رواية أتت العاصفة الفصل الثالث3 بقلم نورهان عبد العزيز

رواية أتت العاصفة الفصل الثالث3 بقلم نورهان عبد العزيز
 فزع الهلاك .
سامية قومي يلا حبيبتي الساعة  بقت 8:30 الصبح يلا عشان نلحق نفطر 
يلا يا ماما عايزين نلحق اليوم من أوله 
تقوم سامية وتسند رأسها علي السرير 
اه ، انا جسمي وجعني قوي اه مش قادرة اتحرك 
محمود / اي دة ؟ 
سامية  / في أية يا محمود ؟ 
انتِ مش حاسة بالجرح اللي فايدك ده انتِ بتنزفي ، يلا يا مصطفي خد اخواتك واطلعوا برا دلوقتي وهاتلي علبة الإسعافات بسرعة 
 
حصل ايه مالك باصة علي اللوحة كدا لي ؟ 
سامية / تشبهني يا محمود 
هي اي يا سامية ؟ 
اللوحة تشبهني صح ؟ 
محمود / اي حصل يا سامية انا معدتش فاهم حاجة اتعورتي كدا ازاي ؟ واي وصلك لكل ده ؟ 
سامية / انا قولتلك عايزة امشي من هنا انت مش راضي 
محمود / يا ساميه الشقه كويسة انا مش عارف مشكلتك فين حقيقي كل اللي انتي قولتيه ليا امبارح مفيش حاجة حصلت منه 
سامية / وبالنسبة للجرح اللي انت شايفه ده مش كفيل بالنسبة ليك ؟ 
تاني يا سامية ! 
سامية / هو انت مش مصدقني لي يا محمود عايز تقول اني أجننت قولها 
محمود / ممكن تهدي اولاً ده اسلوب مينفعش للنقاش طول ما انتِ متعصبة كدا اهدي يا سامية واحكيلي اللي حصل لو سمحتي 
سامية/ لتأني مرة هسالك انت لقتني نايمة فين ؟ 
ـ جنبي يا سامية زي امبارح وزي اول .
سامية/ بس انا منمتش انا اترميت من البلكونة امبارح بليل صدقني 
ينظر لها محمود باستغراب ثم ينظر ف الأرض ثم يرفع عيناه وينظر إليها 
محمود / طب يا حبيبتي هنفترض انك فعلا ده حصل ووقعتي طب ازاي محدش فينا سمعك ؟ 
سامية / انا نديت كتير يا محمود 
طب اهدي بتكلمي بصوت خفيف كدا لي ؟ 
سامية / عشان خايفة هي عايزة روحي عايزة تموتني 
محمود / اهدي يا حبيبتي احكيلي اللي حصل بعد ما سبتك بليل .

وبعد ما حكت سامية ما حدث معها تظل الأسئلة عالقة لا دليل قاطع ولا جواب يفسر ما حدث 
  
سامية / انت اخترت الشقة دي لي يا محمود شكلها غريب واللي بيحصل معانا مش طبيعي انا عايزه ارجع بيتي ارجوك .
محمود / حاضر ، بس اهدي ويلا عشان ننزل بالأولاد 
سامية / انا مش هتحرك من هنا انزل انت انا مش هقدر بجد انا اعصابي تعبانة من اللي حصلي 
محمود / ما انا برده هخاف عليكي تقعدي لوحدك 
سامية / اطمن بس متتاخرش عليا ولاحظ حركات البنت يا محمود صدقني هي مش طبيعية . 
محمود / حاضر يا سامية حاضر 

يذهب محمود بالأولاد وتظل سامية جالسة في الشقه بمفردها تتفقد اللوحة وتنظر إليها بعمق تجد امرأة ذو شعراً ذهبي عينان جميلتان ولكن يسكبان الدماء برغم جملها ولكن لم تستطع سامية استكمل النظر إليها فتذهب وتفتح الدولاب تجد أمامها صورة لامرأة أخري ولكن تبدو أكبر فالعمر ولكن تشبها الي حد ما ، تقوم سامية بوضع يداها علي الصورة وفجاءة تنجذب يداها نحو الصورة وتبدأ بالصريخ ومن ثم يأتي شخص ما وينقذها .

أنتِ بخير ؟ 
انت مين دخلت هنا ازاي ، انت كسرت باب الشقة ؟ 
انتي كويسة ؟ 
انت دخ
ماما ، ماما 
سامية/ اي ده انتوا لحقتوا تيجوا مكملتوش حولي خمس ساعات ؟ 
محمود / مقدرش اسيبك اكتر من كدا . انتِ كويسة يا حبيبتي ؟ 
سامية / انت جي لوحدك ؟ 
محمود / لوحدي ازاي انا جي بالأولاد مالك يا حبيبتي ؟ 
سامية / مفيش أنا عايزة انام هريح شوية عن اذنكم . 

بابا هي ماما مالها عمرها ما كانت كدا ، بابا هي ماما مش بتحبني ؟ 
لا يا حبايبي هي بتحبكم طبعا بس هي تعبانة شوية ادعولها تخف 

يارب ماما تخف 
يلا يا حلوين دلوقتي خدوا الحمام بتاعكم وبعد ساعة انا هنزل اجيب الغدا . 

