رواية زهرة الانتقام الفصل الثامن عشر18بقلم ملك عبد اللطيف

            

رواية زهرة الانتقام الفصل الثامن عشر18بقلم ملك عبد اللطيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكام بارت الجايين هيبقوا عن آدم ومودة بس مؤقتا وهنزل كام بارت خاص بباقى الشخصيات بعدين متقلقوش ده مش هيقصر على الأحداث انا مرتبة لكل حاجة .......يلا بسم الله نبدأ قراءة ممتعة 

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت مودة تقف فى صدمة لا تحسد عليها، يديها ترتجفان وعيناها عالقتان بالدماء التي تسيل أمامها من آدم.... وهو يجلس مقابلها، النز*يف يلطخه... وعيناه تشتعلان بالغضب وهو يحاول أن ينتزع السكي*ن المغر*وس في صدره....

تشنجت عروقه وبرزت عضلاته من شدة الألم والغيظ، بينما ظلت هي مكانها، تبكي وترتجف غير قادرة على استيعاب ما فعلته.... 

خطت خطوة نحوه بتردد، محاولة أن تقترب لتساعده، لكن يده ارتفعت ببطء، تأمرها بالتوقف وهو يقول بصوت متقطع نتيجة المه:
ــ أوعى... أوعى حتى تفكري تقربي.

بلعت مودة ريقها بخوف وهي تومئ له بصمت، والدموع تنحدر على وجنتيها دون توقف..... عقلها مشوش، غير مستوعبة ما فعلته للتو..... كيف وصلت بها الأمور إلى أن تطع*نه؟! لم تكن تفكر، كل ما فعلته أنها استجابت لرعبها، عندما اقترب منها....

ظلت تحدّق فيه بعينين غارقتين في البكاء، قلبها يتأرجح بين الرغبة في مساعدته والخوف من رد فعله.... وفجأة، لفت نظرها شيء بين يديه... قطعة قماش، غطاء صغير كان يمسكه وقت أن طعنته....حدقت فيه مذهولة، عقلها يصرخ بالسؤال:
هل كان… يحاول أن يغطيني؟

وضعت يدها على فمها بصدمة، تتراجع خطوة كأن الحقيقة صفعتها للتو.... لقد أساءت الفهم... طعنته وهو فقط كان يحاول تغطيتها؟؟!!

هرولت مودة  نحوه بخطوات مضطربة، وهي تراه يئن محاولًا نزع السك*ين من صدره قائلة بنبرة باكية:

ــ أنا آسفة... أنا آسفة، مكنتش عارفة... مكنتش عارفة إنك كنت بتحاول تغطيني...

نظر لها آدم بغضب، عيناه حمراء كالجمر من شدة الألم..... فقبض على السكي*ن بيده المرتجفة وضغط بقوة، ثم انتزعها دفعة واحدة وهو يطلق شهقة مكتومة من الوجع، قبل أن يرميها أرضًا بعنف.......

وقف متمايلًا، يده تضغط على صدره في محاولة يائسة لإيقاف النزيف، لكن الغضب كان أقوى من ضعفه..... فاندفع نحو مودة، قبض على ذراعيها بقسوة، ثم دفعها بجسدها حتى ارتطمت بالحائط بعنف قائلًا بغضب:

_انتى كنتيي بتحسبيي ايييييييه هاااااا........ انتيييي وصلت جرأتك إنك تغز*ينى بالسكي*ييينة!!!! ليه عملتييييي كداااا لييييييه؟؟؟؟؟

صمتت مودة وهى تضع وجهها فى الارض وتشهق ببكاء لا تعرف ماذا تقول أتقول له انها غبية وحمقاء وكانت تفكر بغباء كعادتها!!!........ 

ليصرخ آدم بغضب من صمتها وهو يضر*ب على الحائط بيده: 
_انطقيييييييي ليييييه عملتييييي كداااااا انااااا عملتلك إييييه هااااا رديييي 

انتفضت مودة بخوف من صوته وعيناها مليئتان بالدموع....فلمحت الد*ماء تتدفق منه بغزارة بينما هو لا يبالي سوى بالصراخ في وجهها.....فقالت وهى تحاول الاقتراب منه:
_انا آسفة والنبى..... انت عمال تنذ*ف لازم..... نوقف النز*يف ده......... 

لتقول جملتها وهى تكاد تتجه حتى تحضر له شئ يوقف النزيف ولكنه منعها وهو يمسك ذراعيها بغضب ود*فعها على السرير أمامه بقوة قائلًا بغضب:

_أوعى اشوفك حتى بتقربى منى.... أوعيييييي مجردددد تفكييييير حتى...... انتى 
بتحسبى إيه هااااا انتى اللى جرحتينى وانتى اللى هتداوينى دلوقتى!!!!....... 

ليكمل حديثه وهو يضحك بسخرية ممزوجة بالغضب 
_.... والله عاااال بجد عمرى ماشوفت بنى آدمة طيبة زيك يشيخة!!!.... 

بكت مودة بشدة من حديثه وكادت ان تتحدث ولكنه قاطعها وهو يمسك ذراعيها قائلًا بغضب :
_ا... انتى كنتى بتمثلى علينا طول الفترة دى الطيبة والبراءة صح وإنك متقدريش حتى تأذى نملة ودموع التماسيح اللى انتى بتنزليها دلوقتي دى كلها تمثيل صح!!!.... دى كانت خطتك من الاول انى اثق فيكى وادخلك لغايت اوضتى وبعدين تطعن*ينى!!!!

مودة بدموع ووجع من قبضة يده على ذراعيها:
_انا..... انا آسفة..... بالله عليك سيب كل الكلام ده دلوقتي..... وخلينى اساعدك.... انت عمال تنز*ف جامد..... هيغمى عليك... من كتر الد*م اللى نزل منك والنبى خلينى اساعدك 

د*فعها آدم بعن*ف مرة أخرى، فسق*طت مودة على الأرض متألمة، جسدها يرتجف من الصدمة..... لم يلتفت إليها، بل اتجه بخطوات متسارعة إلى المرحاض وأغلق الباب خلفه بقوة

دخل آدم بغضب جحيمى وهو لا يرى امامه من كثرة الصدمة والنار التى بداخله من فعلتها.....

ظل ينظر لنفسه فى المرآة بشر وهو يرى نفسه ينز*ف بهذه الطريقة بسببها.... فهى كانت تضحك عليه كانت تمثل هذه الفترة انها طيبة وتريد له الخير ولعائلته... هو للحظة اصبح شخص آخر لم يعرفه من أجلها..... ليضحك آدم بهيسترية من حماقته كان حقا سيقع فى....................

صرخ آدم بشدة وقام بر*مى الشامبو الذى كان على التسريحة بقوة على المرآة وكسر*ها وهو ير*مى باقى الاغراض كلها على الارض بغضب....... مما جعل مودة تضع يدها على أذنيها بخوف فى الخارج وهى تلعن نفسها آلاف اللعنات على الذى فعلته.......

فهى حطمت كل شئ فى لحظة حطمت حياتها التى بدأت تشعر انها ستعيشها هنا فى هذا القصر،حطمت ثقته بها هو معه حق يشعر بكل هذا الكره الآن تجاهها معه حق إن قام بقتلها الآن.......ولكنها كانت تظن انه سيفعل مثلما قالت له جدته كانت تظن انه سيخلف بوعده لها...... ماذا ستفعل حقا ماذا...

