
فى شركة عاصم الشاذلى،،،
يرن هاتف عاصم برقم محبب إلى قلبه ثم
عاصم بلهجة صعيدية:كيفك يا جدى؟!
المتصل:......................
ليهب عاصم واقفاً بسرعة من على كرسيه و يهتف بحدة و عصبية
عاصم بعصبية و توتر:أنا نازل قنا حالاً،و هكلم دكتور حسين يبعت الإسعاف!!!!
ثم يغلق الخط..و يخرج مسرعاً من مكتبه و هو يأخذ هاتفه و مفاتيح سيارته لتقابله لمياء السكرتيرة
عاصم بحدة موجهاً حديثه للسكرتيرة:إلغى كل مواعيدى النهاردة و بكره
ثم يتركها و هى تتسأل فى نفسها بفضول عما حدث!!!
___________________________________
فى شركة القناوى،،،
فى مكتب جاسر..حيث يجلس أدهم مع جاسر منذ زمن و هما يراجعان أوراق الإتفاق المبدئ حين يهتف أدهم فجأة بجدية
أدهم بجدية:يلا يا جاسر...فاضل على المعاد نص ساعة..الوقت سرقنا فعلاً!
جاسر و هو ينظر لساعته:آه فعلاً..طب يلا بينا علشان نوصل للمطعم فى الوقت المحدد!
___________________________________
فى الشركة الهندسية التى يعمل بها حمزة،،،
أحمد صديق لحمزة:خلاص هتمشى من المكتب و مش هنشوفك تانى!
حمزة:مين قال إنى همشى؟!...أنا قاعد على قلبكم بس فى الفرع التانى للشركة!
أحمد بمرح:والله هتوحشنى يا أخى...إبقى خلينا نشوفك بقى!
حمزة بمزاح:متقلقش يا أبو حميد هقرفك مكالمات ههههههه...ثم أنك كمان معزوم فى فرح أختى..ولا هتزعلنى و مش تيجى؟
أحمد بمرح:لأ طبعاً...هكون من أول الحاضرين يا ميزو...مش فى جاتوه برضو؟!!
حمزة بمزاح:طول عمرك طفس يا أبو حميد هههههههه..متقلقش فى جاتوه يا كبير!
أحمد بمزاح:طب خلاص أنا هأكل شوكولاته فى كتب الكتاب..و الجاتوه فى الفرح ههههه
حمزة بمزاح:حد قالك إننا فرع بنك الطعام المصرى!
و أخذا يتمازحان إلى أن رن هاتف حمزة برقم مروان
حمزة:السلام عليكم يا مروان
مروان:و عليكم السلام يا حمزة..المدير وافق إنك تنقل للفرع التانى؟؟
حمزة:آه وافق و الحمد لله...و كده هقدر أستلم الشغل هناك فى خلال أسبوعين!
مروان:طب تمام جدا...يبقى فاضل إننا ننزل و نشوف الشقة اللى جابها السمسار و لو عجبتكم أخلص فيها!
حمزة:و هو كذلك..أصلاً الفرش مش هياخد غير يومين و هيكونوا قبل كتب الكتاب إذن الله!
مروان:تمام كده إتفقنا...أول ما تنزل القاهرة عرفنى و أكلم السمسار و نتقابل!
حمزة:تمام يا مروان..كده يبقى إتفقنا!
مروان:طيب أسيبك بقى و أكمل شغلى..سلام عليكم
حمزة بهدوء:و عليكم السلام
ثم يعود حمزة ليتمازح مع أحمد و هما يتأهبان للذهاب لبيوتهم بعد إنتهاء العمل.
___________________________________
و بعد مرور ثلث ساعة من مغادرة جاسر و أدهم الشركة..وصلوا إلى ضالتهم(المطعم) ..و ذهبوا إلى الطاولة المحجوزة و المعدة مسبقاً لتكون مناسبة لغداء العمل،،،
و ما إن مر عشر دقائق حتى وصل العملاء الأجانب،،،
و كان الحديث يدور بالإنجليزية
جاسر:مرحباً بكم..يشرفنا قبولكم دعوتنا!
ماك:و نحن أيضاً..مستر جاسر و مستر أدهم
أدهم:لما لا نجلس و نتحدث كما نريد؟!
جون:فكرة سديدة!
و بعد أن جلسوا و طلبوا طعامهم..أخذوا يتحدثون
جون:يسعدنا بالطبع التعامل معكم..حيث أن سمعتكم فى السوق مثل الذهب الأبيض!
جاسر:هذا من دواعى سرورنا!..و لكن لنتطرق للتفاصيل ريثما يأتى الطعام!
