رواية نجوم سرمدية الفصل الرابع والعشرون24والاخيربقلم سبأ النيل
بعد مرور اسبوع العقد بقينا بنجهز للعرس .. وكلو مشى حسب العادات المعروفة .. في فترة الاسبوعين دي عبدو عبدو بقى بغير حاجات في البيت عشان بعد العرس ح نقعد هناك .. العرفتو انو خالتو عوضية وعمو عوض الله ح يقعدو فترة العرس وبعديهو بي شهرين حتى يرجعو كندا لانو عمو عوض الله شغلو كلو هناك وخالتو عوضية ما بتقدر تخليهو براهو .. كمان عمو عوض الله اقترح لي ابوي منصب كبير عشان يشتغل معاهو هناك بما انو صحتو اتحسنت كتير في الفترة الفاتت .. بالرغم من اني رفضت لاني خايفة على صحة ابوي بس هو عجبتو الفكرة وقال انو نفسو يرجع يشتغل وبما انو ربنا فتحها عليهو ما عايز يضيع الفرصة ما معروف الخير الجاي من وراها شنو .. كمان قرر انو عايز يحج بإذن الله قبل ما يسافر مع عمو عوض الله عشان يشتغل .. عبدو كان برسل لي صور العفش والحاجات العايز يغيرها في البيت .. كان بستشيرني في كل كبيرة وصغيرة .. حسيت فعلا اني شريكة حياتو .. بعدها جا يوم العرس ..
اليوم كان غريب حلو ومميز بي كل تفاصيلو .. ضجة النسوان من تلاتة صباحا في تنضيف الخضار وتعليمات الطباخ واصوات الشفع وكركبة العدة وخدمة البنات واصوات الرجال وهم بنبهو النساوين وبستشيروهم في كم حاجة .. قمنا انا ووصال بدري وعبدو رسل العربية الح تودينا الكوافير وشلنا حاجاتنا واتحركنا .. مجرد ما وصلنا استقبلتنا ست الكوافير كانت ظريفة شديد .. مجرد ما عاينت لي قالت للبت الشغالة معاها دخلي العدسات البت عيونها عسلية جاهزة .. بقينا نضحك وبالجد زولة تفتح النفس ما حسستني بالزمن خالص .. عبدو كان مشغول مع لخمة الضيوف واصحابو اللي معظمهم جو من برا واترسلت ليهو كمية هدايا كتيرة شديد .. بعد صلينا المغرب اتجهزنا اخيرا والبنات لبسن وعملو اللمسات الاخيرة وطلعو ماشاء الله مزز .. بعدها بربع ساعة سمعنا صوت العربات قالو العريس واصحابو وصلو ..
البنات فاتو يلملموحاجاتهم عشان نتحرك على الصالة .. جا عبدو داخل مبتسم للضرس الاخير .. ابتسمت ليهو لا اراديا .. كان لابس بدلة سودا مطقمة مع لون حنتو الفي يدينو .. جا قالي ماشاء الله تبارك الرحمن اللهم بارك .. باس راسي وقالي مبروك علينا .. قلت ليهو الله يبارك فيك .. عاينت ليهو بإستغراب لمن لاحظت انو ما لابس نظاراتو وقلت ليهو عبدو نظاراتك وين .. ابتسم وقالي جبت لي عدسات طبية .. قلت ليهو اتطورنا .. قالي من يومي متطور .. ضحكت وقلت ليهو صراحة انا بشهد .. اتحصنا بعدها ونزلنا تحت اصحابو يبشرو ويباركو ومنها مشينا على الصالة ووصلنا استقبلونا بالزغاريد والفرحة باينة في عيون الحاضرين ..