شهقت مودة ببكاء عالٍ، لكن صوتها انقطع حين سمعت صوت الباب يُفتح..... انتفضت واقفة، عيناها متسعتان بخوف، تحدق فيه وهي لا تعرف إن كان سيقترب منها أم سيبعدها أكثر.... رأته يخرج من المرحاض، يلف شاشًا حول صدره بيديه المرتعشتين، ثم اتجه نحو غرفة الملابس و فتح الخزانة، اخذ قميصًا وارتداه على عجل، ثم خرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة، مغلقًا الباب خلفه بعنف.

ارتجفت مودة بقوة من أثر صوته وهو يغلق الباب، وسقطت جالسة على الأرض مرة أخرى، دموعها تنهمر كالشلالات قائلة ببكاء بين شهقاتها:

_ياااارب والنبييي انا مكانش قصدى يااارب انت عاارف اللى كان فى نيتى انا كنت خايفة والله خوفت...... يارب والنبى متخليهوش يحصله حاجه ............. 

في صباح اليوم التالي.....

كان مكتب آدم غارقًا في صمته الموحش..... الليل بأكمله مرّ عليه دون أن يغمض له جفن، ظل جالسًا على كرسيه يفكر في صدمة الأمس.
لماذا فعلت ذلك؟ كان يثق بها ثقة عمياء، كان يرى فيها الطيبة التي لا تؤذي أحدًا. أهو مغفّل إلى هذا الحد؟ هل أصبح ساذجًا ينخدع بالبشر بهذه السهولة؟ أم أنها خبيثة إلى درجة استطاعت أن تخدع آدم الأسيوطي نفسه؟

زفر بتعب وهو ينظر إلى نفسه، جسده ملوث بالد*ماء من جديد.... صدره لا يتوقف عن النز*يف؛ لأنه لم يربط جرحه كما يجب...فنهض متحاملًا على نفسه، يمسك موضع الألم بيده، واتجه نحو غرفته قبل أن يراه أحد ويسأله آلاف الأسئلة التي لا يملك لها إجابة.

اما فى الاعلى عند مودة كانت تمشى فى الغرفة بأكملها بتوتر وقلق عليه منذ الامس والنوم لم يأتى لعينيها وهى تنتظره ان يصعد ولكنه لم يأتى ستموت من قلقها عليه فهو بالتأكيد مازال ينزف.....فقررت مودة انها ستنزل له حتى تراه ....

فكادت ان تتجه حتى ترتدى حجابها ولكنها وقفت فجأة عندما سمعت صوت الباب يُفتح وهو يدخل منه وكانت ملابسه مليئة بالدماء..... 

جرت مودة بسرعة نحوه قائلة بخوف:
_انت كويس!؟؟؟

دفعها آدم من أمامه دون ان ينظر حتى لوجهها ودخل لغرفة الملابس واغلق الباب ورائه.... فخلع ملابسه ببطء ووجع وهو يزفر بضيق لان الجرح فُتِح مرة أخرى ظل يحاول ان يكتم الد*ماء ببعض القطن ولكن عندما يزيله كان ينز*ف مرة أخرى حتى من كثرة المه لا يعرف كيف يضمدها.....

ليسمع فجأة صوت طرقات على الباب وصوت مودة وهى تقول من الخارج:
_افتحلى بالله عليك خلينى اساعدك مش... هتعرف تتعامل لوحدك...... بالله عليك افتحلى والله ما هنطق ولا هقول اى كلمة بس خلينى اساعدك 

ظلت مودة تطرق على الباب وهى تترجاه ببكاء حتى سمعت صوت الباب وهو يُفتح لها......

فدخلت مودة له بسرعة وهى تراه عارى الصدر وينز*ف بشدة ووضعت العلبة التى احضرتها من المرحاض على التسريحة وأخذت منها دواء للتعقيم وقامت تعقيم جرحه وبمجرد ان وضعته عليه تأوه آدم بوجع مما جعل مودة تنتفض وهى تقول بخوف بين دموعها
_انا آسفة......... 

ظلت تعقم له جرحه بالقطن وهى تبكى بشدة ودموعها لا تتوقف تحت نظرات آدم  الذى يرمقها بغضب......

فهذا الوجه البرئ الذى تطلع به عليك كذب يا آدم دموعها التى مثل التماسيح كذب وعينيها التى تنظر له بحزن وهى تداويه هكذا ايضًا كذب........ 

ابعد آدم وجهه الناحية الاخرى حتى لا يتطلع بها....... فقامت مودة بوضع الشاش له والصقته على صدره قائلة بنبرة اخرجتها بصعوبة : 
_ل..... لازم.....تروح للدكتور الجرح جامد وكل شوية هيفتح لو متخيطش 

ابتعد آدم من امامها وهو لا يُعير لحديثها اهتمام.... وأخذ قميص باللون الاسود حتى يُدارى الدم الذى به وارتداه وخرج فخرجت مودة خلفه قائلة بغضب:
_انت مش سامعنى بقول إيه؟؟؟ لازم تروح للدكتور ويش............. 

قاطع حديثها التفات آدم لها قائلًا وهو يمسك ذراعيها بغضب: 
_هو انتيييييي معجووونة من ايييييييه ليييكى عييين تتكلمى بعد اللى عملتيه 

مودة وهى تضع وجهها فى الارض بخوف 
_انا بس خايفه تفضل.. تنزف كتير صدقن........ 

آدم بسخرية 
_خايفة؟؟ والله انتى مش طبيعية اما انتى خايفة ليه غز*تينى فنص صدرى كدااا هااا 

مودة بدموع وهى تتلاشى النظر له
_.... انا عندى سبب خلانى اعمل كدا مش... هقدر اقوله 

كوّر آدم قبضة يده بغيظ من كلامها حقا اى سبب هذه الغبية الذى يجعلها تقت*له!! 

ترك آدم ذراعيها بغيظ وخرج من الغرفة بأكملها لأنه إن بقى اكثر من ذلك حتما سيقت*لها.......... 

نظرت مودة على أثره بدموع وهى لا تعرف كيف تقول له السبب فهى محروجة حتى ان تقول له تفكيرها الغبى الذى كانت تظنه به.........

لتتنهد  بضيق ودخلت للمرحاض حتى تتحمم، فكان وجهها كله ملئ بدمائه  فتحممت وخرجت حتى تنظف الغرفة من الدماء التى بها وأخذت المفرش الذى عليه دمائه وملابسه ووضعتهم فى كيس الغسيل وارتدت ملابسها وخرجت بالاسفل حتى وصلت للمطبخ...... فرأت هنية تجلس وتفطر كالجميع بالخارج 

فقالت هنية لها وهى ترى وجهها باهت وعيناها مليئة بالدموع 
_مالك يبنتى فى إيه انتى معيطة؟؟ 

لم تستطع مودة تمالك نفسها فأندفعت وعانقتها بقوة وهى تقول ببكاء :
_انا عملت مصيبة يا دادة مصيبة... معرفش إزاى عملت كدا انا مش مستوعبة لغايت دلوقتي انا اللى مبعرفش أءذى نملة حتى أذيته هو 

هنية بإستغراب وهى تربت على ظهرها حتى تهدئها:
_أذيتى مين يبنتى اهدى انا مش فاهمة حاجة!!

