
حبيبة عمري
عندما وصل آدم كانت الشرطة قد وصلت، أسرع بكل قوته إلى الداخل ليتراجع أمام منظر الدماء التي ملأت المكان، كانت الاسعاف قد وصلت وأسرع إليها ورجال الاسعاف يحملونها فهتف بفزع وخوف وألم
"رنين، رنين أجيبي، رنين لن تتركيني الآن"
أمسكه أحدهم فحاول أن يبعده ولكن الرجل قال "اهدء لابد أن تذهب إلى المشفى حالتها خطر"
كان رفعت هو صاحب الصوت الذي أمسكه، نظر آدم إليها بهلع ثم أسرع خلفها إلى سيارة الاسعاف، حاول أحدهم منعه مرة أخرى ولكنه قال بغضب
"إنها زوجتي"
تركه الرجل فركب معها أمسك يدها ونظر للطبيب الذي كان يقوم بالاسعافات الأولية وسأله "ما هي حالتها؟ أرجوك طمنئي"
لم ينظر إليها وقال "جرح غائر بالذراع وطعنة بالسكين بالكتف ونزيف وأعتقد أنها ولادة مبكرة، بأي شهر هي؟"
امتلأت عيونه بالدموع وقال بألم "الثامن"
ثم عاد ليدها الملوثة بالدماء وسالت دموعه وهتف بألم "أنا آسف حبيبتي، والله آسف، لم يكن بيدي أن أتركك وحدك، أنا لم أحميكِ كما كان يجب علي، سامحيني حبيبتي، أرجوكِ"
وصلت الاسعاف للمشفى وأسرعوا بها إلى العمليات، تعرف عليه دكتور علي الذي كان يعالج العمة، أوقفه وقال "اهدء يا باش مهندس سأكون معهم وأخرج لأطمئنك"
نظر إليه وعيونه الدموية تنطق بالحزن والألم من شدة احمرار عينيه ثم تراجع أمام علي وقال
"أريد أن أكون معمعهاأرجوك لن أتركها مرة أخرى إنها حبيبة العمر، هي وابني كل ما لدي في الحياة، من فضلك دعني ادخل وأعدك أنني لن أكون مزعجا فقط أكون بجانبها واطمئن على أنفاسها، أرجوك"
أشفق علي عليه فقال بعد لحظة "حسنا ستأتي على مسؤوليتي الشخصية ولكن أرجوك"
قاطعه آدم وهو يمسكه من ذراعيه "سأفعل كل ما تقوله، أعدك"
دخل معه، تعقم وارتدى زي العمليات وتبع علي إلى الداخل حيث رآها وهي بين أيادي الله ثم الأطباء
طالت الجراحة وانخفض ضغط الدم كثيرا نتيجة النزيف الذي أصابها وأسرعوا بنقل دم إليها كل ذلك وهو يحاول أن يتماسك وأخيرا أخرجوا الطفل كان سعيدا بأنه يراه يخرج للحياة ولكن ما حدث جعله يفقد سعادته فقد توقف جهاز القلب وأطلق صافرة طويلة دليل على توقف القلب
كاد يندفع إليها ولكن الممرضين أحاطوا به وهو يصرخ "رنين، لا، لن تذهبي، رنين أنا هنا، أنا آدم حبيبك"
كان الأطباء يحاولون انعاش القلب بالصدمات الكهربائية بينما اندفع هو بكل قوته مبعدا كل من حوله إليها وسقط على جسدها الصامت وضرب على قلبها بقوة وقال بألم ودموع "رنين عودي هل تسمعيني؟ لابد أن تعودي من أجلي وأجل عمتي وأحمد ابننا، رنين لن تذهبي، لن أتركك، عودي أرجوكِ، رنين أنا أحبك، أحبك ولم أحب سواكِ، رنين أنا أحبك، أحبك"
سالت دموعه وهتف "رنين لا تتركيني خذيني معكِ الحياة لا معنى لها بدونك، كفانا أحزان ودموع، رنين أرجوكِ عودي، عودي حبيبيتي، عودي"
زادت ضرباته على صدرها بقوة وفجأة عاد الجهاز يعمل، نظر الأطباء لبعضهم وتوقف هو عن الصراخ وجذبه علي وقال "لقد عادت هيا تعالى ليكملوا عملهم"
ترك دموعه وظل يمسك يدها بقوة وقال "لن أتركها سأبقى هنا، هي تسمعنى وتشعر بي وتريدني بجانبها"
نظر علي لأحد الأطباء فهز رأسه فترك آدم وابتعد، ركع على ركبته بجانبها وهمس بألم وحزن ودموع تركها على وجهه "أنا هنا يا حبيبة العمر، هنا رنين عمري وقلبي، لن أتركك أبدا"
وأخيرا انتهى الأطباء ونقلوها إلى الإفاقة وهو معها حتى أفاقت دون وعي بما حولها ثم انتقلت للعناية وهو معها لم يترك يدها حتى قال علي "هي بحاجة للراحة وأنت أيضا اتركهاو.."