ماك:كم أود ذلك!..إن الخامات التى تستخدموها هى أفضل الإختيارات على الإطلاق!..و لذا نود أن تُستخدم تلك الخامات فى صفقتنا...!!!
جاسر:كم يسعدنا هذا!...و بكل تأكيد هنستخدم تلك الخامات...فإننا نمانع الغش..فلدينا وجه واحد و نظام معهود فى السوق التجارى منذ عهد!
جون:حسناً..و علينا الإتفاق على مواعيد بدء التصنيع و كذلك مواعيد تسلم البضاعة!
أدهم:و لأجل جديتنا فى التعامل...فإن المحامى خاصتنا قد جهز بعض العقود المبدئية!...كما أننا سنزودكم بعينة صغيرة من الخامات عند تصنيعها و سيكون ذلك فى خلال أسبوع!..و إن أعجبتكم سنجهز العقود و نتطلق!!!
ماك وهو يهز رأسه دليل الموافقة لجون
ماك:حسناً..لنقرأ تلك الأوراق الآن!
جاسر بجدية:حسناً..ريثما نرتشف القهوة ..تكونوا إطلعتم على الأوراق!
و بعد مرور نصف ساعة،،تم توقيع العقود المبدئية...و بهذا فإن الصفقة تعتبر فى قبضة جاسر القناوى..!!!!!!
___________________________________
فى مستشفى خاص فى قنا،،،
فى العناية المركزة،،
نجد الطبيب حسين خارجاً من الغرفة و تاركا ًجلال الشاذلى(رجل فى الخامسة و السابعين من عمره و ذو شعر أبيض و تجاعيد تدل على تمرسه فى الحياة و أيضاً الطيبة) محاط بالأجهزة..و يبدو عليه الإعياء الشديد،و يستمد الهواء من الأنبوب المتصل بفمه!
بينما فى الخارج،،،
تزامن وصول عاصم إلى الطابق الذى يتواجد به جده..مع خروج الطبيب حسين من الغرفة،و حينها إقترب عاصم و هو متوتر و قلق على صحة جده...فالجد هو الشخص الوحيد المتبقى لعاصم من عائلة أبيه..بعد أن توفى أبيه ليلحق بوالدته التى توفت عن وضعها لعاصم..و بعد والده كانت الفاجعة بتوفى عمه الذى تولى تربيته..و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن!!!
عاصم بتوتر:دكتور حسين..جدى عامل إيه؟؟..و إيه اللى حصله بالضبط؟؟!
حسين بجدية:الحالة متطمنش يا عاصم بيه...و للأسف خلال الشهر ده جد حضرتك إتعرض لأزمتين!!
عاصم جاحظ العينين:إزاى؟؟!.....إزاى و محدش قالى؟!
حسين بهدوء:للأسف...دي كانت رغبة جدك..لأنه تجاوز الأزمة القلبية السابقة،،،
ثم أردف بحزن:بس المرادى الأزمة صعبة عليه..ادعيله يفوق دلوقتى!!
عاصم بجدية:لو محتاج يسافر بره...أنا مستعد أسفره!!!
ثم أردف بقسوة و بنبرة مرعبة: جدى مينفعش يموت..أنت فاهم!!!
حسين بخوف من تعابير وجه عاصم:ده بإرادة ربنا..مش إحنا البشر...وللأسف!!....سفره مش هيضيف جديد..عموماً هو تحت الملاحظة و لو فى جديد هبلغ حضرتك..عن إذنك!!
و غادر الطبيب حسين مسرعاً من أمام عاصم الذى يهذى بكلمات غربية و كأنه يتحدى الخالق الذى يكفى أن يقول لشئ يكن فيكون!!!
___________________________________
فى المساء،،،
فى منزل الحاج فتحى... و فى غرفة حمزة الذى يتصفح حسابه على الفيس البوك،،،
تطرق سارة الباب..ليهتف حمزة
حمزة هاتفاً:اتفضلى يا ماما!
سارة:طب لو حبيبتك سارة تدخل ولا لأ؟
حمزة:طالما سارة..يبقى تدخل براحتها طبعاً!!
سارة:حبيبى يا ميزو....ميزو بتعمل إيه دلوقتى؟؟
حمزة بمرح:خير اللهم اجعله خير...ميزو دى مش مريحانى خالص!!
سارة بحزن مصطنع:بقى كده يا حمزة..ماشى أنا زعلانة منك بقى..و مش هقبل تصالحنى حتى لو نزلت دلوقتى جبتلى بيتزا!!!
