
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الثامن عشر18بقلم جني محمد السمنودي
الصدمة تبا كيف لشخص ان يفكر هكذا لماذا نفعل كل هذا به هو لم يذنب قد أخذ حقه فقط لكن المنتقم دائما يرى نفسه مجرد ضحية تاخذ حقها
صغيرته تبكي و زوجته مهلا هي تستفيق
تشعر بالاختناق الزفير يرتد إليها مرة أخرى و بعد عناء فتحت عينيها لتجد نفسها في انبوب زجاجي صغير
حسنا اهدا.. اهدا يا أسر هناك الكثير لتفعله اخذ يفكر كثيرا ماذا يفعل هو لن يترك فرصة واحدة فقط لچاكلين تمكنها من كسره
انه الشر اخذ يتدفق في عروقه و يبدوا ان ابليس استيقظ من ثباته الطويل
في لحظة سريعة اخرج سلاحه من جيبه و تحدث بصوت غليظ
"حركة واحد غلط و هقتلك انتِ و اللي في المكان كله يا چاكلين انا لسة مخدتش حقي منك سعد و أمجد قتلتهم مريم تابت ميرا ماتت تحبي ادفنك حية ولا ايه"
قال كلماته تلك ثم رصاصتين خرجتا من سلاحه واحدة اتجهت إلى الخرطوم الأصفر و الأخرى إلى الأحمر و الان و بعد أن ضمن نجاتهم عليه ان يخرجهم
لكن ليس قبل أن يمسك چاكلين
أخرجت هي الأخرى سلاحها و وجهته ناحيته و قالت بذعر اخفته نبرتها العالية
" اوعى تقرب هفرغه فيك انت فاكر نفسك تقدر على چيم الشهاوي بنفسها"
ابتسم بسخرية و علق
"خدوهم بالصوت ليغلبوكوا صح كده بس متقلقيش انا مبتهزمش"
رصاصة أخرى خرجت من سلاحه إلى قدمها سقطت على الأرض تتأوه بينما اقترب من حياة زوجته و قال بحنان
"اهدي انا هخرجك من هنا "
لم تتحدث هي لم تنطق اصلا فقد سيطر الجمود عليها تعرف جيدا انه مادام أسر حرا طليقا غير مكبلا لن يتركها ابدا لكنها خائفة حسنا ستؤجل الخوف قليلا و تحاول أن تتماسك
اقترب من صغيرته و قال بحنان و نبرة لطيفة هادئة
"حبيبة بابا هطلعك حالا"
اخذ ينظر حوله بتمعن في المكان محلولا إيجاد شيئ يكسر به ذاك الانبوب اللعنة كيف وضعوهم به
قاطع بحثه دخول أسد الذي تحدث بقلق
"أسر ايه اللي حص...ل"
توقف عن الحديث ان راى المشهد سيدة تتاوه على الأرض من ألم قدمها النازفة
أسر عروقه بارزة و سلاحه في يده مما يعني انه من فعل هذا الصغيرة تبكي و تضرب الأنبوب الزجاجي بيدها محاولة الخروج
حياة تقف و تنظر حولها و كأنها تشارك أسر التفكير خلفه يقف هشام بذهول حقا أسر فعل هكذا بجاكلين يستحق لقبه بالفعل!
دخلا إلى المكان بينما رمقهن أسر ببرود ظاهري يحاول به الا يغضب اخذ يدور حول الانابيب حتى وجد بابا في الخلف في كل منهما
اقترب أسد و منه و اتجه ناحية حياة الصغيرة و قال بحنان
"حياة متتحركيش انا هفتحلك"
اما أسر فصمته مخيف بالفعل اقترب من زوجته بهدوء محاولا فتح الباب و حين لم يستطع قال ببرود
"خدي نفسك في جنب"
و في خلال دقائق كان قد ضرب الباب بقدمه لتطاير قطع الزجاج للخارج و اخيرا استطاع فتحه و هي مجرد أن خرجت ذهبت إلى موطنها بين ذراعيه تبكي
ابعدها عنه بهدوء ثم اقترب إلى الصغيرة التي حملها أسد بحنان و قد جعلتها الصدمة غير قادرة على النطق
حملها و قال بهدوء
"حبيبة بابا اهدي هنروح حالا مفيش حاجة"
تبكي.. هي مجرد باكية صغيرة لا تفعل شيئا سوا البكاء ظل حاملا اياها محاولا تهدئتها بينما وقف حياة مصدمة
ابعدها عنه! أحقا فعل ذلك!، أسر زوجها و حبيبها يفعل ذلك! لكن كلا ليس الآن نذهب إلى المنزل اولا
تابع أسر هشام الذي اقترب من چاكلين و تحدث
" انا همشي يا هشام اتصرف انت بقى"
غادر المكان و خلفه حياة و تبعهم اسد الى الشركة فقد صارت بعد بالفوضى
دخل أسر المنزل كانت حياة قد نامت بين ذراعيه وضعها في سريرها ثم أغلق الباب جيدا ليتاكد انه لن يصل إليها شيئ مما سيحدث عراك!
