رواية دعني احطم غرورك الفصل الستون60بقلم منال سالم
في فيلا يوسف الكيلاني ،،،،
دلفت جانا إلى داخل غرفة زوجها ، وعلى وجهها علامات سعادة جلية ..
ولكنها وجدت زوجها يجلس على الأريكة وجهه متجهم للغاية ، فابتسمت بثقة ، وســارت بخطوات بطيئة نحوه و...
-جانا بفرحة: حبيبي ، مالك مضايق ليه ؟؟ أنا عندي ليك أخبار حلوة أوي ، عــارف انت أول ما هتسمعها مش هتصدق ..!
نظر إليها عز الدين شزراً و...
-عز بنبرة صـــارمة : كنتي فين؟
انتفض جسد جانا على إثر صوته ، ونظرت إليه بنظرات قلقة ومتوجسة و...
-جانا بنبرة قلقة : يعني مش عاوز تعرف الأخبار الحلوة اللي عندي ؟
نهض عـــز الدين عن الأريكة ، ووقف في مواجهة جانا ، ونظر إليها بأعين مشتعلة من الغيظ و...
-عز بحدة: كنتي فيييييييييييين ؟؟
انتفضت جانا فزعاً ، وتراجعت خطوة للخلف و...
-جانا باستغراب : الله !! في ايه مالك يا عز ؟؟؟ بتزعق ليه ؟؟
لوت جانا شفتيها في حزن مصطنع ، وعقد ساعديها أمام صدرها وأشاحت بوجهها الناحية الأخرى و..
-جانا وهي تهز كتفيها : طب مش قايلالك حاجة
مد عز الدين يده ، ثم أمسك بذراع جانا بقسوة ، وقبض عليه بشدة و...
-عز بنظرات شرسة ، ونبرة حـــادة : كنتي فين يا هانم ؟ ردي على سؤالي ؟؟؟؟؟؟
تآلمت جانا من قبضة عز الدين ، وحاولت أن تخلص ذراعها منه ، ولكنه كان قابضاً عليه ، فظلت تتلوى أمامه و...
-جانا متآلمة: آآاااه سيب ايدي يا عز
نظـــر عــز الدين إلى جانا بنظرات حانقة ، وأعين مشتعلة من الغضب ، ثم أرخى قبضته عنها ، وســـار خطوتين للأمــام و...
-عز بنبرة غاضبة ومحذرة : طبعاً معندكيش حاجة تقوليها ! وأوعي تقوليلي انك كنتي عند دينا ، عشان أنا لسه جاي من هناك ...!!!
ابتلعت جانا ريقها في تردد ، ونظرت إليه بتوجس و...
-جانا متسائلة بتردد: هو آآآ انت ... كنت.. آآ ..عـ. عند دينا وأنطي سهير ؟؟؟؟؟
التفت عــز الدين بجسده ناحيتها و...
-عز وهو يجز على أسنانه بحنق : ايوه يا هانم !
رسمت جاناعلى وجهها علامات السعادة ، ثم اقتربت من عز الدين ، ورفعت ذراعيها عالياً ، وتعلقت بعنقه و...
-جانا بدلع: طب مش هاقولك كنت فين إلا لما تصالحني !
أبعد عــز الدين ذراعي جانا عنه ، ثم نظر إليها مغتاظاً ، ورفع يده عالياً في الهواء ليهوي بها على وجنتها ويصفعها بحدة و...
-عز بنبرة غاضبة : طبعااااااااااا كنتي ماشية على حل شعرك !!!
نظـــرت جانا إلى عز الدين بنظرات مصدومة ، وفغرت شفتيها في اندهاش ، ووضعت يدها على وجنتها تتحسسها ، واحتقنت عينيها بالغضب الممزوج بالدموع الحارقة ، ثم رمقته بنظرات مميتة و...
-جانا بحدة: انت اتجننت ، ايه اللي بتقوله ده؟؟؟
-عز وهو يشير بيده بصوت هـــادر : بقول الحقيقة يا هانم ، ان مراتي صايعة و آآآ..
-جانا مقاطعة بنبرة آمــــرة : اخـــــــــرس ، متكلمش عني بكلمة واحدة ، أنا أشرف من أي حد كنت تعرفه ..!
رمق عز الدين جانا بنظرات استهجان و...
-عز وهو يلوي فمه في تهكم : لأ واضح فعلا .... !!!