زفونا بطريقة راقية شديد .. خالتو عوضية وعمو عوض الله وابوي وعمو مختار ومرتو واولادو والناس البنعرفهم كلهم كانو قاشرين قشرة ما بعدة قشرة .. صراحة حسيتهم اهلي الربنا عوضني بيهم عن كل حاجة خسرتها .. فرحتهم كانت من فرحتي .. بعد ما خلص العرس والجرتق كمان الي كان احلا من حلو مهند جهز العربية الح يسوقنا بيها انا وعبدو وعلى نهاية اليوم داك طلعنا .. اليوم دة كان مليان بالتجارب الجديدة وكمية من الفرحة غير طبيعية .. الحمدلله كل شي تم بدون مشاكل لغاية ما خلصت ساعات العرس وسافرنا ..
..
ما عارفة بس فترة الخمسة اسابيع المريت بيها دي حسيت اني عملت الحاجة الصاح .. سبحان الله ربنا دبر لي بدايتي بطريقة مبهرة ومشواري بطريقة اكثر إبهارا .. في نِعم كتيرة كتيرة شدييييد انا ما كنت خاتة ليها بال .. ومن اكبر النعم دي عبدو .. عبدو دة كان النقطة الاساسية الفي حياتي الجمعت لي شتاتي حرفيا .. كمية الدعم والحياة الكان بديني ليها قبل وبعد ما نتزوج كمان كان مستحيل اتخيلها في يوم من الايام .. لمن كنت زمان ولا شي وقف معاي لغاية ما بقيت حاجة كبيرة .. ولمن اتدمرت تاني من جديد وقررت ارجع واقيف على رجليني كان هو اول واحد جا جاري عشان يقيف جنبي .. الحاجة الاتعلمتها من عبدو انو ما انا البراي المريت بظروف وعذاب نفسي وضغوطات في حياتي بل تقريبا كل الناس واول مثال كان هو .. بس اتعلمت منو انو لو معدنك كان اصيل ماف مشاكل دنيا ح تغيرك .. ح تفضل زي ما انت .. واتعلمت منو انو الانسان الناجح في حياتو بيصنع من وجعو دوا .. وإنها ما ضاقت الا لتفرج .. وإنو العوض من الله بجبر جبر عظيم .. وانك مهما وصلت لنقطة تحت الصفر ما تفك نفسك للهوا .. لانو {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا} . ...
...
...
بعد مرور ثمانية اشهر ..
..
..
عبدو اطلع ياخ الزمن اتاخر .. فتح الباب وطلع من الحمام وشعرو لسة مبلول ومستعجل .. لمن شفتو شلت الرموت وقفلت المكيف وقلت ليهو عبدو بجيك التهاب ياخ ما بتتوب انت ؟ .. قالي الاقامة قربت لازم الحق الصلاة .. جبت ليهو جلابيتهو مسافة نشف شعرو وسرحو شال الجلابية لبسها وقبل علي قالي كدة كيف ؟ .. جيت شلت الريحة ريحتو وفتحت علبة النظارة ولبستها ليهو وقلت ليهو كدة مية المية .. قالي الشبشب الشبشب .. قلت ليهو اي الشبشب نسيتو .. مشيت بسرعة جبت ليهو الشبشب لبسو وشال تلفونو وقالي ما بتاخر وطلع ..
انا مشيت اتوضيت وصليت وبعدها جيت بديت اجهز في الغدا .. شوية كدة وسمعت الباب فتح وعبدو جا داخل قالي تقبل الله .. قلت ليهو منا ومنكم صالح الاعمال ... مشى غير ملابسو وجا قالي عندك شنو ؟ .. قلت ليهو بس لو قشرت لي البطاطس دي تكون ما قصرت .. قالي بس كدة؟ جدا .. شال البطاطس والقشارة وقعد يقشر فيها .. القشرة طارت ليهو في نظارتو .. ضحكت وقلت ليهو كان تلبس العدسات احسن .. طلع المنديل ومسحها وقالي العدسات موضوعها طويل ياخ .. رجع يقشر وعاين لي مسافة وقالي إنتي يا براءة انا الكرسي دة جايبو ليه .. قلت ليهو عبدو انا كدة مرتاحة الوقفة ما طويلة .. ختى الحاجات الفي يدو وجا جرا الكرسي ومسكني من يدي وساعدني اقعد في الكرسي لانو عالي شوية ... قعدني وختى يدينو في رجليني وقالي كدة ح ترتاحي اكتر .. عشانك اولا وعشان البيبي ثانيا .. قلت ليهو بي هظار كدة يا حنييييين .. دة عمرو شهرين ياداب يعني ماف داعي اكون قاعدة النهار كلو ... قالي إن شاء الله عمرو ثانية انا حر عايزكم ترتاحو .. قلت ليهو والله راسك ما حلو .. قالي مقبولة منك حبيبي .. ورجع يكمل شغلو ..
