
عزبة الدموع الفصل الثاني والثلاثون32 بقلم داليا السيد
وأخيرا سعادة
عندما استيقظت كان النهار قد ملاء المكان، هل ناما كل ذلك الوقت؟ كادت تتحرك لولا أن شعرت بدفء أنفاسه على وجنتها وذراعه تحيطها فتذكرت ما كان وأنها الآن بين أحضانه، لم تنكر سعادتها بما كان فقد شعرت وهؤ معه بسعادة لم تشعرها من قبل كل لمساته قبلاته كان لها معاني كثيرة أسعدتها حتى وإن لم تفهمها
تحركت وهي تزيح يده المصابة عنها برقة ولكن ما أن تحركت حتى أعاد يده وهمس "إلى أين؟"
لم تنظر إليه واحمر وجهها فجذبها إليه أكثر وقال "هل أنتِ سعيدة؟"
نظرت إليه وأنفاسه تحيط وجهها هزت رأسها موافقة دون أن ترد فأكمل "أنا نادم على كل لحظة أمضيتها بعيدا عنكِ، هل يمكن أن ننسى ما كان ونمحيه من حياتنا؟"
قالت بصدق "لقد فعلت منذ أن تركت نفسي لك وأنا نسيت كل شيء أنا أيضا تعبت من الحزن والدموع لم أعد أريد تلك الحياة"
قبل جبينها وقال "لن نفعل، أعدك ألا أفعل وأن أجعلك ادأسعد إنسانة في الدنيا"
ابتسمت بسعادة، رن هاتفه فقالت "ألن ترد؟"
لم يتركها وقال "لا أنا اجازة اليوم ألست مصاب"
تذكرت وقالت "حقا دعني أرى الجرح"
لم يفعل وهو يقول "لا يهم المهم أنني جائع جدا"
كادت تنهض لولا أن جذبها فقالت "آدم اتركني سأجهز الإفطار"
نظر بعيونها بشوق ورغبة وقال "أنا لا أريد طعام أنا جائع منكِ أنتِ زوجتي المجنونة"
ضحكت وقالت "أنت طماع، ألم تكن نائما منذ قليل؟"
أزاح خصلة شعرها وقال "لم أكن نائما كنت اتأمل ملامحك التي افتقدتها ربما أشبع منها وأنسى بها ما كان"
ابتسمت ودفنت رأسها بصدره بخجل فاحتضنها ثم أبعدها ونظر إلى شفتيها وقال "أنا أطمع في حقي الذي لم أستمتع به لقد أعدتِ لي دنيتي بقربك"
ثم عاد إلى شفتيها ليرتشف رحيق الحياة فمنها يستمد سعادته وراحة قلبه وإليها يبث حبه وشوقه ولن يكتفي منها مهما طال العمر، وتركت له نفسها وهي سعيدة لا تريد أن تخرج من بين ذراعيه وأن تستمتع بكلماته ولمساته، أحضانه وقبلاته وأخيرا عاشت كزوجة سعيدة بين أحضان زوجها الذى تمنته و...أحبته
جلست تمشط شعرها وهي سعيدة، خرج والمنشفة حول خصره اتجه إليها وطبع قبلة على عنقها وقال "أريد أن نذهب إلى أي مكان لقضاء يومين نحن لم نحصل على اجازة"
قالت بلهفة "حقا أين؟ ولكن لا لن نترك ماما"
نظر إليها وقا ل"ومن قال أننا سنتركها؟ هي أيضا بحاجة لتغيير جو لي أحد الأصدقاء يملك قرية بالساحل سأتصل به وأحجز يومين أو ثلاثة الصيف بدء والجو مناسب ما رأيك؟"
ابتسمت بسعادة وقالت "موافقة طبعا"
أمسك الهاتف وقال "على فكرة أنتِ لستِ ممرضة جيدة أنا نزفت كثير بالأمس وأنتِ لم تطعميني حتى الآن"
اتجهت إليه وقالت بدلال "على أساس أنك تركتني لأعد الطعام؟"
جذبها إليه وقال "ولن أتركك أبدا"
وضعت ذراعيها حول عنقه وقالت بدلال أكثر "ومن سيطعمك إذن؟"
قبل شفتيها وقال "يمكنني أن أعيش على قبلاتك وأحضانك للأبد"
