعير لحديثهم اهتمام من الأساس فقام احمد بضرب ميسرة فى ذراعيها وهو يقول بخبث
_ما تقولى حاجة يا ميسرة مش عاوزة مودة تلعب ولا إيه
ميسرة بغباء
_لا
ضربها احمد بغيظ وهو يقول بهمس
_يا غبية انتى مش فاهمة انا بلمح لإيييه
ميسرة بغباء
_لا برضو
كاد احمد ان يتحدث ولكن سبقته منة التى فهمت مقصده
_بقولك إيه يا مودة ما تقومى تلعبي فعلا احنا ولا مرة عرفنا نلعب اللعبة دى معاهم عشان احنا بنات وبما إنك مراته يعنى عادى تلعبي معاه حتى تهزميه بأسمنا كلنا
مودة بتوتر
_لا شكرا يا جماعة انا مبعرفش العبها
آدم بإستغراب
_هى فيها إيه اصلا عشان متعرفيش تلعبيها!!
احمد بخبث
_شوفتى حتى آدم موافق إنك تلعبي بقولكم إيه أنا وميسرة كمان هنبقى قصادكم يلا قومى يا زفتة
اومأت له ميسرة بحماس وهى تقول
_ماشى يلا قومى يا مودة
نهضت مودة بتوتر من إصرارهم بهذه الطريقة ووقفت امامه وهى لا تعرف ماذا تفعل مما جعل آدم يقول بإستغراب
_هتفضلى واقفة كدا اقعدى دى بتتلعب وانتى قاعدة
أومأت له مودة وجلست أمامه حول الطاولة.... فأرتكز آدم بكوعه على الطاولة الخشبية في وضع الإستعداد اما مودة حينما مدت يدها لم تستطع الوصول ليده نظرًا لقصر قامتها....فلاحظت ميسرة ذلك قائلة بسخرية
_مش بقولكم البت دى كتكوتة خالص يا جماعة متنفعش فى العنف ده
ابتسم آدم بسخرية قائلًا
_قومى يا منة جيبيلها حاجة تحط إيدها عليها
اومأت له منة واحضرت لمودة وسادة صغيرة ووضعتها على الطاولة ،فأراحت مودة ذراعيها عليها لتصبح فى نفس مستوى آدم الذى كان يكتم ضحكته بصعوبة مما جعل مودة ترمقه بشر وهى تقول
_انا مش قصيرة للدرجادى علفكرة
ابتسم آدم قائلًا بسخرية
_ما هو واضح ....المهم عارفة اللعبة بتتلعب إزاى!!؟
مودة بخوف
_آه بس والنبى بلاش تكسرلى إيدى خلينى اخسر بكرامتى
أومأ لها آدم بسخرية من خوفها، منتظرًا أن تضع يدها في يده..... لكن مودة كانت متوترة بشدة، فهي لأول مرة في حياتها تمسك يد رجل غير والدها. وعندما ملّ آدم من توترها، بادر هو وأمسك يدها، مما جعل قلب مودة يخفق بقوة مفاجئة.... شعور غريب اجتاحها حين لامست يدها الصغيرة يده الكبيرة.
كانت بالنسبة له كعصفورة بين أصابعه، بأصابعها الضئيلة التي تشبكت في يده، حتى ابتسم رغمًا عنه من شدة صغر حجمها... رفع آدم نظره إليها، وقال وهو يلاحظ ارتباكها الشديد…
_ركزى وانتى بتلعبى اللعبة دى اهم حاجة فيها التركيز مش بتعتمد على القوة بس
نظرت له مودة بإستغراب قائلة
_إزاى مش فاهمة
آدم
_يعنى طول ما انتى مش مركزة وعمالة تتوترى كدا مش هتعرفى تهزمى اللى قدامك....
مودة بإستغراب
_قصدك لو اتشتت هخسر
اومأ لها آدم قائلًا
_آه وانا كمان لو اتشتت هخسر
اومأت له مودة بتفهم فسمعوا منة تقول فجأة وهى تنهض بحماس
_طيب يلا يا جماعة .....٣...٢...١ ابتدوا
نظرت ميسرة لأحمد بضيق حينما مسك يدها بعنف وقالت بتذمر
_احمد والنبى براحة ضوافرى لسة مركباهم لو حصلهم حاجة هنفخك
ضحك احمد بسخرية وقال
_يشيخة بطلى كهن بقى انا اصلا بلعب عشان حاجة تانية لو عاوزة تكسبى انتى اكسبى
ميسرة بغباء
_حاجة تانية إيه دى!!