بعد ما خلصنا مشينا اخدنا قيلولة النهار وصحينا اتغدينا واتجهزنا طلعنا المستسفى عشان نفحص الحمل ماشي كيف .. الحمدلله كلو كان سليم .. ونحن راجعين عبدو كان مشغل اذاعة علمية بتتكلم عن منافع التفاح الاصفر وفوايدو وورجغة كتيرة كدة وهو سايق ومستكين ومستمتع بكم المعلومات الهائل دة .. فجأة مسكت عبدو من يدو اثناء ما هو بسوق لمن استغرب وقالي بسم الله مالك حبيبي .. قلت ليهو عبدو ... وقف العربية و قالي مالك حاسة بي شنو ... قلت ليهو عايزة تفاح اصفر .. قالي شنو ؟ .. عاينت ليهو مسافة وقلت ليهو تفاح اصفر .. عاين لي مسافة وقالي نفسك في تفاح اصفر ؟ .. حركت راسي بمعنى اي .. ضحك وقالي دة وحم ؟.. قلت ليهو ما عارفة بس عايزة تفاح اصفر .. ضحك تاني وقالي حااضر واستعدل بالعريبة وقف قدام بتاع الفواكه وشال كيس تفاح اصفر واداني ليهو .. فتحت الكيس وشلت لي تفاحة قلبتها كدة وقلبتها كدة وشلت منها قرمتين ودخلتها جوا الكيس وربطتو وختيتو قدامي .. عبدو كان بعاين لي بي استغراب شديد وقالي دة شنو دة .. عاينت ليهو وقلت ليهو شنو؟ .. قالي اكلي زي الناس .. قلت ليهو لالا خلاص شبعت ما عايزة .. قالي نعم؟ .. قلت ليهو ما عايزة .. قالي انتي جادة .. قلت ليهو شايفني بهظر .. ضحك ضحكة طويلة وقال وهو بيستعدل بالعربية باين انو في ايام صعبة جاية ...
..
بليل نزلت المطبخ وفتحت التلاجة طلعت المرهم بتاع عبدو الوصفو ليهو مهند قبل فترة وقال لازم يستعملو لمدة ستة شهور عشان يعمل اعادة نمو للخلايا وتبقا اقوا على اساس انو لو اتعرض لي اي اصابة جديدة في ضهرو ما تلتهب بي سرعة وتعمل ليهو مشاكل .. شلتو ومشيت الغرفة لقيتو واقف قدام المراية و بحاول يطلع في العدسات الطبية .. ختيت المرهم في الطربيزة سريع ومشيت مسكتو من يدو نزل عيونو عاين لقاني بحمر ليهو .. ضحك وقالي مالك .. قلت ليهو ما بتتوب ؟ .. اخر مرة مش طبزت عينك وانت بتتطلع فيهم .. قالي كنت ما منتبه بس .. جريتو قعدتو في السرير ورفعت راسو بي يدي وقلت ليهو ما تتحرك .. طلعت ليهو العدسات بي حذر شديد وقطرت ليهو القطرة وجبت ليهو نظارتو لبستها ليهو .. قالي نخدمك في الافراح وضحك .. قلت ليهو هه دمك خيفيف .. ارح خليني امسح ليك المرهم دة عشان ننوم الزمن اتاخر .. استعدل في السرير واداني ضهرو وطلع التيشيرت وقالي ما يكون بارد .. قعدت في السرير وانا بفتح في المرهم وقلت ليهو من التلاجة .. قالي يا براءة ياخ كان تخليهو يسخن شوية .. قلت ليهو اسكت وبطل كلام كتير .. حرك راسو بي يأس ..
