
آخر عهد .
تفتح سامية عيناها تنظر في سقف غرفتها ثم تاخد نفسًا عميقًا ثم تنده علي مصطفي فلم يجب فتتقلب وتنظر باتجاه اليسار فلم تجد اللوحة فتنهض لتجلس فتجد نفسها في غرفة غريبه غير شقتها ، غرفه بها سرير وكمود فقط علي يسارها وشباكٍ في الاعلي اتجاه جنبها الأيمين فتدفع الغطاء من عليها وتقوم تجري لتجد أمامها الشاب الذي أنقذها
انت ؟
انا فين ؟
انت عملت فيا ايه ؟
ـ اهدي انا معملتش حاجة ، اهدي عشان اقدر افهمك كل حاجة ، ارجوكِ
سامية / عايزني اقوم من نومي القيني ف شقة راجل وكمان علي سريره وتقول ليا اهدي ؟
ـ طول ما انتي كدا مش هتقدر تستوعبي حاجة واطمني انا عمري ما اقدر آذيكِ صدقيني ، ارجوكِ اقعدي في كلام كتير لازم تعرفيه واوعدك بعدها عمرك ما هتشوفيني .
سامية / الساعة كام ؟
ـ دلوقتي الساعة 8 م
سامية / انا جيت هنا ازاي انا مش فكرة حاجة ، كل اللي فكراه اني فطرت الأولاد وبعدين محمود خدهم نزل بيهم وانا طلبت منهم اني هنام شوية ، اي حصل بعد كدا ازي جتلك هنا ؟
ـ اولاً مش انتي اللي جيتي انا اللي جبتك
سامية / جبتني ازاي بقولك محصلش ، وانا هاجي معاك لي اصلا عيلة انا مثلاً
ـ لا العفوا مش كدا خالص ، اقصد خطفتك
تنظر سامية له ف استعجاب شديد
انت مُدرك بتقول ايه ؟ اكيد اكيد مجنون لا لا انا مش قادرة استوعب واحد يقول ده بكل بساطة ، انت ارتكبت جريمة وهتدفع تمانها انا هوديك ف داهية ، انا اصلا قاعدة معاك لي !
تجري سامية نحو باب الشقة تجده مُغلق بإحكام
سامية / انت كمان قافل الباب
ـ اسمعي انا عمري ما أضرك من اول يوم وانا جنبك من وقت ما حياتك اتهددت بالخطر
سامية/ حياتي انا مُهددة بالخطر ، طب ازاي ؟
يقترب منها ويطلب منها الجلوس ليَشرح لها الأمر ولكنها ما زالت ترفض الاستماع له وتحاول الخروج ، فيخرج عن سيطرته ويُدير ظهره ويقول
وبالنسبة للاتصال اللي جي لاخواتك التالته الشباب بان ولدك تعبان وطالب يشوف ولاده باحفاده وأختك اللي كانت بتحاول تتصل بشريف خطيبها والاتصال اللي جالك من الكشك اللي تحت البيت عشان تنزلي تشوفي نتيجه البكالوريا اللي اتقالك انها ظهرت ومظهرتش وجيتي لقيتي اهلك وشقتكم محروقة واللي .. ينظر إليها بحزن ويصمت
سامية تستمع وهي مصدومة
انت عرفت كل ده ازاي مين قالك الكلام ده ؟ مين قاله ليك قولي ؟ انت تعرف كل ده منين انت مين ؟ انت عرفت التفاصيل دي ازاي ؟ ولا قعدت مع حد من اللي كان في المنطقة وسألته
ـ طب ممكن تهدي ومتبكيش
تضع سامية يداها علي الحائط
ـ شيلي ايدك ومتحطيش ايدك علي الحيطان دي أبداً
سامية وهي تبكي وتحاول انا تمسح دموعها
ليه بتقول كدا ؟ عادي يعني أنا حسيت بالدوخة قولت أسند عليها اي المشكلة ؟
ـ بس مش دي ، دي خطر عليكي
سامية / الحيطة بقت خطر ؟
ـ اه وارجوكِ اسمعي كلامي انا هقولك كل حاجة بالتفاصيل والدليل .
