رواية مرايا الحب الفصل الخامس عشر15 بقلم نورا عبد العزيز
بعنــــوان " خطــوة إليـــك
خرج "أنس" من غرفة المكتب لتستوقفه "جميلة" عندما وقفت أمامه وقالت:-
-مش عايزة تخرج من أوضتها من ساعة ما دخلتها وقاطعة الأكل والشرب
نظر "أنس" على الدرج بحيرة ثم قال:-
-حاولى معها يا دادة
أجابته "جميلة" بيأس من هذه الفتاة والنجاح معها لتقول:-
-والله حاولت معها كتير لكنها عنيدة جدًا يا أنس بيه
تنهد بحيرة شديدة وسار نحو الدرج مُتمتمًا بخوف من رد فعلها:-
-وفاكرة أن أنا اللى هعرف أقنعها تأكل
صعد للدرج بحيرة شديدة وهو لا يعلم كيف يطلب منها تناول الطعام او الخروج من غرفتها، وصل أمام باب غرفتها وقبل أن يطرق الباب سمع صوتها تتحدث فى الهاتف قائلة:-
-نزلته ما أنا مش هشيل فى بطني حاجة أنا مش عايزها ولما يجي هقوله ايه، أنت جيت نتيجة أيه، كان لازم أنزله
فتح باب الغرفة بدهشة مما سمعه، ألتفت مُسرعة بعد أن فتح الباب دون أذن وتحمل بيديها الهاتف لتراه واقفًا أمام الباب بعد أن أغلقه لتزدرد لعابها العالق فى حلقها بصعوبة بالغة وتغلق الهاتف بصدمة من ظهوره أمامها وقالت بتلعثم:-
- أنت أيه اللى جابك هنا؟
سألها "أنس" بنبرة حادة رغم هدوئها قائلًا:-
-نزلتيه؟!
نظرت "هالة" إليه بغضب سافر وعينيها تكاد تقتله من الكره والغضب اللذان تحملهما له بداخلها، كانت تشبه فجوة بركانية وصلت لأقصي درجات الغليان قبل أن تنفجر به، تحدثت بحزم شديد:-
-أطلع برا
تحدث "أنس" بخفوت شديد قائلًا:-
-مش مهم، أنا جاية أقولك أنزلى كُلي، متعاقبيش نفسك على حاجة مالكيش ذنب فيها، قطع الأكل مش حل ومتخافيش أنا مش هقعد معاكي على السفرة، أنا وعدتك أنك مش هتشوفني ولا هضايقك
ضحكت بسخرية شديدة على طيبته المُصطنعة لتقول:-
-مالكش دعوة أكل ولا أموت ميخصكش، وبلاش التمثيل دا مش لاقي عليك لتكون فاكر أن الطيبة والخوف اللى راسمهم دول وبتمثلهم هيدخلوا عليا، لا فوق كدة شوية أنا أكتر واحدة عارفة ومُتأكدة أنت وجواك ايه
اخذ خطوة نحوها بندم سافر ظهر فى ملامحه وهو يقول بنبرة خافتة:-
-والله كان غصب عنى ومكنتش فى وعي، أنتِ عارفة دا
ضحكت بسخرية عليه غاضبة ثم قالت:-
-زى ما أنت عارف كويس أن اللى بتقوله وبتعمله مش هيفيد، أنت فى نظرى هتفضل حيوان، فوق يا ابن القصور وأوعاك تنسي أنك مُغتصب تستحق القتل فى ميدان عام
أقترب "أنس" نحوها خطوة واحدة وهو يقول بضعف وإنكسار شديد:-
-والله غصب عني ومكنتش فى وعي وربنا عالم وشاهد بـ دا
صاحت به بأنفعال شديد لا تقوى على رؤيته والتُحدث إليها:-
-هو اللى زيك يعرف ربنا، أنت نجس متعرفش ربنا، متعرفش غير الأذي وشيطانك راكبك، أنا مش عايزة أسمع منك مبررات، لو تعرف ربنا مكنتش عملت فيا اللى عملته
دمعت عينيه بحزن شديد ليقول بتلعثم من شهقاته المكبوحة بداخله:-
-أنا مش عايز منك غير أنك تسامحينى بس أو على الأقل متشوفنيش وحش أوى كدة، دى غلطة عملتها وأنا مش فى وعي، أنا مش وحش أوى كدة والله ، أنا مهبررتش ولا أنكرت غلطتى أنا معترف أنى غلطت فى حقك وحاولت أصلح دا