بديت امسح ليهو المرهم في ضهرو وبداية اكتافو وجزو بسيط من رقبتو .. لمن قربت اخلص عاينت في وشو بالجنبة لقيتو سرحان .. فجأة عقد حواجو لمن النظارة اتحركت شوية .. قفلت المرهم وشلت منديل مبلل مسحت يدي وانا بعاين ليهو بإستغراب شديد .. قلت ليهو عبدو مالك؟ .. انتبه اخيرا اني خلصت .. ختا يدينو في السرير واستعدل قبل علي وقالي براءة .. قلت ليهو في شنو ؟ .. قالي انا عايز اطلب منك طلب .. استغربت اكتر وقلت ليهو طلب شنو ؟ .. اخد نفس كدة وقالي عايزك تغيري اسامي المحلات بتاعتك .. عاينت ليهو مسافة بي استغراب شديد وقلت ليهو كيف يعني .. قالي يعني تغيريهو من ايسكريم براءة لاي اسم تاني .. قلت ليهو ليه لكن .. قالي انا عارف اني اناني في الحتة دي بس ما قادر اتقبل فكرة اي شاب داخل ومارق يشبكها اسكريم براءة ايسكريم براءة .. الفكرة ما راكبة لي راسي .. كان بتكلم وانا بضحك بصوت مكتوم ولمن خلص ضحكت بصوت عالي .. عاين لي بي برود وقالي براءة انا ما قاعد اهظر .. كنت لسة بضحك وهو بعاين لي بنفس النظرات ونزل رجلو من السرير ووقف على حيلو عايز يمشي .. مسكتو من يدو وقعدتو راجع بعد ما وقفت ضحك وبقيت بس مبتسمة .. مسكت كف يدو وقلت ليهو .. اولا ما اسمها محلاتي .. اسمها محلاتنا لانو المحلات دي بديناها سوا وانت كنت الداعم الاكبر لي بعد الله .. عاينت لي يدو البين يديني ومررت اصابعي على الخاتم اللابسو في اصبعو الصغير وقلت ليهو ..
وثانيا انت ما بتطلب انت بتأمر امر .. ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة .. قلت ليهو وبعدين حتى انا فكرت في الحاجة دي قبل كدة بس الموضوع طلع من بالي وكنت مترددة .. بس بما انو انت طلبت كدة ف حاضر ح نغيرو لاي اسم تاني .. عاين لي مسافة ومسك يديني باس باطنهم وقالي ربنا يحفظك لي .. قلت ليهو ولا يحرمني منك ..
وفعلا بعد كم يوم فكرنا في اسم للمحل يكون مناسب وطلعنا بي اسم {سرمدي} .. محلات سرمدي .. الاسم كان اقتراح عبدو .. قلت ليهو ليه الاسم الغريب دة .. قالي لانو المحلات نشأت بي جهد عجيب .. نشأت بإصرار سرمدي .. وصبر سرمدي .. وجهاد سرمدي .. نشأت بي مواجهات احتاجت لدوافع غير منتهية .. دافع ورا دافع .. دافع دائم الى ما لا نهاية وغير منقطع .. دافع سرمدي .. .. وفعلا طرحنا الاسم الجديد ولاقى قبول عجيب .. دي الحاجة الفرحت عبدو شديد لانو كان متخوف من فكرة تغير الاسم دي تأثر سلبيا بس كان تأثيرها ايجابي جدا .. عبدو كان مهتم بكل تفاصيل المحلات .. حرفيا بأدق التفاصيل .. بس كنت بحس انو مهتمي بيها لانو فيها سعادتي .. لانو فيها تعبي وما هاين عليهو تعبي يروح ..
"وخُلق لك في قلبي وطن يحتويك بأكملك♡"
..
بعد مرور اسبوع ..
