رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السادس والثمانون86 والسابع والثمانون87 بقلم مني عبد العزيز

رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السادس والثمانون86 والسابع والثمانون87 بقلم مني عبد العزيز
ظل يتمتم بكلمات  ويلعن تحت أنفاسه شقيقه  واللامبالاة  التي 
يجسدها  ينظر له ويهز رأسه على تلك الإبتسامه الساذجة على وجهه يرفع كتفيه لأعلى  ويتنهد.

_ مالك يا بني فاتح بقك فرحان كده ليه ولا كأننا كلنا في نفس البلوة،  نقول البيت رطب ريحته مش لطيفه، تقول هادي ومريح للأعصاب،  نقول المياه والحمام تقول دخلت عادي ومفهوش حاجه  ، لو مكنتش عارفك وعارف قد ايه انت قراف  وماشي بالمعقم والمطهرات كنت قلت ال بتعمله ده عادي لكن كلنا عارفينك وعارفين طبعك ايه بقي حكايتك عامل كده ليه أرجوك بلاش نظرتك والبرود إلا أنت فيهم ده. 
يهز رأسه ويصعد الدرج  وهو يستمع لحديث شقيقه بغير تصديق لما يقوله. 

_ يا حول الله مش مستحملين يوم أرضوا بالواقع اللي بقينا فيه محدش عارف هنفضل كده قد ايه يهمس لحاله 
طول عمرها عايشه في البيت ده قد ايه عانت واتبهدلت، أنا 
ازاي معش كام يوم من السنين الطويلة اللي عشتها. 

_ ياناس ارحموني بطلوا كلام  خلاص هنفجر مش قادر أتحمل، وزين بيعمل ايه ده كله، واحد فيكم يطلع يشوفه. 

_ يابني إدخل الحمام  ريح نفسك ما أنت لازم تتعود محدش عارف هنعيش قد ايه هنا، وأنا دخلت  قدامك  قوله يا حازم  انت مش لسه كنت بالحمام. 

_ بعصبية يضع يده علي جنبيه ينفخ من فمه مرات متتالية يتحدث من بين أسنانه 
_ متقولش حمام قدامي ده لا يمكن يكون حمام  أبدا، حازم إرحمني وأطلع شوف زين كل ده  بيعمل ايه قدر يلاقي حل يخرجنا من هنا ولا لا. 

حازم أوم برأسه وصعد الدرج حتى وصل لسطح المنزل يدور حول نفسه يجوب بعينيه بحثا علي زين يسرع  بخطواته على السطح  ينظر للأسفل  مع سماعه لصوت صراخ،  يفتح فاهه وتجحظ عيناه وهو يرى. 

زين بعد قفزة بكومة الروث معتقدًا إنه كومة من القش  
يتلمس وجهه يجد شئ لزج ذو رائحة كريهة يملؤه  من رأسه لأخمص  قدمه،  ينفض نفسه وهو يسب ويلعن حاله ومن احضرهم لهذا المكان ينفض عن يديه ويزيح عن وجهه  يخطو بعيدا يسرع  بخلع نعليه ويلقيه   بعيدا بعد شعوره بشيء لزج يعيق
سيره يرفع يده يبعد ما يتساقط من على جبهته وعينه  يسب بصوت جهورى ويركل الأرض بقدمه وينحني يخلع جواربه،  ويتلفت يمين ويسار حتى وقعت عينيه على 

مجري مائي على بعد خطوات   يهرول تجاهه، وهو يبعد بيده ما يتساقط  من شعرة على عينيه يعيق  رؤيته،  يشعر بإصتدمه بأحدهم ليسقطا معًا   ببركة المياه يفتح عينه و يرتد للخلف يسقط على ظهره مغمض العينين ينطر المياه 

باستمتاع على وجهه ويضرب بيده يلعب بالمياه   يفتح عينيه بذهول وهو يستمع لصوت أنثوي  يصرخ  وصوت ارتجافه
يحرك المياه  يعتدل سريعا  ينظر لها  وهي تفتح عينيها تلتقي العينين بنظرة دامت لثواني  شاح بعينه  يتفحصها  وينظر لشعرها  الذي تتساقط منه المياه كأنها  حبات لؤلؤ تنفرط من سلسال ذهبي  طويل يعاود النظر لعينيها  يقف بدون حركة أو نفس يخرج منه  ينظر لفرق الطول بينهما  يوزع نظراته بين عينيها وفمها وهي  تنطق بصعوبة بكلمات لا يفهمها، يلتف كل منهما للجهة الأخرى  يخرجا من المياه ويصرخان بكلمات غير واضحة لكليهما. 

زين يهرول  نحو  المنزل  حتى وقف يلتقط أنفاسه أمام  الباب من الخارج  يتمتم بكلمات. 
ـ بسم الله الرحمن الرحيم  جنيه جنيه المايه  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إيه المكان العجيب ده ياربي أقسم بالله  إيديا يطولوا اللي جبنا لهنا لما ربيته على عملته دى مبقاش زين الغمراوي.

ينظر إلى أعلى يستمع لصوت يضحك ويشير عليه، يحدثه من بين ضحكاته،  ويتوعده  زين بأن يؤدبه على ما يقوله. 

_ هههه عفريت بعيون خضرة ههه زين الغمراوي مدير شركات الغمراوي  على سن ورمح  بقى عفريت بعيون خضر فين جدي يشوف أسد العيله وكبيرها خايف من عيلة صغيرة وبيقول عليها جنيه الميه. 

ـ  زين بعصبية وصوت  متوتر بعض الشئ يحاول أن يجمع شتاته : حازم اخرس خالص مش عايز أسمع صوتك،  مش كفاية كل اللي إحنا فيه بسببك، و بسبب استهتارك وأنصحك خليك مكانك عشان لو إيديا  مسكوك مش هيحصلك كويس. 

حازم:  ههه مش قادر هههه شكلك مسخرة وإنت بتجري  أول ما شفت البنت الا هي راحت فين صحيح دي  إختفت. 
ليبلع ريقه بخوف ويسرع بالهبوط من على درجات الدرج محاولا الثبات حتى لا يتخذه  الجميع سخرية.

زين يتلفت حوله  بخوف جالي، وجسده بداء بالتعرق  يشعر ببرودة أوصاله، يسرع بضرب الباب بجسده يحاول فتحه دون جدوى، ليبتعد قليلا يبحث عن شئ يكسر به قفل الباب 
يبعد خطوات قليلة عن باب المنزل  ينظر يمين ويسار وينحني يلتقط  فأس صغير وجده بجانب المنزل يسرع بالعودة  يرفع الفأس وبقوة يهوي على القفل يكسرة ليقع أرضًا أثر صراخ  حازم الذي فتح الباب على مصراعيه . 
محذرا إياه من أحد خلفهم. 
ـــــــــــــ
تهرول وهي تنادي على شقيقتها بصوت غير واضح تتمتم بكلمات غير مفهومة.
ع ع عفريت بعين خضراء عفريت المياه، جنات جنات. 

تقترب منها شقيقتها تحدثها بسعادة وفرحة عند سماع صوتها؛  تكور وجهها بين يديها تنظر لها بحب وحنان أخوي  وبعين دامعة تحدثها. 

جنات _ جنه انتي رجعتي  تتكلمي زي الاول انا مش مصدقه  نفسي  الحمدلله  يارب الحمد لله   قد ايه بابا الله يرحمه كان هيفرح برجوعك تكلمي مرة تانية. 

تفتح عينها وتهز رأسها وتذهل مما تسمعه لثوان معدودة وتخرج منها ضحكة عفوية، تضم شقيقتها تربت على ظهرها تحاول تهدئتها بعد إجهاش ها في البكاء  . 
تصمت وتستمع لشقيقتها  وهي تشير لها على المياه، تحدثها بصوت مهتز. 
جنة: عفريت بعيون خضر يا جنات شفته شفته  عفريت عملاق وعيونه خضراء  بالمياه  طويل أوي طول الشجرة لتصمت وصوت بكاها غلب على صوتها تسحبها جنات تضمها. 

_ إهدي يا جنة يا حبيبتى متخافيش مفيش حاجه انا معاكي اهو   مفيش حاجه ظهرت ممكن بس بتهيألك فرع شجرة عايم على وش الميه ولا حاجه انتي  مالك مبلولة ليه كده و فين حجابك يا جنه إحكيلي ايه حصلك  .

جنه تخرج من أحضانها وبصوت متحشرج من البكاء تقص لشقيقتها ماحدث 
أنا روحت أشوف الحوض القبلي  المايه وصله ليه ولا لا  زى ما قولتيلى  خلصت وانا ماشيه   بعدل حجابي على شعري معرفش ايه حصل  لقيت نفسي وقعة بقناة الري ومحستش حصل اية كأن اتخبطت فى حيطة مشفتش حاجه غير وانا المياه مغرقاني  والحجاب عام مع الماية وقفت بسرعه الحقة وببص عليه لقيت واحد نايم على ظهرة على المية وعمال يلعب فيها بيده، ولما صرخت وقف مرة واحدة  
لقيته  طويل وعيونه خضر،  نفس وصف العفريت اللي  بابا دايما كان بيقولنا عليه  وإحنا صغيرين. 

جنات تربت على كتفها:  متخافيش يا حبيبتي  إهدي خالص، مفيش عفاريت ولا حاجه  بابا الله يرحمه  كان  بيخوفنا بس عشان منجيش الأرض وهو مش معنا، تبتر كلامها و
تشير لها بالصمت وترفع يدها لأعلي  تلتفت جنة لما تشير إليه ترتجف وتتمسك بجنات التي أشارت لها بالصمت وتهمس لها بأن تتبعها، دون أن تصدر اى نفس وهم يرون الواقف على سطح المنزل ينظر إلى أسفل يحدث أحد. 

جنات بهمس:  ده مش عفريت يا جنه دول حراميه بيسرقوا بيت خالتي أحلام،  تنحني تمسك عصا خشبية سميكة بيدها تلتف إلى شقيقتها تشير لها بعينيه وتضع  إصبعها على فمها  
بأن لا تصدر أي حركة وتظل مكانها، لتهز جنة راسها بالرفض، لتخطو جنات تجاه  المنزل تلتصق بجانب المنزل وبجوارها جنة تفعل كما تفعل شقيقتها تسير بمحاذاة المنزل حتى إقتربت من الباب الأمامي  لـ تباغت الواقف أمام المنزل 
تزامنًا مع كسرة لباب المنزل صراخ أحدهم  يفتح الباب على مصراعيه يسقط الأول أرضًا ويتلقى الأخرى الضربة مكانه  

ويسقط أرضًا متأوها يضع يده على جبهته ويغشى عليه وهو يرى دماء تتدفق من جبهته. 

تتسمر الفتيات مكانهما دون حركة  وسط صراخ أحدهم لهم. 

زاهر لم يعد يتحمل الوقوف هرول تجاه المرحاض بعد أن فقد كل ذرات تحمله  ليخرج بعد قليل يكتم فمه بيده يحاول أن يخفف شعوره بالغثيان، ليقف لثوان معدودة ويهرول تجاه الباب وهو يرى شقيقة ممدد على الأرض وبجواره زين وحمزة يحاولوا إفاقته. 