ضحكت بدلال فأثارته أكثر فقال "ضحكتك هذه تفقدني ما تبقي من قوة وسأجذبك إلى الفراش مرة أخرى"
ضحكت وفلتت من بين ذراعيه وأسرعت إلى الباب وهي تقول "أنت مجنون، سأذهب لأعد أي طعام وأخبر ماما عن السفر"
ابتسم وتركها تذهب وهو سعيد بما آلت إليه الأمور وأخيرا أعادها إلى قلبه، أخيرا السعادة عادت
دقت باب العمة ودخلت، نظرت إليها العمة وابتسمت وقالت "تعالي يا فتاة لديكِ أخبار سارة أريد أن أسمعها، أمل هل يمكن أن تتركينا من فضلك؟"
تحركت الفتاة للخارج وهي تقول "حاضر يا حاج "
ابتسمت رنين فهي تعلم أن تلك المرأة هي الوحيدة التي تقرأ عيونها، قبلتها فقالت العمة "انتهت الأحزان؟ عيونك تنطق بالسعادة"
هزت رأسها وقالت "نعم ماما أنا سعيدة جدا"
جذبتها العمة لأحضانها وقالت "الآن اطمأننت عليكم، الحمد لله كنت أعلم أنه سيعود إيكِ، حافظي عليه يا ابنتي ادم ليس له الآن إلا قلبك وحبك وحنانك ومهما حدث بينكم فلا تتتركيه أبدا، قلبك من ذهب حبيبتي وأعلم أنكِ تحملتِ الكثير ولكن الحب أفضل نعمة من الله بها نشقى ونسعد ومنها نستمد القوة على البقاء"
هزت رأسها وقالت "سنسافر جميعا إلى الساحل، حضرتك بحاجة للتغير ونحن أيضا"
قالت العمة "لا، لن أذهب إنه وقتكم أنتم"
قالت بصدق "لا ماما، لن أذهب بدونك أنا بحاجة لوجودك معي فلولاكِ لضاعت حياتي، أنا اتعلم منكِ والتمس القوة من كلامك وحنانك فلن أتحرك لأي مكان بدونك أنتِ نبض حياتنا"
ابتسمت المرأة وقالت "لن تستمتعوا في وجودي أنتم بحاجة لأنفسكم فقط"
قالت "أنتِ نفسنا ووجودك سيزيد دنيانا جمالا وحبا وأمانا"
هزت المرأة رأسها وقالت "ربما آدم له رأي آخر؟"
سمعته يقول "وكيف يكون لي رأي آخر وأنا ابنك وحياتي لا معنى لها بدونك!؟"
اتجه إليها وأمسك يدها وقبلها فابتسمت بسعادة وقالت" ربي لا تحرمني منهما أبدا وأرني سعادتهم إلى آخر العمر"
كانت القرية هادئة في بداية الصيف والشاليه على البحر مباشرة، جلست العمة بالفراندة ووضعت لها أمل بطانية على قدميها وشالا على كتفها وقالت
"يمكنني أن أظل أمام البحر بلا ملل إلى آخر العمر فكم مضى من سنوات لم أراه"
آحاط آدم زوجته بحنان وقال "معكِ حق عمتي"
نظرت العمة إليهما وقالت "هل ستظلان هكذا؟ هيا اذهبوا لا أريد أن أراكم، أنا وأمل سنستمتع سويا"
نظر إلى رنين ونظرت إليه فقالت رنين "ألا تريدين أن نكون معكِ؟"
قالت العمة "لا، يكفيني البحر وأمل"
ضحك الجميع ثم قبلها الاثنان وجذبها هو من يدها إلى الاعلى وقال وهو يفتح باب غرفة
"هذه غرفتنا"
دخلت وتأملتها كانت بسيطة ولكن جميله وبالطبع تطل على البحر وقفت أمام النافذة تتأمل البحر فأحاطها من الخلف ودفن رأسه فى عنقها وقبلها وهمس "سعيدة؟"
استدارت إليه وأحاطته بذراعيها وهي تنظر بعيونه وقالت "جدا"
عاد إلى شفتيها بسعادة لا تضاهيها سعادة ثم أبعدها قليلا وحملها وقال