الساعة كانت 4 ونص صباحا .. صحيت على صوت كركبة في الغرفة .. عاينت جنبي لقيت عبدو مافيش .. كنت نعسانة شديييد شدييد والجو بارد شديييد .. حركت نظري على الغرفة لمحت عبدو واقف جنب الشباك بيكوي في قميص ومديني ضهرو .. بديت اصحصح وركزت شوية .. كان ضهرو كاشف في عز البرد دة .. كالعادة جذبتني الندوب الموجودة فيهو .. كانو محارب قديم دار عليهو الزمن واعتزل المحاربة ..
اترددت على راسي الجملة الاتقالت لي قبل اسبوع لمن اتصل علي رقم غريب .. "يعني انتي واثقة انو عبدالباقي ما ح يجي يوم ويتعامل فيهو مع ولدو الفي بطنك دة بنفس الطريقة الكان بتعامل بيها ابوهو معاهو ؟ " .. بقيت ساكتة وانا بعاين فيهو والفكرة دي بتدور في راسي .. بينما هو كان مركز في المكوة وشوية يكوي الجهة دي والجهة دي .. وانا بس بعاين ليهو .. بعاين على جانب وشو الظاهر لي وعيونو من ورا النظارة .. معقولة يجي يوم ويحصل كدة؟ ..
انتهى من المكوى وشال القميص اداهو نفضة وفتح الزراير وقبل علي وهو بلبس فيهو وانتبه لي اني صاحية .. رفع نظارتو في شعرو وجا علي وهو مبتسم ابتسامة كانت فيها راحة نفسية عجيبة .. قالي برضو صحيتك ؟ .. صحيت من سرحتي وقلت ليهو انا كويت ليك القمصان كلها امس ليه بتكوي تاني؟ .. قالي القميص اتدفق فيهو الشاي عشان كدة غسلتو ونشفتو وكويتو .. قلت ليهو وانا بنزل من السرير وبقيف قدامو طيب كان تصحيني .. ختا يدو في راسي و قالي ماف داعي ما حاجة كبيرة .. قلت ليهو برضو انت مسافر كان تصحيني اجهز ليك الشاي انا بس شالتني نومة .. ابتسم وهو بعاين لي وقالي اسي زعلانة كدة مالك .. خلاص تاني بجيب ليك دستة تكويها .. ممكن اغير في اليوم ستة مرات .. قلت ليهو على اساس اسي راحمني بالمكوى .. ضحك وقالي طيب مالك بتقابضي من الصباح .. اتحرك من جنبي ووقف قدام المراية وهو بطلع في نظارتو وبحاول يركب في العدسات الطبية وقالي انا بجي المسا يمكن للساعة 12 بليل ما تنتظريني .. جيت شلت منو العدسات وقعدتو في الكرسي ووقفت وشلت القطرة المرطبة قطرتها ليهو في عيونو وانا بركب ليهو في العدسات وقلت ليهو .. عبدو السفر بليل كعب .. بيت في الجزيرة وتعال بكرة الصباح .. قالي لالا كان بيتت بمسكوني باقي اليوم وانتي هنا قاعدة براك ..