تحدثت بنبرة مُنكسرة تحمل الكثير من الوجع والألم المُصاحب لدقات قلبها قائلة:-
-لتكون فاكر أن اللى عملته دا هخليني أغفرلك جريمتك القذرة اللى ارتكبتها فى حقي، لا فوق يا أنس أنت شيطان فى هيئة بني ادم
سقطت على الفراش جالسة بضعف وأنهيار، أقترب منها وهو يجثو على الأرض أمامها راكعًا
وحاول لمس يدها بيده المُرتجفة خوفًا من رد فعلها لكن "هالة" دفعت هذه اليد بقوة بأشمئزاز من لمسها له لتقول بأنفعال شديد:-
-أوعاك تفكر تلمسنى بأيدك النجسة دى تاني يا زبالة
دمعت عينيه ضعفًا وحزنًا مما فعله وارتكبه فى حق هذه الفتاة المسكينة ليحول براءتها لسكين حادة يجرح كل من يقترب مته وقال بتلعثم:-
-أنا مكنش قصدي اللى حصل ومكنتش فى وعي يا هالة وأنتِ عارفة دا
اجابته بنبرة حادة غليظة:-
-كان قصدك مكنش قصدك، مش هتفرق ومش هتغير حاجة، مهما حاولت تبرر أو تطلب الغفران مش هينفع، اللى أتكسر خلاص أتكسر، لا هيصلحه تبرير ولا هينفعه غفرانه، أنا بقيت شبه الميت اللى من غير روح، أنت دمرت حياتي وأنتهى الأمر
دمعت عينيه ضعفًا وحزنًا فهو نادمًا بكل جوارحه على ما حدث، وقف من أمامها باكيًا ليغادر الغرفة مُنكسرًا يحيطه شعور بالذل والإهانة لتسقط "هالة" على الفراش باكية بأنهيار شديد لا تعلم متي ستتخلص من الجحيم وتعود حياتها لطبيعتها، ظل واقفًا أمام الغرفة خائفًا وعلى وشك البكاء حزنًا بسبب تأنيبها إليه، سمع صوت شهقاتها من الداخل وهو عاجزًا على تقديم الأعتذار إليها.....
*****************
-مش فاهمة أنت متعصب ليه؟
قالتها "فلك" بنبرة باردة كالثلج على عكسه مشتعل كالنار ومُلتهبًا من الداخل كالبركان، مما اثار غضب "يونس" أكثر عندما تفوهت بهذا البرود كأنها لم تفعل شيء ولم تعترف بجريمتها فى حقه ليقول:-
- أيه البرود اللى أنتِ فيه دا، احذري غضبي يا فلك، يعنى ايه تقفي وتضحك وتهزرى مع الزفت دا
أجابته ببرود أكثر وكأنها لا تعري أى اهتمام لغضبه وانفعاله بسبب غيرته التى تأكل قلبه من الداخل بشراهة لتقول:-
-قولتلك زميلي وكان معايا فى الجامعة
مسك ذراعها بقوة وهو يجذبها إليه حتى أرتطمت بصدره لتبتلع ريقها بصعوبة خوفًا منه وتستمع لكلماته وهو يقول:-
-كان وكان فعل ماضي يا فلك، أنا لسه مركبتش قرون عشان مراتي تقف تضحك وتهزر مع راجل عادي كدة
تألمت من قبضته وقالت بعناد شديد:-
-فى ايه يا يونس، أنت قلبت الموضوع دراما كدة ليه
كز على أسنانه وهو يحدق بعينيها وعلى وشك ألتهمها بسبب تضارب مشاعره ونبضات قلبه فى الداخل وقال بتحذير واضح مُنفعلًا:-
-فكرى تعملها مرة تانية يا فلك وأنا هفلق رأسك نصين، أنتِ مراتي أنا وبتاعتى أنا
تبسمت بخفوت على كلماته وهو يخبرها أنها ملك له وتخصه وحده، تمتمت "فلك" بدلال بعد أن رفعت يدها تضعها على صدره وبنبرة هامسة قائلة:-
-غيران!!
تبدلت ملامح غضبه ونظر إلي دلالها ونبرتها الدافئة المُثيرة، لم يُصدق أن "فلك" فتاته المتمردة وزوجته التى تهجره الآن أمامه تتدلل عليه بعفوية وانوثة، فى كل مرة ذهب إليها صرخت به والآن جاءت إليه ففكر فى الأنتقام منها هذه المرة ليقول بعناد:-
-مستحيل!!