يمد له يداها
ممكن تسمحي امسكي ايدي بدل الحيطة متسنديش عليها
تضع يداها علي يداه وبعدها ينتشر ضوء ابيض ساطع من خلف ظهرها ، تشعر بشيء ما يسحبها ، قلبها يتجه نحوه بطريقة ما وتظل مُعلقة بعينها نحو ملامحه المألوفة .
يحدثها صوت بداخلها
انا اعرفه صح ؟ حاسه اني شفته قبل كدا هو مش غريب وفنفس الوقت مش قريب يا تري هو مين ؟ يشبه محمد كتير .
ـ اتفضل استريحي
سامية / شكراً يا استاذ ..
محمد
سامية / محمد !!
محمد / اه يا سامية
تنظر له في حالة ارتباك وتتذكر بأنها كانت تحب ابن الجيران والذي يشبو كثيراً حتي أنه نفس ذات الاسم ولكن كيف له أن يكون فهذا العمر !
محمد / مالك مستغربه ليه ؟
سامية / لا ابداً مفيش حاجة ، بس واحد معرفوش عارف اسمي وتفاصيل موت اهلي منتظر مني اي غير الحالة اللي انا فيها دي ، ممكن تقولي اللي حصل مع اهلي ولي خطفتني من بيتي وجوزي وأولادي انت عايز مني ايه انا ست متجوزة.
محمد / اول حاجة لازم تعرفيها أن اللي قاعد قدامك ده روح مش لحم ودم جي هنا علشانك وعلشان احميكِ .
سامية / تقصد اي بكلامك ، يعني اي روح ؟ يعني انت حي ولا ولا انت انس ولا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
محمد / أهدي متخافيش مني ، ارجوكِ اقعدي ، لازم تعرفي أن ، اهلك ماتوا بموتة مُدبرة وانا كنت معاهم .
سامية/ كنت معاهم فالشقة يعني اي مدبرة انا مش قادرة اصدق اللي بسمعه يعني انت ميت ؟ يعني اي مُدبرة
محمد/ انا عارف انها صدمتين مش صدمة بس دي الحقيقة
سامية / انت محمد ابن الجيران ؟
ايوة يا سامية .
فكرة يوم العزومة بتاعت اخواتك
سامية / طبعًا فكرة ، كنت مستنية اللحظة دي من وانا عيلة صغيرة اني اتخطب لك ولما بعت ليا جواب مع خديجة اختك مكتوب فيه بأن تمت المهمة بانتظار الرد مع تحياتي وأشواقي محمد .
11 مايو 1953
في بيت يتكون أفراد أسرته من زوجين الاب مُحسن والذي يعمل طبيب والزوجة ربة منزل وخمسة اولاد الاخ الأكبر فريد والذي يعمل محامٍ والاخ الأوسط توفيق والذي ضابط جيش والآخر حسين والذي يعمل مهندس وأبنتين الكبري سلوي وتُدرس في المعهد الموسيقي والصغري سامية في البكالوريا
الشقة عبارة عن أربع غرف تلات غرف للنوم وغرفه لاستقبال الضيوف وصاله طويله فيها تلفزيون وبها كنب والهاتف امام غرفه الصالون .
في منزل مليء بالبهجة والجميع مُجتمع
الاب / سفرة دايما يا ام فريد تسلم ايدك ، دايماً كدا مجتمعين يا اولادي فالفرح
وبعد الانتهاء من الغدا يطلب الاب من أبناءه الدخول في غرفه الاستقبال لانه يريدهم في موضوع هام
فريد / خير يا بابا حضرتك طلبت مننا أننا نيجي انهاردة كلنا اي الموضوع المهم اللي مكنش ينفع يستنا ليوم الجمعة دة ؟
يبتسم الأب
انهاردة جالي عريس لاختكم سامية
توفيق / بس يا بابا حضرتك بتجهز سلوي ده غير الدراسة ، ازاي حضرتك هتخطب لسامية اعتقد التكليف هتبقي كتيرة علي حضرتك قوي خصوصا أن معاد جواز سلوي قرب .