يقترب منهم ينحني بجزعه يرى تدفق الدماء من جبهت شقيقه 
ينزع قميصه ويكوره  ويكتم به الدماء ويصرخ بحمزة بأن يساعده بحملة ويدخله داخل المنزل. 

زين يلتف تجاه الفتيات  يبتلع ريقه بصعوبة وهو يرى نسخة مطابقة  لنفس الفتاة  نفس الطول والملامح والعيون الزرقاء   مع اختلاف واحدة ترتدي حجاب وأخرى لا،  يقف  دون حركة  غير قادر على  نطق كلمة  يستمع لصوت زاهر ينادي عليه من داخل المنزل ولا يستطيع أن يرد عليه 
يبتلع ريقه مرات متتالية وعينه لا تتزحزح من مكانها،
ينتفض فزعا ويلتفت بطرف عينه مع وضع أحدهم يده على كتفه من الخلف، يشير على الفتيات وهو يستمع لحديث من يكلمه.

زاهر: زين إنت مجنون يا بني  إزاي تضرب حازم بالشكل ده، عمل ايه خلاك تفقد أعصابك بالشكل ده.
زين يشير تجاه جنة وجنات  ويعاود الاشارة الى نفسه يهز رأسه ويتحدث بصوت يكاد يسمع.

زين: أنا معملتش حاجه  دي  دي بسم الله الرحمن الرحيم ال واقفة قدامك دي.
زاهر يتركه ويتجه إلى الفتيات  يحدثهم بغضب وصوت مرتفع._ انتم مجانين  ضربتوه  الضربة الغبيه دي ليه. 
جنات تحاول تجمع شتاتها وتظهر قوتها:  جن لما يلخبطك إحنا مكناش نقصده هو تشير على زين إحنا كنا نقصد ده والأخ التاني هو اللي عمل ذكي وأخذ الضربة مكانه. 

زاهر:  وفرقت ايه ده من التاني عملولك ايه لكل ده. 
جنات:  حرامي بيكسر قفل الباب  ايه هنسمي عليه ولا هنشجعه. 

يسرعوا جميعا تجاه المنزل مع مناداة حمزة لهم بصوت مرتفع أرعبهم، يسرع زاهر تجاه شقيقه يحاول إفاقته. 

جنات اقتربت منه بخوف تتحدث اليه: حصلة اية مات.
زاهر: يلتفت لها إنتي اجننتي ايه اللي بتقوليه ده. 
جنات: بخوف بص يا كابتن  في مستشفى  قريبة من هنا ربع ساعة بالظبط ونكون فيها  شيلوه وانا هجيب العربية  ونطلع قوام على المستشفى .

زين  :  عينه على الواقفة على بعد أمتار من المنزل  تغمض عينها مع تعامد الشمس عليها، تجذب ملابسها الملتصقة من الماء على جسدها بيد وبيد الأخرى تلملم شعرها الذهبي الملتصق بوجنتها تحاول وضعه خلف أذنيها ليعود كما هو 
من كثافته، يدلف للداخل مسرعا يبحث بعينه مكان مبيتهم 
لتقع  عينيه على ما كان يبحث عنه يسرع   بفتح حقيبته ويخرج منها شئ ويعاود الخروج من المنزل يجوب بعينيه لا يرى أحد ليسقط ما بيده ويهرول لداخل المنزل يرتد فزعا متلعثم  يتمتم  بكلمات غير واضحه يفرق عينيه ويعاود بفتحها   وهو يرى  التى تقترب منه، يبتعد عنها وهي 
تخطو تجاه الباب.

زين: بسم الله الرحمن الرحيم   سلامًا قولا من رب الرحيم بسم الله بسم الله  ياربي  إيه اللى بيحصل للواحد ده هي دي إنس ولا جن  و دخلت امتى 
أنا خلاص  قربت اتجنن  مرة بشعرها ومرة  بحجاب،   هم اتنين ولا واحدة  أنا متأكد إنى شفتهم إتنين من شوية، فجأة  بقت واحده   كانت وقفه قدامي بشعرها دخلت و خرجت ملقتهاش  دخلت لقتها قدامي لو هم إتنين راحت فين التانية و مين  اللي وقفه قدامي بحجاب هي نفسها ولا نسخه تانيه منها ، ينتفض  ويقفز فزعًا مع ربت أحد على كتفه من الخلف،  ليضع يده على صدرة  يهدئ من روعه وهو يستمع إلى من يتحدث معه عينه على الباب غير قادر على الرد . 

حمزة: زين مالك يا بني واقف كده ليه ايه جرالك 
يضع يده على فمه وأنفه. 
ايه الريحة المقرفة  دى افف، ادخل  غير هدومك يا بني هتبرد وأصرف في راحتك دي. 
ينظر إلى شقيقه وحالته الغريبة وملابسه الرثة والمبللة بالماء  يربت يديه ببعضهما يحدثه وهو يرحل مغلقا الباب خلفه. 

لا إنت حالتك غريبه  رد يابني ساكت كده ليه، على العموم  أنا هروح مع زاهر المستشفى  نطمن على حازم  يلا سلام. 

تخرج جنات مسرعة تنادي على شقيقتها وتبحث عنها بأحواض الزهور تهرول باتجاه إحدى الزوايا  بالمشتل تجد شقيقتها تجلس متقوقعة على حالها.

جنات: جنة قاعدة كده ليه.
جنة بصوت ضعيف:  انا قاعده في الشمس  لحد هدومي ما تنشف.
جنات: لا كده هتاخدي برد وصدرك يتعب، أنا خلاص قفلت ماكينة الري البسي عبايتك  وشالك  وروحي البيت غيري واشربي حاجه سخنه، انا  هاخد  العربيه  والجدع اللى ضربته  أوديه على المستشفى. 

جنة:  لا متسبنيش لوحدي أنا مش هقدر اروح لوحدي  ولا هقدر أفضل هنا. 
جنات:  خلاص البسي عبايتك بسرعة على ما أجهز  العربية 
والبغل. 

ـــــــــــ
يقف مسند شقيقه بيده بعد  خروجهم   يتركه  حمزة يطمئن على زين لحين قدوم الفتاة بالعربة كما أخبرتهم، تجحظ عيناه ويفتح فاه بصدمة وهو يرى العربة التي أخبرتهم عنها الفتاة  
يهز راسه بعدم تصديق يلتف لمن يضحك خلفة بصوت عالي جدًا، ويعاود النظر تجاه الفتاة وإلى العربة يحرك راسه  يمين ويسار بغير تصديق وهو يرى عربة حديدية صغيرة  لها جوانب حديدية و يجرها بغل كبير. 

ا تشير له بان يضع شقيقه داخل العربة، وتحثه على الإسراع  للحاق بالطبيب، وتهبط من العربة تنهر الذي يقف يضحك دون أن يتحرك من مكانه..

الفتاة: إنت يا استاذ واقف كده ليه اتحرك بسرعه الجدع دمه هيصفي ركبه العربية بسرعه  عشان نلحق الدكتور قبل ما يمضي ويمشي، وإنت يا استاذ بدل ما حضرتك عمال تضحك عمال على بطال  تعال ساعد الجدع يطلعه على العربية.
حمزة  هز رأسه وساعد زاهر وحملوا حازم يضعونه في العربة ويصعد حمزة ويضع رأس حازم على قدمه وهو لازال يضحك يشير إلى زاهر بالصعود جواره.  
زاهر: نفسي اعرف جايب البرود اللي انت فيه ده منين. 

حمزة:  تتبدل ملامحه وتختفى إبتسامته  يحدثه باتزان:  اطلع يا زاهر إحنا في وضع  مش قدامنا غير الرضا بالأمر الواقع 
معدش في رفاهية  الإختيار، وياسيدي اعتبر انك نايم وبتحلم. 

زاهر بحدة:  ده مش حلم ده كابوس  ياحمزة كابوس بشع أنا مش قادر أصدق إن في ناس كانت عايشة في البيت ده. 

جنات:  مش يلا بينا بقى يا استاذ هتركب تجي معانا ولا لا معتش وقت مش هنلحق الدكتور.
زاهر يتنفس بضيق يومي برأسه  ويصعد يجلس بجوار حمزة دون أن ينطق بكلمة،  تنطلق جنات بالعربة بعد صعود جنة جوارها  بعد وقت قليل وصلوا أمام وحدة صحية  ترجلت جنة وجنات من العربة وأشارت لهم بحمل حمزة والقدوم خلفها تدلف داخل الوحدة تبحث عن أحد تسأله عن مكان الطبيب  لا تجد سوى ممرضة  تخبرها  برحيل الطبيب  
تخرج لهم تخبرهم برحيل الطبيب، يخبرها زاهر بأنه طبيب 
تنظر له من أعلى لأسفل بعدم تصديق،  يكور زاهر يده  بعصبية يتحدث من بين أسنانه محاولا تمالك نفسه. 

زاهر:  شيل معايا يا حمزة ندخله  اوضة الكشف، لو وقفت ثانيه كمان ها ارتكب جناية. 
يحمل حمزة وزاهر حازم يدلفون داخل الوحدة يبحث بعينيه عن غرفة الكشف يسرعوا تجاهها يضعون حازم على فراش صغير متهالك، تأتي الممرضة تنهرهما على دخولهم الغرفة يلتفت لها زاهر يحدثها بعصبية ويطلب منها إحضار ما يلزم لخياطة الجرح وتعقيمه. 

بعد وقت انتهى زاهر من خياطة جرح حازم،  بمساعدة الممرضة  المذهولة من خفة يده وبراعته في قضب الغرز 
، يطلب منها مجموعة من الأدوية المسكنة لا يجدها متوفرة تخبره بأنها من الممكن إيجادها في صيدلية  البلدة، يتلفت حولة لا يجد حمزة يخرج زاهر يبحث عنه لا يجده يقترب من الفتيات يسألهم عن مكان صيدلية البلدة،  تسأله جنات
لما يسأل يخبرها بأنه يريد احضار مجموعة من الأدوية والمحاليل الطبية،  تطلب منه إخبارها بأسمائها وأنها سوف تحضرهم له ينظر لها نظرة ساخرة ويحدثها باستهزاء. 

زاهر:  هههه اقولك الأسماء وإنتي تجبيها  طيب   هتعرفي تقولي إسمها، قولي أكتبها لك. 

جنات بعصبية:  بقي انت يا دكتور الحيوانات بتتريق عليا انا، انت فاكرني جهلة  ،  اللي واقفين قدامك دول معاهم بكالوريوس زراعة  بدرجة إمتياز. 
زاهر ينظر لهم بذهول والي ملابسهم ويلتف ينظر للعربة يهز رأسه بعدم تصديق،  يشير لهم بطرف يده مستنكرًا كلامهم. 
_  بكالوريوس وامتياز انتم طيب الواحد يصدقك ازاي. 
_ جنه بصوت هادئ مهتز:   قصدك ايه  اننا بنكذب. 
زاهر:  الحقيقة كلامكم مش راكب على اللي شايفه قدامي،مش باين عليكم متعلمين أصلا،مش معاكم بكالوريوس وبإمتياز.
جنات: امال باين علينا إيه إن شاء الله ومين انت عشان تصدق يا دكتور البهايم إنشالله عنك ما صدقت،  عارف انا الغلطانه عشان بكلم مع واحد زيك  . 
ينظر لهما و يتركهما واقفتين ويدلف للداخل، ليتوقف قليلا ويضحك باستهزاء على كلامها ويدلف الى  غرفة الكشف يجد حازم فاق. 
جنات بعصبية:  هتيجي لحد عندي و مش هساعدك غير لما تعتذر.

