رواية جلسة مشاعر الفصل الخامس5والاخيربقلم شهد محمد


رواية جلسة مشاعر الفصل الخامس5والاخيربقلم شهد محمد

قعدت على الكنبة والموبايل لسه في إيدي حسيت بدقت قلبي أسرع من العادي ، كأن جوايا جرس إنذار مش راضي يهدى.

بصيت حواليا .. الصمت كان تقيل وهدوء البيت بيزود دوشة الأفكار في دماغي.

قمت أقف قدام المرايا
بصالي صورة واحدة بس جوا المرايا كنت شايفة نسختين مني

واحدة عايزة تجري على نور وتسمع اللي نفسه يقوله والتانية واقفة متحفظة بتشدني لورا وتقوللي لأ إنتي مش جاهزة تدخلي أي حاجة دلوقتي.

لمست المرايا بأطراف صوابعي وقلت بصوت واطي كأني بكلم نفسي:

ـ حتى لو قال إنه بيحبني .. هرفض.

كلمة هرفض طلعت مني مترددة نصها اقتناع ونصها كدب.

كنت عايزة أصدق إني قوية ومستقلة بس الحقيقة جزء مني كان بيتمنى يسمعها.

قعدت طول الليل ألف وأدور بين الرغبتين دول
كل ما أغمض عينيّ ألاقي صورته ونظرته اللي قبل ما ينزلني من العربية ، النظرة اللي قفلت عليا دماغي ومخلتنيش أعرف أنام.

وتاني يوم في الشغل كنت مجهزة نفسي لابسة قناع البرود واللامبالاة.

هو جه متأخر شوية دخل القاعة وسلامه عادي جداً ، كان باين عليه التوتر ، والكلام الكتير في عيونه ومش عارف يقوله إزاي .

لما خلصت الجلسة استناني برا وقال:

ـ ليلة .. فاضيه نتكلم؟

حسيت برجليا تقيلة بس ابتسمت ابتسامة مصطنعة وقلت:

ـ عارفة إنت عايز تقول إيه يا نور .. ومش لازم.

ـ إنتي متأكدة؟

ـ أيوه .. خلينا صحاب وزمايل أحسن وأأمن.

سكت.
ماجادلش ماحاولش يقنعني.
بس الصمت بتاعه كان أوجع من أي كلمة.

من اليوم ده بقى بيتعامل معايا رسمي جدًا حدود واضحة ، كأنه فعلاً صدقني وقرر يسمع كلامي.

وأنا؟
كل مرة كان يسلّم عليا ببرود كنت بحس إني أنا الخسرانة.

بدأت أراجع نفسي
 هو أنا عايزاه ولا لأ؟
طب لو مش عايزاه ليه بيوجعني بعده؟

لحد ما في يوم سمعت صدفة إنه هيسافر تاني.

الكلمة وقعت على ودني كصفعة.

حسيت قلبي وقع مني
إزاي هيسافر وأنا لسه ماعرفتش أجاوب نفسي؟

اتجننت ، مكنتش عارفه أتصرف إزاي أو اعمل إيه.

مسكت الموبايل وانا متردده اكلمه ولا لأ .

وقبل ما ارن عليه كانت مريم صاحبتي بترن ، رديت عليها:

ـ آلو ؟

ـ ليلولة تحبي نعدي عليكي ناخدك بليل؟

ـ تاخدوني فين؟

ـ إيه يا بنتي مش هتيجي خطوبة خالد وسلمى ولا إيه ؟

ـ بتهزري هي انهارده أنا راح عن بالي خالص .

ـ هتيجي ولا لأ طيب العيادة كلها جايه .

سكتت ثواني وقولت:

ـ نور هيكون موجود ؟

ـ آه شفت دكتور خالد وهو بيأكد عليه امبارح .

ـ خلاص تمام ابقوا عدوا عليا بالليل .

ـ أتفقنا .

قفلت معاها وانا مستغربه نفسي إزاي نسيت كدا !

سيبت الموبايل وبصيت لنفسي في المرايا وانا بقول:

ـ دي فرصتك تصارحي نفسك وتصارحيه قبل ما يسافر يا ليلة !