الأب/ مش مشكلة خلينا نفرح ، وبعدين يبني الفرح لما يدق بابك افتح له وخصوصًا لو اللي جي شخص يفرح فعلاً وتشعر أنه محل ثقة يبقي وقتها لي نأجل الخطوبة والعريس شاري ومننا ؟
حسين / هو مين يا بابا حضرتك تعرفوا أو احنا نعرفه ؟
الأب/ محمد ابن الحاج حسن جارنا اي رأيكم بقا ؟
فريد / إذا كان محمد أنا موافق
ها وانت يا توفيق انت وحسين ؟
توفيق / مفيش قول بعد قول حضرتك يا بابا ومحمد شاب كويس ومحترم وعرفينه واهم حاجة رأي سامية
الاب / وانت يا حسين رأيك ايه ؟
حسين / انا مع كلام توفيق ومع راي حضرتك يا بابا
الأب / كدة مش فاضل غير أننا نعرف العروسة ونشوف رأيها
سامية سامية
نعم يا بابا
الاب / جالك عريس كويس ومحترم اي رايك ؟
سامية / عريس
فريد / اه يا سامية ولا انتِ رافضة
توفيق/ قولي يا حبيبتي بدون خجل دي هتبقي حياتك المستقبلية لازم تكوني موافقة محدش هيضغط عليكي فحاجة
حسين / بلاش تشويق يا جماعة عرفوها مين يمكن توافق ، ها يا سوسو لو عرفتي مين هتوافقي علطول ويضحك حسين
فتبتسم سامية
الاب / محمد ابن الحاج حسن ها اي رأيك
تخجل سامية وترتبك وتبتسم وتجري علي حضن ابيها
حسين / مش قولتلكم عرفوها بس هو مين ، ويضحك
١٤ مايو
الو استاذ فريد ؟
ايوة يا فندم مع حضرتك اي خدمة ؟ والدك تعبان أنا بكلم من الكشك اللي جنبكم عايز يشوفك انت والاولاد
وهكذا تم الاتصال بتوفيق وحسين
سلوي / الو الو
الام / مين يا سلوي ؟
سلوي / مفيش يا ماما ده انا بحاول اجرب اشوف الحرارة جت ولا لسة
الام / مالك زعلانة لي ؟
سلوي / مش عارفة اطمن علي شريف
الام / ربنا يطمنك عليه يا بنتي
صوت من تحت المنزل ينادي
يا استاذ مُحسن يا استاذ مُحسن
سلوي / في اي يا عم شعبان ؟
بيقولي نتيجة البكالوريا طلعت وجي اتصال للست الصغيرة تروح المدرسة هما حاولوا يتصلوا بيكم بس مفيش حرارة
سلوي / متعرفش مين اللي كلمك طب ؟
لا والله يا ست سلوي .
سلوي /طيب يا عم شعبان شكرا
سامية سامية
نعم يا سلوي ؟
بيقولوا البكالوريا طلعت يلا روحي المدرسه
سامية / دلوقتي ؟ وبعدين انتي عرفتي منين
سلوي / عم شعبان كلموا من المدرسة تقريباً
ساميه / غريبة دي جابوا رقم الكشك منين ؟
سلوي / انتي ناسية يا ذكية أننا مركبين التلفون من شهرين واي حد كان بيكلمنا كان بيتصل علي عم شعبان
سامية / أيوة صح نسيت ، طب هي الساعه كام دلوقتي ؟
سلوي / الساعة يا ستي دلوقتي 9:40 دقيقه بالظبط يلا عشان تلحقي .
سامية / طيب هقول لماما
سلوي/ البسي انتِ انا هقولها
تذهب سامية للمدرسة ...
يدق باب الشقة
سلوي / مين علي الباب ؟
مين حضرتك ؟
من فضلك دكتور مُحسن موجود ؟
ايوا يا فندم في معاد مُسبق ؟
ـ في الحقيقة لا
سلوي/ طب اتفضل يا فندم فالصالون اديله خبر أقوله مين ؟
معلش حابب اعمله له مفاجأة
طيب يا فندم عن اذنك
يكون الأب يُسلم من صلاة الضحي
حرمًا يا بابا
الاب / جمعاً يا بنتي إن شاء الله
سلوي / بابا في شاب منتظر حضرتك برا بس مقلش اسمه
الأب/ وازاي تدخليه وتقعديه من غير ما تعرفي هو مين ، متحصلش تاني لا هنا ولا فبيت جوزك .