قلت ليهو شايفني شافعة ولا حاجة .. غمض عيونو بعد ما ركبت ليهو العدسات شوية وفتحهم وقالي لالا الافضل اجي الليلة وما تناقشيني عشان ما ح اقتنع ليك .. قلت ليهو ياخ لو راسك اليابس دة طريتو شوية ح تبقى جنتل مان .. ضحك وقالي معليش المرة الجاية .. بعدها بشوية الاذان اذن وهو طلع الجامع بينما انا جهزت ليهو جزمتو وغيارو وشبشبو ودخلتهم ليهو في شنطة يد رجالية صغيرة عشان الملابس الح يسافر بيها ما ينفع يقابل بيها في شغل .. مشيت صليت وعملت ليهو اكل خفيف يسند بيهو نفسو قبل ما يطلع عشان اكل الشارع ما بنفع معاهو .. لغاية ما يوصلو هناك ح يكون زمن الفطور جا .. بعد شوية رجع البيت .. قلت ليهو حبيبي اخت ليك تاكل .. قالي وهو بلبس في الشراب اي ختيهو .. جهزتو وختيتو وكترت ليهو من البطاطس المحمرة عشان بيحبها شديد .. جا قعد في الكرسي ومسك الكرسي الانا قاعدة فيهو وجراني بيهو لغاية ما كراسينا اتلصقت .. شال ليهو لقمة ومداها لي قلت ليها اكل انت انا ما جعانة .. اكلني ليها بالعافية وقالي انتي عارفة اني ما بعرف اكل براي .. اكلت معاهو لغاية ما خلصنا لميت الحاجات مسافة هو لبس جزمتو واتجهز وخلص حاجاتو وجا طالع .. قالي حبيبي ما بتحتاجي تطلعي برا البيت كل شي موجود صح ؟ .. قلت ليهو ايوا .. قالي عليك ما تطلعي لغاية ما اجي انتي في مرحلة صعبة اسي ما عايز تحصل حاجة كدة ولا كدة .. قلت ليهو انا اكسل من اني اطلع .. ضحك وقالي فعلا والله نسيت .. مسك يديني باسهم ومسح عليهم بي ابهامو وقالي ح احاول ما اتاخر .. قلت ليهو تصل بالسلامة .. بعد ما طلع قفلت الباب وبقيت واقفة مسافة .. اتذكرت جملة .. "يعني انتي واثقة انو عبدالباقي ما ح يجي يوم ويتعامل فيهو مع ولدو الفي بطنك دة بنفس الطريقة الكان بتعامل بيها ابوهو معاهو ؟ " ... قلت في نفسي .. كان ممكن اخاف من حاجة زي دي لو كنت بحس بالثقة مع عبدو .. بس انا معاهو ما بحس بالثقة وبس .. انا معاهو بحس بالامان ..
لا تبحثوا عن الحب فقط بل ابحثوا عن الصدق الذي يُغلّف الكلمات والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال .. ابحثوا عن ثقة لا تهزها عواصف الدنيا، عن لهفة دائمة وشغف لا ينقطع.. لا تبحثوا عن الحب بل ابحثوا عن السند، عن من يحنو مودةً ويدنو رحمةً، عن الأمان الذي لا يعقبه خوف ♡ ..
بعدها مشيت نضفت البيت وبخرتو وانا مليانة رضى وسعادة وشلت الفكرة دي من راسي تماما ...
_العلاقات تقاس بهذا السؤال .. حين اشتدت عليَّ الدُنيا أين كنت ؟ ..
بعد ما عبدو طلع وانا شغالة في المطبخ سمعت صوت كركبة في البيت .. كنت طالعة عشان اشوف في شنو اتفاجئت بي زول واقف في الصالة .. اتخلعت وخفت شديد و لمن ركزت انصدمت ... حرفيا صدمة ما بعدها صدمة.. دة امجد المابغباني ... كمية الصدمة الدخلت فيني في اللحظة ديك نستني اني واقفة بدون عباية .. لمن انتبهت لنفسي جيت اجري ادخل جوة مسكني من يدي وقالي بتجري مني ؟ قلت ليهو بي خلعة يا ود الناس فكني انت مجنون؟ .. قالي براءة انا امجد نسيتيني؟ .. قلت ليهو ياخ فك امجد ولا غيرو فكني .. جراني وقالي انا عايز نرجع تاني يا براءة .. انا اكتشفت اني ما بقدر اخليك .. الفترة البعدتها دي كلها ما طلعتي من بالي .. نحن كنا بنحب بعض .. اكيد انتي ما نسيتيني .. انا كان كل همي في اللحظة ديك اتفكى منو واجري البس لي حاجة واقفل الباب علي .. قالي براءة سامحيني .. لسة الزمن ما فات ارح نرجع لبعض .. ما حاولت افهم اساسا هو بقول في شنو .. عضيتو في يد شديد قام فكاني وقبل ما اجري عديل مسكني تاني .. ورجع يتكلم وشكلو ما كان واعي ابدا .. قالي اتطلقي يا براءة وانا بجي بعرسك .. عبدو دة ما بيستاهلك دة زول معفن ساي .. انا عرفت ابوهو كان بعمل فيهو شنو زمان .. كلمتك انو ح يتعامل معاك بنفس الطريقة انا خايف عليك .. غشيهو واوهميهو لغاية ما نرجع لي بعض هو ح يصدقك العبي بيهو الفترة دي بس وانا بظبط اموري وبجيك .. براءة نحن بنحب بعض ما تنسي ..