قاطعه دون أن ينظر إليه "إذا تركتها فلن تتركني هي، من فضلك دعني معها"
قال علي "وابنك!؟ ألن تراه؟ إنه بالحضانة وسيظل بها بعض الأيام أنت تعلم هيا تعالى لتراه"
قال وهو يقبل جبينها "لا، سأراه معها عندما تعود إلي"
ربت على كتفه وقال "ستعود طالما هناك قلب يحبها هكذا فلابد أن تعود"
نظر إليه آدم فابتسم علي وتركه وذهب بينما ظل هو بجانبها ساعات لم يعرف عددها كان الأطباء يتابعونها بانتظام ولم يجرؤ أحد على إبعاده عنها وانفصل عن العالم كله وكأن الحياة فجأة اصبحت هي وهي وحدها فقط
كان يضع رأسه على يدها ويدعو الله بشفائها فإذا به يسمع اسمه، رفع رأسه فعاد صوتها يناديه، أسرع ينظر إليها بلهفة وقال "رنين أنا هنا"
فتحت عيونها وكأنها تأتي من مكان بعيد لا تريد أن تتركه فقد ر أت والدها وهو يقف وسط بستان أخضر مليء بالزهور الملونة وقت الربيع يبتسم إليها ويمد يده لها، ابتسمت بسعادة وأسرعت إليه، أمسك يدها واحتضنها وقال "ستأتين معي؟"
نظرت اليه وقالت بسعادة "نعم داد لقد اشتقت لك جدا، لم يحبني أحد سواك"
ولكن فجأة رأت آدم من بعيد يجري إليها وهو يناديها بقوة "رنين عودي هل تسمعيني؟ لابد أن تعودي من أجلي وأجل عمتي وأحمد ابننا، رنين لن تذهبي، لن أتركك عودي، أرجوكِ، رنين أنا أحبك ولم أحب سواكِ، رنين أنا أحبك، حبك"
نظرت إليه لقد قال أنه يحبها، نظرت لوالدها وقالت "داد آدم أتى ويقول أنه يحبني ويريدني"
ابتسم الرجل وأفلتها وقال "إذن عودي إليه لم يأتي وقتك بعد"
نظرت لآدم الذي كان قد وصل إليها وأمسك يدها وأخرجها من البستان فهتفت بسعادة "آدم"
سمعته يجيبها "رنين أنا هنا"
فتحت عيونها فرأته يركع بجانبها وينظر إليها بعيون مثل كاسات الدم، حاولت أن تبتسم وقالت بضعف "أنت من أخرجني من البستان"
لم يفهم وقال "أي بستان؟ أنا لا أفهم"
أغمضت عيونها وقالت "كنت سأذهب مع داد ولكنك أعدتني"
فهم كلامها وما حدث أثناء الجراحة فقبل يدها وقال "وهل كنتِ ستتركيني؟ أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك رنين أنتِ حياتي، أنتِ حبيبة العمر"
فتحت عيونها ونظرت إليه وقالت "حبيبة العمر؟ حقا أنا حبيبة العمر؟ أنا حبيبتك؟"
قبل يدها مرة أخرى وقال بصدق وحنان "هل تسألين؟ أنتِ لستِ حبيبتي فقط، أنتِ عمري كله، قلبي وروحي"
ابتسمت وقالت "ومتى كنت ستخبرني بحبك؟ بعد أن أموت"
أغمض عيونه ثم فتحها وقال "لا حبيبتي، لا تتحدثي عن الموت ولكني كنت أخشى أن لا تبادليني الحب فينجرح قلبي جرحا لن أقدر على شفاؤه فالجرح من العالم كله شيء ومنك أنتِ شيء آخر"
قالت بتعب ولكن بسعادة "إذن أنت لم تدرك مشاعري يوما ولم تفهم سبب تحملي لكل أحزاني وشقائي؟"
قال بحزن "أنا سبب كل أحزانك وشقائك ولكن غصبا عني والله حبيبتي، رنين أرجوكِ لا تتركيني أنا أحبك رنين، أحبك بجنون، أحبك ولا يمكنني أن أتخيل الحياة بدونك"