بكت مودة بشدة وهى تعانقها وهنية تربت على ظهرها حتى هدأت وقصت عليها كل الذى حدث معها ليلة امس مما جعل هنية تقول بنبرة غاضبة بعد الذى سمعته:

_إزااااى يا مودة تعملى كدااا إزااى تفكرى فى آدم بيه بالطريقة دى يبنتى هو مش من النوع ده وبدال قال كلمة مش بيرجع فيها مهما حصل 

هبطت دموع مودة بشدة قائلة بحزن:
_مكنتش اعرف يا دادة الهدوم والتجهيزات اللى كنتو عاملينها فى الاوضة وكلام جدته ليه اللى سمعته كله جاه مرة واحدة وخلانى افكر غلط 

هنية بإستغراب:
_يبنتى هدوم إيه مفيش حد حط حاجة فى أوضتكم 

مودة بصدمة 
_يعنى إيه يدادة والله كان فيه هدوم نوم عالسرير وكنتو راشين الاوضة كلها برفان وورد على السرير كمان كل ده كان إيه

هنية بأستغراب وهى تتذكر كلام خديجة
_معرفش يبنتى الظاهر ان التجهيزات اللى خديجة هانم قالت عليها لورد كانت هي دى معقول؟ 

مودة بدموع 
_شوفتى يدادة اكيد هي انا معملتش كدا من فراغ

هنية بغضب
_ بس تصرفك غلط يا مودة انتى غلطانة جامد فى تسرعك آدم بيه مستحيل يفكر زى جدته كدا ومستحيل يأذيكى...... عشان كدا خرج علطول من غير مايفطر زمانه مش طايق نفسه دلوقتي 

مودة بصدمة 
_إيه خرج؟؟؟ وهو بالحالة دى.....

هنية وهى تومأ لها 
_آه يبنتى ووشه مكانش متفسر 

مودة بدموع:
_طب اعمل إيه يا دادة مش عارفه اتصرف إزاى والمشكلة مش راضى حتى يروح لدكتور يشوفه ......

هنية بحزن 
_آدم  مبيحبش الدكاترة يبنتى مستحيل يروح لدكتور ممكن ياخد علاج ولا حاجة  متقلقيش اكيد مش هيسيب نفسه كدا

اومأت لها مودة وهى تتنهد بضيق وظلت طوال اليوم تجلس مع هنية فى المطبخ وهى شاردة وتفكر به والقلق ينهشها من الداخل.....حتى انها لا تعرف أين ذهب ولا تعرف كيف حالته حتى انه لم يأكل قبل أن يخرج وهذا جعلها تقلق أكثر.....

قاطع شرودها فجأة السكي*نة التى غرزت بأصابعها عندما كانت تقطع الطعام فتأوهت مودة بوجع مما جعل هنية تقترب منها بخوف وهى تقول  
_انتى كويسة يبنتى.... مش تنتبهى يامودة كنتى هتقط*عى إيدك 

انفجرت مودة فى البكاء قائلة بصوت متقطع بين شهقاتها:
_مش كويسة يدادة نهائى مش عارفة افكر غير فى اللى انا عملته فيه مش عارفة استوعب لغايت دلوقتي ومش عارفه اعمل ايي عشان اكفر عن ذنبى ده 

هنية بحزن 
_مفيش حل يبنتى غير إنك تحاولى معاه وتتأسفيله فهميه يا مودة انتى ليه عملتى كدا 

مودة ببكاء
_مستحيل يا دادة مقدرش إزاى هقوله حاجة زى دى انا مش هاممنى يسامحنى ولا لا قد ماهممنى هو كويس ولا لا دلوقتي.......

لتتنهد بضيق فتقول فجأة وهى تتذكر شئ 
_دادة... ممكن يكون مع احمد صح؟ 

هنية 
_اه يبنتى اكيد معاه فى الشغل 

مسحت مودة دموعها قائلة بلهفة:
طب ممكن تدينى تليفونك يدادة اتصل عليه 

اومأت لها هنية واعطتها الهاتف بحزن على حالتها وهى تراها ستمو*ت من خوفها عليه بهذه الطريقة فهى تقول انها تكرهه بإستمرار ولا ترى نفسها وهى خائفة عليه هكذا................ 

كان فى هذا الوقت يجلس آدم فى مكتبه بتعب وهو يتطلع ببعض الاوراق واحمد أمامه يتطلع به بإستغراب فكان وجهه مُنهَك للغاية ولا يستطيع حتى ان يمسك الاوراق بيده مما جعل احمد يقول بإستغراب:
_آدم انت كويس؟؟ 

آدم وهو يتلاشى النظر له حتى يدارى تعبه:
_اه كويس شايف فى حاجه 

احمد وهو يرمقه بإستغراب:
_اه بصراحة شايفك تعبان ووشك اصفر اول مره اشوفك كدا 

آدم بضيق
_قولتلك كويس يا احمد مفنيش حاجه بتيقلك 

احمد بإستغراب:
_انت ليه بتعاند يا آدم لو تعبان قول على الاقل تروح للدكتور متفضلش كدا 

نهض آدم قائلًا بغضب:
_انت مش بتفهم بالكلام انا هقوم من قدامك احسنلى 

ليقول جملته ويذهب من امامه تحت نظرات احمد المستغربة من حالته فقاطع تفكيره رنين هاتفه فجأة 

فأجاب عليه وهو يقول 
_ايوا يدادة 

مودة على الناحية الاخرى 
_الو يا احمد ده انا مودة 

احمد بأستغراب 
_إيه يمودة فى حاجه ولا ايه 

مودة بإحراج 
_هو جمبك؟؟ 

احمد 
_قصدك مين آدم؟ 

مودة 
_آه معاك ولا لا 

احمد 
_آه معايا كان قاعد قدامى من شوية باين عليه انه تعبان هو فيه حاجه حصلت يمودة!!

مودة بخوف 
_تعبان إزاااى؟

احمد
_وشه اصفر كدا ومش قادر يحرك كتفه أنا اول مره اشوفه تعبان فى حياتى 

مودة بخوف 
_من قلة الأكل يا احمد مأكلش حاجة من إمبارح وهو بالحالة دى بالله عليك جيبله حاجة ياكلها 

أحمد بإستغراب من اهتمام مودة المفاجئ به 
_مودة هو فى إيه؟؟ آدم تعبان اوى كدا؟ 

توترت مودة من سؤاله قائلة بتلعثم:
_ب..بص مش هقدر افسرلك حاجة يااحمد بدال هو مقالش....... اللى لازم تعرفه دلوقتى انه هو تعبان ولازم ياكل اى حاجة عشان ميدوخش وياريت متأكلهوش حاجه فيها بيض او سمك دلوقتى 

احمد بإستغراب:
_انا مش فاهم حاجه اقسم بالله بس ماشى هحاول معاه 

مودة بخوف
_بالله عليك يااحمد متسيبهوش خليك جمبه ولو عرفت تقنعه يروح للدكتور كمان

احمد 
_مظنش دى هعرف آدم بيكره الدكاترة بس هحاول متخافيش مش هسيبه..........ليكمل حديثه بنبرة متسائلة 
_ مودة هو انتى ليكى إيد فى تعبه ده؟؟ آدم مش من النوع اللى بيتعب بسهولة.... وكمان اول مره اشوفك خايفة عليه يعني 

مودة بتوتر 
_حاجة زى كدا يا احمد خليك جمبه وخلاص واعمل اللى قولتلك عليه وتبقا تطمنى 

احمد بإستغراب 
_ماشي وامرى لله هبقا اتصل على هنية اطمنك سلام 

اغلق احمد معها السكة بإستغراب وخرج من المكتب يبحث عن آدم حتى وجده خارج الشركة بأكملها ويجلس داخل سيارته فأتجه احمد نحو مطعم قريب واشترى له طعام ثم اتجه له وركب بجانبه فى السيارة مما جعل آدم ينظر له بإستغراب قائلا بنبرة حانقة :
_عاوز إيه.... إيه اللى جابك هنا هو انا مش هخلص منك ابدا

احمد بضحك 
_مستحيل تعرف تخلص من احمد حبيبك لآخر يوم فى عمرك خد.... شوف انا جايبلك اكل وخايف عليك وانت بتقول إيه 

آدم وهو ينظر للطعام بإستغراب 
_ومن إمتى وانت بتجيبلى اكل اصلا 

قال احمد بغباء متناسى تماما حديث مودة:
_من ساعت لما مودة كانت خايفة عليك من شوية قطعتلى قلبى البت وهى بتترج......... هو انا المفروض مكنتش اقول صح!!