أخـــرج عز الدين من جيب بنطاله سلسلة جانا ، ثم رفع يده في وجه جانا ليريها إياها بين أصابعه و...
-عز بنظرات غاضبة ، ونبرة قوية : طيب والسلسلة دي بتعمل ايه في الساونا ؟؟؟
نظـــرت جانا إليه بنظرات متسائلة ، ورغم أنها بدأت تذرف الدموع ، إلا أنها استجمعت شجاعتها ، ووقفت أمامه قوية العزيمة و..
-جانا بعدم فهم : سلسلة ايه ؟ وساونا ايه ؟؟ أنا مش فاهمة حاجة من اللي انت بتقولها !!!
مد عز الدين يده ، وامسك بكف يد جانا ، وفتحه ، ثم وضع السلسلة فيه بغيظ ، وابتعد عنها وأولاها ظهره ، فنظرت جانا إلى السلسلة مجدداً بتفحص شديد ،وتسائلت في نفسها عن كيفية وصولها إليه ، حيث انها قد أرسلتها قبل يومين مع الخادمة دلال إلى محل الصاغة لكي يتم إصلاح القفل الخاص بها ، ومن المفترض أن تستلمها من المحل بعد أسبوع ....
جففت جانا دموعها بطرف إصبعها ، ثم اقتربت من عز الدين ووقفت خلفه ، و...
-جانا بنظرات مندهشة : دي سلسلتي ! بس هي وصلتلك ازاي ؟؟؟ ده انا كنت مودياها تتصلح مع آآآآ.....
لم تكمل جانا عبارتها الأخيرة ، حيث أدار عز الدين جسده ، وصفع جانا مرة أخرى على وجنتها صفعة قوية و...
-عز بنبرة غاضبة للغاية : تتصلح برضوه يا زبالة !!
تملك الغضب من جانا ، ولم تعد قادرة على تحمل إعتداءات عز الدين عليها ، فصرخت فيه بـ ....
-جانا بصراخ : انت بتضربني ليه ، أنا عملتلك ايه ؟
-عز بنظرات مميتة ، ولهجة صادحة : يعني مش عارفة ، كفاية كدب بقى ، مش كنتي في حضن عشيقك ، ده انا لسه شايفك من شوية !!
-جانا بنظرات مصدومة ، ونبرة قوية : انت كداب ومفتري ، ده محصلش ، اقسم بالله ما حصل
-عز بتهكم : قالوا للحرامي احلف !!! طب والصور دي يا هانم ، والفيديو ده كمان كدب ؟؟؟؟
مد عز الدين يده التي تحمل هاتفه المحمول ، فأخذت جانا الهاتف منه، وضغطت على بعض الأزرار ، وتفاجئت بصور مفبركة لها وهي تضحك ، وصور أخرى لها بملابس تشبه تلك التي ترتديها ، ولكن من الخلف ، بصحبة شخص ما لا تعرفه ...
ابتلعت جانا ريقها في عدم تصديق ، وظلت تقلب في الصور إلى أن وصلت إلى تسجيل مرئي ففتحته بتوجس ، ووجدت فيه خيالات لشخصين يتحركان في غرفة مظلمة وتتصاعد منها الأبخرة ، ويعلو فيها صوت ضحكات رقيعة وتأوهات خليعة ، ومن ثم أوضــاع لا يصح أن تُرى ...
صدمت جانا حينما رأت تلك الصور ، ونظرت إلى عز الدين بأعين مصدومة و...
-جانا بنبرة مندهشة وبقلق بالغ : ايه دول ؟؟؟ دي صوري ؟؟ بس آآآ... مين اللي عمل كده ، لألألأ .. دول مش بتوعي ، هو أه شبه لبسي لكن .. لكن مش دي أنا
رمق عز الدين جانا بنظرات استنكار ممزوجة بالاحتقار و...
-عز بنبرة ممتعضة وهو يلوي فمه : ده نفس لبسك يا هانم هو انا هتوه عن استايلك
-جانا بنظرات جاحظة ونبرة قلقة : قصدك ايه ؟؟؟ إن أنا اللي في الصور والفيديو ده ؟؟؟ أنا استحالة أعمل كده ، طب أنا هأقولك أنا كنت فين !!!
صرخ عـــز الدين في جانا ، وأشــــار لها بيده و..