احمد بغيظ
_اسكتى انتى غبية مش فاهمة حاجة ركزى فى اللعبة
ليقول جملته وهو يراقب آدم ومودة فهم كانوا على طاولة قريبة منهم قليلا....
نظرت مودة لآدم وهى تحاول إخفاء توترها وركزت على اللعبة بالفعل كما قال لها وحاولت ان تهز ذراعيه قليلًا ولكنه كان كالصخر لا يتحرك اما هو لا يفعل اى شيئ فقط يراقب حركاتها الطفولية، ووجهها الذى اصبح كتلة حمراء من كثرة محاولاتها....
ابتسم آدم بسخرية على منظرها وكاد يضغط على يدها ليُنهي الأمر وينتصر، لكن نظرة الألم العابرة التي ارتسمت على ملامحها جعلته يُرخي قبضته بلا وعي....
فرمقته مودة بإستغراب من حركته تلك وكأنه يقول لها انه "لن يؤذيها"....فرفعت عينيها إليه مبتسمة بامتنان صادق، ابتسامة أذابت شيئًا داخله دون أن يدرك.....
مما جعله تاه للحظة فى عينيها الزمردية التى تشع بلمعانٍ آخاذ حتى أنه لمح انعكاس صورته في أعماقها..... للحظة احب شكله داخل عينيها بهذه الطريقة ، ونسي كل ما حوله؛ الضحكات، الطاولة، واللعبة نفسها.... كأن الكون كله توقف عند تلك اللحظة، وكأن الزمن انحنى احترامًا لتوهجهما.... لم يرَ سوى بريقها الذي خطف وعيه، وكأنها نافذته الأولى لعالمٍ لم يعرفه من قبل… عالم سلام ودفء لم يذقه قط......
وفجأة بدون اى مقدمات لوت مودة يده للجهة المعاكسة وانتصرت عليه وهى تقول بسعادة
_انا كسبتتتت انا كسبتتتت
نظر الجميع لها بصدمة ومن بينهم آدم الذى افاق من شروده للتو على صوتها وهو غير مصدق ان يده ارتخت فجأة وهُزم.....فصرخت الفتيات وهم يعانقون بعض بسعادة فهذه بالنسبة لهم معجزة ان آدم يُهزم امام احد ولكنهم لا يعلمون انه هُزم امام عينيها وليس امامها هى .....
نظرت ميسرة لمودة بصدمة وهى تمسك يدها
_بت انتى إزاى إيدك الصغيرة دى هزمت آدم!!
ضحكت مودة قائلة بغرور
_عيب عليكى الكتكوتة برضو ييجى منها
منة بصدمة هى الأخرى
_لا إزاى بجد يا مودة
مودة بضحك
_والله معرفش انا لقيته سرحان فجأة وإيده اترخت روحت تريك علطول
احمد وهو يرمق آدم بخبث
_اممم تريك علطول!!.....حصل ده إزاى يا آدم
نظر له آدم وهو مازال فى صدمته فهو نفسه لا يعلم كيف حدث هذا اللعنة عليه من كثرة شروده بعينيها جعلها تهزمه ...ماذا يحدث له حقا!!!.....خرج من شروده على صوت أحمد الذى سأله نفس السؤال فقال آدم بنبرة حانقة
_معرفش الظاهر سرحت فى حاجة خلتنى افقد تركيزى
احمد وهو ينظر له بخبث
_اممم سرحت ........ليكمل حديثه وهو يهمس له
_والحاجة دى بقى عينيها مش كدا!!؟
نظر له آدم بإندهاش من حديثه.... كيف علم!!..هل ظهر عليه لهذه الدرجة انه كان ينظر فى عينيها!!....ليسمع احمد يقول مرة أخرى وهو يدندن
_خطفونى عينيه خطفونى ورمونى فى نار وسابونى آه وقوام قوام نظرة والسلام ناديتك لقيتك مجننى
آدم بغضب
_احمد اتلم احسن ما آجى المك
اكمل احمد الغناء بخبث غير مبالى له
_خطفوني، عينيك خطفوني..... والله الهضبة ده عليه اغانى تحفة يا مرات اخويا مش كدا
انتبهت مودة لحديثه للتو فهى كان تحدث الفتيات فقالت بإستغراب
_بتقول حاجة يا احمد
كاد احمد ان يتحدث ولكن سبقه آدم قائلًا
_لا مبيقولش حاجة ده بيكلمنى انا
احمد بضحك
_فيه إيه يا دومى اول مرة اشوفك بتكذب يعنى!!