سلوي / حقك عليا يا بابا بس انا لما سألته قالي أنه عايز يعملها لحضرتك مفاجأة
الاب / مفاجأة اي علي الصبح ده كمان طيب يا بنتي هلبس وأخرج وبعد كدا اروح علي المستشفي
سلوي/ الا صحيح يا بابا حضرتك انهارده مروحتش بدري ليه غير العادة ؟
الأب / كلموني قالولي انزل متأخر عشان بيوضبوا الأوضة وبينقلوا حاجات فيها مش عارف ازاي والمريض ده يقعد كدا يلا يا بنتي أنا هلبس وأخرج له
تحدث سلوي نفسها طب ازي كلموا بابا والحرارة مقطوعة ؟
ترجع سلوي لتخبر ابيها علي موضوع انقطاع الحرارة ولكن يقطع حديثها صوت الام
بابا كنت عايزة اقولك
الام / يبنتي الضيف قاعد مخدش واجبه شوفي يشرب ايه
سلوي / حاضر يا ماما
وتحدث سلوي نفسها يمكن كلمو بابا قبل ما الحرارة تنقطع ، أو اتصلوا علي عم شعبان
قدمت سلوي شاي مع كعك وبسكوت ثم ذهبت لغرفتها
مُحسن / اهلا وسهلاً يا ابني اتفضل اقعد .
اهلا بحضرتك يا دكتور مُحسن
مُحسن / ممكن اعرف حضرتك مين ؟ قولت لبنتي مفاجأة بصراحه مش عارف مفاجأة ايه وانا معرفش حضرتك
ـ بصراحة أنا جي وخايف حضرتك تحرجني عشان كدا محبتش اقول اسمي
اتفضل يا ابني قول سمعك
انا ابقي ابن دكتور رافعت
مُحسن / ياه معقول ازيك يا ابني وازي والدك
الحمد لله بيسلم علي حضرتك كتير
اخر مره شفتك من حولي سنتين تقريباً كنت ف البكالوريا ها في كلية اي دلوقتي
ـ الشرطة يا عمي
ما شاء الله ربنا يوفقك يا ابني . ها خير اقدر اساعدك في ايه ؟
بصراحة أنا جي طالب القرب من حضرتك
مُحسن/ مني انا فمين ؟
في الأنسة سامية
مُحسن / والله يا ابني انا مُحرج منك بس سامية مخطوبة
ـ مخطوبة ازاي انا ..
مُحسن / في الحقيقه يبني خطيبها مسافر هو ضابط جيش اول ما ينزل هيلبسوا الدبل واكيد انتوا اول المدعويين
ـ بس انا مصمم علي الآنسة سامية انا بحبها
مُحسن / انا مقدر مشاعرك النبيلة لكن بنتي مخطوبة وبتحب خطيبها وهو كمان بيحبها انا مقدرش اغصب بنتي علي حاجة ضد رغبتها
ـ مستحيل انا مش هسيبها مش هتكون لغيري
مُحسن / انت جي تهددني ف بيتي اطلع ب ...
يقَطع حديثه جرس باب الشقه
يدق جرس الباب بقوة
الام / يا ساتر اي ده مين بيخبط كدا .