أغمضت عيونها وقالت "حقا!؟ كم تمنيت أن أسمعها منك، كم عشت أنتظرها وأحلم بها ومع ذلك رضيت أن أكون بجانبك دون أن أسمعها"
شعر بحزن من أجلها وغضب من نفسه وقال "أنا آسف حبيبتي لغبائي، سامحيني فكم تمنيت أن أخبرك بحبي من أول يوم رأيتك ولكن عنادك وغضبك وما حدث بيننا منعني وخشيت ألا يكون قلبك لي"
قالت بسعادة "لمن إذن وأنا لم أكن لسواك؟ اخترتك وتمنيتك وأصبحت زوجتك برضائي"
قبل جبينها وهمس "تحبيني؟"
نظرت إليه وقالت "بعدد سنوات عمري أحبك، بعدد نبضات قلبي أحبك، بكل نفس من أنفاسي أحبك"
أغمض عيونه وقلبه يكاد يقفز من صدره من سعادته ضم يدها لصدره وقال "وأنا أعشقك حبيبتي، منذ أن وقعت عيوني عليكَ ووقع قلبي أسيرعنادك وقوتك، جمالك فتني، عيونك أخذتني، لم أكن أستطيع أن أتخيل الدنيا بدونك فكنت أتصنع الأسباب لبقائك وإلى الآن لا يمكنني أن أتخيل الدنيا بدونك ولا أتمنى من الحياة سوى أن أمضي عمري كله بين ذراعيك حيث أجد الحب والحنان والأمان، معكِ حبيبتي أعود طفلا بين أيادى أمأمهأشتاق لحنانك وصبرك وتحملك لغبائي وقسوتي، سامحيني على كل ما سببته لكِ واضيئي حياتي بعودتك"
ابتسمت ثم قالت "سامحتك منذ الأزل حبيبي ولم يكن في قلبي لك إلا الحب"
قبل جبيبنها مرة أخرى فابتسمت وقالت "ابننا؟"
أحاط وجهها بيده وقال "بخير، سنراه سويا عندما تنهضين"
ابتسمت وقالت "ماما"
تراجع وقد تذكرها وقال "يا الله! لقد نسيتها فقد تركت المطار عندما اتصل بي آسر وأخبرني عن أميرة وعنكِ"
قالت بدهشة "تركتها!؟ وماذا حدث؟ وكيف عرف آسر بما حدث؟ لا يهم الآن فقط اذهب واعرف أين ماما؟"
شد على يدها وقال "لن أتركك"
قالت بسعادة وراحة "أنا بخير اطمئن، اذهب لماما أنا قلقت عليها، هيا اذهب"
عاد وقال "أخبرتك أني لن أتركك، هيا أخبريني ماذا حدث؟"
ابتسمت بضعف وحكت له ما حدث ثم ختمت كلامها قائلة "آسر ضحى بنفسه من أجلي وأنقذ حياتي من ذلك المجرم"
لم تأخذه الغيرة هذه المرة وإنما قال "يحبك بجنون"
شعرت بالخوف ولكنه قال "ومع ذلك تقبل أن تكونى زوجة لغيره كي تكوني سعيدة، تعلمت منه درسا لن أنساه عن الحب والتضحية، ثم ما هذه الشجاعة يا زوجتي الحبيبة؟ لقد أصبتِ الرجل وقاومتِ أميرة ثم قتلتيها"
نظرت إليه بإصرار وقالت "كان لابد أن تموت وإلا لقتلتني أنا وابني ولم تكن لتتركنا إلى آخر العمر، أميرة كانت تعيش بالشر وها أنا بسببها أصبحت قاتلة وربما يتهمني البوليس بالقتل"
تراجع وقال "لا أظن ذلك، إنه بالتأكيد دفاع عن النفس خاصة بظروفك التي كنتِ بها، أكيد رفعت سيتولى الأمر ولكن أنا أفكر من منهم مات ومن ما زال على قيد الحياة؟"
قالت بحذر "آسر؟ أقصد"
قبل يدها وقال "لم يعد للخوف مكان حبيبتي، لم أعد أتضايق من ذكرك له الآن أدركت أنه الأخ والصديق لابد أن أطمئن عليه"
قالت بابتسامة هادئة "إذن هيا اذهب أنا بخير"
ربت علي عليه وقال "افعل ما تقول فهي بخير ولكنها تحتاج للراحة وأنت ترهقها"
هز رٱسه وقبل جبينها وقال "حاضر ساذهب لأطمئن عليهم وأعود إليكِ"