آدم بغضب
_وحيات امك يا احمد ما هسيبك
هرول احمد من امامه بسرعة فلحقه آدم كعادته وتشاجروا مما جعل الجميع يضحك عليهم واكملوا الجلسة سويًا......
اما فى الداخل كانت حالة ورد اقل ما يقال عنها "يا أرض انشقى وابلعينى" كانت تتوقع كل شيئ إلا انها ترى وليد الآن..... تعرف انها بالتأكيد ستراه ولكن قلبها كان ليس مستعدًا لذلك اللقاء ابدًا وخاصة بمفردهم هكذا.....
تلاشت ورد النظر لعينيه بينما هو لم يزح نظراته من عليها قائلًا مرة أخرى بنبرة شبه باكية
_وحشتينى اوى يا ورد
لم تستطع ورد الرد عليه فماذا تقول هل تقول انها ايضا اشتاقت له مع الأسف!!....
.تنهدت ورد بضيق قائلة بجمود على ملامحها
_قهوتك إيه يا وليد بيه
ابتسم وليد بسخرية قائلًا بنبرة منكسرة
_وليد بيه!!.....بقيت وليد بيه بالنسبالك مش كدا
ورد وهى تتماسك بصعوبة
_لو سمحت قهوتك بتحب تشربها إيه
وليد بغضب
_انتى هتستعبطى يا ورد انتى مش عارفة انا بشربها إيه ولا نسيتى
ورد بجمود
_نسيت
وليد بسخرية
_واضح إنك نسيتى فعلا يا ورد....ليكمل حديثه بإنفعال من جمودها بهذه الطريقة
_انتى إيه اللى رجعك هناااا تانيي هااا
ورد ببرود
_رجعت لشغلى ومكانى هكون رجعت ليه يعنى
وليد بسخرية
_لا والله شغلك ومكانك!! وإيه اللى فكرك بشغلك ومكانك بعد ٥ سنين بقى
التفتت ورد وقامت بوضع القهوة على المقود قائلة دون النظر إليه
_حاجة متخصكش
امسك وليد ذراعيها وجعلها تلتفت له قائلًا بغضب
_لا يخصنيييي من حقى اعرففف بعد ما سبتيني بقالك ٥ سنين يا ورد إيه اللى رجعك تااانيييي ناااوية ترجعى تعذبينى تانى مش كداااا
ورد بضيق
_لو سمحت سيب إيدى يا وليد بيه ميصحش كدا
كسر وليد احد الاكواب وهو يصرخ فى وجهها بغضب
_بطلييي تقوليلي وليد زفتتتتتتت ديييي .....إيه اللى رجعكككك بقووولك
ورد وهى تدفع يده عنها بغضب
_قولتلك ابعد عنييي يا وليد حاجة متخصكش ملكش دعوة بيا وانسانى بقى
ابتسم وليد بسخرية وهو يقول بنبرة متهكمة
_انساكى!!....ده انا مفيش يوم عدى عليا ونسيتك فيه يا ورد وجاية ببساطة تقوليلى انساكى.... كنت نسيتك من ساعت ما سبتينى لو هو بالسهولة دى
ورد وهى تحاول كبت دموعها بصعوبة
_متقلقش يا وليد هتعرف تنسانى زى ما انا نسيتك
كور وليد قبضة يده قائلًا بغضب
_جوزك خلاكى تنسينى مش كداااا عشان الاستاذ أغنى منى صح
ابتسمت ورد بسخرية قائلة
_آه بالظبط كدا انت عارفنى انا طول عمرى مبيهمنيش غير الفلوس
وليد بحزن
_معاكى حق انتى لو كان بيهمك حاجة تانية مكنتيش مشيتى اليوم ده يا ورد
ورد بضيق من حديثه
_انت متعرفش حاجة يا وليد اسكت والنبى ومتفتحش فى جروح قديمة
وليد بغضب
_لا مش هسكت يا ورد بقالى ٥ سنين ساكت مش هسكتتتت كفاياااا كل يوم بسأل نفسى ليه مشت وسابتنى قولتلك تعالى نهرب سوا قولتلك ساعتها هستغنى عن كل الدنيا عشانك وهستغنى عن الفلوس وعيلتى وهعصى كلام ستى واتجوزك روحتى انتى عملتى إيه بقى ممكن تقوليلى!!.....روحتى هربتى مع راجل تااني واتجوزتيه انا بس عاوز اعرف حاجة واحدة لغايت دلوقتي مش قادر استوعبها...ليه ورد ليه... انتى مفيش فمرة حبتينى!!!
