رواية بين السطور الفصل السابع7 بقلم ايه طه

رواية بين السطور الفصل السابع7 بقلم ايه طه
البارت 7
بعد مواجهة والدها، لم يكن الأمر بالسهولة التي توقعها غيث. عائلة ليلى لم تكن مقتنعة تماما، خاصة بعد تدخل أقاربها الذين بدأوا بطرح أسئلة معقدة ووجهوا لها نظرات غير مرحبة.

في أحد الأيام، دعت ليلى غيث لتناول الغداء في بيتها.
كان اللقاء بمثابة اختبار حقيقي لغيث أمام عائلتها. الجو كان مشحونا بالتوتر. جلس غيث على الطاولة وسط صمت ثقيل، ووالد ليلى يتفحصه بعين ناقدة.

محمود: قولي بقى يا استاذ غيث... إيه بقى خطتك للمستقبل؟! وناوي تستقر فى البلد دي لحد امتى؟! 

غيث بابتسامة ثابتة: خطتي واضحة، يا عمي. أنا بدأت شغل كويس ومستقر، وكل خطوة باخدها في حياتي عشان ابني حياة نكون أنا وليلى شركاء فيها... ومش همشي من البلد دي غير لما ليلي تكون معايا وانا موجوده هنا وبكرا والسنه الجايه والعمر كله علشان اوصل للهدف دا 

أحد الأقارب بتعليق ساخر: والله الكلام سهل، لكن التنفيذ حاجة تانية.... الكلام دا سمعناه فى الافلام والمسلسلات وشغل سيما لكن ميتقلش في حياتنا دي.... 

غيث: هو فعلا معاك حق، الكلام سهل، بس أنا مش هنا عشان أتكلم وبس، أنا هنا عشان أبدأ التنفيذ.... وبالفعل بدات واتعينت فى شركه من اكبر شركات البلد وفى منصب كبير وثابت واشتريت بيت كمان وحياتي مستقره.... على ما اظن كلام السيما بينفع فى الحقيقه بس لو طلع من بوق راجل اد كلمته.. 

كانت كلمات غيث حازمة، لكن الجو ظل متوترا.
بعد الغداء، اقتربت ليلى من والدها في محاولة لتلطيف الأجواء.

ليلى: بابا، أنا عارفة إنك قلقان عليا، بس غيث مختلف. هو بيحبني بجد ومستعد يعمل أي حاجة عشان يثبتلك.... وبالفعل ثبت يا بابا لو سمحت خف عليه شويه واحترمه على الاقل دا ضيف فى بيتنا... 

محمود بعد تفكير: لا مثبتش حاجه... انا لسه محتاج وقت عشان أصدق ده، يا ليلى... ولو هتفضلي تضغطي عليا كدا انا مش هعرف افكر ولا اخد قرار وهطربقها واريح دماغي... 

غيث لم يترك الأمور عند هذا الحد.
قرر أن يثبت جديته بأفعاله، فبدأ بالبحث عن طرق لإظهار التزامه. في أحد الأيام، دعا والد ليلى للقاء في مقهى بعيد عن المنزل.

غيث: انا طلبت مقبلتك النهارده علشان عايز أقولك لحضرتك حاجة، يا عمي. أنا مقدر مخاوفك، ومش بلومك عليها. لكن عايز أطلب منك فرصة. فرصة أثبتلك إني جدير بثقتك... 

محمود بتردد: لو كنت بتقدر بحق كنت اتفهمت وضعي وموقفي ومشيت وسبتنا فى حالنا... بس فرصة واحدة مش كفاية، أنا عايز أشوف إنك فعلا قادر تتحمل المسؤولية.

غيث: يا عمي هو ليه حضرتك مش مقتنع ان ليلي مش بس واحده حبيتها.... ليلى عندي بقت النفس اللى بتنفسه هي دنيتي وحياتي ومبقتش عارف اشوف حياتي من غيرها..... اعذرني على صراحتي معاك وكلامي دا..... ووعد مني، هتشوف ده.

في نفس الوقت، كانت ليلى تواجه تحديات مع والدتها.

صباح: يا ليلى، مش معنى إنك بتحبيه إنك تضيعي حياتك على أمل إنه يثبتلك حاجة.... انتى مش قليله علشان تستني من حد حاجه انتى تقعدي وتحطي رجل على رجل واللى يستحقك ويستاهلك يجي لحد عندك.... 

ليلى: يا ماما، غيث أثبتلي حاجات كتير بالفعل، وأنا عارفة إنه هيثبتلكم كلكم قريب..... انا مش مستنيه منه حاجه انتو اللى منتظرين علشان تطمنوا وفعلا جه الشخص اللي يستحقني واستاهلوا بس فاضل انتو كمان تشوفو انه كدا.... 