قال علي "ستخرج بعد ساعات قليلة فقد أصبحت بخير"
قالت "وابني"
قال علي "بالحضانة، تعلمين أن الولادة مبكرة وهو لم يكتمل نموه ولكنه بخير اطمئني ما ٱن تستعيدي صحتك حتى يمكنك رؤيته"
نظرت لآدم الذي بادلها النظرة وقالت "سأراه مع آدم"
قبل يدها مرة أخرى وقال "حبيبتي هل أتركك الآن؟"
هزت رأسها وقالت "نعم أشعر برغبة في النوم"
ابتسم وتركها وقد عادت الراحة إلى قلبه، ما أن خرج حتى لم يجد أحد تبعه على فقال "أين الجميع؟"
قال علي "الباش مهندس آسر بغرفة .. وأميرة طبعا لم تنجو الرصاصة كانت بالقلب والرجل الذي كان معهم حالته حرجة وما زال بالعناية ولكن تحت حراسة مشددة"
قال آدم وهو يتصل بعمته "ألم يأتِ أحد من العزبة؟"
لم يجد شبكة بالهاتف ولكن علي أجاب "كلهم بغرفة الأستاذ آسر"
شكر علي ثم اتجه إليهم ولكنه قابل رفعت الذي قال "كيف حال المدام؟"
هز رأسه وقال بإرهاق واضح "الحمد لله أصبحت بخير، ما وضعها بالقضية؟"
قال رفعت "أنا قيدت الجريمة على أنها دفاع شرعي عن النفس لا تقلق كل شيء في صالحها، لا تنسى أن أميرة هاربة من السجن وذلك الرجل مسجل خطر لدينا، المهم لا تقلق أنا سأظبط كل شيء ولكن ما زال هناك أمر لم أصل إليه بعد"
تأمله آدم وقال "ما هو؟"
قال "كيف علم آسر بما سيحدث؟"
هز آدم رأسه وقال "أنا سألته ولكنه أبعد الموضوع وقتها ولكني ما زلت أفكر بالأمر ولابد أن أعرف"
قال رفعت "وأنا أيضا لابد أن أعرف، عموما الحمد لله على سلامة المدام ومبروك المولود الجديد"
هز آدم رأسه وقال "شكرا لك سيادة الرائد"
دخل آدم غرفة آسر، كانت العمة وعم صابر وهيثم وشهد التي بدى الحمل عليها هي الأخرى والجميع موجودين
نهض صابر وهيثم وشهد واسرعوا اليه بلهفة وصابر يسال " ادم كيف حالها كيف حال رنين ؟"
مرر نظره بينهم وقال "الحمد لله هي بخير لقد أفاقت وتحدثت معي"
تنهد الجميع براحة وقالت شهد "هل يمكن أن أراها؟"
نظر إليها وقال "هي بالعناية ولن يسمح لك بالدخول أنتِ حامل، اطمئني هي بخير"
وأخيرا اتجه إلى عمته التي لاح الحزن بعيونها، ألقى نفسه بين أحضانها وكأنه كان يشتاق لذلك الحضن وأحاطته المرأة بحنان
ابتعد قليلا وقال أنا آسف عمتي، غصب عني والله"
ابتسمت المرأة وقالت "أعلم يا حبيبي هي تستحق، هل هي بخير؟"
قبل يد عمته وقال "نعم الحمد لله"
قالت بسعادة "وحفيدى هل رأيته؟"
هز رأسه نفيا وقال "لا لن أراه إلا معها"
ابتسمت ولم تعلق، نهض والتفت إلى آسر الذي كان راقدا بالفراش وكتفه محاط الضمادات، اتجه إليه وقال "الحمد لله على سلامتك كيف حالك الآن؟"
أجاب آسر "الحمد لله كيف حالها؟"
جلس آدم أمامه وقال "الحمد لله بخير، لقد كتب الله لها عمر جديد، لا تنسى أنك أنقذت حياتها أنا مدين لك"
أبعد آسر عيونه وقال "ليس دين يا آدم إنه واجب، واجب الأخ تجاه أخته أخبرتك بذلك"
أخفض آدم عيونه وقال "ٱنا أعلم أنك تحبها حبا لا يضاهيه شيء ولكن .."