ورد بجمود
_لا انا عمرى ما حبيتك يا وليد
نظر وليد لها بصدمة كأن دلو ماء بارد سكب عليه كان يأمل للحظة ان تقول له انها اُجبِرت على ذلك كان يتأمل ان تقول له انها رجعت من أجله وتركت هذا المدعُو زوجها ولكنها ببساطة رمت جملتها عليه كالسكاين وهى تنظر فى عينيه ببرود.....افاق من شروده على صوتها وهى تقول
_أظن عرفت الإجابة اللى محيراك يا وليد ابعد عنى بقى
كادت ان تذهب ولكن شدها وليد إليه بغضب قائلًا
_ستى كان معاها حق مش كداااا كنتى بتمثلى عليا إنك بتحبينى عشان الفلوس صح ولما لقيتى واحد أغنى منى سيبتينى وروحتيله
اومأت له ورد ببرود قائلة بنبرة خالية من المشاعر
_ايوا بالظبط كدا كلام خديجة هانم كله صح انا بتاعت مصلحتى وبجرى ورا الفلوس بس يا وليد وعمرى ما حبيتك
نزلت دمعة من أعين وليد رغما عنه من حديثها وهو يشعر للحظة انه يحلم لا يصدق ان هذه ورد التى عشقها بكل ذرة من روحه هى التى تتكلم هكذا الآن....ترك وليد يدها وقال ببرود رسمه على وجهه فى ثوانى
_مظبوطة.....القهوة بتاعتى مظبوطة يا مدام ورد
اومأت له ورد وهى تكبت دموعها بصعوبة هى الأخرى فقال وليد جملته وذهب من امامها وبمجرد ان خرج ....انهارت ورد ووقعت على الارض وهى تبكى بحرقة كانت تريد أن تجرى عليه الآن وتعانقه كانت تريد أن تقول له انها تعشقه اكثر مما هو يعشقها ولكن كيف ستقول ذلك وهى مُهددة من قِبل الساحرة خديجة كيف تقول له انها مجبورة على كل الذى عاشته لأنها مجرد خادمة أحبت شخص ليس من مستواها ....آه لو كانت تستطيع ان تتحدث لما كان حدث كل هذا ........
بكت ورد بحرقة وهى تضع يدها على قلبها وقالت بنبرة غاضبة :
_بطل بقى كفااايا كفااايااا بطل تنبض لما تشوفه كفاياااا هو مبقاش لينا خلاص .....والنبى يارب ريح قلبى وخلينى انساه يارب عشان اعرف اعيش
______________________________________________
جاء صباحٍ يوم جديد يحمل في ثناياه احداث لم تكن فى الحسبان.....
وخاصة عند آدم فى مكتبه كان يجلس منهمكًا في عمله كعادته..... وما إن رفع عينيه نحو زجاج نافذته حتى ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه؛ فقد وقعت عيناه على مودة وهي تتجول بين أرجاء الحديقة، تسقي الأزهار التي ازدهرت مؤخراً بسبب وجودها.....
ظل يراقبها من بعيد، يتأمل تفاصيلها الصغيرة، وهي تنحني لتحادث القطة التي اعتادت أن تلازمها كل يوم تقريبًا، وكأنها صديقة وفية لها. ثم رآها تجلس فوق العشب الأخضر، والكتاب الذي أهداها إياه بين يديها، تغوص في صفحاته كمن وجد عالمه الخاص.