حمزة بضحك:يا نهار أزرق!!!هههههههههه أنتى بتقوليلى أعزمك من تحت لتحت يعنى ولا إيه؟!
سارة بمرح:طب إيه رأيك أعزمك أنا بقى المرادى بس على فشار و لب؟!!!
حمزة:قولتلك مش مستريحلك خالص!!...بس يلا موافق..بس بسرعة علشان أعرف سر العرض الرهيب ده!!!.....أصل الفضول هيقتلنى!
سارة بضحك: بعد الشر عليك يا ميزو....مش هتأخر!
ثم تخرج سارة من الغرفة،،،
بعد مرور عشر دقائق..تدلف ثانياً للغرفة
سارة:يلا يا ميزو هنقعد فى البلكونة بما أن الكل نايم..علشان عاوزه أتكلم معاك شوية صغنونة!!
حمزة بمرح:اتفضلى يا ستى...كل أذان صاغية!!
سارة:حمزة...أنت عامل إيه فى شغلك؟!
حمزة بنصف عين:بت أنتى!!....إنجزى و قوليلى فى إيه بالضبط؟؟...مفيش داعى للمقدمة دى...و قبل ما تكملى و تقولى بسألك عادى يا ميزو(مقلداً صوتها)هقولك الحمد لله و ربنا يوفقنى فى الفرع الجديد بإذن الله!
سارة بحرج مصتنع:إحم..إحم...هو يبدو كده إنى مقفوشة علطول!!!....بص بقى يا حمزة من غير لف ولا دوران و لا كلام كتير كده!.....عاوزه أسكن جمب وفاء و يفضل لو فى نفس العمارة!
حمزة بخبث:و دى بقى رغبتك لوحدك؟!
سارة بإستنكار:ليه بتقول كده يا ميزو؟!
حمزة:أصل المفروض وفاء هى اللى تقول...مش أنتى!
سارة بجدية:و أنت بقى جاى تعمل فرق بينا يعنى؟!....ثم إن وفاء عاوزه كده كمان!!!
حمزة بخبث:و أنت إيه اللى يضمنلك أنها عاوزه كده برضو؟...مش يمكن عاوزه تفضل لوحدها مع مروان من غيرنا؟!
سارة بإستنكار أشد:أنت غبى يا حمزة!!!...صدقنى غبى..لأن وفاء هى اللى طلبت منى أقولك علشان مش تكسفها!!
حمزة بضحك:هههههههه..ما أنا عارف يا هبلة أنتى!!!
سارة بصدمة:عارف!!!!....إزاى؟؟؟؟؟!!!
حمزة بهدوء:يا بنتى وفاء أختى و أنا عارف تفكيرها...و كمان مروان عرض عليا الفكرة دى و أنا فكرت و وافقت..و كمان علشان ماما حاسة أن وفاء هتبقى بعيدة عنها و لما نسكن قريب منها كده ماما هتقدر تروحلها بسهولة!....بس اللى أقصده هنا يا أذكى أخواتك..هو ليه وفاء اللى تخليكى تقوليلى؟؟!...ليه مش هى؟؟؟!
سارة بتفكير:تصدق طلعت بتفهم!!!...مش عارفة بصراحة وفاء مش قالت ليك أنت علطول ليه!....بس هتفرق يعنى؟؟!
حمزة بجدية:أكيد هتفرق يا ذكية...وفاء منطوية شوية...و مع أننا عايشين مع بعض أكتر من عشرين سنة..بس برضو بتفضل واخدة جمب لوحدها..و المشكلة أنها لما تتجوز هتبعد عن عبير برضو...و عبير هى صحبتها..ده حتى دخلوا الكلية سوا...فعلشان كده مش عاوزك تكونى أختها و بس..كونى كمان صحبتها يا سارة...صحبيها جامد!...أنا واثق فى مروان و أنه هيكون ليها نعم الإحتواء قبل ما يكون نعم الزوج!!
سارة بفخر:حمزة..أنا بحبك أووى و فخورة أنك أخويا...أنا بثق فى رأيك دايماً...ربنا يديمك رزق فى حياتى يا ألذ أخ على الكوكب ده!!
حمزة بغرور مصطنع:علشان تعرفى قيمتى بس!
سارة بمزاح:إتنيل يا خويا ههههههههه..أنت لاقى حد يعبرك ههههههه
حمزة بمزاح:طب تصدقى بقى إنك بت رخمة!!!
سارة و هى ترفع حاجبيها:أنا رخمة!!!!....طب تصدق بقى خسارة فيك اللب و الفشار!!!...أنا هكلهم لوحدى بقى...عن إذنك!