هذا ما كان ينوي عليه
اقترب من حياة و وقف أمامها وجها لوجه و تحدث بضيق
"ايه اللي حصل انا واثق ان الباب مش بيتكسر و هو ما شاء الله سليم من غير خربوش خدتكم ازاي"
أول مرة تشعر بضعفها تقف ضعيفة امامه تهاب النطق تخاف الحديث صوته الهادئ ربما هادئ لكنه بالنسبة لها مرتفع مرعب لا تعلم ما الحل نظرت أرضا و اخذت تبكي بضعف لأول مرة تزوجها منذ أكثر من خمس سنوات و لم بشعرها بأنها ضعيفة قط... كلا هي ليست ضعيفة من الأساس لكن الآن تبخرت كل قواها ذهبت و كأنها سراب
اخذ يطالعها ببرود ثم تحدث
"حياتي... مش كده انا كنت بقولك كده بس اظن ان اللقب ده صعب كل مرة بقوله بيحتم عليا فعله بيربط حياتك بحياتي و انتِ عمرك ما حافظتي على حياتك"
كان هدوءه غريب حتى ارتفعت نبرة صوته و قال
"ايه اللي حصل اتكلمي"
سالت عبراتها كنهر فاضت مياهه و تحدثت بين شهقاتها
" رنيت عليك، لقيته مغلق "
أسر" و ده ماله و مال الموضوع "
حياة" انا لقيت حد بيخبط على الباب رحت بقول مين قال أسر عايزني اجهز و عامل ليا مفاجأة،.. رنيت عليك لقيت التليفون مغلق فقلت اكيد لو هو عامل مفاجأة مش هيفتح تليفنوه عشان معرفش اوصله"
فجهزت انا و حياة و طلعنا كان باين عليهم مهتمين بيا اوي لحد ما خدرونا و بس كده "
أسر "هو انا من امتى بعت ليكي مفاجأة من حد و انا من امتى اصلا كان تليفوني بيبقى مغلق الزفت كان فاصل شحن لو كان شاحن كانت المشكلة كلها انحلت بس ازاي مينفعش لازم تصدقي و تروحي شفتي اللي حصل چاكلين! ... السبب في خطفي! عايزة تقتل مراتي و بنتي چاكلين مش عايزة تسيب حد عايش! دي ناوية تخلص عليكم و تخليني اتعذب و انا خلاص مبقتش قادر يا حياة... مبقتش قادر على العيشة دي "
قال كلماته بصوت منخفض هادئ ثم تحول إلى جهوري مخيف
" انا كرهت العيشة و كرهت القعدة معاكي و كرهتك انتِ كمان... انتِ طالق يا حياتي "
انخفضت نبرته قليلا و صمت ثم قال بصوت مرتفع
" و خدي الشقة انا مش عايزها المهم ابعد عنك "
وقفت و وجهها ملون بجميع المشاعر
الحزن، الدهشة، الفراق، الحب ،الكسرة و الكثير حقا الكثير ماذا يجب أن تفعل الآن بعد كلامه طلقها كيف و حبه لها و قتله لسعد و أمجد انتقاما و ما فعله منذ قليل ألذلك ابعدها من بين يديه ام انه يوجد شيئ خفي لا تعرفه هي
غادر المكان و قلبه يتفتت إلى عدد لا نهائي من الأجزاء اخذ يسير و يسير و يسير، بلا هدف
وصل إلى أحد المقاهي جلس على طاولة و اخذ بنظر امامه دون أن يتحدث و بعد مدة طلب من العامل علبة سجائر و كوب شاي
جلس يحتسي الشاي و ينظر امامه بهدوء لا يعلم اصلا ماذا أمامه لكنه شارد في أمور كثيرة
تلك.. تلك حبيبني.. حقا هي حياتي لن اقدر على فراقها لكني الآن مصدر آذانا ماذا أفعل
أمور كثيرة تدور بباله لا يعلم ما الحل كيف يتصرف هي تحمل طفله الآن قام من مكانه بعد أن انتهى و أعطى المال للعامل ثم اتجه إلى قصر سعد ذاك القصر الذي قضى به اتعس أيامه و ها هو يعود إليه تعيسا مرة أخرى لكن الشر يوجد داخله مهما حدث
فتح باب القصر الذي كان كومة اتربة كل شيء في مكانه لم يتغير شيئ سوا الاتربة التي عرفت طريقها إليه جيدا
اخذ يسير فيه بحنين اللعنة التاريخ يعيد نفسه القلب الطيب چاكلين حبيبته كادت تموت امام عينيه ما هذا حقا!