آدم بصدمة
_كلمتك؟؟؟؟ 

احمد وهو يومأ له
_آه كلمتنى من شوية بتسأل عليك وعمالة تقولى خليه ياكل والبت خايفة يعينى هو انتو فى إيه بجد حاسس انها غز*تك بالسك*ينة والله 

آدم بضيق من حديثه فهو يعلم انه يمزح ولكنها مع الأسف الحقيقة :
_امشى يا احمد من قدامى عشان مطلعش عصبيتى كلها عليييك 

أحمد 
_اتعصب عادى مانا متعود بس خد كل يا آدم باين على وشك التعب بجد 

آدم بغضب 
_مش هتزفتتت ابعدد عنييي 

ليقول جملته وهو يخرج من السيارة ودخل للشركة مرة اخرى فلحق به احمد وهو يحاول إقناعه ان يأكل ولكن لا فائدة،.... ظل آدم يجلس ويعمل طوال الوقت حتى انه أقام كثير من الاجتماعات مع الموظفين وهو يغضب عليهم كعادته من أجل التصاميم الجديدة وبالرغم من تعبه الذى كان يظهر على وجهه إلا انه يعاند ويشغل نفسه بالعمل حتى يتخلص من التفكير بها وبالذى فعلته....

وبعد كثير من الاجتماعات جلس احمد امام آدم فى مكتبه وهو يحاول يقنعه مرة اخرى فقاطع حديثهم رنين هاتف احمد مما جعله يقول بضيق
_بص والنبى هقولها إيه دلوقتى معرفتش أقنعه!!

آدم بإستغراب 
_هي اللى بتتصل؟؟؟ 

احمد بضيق
_آه مش هرد مش هعرف اقولها أى 

آدم 
_رد وافتح الاسبيكر 

احمد بإستغراب 
_هرد اقول اى؟ 

آدم بتفكير 
_قولها الحقيقة انى مردتش آكل وافتح الاسبيكر سمعنى هتقول إيه

احمد بإستغراب
_والله انتو الاتنين مجانين......... الو 

ردت مودة بلهفة عندما سمعت صوت أحمد قائلة:
_الو يااحمد عملت إيه.... أكل ولا لا؟؟ 

احمد وهو ينظر لآدم الذى يجلس امامه 
_مش عارف اقولك إيه والله 

مودة بقلق 
_إيه قول....... هو كويس؟؟؟ 

رفع آدم حاجبه بإستغراب على جملتها فقال احمد وهو يكتم ضحكته بصعوبة:
_آه آه كويس متخافيش..... بس مرضاش ياكل 

مودة بغضب 
_لييه مش قولتلك حاول معاه يا احمد 

ابعد احمد الهاتف عن أذنه قليلا وقال بهمس لآدم
_انت عاوز توصل لأيه بالظبط يا آدم البنت قلقانة جامد حرام عليك ........

أشار  له آدم ان يكمل حديثه بدون اهتمام  فقال احمد بضيق لمودة 
_.... انتى عارفة آدم دماغه ناشفة معرفتش اقنعه اتحايلت عليه كتير وطول اليوم عمال يخش من الاجتماع ده لده ومش ملاحق عليه 

مودة بنبرة بكاء سمعها آدم فأدرك انها تبكى 
_حاول تانى يااحمد والنبى..... من إمبارح مأكلش حاجة حتى على العشا قبل ماتحصل المصيبة دى 

احمد بغيظ
_ايوااا بقااا إيه  هي المصيبة ممكن تقولولى انتو الاتنين 

مودة بإستغراب 
_احنا الاتنين إيه؟؟؟ ثوانى كدااا هو فيه حد جمبك يا احمد؟؟؟ 

نظر أحمد لآدم بتوتر وهو لا يعرف ماذا يقول فأشار له الآخر ان يقفل السكة معها....فقال احمد وهو يدارى على حديثه:
_لا لا قصدى يعني انتو الاتنين متغيرين النهاردة بصى انا داخل على اجتماع دلوقتي هكلمك بعدين سلام 

اغلق احمد السكة فى وجهها بسرعة فنظر لآدم بإستغراب من انه شارد هكذا فجأة ..... فكان هو يفكر فى كلامها ونبرة صوتها التى تبكى وهى تلاحظ انه بالفعل لم يأكل منذ أمس.... اما هى مهتمة هكذا وخائفة لماذا قامت بطع*نه لماذا؟؟؟ 

مسح آدم على وجهه بضيق كلما تذكر نبرة بكائها بهذه الطريقة فسمع احمد يقول فجأة  
_خلاص يا آدم انت مفيش فايدة فيك ومش هعرف آخد منك عقاد نافع انا همشى وآكل الاكل ده بقا انا لوحدى خليك قاعد كدا 

اوقفه آدم قائلًا بضيق:
_استنى خلاص هاكل 

احمد بصدمة وهو يجلس مرة اخرى 
_ده بجد؟؟؟ انت حنيت يخويا لما سمعت صوتها وهى بتعيط يحنين يبنى.... وانا اللى بقالى اليوم كله بتحايل عليك شوية وهبوس إيدك 

آدم بغضب وهو يشد من يده الطعام
_متجيييبش سيييرتهااا انا مش طايق اسمع سيرتهااا اصلا وانا هاكل عشان نفسي مش عشان حد....... 

اخذ احمد الاكل هو الآخر قائلًا بإستغراب:
_ هي عملتلك اى يآدم؟؟ 

آدم وهو يأكل بضيق
_ملكش دعوة متدخلش فى اللى ملكش فيه 

احمد بخبث 
_آدم انت مش ملاحظ إنك متغير الفترة دى او بمعنى اصح من ساعت ما مودة باقت فى حياتك!!

آدم بغضب 
_احمدددد يتبطلل تجييب سيرتهاااا يتطلع برررررررة 

احمد بضحك 
_ماشي مش هجيب سيرتها يعم خليك مسيرك هتفهم قصدى اى 

ليقول جملته ويأكل تحت نظرات آدم الحانقة منه فهو حتى لا يعترف انه بالفعل تغير بسببها ولا يدرك هذا من الاساس أفعاله اصبحت لا إراديًا تستجيب معها مرة بغضب ومرة بغيرة ومرة بحنية وهو كل هذا ولا يدرك ولا يفهم شئ فقط يريد ان يتخلص من هذا التغيير الذى يزعجه ولا يفهم معناه............. 

جاء الليل فى سوهاج ومودة كانت تجلس فى الحديقة وهى تنتظر آدم ان يأتى فهى منذ ان اغلق  احمد معها السكة آخر مرة لم تعرف ان تصل له او تعرف أخباره....

ظلت جالسة على أحد الكراسى فى الحديقة وهى تشعر بالبرد بشدة حتى لمحت سيارته وهو على وشك دخول القصر... 

فنهضت مودة بسرعة وتوتر وهى تبحث عن مكان تختبئ به حتى لا يراها وهى تنتظره بهذه الطريقة.....