ضحكت بعفوية وهى تتسلل من بين يديه وتهرب بعيدًا عنه وهو يقول:-
-طيب هروح أنا الحق خالد قبل ما يمشي اخليه يجبلي فطار معاه
مسك معصمها بانفعال شديد وهو يسحبها إليه بقوة ويديه تحيطها باحكام حتى لا تفر هاربة منه إلى هذا الشخص، عينيه كان تطلق شرارة نارية تكاد تقتلها فى هذه اللحظة بسبب غيرته وقلبه الذي يمزجه شعور الغيرة القاسية المُلتهب كحمر ناري، تطلعت "فلك" بيه بعينيه صادمة لا تصدق قسوته وهو يعتصرها بين يديه، تمتمت بضيق شديد قائلًا:-
-مستفتزنيش يا فلك وتختبري صبري عليكي
اجابته بضيق شديد غاضبة من هذا الزواج المُزيف قائلة:-
-بصراحة زهقت من العيشة دى والسعادة المُزيفة، جوازنا الصوري مقرف يا يونس، أنا من حقي حد يحبنى ويحتوينى ويدلعنى ويقولى كلام حلو ويهتم بيا
صاح وهو يعتصر معصمها بقسوة غاضب من كلماتها قائلًا:-
-فتروح لراجل تاني يعاكس فيكى ويغازلك وأنتِ على ذمة راجل تاني
تمتمت بضيق وهى تحاول الهرب من يديه قائلة:-
-خلاص يا يونس سيبنى، طلقــ.....
أسكتها بقبلة على شفتيها بقوة ويديه تعتصر خصرها بين قبضتيه بقوة، دُهشت من فعلته وسكنت هادئة بين بين يديه لم تقاومه أو تدفعه بعيدًا لتغمض عينيها بأستسلام لهذا الشعور الذي ضرب قلبها للتو ونبضاتها التى تسارعت بجنون تلطم ضلوعها الصلبة وقلبها أسيرًا مسجونًا بينهما وكأنه يحاول كسر هذا الحاجز حتى يهرب من صدرها إلي حبيبه الواقف أمامها وهى بين ذراعيه، هذا الشعور المُصاحب للحب كان أقوى، شعورها بالأمان والسلام الداخلي بقربه كأنها أمتلكت العالم أجمع عندما أمتلكت هذا الرجل الذي هرب منه جميع النساء لكنها كانت تصبو إليه بجنون راكضة بسرعة جنونية كمُتسابقة فى سباق، أبتعد "يونس" عنها يلتقط أنفاسه بصعوبة التى أوشك على الأنقطاع وقلبه الذي يرفرف فرحًا لأمتلاكه لها رغم عنادها وتمردها لكنها الوحيدة التى أسرت قلبه وجعلته سجينًا وأسيرًا إليها، رمق عينيها عن قرب وخطفت عينيه شعرة رأسها التى هربت من حجابها ليقول:-
-أياكِ تنطقيها يا فلك حتى لو بهزر، أنا مش هطلقك وهموت وأنتِ مراتي
وضعت سبابتها على فمه بخوف من فقدهوقالت بلهفة مُرتعبًا:-
-بعد الشر عليك
كانت أنفاسه تضرب وجنتيها بسبب قُربهما الشديد ليقول بهمس:-
-خايفة عليا؟!