-عز بصراخ حـــاد ولهجة آمــرة : اطلعي بره
ابتعد عز الدين عن جانا ، وأولاها ظهره مجدداً ، فسارت هي ناحيته ، والتفت بجسدها لتواجهه ، و...
-جانا بنبرة راجية : طب عز ركز كده في الصور وشوف دي مش أنــ......
أخذ عـــز الدين هاتفه من جانا ، ثم ألقاه بعدم اكتراث على الفراش و..
-عز مقاطعاً بنبرة غاضبة : انت مابتسمعيش بقولك اطلعي بره
-جانا بنبرة متوسلة : عز اسمعني بليز !
أمسك عز الدين جانا من ذراعها بقبضة يده، وغرز أظافره فيه ، ثم جرها بعنف إلى باب الغرفة ..
تأوهت جانا من الآلم ، ورغم هذا حاولت أن توضح له سوء الفهم الذي دار ...
فتح عز الدين الباب ، ثم ألقى بجانا بقسوة إلى خـــارج الغرفة و...
-عز بنبرة عالية ، ونظرات قاسية : اطلعي بره .. أنا مش عاوزك في حياتي بعد النهاردة
سقطت جانا على الأرض على إثر دفعته ، ثم استندت بمرفقيها لكي تنهض عن الأرض ، ووقفت أمامه تنظر إليه بعدم تصديق و...
-جانا بنبرة مصدومة : ايه بتقول ايه ؟
تقدم عـــز الدين من جانا وعلى وجهه علامات شر مستطر ، فتراجعت هي لا إرادياً للخلف و...
-عز بصراخ عالي : أنا هاطـلقك يا خاينة ..!!!!!!
انتفض جميع من كان متواجداً بالأسفل على صراخ عز الدين المخيف ، وخاصة حينما سمعوا كلمة ( طلاق ) تصدح في أرجــاء الفيلا و...
-يوسف بفزع : يا ساتر يا رب
-عايدة بصدمة : عز !
-ياسين بضيق واضح : ايه اللي بتعمله ده آعز ؟
تراجعت جانا للخلف إلى أن وصلت بالقرب من الدرج ، وظلت ترمق عز الدين بنظرات قاتلة و...
-جانا بنبرة محتقنة من الغضب : هتطلقني ياعز ؟؟؟
-عز بنبرة قاسية وهو يشير بيده : اطلعي بررررره !! مش عاوز أشوف وشك !
ظلت جانا تهز رأسها في عدم تصديق ، وبدأت في ذرف الدموع و...
-جانا بصوت باكي : هتطلقني من قبل ما تسمعني حتى؟
-عز بنبرة حــــادة : غوري من وشي بدل ما أموتك يا خاينة !
أجهشت جانا بالبكاء المرير ، ورفعت يديها أمام وجهها لتدفنه فيه و..
-جانا بصوت مختنق من كثرة البكاء : انت بتقول عليا خاينة ، وأنا...وأنا اللي كنت ..كنت عاوزة .. آآآآ.....
أمسك عز الدين جانا من كلتا ذراعيها ، ثم دفعها بقسوة إلى الخلف و...
-عز بغضب عـــارم : غوووووري في داهية تاخدك !!
-جانا برعب شديد : لألألألأ .. آاااااااااااااااااه
دفع عز الدين جانا لكل قوته ، فإرتدت بشدة للخلف ، وفقدت هي توازنها ، وسقطت على الدرج ، وظلت تدور بجسدها عليها وهي تهبط للأسفل وترتطم رأسها بالدرجات ، وكذلك جسدها بعنف ..في حين انتفض الجميع ، ونظروا إليها بصدمات مصحوبة بشهقات الفزع و...
-يوسف محذراً ، وبنبرة فزعة : حــــــــــاسبي ، حاسبي يا جانا
-عايدة بصريخ : جااااااااانا
-ياسين بصوت هــادر : عـــــــــــز !!!!!!!!!!
سقطت جانا عن الدرج إلى أن استقر جسدها في الأسفل ، فرطض ناحيتها ثلاثتهم .. في حين تسمر عز الدين في مكانه ، ولم تهتز عضلة واحدة في جسده ، بل ظل يراقب سقوطها ببرود تام ..
أمسك يوسف برأس جانا ورفعها عن الأرض ، في حين قبضت عايدة على كف يدها و...