صعد إلى غرفته و نظفها جيدا ثم قرر انه سيحضر غدا بعض الخدم لتنظيف بقية القصر جلس على السرير و اخيرا ازاح قناع ابليس عن وجهه و ترك العنان لقلبه لعبراته لالمه
انهار باكيا حتى هدأ تمام
قام من الفراش بعد أن حل عليه البرود مرة أخرى و وقف في النافذة و قال
"يعني حياة حامل مش كدة يعني لو مشاكلي اتحلت هعرف اردها تاني في عدتها انا ليه عملت كده طيب و بنتي انا اول مرة ابقى مهمل مدرسش اللي حصل و اللي هيحصل و مينفعش حد من أهلنا يعرفوا حاجة خلاص انا هكلمها بكرة و اشوف ايه اللي هيحصل"
نام نوما عميقا كمظلوم نام بسعادة بعد أن نال حقه
***
جلست حياة على السرير جوار طفلتها النائمة و قد ظهر على وجهها الخوف احتضنتها بقوة و اخذت تبكي حتى نامت و مازلت في صدمتها
استيقظت اليوم التالي و لم يزل بعد تأثير الصدمة تذكرت قول چاكلين عن حملها فاتجهت ناحية الطفلة و تأكدت من انها نائمة ثم ذهبت إلى الصيدلية و احضرت منها اختبار للحمل
بعد قليل خرجت من المرحاض تقفز بسعادة و قالت بتلعثم من السعادة
"اا.. انا حامل.. آسر هيفرح. ده هيفرح اوي لما يعرف"
المسكينة تناست ما حدث امس هي لم تنسه لكن عقلها رفض تصديقه
ايقظت صغيرتها و قالت "حبية قلب مامي تعرفي هيبقى عندك اخ او اخت قومي يلا عشان هجهز الاكل تاكلي و بعدين نعمل مفاجأة لبابا"
الصغيرة "مالت يا ماما انتِ نسيتي اللي حصل ولا ايه.. ماما افتتري امبارح تده"
شردت حياة حتى تذكرت ما حد فشحب وجهها و قالت
"لأ خلاص يا حياة افتكرت تعالي افطرك ژ
***
استيقظ أسر من نومه و ارتدى ثيابه متجها إلى حنان هي حنان بالفعل
دق الجرس حتى فتحت له فقالت
" أسر مالك انت متغير كده ليه و هشام معداش عليا امبارح هو ايه اللي حصل و ملامحك انت مش طبيعي "
أسر" طيب دخليني الأول و بعدين هحكيلك"
افسحت له الطريق فدخل بتعب و قال
"هروح اعمل شاي على ما تطفي التليفزيون اللي شغال ده انا عايز هدوء معلش"
أغلقت الباب ثم اطفات التلفاز و اتجهت إلى المطبخ كان يصب الماء في الكوب فنظرت إليه بتعجب و عقبت
" أسر دي مية بسكر انت رجعت في كلامك ولا ايه "
اخذ بناظر الكوب قليلا ثم ضرب جبهته و وضع به الشاي
ذهبا إلى الخارج و هناك قال
" قبل أي حاجة هكلم حياة معلش"
اعتقدت انه كان في مهمة لكن صدمتها جاءت حين تحدث
"حياة عايزين نتقابل انا مش حابب حد يعرف بطلاقنا"