زاهر:  حمدالله على سلامتك يازوما. 
حازم:  دماغي وجعاني قوي يا زاهر وعنيا مش قادر أفتحها من الصداع. 
زاهر: اكيد لازم تحس بشوية ألم أنت أخد ضربة جامدة على راسك.
يلتفت للممرضة  الصيدلية بعيدة عن هنا.
الممرضه: ايوه  ساعة  الصيدلية في قلب البلد متوهش جنب  مسجد البلد. 
زاهر:  ساعة  مشي من هنا سهله خدي بالك كويس منه لحد ما أرجع.
الممرضة مشي ايه حضرتك  ساعة دي بعربية  توكتك    لو مشي قدامك ساعة ونص ساعتين،  حضرتك شكلك غريب بدل ما تتعب نفسك  المهندسة جنات  قولها على الأدوية وهي تجيبها وترجع. 
حازم بألم:  آه دماغي هتنفجر من الوجع مش قادر استحمل شفلك حل يا زاهر. 
زاهر:  حاضر حاضر اصبر شويه  هنرجع البيت ونشوف حل ما أنا لا يمكن أعتذر للبتاعة دي.
حمزة يقف عند باب الغرفة:  أهلا عبدالرحيم باشا. 
يلتفت له زاهر وحازم يرفع عينه تجاه بصعوبة. 
زاهر:  فين جدو؟ 
حمزة:  يشير على زاهر حضرتك عبدالرحيم باشا شكلا وموضوعا، نفس الاسلوب ونفس طريقة الكلام  ومش بس جدو لا عمتو زينه فولة واتقسمت نصين، بدل ما تشكر البنت على   مساعدتها لينا لا تستهزء بها  وتسخر منها، للأسف يا زاهر كل يوم بتثبت ان مبادئك غير أفعالك زي ما تيته بتقول الطبع غلاب وحضرتك الغرور والعنجهية  جزء من شخصيتك،  أنا خارج أعتذر للبنات على تعبهم معانا. 

حازم بتعب:  حمزة عنده حق يا زاهر انت أوقات غرورك بيخليك تدوس على مشاعر اللي حواليك،  أنا صحيح مش فاهم حمزة بيتكلم عن مين  بس لو انت غلطت اعتذر. 

زاهر ينظر لي حمزة وهو يرحل يضرب يدة بباب غرفة الكشف  ويرحل خلفه يقف متسمرا وهو يرى حمزة يهرول خلف الفتيات بعد رحيلهم  تاركين العربة  أمام المشفي،  يقف ينظر لـ حمزة وهو يتحدث مع الفتيات ويعود وحيدًا يقترب منه يرفع كتفيه ويهز رأسه بأسف  ويدلف للغرفة  تاركة يقف يوزع نظراته بين الفتيات وهم يبتعدوا وبين العربة يلتفت على صوت الممرضة  تتحدث مع حمزة تطلب منهم الرحيل لاقتراب موعد مغادرتها،  يخرج حمزة وهو يساعد حازم  بعد شكرهم للممرضة، واقترابهم منه يحدثه حمزة بسخرية. 

حمزة:  إتفضل يا دكتور زاهر سوق بينا  حضرتك العربية لان انا هاسند حازم عشان ميتعبش. 

زاهر: نعم  ودي بقي هتساق ازاي والهانم أخدت الحمار ومشيت. 
حمزة:  أولا ده بغل مش حمار، ثانيا  حضرتك زي ما كنت السبب في زعل البنات وخليتهم يمشوا  يبقى انت ال تسوق العربية وتوصلنا. 

حازم: انا مش قادر أقف على رجليا ودماغي هينفجر من الوجع ممكن تشوفوا حل بسرعه. 

حمزة:  مقدمناش غير حل من اتنين يا تركب العربية دي وزاهر يشدها لحد ما نوصل البيت يا إما نمشي على رجلينا لحد البيت ونستريح بالسكة. 

حازم:  يبني أنا مش قادر أخطي خطوة وحده  تقولي أمشى. 
حمزة:  هم دول الحلول اللي قدامي. 
زاهر:  نمشي نمشي لكن أنا استحالة اعمل آل بتقول عليه 
واكون بديل الحصان أبدًا. 

حمزة:  بغل مش حصان  أصلها بتفرق. 
زاهر بغيظ  يقترب من شقيقه يقف أمامه يشير له وهو يحدثه. 
_ تعالي هشيلك على ظهري شويه وابدل انا وحمزة،  ومش عايز حد فيكم يكلم كلمة وحده مفهوم يلا يا حازم مش هنفضل اليوم كله واقفين،  يستجيب حازم ويصعد على ظهر زاهر يحاوط رقبته بيده  ويسيروا في نفس طريق قدومهم للمشفى، بعد سيرهم مسافة طويلة وقفوا يلتقطون أنفاسهم  يطلب زاهر من حمزة حمل حازم ليوافق حمزة على مضض و يكملوا طريقهم حتى وصلوا أمام المنزل يروا سيارة تقف أمام المنزل يدلف زاهر أولا فور تأكده من هوية السيارة يقف 
دون أي مقدمات ينقض على الجالس مع زين يلكمه بضربات متتالية. 
_______
يسقط من يدها ما تحمله تضع يدها على قلبها تشعر بنغزة قوية اخترقت قلبها ودوار داهمها وتستند على الحائط جوارها تستعيذ من الشيطان، مما جال بخاطرها، يقترب منها بخوف فور سماعه ما سقط من يدها يربت على كتفها يهدئها ويحاول معرفة ما أصابها. 

عبدالرحيم:  في ايه يا زهور تعبانه اتصل على حسن يجي يكشف عليكي. 
تومي برأسها  بالرفض تنطق بصوت مهتز وعين دامعه. 
زهور:  مش عارفه يا عبده قلبي اتقبض مرة وحدة وحسيت 
إن ولادي بخطر. 

عبدالرحيم:  استعيذي من الشيطان الرجيم  الولاد بخير أنا لسه قافل مع زيدان طمني عليهم والولاد بالبلد اطمنت من العمدة عليهم، وزهروان سمعتي صوتها بنفس هي وغادير 
ايه اللي جرالك. 

زهور الجده:  مش عارفه  في حاجه  طبق علي نفسي 
حاسة في حاجه  حصلت لحد من الولاد مش عارفه مين فيهم بس هو مين مش عارفه احدد. 
_ قومي استعيذي وصليلك ركعتين إن شآء الله  تهدي بعدهم. 

وأنا كمان  هصلي معاكي وندعي ربنا ينجيهم من أي شر يقرب منهم. 
أومت رأسها  بالموافقة وشرعوا بصلاتهم، وبعد وقت من دخولهم في الصلاة صدح هاتف عبدالرحيم بالاتصال   ولا يتوقف من الرنين ليجيب عليه فور تسليمه من الصلاة  ليقع الهاتف من يده وهو يستمع لما يقوله الطرف الأخر. 

تقترب منه  بخوف تحدثه بهلع:  ولادي حصلهم ايه يا عبدالرحيم  إلا إتصل بيك قالك ايه  . 
عبدالرحيم  :  مصيبة يازهور مصيبة زهروان متهمة بقتل عاصم جوز زينه وللأسف البوليس قبض عليها هي وغادير وزايد وهم راجعين الفندق. 

تضع يدها على فمها بصدمه  تهز رأسها مستنكرة مما تسمع 
تتكلم بتقطع. 
_ مين اللي  بلغك بالكلام  ده و زهروان  تعرف  عاصم منين  . 
_ مش عارف مش عارف يازهور  ولا فاهم حاجه   اللواء أشرف  اللي  بلغني، أنا لازم أصرف في المصيبة دي  مفيش وقت للكلام لازم أتصل على المحامين  وأروح  ليهم القسم. 
قبل ما يتحولوا للنيابة، هتصل بيكي اول ما أعرف حاجه. 

_ هو انا هصبر لحد ما تتصل رجلي على رجلك،  وبلاش ترفض  لاني بيك من غيرك هروح اطمن على ابنى وبنات ولادي. 
تخطو تجاه  الباب وهو خلفها ، بعد وقت ليس بقليل وصلوا إلى مقر قسم البوليس يجدوا زايد وغادير جالسون وبجوارهم تجلس أحلام ويحيى وهناك شخص أخر يقف على بعد خطوات منهم تتجه ناحيتهم  وقبل أن تسأل فتح الباب وخرج 
شخص مكبل بالاصفاد وأخر يجذبه من رسغة   ويغلق الباب مرة أخرى  ينقض عليه زايد ولكمه  لكمة قوية  سقط أرضا قبل أن  يعاود الانقضاض عليه يتجمع مجموعه من العساكر الموجودين بإبعاد زايد الذي يسب ويصرخ  به. 

يقترب عبدالرحيم بخطوات ثابتة تجاه زايد  يعتذر من  العسكري  الممسك به  يحدثه ويطلب منه تركه بعد تأكيده تعهده  بعدم  المساس بذلك الشخص ،  زايد ينظر لوالده  بخجل وينكس رأسه لأسفل ويسحبه والده يضمه يربت على كتفه و يحدثه ويبتعدوا عدة خطوات. 

عبدالرحيم بصوت أجش مملوء بالحزن:  متعتبرش الكلام اللي هقوله ده لوم أو عتاب  زهروان قصرت ليه في حمايتها 
مع اني متأكد  إنك حاولت لكن  تقصيرك واضح  في نظرة الخزي اللي في عنيك ده أولا. 
ثانيا: زهروان  ايه وصلها لعاصم، وايه وصلها خلها تقتله. 
ثالثا:  عماد علاقته ايه بالموضوع  وليه ضربته!؟ 

ـ يستأذن والده بالجلوس لم تعد قدماه تحملانه  يقترب من الدرج يساعد والده بالجلوس ويجلس بجواره ، يبدأ بسرد كل ما حدث حتى ألقي القبض عليهم وبصوت متحشرج من البكاء. 

زياد:  عندك حق يا بابا أنا خذلتك وخذلت عهدي بحمايتها لسلسبيل امها، بس اقسملك  لو عاصم كان لسه عايش كنت قتلته بإيديا دول صحيح  معرفش حصل ايه  ومين قتله زهروان ولا حد تاني، بس عاصم انا وانت عارفين حقارته وخسته.
عبدالرحيم: إحكيلي كل اللي حصل وازاى اتقبض عليكم!؟

زايد يقص عليه منذ تركه مستشفي حسن حتى إلقاء القبض عليهم. 
زهروان عرفت بموت سلسبيل  وانهارت  فضلت تسأل أسئلة فوق احتمالي رجعتني اصعب لحظه في حياتي لحظة موت سلسبيل مقدرتش أتحمل حسيت روحي  بتتسحب مني 
محستش بنفسي غير وغادير جنبي بتفوقني  بعد شوية فؤقت قدرت اتحمل أسئلتها  والحاحها،  حكيت ليها جزء من اللي حصل،  للأسف  انهارت وفضلت تصرخ وتطلب من أمها تسامحها  وانا وغادير بصعوبة قدرنا نهديها ونخرجها من المدفن وكنا في طريقنا للبيت عند ماما هي صممت  نرجع الفندق واحنا على الباب  اتقبض علينا. 