سامية 
نعم يا محمود 
محمود / اي حصل ممكن افهم وكنتي بتسالي علي مين ؟ 
سامية / ابدًا انا بس كنت بفتكر ماما وبابا واخواتي الله يرحمهم 
محمود / حبيبتي لي بس تفتكري اللحظات الحزينة دي 
سامية / كان زماني معاهم دلوقتي وكلاني النار ذي ما اكلت فيهم وفالشقة كلها مكنتش قادره اتصور اني اكمل من غيرهم 
محمود / الدنيا بتمشي يا حبيبتي وبعدين وقتها ربنا أراد انك تنزلي تجيبي الطلبات ، مش يمكن عشان تدعي لهم ويلقوا حد يفتكرهم  وبعدين انتِ اجمل وأطعم والذ واطيب ام فالعالم كله 

تحتضن سامية محمود بقوة 
ربنا يحفظك ليا 
وهي تدعي لمحمود تلمح طيف الشخص الذي أنقذها ولكن كيف تخبر زوجها بما حدث ؟ وكيف دخل الشقة وانقذها ؟ وماذا تخبره لماذا أنقذها  ؟ فبالنسبة لمحمود جميع تلك الأحداث جميعها اوهام . 

حبيبتي بكرا ليلة اكتمال القمر عايزك بعد ما الأولاد يناموا ننزل سوا قدام البحر نتمشي اي رأيك ؟ 
سامية / طب والأولاد اخاف عليهم وخصوصا نوال 
محمود / لا يا حبيبتي اطمني 

تظل سامية مستيقظة ولكن لم يحدث شئ كما حدث في اليومين السابقين فتقرر أن تعمل قهوة وتقف في البلكونه لتري الصباح وتفكر فيما يحدث حولها من أحداث غريبة لا يوجد لها تفسير ، حتي نسبة تركيزها قلت .
ثم تنظر بجانبها تجد ف البلكونة المجاورة ذلك الشاب الذي أنقذها .

انت ؟ 
انت ساكن هنا ؟ 
ينظر إليها 
عيناه العسليتان وشعره البني والسماء الزرقاء مع دفاء القهوة بين يداها وصوت العصافير وتحرك الأشجار ظلت سارحة في عيناه 
سامية / الملامح دي بجد حقيقية ولا وهم ، معقول انت ؟ 
لسة فكراني ؟ 
سامية/ عمري ما انساك 
ترتبك سامية وتتنفس ببطئ وتتذكر حبيبها وخطيبها الأول جارها محمد والذي مات في الحادث مع امها وأبيها 
انتي كويسة ؟ 
ها اه أنا كويسة جدا شكراً ليك لانقاذك حياتي عن اذنك 
استني 
سامية / نعم يلزم مني خدمة ؟ 
متطلعيش بكرا فليلة القمر 
نعم انت بتقول أية حضرتك مدرك كلامك ؟ حضرتك بتصنت عليا انا وجوزي ؟ 
انا اسف ولكن اتمني متروحيش انا أنقذتك امبارح يعالم هقدر تاني ولا لا 
سامية انا مش فاهمة حاجه 
نوال / ماما 
ها مين 
بتكلمي مين يا ماما 
سامية مفيش هو ..
تنظر سامية بجانبها لا تجد أحد يقف 
مفيش يا حبيبتي كنت بدعي ربنا أنك تكبري انتي وأخواتك واشوفك اجمل عروسة 
 طب يلا ننام انتِ وحشاني قوي يا ماما 
سامية / حبيبتي أنا معاكِ 
تاخذ سامية نوال بحضنها ولكن ف ذات الوقت هي تخشي ما يحدث من ابنتها ولكن في الأخير هي ابنتها فمشاعر الأمومة تُسيطر عليها 
 تنام نوال وتخرج سامية لتري البلكونة ولكن لا تجد أحد والشيش مُغلق حتي رأت عليه تراب فهذا اثر شكها 
 معقول بلكونة بالشكل ده وهو كان واقف فيها ده شكلها متفتحتش من سنين 
  يقطع صوت تفكيرها زوجها .

صباح الخير يا روحي 
اهلا يا حبيبي صباح الخير اعملك فنجان القهوه بتاعك ؟ 
لا لا خليكي معايا شوية اشبع منك انتِ وحشاني كتير 
سامية/ انت اكتر يا محمود ، انت لي اختارت العمارة دي يا محمود بذات ؟ 
لي يا حبيبتي مش عجباكِ ؟
سامية / انت عارف ان دي العمارة اللي اهلي اتحرقوا فيها واتهدت وابنت من جديد ! عارف ده ولا متعرفش ؟ 
محمود / بصراحة أنا عارف ولكن انا قولت عشان متحسيش بالوحدة قولت تفتكري يعني ذكريات الطفولة 
سامية / اختيار غير موافق يا محمود وحقيقي زعلت منك اكتر لانك اختارت مكان عارف ان هيكون فيه حزن كبير جوا قلبي طول ما انا فيه ، يعني اللي بيحصل ليا ده معدتش فاهمه وهم ولا حقيقة طب ازاي مش حقيقي وانا كلي جروح  انا حقيقي هجنن 
محمود / انا اسف خلاص هنمشي كلها الليل يجي علينا نقضي سوا وسط القمر والصبح اول ما يطلع نصحي الأولاد ونسافر 
سامية / طيب يا محمود اللي تشوفه . 

يظل هذا  الصوت في أذنها وصورته أمام عيناها يطاردها  متروحيش معاه ، ولكنها تتجهل هذه الأصوات حتي لا تشعر بأنها جُنت  . 
تعليقات



<>