نظر آسر إليه وقال "لكن هي اختارتك أنت وقلبها أحبك أنت وأنا قبلت بالأمر طالما به سعادتها ولأني أعلم أيضا أنك تحبها بنفس مقدار حبي وربما أكثر فقط أنا أتمنى أن تتقبل وجودي في حياتها كأخ وأنا أعدك.."
وضع آدم يده على يد آسر ليوقف كلماته وقال "بدون أي وعود يا آسر وجودك أصبح أمر ضروري بحياتنا كأخ وسند لي ولها"
ابتسم آسر وأكمل آدم "فقط لي عندك سؤال يحيرني"
زاغت عيون آسر ولم يرد فأكمل آدم "من أين عرفت بما كانت تدبره أميرة؟"
نظر آسر إلى الجميع ففهم آدم أنه لا يرغب في الحديث فنظر إليهم ففهموا، خرج الجميع ما عدا العمة نظر ادم اليه فقال اسر "قبل أن أتحدث أريد وعد منك بأنك لن تخبر أحد بما سأقول"
حدق آدم به ثم قال "أعدك ألا أقول"
وأخيرا قال "منذ أن عرف بابا بأنك ارتبط برنين والغضب تملك منه وتشاجر معي لأننى تركتها لك، كان يريدني أن أعيدها عنوة وأتزوجها رغما عنها ولكني رفضت لأني أدركت أنها تحبك وتريدك، بالطبع حاول بكل الطرق معي وعندما فشل بحث عن طريق آخر إلى أن وجده"
نظر آدم إليه وهمس دون شك "أميرة"
هز آسر راسه وقال "نعم كانت البداية يوم خطوبة هيثم وخطة أميرة معك، كان كله مدبر مع بابا وأنا سمعت بابا وهو يؤكد خطته معها بالهاتف بنفس الليلة لذا أسرعت إلى الفندق لإيقاف الأمر ولكن بالطبع تأخرت ويومها تشاجرت أنت معي، بعدها تحدثت مع رنين وحاولت أن أوضح لها أن الامر كله خدعة من ٱميرة دون أن اذكر بابا وكي أرتاح من كلامه رحلت إلى المانيا ربما يهدأ ولكني لم أشعر بالراحة وقبل الحادث بيومين عرفت من سكرتير بابا أنه طلب منه تدبير هروب امرأة من السجن ولكنه لم يوافق وقتها فهمت أنها أميرة فقررت العودة هنا وبالفعل وصلت في نفس اليوم الذي كان بابا يتفق فيه مع أميرة بالهاتف على ما سيكون وعندما واجهته وحاولت أن أمنعه، تشاجر معي كالعادة وحبسني بأحد الأماكن وأخذ منؤ الهاتف طبعا كي لا أصل إليكم، ظللت حبيسا إلى أن وصل إلي سكرتيره وساعدني على الهرب وأعاد لي هاتفي فاتصلت بك وأخبرتك بالأمر، آدم أرجوك أنا لا أريد الإضرار بأبي أنت تفهم طبعا"
شعر آدم بالغضب ولكنه حاول ألا يبديه وهو يقول "ولكن لماذا؟ ماذا سيستفيد من موتها"
أخفض راسه وقال "كان يريد الحصول على أملاكها بالتوكيل القديم الذي أوقفته رنين فلو ماتت فلن يعرف أحد أنها أوقفته وربما تلاعب هو بالأمر"
نهض آدم محاولا التحكم بغضبه قبل أن يقول "آسر والدك لن يترك رنين وأنت تعلم ذلك"
قال آسر برجاء "لا، أرجوك يا آدم لقد أنهى إجراءات الهجرة إلى استراليا قبل حادث رنين، كان يريد أن يحصل على أموالها ثم يرحل ولكن الآن لابد أنه رحل دون أؤ شيء وبالتأكيد رحل لأنه حتى لم يسأل عني أو يراني، أنا ابنه لم يهتم لأمري ورحل ولكن أنا أعلم أنه يخشى من مواجهتي بعد أن عرفت ما كان يدبره، لقد انتهى الأمر يا آدم من فضلك انساه وأنا أعدك ألا يتعرض لها مرة أخرى"
لم يهدء آدم ولكنه نظر لآسر وقال "دينك يقيدني يا آسر وأنا لا أعرف كيف يمكنني أن أترك من فعل ذلك بزوجتي؟ حقي لم أعتد أن أتركه أبدا"
أخفض آسر رآسه وقال "أعلم ولكنه أبي، أرجوك يا آدم لا تجعلني أندم أني أخبرتك الحقيقة"
قال آدم بغضب مكتوم "وكيف ستفسر للشرطة معرفتك بالأمر"
نظر إليه آسر وقال "سأخبرهم أني عرفت من أميرة نفسها لأنها طلبت مساعدتي وأنا رفضت"
حدق آدم فيه ثم قال "لن يصدق رفعت كلامك، ليس منطقي وأخشى أن التحريات تؤدي إلى والدك"
أخفض آسر عيونه وقال "أكون أنا قد حاولت إنقاذه، ثم ما الفائدة فقد رحل إلى استراليا فلن يصل إليه البوليس لقد انتهى الأمر يا آدم ورنين قتلت أميرة، قتلت الشر الذي كان يطاردكم وبابا لن يفكر بالعودة مرة أخرى أنا سأضمن لك ذلك"
ابتعد آدم ولم يستطع ان يرد فربما تنال الأيام من سالم بعيدا عنه فلن يمكنه أن يرد لآسر الجميل بقتل والده أو الإبلاغ عنه...