ثم أخذت اللب و الفشار بسرعة من أمام حمزة و اختفت من أمامه!!!
حمزة بصوت عالى نسبياً:يا مجنونة!!! هههههههههه ربنا يهديكى يا سارة!!
___________________________________
فى فيلا عبد الرحمن القناوى
تجلس العائلة و انضمت لهم رحمة و زوجها حازم و ابنتهم ألاء و فوزية
عبد الرحمن:عامل إيه فى شغلك يا حازم يا بنى؟؟
حازم:الحمد لله يا عمى فى نعمة!
عبد الرحمن:ربنا يوقفك يا رب و يرزقك برزق بنتك يا رب
رحمة:اللهم أمين يا بابا
فوزية:مال سميحة هتوصل إمتى يا إحسان؟
إحسان:كمان أربع أيام بإذن الله!
فوزية:تيجى بالسلامة..و الله وحشانى جداً..هنرجع نقعد زى زمان
إحسان بمرح:آه والله...فين الأيام دى؟!..قبل ما العيال تكبر و العضمة بتاعتنا تكبر برضو!
رحمة:إيه يا ماما؟؟!....إحنا كنا متعبين كده ولا إيه؟
فوزية بمزاح:لما ألاء تكبر شوية هتعرفى ههههههه
ألاء:بابا...بابا
حازم:نعم يا حبيبتى؟!
ألاء:نام بابا
حازم بحنية:عايزة تنامى يا روح قلب بابا...طب يلا يا جماعة علشان نلحق نروح و كمان ورايا شغل بدرى الصبح!
عبد الرحمن:ما تبات معانا يا بنى!
حازم:معلش يا عمى خليها مرة تانية...الجايات كتير بإذن الله!
عبد الرحمن متنهداً:اللى تشوفوا يا بنى!!
و بعد رحيل حازم و زوجته رحمة و أمه فوزية،،
رن هاتف عبد الرحمن برقم أخيه عبدالله
عبد الرحمن:السلام عليكم يا عبدالله..عامل إيه أنت و دولت بنتك؟!
عبدالله بإبتسامة:الحمد لله تمام يا حبيبى..و أهل بيتك عاملين إيه؟
عبد الرحمن:الحمد لله فى صحة و رضا!
عبد الله: يا رب علطوول...المهم بقى أنا هنزل القاهرة كمان عشر أيام!
عبد الرحمن:تيجى بالسلامة يا حبيبى...هقابلك فى المطار بإذن الله!
عبد الله:متتعبش نفسك يا اخويا!
عبد الرحمن:تعب إيه بس يا عبده..ده أنت الغالى!
عبد الله:تسلميلى يا رب...طب هقفل دلوقتى معاك
عبد الرحمن:ماشى يا حبيبى...سلميلى على دودو!...سلام عليكم
عبد الله:يوصل يا حبيبى...و عليكم السلام
___________________________________
فى الساحل الشمالى،،،
مصطفى:أدم..مش هتنام يا بنى ولا إيه؟
أدم:لأ..زهقان....شوية كده و هنام!
مصطفى:طب هريح ساعة لحد ما الفجر يأذن..و إبقى صحينى .....إتفقنا؟؟!
أدم بجدية:حاضر...أنا هتمشى شوية!
مصطفى متثاوباً:ماشى.....بس متنساش نفسك!!!
أدم بشرود:لأ ......متقلقش!!!
ثم خرج من الغرفة سريعاً....قبل أن يلاحقه مصطفى بالأسئلة!!!
فى غرفة أخرى فى نفس الشاليه،،
وائل:ياض يا عمرو...ما تلفى سيجارتين كده!!...
عمرو:ما بلاش دلوقتى!!!....أحسن الشيخ مصطفى يصحى و يقول لأدم..و تقلب لخناقة!!!
وائل بعصبية:هو أنا بقولك هشم بودرة..و بعدين دول سيجارتين يعنى مأذنبتش يعنى!!!
عمرو:والله أنت حر بقى...أنت عارف أدم ..بقاله سنة مجربش الحشيش من أخر مرة..و أنا أقنعته بالعافية أننا توبنا و بنشرب سجاير عادية و بس!! و متنساش أبوك من ساعة ما منع عنك المصروف و أنت ضاعت عليك يا برنس!!!.....فلم الدور!
وائل بعصبية أكبر:أنا مبتهددش....و أخره يجيبه!!!...و لف ليا السجارتين بدل ما عفاريت الدنيا تركبنى السعادى!!!
عمرو و هو يلف إحدى السجائر:أنت حر!!! و زى ما بيقولوا و قد أعذر من أنذر!!!
