
البارت 3
ردت ليلى: مش عايزة أكون لوحدي في التفكير ده؟ بس إنت اللي مش واضح، غيث. مش عارفة إذا كنت تقدر تكون صريح معايا ولا لأ.بس انا محتاجه دا...
حينها، لم تكن ليلى تعلم أن تلك الكلمات ستكون مفتاحًا للكشف عن شيء كان غيث يخبئه طوال الوقت. فجأة، جاء الرد الذي كانت تنتظره.
غيث: أنا عارف إنك مش هتصدقيني دلوقتي، لكن فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها. انا حياتى ووظيفتى واللى مريت بيه اجبروني على كدا.... أنا مش عايز أضغط عليكي، بس كان لازم أتأكد من حاجة معينة.
ليلى تجمدت في مكانها، لا تستطيع أن تصدق ما قرأته.كانت مشاعرها بين الانزعاج والفضول، لا تعرف كيف تتصرف.
بعد دقائق من الصمت، كتبت له: وأنت كان عندك نية لإيه بالضبط؟ لو كنت حابب أتكلم معاك بصدق، لازم تكون صريح معايا من البداية.لازم اعرف حياتك ووظيفتك اللى بتقول عليها دي...
رد غيث بعد لحظات، بنبره غير عاديه في رسالته: كنت عايز أعرف إذا كنتي هتتكلمي عن كل حاجة وتكوني صادقة معايا زي ما هكون صريح معاكي. كان لازم أجربك علشان أعرف إذا كنت ممكن أكون في حياتك أو لأ.... ينفع اثق فيكي ولا لا...
ليلى شعرت بشيء غريب يمر في جسدها، كما لو أن اللحظة الحاسمة قد وصلت. هل هذا هو السبب في كل رسائله الغامضة والأسئلة غير المتوقعة؟ كان هذا الاختبار غريبا، ولكنه في الوقت ذاته جعلها تشعر بنوع من التقدير لصدق غيث.
ردت ليلى وهى تحاول ان تستخلص الحقيقه: وأنت، هو انت كنت صريح معايا فعلا؟ ولا كل حاجه كانت اختبار منك ليا....
غيث أجاب بسرعة، وكأن الكلمات تخرج منه فورًا: أنا مش عايز أخوفك يا ليلى. لو عايز تعرفي الحقيقة، أنا بحبك من زمان. الموضوع مش مجرد حديث عابر أو تعرف عادي. كان لازم أتأكد إنك مش هتخبي عني حاجه..... انا برقبك فى كل حته وبجمع عنك معلومات انا عارف كل حاجه عنك من زمان اوي.... ودخولي معاكم فى شات بتاعك انتى وريم مجرد حجه علشان اعرف اتكلم معاكي واقرب منك....
ليلى قلبها ينبض بسرعة، شعورها بالحيرة ازداد. هل غيث كان يحبها حقا؟ وهل هو صادق في مشاعره، أم أن هناك دوافع أخرى وراء تصرفاته؟
في تلك اللحظة، شعرت ليلى أنها أمام مفترق طرق. إذا كانت تريد أن تكتشف حقيقة غيث، كان عليها أن تواجهه بكل أسئلتها وتكتشف أسراره بنفسها.
ليلى بشك: ليه كل التحري والبحث دا عني من زمان واشمعنه انا بالذات... أنت جاد في كلامك ده؟ ولا بردو مجرد اختبار سخيف منك....
غيث أجاب أخيرا، ولكن هذه المرة بنبرة مختلفة تمامًا: أيوة، أنا جاد. ومش هقولك أكثر من كده دلوقتي. لو كنتي مستعدة تكملي، هنشوف سوا باقي القصة.
ليلى، على الرغم من مشاعرها المتضاربة، شعرت بالراحة قليلا. كانت قد أزالت جزءا من الغموض، ولكنها كانت تعرف أن الطريق أمامها لا يزال طويلا، وأن غيث يحمل الكثير من الأسرار التي لم تكشف بعد.
ولكنها أيضا كانت قد قررت شيئا: لن تترك غيث يختبرها أكثر من ذلك. حان وقت أن تكون صادقة مع نفسها، مهما كانت الحقيقة.
