رواية هوس يامن الفصل الرابع4الاخير بقلم ساره بركات

رواية هوس يامن الفصل الرابع4الاخير بقلم ساره بركات

سجنك أدفأ من برودة العالم في الخارج"
"وانت؟ هوايتك إيه؟"
نظر في عمق عينيها ثم تحدث بصوت دافئ:
"إنتِ."
ارتبكت من نظراته تلك وشعرت بالتوتر، لأول مرة تشعر بتلك المشاعر المضطربة هي تعلم جيدًا أنها مشاعر لا يُمكن أن تشعر بها خاصة وهي مع شخص مثله، اقترب يامن منها وأمسك بيدها دُهشت عندما أمسكها وطالعته بمشاعر مذبذبة؛ أما هو فقد كان يطالعها بشغفٍ واضح، ولكنها استفاقت وعادت للغرفة مرة أخرى وقلبها يدق بعنف، وضعت الكتيب بجوار قلبها تحتضنه لعدة دقائق حتى تنهدت وبدأت بالكتابة.
مرت الأيام مرة أخرى ويامن يستمر في زيارتها واعطائها الهدايا أيضًا، وفي يومٍ ما كان يُمسك بيده حقيبة بلاستيكية بها ثوبٌ أحمر اللون، طالعته بهدوء وهي تقوم بالكتابة تارة ثم تطالعه تارة أخرى.
"جبتلي إيه؟"
"حاجة هتعجبك جدًا."
أخرج الثوب من الحقيبة وأعجبت عهد به كثيرًا.
"هفرح جدا لو جربتيه دلوقتي."
هزت رأسها واعتدلت لتأخذه منه ..
"هجربه وهبقى أوريك."
هز رأسه ثم خرج من الغرفة ينتظرها أما هي ابتسمت لجمال الثوب وقامت بإرتداءه .. بعد عدة دقائق خرجت من الغرفة وهي تلتف حول نفسها .. كان الفستان عاري الأكتاف وطوله يصل حتى قدامها وتركت شعرها دون ربطه. 
"شكرا الفستان حلو وعجبني."
اقترب منها يامن بهدوء يطالعها بحب ثم تحدث:
"ممكن أطلب منك طلب؟"
أومأت منا جعله يستأنف حديثه:
"ممكن نرقص سوا؟"
قام بتشغيل إحدى الأغاني التي تخص العندليب الأسمر بهاتفه ثم تركه مفتوحًا ووضعه على المائدة، كانت تطالع الهاتف بهدوء ثم انتبهت عندما أمسك بيدها يقربها منه وهو مبتسمًا بحب.
راقصها ببطئ ورُقيٌ ولأول مرة تنتبه لرقته وهدوءه معها، ثيابه الأنيقة .. الهادئة .. كيف له أن يعيش تلك الطفولة البائسة ومن الواضح أن نتيجة تلك الطفولة ماهو فيه الآن  وهو أنه أصبح مختلاً عقلياً.
ابتسمت باصطناع عندما تحدث بشغف:
"أنا بحبك يا فيروز."
وضع مقدمة رأسه على مقدمتها وحاولت ان تبتعد عنه ولكنه تمسك بها جيدًا لكي لا تتحرك وتحدث بشغف:
"أوعدك إني هكون أحسن شخص قابلتيه في حياتك وهعوضك عن كل اللي عشتيه أنا موجود ومعاكِ ومش هسيبك يا فيروز."
"يامن."
سَعِدّ كثيرًا عندما نادته بإسمه.
"اؤمري .. عايزة إيه؟"
"أنا عايزة أشرب ممكن تجيبلي مياة؟"
"ماشي."
ابتسم وهو يبتعد و تحرك مسافات قليلة، في ذات الوقت كادت أن تتحرك نحو هاتفه الموجود على المائدة ولكنه عاد يطالعها مرة أخرى مما جعله تنتبه عندما تحدث قبل ان تصل لهاتفه:
"فيروز."
عهد بتلقائية وهي تلتفت إليه:
"نعم؟"
"أنا بحبك أوي."
ابتسمت بهدوء وهي تطالع شغفه ذلك ثم دخل المطبخ لكي يقوم بملئ  بعض المياه.