تحاشت النظر إليه بخجل شديد، مسك ذقنها بسبابته وأبهامه ليرفع رأسها للأعلي حتى تلتقي أعينهما معًا وقال بخفوت شديد قائلًا:-
-خايفة عليا يا فلك؟
أجابته بهدوء حادقة به بعيني عاشقة وقد بدأت بذور الحب التى زُرعت بداخل قلبها تحيا وتكبر أكثر وأكثر قائلة:-
-ماليش غيرك يا يونس
تبسمت بخفوت إليها ثم أقترب أكثر ليطبع قبلة على جبينها بحنان وأبتعد مُجددًا ناظرًا إليها وقال:-
-وأنا معاكي وجنبك يا فلك ومش هسيبك أبدًا
رن هاتفها يقطع لحظتها العاطفية وكأن يُعلن عن أستسلم رسالة على تطبيق واتس أب، أبتعدت قليلًا عنه ليترك أسر خصرها وفتحت الهاتف لتُدهش عندما وجدت رسالة واردة من "خالد" فأبتلعت ريقها بأرتباك شديد من زوجها الواقف أمامها، كان "يونس" يحضر ملف من فوق المكتب وألتف ليرى ربكتها وتوترها فأقترب منها أكثر وهو يقول:-
-مين اللى بيكلمك؟ مرات أخوكي برضو؟
رفعت "فلك" رأسها للأعلى بتوتر شديد وقالت:-
-ها .. لا .. اه
ربكتها وتوترها الشديد أثاره فضوله ليقترب "يونس" منها وأخذ الهاتف من يدها بالقوة وهو يقول:-
-ورينى
نظر للرسالة وتحولت ملامحه تمامًا عقد حاجيبه بغضب، وبرزت خطوط عرضية فى جبينه وهو يقرأ الرسالة بصوت واضح لتسمعها هى مرة أخرى لكن منه هذه المرة:-
-تعرفي أنى مكنتش مُتخيلة أنى أقابلك تاني يا فلك، حقيقي كان نفسي أقابلك تاني ولو مرة عشان اقولك مشاعري اللى مخبيها جوايا ليكي
أبتلعت "فلك" ريقها بخوف شديد من غضبه ولهجته التى يقرأ بها الرسالة أرعبتها، رفع نظره إليها وهو يغلق قبضته على الهاتف بقوة بعد أن علم أن هناك رجل أخر يكن لها المشاعر ويعترف بها الآن فقال بحدة صارخًا بها:-
-هو دا اللى مجرد زميل جامعة يا فلك
حاولت أن تهدأ من روعته وهى تقول بتلعثم شديد خوفًا منه:-
-أهدي يا يونس، أنا مكنتش اعرف والله حاجة عن المشاعر والإعجاب دا نهائيًا
رن الهاتف مرة أخرى مُعلن عن قدوم رسالة جديدة ليفتحها "يونس" بتعجل شديد والغضب هو المسطير والمتحكم الوحيد به الآن فأتسعت عينيه على مصراعيها حادقة بهذه الكلمة المكونة من أربع حروف فقط لكنها كانت كفيلة لتصل به إلى النهاية ليقول بتمتم مُتعلثمًا غير مُصدق ما يراه:-
-أنا بحبك يا فلك....
ألقي الهاتف فى وجهها وسار نحو باب الغرفة لتسرع "فلك" خلفه بجنون ومسكت معصمه قبل أن يخرج من باب المكتب وقالت:-
-يونس، أستن أنت رايح فين
دفعها بقوة بعيدًا عنه وكان زحزحتها بعيدًا عنه سهلًا بقوته البدنية أمام جسدها الأضعف منه، خرج إلى البهو وكان "خالد" واقفًا أمام مكتبه ينظر بهاتفه ومُنتظرًا الجواب منها على رسالته التى رأتها ولم تُجيب ليقول صارخًا بقوة:-
-خالد
ألتف "خالد" إليه ليُدهش عندما مسك "يونس" لياقته بقوة وكان الجميع يحدق بهما بينما مسكت "فلك" ذراعه المُتشبث بلياقة "خالد" بأحكام وتقول:-
-يونس.. الناس بتتفرج علينا
تحدث "خالد" بنبرة غليظة من تصرف "يونس" قائلًا:-
-هو فى أيه؟
لكمه "يونس" فى وجهه بقوة وهو يقول بأنفعال شديد:-
-فى أن فلك مراتي!