-يوسف بنبرة فزعة : جانا بنتي ، انتي كويسة ، ايه اللي انت عملته ده يا عز ؟؟؟
-عايدة بخوف : جاااانا ، ردي عليا يا حبيبتي
-ياسين بغضب شديد : أنت مجنون يا عز في حد يعمل في مراته كده
نظر عــز الدين إليها بنظرات مميتة ، ثم ..
-عز بنبرة قاسية : مبقتش مراتي خلاص !!
بدأت جانا تنزف من رأسها ، ومن جسدها ، فتملك الرعب الجميع ،والتفت يوسف إلى ياسين ، و..
-يوسف وهو يشير بيده بخوف : اطلب الاسعاف بسرررعة يا ياسين ، البنت بتنزف
أمسك ياسين هاتفه المحمول بعد أن أخرجه من جيبه و...
-ياسين برعب : على طووول يا عمي
ركض ياسين إلى الخـــارج لكي يتصل بالاسعاف ، في حين ابتلعت جانا ريقها بصعوبة ، ونظرت إلى يوسف و...
-جانا بصوت ضعيف : أنـ... أنااا.. حــامل
-عايدة بنظرات فزعة : بتقولي ايه ؟؟؟؟
-يوسف بتوجس : استرها يا رب
استمع عز الدين إلى ما قالته جانا ، وخاصة حينما قرأ شفتيها وهي تلفظ كلمة ( حامل ) فتملكه الغضب ، و...
-عز بحدة وهو يشير بيده : مش ابني !!!
-عايدة بنظرات مصدومة : انت اتجننت ، اخررررس
نظرت جانا إلى يوسف بأعين راجية و...
-جانا بنبرة ضعيفة ومتوسلة : ابنـ.. ابني... الحقه ..يا انكل... يوسف
عــــاد ياسين من الخارج وهو يركض ، ثم جثى على ركبته بجوار جانا و...
-ياسين بلهفة : الاسعاف جاي في الطريق
-يوسف وهو يشير له : اسندها يا ياسين معايا ، أنا هخدها في عربيتي على المستشفى ، ده يوم الاسعاف بسنة ، وأنا مش هستنى البنت تضيع مننا
-عايدة برجـــاء: بسرررعة يا يوسف
-عز بنبرة قاسية : اياكش تموت ونخلص !
-عايدة بحدة : استحالة تكون ابني ! خلي في قلبك رحمة
-عز بتهكم واضح : معدتش مراتي ولا تفرق معايا
-ياسين بنظرات مغتاظة : يالا يا عمي
وبالفعل اقترب ياسين من جانا ، ووضع أحد ذراعيه أسفل ظهرها ، والأخر من أسفل ركبتيها ، ثم محلها بين ذراعيه ، وأمسك يوسف برأسها ، في حين ركضت عايدة بخطوات سريعة للأمــام ..
كانت جانا تقطر دماً ، فتوجس ياسين خيفة من تدهور حالتها ، ورفع يوسف بصره للمساء في رجــاء ..
وصـــل يوسف إلى سيارته ،وفتحت عايدة المقعد الخلفي للسيارة ، وأسند ياسين جانا عليه ، ثم ركبت عايدة بجوارها ، في حين جلس ياسين في المقعد الأمــامي ..
أدار يوسف محرك السيارة ، وضغط على دواسة البنزين ، ثم انطلق بالسيارة ناحية أقرب مشفى ...
ظل عز الدين ماكثاً في الفيلا يسب ويلعن ذاك اليوم الذي قابل فيه جانا ، وحينما قرر أن يرتبط بها ، وأيضاً حينما أصر على الزواج منها ، وأخيراً حينما أعلن عن استسلام قلبه لحبها
-عز بنبرة باردة وشامتة : تستاهل اللي جرالها ، ايوه ده مش ابني ، ده ابن ...... !!
وقطع تفكيره العالي صوت رنين اتصال هاتفي ، فســار عز الدين ناحية غرفته ، ثم أمسك بهاتفه المحمول الملقى على الفراش وأجــاب على الاتصال و.. ،،،
-عز هاتفياً بضيق : ألووو ، عاوز ايه !!!
