رواية غرام والنجار
الفصل الثامن عشر18
بقلم ام فاطمه
أحس حازم بدموع تتساقط على خده ففتح عينيه ليجد نفسه فى حجر فتاة جميلة تنظر له بعينين محبتين ..نظرة كلها رحمة وعطف وحنان لم يرا مثلها من قبل من كل الفتيات وحتى غرام نفسها ....فكم تمنى ان تكون غرام مكانها ..ابتسمت سهيلة ابتسامة ساحرة جميلة عندما وجدت حازم قد استعاد وعيه
نظر حازم لابتسامتها المشرقة..محدثا نفسه .ما أجملها ..ثم ردف قائلا ...ايه ال حصل
سهيلة..مفيش انت بس شكلك مخدتش بالك وانت ماشى فتخبطت فى راسك ونزلوا يعنى شوية دم بسيطة واغمى عليك .
حازم..يحسس على راسه.. يعنى دماغى اتفتحت ...اه يا دماغى حاسس هتنفجر ...
سهيلة بابتسامة...لا متقلقش ده مجرد جرح سطحى بسيط وانا طهرته خلاص ويومين وهيخف خالص ويقفل واكيد الصداع نتيجة الخبطة ..فخلى بالك بعد كده
حازم....انا متشكر ليكى اوى..انتى معانا هنا فى سنة كام
سهيلة بحزن.وحدثت نفسها. ..للدرجاتى مش واخد بالك منى خالص .....
سهيلة...انا معاك فى نفس الدفعة دكتور حازم
خجل حازم..لعدم معرفته اياها محدثا نفسه ايضا ازاى مخدتش بالى منك ...وكأن لسان حاله يقول ..ياريتنى خدت بالى قبل مأدوب فى حب غرام
حازم...انا متاسف تعبتك معايا ومتشكر جدا
سهيلة..لا شكر على واجب
فادى جه ...ايه يا صاحبى وقعت ولا حد سم عليك ..مش تاخد بالك برده ..وعامل ايه وحاسس بايه دلوقتى ..
حازم..وهو يمسك بيده فادى ليقوم..مش عارف حصلى كده ازاى..وحاسس بدوخة شوية.
فطلعت سهيلة عصير من شنطتها بسرعة وقلتله ..اتفضل اشرب ده وهتحس انك كويس والدوخة راحت ..
حازم بابتسامة...انتفض لها قلب سهيلة ..
انا مش عارف أقلك ايه ولا أشكرك ازاى صراحة
سهيلة بخجل ..مفيش داعى احنا زمايل
وأستاذن انا دلوقتى بدال الحمد لله أتحسنت
حازم..الحمد لله ..اتفضلى دكتورة؟؟؟؟
فادى..سهيلة يا حازم ..
حازم ...سهيلة اسم جميل
احمرت وجنتى سهيلة من الخجل وتراقص قلبها لاول مرة فرحا بكلمة بسيطة من حازم
سبحان الله ما أجمل الحب
تركتهم سهيلة ...وتتبعها حازم بعينيها
فادى....ايه رحت فين ...احنا فين منده رجعت تانى للبصبصة
مش قلت غرام هى خلاص حبك فعلا ..حازم....ايوه ..انا بعشق غرام ..فعلا...بس البنت دى حسيت فى عينيها شىء غريب مشفتهوش فى عين غرام ..ولا شكلى هشوفه
فادى..يربت على كتفه ...معلش منته وخدها على عيبها وهى مضحكتش عليك ان قلبها مش بايدها ومش قادرة تنسى المرحوم وانت برده صممت تكمل معاها فاديها فرصة يمكن مع الوقت تنسى وتحبك
حازم ....ياريت يجى اليوم ده انا فعلا بحبها
بس انا اول مرة أخد بالى من البنت دى ...انت تعرفها
فادى.بضحك...اه طبعا دكتورة سهيلة دى بنت الدكتور هانى عليش
حازم..بدهشة بنت الدكتور وانا معرفش ..ازاى
فادى...منته مش شاغل بالك غير غرام
وسهيلة انسانة جميلة ومحترمة وفى نفسها برده بتيجى وتمشى مع والداها وملهاش أصدقاء كتير يدوبك لان كتير حولوا يصحبوها مصلحة عشان هى بنت الدكتور بتعنا هانى فعشان كده بتبعد عن اى صحوبية فيها مصلحة
حازم...والله جدعة ومحترمة
...فادى..ايوه فعلا ربنا يكرمها
وايه فين غرام. ..مجتش ليه النهردة
حازم....مماتها عيانة وقعدة جنبها وانا ان شاءالله باليل هروح ازورهم واطمن عليهم
