
مرّت أيام أخرى وندى ما زالت تعيش في حالة صراع داخلي كانت تحاول التعايش مع فكرة أن آدم جزء من حياتها الآن لكنها في كل مرة تراه، تتذكر مروان وتعود الذكريات لتثقل قلبها
آدم بدوره لم يكن أفضل حالًا كان يحاول أن يمنحها الوقت والمساحة لكنه في أعماقه كان يخشى أن تخسره للأبد
في إحدى الليالي، بينما كانت ندى ترتب غرفتها، عثرت على صندوق صغير مليء برسائل قديمة كتبها مروان لها قبل وفاته. جلست على الأرض وبدأت تقرأ:
"ندى
الحب مش مجرد كلمات، الحب إنك تحسّي إن قلبك وعقلك دايمًا عند الشخص اللي بتحبيه
لو يوم جيتِ وملقيتنيش جنبك، أوعي تزعلي. هفضل موجود في أي لحظة حب عشتيها معايا... وهفضل أحبك مهما حصل."
ندى انفجرت بالبكاء. الرسالة ذكرتها بكلمات آدم الأخيرة لها هل يمكن أن يكون هذا القلب يحمل جزءًا من مروان؟ هل يمكن أن تكون مشاعر آدم حقيقية لأنها امتداد لذلك الحب الذي عاشته؟
في صباح اليوم التالي، قررت ندى الذهاب للعمل، لكن شيئًا في داخلها كان مختلفًا شعرت أنها تحتاج لإغلاق كل الأبواب المفتوحة التي تركها الماضي
عندما دخلت المكتب، كان آدم يقف أمام النافذة ينظر إلى الشارع بعينين شاردتين التفت عندما سمع خطواتها، ونظر إليها طويلًا قبل أن يقول:
آدم:
كويس إنك جيتي... كنت عايز أتكلم معاكي
ندى اقتربت ببطء، لكنها لم تجلس
ندى:
"أنا اللي عايزة أتكلم
يمكن أكون كنت قاسية عليك، ويمكن أكون مش عارفة أتعامل مع كل اللي حصل بس في حاجة لازم تبقى واضحة... أنا لسه بحب مروان"
آدم شعر وكأن الأرض انهارت من تحته لكنه لم يظهر شيئًا أومأ برأسه وقال بهدوء:
آدم:
كنت متوقع.... ده عاد بنظره مره اخرى"
ندى تقاطعه
: "استنى... خليني أكمل أنا بحبه، وهفضل أحبه طول عمري بس... ده مش معناه إنك مالكش مكان في حياتي"
آدم رفع رأسه، ونظرات الأمل بدأت تظهر في عينيه
آدم:
ندى، أنا مش عايز أحل محل مروان مستحيل حد يحل مكانه لكن اللي أقدر أوعدك بيه إني هكون هنا ليكي... دايمًا
ندى شعرت بشيء يتحرك في داخلها للمرة الأولى، بدأت ترى آدم كشخص مختلف، كإنسان يستحق فرصة
ندى:
أنا محتاجة وقت... وقت أفهم فيه إحساسي، وقت أتصالح فيه مع كل حاجة حصلت
آدم بابتسامة حزينة:
"ليكِ كل الوقت اللي تحتاجيه
لكن الحياة لم تكن بهذه البساطة كان هناك شخص آخر في حياة ندى، زميلها في العمل علي كان علي شابًا طيب القلب، يهتم بندى منذ أن انضمت للشركة ورغم أنها لم تلاحظ اهتمامه، إلا أن الجميع في المكتب كانوا يدركون ذلك، بما فيهم آدم
في أحد الأيام، دخل آدم المكتب ليجد ندى جالسة مع علي، يضحكان سويًا شيء في داخله اشتعل لم يكن يفهم مشاعره؛ هل هي غيرة أم خوف من أن يخسرها؟
في وقت لاحق من ذلك اليوم، وبينما كانت ندى تستعد للرحيل، أوقفها آدم عند باب الشركة
آدم:
ندي، ممكن دقيقة؟"
ندى:
طبعًا بس هو في حاجة؟
آدم بتوتر واضح:
"إيه علاقتك بعلي؟"
ندى نظرت إليه بدهشة:
ندى:
علي؟ زميلي... ليه بتسأل كده؟"
آدم يحاول السيطرة على أعصابه:
"شايفكوا دايمًا مع بعض... مش عارف، حاسس إن في حاجة
ندى بحدة:
"إنت مش ملاحظ إنك بتدخل في حاجات ملكش فيها؟
آدم شعر بالإحراجلكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من الرد:
آدم: يمكن... يمكن عشان أنا خايف اخسرك
ندى توقفت للحظة، ثم قالت بهدوء:
ندى:
"آدم، أنا مش هبقى مع حد عشان خايف يخسرني لو يوم هبقى معاك هيكون عشان أنا عايزاك فعلاً... فاهم؟
