رواية غرام والنجارالفصل الثاني عشر12بقلم ام فاطمه

رواية غرام والنجار
الفصل الثاني عشر12
بقلم ام فاطمه 
ليس هناك قلب بعد الأم يشعر بك ويحس بألمك ويتألم معك ثم تأتيها في المرتبة زوجة صالحة تحبك حبا حقيقيا وتحبها أنت حب حقيقيا تكرمها ولا تهينها.

كانت الست نجية تشعر أن ابنها في خطر ما و لا تدري ما هو فكانت لا تكف عن البكاء والنحيب وحتى إن كانت لا تراه بعينها فهي تراه بقلب الأم الذي يصدُق دوئما ، تليها غرام التي يكاد قلبها يقف ودموعها تتحول إلى دماء من كثرة الخوف والقلق على معشوقها الذي يسري منها مسرى الدم.
الحج عادل: " أيوه يا أحمد يا بن، بتصل بيك بقالي فترة مش بترد ليه، طمني على عمر، مش بيكلمنا ليه وأمه هتموت علي، ربنا ينجيك يابني طمنا أرجوك هو فين وليه مش بيتصل بينا.
أحمد مش قادر يتكلم ويبكي بكاء شديد فيتوتر عادل ويقول: "يبقى ابني حصله حاجة آه يا عمر، ماله حصله إيه متخبيش عليا".
أحمد:" الدوام لله يا عمي واثبت واصبر واحتسب وهو شهيد إن شاء الله".
عادل بصدمة: " لا لا لا لا لا لا متقولش ابني مااااااااااااااات لا لا لا لا لا".
أحم: " أيوه وأنا قمت على دفنه هنا لأن جثمانه لا يحتمل النقل لمصر".
عادل: "ابنــــــــــــــــــــــــــــــــي عـــــــــمر".
وهنا تصرخ نجية:" ابني لا مماتش ده كذاب أكيد ابني حي لا كذاااااب ابني مماتش".
وتقع مغمى عليها، وتصرخ علا ويصل الصراخ للجيران فيتجمعوا في بيتها، وتسمع اكرام صوت الصراخ من عندهم فتنادي غرام التي ما لبثت أن سمعت بان الصراخ يأتي من بيت عمر حتى انهارت وكاد قلبها أن يقف فجريت عليها اكرام: "يا بنتي إلحقيني يا هدير".
هدير تجري:" فيه إيه يا ماما".
اكرام: "صريخ جاي من بيت أم عمر ويدوبك غرام سمعت وقعت مني على طول، سنديها معايا ياهدير".
وسندوها على السرير وحاولت هدير تفوقها ولما فاقت حمدت الله اكرام.
اكرام:" أنا هروح أشوف فيه إيه وجاية خلي بالك من أختك يا هدير ".
اكرام تدخل بيت عمر وأول ما تشوفها نجية تهب فيها:" تمشى اطلعي برا، أنتي ال موتي ابني ...مات بسببك وطلباتك، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي
فوضت أمري ليك يارب ".
ويحاول الجيران يهدوها ويمشوا دلوقتي اكرام ال نزلت منهارة وتبكي عشان اتهمتها أنها السبب وكمان مقهورة على بنتها ال هيجرالها حاجة لما تعرف أن حبيبها مااااات.
دخلت اكرام على بنتها.
غرام:" مين مات عندهم".
اكرام والدموع في عينيها: "يا بنتي أنتي طول عمرك قوية ومؤمنة بقضاءالله ووووو"
غرام تصرخ: "يعني ال مات عمررررررررررر".
اكرام:" تاخدها في حضنها أعمار يا بنتي ربنا يرحمه".
غرام تبتعد عن والدتها وتنظر لها نظرة وكأنها تقول:"أنتي السبب، كان قاعد معانا كويس وإنتي اثقلتيه بطلباتك وسافر عشان يحققها ".
اكرام تفهم نظرة بنتها فتقول:" أنتي كمان مش كفاية أمه واللي عملته فيا يعني لو كان هنا مكنش مات ده قدر ومكتوب فهي أي مكان يا بنتي".
غرام تنتحب وتنادي على عمر إلى أن خارت قواها وتسقط مغشيا عليها، فتسرع أمها لإحضار طبيب فهي تخشى أن تموت هي الأخرى لحسرتها على حبيب عمرها.
يأتي الطبيب ويحقنها بمادة تفيق وتبدأ بالصراخ من جديد، فيحقنها بمادة مهدئة للأعصاب فتذهب في نوم عميق ويوصي الأم أن تأخذها لأي مكان بعيد تهدي أعصابها حتى لا تدخل في اكتئاب حاد يهدد حياتها للخطر.
يقام العزاء ليلا في الحارة، ويدخل بهجت والد غرام ليعزي الحج عادل فيتعصب عليه ويمسك فيه باكيا قائلا:" أنتم السبب أنتم السبب فتخر قواه ويقعد على الكرسى وتنتابه حاله من البكاء الشديد ويتجمع الناس حوله يهدؤونه ويشيرون إلى بهجت بالإنصراف حتى يهدأ.