لكن سكون لحظته انقطع حين دخل أحمد إلى المكتب بغيظ، مقاطعًا شروده وهو يقول:
_اقسم بالله فى مرة هتجلطط منهااا بجدد
لم ينتبه آدم لوجوده وظل ينظر لمودة التى كانت تضحك بسعادة وهى تلعب مع القطة بالخارج فقال احمد بضيق وهو يراه شارد بهذه الطريقة
_آدم فيه حاجة عاوز اقولهالك مهمة تخص الارض
قال آدم وهو مازال ينظر ناحية مودة
_ماشى ماشي بعدين
احمد بغضب
_آدمممممم انت بتبص فييين انا بكلمككك
نظر أحمد بغيظ نحو آدم الذي بدا غارقًا في تأملٍ بعيد، فلمح أمامه مجرد باقة من الزهور تتناثر في الحديقة، فابتسم بسخرية قائلاً:
ــ لو عايزني أجيبلك ورد أروح أجيبلك، يعني متخليش حاجة في نفسك يا دومي.
انتبه آدم أخيرًا إلى صوته، وكأن كلماته أعادته من شروده في اللحظة التي رأى فيها مودة تنهض من مكانها وتتجه نحو الداخل.... التفت إلى أحمد ببرود، وقال بنبرة خالية من أي اهتمام:
ــ ها، قول... عايز إيه؟ جيت هنا ليه؟
نظر له احمد بصدمة قائلاً
_هو انت كل ده مش واخد بالك انا بقول إيه؟؟؟
-------
أما مودة، فحين نهضت كادت أن تتجه إلى غرفة هنية المريضة منذ ليلة امس لتطمئن عليها، فاتجهت نحو الحديقة الخلفية حيث باب الغرفة.... لكن خطواتها تباطأت عندما التقطت أذنها صوتًا مألوفًا صادرًا من جانب الغرفة. توقفت للحظة، ثم تحركت بحذر بعيدًا عن الباب، تسير ببطء حتى وقعت عيناها على مازن واقفًا عند مكان الحفرة التي سقطت فيها من قبل، وهو يدير ظهره لها ممسكًا بهاتفه ويتحدث بنبرة مضطربة:
_إزااااى يعنيييي إيييه بيهددك؟؟...... لا لا انا مش حمل جث*ث ميتة تجيلى عالقصر اخويا مش هيسكت........ لا اقسم بالله اقت*له لو عملها انا عملتها مرة ومستعد اعملها تاانى و......
قاطع حديثه صوت مودة الذى جاء غاضبا من خلفه
_مين ده اللى هتقت*له يامازن؟؟
اغلق مازن السكة بسرعة والتفت لها بضيق وكاد ان يذهب فأوقفته مودة قائلة بغضب مرة اخرى
_انت مش سامعنى!... بقولك مين ده اللى هتقت*له
مازن وهو يبعدها عنه بضيق
_وانتى مالك انتى خليكى فى حالك
مودة بغضب
_يعنى إيه انا مالى عاوزنى اسمعك بتقول كلام زى ده واسيبك....رد عليا اللى انا سمعته ده بجد
مازن بضيق
_اه سمعتى بجد وبعدين انتى مالك... انتى مين عشان تيجى تحاسبينى
مودة بحزن
_صح انا مش شخص مهم بالنسبالك ومليش الحق انى احاسبك بس انا ليا الحق اخاف عليك تقع فى الغلط يا ماازن بتهدد مين بالق*تل؟؟ وجث*ث اى اللى بتتكلم عليها دى؟.