تجري سلوي علي الباب لتجد فريد بزوجته ويليه جميع اخواته
فريد / فين بابا ، فيه ايه اي حصله يا ماما
الام / في اي يبني ابوك ماله مهو زي الفل اهو حتي معاه ضيف فالصالون
يدخل فريد علي ابيه ليتأكد ويتفقده
بابا انت كويس
ويدخل الغرفه بعده توفيق وحسين
الاب / في اي يولاد انا كويس في ايه ولي كلكم جيتوا بالطريقه دي
توفيق / جي لفريد اتصال الصبح في المحكمة بيقولوا أن حضرتك تعبان ونفس الاتصال جالي وجي لحسين
يأتي صوت من خلفهم ويقول
جالي انا كمان الاتصال ده
ينظروا خلفهم
فريد / محمد ؟
اي نزلك من الجيش نزلت ازاي
محمد / جالي اتصال أن سامية تعبانة وف المستشفي وأنكم مش عارفين توصلوا ليا من يومين بسبب الحرارة
الأب / يبني سامية كويسة حتي نزلت تشوف نتيجة البكالوريا وبعدين متصلتش لي تتطمن من وقت ما جالك الاتصال ده
محمد / يا عمي مهو اللي خلاني انزل أن حضرتك معندكش حراراة التلفون مبيجمعش
الأب / ازاي يبني اكيد عندك انت مشكلة انا حتي كلموني انهاردة في الشغل علشان منزلش بدري عشان بيجددوا الاوض
محمد / يعمي والله برن من الصبح مفيش حرارة
ينادي الأب علي سلوي
الاب / سلوي التلفون مش شغال ؟
سلوي/ لا انا جيت الصبح اكلم شريف مكنش في حرارة استغربت لما حضرتك قولت أن جالك اتصال من المستشفي قولت جايز الحرارة كانت شغالة الصبح أو كلمو عم شعبان وقال لحضرتك
توفيق / طيب بابا وهيكلموا عند عم شعبان وبالنسبه لفريد عرفوا منين أنه ف طنطا ؟ وبالنسبه ليا ولحسين ؟
فريد / فعلا أنا إزاي منتبهتش للنقطة دي ، كدا في حاجة غلط في حاجة مش مظبوطة مين له مصلحة أنه يجبنا كلنا علي مال وشنا كدا بعيالنا وبالطريقة دي وكمان يكلم محمد وعارف مكان كل واحد فينا فالوقت ده ازاي ؟ مين له مصلحة في بهدلتنا دي وعايز اي مننا ، وازاي حضرتك جالك اتصال يا بابا والحرارة فعلا مقطوعة لازم نبلغ البوليس
حسين / هتقول اي جالك اتصال انت وأخواتك ؟ الشرطة محتاجة دليل ولحد الآن احنا مش عارفين اي اللي حصل معانا كلنا مين له مصلحة ؟
فريد
اي ده مين الشخص ده يا بابا ؟
ازاي مخدناش بالنا منه كل الوقت ده
الاب / معلش يبني انتوا جايين مفزوعين اهدوا انا بخير ، ده ابن دكتور رافعت صحبي
توفيق / أهلا وسهلاً معلش علي اللي حصل
الاب / هو كدا كدا ماشي دلوقتي اصلا
ـ بس انا مش همشي غير لما توافق على طلبي
فريد / طلب اي وبعدين انت ازاي تكلم مع ابويا كدا اي الأسلوب واللهجة دي عايز اي ده يا بابا
الأب/ عايز يخطب سامية
محمد يمسك فيه
محمد / انت مجنون دي خطيبتي ازاي عايز تخطب خطيبتي
حسين / اهدا يا محمد يلا يا استاذ من هنا بنتنا مخطوبة
ـ قولت مش همشي الا لما توافقوا
محمد / يوفقوا علي ايه دي خطيبتي
توفيق / اهدا يا محمد ، أما بالنسبة ليك فالذوق مش جايب نتيجه معاك
يمسك توفيق الشاب ويقوم بضربه ويحاول الباقي فض الاشتباك
ويمسكه الاب
الاب / يلا امشي متجيش هنا تاني
ـ طيب انا هخدها عافيه
يجري عليه محمد ويضربه في رأسه
ويشده فريد
فريد يلا انزل علشان المرة الجاية انا اللي هضربك
ينظر له الشاب ويقوم باحتضانه خلاص انا اسف بس انا بحبها
يفك فريد نفسه من هذا الحضن الغريب ، طيب يا سيدي انا مقدر شعورك بس ده نصيب اكيد انت هتلقي الانساب إن شاء الله
ـ هحاول يا استاذ فريد بس عندي طلب قبل ما امشي ارجوك
فريد/ اتفضل ؟
ـ ادخل ابوس ع راس دكتور مُحسن
فريد / اتفضل .