-حارس الأمن محسن هاتفياً بنبرة متوترة : عز باشا ، الحقنا يا بشمهندس
-عز بتوجس : ايه في ايه ؟
-حارس الأمن محسن بنبرة مرتعدة : بلطجية يا باشا هجموا علينا وكسروا الشركة كلها وولعوا فيها
-عز بنظرات مصدومة ، ونبرة عالية : انت بتقول ايه ؟؟؟؟؟؟
-حارس الأمن محسن: احنا بنطلبك من بدري يا باشا عشان نبلغك بس حضرتك مش بترد ..!
وضع عز الدين يده فوق رأسه ، وظل يعبث بشعره في ضيق جلي و...
-عز بنبرة فزعة : يادي النصيبة اللي وقعت ع دماغي ، انا جايلك فورا ......!!!!!!!!!
..........................
انطلق عـــز الدين إلى خـــارج الفيلا ، ثم استقل سيارته ، وقادها بسرعة عالية إلى أن وصل إلى مقر شركته ، حيث وجد النيران تشتعل بالطابق العلوي ، وسيارات المطافيء ورجال الإطفاء يحاولون إخمـــاد ذلك الحريق الهائل ...
ترجل عز الدين من سيارته ، ثم ســـار بخطوات راكضة نحو مدخل الشركة ، وظل ينظر إلى النيران التي تلتهم شركته بنظرات مصدومة و...
-أحد المتواجدين وهو يهز رأسه : لا حول ولا قوة إلا بالله
-شخص أخر بنبرة حزينة : الله يصبرك يا بني
-عز وهو يضع كلتا يديه على رأسه : دي كارثة ، ايه اللي حصل بالظبط ؟
اقترب حــــارس الأمن سيد من عز الدين حينما رأه ، ووقف إلى جواره ، والتقط أنفاسه بصعوبة و...
-حارس الأمن سيد بصوت لاهث : يا بيه ... بعد ما سعاتك مشيت بدقايق هجم ...علينا لوري فيه ناس متخفيين عدمونا العافية وكسروا كل حاجة في الشركة ، وبعد كده ... طلعوا ع مكتب سعاتك ولعوا فيه ..!!
-عز بنبرة فزعة : الورق ، الملفات ، الصفقات ، ياااااا ربي
-حارس الأمن سيد بصوت مرهق : احنا بلغنا المطافي والبوليس وحاولنا نوصلك يا بيه بس ساعتك مكونتش بترد ..!!!
-عز وهو يشير بيده بنبرة ضائقة : خلاص اسكت اما أشوف هتصرف ازاي
-حارس الأمن سيد وهو يطرق رأسه في حزن : حاضر يا بيه
...................................
في المستشفى ،،،،
دلفت الطبيبة خـــارج غرفة الطواري وهي مطرقة الرأس ، ثم نزعت عن فمها الكمامة التي تضعها و..
-الطبيبة بنبرة حزينة : للأسف يا فندم الجنين نزل، ربنا يعوض عليكم
-يوسف بصدمة : ايييه ؟
-عايدة متسائلة بقلق : وجانا عاملة ايه ؟
-الطبيبة وهي تشير برأسها : حالتها مستقرة
انصرفت الطبيبة من أمامهم ، في حين التفت ياسين إلى يوسف وعلى وجهه علامات الاندهاش و...
-ياسين متسائلاً باستغراب : جنين ايه ؟ هي كانت حامل ؟؟
-يوسف بضيق : ايوه يا ياسين ، كانت ، إنا لله وإنا إليه راجعون!!
-عايدة وهي تمط شفتيها في حزن : عيني عليكي يا جانا
-ياسين متسائلاً بنظرات حادقة : وعز كان عارف انها حامل ؟؟؟؟؟
-يوسف بحزن شديد : ايوه ، وسابها تنزف قدامه وقال ده مش ابني ...!!!!!
-ياسين بنظرات مغتاضة ، ونبرة معاتبة : ليه كده يا عز !! عملت كده ليه ؟؟ موت ابنك بايدك !!
أدارت عايدة رأسها في اتجاه يوسف و...
-عايدة بنبرة جـــادة : لازم نبلغ المهندس حسين باللي حصل
-يوسف بضيق : انا مش عارف هبلغه ازاي ، ولا حتى أوريه وشي ازاي بعد اللي ابني عمله في جانا !
-ياسين وهو يضرب كفاً بالأخر : لا حول ولا قوة إلا بالله .. استرها يا رب
............