ظلت تلتفت حولها بتوتر فجرت بسرعة نحو إحدى الاشجار وكانت ستختبئ خلفها ولكن فستانها علق فى إحدى الاغصان التى كانت على الأرض مما جعل قدميها تتكعبل وكانت على وشك السقوط ولكنها شعرت فجأة بأحد يمسكها من خصرها من الخلف وهو يسندها......فألتفتت مودة بفزع وكادت ان تصرخ ولكنها سكنت عندما رأت آدم أمامها.......

تقابلت عيناهم للحظة وهم يقفون بهذا القرب كانت مودة تنظر فى عينه بحزن وهى شاردة بها تريد ان تسأله.... أهو بخير ام لا... هل اكل ام لا ...ولكن لن تتجرأ حتى ان تطرح هذا السؤال عليه من فعلتها تلك..............

اما آدم كانت نظراته لها غاضبة وهو ينظر داخل عينيها الزمردية بتمعن يحاول من خلال النظر لها معرفة أهى كاذبة ام تقول الحقيقة أهى بالفعل حزينة ام انها تمثل عليه وتريد طع*نه مرة أخرى......يريد ان يسألها ماذا تفعل فى هذا الليل بالخارج وفى هذا الطقس البارد ايضًا....آه لو يقدر ان يمسك يدها الآن ويشدها خلفه ويقول لها ان لا تخرج للخارج مرة اخرى ويوبخها ولكنه لن يستطيع لا يطاوعه عقله ان يتحدث حتى معها.......

ادرك آدم فجأة انها قريبة منه ويمسكها بهذه الطريقة فأبتعد عنها بغضب وهو يعدلها حتى لا تقع مرة أخرى ثم تركها وذهب.....فنظرت مودة على اثره بغيظ وكادت ان تلحقه ولكن عندما لمحت احمد يدلف للقصر هو الآخر  اوقفته بسرعة وهى تقول 
_احمد استنى 

التفت احمد لها قائلًا:
_لو هتسألينى آدم اكل ولا لا اه يستى ارتاحى اكل 

تنهدت مودة قائلة بإرتياح:
_بجددد.... الحمدلله شكرا يااحمد بجد عارفة تعبتك معايا من كتر زنى النهاردة 

احمد بضحك
_بصراحة انتو الاتنين تعبتونى بس اعمل إيه بقا ربنا يهديكوا.....

ليقول جملته ويذهب فدخلت مودة خلفه للقصر ورأت نور مكتب آدم مفتوح ولم يصعد للغرفة ففهمت انه سيعمل مجددا.....

صعدت مودة للغرفة وبدلت ملابسها وجلست على الاريكة والنوم لا يأتى فى عينيها؛ فالوقت تخطى بعد منتصف الليل تقريبًا وهو لم يصعد للغرفة حتى الآن .......فيبدو أنه لن يصعد وسينام فى مكتبه مثل ليلة امس حتى لا يرى وجهها .....

زفرت مودة بضيق وفكرت ان تترك هى له الغرفة على الأقل لتفعل شيئ تكفر به عن ذنبها ....لذلك ارتدت ملابسها مرة اخرى وهبطت للأسفل وكادت ان تدلف لمكتبه حتى تحدثه ولكنها لمحت هنية ومعها كوب قهوة له مما جعلها توقفها وهى تقول 
_دادة استنى 

التفتت لها هنية بإستغراب فقالت مودة:
_عوزاكى تعملى فيا معروف والنبى

هنية 
_اى يبنتى قولى 

مودة 
_بصى انا كنت هخش اقوله بس انتى نقذتينى لما لقيتك .......قوليله يطلع ينام فى أوضته انا مش هنام فيها تانى خلاص هو مش مضطر انه ينام فى المكتب بسببى ....انا هرجع انام تانى فى أوضتى 

هنية بإستغراب 
_إزاي يا مودة هتنامى فى أوضتك السرير اللي كان فيها اتشال منها 

مودة بحزن
_عادى يدادة انا فى الأول اصلا كنت بنام على الارض من غير سرير فاتعودت مش فارقة....المهم بس خشى قوليله اللى قولتلك عليه 

اومأت لها هنية ودلفت للداخل وقدمت القهوة لآدم الذى كان يجلس ويعمل كعادته فقالت له ماقالته مودة... فأستغرب هو بشدة من كلامها واومأ لها ببساطة ثم رجع يكمل عمله مرة اخرى........

صعدت مودة للغرفة التى امام غرفته، وبمجرد ان فتحت الباب نظرت لها بضيق  فكانت مثل الصحراء تقريبا ليس بها اى شئ كأول مرة جائت بها إلى هنا....

لتبتسم مودة بسخرية على حالها فها هى عادت لنقطة البداية مرة اخرى ، تنهدت بضيق وقامت بنزع حجابها، وجلست على الأرض وهى تستند برأسها على الحائط واغضمت عينيها بدموع انسابت على وجهها وهى تحاول ان تنام......فهى يجب ان تنام ؛حتى تنسى وتهرب قليلًا من الذى هى به، على الاقل تذهب لأحلامها وتنسى انها بهذا القصر اللعين الذى منذ ان جائت إليه ولا يفوت يوم إلا ويحدث به مصيبة.............

وبعد قليل من الوقت كان قد انتهى آدم من عمله ،وكاد ان يتجه لغرفته ولكنه تذكر فجأة هذه التى قالت انها ستنام فى الغرفة الأخرى.....فأتجه نحو غرفتها بدون إرادة منه، شيئ جعله يتجه حتى يراها كيف تنام هل كعادتها لا تقوم بتغطية نفسها وتنام فى البرد ام لا......

فتح الباب ببطء... فنظر للغرفة بصدمة وهو يراها فارغة حتى السجادة ليست بها وهى تنام على الأرض وتضم جسدها بين يديها فى هذا البرد ..... نزل آدم بركبتيه لمستواها ،وتطلع بملامحها الهادئة .....لا يعرف هل يصدق هذه الملامح البريئة ام سينخدع مرة اخرى منها!! ولكنها نامت فى هذه الغرفة بالرغم انها رأتها بهذه الحالة حتى يصعد هو وينام بغرفته....... لماذا تفعل كل هذا ؟؟لماذا تفعل اشياء جيدة معه تجعله يفكر بها كثيرًا ويتعاطف معها، ثم تفعل شئ سئ تجعله يغضب عليها وينسى كل شئ جيد قد فعلته!!! .......

رمقها آدم بحيرة وهو لا يعرف ماذا يفعل أيتركها نائمة هكذا على الأرض فى هذا الجو البارد!!!..... نعم يا آدم اتركها عذبها كما عذبتك ...........كاد ان ينهض من أمامها وهو يقنع نفسه بهذا الكلام  ولكنه رآها فجأة تتململ فى نومتها بتعب ..... هناك شئ لا يعرف ما هو يقول له لا تتركها ستمرض .....مسح آدم على وجهه بغضب من نفسه واتجه نحوها وحملها بين يديه بخفة حتى لا تستيقظ ........

وصل بها لغرفته حتى وضعها على الاريكة ببطء فوجدها تنهدت فى نومتها بإرتياح وعانقت الوسادة وهى مازالت نائمة فأبتسم آدم رغما عنه من حركتها تلك وقام بتغطيتها بالفراش جيدًا واتجه نحو فراشه ومدد جسده عليه بتعب وهو يتطلع بها بحيرة حتى تغلب عليه النوم ..... 

جاء الصباح معلنًا عن أحداث جديدة فى حياة أبطالنا بعضها السيئ وبعضها الجيد.....

فتحت مودة عينيها ببطء وهى تتململ فى نومتها وهى تنظر حولها ....وفجأة صعقت عندما رأت نفسها فى غرفة آدم وعلى اريكته !!! كيف هذا هى تتذكر جيدًا انها نامت ليلة امس فى الغرفة الأخرى كيف جائت إلى هنا .........