بعد الرسالة التي أرسلها غيث، شعرت ليلى بحيرة شديدة. هي لم تتوقع أبدا أن يكون غيث قد اختبرها بهذا الشكل. في البداية، كانت تفكر في أن كل شيء كان بسيطا، مجرد تعارف عبر الهاتف، لكن الآن يبدو أن كل شيء أصبح معقدا، أكثر مما يمكنها تحمله.
بكت ليلى في تلك اللحظة، ليس من الحزن، بل من ضياعها بين مشاعرها. كيف يمكن لها أن تثق بشخص لم تلتقي به يوما؟ كيف يمكن أن تكون صادقة مع شخص لا تعرف عنه شيئا، سوى أنه كان يعبر عن مشاعره بكلمات جميلة، ولكنه لم يصرح لها بما يختبئ وراء تلك الكلمات؟
مر وقت طويل قبل أن تشعر بالراحة الكافية للرد عليه. قررت أن تكون صادقة هذه المرة، تكتب كل ما يدور في ذهنها، حتى وإن كان ذلك قد يغير مجرى الأمور بينها وبينه.
ليلى بتردد: غيث، مش عارفة إزاي أصدق كل الكلام ده، يعني كل اللي كتبته ليا ده كان مجرد اختبار؟ ولا كان تعبير لمشاعرك الحقيقه؟! انا مبقتش قادره افرق بين الحقيقه والكذب فى كلامك وبقيت شاكه فى كل حاجه بينا.....
مرت لحظات طويلة قبل أن تصل إجابة غيث. عندما وصلتها، كانت تحمل نبرة مختلفة تماما عن رسائله السابقة. كان يبدو أكثر جدية، بل وكأن شيئا ما قد تغير في طريقة حديثه.
غيث: أنا مش هقول لك إنك لازم تصدقيني، لكن أنا هكون صريح معاكي بشكل كامل. ايوا، كان اختبار، لكن مش علشان أجبرك على حاجه، لكن علشان أعرف إذا كنتي هتكوني صادقة معايا. أنا عارف إن ده كان غريب، ولكن دي كانت الطريقة الوحيدة علشان أتأكد من نواياكي.
ليلى كانت تشعر بالضغط. الاختبار كان غير متوقع، وجعلها تشعر وكأنها كانت جزءا من لعبة لا تعرف قوانينها. ومع ذلك، قررت أن تسأل عما كانت تخشاه من البداية، رغم كل شيء.
ليلى: وإنت ليه عملت كده؟ ليه ما قلتليش من البداية؟ إنت مش لوحدك في اللعبة دي، غيث. أنا مش عارفة إزاي أصدقك وأنا مش شايفة أي سبب يدفعني لده.
غيث تأخر في الرد، وهذا جعل ليلى أكثر توترا. كانت تفكر في ما قد يقوله، لكن الجزء الأكبر منها كان يعلم أنها بحاجة لفتح صفحة جديدة. هي بحاجة لمعرفة ما وراء هذه اللعبة الغامضة.
ثم وصل الرد، وهذه المرة كان أكثر صدقا، وأكثر مباشرة.
غيث: أنا آسف إذا كنت عملت كده بدون ما أحسب حساب لرد فعلك. الحقيقة إنني كنت دايما متردد في فتح الموضوع معاكي. أنتي أكيد مش زي أي حد قابلته قبل كده، وأنا مش عايز أضيع وقتك في حاجة ما تهمكيش. لكن الصراحة هي الحل الوحيد اللي عرفت أتوصل له.
ليلى بتساؤل لتعرف الحقيقه: الصراحة؟ إزاي الصراحة؟ لحد دلوقتي كل حاجه غامضه. لحد دلوقتي أنا مش شايفة الصورة كاملة.
غيث أجاب بسرعة: أيوة، الكلام كان غامض، ولكن الصراحة في النهاية هتكون أفضل. أنا كنت في بداية كل حاجه متردد، وما كنتش عارف إذا كان دا التوقيت هو الصح ولا لأ. بس لما شوفتك بدأتي تردي على رسائلي، حسيت إنك مش زي البقية، وحسيت إنك ممكن تكوني شريكتي في حاجة حقيقية، مش مجرد كلام. علشان كده، اختبرت مدى صدقك. ما كنتش عايز أخدعك، بس كنت محتاج أكون واثق في نواياكي.