أتسعت عيني "خالد" على مصراعيها وحدق بـ "فلك" الواقفة مُتشبثة بيد "يونس" وقالت بترجي :-
-خلاص يا يونس الناس بتتفرج علينا
دفعه "يونس" بقوة للخلف ثم أخذ يدها وخرج من الشركة لتسير معه رغم غضبها من تهوره إلا أن بسمتها لم تفارق شفتيها وهى تراه غيورًا عليها حتى ولم يعترف بهذا الشيء إلا أن غيرته واضحة وتصرفاته تعلن هذا وبشدة لتقول:-
-يونس
توقف عن السير بها وأستدار ينظر إليها بوجه عابث جاد خالي من اى مشاعر أو عاطفة وعينيه تكاد تقتلها لو كانت النظرات تُقتل، تطلعت به ببسمة خافتة مُشرقة ثم أقتربت نحوه الخطوة الفاصلة بينهما وقالت:-
-ما تيجي نتجوز
نظر إليها بأستغرب شديد ظهر فى عقد حاجبيه ليقول بتعجب:-
-نتجوز!! أنتِ مجنونة يا فلك ما أنتِ مراتي
ضحكت بعفوية وهى ترفع يدها إلى صدره وتنهدم رابطة عنقه وقد بدأت بالحديث أثناء فعلتها بنبرة ناعمة وخافتة هاتفة:-
-أُخطبنى يا يونس وأبقي خطيبتك وتدلعني كدة وبعدها نتجوز من جديد وتعملي فرح كبير أو صغير مش فارقة وألبس لك فستان أبيض وأبقي عروسة زى البنات وهم أحسن منى يعنى ، أساس اللى إحنا فيه دا مش جواز
رغم تورد وجنتيها إلا أنها جمعت شجاعتها لتُحدثه هكذا وعينيها نظر لرابطة عنقه مُتحاشية النظر إليه فتبسم بخفوت فقد أمتصت غضبه للتو بكل سهولة وأسرع من البرق، كانت مُدللة وعفوية بكلماتها وطريقتها، خجلها التى زادها جمالًا، رفع سبابته يدخل شعرتها داخل الحجاب فنظرت إليه بحب ليقول:-
-وست البنات كلهم كمان يا فلك،
عايزة تتجوزينى!!
أومأت إليه بنعم ثم قالت بمرح شديد وبسمة خجولة:-
-أممم يلا أكسب فيك ثواب يدخلنى الجنة
كاد أن يتحدث لتقول بعبوس شديد:-
-أيه هترفض، دا أول مرة واحدة هى اللى تطلب أيد واحد مينفعش تكسفنى على فكر يا يونس
أومأ إليها بنعم مُبتسمًا ثم قال بحب:-
-أنا موافق
عانقته بدلال وحماس شديد لموافقته ثم قالت:-
-أتفقنًا، نعمل خطوبة سنة كويسة
أقترب منها برأسه وهمس فى أذنه بغزل قائلًا:-
-وتفتكر أنا هستحمل سنة، أنتِ أخرك فى الخطوبة دى مسافة ما نروح البيت، الكرزية دى لذيذة
قال كلمته الأخيرة وهو يمرر أبهامه على شفتيها لتضربه بقوة على صدره غيظًا من تغزله بها وقالت:-
-أتلم يا يونس، ولازم تفهم إحنا لو متفاهمناش أو أنا مرتاحش هفشكل الخطوبة دى وتطلقنى ما أنا مش هتجوز واحد مبحبوش
همس بأذنيها بخبث شديد مُتسائلًا:-
-هو أنتِ مبتحبنيش، عينى فى عينك كدة
تنحنحت بخجل شديد ثم قالت :-
-روحنى يلا
تبسم بعفوية عليها ثم أخذ يدها بيده وذهب نحو سيارته الموازية للرصيف وهى تبتسم خلسًا عليه وقلبها يتراقص فرحًا على ضلوع صدرها......
****************
خرج "خالد" من الشركة ليصعد بالسيارة ونظر إلى مقعد السائق وهو يقول:-
-عاجبك اللى جرالي من تحت رأسك
نظرت "قدر" إليه ببرود شديد ثم قالت:-
-ما أنت قبضت ثمن دا، وزى ما وعدتك هتكفل بمصاريف علاج أمك متحسسنيش أنك بتعمل حاجة ببلاش
تأفف "خالد" بضيق شديد من أبتزازها إليه لتتابع "قدر" بنبرة غليظة باردة:-
-ومتنساش وصل الأمانة اللى مضيت عليه
أومأ إليها بنعم ثم قال بخوف من السجن وتهديدها صريح:-
-أنا مقولتش حاجة بس أنتِ مقولتليش انه عصبي كدة
تنهدت بغرور شديد وهى تشعل سيجارتها لتضعها بين شفتيها بكبرياء باردًا وقالت:-
-أديك عرفت يا حلتها، بكرة تعمل اللى أتفقنا عليه، يونس لازم يطلقها على أيدك، تعملها أزاى دى معرفهاش، تخليه يقتنع أنها بتخونه معاك، توقع بينهما دى ميخصنيش أنا اللى ليا أن يونس يطلق فلك ...
وضعت يدها على وجنته بتهديد شديد وقالت:-
-واضح
أومأ إليها بنعم ليترجل من السيارة فأنطلقت "قدر" بسرعة جنونه ليبصق "خالد" ريقه فى الأرض بأشمئزاز من هذه المرآة التى تبتزه بمرض والدته طريحة الفراش......