يطلع بهجت حزينا على ما أصابه من الحج عادل ونظرات الناس إليه وحزينا على ابنته التي قد تموت حزنا على فقدان عمر.
بهجت: " اكرام إحنا مبقاش لينا عيش خلاص في المنطقة دي ولازم نعزل، الناس بتاكل وشنا وبتحملنا ذنب كأننا إحنا ال موتناه".
اكرام: " بس هنروح فين بس وإحنا نقدر على شرا شقة بره ده إحنا غلابة والشقة دي ال بتلمنا".
بهجت: " أيوه بس هنعمل إيه ولازم كمان نخرج غرام من الجو ده عشان تقدر تنساه وتفوق لدراستها فمش هينفع تكمل هنا، بصي أنا أخويا كان سايب شقته في الساعة عشان كانت صغيرة وقفلها وربنا كرمه بشقة أكبر في مكان تاني فأنا هكلمه نأجرها حتى منه وأكيد مش هيغلي عليا عشان عارف ظروفي".
اكرام: " ياريت وربنا عالم بحالنا وأننا مكناش نعلم الغيب وده قدر ومكتوب بس الحي أبقى من الميت ولازم بنتنا تفوق لحالها".
بهجت: " إن شاء الله مع الوقت هتنساه وربنا يعوضها بإنسان كويس"
تمر الأيام على عمر أو زيد بصعوبة فتكاد رأسه تنفجر من كتر التفكير في حياته السابقة لعله يتذكر أي شيء ولكن للأسف تفشل كل محاولاته فيستسلم للأمر الواقع ليبدأ في حياته الجديدة في فيلا ميسون، وجرحه بدأ يطيب وصحته تحسنت بعض الشيء.
فتدخل عليه ميسون مبتسمة لأنها تراه يتحسن ويرجع لطبيعته وكلما تنظر إليه يباغتها شعور غريب لا تعلم معناه ولكن كل ما تعلمه أنها كلما كانت بقربه وتنظر إليه تشعر بسعادة بالغة في قلبها ⁦♥️⁩⁦♥️⁩.
ميسون:" أراك قد طبت بفضل الله زايد نحمد الله ونشكر فضله"
زايد باحراج: " الحمد لله ..تكرمي أختي ميسون على مدواتك لي واهتمامك وبستأذن أن أرجع لعملي عنكم بس فهمينى شلون العمل وطبيعته لأني كما ترى لا اتذكر شيء".
ميسون: " ليش مستعجل زايد انتظر حتى تطيب أكثر وتقف على رجليك".
زايد: "؛ مللت من الركود في السرير وأبغى أعمل فدليني أعزك الله".
ميسون بشفقة عليه:" كما تحب زايد عندك في الدولاب هذا ملابس جديدة بدل ملابسك واتبعني بالأسفل وسأعلمك طبيعة عملك هون".
‌ونزلت ميسون وأخبرت الخدم أن يعاملوه كأنهم يعرفونه فعلا من مدة وإن سألهم عن حياته فلتقولوا أنه تربى بيننا هنا منذ صغره بعد وفاة والديه في حادث واسمه زايد عثمان وسيعمل سفرجي يقدم الأكل لنا وأشادت أن يعاملوه بود وحب وألا يثقلوا عليه في العمل لأنه مازال في مرحلة نقاهة .
‌وتعجب الخدم من توصية ميسون على الشاب الجديد لانه معروف عنها الشدة بين الرجال وتتعامل كأنها رجل لذلك يدللها والدها ويثقل عليها بكثير من المهام
‌ونزل زايد وتفحص كل جزء من الفيلا لعله يتذكر شيء يعرفه إلا أنه شعر أنه يشاهده لأول مرة، وتعجب عندما قابله طباخ الأسرة وجنسيته هندي ولكنه يتكلم عربي ببراعة لأنه قضى حوالي ربع قرن معهم واعتنق الإسلام وسمى نفسه بكر.
‌بكر بابتسامة مصطنعة:" أهلا يا زايد يا ابني حمد لله على سلامتك ".
‌نظر له زايد بتفحص لعله يتذكره فلم يستطع، فتفهم بكر موقفه فأردف قائلا:" ليش ما فكرني يا زايد انا عمك بكر ياما أكلت من إيدي هده ".
‌زايد:" اعذرني عم بكر أنا ما فاكر شيء".
‌بكر: " إن شاء الله مع الوقت تفتكر زايد وتعال معي المطبخ فقد حان موعد الغداء لتساعدني في غرف الطعام وتقديمه لهم ".
‌زايد:" اينعم حاضر".
‌وتمر الأيام ثقيلة على زايد حيث يشعر أنه لا ينتمي لهذا البيت وكلما خلد للنوم ترواده أحلام غريبة ودائما يرى في أحلامه سيدتين إحداهما كبيرة في السن وأخرى صغيرة ينادون عليه ولكن لا يستطيع أن يحدد ملامحهما ولا يستطيع أن يتعرف عليهم
تعليقات



<>