هرولت بسرعة نحو هاتفه بمجرد دخوله للمطبخ، وحمدت الله أنه ليس مُغلق لأنه تركه يعمل على قائمة موسيقى، قامت بسرعة بإرسال رسالة إلى رقم هاتف والدها الذي تحفظه عن ظهر قلبٍ وأخبرته بالعنوان الذي هي به وذلك لأن يامِن أخبرها بالعنوان عندما وثِقَ بها وكان لا يبعُدُ كثيرًا عن أهلها وكان مكتوب مع الرسالة أن لا يحاول التواصل مع رقم الهاتف ذاك لكي لا تختفي وكل ذلك لم يأخذ منها عدة ثوانٍ لأنها سريعة في الكتابة .. وبعد أن أرسلت الرسالة قامت بحذفها من هاتفه، كادت ان تعيده إلى المائدة ولكن خرج يامن المطبخ وهو يحمل قنينة مياه .. مثلت أنها تبحث عن أغنية معينة في هاتفه.
"بتدوري على حاجة معينة؟"
أردفت بعدم اهتمام وهي تُعيد الهاتف على المائدة:
"أغنية لأم كلثوم، عشان بحبها"
نظر لها قليلًا بتشتت ثم أردف بثقة:
"بس اللي أعرفه إنك بتميلي أكتر لعبدالحليم حافظ."
تنهدت واقتربت منه بهدوء وترسم على وجهها ابتسامة:
"المود اللي إحنا فيه ده محتاجين كمان أغنية لأم كلثوم، هيخلي الموضوع رومانسي أكتر."
ابتلعت بتوتر خفي تحاول جعله يصدق وسعدت عندما رأته يبتسم.
"تمام، ماشي تحبي تسمعي إيه؟"
"سمعني على زوقك."
"تمام."
أمسك بهاتفه وقام بتشغيل أغنية لأم كلثوم وأمسك بها يضمها بين ذراعيه وهي من داخلها كانت ترفض مايحدث ولكنها تجاريه لعل والدها يأتي في أسرع وقت.
نوفيلا/ هوس يامِن .. بقلم/سارة بركات 
بعد مرور عدة دقائق:
كانت مستندة برأسها على صدره وهما يتراقصان 
يخبرها يامن بالكثير والكثير من الاحاديث الرومانسية يعبر بها عن حبه لها وأنهما مُقَدَرَان لبعضهما يربت على ظهرها وشعرها برفق كأنها إبنته .. كانت تستمع لكلامه المعسول ولوهلة شعرت أنها كالطفلة بين يديه شغرت بمشاعر كانت تتمنى ان تشعر بها مع حمزة خطيبها ولكنه كان باردًا كان كل ما يهمه هو العمل فقط ليس إلا .. أتى على عقلها أنه من الممكن أنه صادقٌ في حديثه وهو أنهما مقدَّران لبعضهما، ولكن قطع لحظتهما تلك سماعهما لأصوات سيارات الشرطة تقترب من المكان .. استفاق يامٍن من غفوته تلك وابتعد عنها يحاول أن يستوعب ما يسمع.
"البوليس؟!"
أما بالنسبة لعهد فقد استعادت وعيها أيضًا لتستفيق على الواقع وهي أنها  مُختَطَفَه .. شعرت بتخبطٍ في مشاعرها مابين خوفها من فراقهما وبين سعادتها أنهم قد أتوا لينقذوها منه، وبتلقائية أمسك يامِن بيدها لكي يستعدا للهرب من الشقة.
"يلا يا فيروز نهرب."
ولكنها لم تتبعه .. ظلت تقف بمكانها تنظر إليه بتخبط .. التفت إليها يطالعها باستفسار وعدم فِهم.
"مش رايحة في مكان."
اقترب منها يمسك وجهها بين يديه.
"حبيبتي مش وقته ده، يلا بينا نخرج من هنا بأي طريقة عشان نعرف نعيش حياتنا اللي بنيناها سوا."
أردفت عهد بهدوء وتخبط في آنٍ واحد:
"إنت مريض، حياة إيه وحبيبتي إيه اللي إنت بتقولهالي دي؟"
اختفت اللهفة في عينيه عندما سمع تلك الكلمات أما هي فقد تعجبت من حديثها ذلك أليس من المفترض أن تتحدث بذلك الكلام؟ أم أن هناك شيءٌ آخر هي تجهله؟، في ذات الوقت وصلت الشرطة أمام الشقة يحاولون كسر بابها حتى فتحوه وقاموا بتوجيه السلاح على رأسه.
"إنت مطلوب القبض عليك بتهمة خطف عهد أحمد سليمان."