في منزل حسين الدمنهوري ،،،
اتصل يوسف هاتفياً بحسين ، ثم أبلغه بايجاز بما حدث لجانا و...
-حسين هاتفياً بصدمة : بتقول ايه يا يوسف ، جانا !! حصل امتى ده؟
-يوسف: ...............................
-حسين بنبرة منزعجة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، انا جايلك في السكة
-يوسف:.......................
-حسين بنبرة ضائقة : اكيد هيجوا معايا ، اومال يعني هسيبهم لوحدهم ،استرها يا رب ، اديني العنوان بسرعة !!
-يوسف: ...........................
-حسين باقتضاب : ماشي ، سلام
ركض حسين ناحية المطبخ ، وهو يصيح عالياً بـ ...
-حسين بنبرة عالية : يا سهير ، ياااااا سهير
-سهير بقلق : خير يا حاج ؟
-حسين بنبرة منزعجة : مش خير خالص ، البسي بسرعة ، وقولي لدينا تلبس بسرعة ، جانا في المستشفى
-سهير بفزع: في المستشفى ، يا سااااتر يا رب ، ايه اللي حصل ؟؟؟
-حسين بضيق واضح : مش وقته يا سهير ، البسي بسرعة ، وإلا قسماً بالله أنزل لوحدي
-سهير بتوجس : حاضر ياحاج على طول أهوو ..
ســـارت سهير بخطوات سريعة في اتجاه غرفة ابنتها و...
-سهير بنبرة حـــادة : يا دودي ..!
-دينا مبتسمة : خير يا مامي
-سهير بحدة وهي تشير بعينيها: البسي بسرعة هدومك ، جانا في المستشفى
وضعت دينا كلتا يديها على فمها ، ونظرت إلى والدتها بنظرات قلقة و...
-دينا بصدمة : OMG.. ايه اللي حصلها ؟؟
-سهير بضيق : معرفش ، البسي وأبوكي هيقولنا
-دينا وقد نهضت عن الفراش : على طووول يا مامي
..........................................
في المستشفى ،،،،،
اتصل عز الدين بوالده ليبلغه هو الأخر بما حدث في الشركة و...
-يوسف هاتفياً بصدمة : بتقول ايه يا عز ؟؟
-عز هاتفياً بحنق : الشركة ولعوا فيها بعد ما كسروها
-يوسف متسائلاً بغيظ : وانت كنت فين يا بيه لما حصل ده ؟
-عز بضيق : معرفش ، انا جالي تليفون من الـ securityبيبلغني باللي حصل !
-يوسف متسائلاً : طب وعرفت مين عمل كده؟
-عز بغضب : لأ لسه يا بابا ، التحريات شغالة والبوليس موجود بياخد أقوال الشهود ، وهيطلبوا أكيد يشوفوا كاميرات المراقبة
-يوسف بنبرة متوجسة : استرها علينا يا رب ، أكيد بفعل فاعل
-عز بنبرة جـــادة : ده الواضح يا بابا
صمت يوسف للحظــات ، ثم تابع حديثه بـ ...
-يوسف بنبرة مترقبة : ومراتك يا بني ، هتعمل ايه معاها ؟؟؟ مش هتيجي تشوفها وتطمن عليها ، وخصوصاً انك السبب في اللي حصلها ..!
-عز بتهكم : مبقتش مراتي خلاص ، انا طلقتها
-يوسف على مضض : طيب عاوزك تعرف ان جانا .. يعني ... إن الجنين نزل!!!!
تأثر عز الدين لوهلة حينما سمع من والده بأن ما كانت تحمله جانا في أحشائها لم يعد له وجود ، وانها فقدته على إثر سقطتها القوية و..
-عز بصدمة: آآآ..ايه .. نـ..نزل ..!
حـــاول عز الدين أن يخفي تأثره ، و...
-عز ببرود : كده.. كده احسن ، عشان ميبقاش في حاجة تربطنا ببعض
-يوسف بحدة : انت معندكش دم ، بقولك مراتك بين الحياة والموت بسببك ، وابنكوا راح ، وانت تقولي عشان ميبقاش في حاجة تربطنا !!!!
-عز بضيق : بابا من فضلك ، سيبني أشوف النصيبة اللي أنا فيها
-يوسف بنبرة مغتاظة وصوت عالي : ما تولع الشركة المهم مراتك ..!