عبدالرحيم  : وعلاقة موت عاصم بى زهروان ايه، وليه ضربت عماد. 
زايد:  معرفش معرفش مين قتله أنا لما دخلت كان مرمي على الأرض  ملحقتش ادخل الشقة سمعت حركة وصوت برة الشقة  طلعت  لقيت زهروان  نزله السلم بتبكي جريت وراها ومعرفش حصل ايه  قبل ما وصل، بس لما وصلنا هنا عرفت من المعلم يحيى انهم عرفوا من البنت جارتهم  اللي طلبة عاصم منها  ونقطة ضعف زهروان،  ولما وصلو  لقوا عاصم غرقان في دمه وشنطه سلسبيل على الأرض،  وعماد  هو اللي منعهم في البداية يشلوها من مكانها بس الدكتور أحمد  اتخانق معاه وضربة  وانا كنت طالب من واحد مكلفة يراقب عاصم يبلغ اللواء أشرف  ويحصلونى  على شقة عاصم وهناك اتقبض عليهم  كلهم وعماد الحيوان هو اللي بلغ عليا انا وهي  واتهمنا بأننا قتلتا عاصم. 

عبدالرحيم:  وليه يقول كدة و زهروان  ليه تقتله.
زايد:   للأسف   زهروان  ساكته مش بتنطق  ومعرفش حصل  ايه  وليها دخل ولا لاء 
عبدالرحيم: عاصم وكلنا عارفين قذارته  وأكيد نهايته كانت متوقعه     …  يصمت يعتصر يديه   تفتكر زهروان هي اللي عملتها. 
زايد:  معرفش رافضه تتكلم  ساكته  حاولت معاها وغادير وأحلام منطقتش بكلمة واحده  حتى اللواء أشرف ادخل بنفسه وحاول يفهمها خطورة الموقف ومفيش  فايدة  ساكته  ،  والضابط المسئول عن التحقيق  خرجنا كلنا وبداء باستجواب كل واحد فينا لوحده،  المحامي  معها بيحضر التحقيق. 

عبدالرحيم  :   فعلا لو كان اللي في دماغي هو اللي حصل وعاصم حاول يعتدي عليها  فأكيد  برافو عليكي يا زهروان   إنها قتلته وحافظت على نفسها ومقدرش يلمسها  . 

زايد: حضرتك بتقول ايه  دي لو ثبت  عليها  .
عبدالرحيم: مقاطعة  إستحالة  تأخد دقيقة حبس في الكلب ده  ، كانت بدافع عن شرفها،  وأنا لا يمكن  أسمح  إنها تتحبس  حتى لو أنا اعترفت على نفسي إني قتلته. 

_   زايد:  ياريت يابابا كان ينفع حاولت أعمل كدة للأسف 
كلامى منافي للواقعة،  نص الحقيقة عند زهروان والنص التاني  عند عاصم والقاتل الحقيقي،  وعماد  لو كانوا سابوني عليه الخاين ده كنت طلعت روحه في إيديا. 

عبدالرحيم:  أنا مش  هفضل قاعد كده ومش قادر أحمي عائلتي  ،  لازم أدخل  بأي ثمن  ل زهروان  اطمنها 
بأننا معاها ووثقين فيها،  أنا هتصل باللواء أشرف أطلب منه 
يساعدني. 
زايد:  لو على الدخول  سهل جدٕا  حضرتك تدخلها  بس ياريت تقدر  تقنعها تتكلم،  زهروان مستسلمة أوي. 

يقفا مسرعين وهم يرون التي  تقف أمامهم. 
ــــــــــــــ
تقترب ببطء تجلس بجوار غادير  وأحلام  توزع النظرات فيما بينهما تلقي بسؤالها  لى كلتيهما. 

زهور الجدة:  حصل ايه  بالظبط كل وحدة فيكم تحكي  لي  حصل ايه. 

غادير تلتفت لجدتها  بعينها الدامعه  تحدثها بصوت يغلبه البكاء وشهقات تخرج مع كلماتها    تقص ما حدث منذ تلقيها اتصال هاتفي من عمها زايد واخبارها  بأن تحضر ل مدفن العائلة  . 
غادير:  عمو زايد إتصل عليا قالى أجي ليه  على المدفن جنب مدافن العائلة   وقال محتاجني موضوع مهم جدا،  وبالفعل قدرت اخرج من غير  ما حد من العائلة يأخذ باله  ووصلت بعد منهم على طول،   دخلت المدفن لقيت 
زهروان بضم قبر وعمو زايد قاعد قدام القبر.

لتقص  كل ما سمعته من كلمات زهور ورد زايد عليها:  زهروان فضلت تصرخ في عمو زايد وتقوله  ليه لما  قبلتني قدامك الفندق ناديت عليا بسلسبيل وانت عارف إنها ميتة،  عمو فضل يقولها على اللي حصل  من يوم وفاة عمو زياد وهروب امها لحد رجوعها بعد كام يوم  تسأل علية وقد إيه انهارت وقت ما عرفت بموته و مقدرتش تتحمل الخبر وماتت في الحال، وزهروان انهارت تماما  وعمو زايد بيحكلها عن وصية امها انها تدفن جنب عمو زياد وانه اشترى المدفن ده وراء مدفن عمو زياد عشان ينفذ وصيتها  وانه فضل سنين يدور عليها  ومعرفش يوصل ليها، ولما سألته  ليه  لما شفها نادي عليها وقلها سلسبيل  وهو دفنها بيده، قلها انها شبها أوي ولما عينه وقعت عليها كان فاكر انه بيتهيأله  لأن اليوم ده كان ذكرى وفاتها.  

تلتفت تجاه غادير تسألها بصراخ وتهب واقفة توقف غادير من جلستها  تهزها بعنف . 
أحلام:   سلسبيل مين اللي ماتت ايه ا اللي بتقوليه ده  ساكته ليه  انطقي سلسبيل ماتت امته وازاي انطقي . 
يحيى يقترب من أحلام يحاوطها بيده يبعدها عن غادير وسط صراخها. 
يحيى: إهدى إهدى يا أحلام. 
تلتفت له بغضب:  مش سامع  يا يحيى بتقول ايه. 
يحيى يسحبها لحضنه  يربت على ظهرها لتتمسك بملابسه  من الخلف تبكي بحرقة وهي تتحدث. 

أحلام:  ماتت يا يحيى  سلسبيل   ماتت ماتت عشرين سنة  وهي ميته والكل ينهش في لحمها  كل يوم في العشرين سنة دول وأنا بلعنها   ،  ياما صليت ودعيت عليها فاهم يعني ايه تلعن وتدعى وتفتكر إنها رمت بنتها   وآه من بنتها  ووجع قلبي عليها وعلى  وجعها وحسرتها  ، ياما حلمت باليوم اللي  هتقابل ابوها وامها فيه، الاتنين تتحرم منهم الاتنين يطلعوا ميتين ليه بس كده ياربي البنت المسكينة دي ذنبها ايه آه يا قهر قلبي عليكي يا سلسبيل آه على بختك وعلى اللي جرالك يا بنتي. 

تفلت ملابس يحيى تبتعد عنه تجفف دموعها  تجوب بعينها 
لتقع على ما تبحث عنه، تخطو بخطوات مهرولة لتقف على بعد خطوة من الدرج تصرخ به. 

أحلام:قلبك ايه يا أخي حجر مبتحسش،  بكل بجاحة  تأخذ الغلبانه زهور على  قبر امها  
من غير لا شفقة ولا رحمة بها،  روح منك لله ربنا يأخد حق البنت منك، وسلسبيل قلت ليها ايه خلها ماتت مقهورة   من غير حس ولا خبر قتلت   القتيل ومشيت  في جنازتها ولا دفنتها من غير جنازه ولا صلاة ع
ليها  بسببك مش بس سلسبيل ماتت  لا قتلت أخر أمل 
للبنت ياعالم هي دلوقتي بتفكر في ايه  ولا حالتها ايه، لو جرلها حاجه  ذنبها  في رقبتك. 

يحيى يجذب أحلام من يدها يبتعد بها عن مكان تجمع  الجميع وبعض  المارة في داخل القسم  تبتعد وهي تشير له. 
منك لله  لو حصل حاجه لزهور  هتكون بسببك. 
يحيى:  أحلام خلاص لا المكان  ولا الزمان ينفع  ، وبطلي كلام سلسبيل  الله يرحمها عند اللي أحسن من الكل، خلاص وربك غفور رحيم،  وإهدي  يا أحلام  ادعولها بالرحمة وادعى لزهور  ربنا ينجيها من اللي هي فيه. 

أحلام:  زهور آه على زهور واللي بيحصل ليها يا قهر قلبي  ملحقتش تفوق من صدمة موت أبوها تجلها القاضية موت أمها. 
تصمت أحلام و تسرع بخطواتها فور سماعها  حديث  أحد أمام غرفة التحقيقات. 

يفتح باب غرفة التحقيق يخرج منها أحدهم  يلتفت الجميع له 
تقترب منه زهور الجدة التي كانت تقف تتمسك بحفيدتها غادير تبكي على كلمات أحلام  . 
زهور الجدة:  إستاذ محمد خارج  لوحدك ليه  زهروان مخرجتش ليه معاك. 
المحامي: للأسف الأنسة رافضه تتكلم  نهائي، مهما كلمت معها  أو الضابط سألها مفيش أي رد فعل ليها  بتبكي وبس،  طلبت من حضرة الضابط يؤجل التحقيق  وخرجت  أسأل مين أكتر حد  تثق فيه  ممكن يخليها تتكلم. 

يبتعد عن الحائط المسند عليه غير عابئ بما يحدث من حوله 
من كلام أو صراخ يعتدل في وقفته فور سماعه لما يقوله المحامي  دون أن يتحدث خطي تجاه  باب غرفة التحقيقات 
وقف عند باب الغرفة  دق الباب ودلف وخلف أحد العساكر يحاول منعه ليشير الضابط القابع خلف مكتبه للعسكري بالانصراف مع كلمات المتحدث. 

_ أنا دكتور أحمد المغربي  تسمحلي حضرتك  اتكلم مع زهور لدقيقة واحدة بس. 

الضابط يقف مرحبآ  به غني عن التعريف دكتور احمد بس للأسف  احنا دلوقتى  بتحقيق رسمي ومش هينفع أي كلام وايضا ما صلة القرابة بينكم . 

أحمد:  كلامي معها هيفيد التحقيق  وكله قدام ساعتك هي دقيقة ومش هطول عنها. 
الضابط ينظر إلى زهور الجالسة بلا حركة  عينها على الحائط ودموعها تسيل بلا توقف:  للأسف من وقت ما بدأ التحقيق وهي على  الحالة  دى. 

أحمد اقترب من مكان جلوسها جثى على ركبتيه أمامها  بصوت حنون:  زهور بنتي أنا بابا، يقطع كلامه مع ارتطامها بأحضانه تبكي بنحيب كلماتها جعلت من بالغرفة 
يشعر بالشفقة عليها. 
زهور كما هي على حالتها دموعها تسيل  فجاءة  سمعت صوت قريب منها ارجعت بصرها تجاه الصوت  ترتمي بأحضانه تبكي بوجع  وصوت  متألم  تتحدث.