تمتمت مودة فى نفسها بصدمة:
_احيه معقول اكون بمشى وانا نايمة !!! انا معقول طلع عندى المرض ده !؟  ثوانى كدا ده حتى هو مش هنا !! هو انا كنت بحلم ولا إيه باللى حصل معقول يكون محصلش حاجه ولا غزيته بالسكينة وكل ده كان حلم ؟؟؟؟

نظرت مودة حولها بحيرة وهى تفرك فى شعرها بغباء ونهضت وبدلت ملابسها وهبطت للأسفل حتى تتحدث معه فرأت مكتبه مُضاء وكادت ان تطرق على الباب ولكن اوقفها فجأة صوت آدم من الداخل وهو يتحدث فى الهاتف قائلًا:

-كويس اوى يا احمد طلع العنوان اللى بعتهولك يعنى .....لا لا افضلوا واقفين قدام بيته لغايت اما انا آجى ....اعمل اللى بقولك عليه انا مش هسيب اللى عمل كدا فى اخويا واقعد اتفرج عليكم.....اوعى تتحركوا من قدام بيتو انا جاى 

شهقت مودة بصدمة على ما سمعته وجرت بسرعة من امام المكتب عندما شعرت به سيفتح الباب....واتجهت نحو المطبخ وهى شاردة مما جعل هنية تقول بإستغراب 
_مالك يبت يا مودة سرحانة كدا ليه!!

خرجت مودو من شرودها قائلة بتلعثم:
-هاا..... لا يدادة مفيش حاجة ...بقولك انا هطلع أروى الورد اللى برا لو حد سئل عليا قوليله كدا ماشى !؟

لتومأ لها هنية وخرجت مودة من الباب الخلفي للمطبخ نحو الحديقة..... فلمحت سيارة آدم أمامها، ففكرت مودة فى طريقة حتى تذهب معه فهى ايضا تريد أن تعرف من فعل هذا بمازن؛ لأنها كانت مُتهمة فى هذا الموضوع..... فظلت تفكر  حتى سمعت صوت أقدام احد قادم نحوها فجرت مودة بسرعة وفتحت باب السيارة واختبأت  بها فى المقعد الخلفى؛ ولأنها قصيرة ساعدها هذا على ان تجلس فى وضعية القرفصاء على الارض؛ حتى لا يراها أحد.

....شعرت بآدم فجأة يدخل سيارته وهو يشغل المحرك ويتحرك بها حتى خرج من القصر...... 

كان الطريق طويل للغاية وآدم قد ابتعد تقريبا مسافة نصف ساعة عن القصر..... 

ظلت مودة تحاول كتم أنفاسها الخائفة قدر المُستطاع طوال الطريق، حتى لا يشعر بها ولكن اصبح نفسها يضيق بشدة والغبار ايضًا فى الاسفل كثير نتيجة احتكاك السيارة بالأرض ......

فدخل غبار فى أنف مودة وبدون إرادة منها عطست فجأة مما جعل آدم يقف بالسيارة عندما سمع هذا الصوت، وبمجرد ان التفت خلفه فتح عينه على آخرها بصدمة عندما رأى آخر شئ يتوقعه فى حياته مودة فى سيارته وتختبئ هكذا فقال آدم بصدمة وهو ينظر لها من مرآة السيارة :
_انتى بتعملى إيه هنا !!

صمتت مودة بخوف واعتدلت فى جلستها وهى تنظر له بإبتسامة غبية بلهاء لا تعرف ماذا تقول.......مما جعل آدم يستشاط من الغضب وخرج من سيارته وشدها بعنف قائلًا بغيظ 
-بقولك ....بتنيلى بتعملى إيه هنااااااا !!

قالت مودة بخوف وهى تتلاشى النظر له:
-ا....انا بصراحة ....كنت عاوزة آجى معاك عشان أعرف مين اللى عمل كدا فى مازن 

آدم بصدمة 
-انتى عرفتى منين انى رايح عشان الموضوع ده!!

مودة بتوتر
-س...سمعتك وانت بتتكلم فى التليفون 

امسكها آدم من ذراعيها قائلًا بغيظ : 
-هو انتى كل حااااااجة إزاااى بتعرفيهاااا بجدددد!؟؟؟ كل حتة اتنيل اروحهااا اللاقيكى ف. وشى!!! .......ومستخبية بالطريقة دى زى الحرامية كمان !!

لوَت مودة شفتيها قائلة بضيق 
-بطل تزعق فى وشييي كدت انا لو كنت قولتلك عاوزة آجى معاك مكنتش هترضى

آدم بغضب وهو يضر*ب بيده على السيارة 
-وتيييييجى ليييه من الاساااااااس انتى ماااالك بالموضوع 

مودة بغضب هى الأخرى 
-يعنى إيه ليه انا كنت متهمة فى الموضوع ده ومن حقى آجى معاك واشوف مين اللى عمل كدا وأثبت برائتى قدامكم.........

آدم بسخرية 
-بجد والله مجاش فى بالى السبب المقنع ده !!

مودة بغيظ من سخريته 
-وبعدين انت إيه اللى يوديك وانت بالحالة دى ولا كأنك لسة مغز*وز بسكي*نة من كام .............لتصمت مودة عندما رأت ملامحه تبدلت فى ثانية بشر .....فهى لم تدرك للحظة ماذا تقول !!هل تذكريه يغبية بلسانك بما فعلتيه !!

آدم وهو ينظر فى عينيها بغيظ
-واظن عاااارفة مييين اللى غز*نى بالسكي*نة ديييي 

مودة بخوف 
-ده ....مش موضوعنا دلوقتي...... ممكن نركب بقا عشان هنتأخر على المجر*م 

آدم بسخرية 
-نركب !! انا مش هاخدك معايا لمكان زى ده 

مودة بضيق 
- ليييه انا عاوزة اروح انت مااالك 

آدم بغضب 
-قولتلكككك لاااا مش هتروووحى فى حتة 

مودة وهى تلوى شفتيها بضيق
-اصلا احنا فنص الطريق انت مجبور انك تاخدنى معاك هترجع كل ده 

آدم وهو ينظر لها ببرود: 
-لا مين قالك هرجع كل ده واتأخر ....ببساطة هسيبك هنا 

مودة بصدمة 
-إييييه هتسيبنى فى الغابة دى لوحدى !!

آدم ببرود
-آه مش انتى عاملة نفسك جدعة اتصرفى بقا وارجعى اعتبريه عقاب صغير على اللى عملتيه معايا 

ليقول جملته وهو يركب السيارة وقادها وذهب من أمامها بلمح البصر فنظرت مودة على أثره بصدمة من انه تركها

فتمتمت بغيظ وغضب وهى تدبدب على الارض :
-سااااابنى !! ده بجددد يعنييي !! تتوقعي إيه من واحد زى ده معندهوش قلب يمودة !! والله لاوريك هو انا يعنى هغلب من غيرك هرجع لوحدى وهورييييك 

لتقول جملتها بغيظ وتلتفت حولها وهى تبحث عن طريق ترجع منه فكان المكان عبارة عن غابة مليئة بالاشجار فقط لا تعرف حتى من أين تذهب لتلتفت مودة بظهرها وتقول 
-ارجعى من نفس الطريق يمودة وخلاص اكيد هتفضلى تمشى لغايت ماتلاقى نفسك وصلتى 

ذهبت مودة وظلت تمشى بين الاشجار وهى لا ترى اى طريق آخر سواه.....فتغلغل الخوف فى قلبها عندما أدركت انها تاهت.... لتجلس مودة بقلة حيلة على أحد الصخور الكبيرة التى أمامها وهى تسب نفسها على المواقف الغبية التى تضع نفسها بها...........