هنا ياداب الكلام حرقني تمام ومن حتتي ديك لصقت فيهو كف لمن يدي حمرت .. وحسيت انو ناري لسة ما طفت قمت ضربتو تاني كف وقلت ليهو عبدو خط احمر يا معفن انت قايلو زيك .. قلع عيونو وقالي انا يا براءة تضربيني عشانو ؟ .. قلت ليهو واضرب عشرة زيك كمان انت قايل نفسك منو ... قالي كويس بقا فيها كدة؟ .. انا ح .. ما كمل كلامو كدة الباب فتح وجا عبدو داخل شايل في يدو كيس تفاح والشنطة في يدو يبدو انو السفرة اتأجلت .. انصدم لمن شاف المنظر .. امجد اول ما شافو فكاني وانا جريت العباية والطرحة الكانو في الكرسي جنبي ولبستهم سريع سريع .. عبدو ملامحو بقت ما بتتفسر .. امجد جرا تجاه الباب استلمو ليك عبدو وبي يدو الشولا دي مسكو ليك من فكو لمن فكو قرب يتكسر وما اكذب لو قلت اني سمعتو عمل طق ... وامجد بحاول يتكلم بس عبدو ما مديهو طريقة ... ..
عبدو فكاهو ومسكو رصعو كفين بالشمال قربن يجيبو اجلو وردرقو في الارض واداهو شلوت في بطنو لمن قعد يقح .. امجد انطوى عل نفسو جنب الكنبة وقاليهو عبدالباقي اسمعني .. انت اسي منفعل كدة مالك اهدا .. معقولة عايز تعمل كدة عشان دي .. دي واحدة مشبوهة في قضية مخدرات واتسجنت قبل كدة وحتى زمان كانت بتبيع اسكريم في الشوارع والمواقف اسي انت غضبان عشان دي؟ ... انت ما عارف البت دي وراها في شنو .. بس الساعة العبدو نهرو وانفصم فيهو وقاليهو دي بتخصني ... بي كل الحاجات الفي حياتها سمحة وكعبة او اي كان دة من شأني انا ما من شأنك انت فاهم .. وانت الليلة غلطت غلطة حياتك لم ختيت يدك عليها .. انت عارف الحاجة دي ح تعمل فيك شنو ؟ .. حرفيا عبدو كان في غصة في صوتو وعيونو بلمعو وهو بقول انت تخت يدك في مرتي؟ .. امجد بقى بعاين ليهو بخوف وترقب بينما عبدو طلع قاش البنطلون بتاعو وقبل علي قالي خشي جوا .. انا ولا كضبت طوالي دخلت جوا .. وبس قبل عليهو محطو محط اليوم داك لدرجة انو عبدو زاتو يدو ورمت .. لمن حسيت انو امجد بقى ما مستحمل طلعت مسكت عبدو من نصو وقلت ليهو خلاص كفاهو عليك الله .. اعتقد انو كان ناوي يقتلو اليوم داك ..
..
..
قالو له: تِلك!
"قال وما بها تِلك! تِلك بسيئاتها، بخِصَالها، بطِباعها، بكل قبيح فيها تَخُصّنى، فلا شأن لكم بتِلك..!♡!"
..
..
بعد مرور عام ..