مع الوقت، بدأ غيث يكسب احترام بعض أفراد عائلة ليلى.
في أحد الاجتماعات العائلية، تحدث عم ليلى إلى والدها:

عاصم: الصراحة يا محمد الولد ده عنده إصرار. مش زي الناس اللي بتقول كلام وخلاص.... الولد انت مطلع عينه وبتحطه فى اختبارات ومش بيقول لا وبيعمل كل حاجه..... شكله فعلا صادق وعايز البت بجد واحد غيره كان زهق وطفش من عمايلك.. 

محمود: لسه بدري على الكلام دا ياعاصم وعلى اننا نحكم عليه، لكن هنشوف.... ومتنساش انها بنتى الوحيدة ومينفعش اديها لاي حد كدا مهما كان احنا مش هنعيش ليها العمر كله.... انا لازم اكون مطمن ومستريح.. 

على الجانب الآخر، كان غيث يواجه تحديات في عمله الجديد.

مديره في الشغل: غيث، شغلك ممتاز، لكن محتاج تركز أكتر على التعامل مع الفريق.... زميلك بيشتكو منك انك طريقه عنيفه وهجوميه معاهم....وانت عارف كويس ان الشغل بتاعنا بيحتاج العمل وسط فريق... اتمنى شكوى زي دي متجيش منك تاني.. 

غيث: بعتذر يافندم واكيد فاهم اهميه العمل وسط فريق.... هحاول أطور من نفسي، بشكرك على الملاحظة.

في تلك الليلة، تحدث غيث إلى ليلى عن كل شيء.

غيث: الطريق مش سهل،  لكن وجودك جنبي بيهون كل حاجة.... انا حاسس انى بدات اعيش واشوف الحياه من ساعه ما دخلتي فيها.... حياتي قبلك مكنتش حياة... انا بجد محظوظ انك معايا  جمبي.. 

ليلى بابتسامة: وأنا هنا، مش هسيبك تواجه أي حاجة لوحدك.... وانت كمان يا غيث من لما دخلت حياتى وهى بقت مختلفه وبقيت اكتشف فى نفسي حاجات كتير واطور... 

ومع استمرار المحاولات، بدأت مواقف والد ليلى تلين تدريجيا.

في أحد الأيام، اقترب من ليلى وقال:

محمد: بصي يا ليلى بصراحه كدا الولد ده عنده عزيمة، بس لسه محتاج يثبت أكتر... 

ليلى: والله يابابا هو فعلا صادق وبيحبنى بجد وبحس معاه بالامان زيك بالظبط.... وهتلاقيه دايما بيعمل كده، يا بابا.... انا واثقه فيه.. 

لكن الأمور لم تكن دائما تسير بسلاسة.
بدأت إشاعات تنتشر عن غيث في عمله وعن طبيعة علاقته بليلى.

أحد زملائه: بقولك ايه يا غيث، إيه الحكاية؟ بنسمع كلام كتير عنك.... وعن الجو بتاعك قولنا احنا فى الخدمه ونقدر نساعدك.... بردو احنا ولاد بلد وانت لسه غريب يعنى ورقبتنا ليك يا كبير... 

غيث بحدة: اللي بيسمع حاجة ييجي يسألني بدل ما يصدق إشاعات.... واخر مرة هقول الكلام دا.. حياتى الشخصيه خط احمر وعمري ما اسمح لحد مهما كان انه يتخطى حدوده معايا..... 

هذا التوتر جعله يدرك أن الطريق لن يكون سهلا، لكنه كان مصمما على المضي قدما.

في أحد الأيام، دعا غيث ليلى لمقابلته في مكان هادئ.

غيث: ليلى، عايز أقولك حاجة مهمة.

ليلى: خير؟ قلقتنى يا غيث.. 

غيث: أنا بفكر إننا ناخد خطوة قدام، ونحدد ميعاد رسمي للخطوبة.... خلاص كفايه تضييع وقت لحد كدا انا مش قادر اصبر اكتر من كدا.... ومش لاقي سبب يخلينا منخدش الخطوة دى 

ليلى بدهشة: دلوقتي؟ بس يا غيث بابا اينعم ارتاحلك شويه بس هو لسه مش مقتنع اوى... مش عارفه والله 

غيث: آه دلوقتي يا ليلى ، مش عايز أي حاجة توقفنا. أنا واثق إننا هنقدر نواجه أي حاجة مع بعض.... ووالدك زى ما ارتاح شويه.... بعد الخطوبه هيرتاح اكتر لما يشوف اد ايه انا متمسك فيكى وعايزك... 

ليلى شعرت بمزيج من السعادة والخوف.
كانت تدرك أن هذه الخطوة ستثير المزيد من التحديات، لكنها كانت مستعدة لخوضها مع غيث.

مع مرور الوقت، بدأت العائلة تلاحظ التغيرات في غيث.
في أحد الأيام، قال والد ليلى لزوجته:

محمد: الصراحة الولد ده عنده شخصية قوية. يمكن يستحق فرصة حقيقية.... انتى ايه رايك؟! 

صباح: هو كدا فعلا.... دا غير بنتك اللى متعلقه فيه وواثقه فيه اووي... انا شايفه انه يمكن فعلا محتاج فرصة. لكن لازم نبقى حذرين... 