___________________________________
فى المستشفى الخاص،،،
خارج العناية المركزة،،
يجلس عاصم و هو يشرب السيجار الفاخرة الواحدة تلو الأخرى!!!...و لو كان أمامه زجاجات من الخمر لتجرعها سريعاً ليخفف من وطأة توتره!!! و لم يخرج من شروده إلا عندما رأى ممرضة تخرج من الغرفة و تجرى مسرعاً لتنادى الطبيب و......
يتبع
الحلقة الثامنة
فى المستشفى الخاص،،،
خارج العناية المركزة،،
يجلس عاصم و هو يشرب السيجار الفاخرة الواحدة تلو الأخرى!!!...و لو كان أمامه زجاجات من الخمر لتجرعها سريعاً ليخفف من وطأة توتره!!! و لم يخرج من شروده إلا عندما رأى ممرضة تخرج من الغرفة و تجرى مسرعاً لتنادى الطبيب و الذى ما أن أتى على وجه السرعة حتى باغته عاصم بأسئلته حول جده!
عاصم بتوتر:هو جدى جراله حاجة؟؟!
الدكتور بسرعة:ضغط الدم وطىّ فجأة و ضربات القلب بتقل بطريقة تخوف!
عاصم بعصبية و هو يمسك الطبيب من ياقته:جدى مينفعش يموت!...لو ربنا عاوز حد يموت يبقى أى حد إلا جدى!!!..جدى مينفعش يموت قبل ما يشوفنى بأخد بحق عمى منهم...أنت فاهم!!!!!!!
الطبيب مبتلعاً ريقه بصعوبة:ح...ح..حاضر..خلينى أدخل بس بسرعة!
عاصم بقسوة:إدخل!!!!
و دلف الطبيب و وراءه عاصم الذى يشبه طفلاً رضيعاً فقد أمه مصدر الحنان و الآن بات يخشى فقدان أبيه!!!
أخذ الطبيب يقيس الضغط ثانياً و ينظر فى بؤبؤتى العين ثم استمع لصفارة جهاز القلب و التى تعلن الوفاة!
عاصم بقوة و عصبية: إيه الصوت ده؟؟؟؟!...أنت منفذتش كلامى ليييييه؟!!!...جدى مينفعش يموت!!
الطبيب بخوف:لسه فى أمل...قدامنا دقايق و نقدر نعمل الإنعاش!
ثم يلتف للممرضة التى تنظر بخوف لما يحدث ليصرخ فيها بأعلى صوته!
الطبيب بصراخ:هاتيلى الجهاز بسرعة..و الحقنة!!!
الممرضة بفزع:ح..حاضر!!
ثم تمر دقيقتين فحسب لتأتى بعدها الممرضة و هى بصحبة مجموعة من الممرضات و الممرضين و تعطى الطبيب جهاز إنعاش القلب!
و بعد مرور ثلاث دقائق أخرى و الطبيب يحاول..عاد النبض أخيراً !!! ليتنفس الصعداء كل من بالغرفة!
الطبيب:الحمد لله يا عاصم باشا قدرنا نلحق جد حضرتك!..إتفضل سيبه يرتاح دلوقتى!!
عاصم بشراسة:أنا هفضل هنا لحد ما يفوق و يكلمنى!!
الطبيب متنهداً:بس كده مش هينفع!..و ممكن وجودك يتعب جد حضرتك!
عاصم بقسوة:سمعت أنا قولت إيه!!!ولا حابب أعيد كلامى بس بأسلوب تانى؟؟!
الطبيب مبتلعاً ريقه بتوتر:ط..طيب يا باشا زى ما تحب..بس لو حصل حاجة حضرتك اللى مسئول!...أنا كده بخلى مسئوليتى!
عاصم ببرود:تعرف تاخد الباب وراك و أنت ماشى ولا لأ؟؟!!!!!!
الطبيب بإحراج:يلا يا جماعة..خلوا المريض يستريح!!!
ليغادر الطبيب و معه طاقم الممرضين و الممرضات و هم ينفسون الصعداء..و يتركون عاصم بجوار جده!
___________________________________
فى الساحل الشمالى،،،
لم يكن يدرى وائل و عمرو أن أدم لم يغادر الشاليه بعد..إذ أنه سمع حديثهم و صعق فى البدء و لكنه فى النهاية تنهد بشرود و أكمل طريقه ليتمشى قليلاً و سهام الذكريات تهاجمه!
Flash back,
منذ عام و نصف
فى النادى،،،
أدم:سهام...أنت ليه مش عاوزانى أجيب أهلى و نقرأ الفاتحة على الأقل دلوقتى؟!