ظل آدم يقود قليلًا حتى ابتعدت عن ناظره  ووقف بالسيارة وهو يبتسم بخبث........ فهو قال لها هذا حتى يخيفها كعادتها ......ظل قليلا ثم قاد مرة أخرى ورجع بظهره ظنًا انها تقف فى مكانها وتنتظره فهو يعرفها إما ستكون تبكى او جالسة بغضب تنتظره.......... ولكن الصدمة حلت عليه عندما لم يراها فى مكانها !!

نزل آدم من سيارته بسرعة وصدمة من انها مشت .....

وظل يبحث كثيرًا عنها وهو لا يراها حتى وصل لنفس المكان الذى به سيارته مرة أخرى فاتجه نحو الناحية التى كانت خلف ظهره فهو لو فكر مثلها هى بالتأكيد ستسلك الطريق الذى جاء هو منه لأنها غبية من وجهة نظره ....فأتجه بسرعة وهو يبحث بعينه فى كل مكان حتى سمع صوت شهقات بكاء يعرفها جيدًا فعلم آدم أنها هي فتبع الصوت حتى اصبح خلفها فكاد ان يقترب منها ولكنه وجدها تلتفت له وكادت ان تضربه بغصن شجرة فى وجهه لتصدم مودة عندما رأته أمامها.....

وسمعته يقول بسخرية وهو يشد من يدها غصن الشجرة 
-غزتي*نى بسك*ينة ودلوقتي جاية تكملى عليا بغصن الشجرة !!!

مودة بغيظ من جملته 
-اى اللى جابك !!! 

آدم بخبث 
-والله ضميرى أنبنى ان اسيبك هنا لوحدك فوسط الحيوانات البرية 

مودة بسخرية
-ضميرك!!! هو انت اصلا عندك ضمير عشان تسيب بنت فوسط الغااابة 

آدم وهو يضع يده فى جيبه ببرود
-قلى أدبك على قد ماتقدرى وطولى لسانك عشان اسيبك هنا 

مودة بغيظ 
-سيبنى عادى انا كنت هعرف ارجع لوحدى انا مبتهددش 

آدم وهو يرفع حاجبه بسخرية 
-وبالنسبة للعياط اللى كنتى بتعيطيه من شوية .....على العموم بدال ده اللى انتى عوزاه خليكى هنا بقا فوسط الغابة والحيوانات تاكلك ونخلص منك 

ليقول جملته وهو يلتفت حتى يذهب فجرت مودة بسرعة قائلة بخوف وهى تمسك يده
-لا لا انت اخدت كلامى جد انا كنت بهزر متسبنيش بالله عليك 

لتقول جملتها وهى تترجاه بعيونها وتشد على يده بخوف ليتنحنح آدم على فعلتها هذه ويسحب يده من يدها قائلًا ببرود:
-يبقا تمشى ورايا وانتى ساكتة صوتك حتى مسمعهوش احسن اسيبك وبجد ييجى تعلب هنا ياكلك 

اومأت مودة رأسها له بسرعة وخوف وهى تمشى خلفه وتنظر خلفها برعب من فترة للأخرى وعندما دب الرعب فى قلبها  جرت مودة نحوه قائلة بخوف:
_بقولك اى ....ماتمشى انت ورايا عشان لو فيه تعلب ولا حاجه ييجى من نحيتك انت الأول 

آدم بسخرية 
-طيب انا هحمى ضهرك وانتى ورينا السكة 

مودة بغباء 
-بس انا معرفش السكة !!!

ليزفر آدم بضيق وهو يمسح على وجهه بتعب من هذه البنت 
-اومااال عوزااانى أمشى وراكى إزاى يذكية !!

مودة بتفكير 
-معاك حق ....محدش يمشى ورا التانى خلينا نمشى جمب بعض بس بالله عليك متمدش انا مش بلحق خطواتك اللى بفدان دى 

ابتسم آدم بسخرية و اومأ لها ومشى بجانبها وهو يحاول ان يبطء فى مشيته كما قالت حتى وصلوا للسيارة وركبوا بها فقادها آدم حتى يخرج من هذه الغابة ومشى قليلا ثم توقفت فجأة 

فقالت مودة بأستغراب 
-فى اى 

آدم بضيق 
-البنزين خلص 

مودة بصدمة 
-إيييه إزاى ده هنفضل هنا!!

آدم وهو ينزل من السيارة بغضب 
-إزااى ده بسببك عشان انتى مش بتسمعي الكلام كنت زمانى وصلت هناك من اكتر من ساعة.... لكن إزاااى لازم تكونى موجودة وتعملى مصيبة 

نزلت مودة خلفه قائلة بغضب هى الأخرى: 
-انا ذنبييي اييي محدش قالك متبصش العربية فيها بنزين ولا لا 

التفت لها آدم بشر ونظر لها نظرة جعلتها تصمت وتضع وجهها فى الارض بسرعة فظلت تمشى ورائه وهى لا تعرف أين يذهب حتى سألته وهى تقول 
-احنا هنفضل ماشيين كدا !؟

آدم 
-اه مفيش حل غير اننا ناخدها مشى لغايت ما اوصلك عالقصر وارجع تانى 

لتومأ له مودة بحزن فهو معه حق كان زمانه وصل من بدرى لهذا المكان لولاها هيا التى عطلته ...لتظل تمشى بجانبه حتى لاحظت ان خطواته اصبحت بطيئة فنظرت مودة لوجهه بإستغراب فرأته يتسبب عرقا بشدة فقالت بخوف وهى توقفه 
-انت كويس .....

اومأ لها آدم بتعب وهو يضع يده على صدره فوقفت مودة أمامه مرة اخرى وهى تقول بإستغراب 
-الجرح اتفتح!؟ 

آدم بتعب يحاول ان يداريه 
-قولتلك انا كويس انجزى عشان نوصل 

مودة بخوف وهى تنظر لوجهه 
_خلينى طيب اشوف اتفتح ولا لا انت باين انك تعبان 

عاند آدم وابتعد عنها وهو يحاول ان يمشى مرة أخرى فلحقته مودة بغضب قائلة وهى تقف امامه :
-انت مستعجل على إيييه الدنيا مش هتطير .....اقعد بالله عليك 

جلس آدم منهكًا، وهو يتصبب عرقًا، كأن جسده يرفض أن يخطو خطوة أخرى بعد كل ما بذله من جهد هذا اليوم..... فجلست مودة أمامه، لتلمح بقع دم على قميصه كما كانت تخشى..... مدّت يدها بخوف وبدأت تفك أزرار قميصه ، لتكتشف أن الجرح قد انفتح وين*زف بغزارة..... التفتت حولها بقلق؛ فهى لا تملك شيئًا لتضمده به..... عادت تنظر إليه، فإذا بعينيه تغلقان شيئًا فشيئًا من شدة الإرهاق.... فأقتربت منه قائلة وهى تمسك وجهه بين كفيها بخوف :
-حاول متغمضش عينك والنبى متستسلمش للوجع 

اومأ لها آدم بخفوت وهو يقول بصوت أخرجه منه بصعوبة 
-م...متخافيش....انا لسة واعى بالل ..حواليا 

مودة بخوف 
-انا هروح أجيب حاجة احطها على الجرح عشان توقف النزي*ف أوعى تغمض عينك والنبى 