غيث وليلى كانا يعلمان أن الطريق لا يزال طويلا، لكنهما كانا مستعدين لمواجهة كل شيء معا.
كان الحب الذي يجمعهما أقوى من أي عقبة، وكانت ثقتهما في بعضهما البعض هي السلاح الذي سيستخدمانه لمواجهة المستقبل.

غيث كان يدرك أن الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكنه قرر أن يجعل كل خطوة محسوبة ومدروسة.
بعد قراره تحديد موعد للخطوبة، بدأ يخطط لزيارة رسمية جديدة لعائلة ليلى، هذه المرة مع والدته لإظهار جديته. كان يعلم أن إظهار دعمه العائلي سيكون له تأثير إيجابي على والد ليلى وبقية العائلة.

في يوم اللقاء المنتظر، اجتمع الجميع في منزل ليلى.
كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، لكن والدته حاولت تخفيفه بابتسامتها ودفئ حديثها.

علا(والدة غيث): إحنا هنا مش بس علشان غيث، لكن كمان علشان نتعرف أكتر على عائلة محترمة زيكم.... وعلى بنتكم الكريمة.. 

محمود بابتسامة باهتة: شرف لينا... وإحنا كمان سعداء بلقائكم.

بدأ الحديث يتحول نحو تفاصيل مستقبلية.

محمود: طيب يا غيث، بعد ما تتم الخطوبة، إيه خطتك لاستقرار حياتكم؟

غيث بثقة: أنا حاطط خطة واضحة، يا عمي. شغلي مستقر دلوقتي، وبفكر أفتح مشروع صغير على جنب يساعدنا نبني مستقبلنا.

محمود: مشروع؟ إيه نوعه؟

غيث: بفكر في حاجة ليها علاقة بالتجارة الإلكترونية. السوق ده بيكبر بسرعة، وأنا عندي خبرة كويسة فيه.

ردود غيث كانت دقيقة ومقنعة، مما جعل بعض أفراد العائلة يبدون احتراما متزايدا له.

بعد اللقاء، انفرادت ليلى بوالدها في حديقة المنزل.

ليلى:"بابا، إيه رأيك في غيث بعد اللي شفته النهارده؟

محمود بعد صمت: الولد عنده طموح، بس الطموح مش كفاية لوحده. أنا عايز أشوف أفعاله في الأيام الجاية.

ليلى: وأنا واثقة إنه هيثبتلك كل اللي عايزه.

غيث بدوره كان يدرك أن كسب ثقة محمود يحتاج لوقت وصبر.
قرر أن يجعل من نجاحه المهني أداة لإثبات نفسه، وبدأ يركز على تطوير مشروعه بجانب عمله الأساسي. كما أصر على إشراك ليلى في تفاصيل خططه، مؤكدا لها أنه يراها شريكته في كل خطوة.

غيث: أنا مش عايزك تكوني مجرد متفرجة،  إحنا بنبني حياتنا سوا، ورأيك يهمني في كل حاجة.
ليلى بابتسامة: وأنا معاك، يا غيث. مهما كانت التحديات.

مرت الأيام، وبدأت العائلة ترى تغييرات إيجابية.
في أحد الاجتماعات العائلية، قال عم ليلى:

عاصم: الولد ده عنده عزيمة واضحة. شوفنا منه خطوات كويسة مؤخرا.... بيدل انه لازم يستحق فرصه و تبص للموضوع دا بجديه وتغض نظر عن التحدي اللى بتعمله دا يا محمد.. 

محمود بتردد: لا لسه محتاج أشوف أكتر، لكن ممكن نقول إنه ماشي في الطريق الصح.

في أحد الأيام، قرر غيث أن يأخذ ليلى في جولة لمكان مشروعه الجديد.

غيث: هنا هيكون بداية حلمنا، يا ليلى. مش بس عشان المشروع، لكن عشان نبدأ نبني مستقبلنا بعيد عن أي خوف.

ليلى بنبرة مليئة بالفخر: أنا فخورة بيك جدا، يا غيث. وأعرف إنك هتنجح.... وانا واثقه من كدا 

في نهاية تلك الليلة، جلس غيث مع والدته ليتحدث عما يجول في خاطره.

غيث: ماما، أنا محتاج نصيحتك. إزاي أكسب ثقة عائلة ليلى بالكامل؟

علا: بالصبر، يا ابني. كل خطوة بتاخدها بحكمة هتقربك أكتر. خلي أفعالك دايما تتكلم بدل كلامك.

غيث كان أكبر أولاد والدته التي تزوجت بعد انفصالها عن والده، وأنجبت أطفال آخرين. كان هو الأقوى والأكثر تحملا للمسؤولية بين إخوته، واعتاد أن يكون دوما القدوة لهم.

وهكذا، بدأ غيث يستعد للخطوة القادمة في حياته، مصمما على مواجهة أي تحد بثقة وقوة.

تعليقات



<>