سهام فتاة من عائلة فاحشة الثراء و حيث أن كل شئ مباح و ترتدى ملابس ضيقة للغاية و مدللة و على قدر من الجمال و لكنها تشوه بالمساحيق و لا يوجد فى بالها سوى النادى و صديقاتها و الإستمتاع و التباهى بثراء عائلتها!..و صدقاً لم تعرف الحب يوماً!!
سهام بضيق:فى إيه يا أدم؟!!...كل ما تشوفنى عمال تقولى عاوز أقابل أهلك..عاوز أقابل أهلك!!!...فى إيه يعنى؟!هو أنا طلبت منك تتقدملى يعنى! و بعدين ما إحنا كده حلوين و بنقابل و نتفسح و الحياة بيس أهى!!!
أدم بعصبية خفيفة:بس أنا مش عجبنى الوضع كده!!...حاسس إننا بنسرق..و مستغرب أكتر منك.. لأنك المفروض اللى تقوليلى أتقدم ليكى مش أنا اللى عمال أتحايل عليكى!
سهام بضيق أكبر:أووووف بقى!!...و أنا مش عاوزاك تتقدم لباباى دلوقتى!!!
أدم بعصبية:طب لييه؟!!...إيه اللى يمنع يعنى؟...عيلتى من نفس مستوى عيلتك..يبقى فين المانع؟؟! لأنه أكيد مش فروق إجتماعية!!!!
سهام و هى تهم بالمغادرة:أدم!....أنا زهقت بجد من زنك ده!....و لم تبطل زن إبقى كلمنى...تشاو بيبى!!!
لتغادر مسرعاً و يظل فى حيرة من أمره!
و بعد أسبوعين،،
وجد أدم سهام تجلس مع شلة يبغضها و أكثرهم من الشباب المستهتر!
لتنتفخ أوادجه و ينادى على سهام صارخاً بإسمها لتفزع من نبرته!
أدم بصراخ:سهااااام!!!
سهام بفزع:أدددم!!!
ليقترب أدم منها و الشرر يتطاير من عينيه و يشدها من معصمها على مرأى و مسمع جميع من فى النادى!
أدم بعصبية:فهمينى يا هانم إيه المنظر اللى شوفته دلوقتى ده؟!!
سهام ببرود:ملكش فيه!!...ثم أنك واحد همجى علشان تزعق بالأسلوب ده و تشدنى كده!...أووووه بجد حاجة لوكال أووف!!
أدم و هو يجز على أسنانه:حاجة لوكال؟؟!...المفروض يا هانم أنك تحترمى غيابى..و تقدرى مشاعر الإنسان اللى بيحبك!!
سهام بسخرية:أديك قولت..اللى بيحبنى!مش أنا اللى بحبه يعنى!!!
أدم بصدمة:يعنى إيه معنى الكلام ده؟؟!...و الحب اللى أنا حبتهولك ده كله إتمحى بأستيكة!!!!!
سهام ببرود:مش لوحدك اللى بتحبنى!..كل النادى و الجامعة مبهورين بجمالى و بيحبونى...يعنى مش لوحدك!!!
أدم بعصبية:أومال فهمتينى ليه أنك بتحبينى؟!
سهام ببرود:بص بقى كده و من الأخر..أنت كنت رهان!..يعنى الواد التقيل الوسيم اللى مبيعبرش حد خالص!! بس لما مثلت عليك الحب وقعت فى شربة ميه يا عينى!!! و بكده أنا كسبت الرهان...و مكنتش عاوزاك تتقدم لباباى! فهمت ليه بقى...و يفضل تكون جنتل و تمشى و تسيبنى دلوقتى بدل ما الكل بيبص علينا!
أدم بغضب:أنا فعلاً هسيبك!...بس هتندمى أشد الندم!!!
ثم تركها و غادر بخطوات كبيرة غاضبة!!!
و بعد شهران،،،
سهام:أدم!!...أنا أسفة أنا اكتشفت إنى بحبك!
أدم بضيق:أنتى رجعتى ليه تانى؟!...أنا كنت خلاص نسيتك!
سهام كالحية الرقطاء هتفت بحزن مصطنع:حراام عليك!!ميكونش قلبك قاسى كده...أنا ندمت إنى بعدت عنك!.. و عاوزاك تكلم باباى كمان و تتقدملى علشان تتأكد إنى بحبك!
أدم بفرحة:أنتى بتتكلمى بجد؟!
سهام مصطنعة الجدية:طبعاً...و هو أنا هضحك عليك يعنى؟!
أدم بسعادة:هكلم بابا و أخويا و نتكلم والدك!