-عز بحدة ونبرة متهكمة : ماهي ولعت خلاص ، وبعدين يابابا قولتلك معدتش مراتي خلاص ، ليه مش عاوز تسمعني أنا هطلقها وبكرة ورقتها هتوصلها عند عمها !!!!
-يوسف وهو يجز على أسنانه : مش هاقول غير حسبي الله
-عز بحنق : بتحسبن على ابنك يا بابا
-يوسف بضيق : اقفل الوقتي يا عز أما أشوف البنت الغلبانة دي
-عز باقتضاب : سلام يابابا
............................
أنهى عز الدين المكالمة مع والده ثم ألقى بالهاتف بعدم اكتراث في جيبه و...
-عز بصوت خافت ونبرة منزعجة : هي السبب ، هي اللي وصلتني لكده ، خانتني بعد حبي ليها يبقى تستاهل اللي حصلها ، بس ..بس ابني مالوش ذنب ، مش يمكن ميكونش ابني ويكون ابن الزفت حازم وأنا اللي كنت نايم ع وداني ! بس..بس آآآآ.......
قطع تفكير عز الدين السيء عن جانا اتصالاً هاتفياً ، فوضع عز الدين يده في جيبه مجدداً ، ونظر إلى شاشة الهاتف ، فوجد أن ياسين يتصل به ، لذا أجاب على اتصاله و.... ،،،،
-ياسين هاتفياً بنبرة جادة : ايه اللي سمعته ده؟
-عز هاتفياً بضيق : سمعت ايه تاني
-ياسين بنبرة منزعجة للغاية : مراتك كانت حامل وانت ..انت...آآآآ
-عز مقاطعاً بضيق : متقولش مراتي ، انا طلقتها
-ياسين بصوت حــاد : تطلقها أنت حر ، لكن تموت ابنك اللي لسه مجاش الدنيا ، أهو ده مايرضيش ربنا
-عز بانزعـــاج : وأنا ايش دراني انه ابني ؟؟؟؟
-ياسين بحدة وصوت هـــادر : انت غبي ومجنون ، ازاي تصدق على مراتك ده ، اومال لو مكونتش عارف أخلاقها كويس ، وعارف انت عملت ايه عشان تتجوزها ؟؟؟
-عز وهو يلوي فمه في استهجان : طول عمرها كدابة ، وبتاعة حركات وأفلام ، فمش بعيد تكون رسمتها صح عليا عشان تنتقم مني ..!
-ياسين بغيظ : والمصحف انت مجنون
-عز بلهجة حــــادة: ما تحترم نفسك وتسيبني في المصايب اللي انا فيها
-ياسين وهو يمط شفتيه في استنكار : هو في اكتر من كده مصيبة ؟
-عز بضيق واضح : اه ياخويا ، في ان شركتي ولعت
-ياسين بنظرات مصدومة : بتقول ايه ؟
-عز بحدة : اللي سمعته ، الشركة اتدمرت ، وولعوا فيها ولاد الحرام
-ياسين وهو يحك رأسه : أنا مش عارف أقولك ايه ، بس مش هقدر اسيب الجماعة هنا ، هطمن على جانا وأجيلك
-عز وهو يزفر في انزعاج واضح : يوووه ، متجبش سيرتها تاني ، خلاص بححح ....!!!!!
.....................................
في فيلا سيلين ورامز ،،،،
وصلت أنباء ما حدث إلى سيلين التي رقصت طرباً وفرحاً و...
-سيلين بنبرة فرحة : Great news
-رامز بنظرات شيطانية : عشان تعرفي يا سولي لما رامز يحط حاجة في دماغه !
-سيلين بنبرة إعجاب : برافو يا بيبي ، كده انت ضربت عصفورين بـ One Stone
-رامز مبتسماً في خبث :طبعااااا ، ولسه ، فاضل بس ناخد الفلوس ويبقى وجودنا هنا is over!
-سيلين مبتسمة بثقة : ده بقى دوري
ثم رن هاتف سيلين برقم مــا ، فأمسكت بالهاتف ، وســارت بضع خطوات مبتعدة عن رامز ، وأجابت على الاتصال و ...،،،
-سيلين هاتفياً : ألوو .. ييس
-المتصل: ......................
-سيلين بنبرة سعيدة : Good job
-المتصل:.......................
-سيلين بنبرة جـــادة : اطمن ، deal is deal
-المتصل: ...................