وبسرعه قاموا بتصفيد يديه وكل ذلك كان يحدث وهو يطالع فيروز *عهد* بعدم فهم كأنه كان تائهًا .. لا يستوعب ما يحدث .. كيف وصلوا إليه؟؟
ولكنه فهم عندما ركضت فيروز ترتمي بين ذراعي والدها وهي تبكي..
"بابا، كويس إنك لحقت تشوف الرسالة بسرعة وتتصرف بسرعة."
وقعت تلك الجملة على مسمع يامن كالصاعقة! لقد خدعته؟َ! .. كان الخذلان واضحًا في نظراته لها وهم يسحبونه أمامهم، كيف تفعل حبيبته به هكذا؟ لقد خذلته بعد أن وثق بها تمامًا.
تم التحفظ على يامن والذي ظل صامتًا طوال تلك الفترة لحين عرضه على النيابة العامة أما بالنسبة لعهد فقد عادت لأحضان والديها وحاول حمزة الإعتذار لها كثيرًا ولكنها رفضت إعتذاره وانعزلت في غرفتها والتي يوجد بها الصندوق الخاص بيامن وأيضًا كتيبها الذي كان رفيقها طوال تلك المدة.
كانت تكتب منعزلة عن الجميع ولا تدري ماسبب ذلك الإنعزال تشعر أنها في عالمٍ ليس عالمها، ينقصها أحدٌ ما .. لم تعتد على تلك الوحدة، إعتادت أن هناك شخصٌ ما يقتحم انعزالها وصمتها .. إعتادت على يامن الذي لم يتركها طوال تلك الفترة، تتذكر ضحكاته، ابتسامته، كلماته لها، احتوائه لها وأيضًا تشجيعه، إنها حقًا تشتاق له كثيرًا، تشتاق لكلماته العذبة تشتاق لوجوده تشعر أنه يقتحم عقلها حتى وهو غائب عنها لا بل قد اقتحمه بالفعل! .. تشعر أنها قد فقدت أمانها منذ أن رحل من حياتها في تلك المدة الماضية لقد كان كل شيء كان يفعل لها كل ماتريد سواء اخبرته به أم لا كان يشعر بها دون أن تتحدث لدرجة أنها تشعر بالضياع وعدم الأمان منذ أن اختفى من حياتها .. كانت شاردة تفكر بيامن الذي تفتقده كثيرًا ولم تفق إلا حينما شعرت بحرارة دموعها تعانق وجنتيها، مسحت دموعها وكتبت قليلًا في ذلك الكتيب حتى وصلت إلى أسطر النهاية، وضعت الكُتَيَّب جانبًا وخرجت من غرفتها في المساء بملامح تعيسة واقتربت نحو والدتها تتحدث بملامح مبهمة:
"ماما."
"نعم يا حبيبتي؟ إنتِ لسه صاحية؟"
"أنا هنزل أجيب حاجة من السوبر ماركت."
صمتت والدتها قليلًا لأنها خائفة من أن يحدث لها شئ.
"صدقيني هخلص وأرجع."
"ماشي بس متتأخريش."
بعد مرور عدة دقائق:
"بس إنتِ كده بتغيري أقوالك؟"
كانت تحاول أن تُمثل الثبات وتحدثت بهدوء:
"زي ماقولت لحضرتك، أنا بس كنت زعلانة من أهلي شويه وهربت."
"يعني كلامه صح؟ إنكم مرتبطين وبتحبوا بعض وكنتم هربانين سوا، ده كمان إنه بيقول إن إسمك فيروز."
هزت رأسها كالمُغيبة ثم أردفت:
"أنا بحب الإسم ده ودايمًا بخليه يناديني بيه."
نظل لها وكيل النيابة لعدة ثوانٍ ثم رفع سماعة هاتفه وأردف:
"هاتلي يامن من الحجز."
ثم طالعها بهدوء:
"تمام اتفضلي إنتِ."
"أستأذنك متقولش لبابا، لإني مش عارفة أجيبهاله إزاي، بس أنا أكيد هقوله."
طالعها وكيل النيابة  ثم أردف:
"ربنا يصبر أهلك على الفضيحة دي."
التفتت للخلف وهبطت عبرة من مقلتيها ثم خرجت من الغرفة وتقابلت نظراتها مع يامِن الذي لم يصدق أنها أمامه، كانت تبكي ثم أسرعت لكي تبتعد عنه.
.....................
أحمد بضيق:
"إنتِ متأكدة إنها راحت السوبر ماركت؟"
"أيوه يا أحمد صدقني، وقالتلي إنها جاية بسرعة"
"استرها يا رب."