مرّت الأيام بعد تلك المواجهة، لكن التوتر بين آدم وندى أصبح واضحًا للجميع. لم تكن ندى تنوي إيذاء آدم، لكنها كانت تشعر بحاجتها للبقاء على طبيعتها دون أن تُثقل نفسها بمشاعره أما آدم، فكان يحاول جاهدًا أن يكبح غيرته، لكنه لم يستطع تجاهل الطريقة التي يقترب بها علي من ندى
في أحد الأيام، دعا علي زملاء العمل لتناول العشاء في أحد المطاعم لم تكن ندى تنوي الذهاب، لكنها وجدت نفسها تُغيّر رأيها عندما علمت أن آدم لن يحضر بسبب اجتماع مهم أرادت الابتعاد قليلًا عن الأجواء المشحونة في الشركة
أثناء العشاء، كان الجو مليئًا بالضحك والمرح علي استغل الفرصة ليجلس بجوار ندى ويتحدث معها بعمق شعر الجميع بانجذابه لها، مما جعل البعض يرمقهم بنظرات متفحصة
لكن، في اللحظة التي لم تتوقعها ندى، دخل آدم المطعم فجأة لم يكن ينوي الحضور، لكنه انتهى من اجتماعه مبكرًا وقرر الانضمام للمجموعة عندما رأى علي يهمس شيئًا في أذن ندى، وتراها تبتسم بخجل، شعر بصدمة تغلي في داخله
اقترب آدم من الطاولة وحيا الجميع بهدوء
لكن نظراته لم تفارق علي وندى
جلس على مقربة منهما، لكنه لم يتحدث كثيرًا. ندى شعرت بتوتره، لكنها لم تعرف كيف تتعامل مع الموقف
بعد العشاء، قررت المجموعة الذهاب لتناول القهوة في مكان آخر، لكن آدم توقف أمام المطعم وانتظر ندى
آدم:
"ندى، ممكن دقيقة؟"
ندى: "آه طبعًا
ابتعدا عن المجموعة، ونظر إليها آدم بعيون مليئة بالغضب المكبوت
آدم:
إيه اللي كان بيحصل جوة؟
ندى (بارتباك):
إيه اللي بتتكلم عنه؟ كنا قاعدين مع الزملاء، زي ما أنت شايف"
آدم: بغضب "زملاء؟ ولا علي اللي مش بيشيل عينه من عليكي؟"
ندى (بغضب): استاذ آدم، إحنا مش في علاقة عشان تحاسبني أو تسألني السؤال ده علي مجرد زميل، ولو شايف حاجة غير كده، دي مشكلتك
آدم شعر كأن كلماتها سكين يمزق قلبه
آدم (بصوت منخفض لكنه حاد): "أنا مش بغير على حد، لكن لما بشوفك معاه... بحس إنك هتبعدي عني أكتر"
ندى:
آدم، مشكلتك إنك مش فاهم إن حياتي مش هتتمحور حواليك أنا لسه بحاول أتعامل مع كل اللي حصل... وإنت بتزود الأمور تعقيد
صمت آدم لثوانٍ، ثم قال:
ندى، أنا بحبك ومش عارف أتعامل مع فكرة إنك ممكن تختاري حد غيري بس لو ده اللي هيحصل... هبعد بس قوليلي دلوقتي، إيه اللي عايزة تعمليه؟
ندى شعرت أنها محاصرةنظرت إليه وقالت:
مش هينفع أجاوبك دلوقتي كل حاجة ملخبطة جوايا محتاجة وقت، وده اللي طلبته منك
آدم لم يرد، لكنه أومأ برأسه بخيبة أمل واضحة ثم استدار وغادر
في اليوم التالي، كانت ندي خارجه من الشركه بمفردها استغل علي فرصة خروج ندى من المكتب بمفردها، ولحق بها
علي:
ندى، ممكن أتكلم معاكي شوية؟
ندى: أكيد، في حاجة؟
علي بتردد:
بصراحة... أنا معجب بيكي من أول يوم دخلتي الشركة وكنت مستني الفرصة المناسبة أقولك
ندى شعرت بصدمة بسيطة
ندى:
علي... أنا مقدرة مشاعرك بس..."
علي (مقاطعًا): "متقليش حاجة دلوقتي فكري، وخدي وقتك مش عايز أحط ضغط عليكي، لكن حسيت إن لازم أكون صريح معاكي"
ابتسمت ندى له بخجل، لكنها شعرت أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا.
في المساء، جلست ندى في غرفتها، تفكر في كل شيء قلبها كان موزعًا بين مشاعرها القديمة لمروان، مشاعرها الغريبة تجاه آدم، والاعتراف المفاجئ لعلي
قررت أن تكتب أفكارها في دفترها:
"أنا مش عارفة إيه اللي المفروض أعمله بحب مروان، وهفضل أحب ذكرياته، لكن آدم بيفكرني بيه بطريقة غريبة، وكأنه جزء منه وعلي... هو شخص كويس، لكنه مش بيحرك جوايا حاجة زي اللي آدم بيعمله
ندى أغلقت دفترها وقررت أنها بحاجة لمواجهة مشاعرها بوضوح.كان عليها اتخاذ قرار ينهي هذا الصراع
لكن اليوم التالي حدث ما لم يتوقع
فهل ستسمر اي علاقه واي علاقه ستنتهي