زهور: بابا أحمد .
أحمد: ايوة أنا يا زهور.
زهور تخرج من بين يديه تنظر له وعينها تكاد لا ترى وجهه من دموعها التي لا تتوقف وتحدثه بإنهيار:
  ماتت ماتت امي  طلعت ميته من عشرين سنة  ماتت واخر كلمة ليها  كانت بتنطق إسمي، ظلمتها، وانا كنت فاكراها رمتني وعايشه  حياتها  ونسيتني،  كنت بستعر من إسمها جنب اسمي، كل  لحظة  بلومها على حاجات ملهاش ذنب فيها كل ما حد يجيب اسمها قدامي او ينادي عليا باسمها كنت بلعنها 
كنت بكرها أكثر من كرهي لها، ياما اتخيلت مقابلتي ليها وأنا وانا بعتبها على كل اللي عشته بسببها وقد ايه أظلمت  وقد ايه بكرها.

تنظر لاحمد تحدثت بنحيب.: فاكر لما قلتلك مش مسمحاها ولو قبلتها هدفعها تمن السنين اللي عشتها بعار بسببها، كنت بكدب على نفسي  وعلى الكل أنا والله  كنت اتمنى اشوفها واحضنها تعرف كم مرة حلمت بحضنها ده ولا كلمة ماما قد ايه اتمنيت أناديها بيها، عارف يابابا انا حسيت بحنانها وانا بضم قبرها تتوقف عن الكلام  تضم يدها لصدرها يعلو صوت بكاها وتعاود الحديث بصوت متحشرج  حسيت بيها بضمني واديها محوطاني  سمعت صوتها بتنادي عليا وتقولي بنتي بنتي أخيرا جتني  صوتها وهي بتناديني لسه في وداني ،  دفي لمس قلبي  لأول مرة في حياتي  احس بيه  وأنا حاسه بيدها تحوطني  قد اية الام حنينه حتى قبرها بيبقى حنين على ولادها. 

تكمل حديثها  أنا عاوزة أروح ليها انام بحضنها  اللي اتحرمت منه  انا تعبت تعبت عايزة أرتاح بقي معتش قادرة الدنيا تجي عليا أكتر من كده  بانهيار أنا عايزة اموت عايزة اموت  وادفن جنبها موتوني أعدموني أنا مجرمه مجرمه أعدموني وادفنوني جنبها  .  

أحمد يجفف دموعه  ويهب واقفا يجذب زهور لتقف يهزها بعنف وبكل قوتة يرفع يده ويهوي على وجهها لتصمت وترتمي مرة أخرى بحضنه تبكي بقهر
:  انا مجرمة ظلمت  امي دعيت عليها احتقرتها كنت بجهر بكرهي ليها بس والله كان كل ده من برة قلبي والله كنت بحلم باليوم اللي اقبلها هي وابويا واشفهم قدام عنيا. 

أحمد:  زهور اسمعني دلوقتي اهدي انا حاسس بيكى و قد ايه انتي موجوعه  لومك لنفسك وقد ايه نفسك تقولي   كلام كتير  مش قادرة تعبرى عنه وعن اللي جواكي من وجع وحزن  عارف كل ده انا عشته لولا ربنا رزقني ودخلك حياتي مكنش زماني واقف قدامك دلوقتي  وبقيت أحمد المغربي الدكتور المشهور انتي بعد ربنا السبب في اني عايش، يابنتي انتي زمان قولتيلي ربنا بيدنا على قد ما بيحبنا وعلى قد أحنا مانتحمل الشيلة صحيح انتي تحملتي إلا محدش يقدر يتحمله في سنك او قد عمرك عشر مرات، بس مش معنى كدة تضعفي وضيعي نفسك وشبابك في  جريمة  معملتهاش. 

بنتي انا عارف ان صدمة موت والدتك مأثرة عليكي  مش مخلايكي تفكري  في اللي انتي بترمي نفسك فيه، لو فعلا بتحبيها وعاوزها ترتاح في قبرها   اتكلمي احكي اللي حصل 
سكوتك  مش معناه انك  بكده تعاقبي نفسك  بجريمة معملتهاش  عشان شعورك بالذنب تجاها يروح بالعكس انتي كده بتضيعي نفسك وبس ومش بتريحيها في قبرها، قولي كل اللي حصل  أكيد هي حاسة بيكي اتخيلي لو هي موجوده دلوقتي كانت هتتحمل تشوفك كده. 

زهور ببكاء توم برأسها  ياريتها كانت موجودة كانت حياتي كلها  اتغيرت. 
أحمد  :  إعتبريها موجودة  وقولي ليها كل اللي نفسك فيه واحكي كل اللي  حصل من وقت ما جيت الدنيا لحد  اللحظة دي. 
ينحني يلتقط كوب ماء على طاولة مكتب الضابط يقدمه لها ويساعدها في ارتشاف بعض قطرات ويساعدها بالجلوس وهو يهدئها  ويجلس بجوارها على أريكة في إحدى زوايا غرفة التحقيق . 
يشير للضابط بأن يدون ما تقصه وهو يسألها  يهمس  الضابط بعدم جواز ذلك فهو ليس قانوني ولا يعتبر تحقيق رسمي هو فقط سيستخدم روح القانون حتى تهدأ وبعد ذلك سيفتح تحقيق رسمي. 
زهور عينها تتبادل بين احمد والضابط تنصت لكل كلمة يتهامسون بها تغمض عينها تضم شفتها  وتبدأ تقص ما حدث. 
أحمد:  قولي يا زهور كل حاجه  ريحي  ماما خرجي كل اللي جواكي. 
زهور تجفف دموعها  تسحب نفس عميق تبلع ريقها  تلتفت لأحمد:  متشكرة لحضرتك  انا فعلا هتكلم  وأقول كل حاجه حصلت  مش عشان اخرج من القضية لا عشان اريح امي فعلا  اقدر اخرج من هنا عشان ارجعلها حقها من اللي ظلمها. 
ترفع عينها تجاه الضابط  انا هحكي كل اللي حصل يا حضرة الضابط  بس بعد اذنك خلي بابا أحمد معايا. 

الضابط: يجلس على مقعده يضغط على زر أمامه على المكتب يدخل عسكري يؤدي التحية العسكرية  يشير له الضابط ويحدثه   نادي يا بنى  للمحامي من برا، يدخل المحامي ويحدث الضابط العسكري الجالس بالقرب من المكتب  افتح يا بني المحضر  واكتب تاريخ اليوم والساعة 
ويبدأ التحقيق   وتدوين كل ما تقوله زهور. 

الضابط:  اسمك وسنك وعنوانك. 
:  زهور بنت سلسبيل. 
الضابط  :    اسمك يا أنسة. 
زهور:  قلت لحضرتك إسمي زهور بنت سلسبيل ده اسمي. 
الضابط:  يا أنسة  إسمك اللي في بطاقتك الشخصية  . 

أحمد يربت على يد زهور ترفع عينها تجاهه تهبط  دمعه وتغمض عينها وهي تنطق:  زهروان زياد عبدالرحيم الغمراوي، السن عشرين سنة ساكنه  في فندق زهروان المعادي حاليا قبل كده كنت عايشة…. 
الضابط:  ما هي أقوالك فيما نسب اليك من اتهام  بقتل عاصم الزيات
زهور: انا مقتلتوش مع اني كنت اتمنى أكون أنا اللي قتلته لانه فعلا يستحق القتل  بدل المرة مليون مرة. 
الضابط:  أفهم من كده  ايه ياريت تكلمي بوضوح احنا في تحقيق رسمي وكل كلمة بتتقال بتكتب فياريت توضحي  كلامك وقولي كل اللي تعرفيه. 

زهور تقص عليهم بداية من كلام هالة السكرتيرة حتي غلقه باب الغرفة عليهم ومحاولة الاعتداء عليها:  أنا  كنت واقفه عند الباب بخبط ونادي على حد ينجدني منه وبعد ما خلاص فقدت الأمل فجأة باب الأوضة إتفتح وقبل ما اقع على الارض ايد حد حمتني ولحقتني أقع وصوت  عاصم بينادي اسمها وبيقول. 

تعود بذاكرتها قبل ساعات،  زهور واقفه عند الباب بتخبط، وعاصم يقترب منها بابتسامة خبيثة بعد ان تحرر من قميصه واصبح عاري الصدر يحدثها. 
عاصم:  قلتلك متتعبيش نفسك الباب أنا خليت عماد يقفله من برة  ومش هيفتح غير لما أنا اديله الأوك بالهداوة كده تسكتي وبلاش تتعبي اديكي الحلوين دول بالخبط على الباب 
وصوتك وفرية بعد شويه اصل بحب اسمع الصراخ اوي.

تتعالى أصوات جرس المنزل  ينادي على عماد مساعدة يفتح باب المنزل بعد ثوان  توقف صوت جرس المنزل وعاود عاصم الحديث لها، وهي تستنجد بمن بالخارج  تلتفت بظهرها متسمرة أمام باب الغرفة  تحاول التفكير فى حل لما هي فيه فجأة فتح الباب المسندة عليه بظهرها لتشهق وهي تشعر بيد تسندها من الخلف تحميها من السقوط وقبل أن 
تلتف ترى من إقترب عاصم، منها يحاول جذبها له لتنتفض ويد ذلك الشخص تجذبها لتقف خلفه ليدور مشادة كلامية بينهم يصمت عاصم بعد أن رأى دخول فتاة من باب الشقة 
ينظر لها برعب.

عاصم: نهال انت عرفتي مكان الشقة هنا ازاي و.

تقاطعه نهال: اه يا خسيس  بقى ترميني مرة ثانية في المستشفى وتتفق مع الدكتور ميخرجنيش،  عشان تلعب 
لعبتك القذرة زي عادتك لما بتلوى دراع  حد،  فاكر إن أنا نهال ممكن حاجة  تستخبى عليا  وعماد  الخائن اللي  باعني واتفق معاك عليا تشر الى المدد على الأرض مغمى عليه. 

تجحظ عينيه وهو يرى عماد ممدد على الأرض، أتى يتحرك بإتجاه عماد،  أوقفته نهال بمسدس  تصوبه تجاهه ليذدراء أرياقه مرات متتالية بخوف  ظاهر،  يحدث نهال  بمكر. 

عاصم:  نانى حبيبة قلبي إنتي إزاي تفكري إني أقدر أزيكي،  أنا فعلا وديتك المستشفى  عشان  كانت حالتك صعبة اوي لازم حد يهديكي ويتابعك وأكيد مش هثق فى حد غير في دكتورك. 

نهال بسخرية:هههه اللي متعرفوش انا كنت شكه فيك ودايما مستخوناك فأجرت واحد يراقبك ويبلغني بكل تحركاتك خطوة خطوة.
عاصم:  حبيبتي انا عملت ده من خوفي عليكي والشقه دى  كنت هقولك عليها أنا في الأساس وخدها عشان نعيش فيها انا وانتي  لحد ما ننتقم من عبد الرحيم بعيد عن العيون. 