كاد أن يخرج من الشقة ولكنه وجدها تقف أمام الباب. 
تنهد بإرتياح عندما وجدها أمامه
"قلقتيني عليكِ."
ولكنها لم تتحدث وقامت بضمه أما هو فقد ابتسم وهو يربت على ظهرها.
"يلا ادخلي نامي."
هزت رأسها ثم ذهبت للغرفة.
في صباح اليوم التالي:
كانت والدتها تضع طعام الفطور على مائدة وكان أحمد يجلس على كرسي لتلك الطاولة يقوم بمناداة عهد بصوتٍ عالٍ لكي تسمعه من داخل غرفتها لكي تستيقظ وتتناول معهم الطعام ولكنها لم تُجيبه، وعندما سإم من عدم ردها دخل لغرفتها ولكنه لم يجدها بداخلها، بل غرفتها مٌرتَّبة جيدًا مما يدل أنها لم تبقى بها.
جنّ جنونه عندما وجد ابنته قد اختفت وأردف بصوت حاد:
"سمر... سمر."
هرولت سمر لغرفة ابنتها:
"في إيه يا أحمد؟"
"عهد فين؟؟ مقالتلكيش إنها رايحة أي مكان؟"
"مايمكن تكون في الحمام وما أخدناش بالنا."
"بنتك مش في الحمام."
انتبه للكتيب الذي كان يراها دائمًا تمسكه واقترب نحوه بخطىً ثقيلة قام بفتحه وقابله ورقة في بداية الصفحة:
"بابا أتمنى تتفهمني متزعلش بعد ما تقرأ اللي أنا كاتباه."
قام بقراءه الكتيب والذي يكون عبارة عن رواية بأحداث كل ماحدث معها منذ بداية إختطافها حتى اختفاؤها والذي يشير إلى أنها قامت بالهرب وعادت إلى يامن.
وكتبت في النهاية:
"سامحني يا بابا، أنا عارفة إني خذلتك بس غصب عني حبيته ومش قادرة أعيش من غيره، أنا مع الأسف حبيت الإنسان إللي خطفني .. انا عارفة ان تعلقي بيه ده مرض نفسي بس ده عشان انا لقيت الأمان معاه .. صدقني هو مش شرير .. هو بس خطفني من عالم مكنتش لاقية نفسي فيه .. أنا لقيت نفسي معاه، قدرت أتنفس وأنا معاه، عملت كل اللي أنا عايزاه وأنا معاه .. مفيش غيره فهمني، مفيش غيره حبني لنفسي، مفيش غيره سابني أعبر عن اللي أنا عايزاه، أنا لما بعدت عنه اكتشفت اني ولا حاجة، اكتشفت إني حبيت الإنسان إللي خطفني، خوفت أقولك تقول عليه ده مريض نفسي وخطفني .. بس لا يامن مش مريض هو بس عاش حياة وحشة وكان يستحق الأفضل ومحتاجني معاه وأنا هعوضه .. هنعوض بعض .. أنا بحبه جدا يا بابا، أتمنى تسامحني."
وضع يده على وجهه بحسرة وزوجته تجلس بجانبه تبكي بصدمة مما يحدث.
......................
قبل عدة ساعات في منتصف الليل:
في شقة يامِن:
قام بفتح باب الشقة بإرهاق وخطى داخلها بخطواتٍ منهكة ولكنه تفاجأ بها تقف أمامه داخل الشقة .. كانت حُلُمًا وها هي الأن تقف أمامه، كاد أن يتحدث ولكنها باغتته بأنها دخلت بين ذراعيه.
"أنا عايزة أمشي من هنا، انا مش عايزة غير سجنك إنت وبس"
أردفت بإختناق من البكاء؛ أما هو فقد وقف يستوعب مايحدث لعدة ثوانٍ ثم أردف بابتسامة هادئة:
"حابة نروح فين يا فيروز؟"
رفعت عينيها بتوسل وتبتسم ابتسامة مرتعشة:
"أي مكان المهم إننا نهرب ونفضل سوا ونتجوز عشان أفضل معاك دايما."
تأملها طويلاً وفي نظراتها المزيج من العشق والاستسلام، ثم تحدث بحنوٍ:
"اللي إنتِ عايزاه هيكون، يا فيروز

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
         💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
 حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
                   تمت بحمد الله 
تعليقات



<>