"إذن لنكمل سعادتنا لن أضيع لحظة بعيدا عن أحضانك"
ضحكت بدلال زاد من رغبته فوضعها على الفراش وهمس وهو ينظر لعيونها البنفسجية "تلك العيون تقتلني، وابتسامتك تأسرني، أما شعرك الغجري فيثير رغبتي في أن اكون سجينه إلى الأبد، ضميني إليكِ فكم اشتاق لأحضانك ولا ارتوي منها"
ابتسمت بسعادة وجذبته لأحضانها سعيدة راضية تتمنى من الله أن يديم عليها تلك السعادة إلى الأبد فهي الآن بين ذراعي زوجها الذي تمنته ومعها أم تسعد بقربها هي نعمة من عند الله وتتمنى أن تدوم إلى الابد
لم تدري كم نامت ولكنها استيقظت على صوته الخافت يناديها "رنين"
فتحت عيونها، كان الظلام قد حل رأته ينظر إليها مبتسما وقال "ما كل هذا النوم؟ لم اعهد فيك الكسل"
قالت بتعب "نعم لا أعلم ماذا أصابني هذه الأيام؟ لقد تأخر الوقت"
اعتدلت لتنهض ولكن ما أن وقفت حتى عاودها الدوار فكادت تقع لولا أن أمسكها هو مرة أخرى وأعادها إلى الفراش وقال بقلق "رنين ماذا أصابك؟ إنها ليست أول مرة لابد أن نرى طبيب"
عادت لنفسها وقالت "لا، أنا بخير إنه مجرد إرهاق وأكيد بعد هذه الاجازة سأكون بخير بالتأكيد أنت جائع وماما! أنا نسيت"
قامت وهي تحاول أن تبعد تفكيره عن الموضوع فقال "لا، أنا كنت معها، تناولت عشائها ونامت هيا غيري ملابسك سنخرج لتناول العشاء بالخارج هناك مطعم على مشارف القرية سنذهب إليه"
ابتسمت وقالت "أولا أريد مايوه للبحر، ثانيا أريد أن أشاهد القرية كلها ومن الصباح الباكر أريد أن أنزل البحر"
اقترب منها وقال "نشاهد القرية حاضر وننزل البحر أيضا حاضر لكن مايوه هذا لن يكون لنبحث عن شيء مناسب"
قالت بدلال "زوجي غيور"
جذبها إليه وقال دون أن ينكر جنون غيرته "غيرة بجنون، هذا الجمال لي أنا وحدي"
ضحكت ودفعته برقة وقالت "حسنا هيا دعني لنذهب أنا جائعة"
نزلا إلى المطعم بسعادة وما أن وضع الطعام أمامها حتى شعرت برغبة في القيء، تماسكت أمامه كي لا يشعر بالقلق واستأذنت للحمام وهناك ألقت ما بمعدتها وهي تشعر بذلك الدوار وقد أدركت سر كل ما يحدث لها
غسلت وجهها ونظرت لنفسها بالمرآة ثم ابتسمت سعيدة بما عرفته ولكنها لن تخبر أحد حتى تتأكد أولا
انتهوا من الطعام وانطلقا إلى البحر سارا كثيرا على الرمال بسعادة وعندما تعبا جلسا ينتظران الشروق أحاطها بذراعه وقال وهي بين أحضانه
"كم حلمت بهذه اللحظة كثيرا"
نظرت إليه بسعادة وقالت "أنا أيضا تمنيتها، أنا سعيدا جدا يا آدم سعيدة جدا"
قبل جبينها وشد عليها بذراعيه وكأنه يحيط السعادة بذراعه خوفا من أن تهرب منهما
وأخيرا عادا بعد الشروق ليأخذها بين ذراعيه إلى عالمهم الآخر من الشوق والحب الكامن بقلب كلا منهما
عندما استيقظت كان النهار قد انتصف تقريبا، شعرت برغبة في القيء مرة أخرى، أسرعت إلى الحمام وأخرجت ما بمعدتها، استندت إلى باب الحمام واغتسلت وهي تحاول أن تهدء وعاودها الدوار لحظات إلى أن ذهب ...