ليلى قرأت رسالته بصمت، وهي تشعر وكأن الفهم بدأ يتساقط عليها قطعة قطعة.كان يريد أن يتأكد إذا كانت هي مستعدة لأن تكون صادقة في مشاعرها، كما كان هو.
ليلى: غيث، مش هقدر أقول إنك كنت صح، بس هقدر أقول إنك كنت شجاع لدرجة إنك حاولت. لكن أنا لسة مش متأكدة إذا كان الكلام ده كله حقيقي، ولا مجرد كلام علشان أكمل معاك.
بعد فترة من الصمت، وصل الرد، وكان صادقا بشكل كامل.
غيث: أنا مش هطلب منك تصدقيني، ولا هقول لك إني مش غلطان في حاجات كتير. لكن لو كنتي هتفضلي معايا، لازم نكون صادقين مع بعض. لو مش قادرين نكمل بنفس الطريقة دي، يبقى هتكون النهاية.
ليلى شعرت بثقل في قلبها. كانت هذه اللحظة هي التي ستحدد مصير علاقتهما. هل ستتمكن من أن تكون صادقة وتواجه الحقيقة بكل ما تحمله، أم أنها ستظل غارقة في شكوكها؟
ليلى: غيث، أنا مش عارفة إذا كان ممكن نكمل أو لأ، بس لازم أكون صادقة معاك. مش هقدر أعيش في شك طول الوقت.
غيث قرأ رسالتها، وأجاب بعدها مباشرة: أنا مستعد لأي حاجه. لو مش قادرين نكمل، ده مش هينهي كل حاجه بيننا، لكن لو قررتي تكملي، فأنا موجود.
ليلى جلست على سريرها مرة أخرى، تغمرها مشاعر مختلطة من الفهم والضياع. لكنها في النهاية عرفت شيئا واحدا: الحياة لا تنتظر، وقراراتها يجب أن تتخذ بصدق. وها هي الآن أمام لحظة فارقة، فهل ستكمل الطريق مع غيث؟
أضافت ليلى، وهي تشعر بثقل قرارها: غيث، ممكن أكون مش جاهزة لأخذ خطوة كبيرة زي دي دلوقتي، لكن هقولك حاجة واحدة: مش هقدر أستمر في الكلام معاك وأنا مش متأكدة من كل حاجة. الصراحة لازم تكون من الطرفين، وأنا مش هقدر أكون في مكان مش واثقة فيه.
غيث قرأ رسالتها بتمعن قبل أن يجيب. كان الرد هذه المرة يحمل تلميحا من الأمل، لكنه في الوقت ذاته كان يعبر عن فهمه العميق لمشاعرها.
غيث: أنتي على حق. لو مش واثقة، يبقى لازم نوقف هنا. لكن لو كان عندك شجاعة لتكملي، أنا معاكي بكل ما أملك. هحترم أي قرار هتاخديه.
ليلى نظرت إلى الشاشة لبضع لحظات. كان الوقت قد حان لتقرر. هل تظل في عالم الشك والقلق، أم أنها ستأخذ خطوة نحو المجهول؟
ليلى: أنا هحاول يا غيث. هحاول أكون صادقة معاك، لكن لازم تديني وقت علشان أتعلم إزاي أفتح قلبي، علشان أنا مش جربت ده قبل كده.
غيث رد بسرعة، كأنه كان ينتظر هذه اللحظة: أنا مستعد أديكي الوقت، وهنمشي خطوة بخطوة. أهم حاجة إننا نكون صادقين مع بعض.
ابتسمت ليلى بشكل خفيف، ثم أغلقت هاتفها وقررت أن تأخذ نفسا عميقا. كانت تلك بداية جديدة، بداية مليئة بالمخاطر والمشاعر غير المؤكدة. لكنها كانت خطوة نحو شيء جديد، شيء قد يكون أفضل