فادى...تمام سلملى عليها والف سلامة على والدتها
أتصلت غرام...بهدير..لتخبرها بمرض والدتها لعلها تحن وتاتى بعد ان وعدت أنها ستأتى ولكن أخلفت بوعدها كعادتها
غرام.بحزن...ماما تعبانة يا هدير .لازم تيجى تشوفيها ..انا مش عرفة طلعة قلبك قاسى ليه كده
هدير.بغضب ..ايوه مديما انا ال قلبى قاسى وانتى الحنينة ديما مش كده ومدلعينك اكتر منى
غرام...ليه بتقولى كده ..ده عمرهم مفرقوا بينا فى المعاملة بالعكس ديما كانوا يراضوكى أنتى اكتر عشان بتزعلى بسرعة
هدير...وانتى الغلبانة ال بترضى بقللها ..مع ان حظك من السما ووقعتى فى دكتور ابن ناس وغنى وبيجبلك كل حاجة
غرام...غنى ايه بس وابن ناس ..انتى مبتفكريش غير فى كده...منتى خدتى اهو ابن الناس الغنى عملك ايه . حرمك من أهلك ومطلع عينيك حسب مبسمع من ناس انك شغالة صبح وليل
هدير ..بتلجج مين قلك
غرام...مش مهم مين قلى ..المهم دلوقتى لازم تيجى تشوفى أمك الا تموت وتندمى ندم عمرك انك مجتيش
هدير.. لا لا بعد الشر هاجى ان شاء الله
وقفلت هدير مع غرام ...وهى مش عرفة هتقول ايه لسامر فهى خايفة منه يوبخها او يمد ايده عليها لما بتحاول تكلمه وتقله انها عايزة تروح لاهلها وتعتذر يوم عن الشغل
هدير بتلعثم...ماما تعبانة يا سامر..ولازم اروح أشوفها مش لازم يعنى عيادة اليوم ..
سامر بغضب ...مش لازم ايه ..ومين هيعوضنا الفلوس ال هتروح علينا لما متشتغليش ..امك هتديلك
هما ليقين يأكلوا ده انا انتشتلك من الوحل ..وخليتك بنى ءادمة ...وعادى عيانة مكل الناس بتعيه وبتخف ..المهم الشغل .فميش مرواحهدير...ارجوك يا سامر ..دى امى مقدرش اسمع تعبانة ومرحش أشوفها
سامر ..قلت لا ..ولو نفذتى ال فى دماغك روحى ومترجعيش تانى ..واشوف غيرك
هدير... لا لا خلاص مش رايحة .
...خبط الباب باليل عند غرام
فظنت الام..انها هدير...فقالت بفرحة .. افتحى دى أكيد هدير .اكيد مهنتش عليها ده انا امها ال ربت وتعبت ..اكيد جيه تشوفنى
افتحى بسرعةتجرى غرام ..تفتح ...تلاقى حازم ....مش هدير فتحزن لحال امها التى كانت ترتقب وصول هدير بفارغ الصبر
حازم. ..ايه مفيش أتفضل
غرام...لا طبعا اتفضل شرفت يا حازم
اكرام...مين يا غرام ..هدير
غرام...لا يا ماما ده دكتور حازم .
اكرام..بحزن..كده...اتفضل يبنى بيتك ومطرحك نورتنا
حازم.بنورك يا امى..عاملة ايه دلوقتى
اكرام..الحمد لله على كل حال ..كل ال كتبه ربنا حلو
حازم..ونعم بالله يا أمى
غرام..مالك يا حازم..ايه البلستر ده ال على راسك ..اتعورت ولا ايه
حازم..سرح فى سهيلة لما أفتكر الجرح
حازم...لا ده حاجة بسيطة متقلقيش مجرد خبطة وجرح سطحى
غرام..طيب الحمد لله انها جت على قد كده وابقى خد بالك بعد كده
حازم بنظرة حب لغرام...ايه انتى بتقلقى عليه بجد اهو .يعنى أفهم انى بقيت غالى عندك خلاص وهتبدئى تحبينى زى مبعشقكككك أنا
غرام..بخجل ومدارة لما فى قلبها حتى لا تحرجه...اكيد طبعا بقلق عليك ..ربنا يسلمك من كل شر
حازم..بس كده .طيب بتحبينى
غرام...انا ...اناااااااا
حازم..خلاص متكلميش وانا مش مستعجل ..وانا وعدتك انى اصبر لغاية مفعلا قلبك يكلم بنفسه ويقولى بحبك
هستأذن انا دلوقتى..