خرجت من الحمام، كان قد استيقظ ويتحدث بالهاتف وقد ععرفت أنه هيثم، لم تشأ أن تخبره بشيء التفت إليها وقال
"هيثم وصل القرية"
نظرت إليه وقالت "صحيح؟ أنت دعوته؟"
هز رأسه بالنفي وهو يدخن سيجارته وقال "لا لم أفعل ولكن يبدو أن شهد لها تأثير قوي عليه"
ابتسمت فاتجه إليها وقال بقلق "أنتِ بخير؟ تبدين متعبه ذلك الدوار مرة أخرى؟"
حاولت ألا تجعله يشعر بشيء وهي تبتسم وقالت "لا، أنا جائعة ألن نتناول الإفطار ونشتري الملابس؟ لم أنسى"
وابتعدت من أمامه فقال "حقا؟ أرى أنني لم أستطع أن أجعلك تنسين، حسنا ننزل وننتظر وصول هيثم وشهد لتناول الإفطار معهم ثم نذهب نحن" لم تمانع
بالطبع ألقت قبلتها على وجنة العمة التي كانت سعيدة بسعادة أبنائها ولم تنكر رنين سعادتها بوجود شهد ولكن تعب معدتها هو الذي كان يضايقها ..
اشترى لها كل ما أرادت وكذلك هيثم وتناولا الغداء بأحد المطاعم ثم عادا الشاليه غيرا ملابسهم ونزلا المياه واستمتعت وهي بين ذراعيه ولا يفلتها أبدا لم يهتما بمن حولهما ولا حتى هيثم وشهد فهما أيضا كانا بعالمهما وأخيرا تعبا واتجها لغرفهم على موعد على العشاء
أخذت حمام وغيرت ملابسها ألقت نفسها على الفراش وراحت في النوم
شعرت بشيء يداعب وجنتها ففتحت عيونها فرأته يبتسم ويقول "لابد أن تستيقظي، لن نمضي الاجازة في النوم ظننت أنكِ أردتِ.."
لم يكمل حيث أصابها ذلك القيء مرة أخرى فقامت إلى الحمام وتبعها بقلق إلى أن انتهت، ترنحت أمامه فأسندها إلى الخارج أجلسها وقال
"رنين ماذا هناك؟ لقد زاد الأمر هيا لابد أن نذهب للطبيب الآن"
كانت طبعا تعرف سبب ما هي فيه ولكنها لن تخبره، ليس الآن فلتستمتع أولا ثم لا تعلم ماذا تخفي لها الأيام ..
ابتسمت بضعف وقالت "يبدو أن الطعام به شيء أو أني أثقلت فيه"
أجلسها وقال "لا، هيا دعينا نرى طبيب"
هزت رأسها وأصرت قائلة "لا، أرجوك أنا بخير لن نفسد سعادتنا"
ابتسم وقال "وصحتك؟"
قالت "أنا بخير اطمئن، هيا دعنا نرتدي ملابسنا ونذهب كي لا نتأخر"
لم يشعر بالراحة ولكن إصرارها جعله يتراجع فهو يعلم أنها عنيدة وقوية وترفض الاستسلام للضعف، استسلم لها ولم يضغط عليها
كان هناك حفل راقص على البسين الكبير تابعوه بسعادة إلى أن دقت الموسيقى الهادئة والتقى كلا منهما بخليله ..