نهال:  صدقتك أنا  ألعب اللعبة دى على حد تاني يا عاصم، حد ميكونش عارفك وعارف وسختك  فبلاش تلعبها معايا، لاني سمعت كل كلمة قلتها  لبت الأحدب دي، بقى أنا نهال تخدعني وتفضل عليا دى، تشير بسلاحها أمام عينيه. 

عاصم بهلع من كلماتها والسلاح التي تشهره بوجهه  يخطوا و يقترب منها  وهو يحدثها بصوت مذبذب. 
:  ناني  انا انا كنت عايز انتقم لك من زياد في بنته،  ولما أكسر عينها  واتجوزها غصب عنها  واخد كل املكها نتمتع بيها أنا وانتي،  ناني  انتي ناسيه انا حبيتك انتي وسبت زينه والبنات نسيتي أنا وافقت  على خطتك بحرق القصر باللي فيه
وبناتي منهم كل ده عشان  بحبك حتى نيرة بنتي اللي كانت بتساعدنا وتنقلنا تحركاتهم  وكل كلمة بيقولوها  مخلتش الأمن ينقذها كل ده عشانك انتي قلت هخلف غيرهم منك ونتمتع مع بعض  بثروة عبدالرحيم وثروة زياد وبنته.

زهور تقف مذهوله مما تسمعه جسدها ينتفض فقد مر عليها يوم عصيب عقلها توقف عن العمل  قدمها متيبستان  مكانهم لا تقوى على الحركة  تشعر بروحها تسحب منها  وتشهق وهي تسمع كلمات نهال تلتف على سماع صوت بكاء. 

نهال:  اممم تصدق أقنعتني، يعني كنت هتغتصبها عشان تخليها توافق تتجوز ها وبعدين  تمضيها على الثروة.

عاصم:  أيوه بالضبط كده وكمان انتقم من زياد  فيها واخد حقك منه. 
نهال:  اممم  ومكنش قدامك حل غير ده. 
عاصم:  للاسف ايوه لازم الحل ده نص الثروة باسم امها وهي المتصرفة الوحيدة في الأملاك زياد الغبي كتب كل حاجة بإسمها وبما ان بنته لسه قاصر لازم وصي عليها  ففكرت اكون انا بصفتي جوزها. 
نهال بمكر:  يا يا عاصم  قد ايه ظلمتك يا حبيبي،  خلاص انا فهمت خطتك مش كنت عارفتني من الاول اهو كنت وفرت  كل ده وكان زمانك متجوزها من بدري على العموم يا حبيبي  
خدها  انا مش ممانعه بس ليا شرط واحد. 

عاصم بفرحة وسعادة ظاهرة:  امريني يا ست الكل. 
نهال:  تمضيلي علي  أوراق بأن كل ما تملكه بإسمي حتى بنت الأحدب هتمضي معاك. 

عاصم بذهول من كلمها يقف محتارا في كلمها يتحدث محاولا اقناعها تجحظ عيناه وهو يرى من تقف تبك:  حبيبتي  انا كلي ملكك انا وفلوسي وكل ما املك ليكي انا ضحيت بالبنات وامهم عشانك انتي  تفتكري بعد كل ده واللى بعمله عشانك هرفض أمضي على ورقة تنازل انا امضيلك  وعيوني مقفوله. 
يتوقف عن الكلام ينظر للواقفه على باب الشقة تتحدث ببكاء وتصرخ به  وتخطو تجاهه  تتحدث بصوت منكسر.

ـ معقولة انا كنت مخدوعه  فيك بالشكل ده   صدقت كلامك وساعدتك وخونت امي وجدي واخوالي  وانا فاكرة بساعدك ترجع حقك اللي جدوا اخدوا منك  زي ما فهمتني   وفي الاخر طلعت بتكذب عليا معقول   اللى سمعته ده انت اتفقت مع نهال على موتي انا وامي واخواتي وكل العايلة،  بس عشان ترضيها،  أنت استحالة تكون اب استحالة تكون بنادم اصلا انا ندمانه على اللي عملته عشانك،  بس مش هسمحلك انت والمجنونه دي تدمروا  حياة المسكينة دي  مهما حصل  حتى لو موتوني استحالة هتقربولها فاهمين،  تشير إلى زهور بأن تتقدم تجاهها  ترفع يدها الأخرى بسلاح  تصوبه تجاه  نهال تحدثها بتهديد. 

_ ارمي المسدس اللي معاكي على الأرض متنسيش إني وخده بطل العالم في الرماية تلات سنين ولا بعض واقدر أصيب أي هدف على بعد  يبالك بقي وبيني وبينك مفيش كام متر،  وانتي تحركي تعالي  هنا جنبي.

نهال: بصراخ  انتي اتجننتي يا نيرة بتهددني أنا نهال بتهددي ناني طيب وريني هتقدري تعملي ايه تشير بمسدسها على رأس زهور من الخلف وهي تخطوا تجاه نيره  .

نيرة قبل ما طلقة تخرج من سلاحك  هتكوني جثة، يستغل عاصم الحديث المتبادل ويحاول أن ينقض على نهال يجذب منها المسدس وسط صراخها لتستغل نيرة  تلك الجلبة وتمسك يد زهور وتخرج مسرعه بها من الشقة  يستمعوا إلى صوت طلق ناري وهم بالقرب من المصعد الذي يصعد تهرع الفتيات بخوف تهرب كل واحدة في اتجاه تصعد نيرة  لأعلى وتهبط زهور على الدرج  لتصرخ بعد أن تعرقلت على الدرج وتسرع بالهبوط وتهرول بالشارع بعد شعورها بأحد يجري خلفها  وتكمل باقي كلمها وتقص ما حدث وعلمها بخبر وفاة والدتها حتى إلقاء القبض عليها

البارت  87
زهور بنت سلسبيل. 

تنظر بعتاب ولوم  إلى زوجها تارة وأخرى لإبنها  وهي تضم حفيدتها  تخفض بصرها للأرض تبكي بقهر إقترب منها  زايد بخطي بطيئة يشعر بأن المسافة تطول فيما بينهم يقف أمامها وعينه على الواقفة على بعد خطوات منهم  يتحدث بصوت متحشرج  من محاولته التحكم في عدم نزول دموعه. 

زايد:  عارف كلكم  فاكرين إني سبب موت سلسبيل وإني دفنتها وخلاص،  أقسم لك يا أمي أنا مكنتش السبب بالعكس أنا روحي طلعت مع روحها وادفنت جنبها،  أنا  تفاجأت  انها جات الفندق وعرفت بموت زياد وإنها مقدرتش تتحمل الصدمة وقعت من على سلم الإدارة،  والإسعاف  اخدتها على المستشفى،  أنا أول ماعرفت مستنتش لحظه جريت على المستشفى  فضلت جنبها لآخر لحظة في عمرها ووصيتها على زهروان،  حاولت اعرف موجودة فين و مكانها ايه بس للأسف  ماتت قبل ما تقول مكانها،  أنا اشتريت مدفن وراء مدفن  زياد بالضبط ما يفصلش ما بينهم غير جدار عشان أحقق طلبها بأنها تدفن جنبه   عملت لها جنازة كبيرة وصلاة في أكبر مسجد  بالبلد  خرجت ليها شهادة وفاة باسمها سلسبيل أحمد،  مقدرتش أقولك يا أمي لأني عارف قد ايه انتي زعلانه على وفاة زياد، مقدرتش أقولك أي حاجة من اللى حصل، فضلت أدور على زهروان طول السنين اللي فاتت  مخلتش مكان مدورتش في،  صدقنى يا أمى  أنا  لو كان بإيدي أموت وسلسبيل تعيش مكنتش اترددت، ولو لسه واقف على رجلي فده عشان  أنفذ وصيتها   و زهروان 
تأخذ ورثها وتعيش مع عائلتها  وأوعدك يا إمى انتي والست أحلام،إن مش هسمح  بإن زهروان  تسجن  لو حتى اضطريت أعترف على نفسي للمرة الثانية إنى  أنا اللى قتلت عاصم. 

                      ********

يصمت مع فتح باب حجرة التحقيق وخروج الدكتور أحمد  تقترب منه أحلام وخلفه أحد المجندين  يسير بخطوات  هادئة ويقف ينادي على   السيد يحيى،  تتمسك أحلام بيده يبعد يدها ويربت عليها ويبتسم لها ابتسامة مطمئنة ويدخل خلف المجند 
يدلف حجرة التحقيق وينظر تجاه زهور الجالسة بإحدى زوايا الحجرة  منكسة رأسها، يروي كل ما حدث وما اخبرت به إلينا حتى القبض عليهم بعد مشادة  مع ذلك الشخص المدعو عماد و  مداهمة الشرطة لشقة القتيل. 

تقترب  الجده  من الدكتور أحمد وبصوت متحشرج من  البكاء تسأله  :  لو سمحت يابنى  طمنى زهروان عاملة ايه  هي كويسة كده،  اتكلمت ولا لا،  الله يخليك طمني عليها  ليه خرجت وسبتها مخرجتش معاك ليه. 
أحمد يبتسم بوجهها يحدثها  بصوت رزين:  إتفضلي يا إمي ارتاحي حضرتك  هنا في الأول،  للاسف الضابط  طلب  مني الخروج عشان التحقيقات،  وها يدخل الكل واحد واحد
للتحقيق  معه وانا خرجت بعد ما تحقق معايا،وزهروان الضابط رئف بحالتها  وقعدها على جنب لحد ما التحقيق ينتهي   

أحلام بعد دخول ليحيى  تجلس على  الكرسي بالردهه أمام حجرة التحقيق عينها على باب الحجرة  قدمها ترتجف، تلتفت تنظر ل محدثها نظرة  حادة  تستمع لكلماته  لى تلين ملامحها وتهدأ قليلا مع كل كلمة وقعت على إذنها. 
                **********
فور ابتعاد والدته يقترب من مكان جلوس أحلام يلصق ظهره للحائط  يحدثها بصوت ضعيف. 

_  ست أحلام أنا عارف  قد ايه حضرتك زعلانه وحزينه على  موت سلسبيل،  ومقدر حزنك ووجعك عليها وكمان حاسس بوجعك على زهروان،  ست أحلام  أنا حاسس بوجعك ده   تخيلي لما تعيشي عمرك دمعتك المتحجرة جوة   جفونك   مش قادره تنزليها  كل لحظة بتمر عليكي بتفكرك بيها تفضلي تلومي نفسك على سلبيتك، تتمنى الزمن يرجع لوراء  وتصلحي  غلطة عملتيها  أنك اترددتي  تخرجي اللي جواكي،  فوق كل ده تعيشي عمرك كله عشان غيرك وأبسط حقوقك إنك تعيشي مع الانسان  اللي قلبك ندى بعشقة ما قدرتيش تخرجيها ولما  خلاص  اتشجعتي وربنا قواكي وقلتي خلاص فاض بكي وهترحمى قلبك وأختارتي تعيشي لنفسك تصدمي أكبر صدمة في حياتك،  ويأخد أقرب الناس ليكي كل  أحلامك وقصور الرمل اللي رسمتيها بحياتك تتهدم قصاد عينك ،  ولما الأمل يرجع قدامك  وتقولي خلاص هاخد الخطوة وأشجع وأعيش اللي ضاع من عمرى تصدمى أصعب صدمة  قلبك يقف عند اللحظة دي  تعيشي زي الإنسان الآلي  بلا قلب ولا مشاعر عايشة على ذكرى  أول نظرة عيونك وقلبك ندوا بالحياة والعشق  تخيلي  لما  تعيشي عمرك  كله على  ذكرى لحظه مرت عليكي  اهو أنا قدامك سنين وأنا عايش على  اللحظه دي  أعتبر ميت أكلكينا  والذكرى دى هى اللي أكسير الحياة بالنسبة لي. 