فتحت الدولاب والاختيارات قدامي عاملة زحمة جوه دماغي كل قطعة كنت بمسكها وأرجعها، لحد ما عيني وقعت على اسيكيرت تايجر عمري ما لبستها قولت يمكن ده أنسب وقت.

لبستها فوق توب أسود بسيط ومعاه الهيلز الجديدة اللي كنت شاريها من قريب ولسه ما أخدتش فرصتها.

بعدها بعدت عن الدولاب ورُحت على التسريحة ركزت على ميكب عينيّ بالذات كأن كل اللي عايزاه يوصل من عينيّ من غير كلام.

 خط آيلاينر، لمعة هايلايتر ، ماسكارا تقيلة، وشوية شادو دخاني، روج أحمر مع مناكير نفس الدرجة. 

ورشيت من البرفيوم اللي بحبه ريحته بالنسبالي علامة.

وقفت قدام المرايا تاني سألت نفسي بصوت مسموع:

ـ إنتي عايزة نور ولا لأ؟

بصيت في عينيّ، والإجابة كانت واضحة من غير ما أنطق. عينيّ قالتلي كل حاجة.

ونزلت لقيت مريم مستنياني ومعاها باقي صحابنا ركبنا العربية وروحنا الخطوبة سوا. طول الطريق وأنا قلبي بيدق بسرعة كأني داخلة على امتحان مش عارفة نتيجته.

وبعد شوية وقت وصلنا القاعة الناس كلها بتضحك وتتصور وتهزر، وأنا عينيّ بتدور عليه.

 لحد ما شُفته واقف بعيد، لابس بدلة كحلي، شكله مرتب بس تعبان وعينيه .. عينيه جت في عينيّ.

 اللحظة دي حسيت الدنيا وقفت بيني أنا وهو وبس.

فضلت واقفة بعيد مش عارفة أتحرك خطوة ناحيته. 
اروح ليه إزاي؟
 أقول إيه؟

لما الأصوات عليت والمزيكا دوشت دماغي، حسيت نفسي محتاجة أهرب.

 خرجت برة القاعة، قلعت الهيلز وأخدت نفسي العميق رجلي كانت بتوجعني، بس قلبي كان اللي بيصرخ.

وفي اللحظة دي بالذات شُفته. خارج هو كمان، سيجارة في إيده، بيحاول ياخد نفسه في الهوا. 

شافني فـ لبست الهيلز بسرعة  وهو عمل نفسه ماخدش باله وقبل ما يدخل تاني ناديت عليه:

ـ نور.

وقف رمَى السيجارة وبصلي
الهوا لعب في شعري وانا شيلته من على وشي بإيدي سألته:

ـ إنت فعلًا هتسافر؟

ما اتكلمش هز راسه في صمت وهو باصصلي.

ـ خليك.

قال بهدوء:

ـ ليه؟

سكت شوية، قلبي بيخبط جوا صدري، وبعدين بصوت واطي اوي قلت:

ـ أنا محتاجة وجودك.

الكلمة خرجت مني زي اعتراف مش مباشر بس هو سمعها بوضوح عينيه وسعت ونبرة صوته اتغيرت:

ـ تيجي معايا؟

ـ فين؟

ـ مشوار لآخر العمر مش هيكمل من بيكي.

مديت إيدي وسبتها في إيده حسيت إن اللحظة دي بداية جديدة.

ركبنا العربية والأجواء كانت رومانسيه لدرجة إن الراديو حب يشاركنا واشتغلت اغنية قديمه لـ جورج وسوف.

فتح التابلوه وطلع علبة صغيرة فتحها قدامي كان فيها خاتم بسيط بس بيلمع كأنه شايل كل الأحلام لبسهولي في إيدي وباسها.

وفضلت أيدي جوه حضن ايديه وهو بيدندن مع الاغنيه.

"أنا حالف ما نتفارق أنا حالف أكون عاشق واشيلك جوا ننّي العين مهما تكلّموا اللايمين
كلامهم عمرو يا عمري كلامهم عمرو ما يأخّر."

ساعتها عرفت إن الرحلة دي خلاص بدأت وأنا اخترت أعيشها معاه.

                        تمت
تعليقات



<>