ضحك مازن بشدة بعد قولها هذه الجملة وقال بنبرة ساخرة
_والله عال كمان هبرر لبنت اللى قت*ل ابويا وامى انا هقت*ل مين اقولك علي حاجه رايح اقت*ل اهلك ارتاحى بقى
مودة بحزن
_عملتها مرة ومعرفتش يا ماازن انا عارفة انك شخص مش وحش ومستحيل تأذى حد
مازن بإستغراب من حديثها
_قصدك ايه؟
مودة
_ انا عارفة إنك انت اللى حاولت تقت*ل رحمة اختى بص انا مش هقولك انا تكرمت عليك ومبلغتش عنك ومش هتسمع منى الكلام ده لأنى مش كداا بس عوزاك تعرف انك زى اخويا بالظبط وانا خايفة عليك وياريت متكونش بتعمل حاجه غلط
مازن بغضب
_مش محتااااج وااااحدة زيكككك تخااااف علياااااا ولا عاوز نصايحك انتى مالك انا بعمل إيه واحدة قااات*لة شبهك ابوها السبب فى انى يتيم جاية تدينى نصايح؟؟؟
هبطت دموع مودة من حديثه رغما عنها قائلة بنبرة منكسرة
_انا ذنبى إيه يا مازن؟ ممكن تقولى طيب انا ذنبى اى؟ انا عمرى ماتمنيت ولا اذيت حد فى حاجة علطول بتمنى الخير للناس.... عمرى ما اذيت حد فيكم من ساعت ماجيت هنا وربنا شاهد عليا . يمكن صحيح معاك حق تكرهنى انا مش بلومك بس متأذيش نفسك بسبب الكره ده
مازن بغضب
_ذنبك انك اتجوزتى اخويا وبقيتى مراته وبقيت مش قاادر انتقم لامى وابويا بسببك..... ذنبك انك كنتى طول حياتك قاعدة مع عيلتك وابوكى وامك وانا قاعد بعيط وبنادى على امى طول الليل واخويا قاعد جمبى بيحاول يواسينى وهو عاوز اللى يواسيه..... ذنبك إنك عيشتى طفولتك فى الوقت اللى اتسرقت مننا طفولتنا عرفتييييي ذنبك إيه
مودة بدموع:
_معاك حق انا ذنبى كبير بس..... سيبلى فرصة يا مازن اكفر عن ذنبى سيبلى فرصة احاول اكفر ذنب ابويا انا اصلا رضيت انى اعيش هنا عشان اخدمكم طول حياتى واستحمل العذاب عشان اكفر عن ذنبى ومن ضمن الحاجات دى انا وعدت اخوك انى هحميك لو شوفتك فى خطر بالله عليك قولى كنت تقصد مين بالكلام ده
مازن بضيق
_ملكيش دعوة ولو عاوزة فعلاً تكفرى عن ذنبك ابعدى عنى ومتخلنيش اشوفك كل شويه ولو فعلاً زى ما انتى بتقولى نيتك صافية خليكى بعيدة عنى وعن اخويا
مودة بحزن:
_والله نيتى صافية يا مازن وهثبتلك ده مع الايام..... انا مش عاوزة حاجة غير انك تكون بخير مش عشانى.... عشان اخوك اللى خايف عليك وبيحبك وعمل كل ده علشانك واضطر انه يتجوز واحدة كل مايشوفها يفتكر مو*ت اهله..... هو عمل كل ده عشانك يمازن بالله عليك اوعى تعمل حاجه تأذيك والنبى
زفر مازن بضيق، لكن دموعه خانته وانحدرت من عينيه، لتفضح ما يحمله داخله. فهو بالفعل كان على وشك ارتكاب أمر شنيع، فهو منذ فترة يتورط في تهر*يب الجث*ث من المستشفى التي يتدرب فيها، يبيعها خفية ليجمع ثمن مسد*س جديد، بعد أن أخذه أخوه منه. أراد سلا*حًا آخر ليقتل به ذلك الذي يهدده بفضحه أمام الرقابة بسبب غشه في الامتحانات.
لقد صار لا يطيق كلمة من أحد، كلمة واحدة أو نصف كلمة تكفي لتشعل في داخله رغبة في القت*ل..... نسي كل المبادئ، وكل ما ربّاه عليه أخوه، واستسلم تمامًا لغضبه.
مودة كانت محقّة، وما يفكر فيه لن يدمّر حياته وحده، بل سيجعل آدم يتألم لو أصابه مكروه. ومع ذلك، كان مازن يقنع نفسه أنه يفعل كل هذا من أجل أخيه منذ البداية......رفع عينيه إليه وقال وهو يحاول كبت دموعه:
_متقوليش لآدم انا خلاص مش هعمل حاجه
مودة بصدمة:
_انت فعلاً كنت هتعمل حاجه يعنييي اللى سمعته صح!!!!