أحلام بصوت  متوتر تخرج كلمتها  ودموعها تسيل بصمت:  حبيت سلسبيل  مش كده،  حبيتها لما  شفتها أول مره  عند خالتك فضلت شهر ترقبها كل يوم  في كل مكان  وفجأة إختفيت،  استعريت من فقرها  مش كده. 

زايد بذهول مما سمعه  يبلع رمقة بصعوبه دقات قلبه تتسارع 
:  عرفتي منين  الكلام ده مين حكالك  محدش غيري  أنا وولدي يعرف الكلام ده،  قولي يا ست أحلام أبوس إيدك  مين قالك الكلام ده. 

أحلام:  سلسبيل  قالت الكلام ده  لانها شفتك كتير وانت بتراقبها  وكتير كانت بتشوفك  واقف قدام عمارة خالتك بالساعات عيونك على بابها لحد ما تخلص شغلها وتنزل وانتي تمشي وراها بعربيتك لحد الحارة،  فجأة اختفيت ومظهرتش تاني. 
زياد قلبه يكاد يقف دموعه تسيل بلا هواده يخرج كلماته بصعوبه ينظر لوالده  بألم:  قالتلك ايه  وقتها  مشاعرها كانت ايه  حاست بيا وليه براقبها ولا لا،  طيب ليه مسألتش وعرفت أنا فين  ليه اتجوزت زياد واختفت شهور ليه ليه لما زرت خالتي بعد كدة ماشفتهاش ولامرة طالما كانت عايشه في نفس البيت،  متسكتيش ردي عليا  ليه استعجلت  طالما حست بيا. 
                   ***********
أحلام  :  سلسبيل  كانت خرجه من أزمه   نفسيه محتاجه حد يقويها ويخليها ترجع تثق في نفسها تحس إن في حد شريها وبيحبها،  عطتها انت الأمل وبعدت  ومعرفتش عنك حاجه 
ظهر زياد في حياتها  بطريقة عجيبه  تمسكه بيها وطلب  انه يتجوزها  وجاب والدته وصحبه وعملها فرح في حارتنا الكل اتحكي بيه حست وقتها بعوض ربنا ليها حبته،  وأول مرة عرفت إنك أخوة  جات عندي المحل وكانت منهارة من العياط من صدمتها  بس الشهادة  لله كان حب زياد  سيطر عليها  كل خوفها   يحصل مقابلة ما بينكم وزياد يحس بأنك عينك منها،  عشان كده  الكام مرة اللي زرت المرحومة خالتك  كانت بتقفل عليها أوضة نومها هي وزياد ومبتخرجش لحد زياد ما يرجع من شغله. 

أتي يتحدث  قطع كلماته  وابتلعها بجوفه  كجمر يحرقه  أزاح دموعه وهب واقفا مع فتح باب غرفة التحقيق  وخروج يحيى ومنادات العسكري على أحلام بالدخول للتحقيق معها،  ظل واقف مكانه حتى إقترب منه والده سحبه من يده وابتعد قليلا  ليرتمي بحضان والده يبكي بحرقة  دون أن يخرج كلمة واحدة  مهما طلب والده منه التحدث بما يؤلمه لهذه الدرجة. 

يبتعد عن والده  مع سماع مناداة أحد عليه يبتعد  ويجفف دموعه ويخطو تجاه غرفة التحقيق  يدلف اليها  يدلي بأقواله  وعينه على زهور الجالسة لم ترفع عينها  لو للحظة واحدة، انتهى من التحقيق  وقف قليلا ينظر تجاه زهور  حاول أن يحدثها لم يقوى على التحدث وطلب منه الخروج لاستكمال التحقيق  نظر لها  مطولا  وخرج  يقف بعيدا عن  الجميع  يتلمس قلبه ويسحب نفس عميق يشعر بالاختناق ليخرجه سريعا ويغمض عينه بحسرة، يجلس على الدرج  يسند رأسه  على الحائط جواره يغمض عينه يسبح في ذكرياتها  غير عابئ بما يحدث، يفتح عينه  مع سماع صوت هرج وأصوات صرخات عالية  يرفع عينه تجاهها ويعتدل بوقفته يستمع لما يقال  يسرع بالابتعاد دون أن يشعر به أحد. 

قبل ذلك بدقائق، 
                  **********
دلفت غادير  غرفة التحقيق  تسرد كل ما حدث  للضابط  وأجابت على كل أسئلته، انتهت من أقوالها سريعا وخرجت،  ليدخل عماد مكبل بالاصفاد بعد استدعاء المحقق له  ليتم مواجهته باعترافات  الجميع ومواجه زهور له وتم استدعاء هالة السكرتيرة التي حضرت  قبل وقت  للشهادة  فور علمها بما حدث،  ليتفاجأ الضابط بإتصال هاتفي يخبره بإلقاء القبض على سيدة  تحاول قتل فتاة  بالقرب من  مسرح الجريمة،  وبالتحقيق معها كشف هوية السيدة  والفتاة، ليطلب امتثالهم أمامه للتحقيق، بعد التحقيق وادلاء كل منهما بشهادته  وكلام الفتاة اعترافاتها  التي هي نفسها إعترافات زهور،  لتنهار السيدة  وتعترف بما فعلته بعد ما رأت زهور أمامها،  لتصاب بحالة من الهستيريا وتهجم عليها تحاول قتلها وزهور مستسلمة لا تبدي أي ردة فعل لولى  المحامي  والضابط  استطاعوا ابعدها عنها  وسط صرخات نهال بتركهم لها. 

زهور بعد أن  تم ثبوت برائتها تم الإفراج عنها تخرج  من غرفة التحقيق  يلتف الجميع  حولها لتصرخ بهم بالابتعاد تحدثهم  بصوت متحشرج  تشهق  من كثرة بكاها تلتقط أنفاسها بصوت عالى وسط حديثها. 

زهور:  محدش يقرب لي ابعدوا  . 
أحلام ببكاء تقترب منها تحدثها بحنان  :  بنتي حبيبتي  حمدالله على سلامتك. 
زهور الجدة تقترب منها  تفرد ذراعيها تحاول ضمها تبتعد زهور خطوتين للخلف وتشير لهم. 

زهور:  قلت محدش يقرب لي   ولا يقول حمدالله على السلامة ولا حد ياخدني بالأحضان  أنا مكنتش مسافرة ورجعت،  وفروا على نفسكم أي كلام وأي مشاعر  لا هتودى ولا هتجيب،  لو فاكرين بكام كلمة وحضن هتكونوا بتوسوني و تخرجوني عن حالتي يبق غلطانين قبل كده  ايوة كان ممكن يحصل،  أي كلمة ممكن تصبرني او تديني دافع 
والحضن ده لو من كام ساعه كنت اتمنى وجوده  وترمي فيه. 

زهور الجدة  :  أنا جدتك يا زهروان  نفسي أحضنك واشم ريحة  ابني فيكي. 
                 *******
زهور:  هههه تشمي ريحه ابنك فيا، هو ده  اللي همك ريحة ابنك  وانا فين من ده بالنسبالك ابق ايه وابق مين، أداة تشوفي ابنك فيها لكن انا إيه ومحتاجه ايه ولا فارق معاكم،  بس أنا بقي لا شبه ابنك ولا رحتي رحته،  لا شافني ولا شفته،  ولا حتى اسمه اتناديت به ،  كل ال يربطنى بيه كام ورقة  بداية من شهادة ميلادي لوصيته،  يا ريتني ما كنت شفتها ولا قرتها،  بسببها أنا وقفة هنا،  من وقت ما مسكتها وقلبي ده اتوجع فوق ما هو موجوع مليون مرة،  بس كل هان الا إمي  واللي جرار لها إمي اللي  ماتت ودفنت تحت التراب والدنيا كلها نبشت فى عرضها،  حتى انا بنتها ياما اتهمتها ودعيت عليها عمرى ما قلت إمي كنت بقول عليها سلسبيل من  كام ساعه بس كنت بسبها واتهامها وهى بريئة ومظلومة  من كل تهمة  اتهمتها بها. 

تلتفت لأحلام التي تحسها على الهدوء وترفع يدها تربت على كتفها،  لتوقفها زهور وترفع يدها تشير لها بالابتعاد. 

زهور:  متقربيش ومتحاوليش تلمسني،  مش بعد السنين  الطويلة دي واللي عشته بسببك،  تيجي دلوقتي عاوزة تواسيني،  ايوا انتي سبب  من الأسباب الكتير اللي ظلموني وظلموا إمي،  بدل ما تيجي تدوري عليها و تسألى ليه ما رجعتش وحصل لها ايه،  فضلتي  قاعدة  زي ما انتي قال مستنيها ترجع و خايف  تجي متلقناش،  محاولتيش مرة  تخاطري وتيجي تدوري عليها  أو على أبويا  على الأقل عارفة مكان بيته وإسمه  وبلاش حجة مكنتيش تعرفي  إنه من عيلة غنية  
ومعروفة  لان ده مكنش هيفرق فى حاجة،   لكن انتي  استسلمتي عشتي دور المغلوبة على أمرها ودور الضحية،  الدور عجبك وحبيتيه ، لوحد وجعني  بعد الظروف  يبقى انتى، سبتني سنين بلعن فيهم هم  الاتنين ومفيش  مرة قولتيلي   لا بلاش  متعرفيش ظروفهم ايه ،  كل اللي عملتيه نقلتي من بلد لبلد  عشان تحمي نفسك مش تحميني. 

أحمد يقترب منها  يحاول ان يواسيها:  زهور يابنتي… 

تقاطعه وتشير له بيدها:  أنا مش بنتك  ولا بنت حد، أنا بنت سلسبيل وبس، فبلاش انت كمان  تحاول  تغلطني أو تلعب دور الأب لأن لاأنا بنتك ولا إنت أبويا،  بالعكس أنا كنت بالنسبالك  لعبة تسلية  سهتك على التفكير في ولادك وذنب موتهم،  وأول ما لقيت  حد ملى المكان ده ولا فرقت معاك ولا  دورت  ايه حصلي ولا رحت فين. 