سهام بفرحة:أووه بيبى..أنا بحبك أووى...هستناك!
ثم قبلته قبلة سريعة على خده و هى تغادر..و أدم مصدوم من جرأتها!!!
و فى المساء،،،
يرن هاتف أدم برقم غريب..فيتجاهل الرد،،
و لكن يبدو أنا المتصل مصّر على الوصول لأدم..فأجاب أدم بسأم و ضيق!
أدم بضيق:أيوه..مين؟!
المتصل:حضرتك أستاذ أدم القناوى!
أدم بإستغراب:أيوه..مين حضرتك؟؟
المتصل:مش مهم أنا مين!..أو ممكن تقول فاعل خير حابب ينقذك!
أدم بسخرية:ينقذنى ليه!...هو أنا كنت بغرق و أنا مش واخد بالى!!!
المتصل بجدية:حضرتك بتتريق عليا دلوقتى!...بس بعدين هتشكرنى جداا..و بالذات لما أقولك أن حبيبتك المصون فى ملهى ليلى.....و فى حضن... و لو مش واثق فى كلامى تعالى!
أدم بصدمة:أنت كداب!!!
المتصل:مش من مصلحتى الكذب!...و حضرتك ليك الإختيار يا تصدق كلامها المزوق و تفضل مختوم على قفاك!...يا تعرف الحقيقة و تبقى الكسبان قبل ما تتدبس فى عيل مش ابنك!!!
ثم أغلق المتصل الخط!
ليهبط بعدها أدم السلم سريعاً و يركب سيارته و تصر عجلاتها صرير عالً و ينطلق بسرعة هوجاء إلى ذاك الملهى
بعد عشر دقائق،،،
وصل أدم للملهى و دلف سريعاً و هو يجوب ببصره المكان مشمئزاً مما يرى و مما يشم من روائح الدخان المختلطة بروائح العطور المختلفة النفاذة!
إلى أن تنصدم عيناه و هو يرى تلك السهام و هى فى أحضان أحدهم و بيدها كأس من الخمر تتجرعه ببطء!!!...و اقترب أدم منهم ليصعق حين يسمع
سهام:أنا قولت لأدم يكلم باباى!
الرجل:أنا أسف يا بيبى!! بس بجد أبوكى رافضنى علشان المستوى الإجتماعى!!..و هيحكم على ابنى منك يتكتب بإسم واحد تانى و أنك تبعدى عنى يا روحى!
سهام بحزن:أنا فكرت أنزل البيبى..و أستنى جمبك لحد ما أخوك يشترى ميراثك و تتقدم لى!...بس للأسف يا حبيبى..فى خطر على حياتى! و علشان كده كلمت أدم و مثلت عليه الحب!
الرجل بقهقه: مقدرش أستغنى عنك يا حياتى..بس عجبتينى أووى و أنتى بتقوليله أنك ندمانة و اكتشفى حبه!
سهام بضحكة خليعة تليق بذاك الملهى:هيهيهيهيهي...الله مال ابننا هنعمل فيه إيه؟!...كنت مضطرة لأن لو باباى عرف كان يقتلنى!!!
الرجل بسرعة:بعد الشر عليكى يا روحى!!!...المهم بس تتجوزوا بسرعة!
سهام:متقلقش يا بيبى..لازم نتجوز بسرعة قبل ما ابننا يكبر..و كمان يا حبيبى هفضل أقابلك لحد ما أخلف و بعدين أعمل معاه مشاكل و ساعتها هكره فى عيشته..و أخليه يطلقنى بإرادته...أنت عارف أنا مبحبش غيرك أنت يا ممدوح!
عند هذا الحد اكتفى أدم و الذى كانت عروقه تنتفض غضباً...ليصرخ بصوت جهورى:سهاااااااااااام!!!!!!!!!!
لتهب سهام برعب:أ...ااا....أ..أدم!!!
ليتقدم أدم بغضب منهما..و يلكم ممدوح بقبضة يده..و يصفع سهام صفعتين و
أدم بغضب:الحمد لله أن ربنا كشفك ليا بدرى يا رخيصة!!
ثم يغادر و هو مشوش التفكير و ظل على هذا الحال إلى أن تعرف على وائل و عمرو و أدخلوه إلى طريق تلك السجائر مستغلين سوء حالته النفسية!!! و حين كان على مشارف شم السم الأبيض"الهيروين" ظهر دور فاعل الخير و الذى كان مصطفى و الذى منع أدم عما كان سيقترفه فى حق ربه و حق نفسه!...و لكن ظل على صداقتهم مع وائل و عمرو و لكن بحدود و ما ساهم فى كذلك قرب مصطفى دائماً منه!!!