قربها منه وقال "سعيدة؟"
نظرت بعيونه وقالت "جدا"
ضمها إليه وضعت رأسها على صدره وهي سعيدة وأسند رأسه على شعرها، كان هو الآخر سعيد وتمنى ألا تنتهي هذه الأيام أبدا
سمعت هيثم يقول "أنا جائع ألن نذهب؟"
ابتعدت فقال آدم "أنت هادم اللذات هيا" ضحك الجميع وذهبا
لم تأكل كثيرا فمعدتها لم تتقبل الطعام وهي تعلم أنها ستعاني من هذا الأمر ولابد من إيجاد حل ولكنها كانت سعيدة بأن جزء من حبيبها ينمو داخلها ورغم أنها لم تفكر يوما بأن تكون أم إلا أنها اليوم سعيدة ليس فقط لأنها ستكون أم وإنما أيضا لأنها أم لطفل منه هو حبيبها وزوجها والرجل الوحيد بحياتها
همست شهد "هيثم سألني عن الحمل"
نظرت إليها وتساءلت؛ صدفة هي أم ماذا؟ قالت "لا أفهم"
قالت شهد "لأنني لم أحمل حتى الآن شهر ونصف تقريبا"
قالت وقلبها يدق هل يفكر آدم مثله "وماذا؟ لم يمضي الكثير"
قالت شهد "هذا تفكيره وأنتِ؟"
لم تشأ أن تخبرها بشيء ليس الآن فقالت ضاحكة "لم نفكر بهذا الموضوع ولم يخطر على بالنا"
تنهدت شهد وقالت "سنذهب للدكتور بمجرد عودتنا، بصراحة أنا لا أريد أن أعود، المكان هنا رائع وأنا سعيدة جدا وأرى أنكم أيضا سعداء حتى العمة صحتها جيدة"
هزت رأسها وقالت "نعم معك حق كلنا سعداء جدا"
قالت شهد "تحبينه أليس كذلك؟"
نظرت إليها وقالت "وأنتِ ألا تحبين هيثم؟"
نظرت شهد إلى هيثم وقالت "لا أعلم ما إذا كان زواجنا قام على الحب أم العقل؟ ولكن لا يهم طالما أنني سعيدة فلا أهتم بالحب فأنا لست مثلك"
لم ترد عليها، كيف يمكن للمرء أن يحيا بدون الحب؟ سؤال لن تعرف إجابته ولا تريد أن تعرف فحياتها الآن تقوم على الحب
مال عليها وقال "فيما كل ذلك؟"
نظرت إليه وقالت "كلام عادي وأنت مشغول"
قال باهتمام "لا شيء يشغلني عنكِ إنه هيثم"
ابتسمت وقالت "وهي شهد"
ضحك فقال هيثم "أنا تعبت وأريد أن أنام
قال آدم "يمكنك الذهاب، هل تفضلين الذهاب؟"
لم تشأ لليل أنت ينتهي فقالت "لا، أريد أن أرى البحر مرة أخرى فأنا أحبه ليلا"
هز رأسه وقال لهيثم "لن نذهب الآن"
قام هيثم فقالت شهد "هيثم لم لا نذهب مثلهم؟ الجو جميل ونحن لم نأتِ للنوم"
نظرات هيثم كانت واضحة وهو يقول "أنا أريد أن أرتاح إذا أردتِ ابقي أنتِ، طابت ليلتكم"
بالطبع لحقت به شهد، ضحك الاثنان ثم أمسك يدها وقاما إلى البحر، سارا على الشاطئ فقال "فيم كنتم تتحدثون؟"
لم تنظر إليه وقالت "لا شيء مهم"
اقترب وقال "ما رأيك لو نبقى يومين آخرين؟"
توقفت ونظرت آليه وقالت بسعادة "حقا؟ أنت جاد فيما تقول؟"
هز رأسه وقال "نعم ولم لا؟ يومان قليلان جدا"
هزت رأسها وقالت "نعم أنا أريد ذلك، لا أريد أن أذهب الجو رائع هنا والبحر والقرية وكل شيء، صحيح سنبقى؟"
أزاح خصلات شعرها وقال "نعم من أجل هذه السعادة التي أراها بعيونك"
ضحكت كالأطفال فجذبها إليه تعلقت بعنقه فحملها وأخذ يلف بها ضحكت وقالت "آدم يا مجنون"
ضحك ثم أنزلها وقال وهو ينظر بعيونها "مجنون بعيونك هذه"
وضعت رأسها على صدره وتحركا قليلا فوق الرمال إلى أن تعبأ ثم جلسا على الشاطئ مرة أخرى يتابعان الشروق وهي بين ذراعيه وما أن ولدت الشمس ونشرت أشعتها الحمراء حتى نظر إليها وقال
"لحظة لا أريدها أن تنتهي أبدا"
تأملت عيونه وقالت بحب واضح "ولا أنا"
اضطر هيثم إلى البقاء معهم اليومين التاليين ولم تعترض العمة، حقا كانت أسعد أيام حياتها لم تعيش مثلها منذ وفاة والدها واستطاعت أن تتغلب على أعراض الحمل بعد أن قرأت الكيفية على النت فلم يعد الأمر يزعجها وإنما على العكس كانت تزداد سعادة به وشوقا إليه وقد قررت إخباره بمجرد عودتها ولكن العمة أولا فالعمة أولى بأن تكون أول من يعلم فهي من تنبأت به