-سيلين وهي تشير برأسها : اوكي .. باي
ظل رامز متابعاً لزوجته وهي تتحدث باقتضاب وكلمات غير مفهومة، وما إن اقتربت منه مجدداً حتى ..
-رامز متسائلاً : مين يا سولي ؟؟
-سيلين بارتباك :آآ.. nobody حياتي
-رامز وهو يمط شفتيه ، وبنظرات ضيقة : ممممم ، بتعملي شغل من ورايا يا سولي ؟
-سيلين بنبرة هادئة : لأ يا بيبي ، بس بحاول اعرف أخبار عن جانا
-رامز وهو يعيد رأسه للخلف : أها .. اوكي
....................
عودة مرة أخرى للمستشفى ،،،،،
وصلت عائلة حسين الدمنهوري إلى المشفى ، وما إن علموا بمكان غرفتها حتى ركضوا ناحيتها ..
وجد حسين يوسف يجلس خـــارج الغرفة على أحد مقاعد الانتظار الحديدية ، فاقترب منه ، وقلبه يتملكه الرعب والقلق ..
-حسين بلهفة: خير يا يوسف جانا بنت مالها ؟؟
-يوسف بتردد : هي.. هي.. حالتها الوقتي مستقرة ، لكن..لكن للأسف..الجنين ...نـ.. نزل !!
-سهير بنظرات مصدومة : ايه بتقول ايه ؟؟ يا حبيبتي يا جوجو
-حسين بنبرة آسفة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله
-عايدة بنبرة حزينة : أنا مش عارفة أقول ايه يا سهير هانم
-حسين متسائلاً باستغراب : وده حصلها من ايه ، قولي يا يوسف ؟؟؟؟
-دينا وهي تبكي : عشان كده هي قالت ان وراها مشوار مهم ، يا ريتك كنتي قولتلي يا جوجو
-ياسين بضيق : قدر الله وماشاء فعل ، انا هاروح أدفع الفاتورة وأرجعلكم ..
-حسين بإصرار : مردتش عليا يا يوسف ، ده حصلها من ايه ؟
-يوسف بتردد : آآآآ... هي ..هي ..
وفجأة رأوا الممرضات وهن يدلفن خــارج غرفة العناية ، ويسحبن التروللي الموضوع عليه جانا للخــارج ويتوجهن بها إلى غرفة أخــرى .. فركضوا خلفها و..
-الجميع بلهفة : جانا ... جانا
-سهير بصوت باكي : ردي عليا يا حبيبتي
-حسين بنبرة قلقة : بنتي ، أحنا هنا جمبك يا حبيبتي
-عايدة بنبرة حزينة : لا حول ولا قوة إلا بالله
-يوسف وهو يهز رأسه في آسى : ربنا يعوض عليها بالأحسن
-دينا بنبرة راجية : جوجو بليز ردي عليا
توقفت إحدى الممرضات عن السير ، والتفتت إليهم ، في حين أسرعت باقي الممرضــات بتحريك التروللي لداخل الغرفة و...
-الممرضة الأولى وهي تشير بيدها : من فضلكم يا جماعة ، سيبوها لما تفوق هنبلغ حضراتكم ، عن اذنكم ، اتفضلوا حضراتكم بره الوقتي، سيبوها ترتـــاح
-الممرضة الأخرى بلهجة صارمة : يالا يا جماعة ، مينفعش كده!
-يوسف وهو يشير بعينيه : حاضر ، هنطلع ، يالا يا حسين
-حسين بقلق : مش هينفع أسيبها لوحدها
-يوسف وهو يربت على ظهره : هي مش لوحدها ، احنا معاها بس هنقف بره
وبالفعل دلف الجميع إلى خارج غرفة جانا ...
ظل حسين يجوب الطرقة ذهاباً وإياباً وعلى وجهه علامات الانزعاج جلية و... ،،،،
-حسين بنبرة غاضبة : ليه محدش عاوز يقولي ايه اللي حصل لبنتي جانا
ابتلع يوسف ريقه في توتر بالغ ، ثم أطرق رأسه ونظر إلى يديه التي تصببت عرقاً و..
-يوسف بتردد: آآآآآ... بص يا حسين .. الحكايــ....
-عز مقاطعاً بنبرة فاترة : أنا هأقولك اللي حصل يا عمي ..