Back,
أدم متنهداً:حسبى الله و نعم الوكيل فيكم!!! خلتينى مأمنش لأى بنت تانى!!خلتينى أصاحب البنات بس بحدود..مقربش منهم بسوء ولا أوعدهم بحاجة مقدرش عليها!!!مع إنهم ميستهلوش..كلهم سهام!!!كلهم سهام من نار...كلهم سهام الشيطان!!!!!
و عند هذا الحد توقف أدم عن التفكير...و عاد سريعاً إلى الشاليه!
و أيقظ مصطفى و أخبره بإيجاز ما سمعه بين وائل و عمرو و عزمه على قطع علاقته بهم نهائى!...و قاموا بحزم الحقائب و العودة للقاهرة بدون إعلام أى من وائل أو عمرو!!!
___________________________________
فى الصباح الباكر،،،
فى شركة القناوى،،
تدلف ليلى بثقة و إشراق إلى داخل الشركة و تدخل سريعاً المصعد لتذهب إلى الأستاذة زينب المسئولة عن تدريبها! و ما إن تدلف إلى المصعد حتى تقابل أدهم الصاعد معها بنفس المصعد و
أدهم بإبتسامة جانبية:يا سلام على النشاط!! طب والله ده شئ كويس!
ليلى بثقة:أكيد طبعاً يا فندم! كمان علشان أكون مستعدة للتدريب و ما بعده!
أدهم فى نفسه:هوريكى أيام أسود من قرن الخروب!!!
ليلى فى نفسها:يا دى النيلة! أنا ماسكة نفسى بالعافية!! و إلا كنت رزعته بوكس فى وشه أبوظ له المعالم بتاعه!!
أدهم بسخرية:أتمنى تكونى فعلاً قد المسئولية! و متتعبيش من أول يوم شغل!
ليلى و هى تجز على أسنانها:أكيد كل حاجة فى أولها بتتعب! بس بالإجتهاد و المصابرة كله هيكون تمام بإذن الله!
أدهم بإعجاب لحكمتها يناقض مع تهورها السابق ..و لكنه أخفى إعجابه سريعاً و هو يردف:يا رب تتعلمى بس بسرعة!
ليلى:إن شاء الله يا فندم!!!
ثم وصل المصعد للطابق الذى تتوجه له ليلى،فسعدت كثيراً بأبتعادها عن هذا الأدهم الغليظ!!!
___________________________________
فى منزل الحاج فتحى العطار،،،
يطرق حمزة على باب غرفة والدته و يستأذن بالدخول،
و ما إن يدلف حتى
حمزة بإبتسامة:يا صباح الفل عليكى يا أجمل ماما!
نوال بإبتسامة:صباح الياسمين على قلبك يا حبيبى!...إيه مش هتروح الشغل؟!
حمزة بإبتسامة:أنا واخد يومين أجازة..لحد ما أنقل فرع القاهرة!
نوال بشرود:أنا خايفة يا حمزة!!
حمزة بهدوء:خايفة من إيه يا ماما و أنا جمبك؟؟!
نوال بإبتسامة:ربنا يباركلى فيك يا حبيبى! بس خايفة ليلعب القدر لعبته و سارة تبعد بسبب عيلة أبوها!!!
حمزة بعصبية:لأ ...يا ماما متخافيش! سارة مش هتبعد غير على بيت جوزها!!!...غير كده محدش هيوصل ليها أصلاً...أكيد مفيش حد لسه بيدور عليها من بعد حادثة خالتو إلهام ربنا يرحمها!
نوال بحزن:ربنا يرحمها...بس قلبى مش مطمن!!
حمزة:سلامة قلبك يا نونو!...أنتى بس شاغلة تفكيرك بحاجات كتير...متقلقيش أنا جمبكم!
نوال بإبتسامة:ربنا يديمك رزق فى حياتى يا ابنى يا رب!
حمزة بسعادة: اللهم أمين..أنا و إياكى يا رب!...يلا أنا حضرت الفطار و هنادى البنات.
نوال بسعادة:ماشى يا حبيبى..اسبقنى و أنا جاية وراك!
حمزة بإبتسامة:حاضر يا حبيبتى!
ثم يغادر حمزة تاركاً أمه تدعو الله أن يجعلها تفعل الصواب بشأن سارة!!!
___________________________________
فى المستشفى الخاص،،،
فى غرفة العناية المركزة،،
ظل عاصم بجوار جده و هو قلق للغاية!!حتى شعر بحركة أنامل جده و......