دخلت الحضانة وهو يساندها ونظر الاثنان إلى ابنهما والدموع تتلألأ بعيونها، كان كالملاك وهو نائما تختلف مشاعر الأمومة عن مشاعر الحب فعند وصفها تتراجع كل الأقلام وتتخاذل الكلمات وتنفذ كل الأوصاف، منحته لها الممرضة فحملته بوهن واشتياق دام شهور طويلة من التعب والألم والانتظار، ضمته لصدرها وكأنها تحميه مما ينتظره من الأيام ..
قبلته ثم نظرت لآدم الذي تراقصت السعادة بعيونه وهو يرى ابنه الذي تمناه، ابتسم لها وضمها إليه وهمس "هو يشبهك حبيبتي"
ابتسمت وقالت "ولكنه سيكون مثلك أنت حبيبي؛ رجلا قويا تخدم وتساعد كل الناس"
وأخيرا عادت إلى المزرعة وهي تحمل صغيرها بين ذراعيها وهمست له "هنا ولد حبي لوالدك وهنا بدأت حياتي، دموعي وأحزاني وهنا ايضا ولدت سعادتي، أفراحي وأحلام، هنا الحلم الذي حلمت به وتمنيته ونفذته"
شعرت به يحيطها بيده وقال "لماذا أتيتِ به هنا؟"
نظرت لزوجها الذي اختلف تماما عما كان، أصبح أكثر حنانا وحبا ولم يتوان لحظة عن إسعادها ومنحها الحب والحنان كما فعلت هي
قالت بابتسامة اضاءت حياته "كنت أخبره عن أرض ميلادي، مزرعتنا التي ولد بها حبي وفيها حلمت بكل ما أعيشه معك الآن"
قربها منه أكثر وقال "نعم، هنا ولد حبنا وهنا بت أتمنى أن أسمع منكِ كلمة حب وهنا عشت أحزانؤ على بعدك أو غضبك وهنا أيضا عشت السعادة والحب"
مالت برأسها على كتفه وقالت "أريد أن أنس كل ما كان يا آدم، أنا الآن أريد أن أعيش من أجلك وأجل أحمد فقط وأن أستمتع بحبك الذي لا أريده أن ينتهي"
قال بحب واضح "لن ينتهي أبدا حبيبتي، الحب لا ينتهي بالضبط كما كان والدك يؤمن بذلك فقط أنا أريدك أن تحبيني مثلما أحب هو والدتك أنا بحاجة لحبك وحنانك فقد حرمتني الأيام من الحب والحنان ولم أعرفهم إلا معكِ، أحبيني رنين أحبينؤ من قلبك كما أعشقك وأحبك بجنون"
ابتسمت بسعادة وقالت "أحببتك وأحبك وسأحبك إلى آخر العمر حبيبي"
وأخيرا انتهت الدموع ولم تعد عزبة الدموع وإنما عزبة الأمل والحب والسعادة، ربما يولد الحب من بطن الدموع ولكنه ينفضها ويرتقي بأصحابه آلى قمة السعادة فلنؤمن بالحب لأنه منارة العشاق في ظلمة اليأس من ظلم الأيام، يمنحهم الأمل في يوم جديد مليء بالسعادة كما هي الآن رنين مع آدم وبينهما أحمد الصغير ...
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل
باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو
قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمد الله
لقراءة باقي الفصول من هنا
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل
باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو
قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمد الله
لقراءة باقي الفصول من هنا