قالت كلماتها ثم نهضت بسرعة، تبحث حولها عن أي شيء يمكن أن يساعدها..... فلم تجد سوى بعض أوراق متناثرة على الأرض، وحين اقتربت منها اكتشفت أنها أوراق موز..... التقطتها على عجل، وعادت مسرعة إليه ،وجدته يقاوم بصعوبة، يحاول أن يُبقي عينيه مفتوحتين بينما التعب يكاد يُسقطه.... فمزّقت مودة جزءًا من حجابها، ولفّت به أوراق الموز لتضعها برفق على جر*حه النا*زف
فانتبه آدم لحركتها وقال بتعب :
-بتعملى اى !؟

مودة وهى تضغط على جر*حه بالأوراق حتى يتوقف النزي*ف 
-ده ورق الموز بيهدى النز*يف لما يتحط على الجرح متقلقش مش هأذيك 

آدم بتعب وصوت خافت 
- عارف 

نظرت له مودة بدهشة من كلماته؛ أليس هو يتألم الآن بسببها؟! ومع ذلك يحدثها بهذا الهدوء!!!..... هبطت عيناها بحزن، وأصابعها المرتعشة تضغط على جرحه محاولة إيقاف النز*يف، بينما دموعها بدأت تنهمر بلا توقف.....على حالته.

واصلت الضغط على الجرح بأوراق الموز حتى خف النزي*ف قليلًا، ثم ترددت لحظة قبل أن تنزع نصف قميصه عنه..... فتحرك آدم بصعوبة عندما فهم ماذا ستفعل، بينما هي سارعت بلف قطعة القماش التي مزقتها من حجابها حول الجرح لتثبيت الأوراق مكانها.....و ربطتها بإحكام ، ثم أعادت قميصه على جسده وأغلقت بعض أزراره بحذر، حتى لا يضغط القماش على الجرح فينفتح من جديد.

نظرت إليه مودة فرأته ما زال يتصبب عرقًا، فمدّت يدها تتحسس جبينه، لتشعر بحرارته المرتفعة.... فاتسعت عيناها قلقًا وقالت بخوف:
-انت سخن.......هات تليفونك خلينى اتصل بحد ييجى ياخدنا 

اشار لها آدم بعينه على جاكيته فمسكت مودة الجاكيت واخرجت هاتفه وقامت بالإتصال على احمد ولكن الإشارة كانت منعدمة فى هذا المكان لتحاول عدة مرات بغضب فسمعت آدم يهمس بخفوت من تعبه:
-متحاوليش ع...عالفاضى مفيش....شبكة هنا الوقت قرب يليل اصلا 

مودة بصدمة 
-يعنييي إيييه هتفضل كدا لغايت إمتى!!؟

آدم بتعب وهو يحاول أن يعتدل فى جلسته 
-متخافيش...هقدر استحمل لغايت الصبح ماييجى

جلست مودة أمامه بحزن وهى تنظر لوجهه المتعب قائلة:
-انت حتى مش قادر تتكلم انت مش شايف حالتك عاملة إزاى فضلت تعاند ومردتش تروح للدكتور لغايت ماتعبت اكتر 

ابتسم آدم بتعب قائلًا بنبرة ساخرة:
-ا..ان..انتى شايفة بجد انى فحالة تسمحلى اتجادل معاكى دلوقتي 

لوت مودة شفتيها قائلة بغيظ:
-بكرة هنتجادل فى الموضوع ده صدقنى 

أومأ لها آدم بتعب، وقلة حيلة منها، ثم أغمض عينيه، فجلست مودة أمامه، تراقبه بخوف أن يزداد وضعه سوءًا. ظلت عيناها معلقة بملامحه المرهقة وهو هادئ هكذا فيبدو غريب حقا وهو نائم ياليته يبقى هادئ هكذا دائما.....ظلت تطلع به حتى بدأ الليل يحلّ والظلام يحيط بالمكان.... ومع ذلك لم ترفع نظرها عنه....

فقطع الصمت صوته الخافت المتعب، وهو مازال مغمض العينين قائلا:
_هتفضلى ....تبصيلى كدا للصبح!!

شهقت مودة بصدمة:
-هو انت كل ده صاحى ؟؟......و..وبعدين انا براقبك عشان متتعبش تانى فجأة 

آدم وهو مازال مغمض عينيه:
-ا....انا كويس غمضى عينك لو عاوزة 

رمقته مودة بقلق فهى تعلم انه ليس بخير كما يقول ولكنه يُعاند...... فغيُرت وضعيتها وجلست بجانبه وهى تسند ظهرها على الشجرة مثلما يفعل فقالت بسرعة عندما تذكرت شئ فجأة 
-هو فيه تعلب هنااا بجددددد!!!

ابتسم آدم بتعب وهو يقول 
-مفيش حاجة.....متخافيش انا كنت بخوفك مش اكتر 

ليقول جملته تحت نظرات مودة التى ابتسمت على ابتسامته عندما رأتها حقا هى من النادر جدا أن تراه يبتسم والآن هذه ثان مرة له يبتسم اليوم....كأن المرض غيره للحظة......خرجت مودة من شرودها به عندما سمعت صوته وهو يتألم فتنهدت بحزن وهى تقول :

_انا آسفة كل اللى انت فيه ده بسببى 

آدم بتعب 
_متتأسفيش دلوقتي انا مش عاوز افتكر ان انتى اللى عملتى كدا 

هبطت دموع مودة بشدة قائلة بحزن:
_انا مش هتكلم دلوقتي بس هحكيلك انا ليه ......

قاطعها آدم وهو يلتفت لها بضيق : 
_ممكن تبطلى عياط ودموعك اللى بتنزل زى الشلالات دى 

مودة وهى تمسح دموعها بضحك وسط بكائها 
_بتنزل غظبن عنى والله 

اقترب آدم منها بتعب ومسح لها دموعها بأصابعه ببطء فنظرت له مودة بتوتر وهى تبعد نظرها عن عينيه بسرعة فسمعته يقول وهو يغمض عينيه مرة أخرى 
_حاولى ...تغمضى عينك ونامى 

هزت مودة رأسها بنفى وهى اقول:
_لا لا عشان لو تعبت فى نص الليل 

آدم 
-بطلى عناد لو تعبت هصحيكى نامى شوية 

مودة بضيق
-لا انا مش بصحى بسهولة لو الدنيا اتطربقت حواليا مش بحس 

ابتسم آدم بخفوت وهو لا يقدر ان يضحك بسبب وجعه 
-كويس إنك عارفة بجد ....انا بطربق الدنيا فعلا حواليكى وانتى نايمة فى سابع نومة 

لتضحك مودة على ابتسامته مرة أخرى قائلة بغيظ من حديثه
-مش للدرجادى علفكرة 

آدم بسخرية 
-اه اه انا ببالغ نامى متفضليش تعاندى 

أومأت له مودة بهدوء، وأسندت رأسها إلى جذع الشجرة بجواره، تحاول أن تغمض عينيها.... فبدت كأنها تستسلم للنوم، لكن عقلها ظل يقظًا، يلاحق خوفها عليه.... وحين سمعت أنفاسه تنتظم وأدركت أنه غفا، اعتدلت بقلق وجلست أمامه من جديد، تتحسس جبينه.... فشعرت أن حرارته انخفضت قليلًا، .... فلاحظت مودة برودة الجو، فسحبت سترته التى كانت على الارض بلطف وغطّته بها، ثم عادت إلى مكانها وأسندت رأسها على الشجرة..... ومع اقتراب الفجر غلبها التعب، فأغلقت عينيها أخيرًا وغفت......

تعليقات



<>