طلعت من الغرفة بعد ما نضفتها وبخرتها ومشيت الصالة لقيتها مضلمة الا من ضو الشاشة العاكس في عبدو الراقد في الكنبة وفوق لي صدرو راقد حسن ورجلينو واصلة لغاية بطن عبدو بس .. ما فتحت النور وجيت بي ضو الشاشة قعدت جنب راس عبدو وبقيت بصحي فيهو بس ما ابدى ردة فعل غير انو مسك حسن عليهو زيادة .. ضحكت وشلت النظارة من عيونو وختيتها في الطربيزة ورجعت مرتت يدي على شعرو لغاية ما نزلتها على دقنو ومسكت لي سبيبة من دقنو وجريتها قلعتها وانا بضحك وهو ياداب فتح عيونو عاين لي .. قلت ليهو قوم حبيبي ادخل جوة نضفت الغرفة القلبتوها لي انت وولدك دة رأسا على عقب .. ابتسم وباين عليهو النعاس و مسك حسن واستعدل في الكنبة وعاين لي قالي تعبناك صح في اخر الليل دة اعفي لي .. قلت عبدو ما تقول كدة ما تعبت ولا حاجة انت التعبان النهار كلو شغال واخر اليوم جيت مسكت مني حسن كمان .. جيبو وقوم ارقد جوة ارتاح ... شلتو منو وهو قام على حيلو دخل جوة ورقد في السرير طوالي من التعب .. ختيت حسن جنبو وهو نايم ومجرد ما حسن حسا بي ابوهو جنبو اتقلب عليهو وختا رجلو في بطنو .. ضحكت عليهو ومشيت المطبخ فتحت التلاجة اشيل لي عصير لقيتها مليانة تفاح .. ما عارفة عبدو جاب فكرة انو الوحم بيستمر لبعد الولادة من وين .. شلت عصيري ورجعت الغرفة رقدت جنبهم وفتحت التلفون جاتني رسالة من وصال مكتوب فيها "الليلة مهند في نص الونسة دقس وقالي انو عبدو قبل ستة شهور لمن باع عربيتو الاولى ما باعها عشان عايز يغيرها .. باعها عشان يرمم بيها محلاتك الاتحرقت كلها عشان ما تكوني حاسة بالعجز ...
عشان تفضلي تحاولي على طول مهما حصل معاك .. ربنا يحفظو ليك حبيبتي .. النقوم اقول لي مهند يبيع العربية ويرمم لي غوايش دهب " .. ضحكت عليها و عاينت لي عبدالباقي وهو نايم كدة .. ما كنت متفاجأة لاني عارفة انو عبدو ممكن يعمل اكتر من كدة عشاني .. حسيت بي فخر .. واني محظوظة شديد انو هو راجلي ونصيبي الحلو من الدنيا .. طلعت السلسل الاداني ليهو قبل سنين من رقبتي .. اتحسست النجوم الفيهو بي اصبعي واتذكرت كلامو القالو لي لمن جابو لي زمان ... {كل ما تحسي انك تعبتي او انكسرتي وما قادرة تواصلي في الدنيا دي .. اتذكري النجوم السرمدية الحكيت ليك عنها .. خلي عزيمتك بمقدارها .. اوعي يوم تستسلمي لي حاجة وربنا مديك القدرة على انك تحققيها ♡} ..
عاينت لي خاتمي الفي يدو وتاني عاينت ليهو ولي حسن وتاني عاينت ليهو مسافة وهو وغرقان في النوم وقلت ليهو .. "انت دايما بتقولي كوني نجمة وزيني حياتك .. بس انت ما عارف انك انت النجوم الزينت حياتي كلها ♡" ..
♡وَاصل كِفاحك مهما كسَرت الأيام قُوتك، كُن إيجابيًا وقاوِم لأجلْك ثمّ لأجل أُمنياتك ومُبتغاك، كُن عظِيمًا لأنك تستحق ذلِك"..
إرفضوا الإنطفاء ، كونوا كنجومٍ سرمديّه قُدّر لها أن تُضيء إلى الأبد♡ ..