غرام..ليه انت زعلت ولا ايه
حازم...انا مقدرش أزعل منك يا غرام ابدا
بس مش عايز اتقل عليكم وماما تعبانة لما تخف ان شاءالله ليه قعدة معاكم كبيرة...احنا خلاص اخر سنة وقربنا نتخرج ..فعايزين نشد حلنا عشان نفرح بقه ونحدد ميعاد للجواز
غرام...جوااااااززز....... لا لسه شوية لما نقف على رجلينا الاول ونشتغل ونحقق ذاتنا
حازم..بحزن..انتى شايفة كده ولا عشان حاجة تانية
غرام.بقلق...لا حاجة تانية ايه ...لا مفيش
حازم..اه واضح ..طيب ربنا يسهل ..سلام دلوقتى
اكرام...ملكيش حق يبنتى ..على طول كده صده الجدع ..ده بيموت فيكى ونفسه يسمع منك كلمة حلوة .وتحسسيه انك قريبة منه شوية..وشغل ايه هو يعنى محتاج ولا انتى هتبقى محتاجة معاه لما تجوزيه
غرام...يا ماما منه لازم احقق ذاتى حتى لو هما مبسوطين ..امال أتعلمت ليه
اكرام .بت يا غرام متحوريش عليه انا فهماكى كويس مش هو ده السبب انتى لسه بتفكرى فى المرحوم..وقلتلك قبل كده يا بنتى الحى ابقى من الميت..فمش كده ..حرام عليكى الجدع وحرام عليكى نفسك
غرام..بدموع...غصبا عنى مش بأيدى
اكرام...وفقى بس تجوزيه بعد متخلصوا وحياتك معاه هتنسيكى كل حاجة
غرام...تفتكرى..مش متخيلة نفسى مع حد تانى
اكرام. اه افتكر ونص وبكرة تروحى الكلية تقوليله انك موافقة على الجواز يأما والله هغضب عليكى
غرام. ليه بس كده ..يا أمى
اكرام...انا قلتلك اهو
غرام..بحزن ...امرى لله حاضر
اكرام بفرحة..ايوه كده طول عمرك بارة بينا وبنت بطنى صحيح مش زى اختك ...استغفر الله دى لو كانت بنت حرام مكنتش عملت كده وبكت اكرام
غرام تربت على مماتها وتحضنها ..معلش يا أمى يمكن ظروف منعنتها
اكرام...ظروف ايه بس ال تخليها متجيش تشوف امها التعبانة ولا ابوكى ال حاطط فى نفسه يعينى وقهران عليها
غرام...معلش ربنا يصلح حالها وتيجى
نرجع لزايد....الذى كلمه الشيخ عثمان فى تحديد موعد فعلا للزفاف وما كان بيده الا ان وافق وتم تحديد اليوم الموعود ...ودعى الشيخ علية القوم من رجال الاعمال وبعض الوزراء وسيكون الفرح على عدة ليالى وليس ليلة واحدة وسيدعوا لاحياء الحفل ..بعض الفنانين من كافة انحاء العالم شرقا وغربا .مهما كلفه هذا من ملايين الاموال ...وهذا الاسراف بعينه ولا حول ولا قوة الا بالله
فلوصرفت هذه الاموال على بعض الشعوب الفقيرة فى افريقيا الذين يتضورون جوعا ويموتون من نقص الغذاء والدواء لكان هذا أفضل ويعود عليهم بالبركة والخير ..اما الاسراف فهو من صفة الشياطين ويجب ان تكون الفرحة معقولة بما ترضى الله عز وجل ولكن هذا لم لا يعرفه الشيخ عثمان ...فكثرة المال حجبته عن رؤية الحق ..
وفعلا....تم تحضير الدبائح والموائد تمهيدا ليوم الزفاف ..وذهبت ميسون لفرنسا لشراء فستان الزفاف الذى كان مرصع بالجواهر والاحجار الكريمة ...
وتم شراء ايضا افخم انواع الموبيلات وبعض الهدايا القيمة تمهيدا لتوزيعها على الضيوف
وصراحة لا اعلم فى هذا اليوم من يعطى الهدايا للاخر
....عندنا فى مصر نقطة
اديتك خمسين يوم فرحك ترجعهملى مية يوم فرحىمش كده ولا ايه