مازن بغضب
_ملكيش دعوة كنت هعمل ايه المهم انى مش هعمل حاجه خلاص ومش عشان اقتنعت بكلامك ولا هسيبلك فرصة ولا الهبل ده انا عشان اخويا اللى ضحى عشانى كتير
ابتسمت مودة له بين دموعها، ومدّت يدها تربّت على كتفه بلطف وهي تقول بصوت يملؤه الإصرار:
ــ أقسم بالله، إنت قلبك طيب... وأنا عارفة ده. وهوريك إني قلبي طيب زيك كمان.
تأملها مازن للحظة، وعيناه تضيقان بضيقٍ مكبوت.... كان هناك شيئ يقول له انها طيبة بالفعل.... يشعر بصدق طيبتها، لكنه لم يستطع أن يتعامل معها بعفوية.... ففي كل مرة يراها، الماضي ينهش قلبه، ويعيده إلى أيامه القاسية التي عاشها محرومًا من والدته كأنها موجودة لتقلب عليه مواجعه....
أشاح بوجهه عنها بغضب، لتفهم مودة أنه لا يريد الاسترسال أكثر في الحديث. ومع ذلك، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها، راضية على الأقل بأنها نجحت في تهدئته.
تنهدت براحة وهي تبتعد عنه، قبل أن تستدير متجهة إلى القصر، متناسية تمامًا هنية التي خرجت من غرفتها لتطمئن عليها.
وبينما كانت تدخل، لمحَت آدم يخرج مع أحمد من القصر.... التقت عيناها بعينيه للحظة، ولاحظ هو على الفور آثار الدموع على وجهها وعينيها المبللتين......فأقترب منها قائلاً بإستغراب
_كنتى بتعيطى؟؟
مودة بتوتر من سؤاله
_لا....
آدم بإستغراب
_اومال عينك مدمعة كدا ليه فيه حد عملك حاجه؟؟
مسحت مودة دموعها بسرعة قائلة بنبرة متوترة:
_لا لا محدش عملى حاجه.... باين حاجة دخلت فعينى عشان كدا دمعت
احمد بغيظ وهو يراقب حديثهم
_اجيبلكم اتنين لمون؟؟
رمقه آدم بغيظ فقال احمد بضيق منهم
_إيه بتبصلى كدا ليه ورانا شغل هتفضلوا واقفين كتير بنتكلم عن عنيها ودموعها!!
ضحكت مودة بخفوت، محاولة إخفاء دموعها خلف ابتسامتها، ثم مضت مسرعة تتجاوزهما لتدخل القصر. تابعها آدم بعينيه للحظة، قبل أن يلتفت إلى أحمد الذي كان يجزّ على أسنانه بغيظ واضح...... لم يستطع أحمد أن يكتم سخريته، فقال بحدة:
_انت من إمتتتى بتهتم لأمرها اووى كدا وبتعيطى ليه؟؟ ومين زعلك؟؟ انت بقيت حنين إمتى يآدم؟؟
آدم بغيظ وهو يركب سيارته
_اركب عشان هوريك الحنية اللى بجد مع حنفى بتاااعك اركببب........
_______________________
حلّ الليل على سوهاج، وكانت مودة تجلس في غرفتها، غارقة في سعادة وهي تقرأ الكتاب الذي أهداها لها آدم. تقلب صفحاته بشغف، كأنها تعيش بين سطوره.... لكن انسجامها انكسر فجأة حين دوّى صوتٌ عالٍ يخترق جدران القصر، يصرخ بغضب جعل قلبها يخفق بعنف.
أغلقت الكتاب بسرعة، تلعن صاحبه في سرّها... فهي تعرف جيدًا تلك النبرة! من غيره في هذا العالم يمكن أن يغضب بهذه الطريقة
ببطء فتحت باب غرفتها، وخرجت بخطوات حذرة، وصوت الصراخ يزداد وضوحًا... كان صوت آدم، يعلو في أرجاء المكان وهو يقول بغضب_
_يعنيييييييي ايييييه مازن مش موجود دورو علييييييه تاااااااانى فى كل حتة هيكون فيييييين