ـ أنا آسف خلاص عرفت غلطي
توفيق / مفيش داعي كانك اعتذارت
ـ ارجوكم
توفيق / استنا نستأذن الحاج الاول
حسين / خلاص يا جماعة يعتذر وخليه يمشي عشان نشوف المصيبة اللي حصلت فينا دي وكمان سامية اتاخرت الساعة فايدك كام يا محمد ؟
محمد / الساعة 2 الظهر
ينظر حسين لفريد ويمل برأسه بأنه مفيش مشكلة أن يدخل يعتذر
فريد / مش عايز يمشي الا لما يعتذر من حضرتك يا بابا
الاب / طيب يا ابني حصل خير ، هو فين ؟
توفيق / واقف قدام باب الشقه
الاب / قوله يتفضل يبني
ـ يحتضن الشاب الاب ويمسح بيداه علي ظهر الاب ويقول حقك عليا يا دكتور مُحسن انا اسف انا اسف ثم ف ذات الوقت تظهر صوت ضحكة شر وظهر الاب يشتعل بالنيران ثم يرمي بلولعة علي الارض لتصبح الغرفة جميعها مُحاطة بالنيران
حسين / الحق بابا يا توفيق
يجروا الأبناء لاخماد النار ولكن لا تتوقف فقط تزيد فالاحتراق وصوت النساء يعلوا بالاستغاثة وموت الاطفال بالاختناق
بدأت النار تنتشر حتي أنها اكلت المكان
ـ يضحك الشاب بصوت عالٍ
وفي زوبعة الحدث وانتشار النار بدأ يتكلم بصوت عالٍ وضحكة كلها شر
دلوقتي عايزين تعرفوا مين اللي كلمكم وجابكم كلكم هنا صح ؟
انا هقولكم عشان انتوا كدا كدا ميتين
انا اللي عملت كل ده
انا اللي جمعتكم هنا عشان اخلص منكم مرة واحدة
في عز اللهب امسك فيه محمد
انت ؟ انت مين ؟ انت شيطان
ـ يضحك الشاب بصوت اعلي من قبل
ايوا انا الشيطان اللي خلص عليكم مرة واحدة ، مبسوط يا محمد ؟
مسكت النار في الجميع ، وكان اللهب يتغذي علي جدار البيت ، ياكل في الجميع .
كان البيت كان مُستعد للاشتعال ! كيف لا يستطيعوا إخماد النار ؟!
توفيق / فريد طفي النار من ماما . بابا مات يا فريد العيال . العيال ويلفظ اخر أنفاسه
حسين / حاول تنط يا فريد خلاص معدش في حد هنا سليم
فريد / الحيوان ده الحيوان ده لازم اقتله ف النار اللي شعالها
حسين حسين اخويا
يبكي فريد وتقع عليهِ النجفة المُشتعلة .
بينما محمد يحاول المقاومة يحاول أن ينقذ اي طفل يجده فيجد من يخبطهُ علي ظهرهِ
فيلتفت فيجد هذا الشاب
فيمسك فيه
محمد / انت ؟ انت ازاي عايش ده كله اتسرسب ورا بعضه النار مسكت ف كل حاجة الا فيك ازاي ازاي ؟ انت مين ؟
ـانا الماضي والحاضر والمستقبل
وخلاص انت عرفت الحقيقة يا محمد متبقاش كدا
محمد / حقيقه اي ؟ انت ازاي كدا ؟ بتعمل فينا كدا لي ؟ لي ؟
انت معقول بشر ؟ انت خالي إنسانية اتفو
يضحك بصوت اعلي
مهو للاسف يا محمد ده اخرك دلوقتي خلاص انت بتلفظ انفاسك الأخيرة ، انا مش عارف انت ممتش لي ده انت سبب المشكلة ، يلا مش مهم
ثم يدفعه نحو النار أكثر
محمد / انت شيطان ، شيطان ملعون المفروض ينادولك بالشيطان
يقترب من محمد وينظر في عيناه جامد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
بينادوني محمود .