تشير بيدها على الجميع كلكم  أذتوني بلا استثناء،  كل واحد فيكم كان سبب وجع انا اتوجعته. 
تجفف دموعها بيدها تسحب نفس عميق  تبلع رمقها،  توزع نظراتها بالمكان تقع عينها على حقيبتها  على أحد الكراسي  تخطوا تجاهها تلتقطها بيدها  تضمها لصدرها تغمض عينيها 
وتعاود فتحها  وبلهجة أمره. 
_  من النهاردة مش عاوزة أعرف حد  ولا حد يعرفني،  أنا علاقتي بيكم  أخرها هنا  انتم بالنسبالي متعنوليش  حاجه  
انا عشت لوحدي طول عمري  وهكمل الباقى من حياتي لوحدي،  من هنا ورايح لو حد  فيكم حاول يقربلي  هيلاقي معاملة  مش هسترة وفروا عليا وعلى أنفسكم اللي هيحصل وقتها. 
                  *******
تخطوا  للخارج  وسط ذهول الجميع  وبكاء أحلام وانهيارها ليربت يحيى على كتفها ويضمها له ويخطو ايضا للخارج، ويقترب عبدالرحيم من حفيدته غادير يشير لها دون أن يتحدث بالذهاب  خلف زهور،  لتومي برأسها وتجفف دموعها  وتسرع  بخطواتها خلفها،  ويقترب هو من زوجته  يحاوطها بيده ويساعدها بالجلوس على أحد الكراسي  محاولا تهدئتها. 

،،،،،، 
خرجت زهور تسير بالطريق  تضم حقيبتها لصدرها  دموعها تسيل بلا توقف،  ظلت على حالتها  طوال الليل تسير بلا هدف حتى تورمت قدماها تشعر بالألم توقفت عن السير وأشارت إلى عربة  أجرة  وأخبرته بوجهتها، كل هذا وغادير تسير خلفها  خطوة بخطوة فور صعود زهور بالعربه  أشارت إلى أخرى وطلبت منه أن يتبع السيارة التي بها زهور حتى توقفت أمام. 

،،،،، 
يتلفت عبدالرحيم  يبحث عن زايد فلا يجد له أثر يغمض عينه  ويجلس بجوار زوجته،  يتنهد بحزن،  يهمس لحالة  انت كمان يا زايد اكتر اظلمت كتير وانا اول من ظلمك يا بني،  كلام زهروان  فعلا صح ومفروض انت كمان  كنت وقفت زيها من سنين طويلة  وخرجت كل اللي جواك،  خرجت وجعك  كنت بعدت وعشت حياتك  زي ما انت عايز،  أنا ظلمتك يابني ظلمتكم كلكم، ظلمت احفادي كمان  ظلمت زهروان لما وافقت انها تساعدنا  في إثبات برائتنا  من جريمة  أنا من سنين  طرف الخيط فيها.

يفيق على هز زوجته لكتفه وتحدثه بلهفه:  عبدالرحيم  مالك بتتكلم كدة ليه زايد ماله حصله ايه  معناه ايه الكلام اللي قولته ده،  وزايد فين مش شيفاه،  زايد فين يا عبدالرحيم ارحمني وقولي معنى كلامك ايه وابني راح فين. 

عبدالرحيم  ينظر لها بحزن:  أنا السبب فى كل اللي أولادي وأحفادي بيعانوا منه،  ظلمتك وظلمت اولادى واحفادى  لما فضلت اخويا عليهم لما نفذت وصية أمي وبريت بقسمي ليها بإني  مش هسيبه ولا هتخلي عنه لاخر يوم في عمري،  ظلمتك لما طلبت منك تربي بناته وتخدميهم،  ظلمت أولادي لما غصبت عليهم يتجوزوا،  وادي نتيجة الظلم  واحد مات والتاني عايش ميت وفوق كل ده احفادي كلهم حياتهم ادمرت بسبب  غلطتي بس خلاص أنا مش هقف  في طريق سعادتهم 
ولا مستقبلهم وأول خطوة  هعملها،  هو زايد لازم أحله من العهد اللي  عهده قدامي  لازم  أصحح الغلطة دي واسيبه 
يعيش حياتة  زي ما هو عايز حتى لو بعد ومشي مش هعترض ولا هزعل،  كفاية ظلمى ليه السنين دي كلها. 

              ********
يهب واقفا  يمد يده لزوجته يطلب منها مرافقته. 
زهور الجدة:  أنا مش فاهمه حاجه،  عهد إيه وظلم ايه  فهمني بتقول ايه  وزايد هتلاقيه فين دلوقتي. 

عبدالرحيم:  تعالي بس هتفهمى كل حاجه انا عارف هلاقى زايد فين دلوقتي  . 

خرج عبدالرحيم  يسند زوجته  حتى وصلوا الي السيارة الخاصة بهم وأخبر السائق وجهتهم ليصلوا إليها  يترجلا من السيارة وهو يساعدها  يخطو بها تجاه  أحد المدافن يدلف اليها وهو ممسك بيدها تنظر للمكان بذهول ومن كم الاشجار والورود به لتقف مستمرة مكانها تضع يدها على فاها وتلتف تنظر لزوجها بعيون دامعة  بعد ما رأته وسمعته. 

زايد  يجلس أمام أحد القبور يضع رأسه على حافته ويده تتلمس موضع الأسم  يتحدث بنحيب وصوت يقطع نياط القلوب:  أنا كل اللي عشته في حياتي  كوم واللي عرفته النهاردة كوم لو في يوم اتوجعت وحسيت بالظلم  مش هيكون قد الظلم اللي حسيت بيه النهاردة بالرغم من اني فرحت لما سمعت كلام أحلام على قد ما قلبي وجعني والحزن ملاه أكتر من لحظة موتك قدامي،  ظلمتني وظلمت نفسك  ليه لما حسيتي بيا  مبينتليش انك كمان اهتمامك ولا حاولتى حتى  تلفتي نظري انك حاسة بيا،  ليه اتجوزتي زياد ليه لما كنت بذور خالتي تقفلي على نفسك وموجهتنيش إمكن وقتها  لو عرفتني انك مرات أخويا وانك حبتيه كنت بعدت، ومعرفتيش حاجه عني. 

كانت حاجات كتيرة اتغيرت أولها مكنتش أنا بقيت ميت وانا عايش وقتها كنت ممكن اتوجع شوية وبعدها ارضي واتعايش بالواقع اللي فيه او ممكن كنت قبلت حد غيرك وحبته وممكن كنتي انتي وزياد عايشين دلوقتي  وبنتكم عايشه ما بينكم، ظلمتني وظلمت نفسك وظلمتي بنتك يا سلسبيل، بنتك اللي من يوم ما جات على الدنيا وهي مظلومة لو كنتي سمعتيها النهاردة  كنتي عرفتي قد ايه اظلمت الدنيا جات عليها،  سلسبيل أنا قلبي موجوع اوي  ومع كل ده  نار حبك لسه قايده فيه طيفك قدام عيوني مش بيفارقني،  كاني لسه شايفك كأن  دى أول مرة عنيا شافوكي حبك بيزيد مش بينقص جواه ارحميني واخرجي منه معدش عندي قدرة اتحمل أكتر من كده، فارقي عيوني ابعدي عني محتاج  أشوف نفسي وولادي ولادي أكتر حد ازيته في حياتي وسيسيليا اللي سمتها باسم قريب من اسمك عشان افضل انطق حروف اسمك مع اسمها، فارقني بقى واخرجي من قلبي خلاص معتش في عمر أعيش موجوع من جديد كفاية كفاية  وجع كفاية كفاية، يصرخ ألما ويقع على الارض.  

عبدالرحيم انتفض من وقفته مناديا باسم ابنه يجسوا على ركبتيها يضع رأسه على فخذه يحاول إفاقته وزوجته تصرخ باسم والدها وتجسوا بمقابلة زوجها تهز ابنها  تحاول إفاقته. 

ينادي الأب على السائق الذي دلف مفزوعا من تلك الأصوات يساعده في حمل ابنه للذهاب إلى المشفى. 
________

وصلت زهور وخلفها غادير لم تراها اوتشعر بها  لمحطة السكة الحديد اتجهت لأحد الأشخاص تسأله عن شئ  لتسرع بعدها بخطواتها وتهرول حتى صعدت على متن قطار لتصعد غادير خلفها  تجلس على مقربة منها،  كادت غادير أن تكشف أثناء مرور الكمساري ليسألها عن التذكرة،  لتلتف للخلف حتى لا تراها زهور، بعد وقت طويل  ومع ساعات الصباح الأولى وصل القطار إلى وجهته تترجل زهور 

            ********"

وغادير خلفها  تخطو على مقربة منها  تسير زهور في طريق رملي طويل  بعد وقت شعرت غادير بالارهاق والتعب توقفت لتستريح وتلتقط أنفاسها، تنظر بحزن تجاه زهور التى تسير تضم حقيبتها لصدرها  لم تقف للحظة أو تستريح  بعد لحظات استراحت فيهم  أكملت السير خلف زهور التي ابتعدت عنها مسافة طويلة  تسرع بخطواتها  حتى أصبحت على مقربة منها  تقف تلتقط أنفاسها مرة أخرى. 

زهور منذ ترجلها من القطار تسير بلا توقف فقط تضم حقيبتها لصدرها دموعها تسيل بصمت تحدث نفسها بلوم وعتاب كلما شعرت بألم في قدميها من السير تذكر حالها وتحس نفسها بكلمات . 
زهور:  تعبتي يا زهور شوية مشي تعبوكي،  ولا تعبنه من الوجع اللي جواكي،  ولا اللي تعبك ظلمك لامك سلسبيل،  سلسبيل اللي فضلتي  تلعني فيها وتستعري منها، جاية هنا ليه لكي مين عشان تيجي عشانه،  ليه هنا!؟ 

معرفش ايه جابني هنا ولا ليه بس انا  معرفش مكان تانى غير هنا،  هنا عشت وكبرت وأظلمت، ايوة عرفت ليه رجليا   جبوني  هنا عشان أعرفهم ان سلسبيل ماتت سلسبيل مش خطية ولا باعتني سلسبيل ماتت ماتت،  لازم اعرف الكل لازم اخذ حقها من كل واحد قال عليها كلمة مش كويسة. 

شكلك إجننتي يا زهور ناس مين اللي تعرفيها الناس ملهاش ذنب الناس ليهم الواقع واللي شافوه وسمعوه،  تعالي هنا قوليلي هتقوليلهم ايه  سلسبيل بريئه هتستفادى ايه ولا هم يشغلهم ان كانت بريئه ولا لا عايشه ولا ميته، طيب قوللى    هما مين أصلا اللي هيعرفك بعد السنين دي  أكيد الناس نسيوكم ، هتفتحي القديم من تاني،  وهتقوللهم ايه انتي مين زهور بنت سلسبيل ولا زهروان بنت زياد،  ما تنطقي هتقوللهم ايه. 

هقولهم انا انا. تصمت قليلا  و تعاود الحديث مع نفسها. 

_ مش عارفة اقولهم ايه ولا ازاى بس أنا موجوعه تعبانه 
حاسة بنار جوايا  حاسة بظلم، عايزة اصرخ  واقول امي مظلومة بريئة،  هي فعلا أظلمت  بس الناس ملهاش ذنب هم كان ليهم الظاهر، اذا كنتي انتي بنتها من لحمها ودمها  وشكيتي فيها وكنتي بتدعي عليها وكتير استعرتى من مناداة الناس عليكي بسلسبيل جاية هنا ليه يا زهور  اكيد في سبب  
جواكى متكدبيش على نفسك. 

_ أنا معرفش مكان تانى غير هنا  هنا بحس اني بلاقي نفسي  برجع اقف على رجلى  هنا بعرف اتنفس  براحتي بحس اني بتولد من جديد بكون زهور و زهروان  مش  بكون مشتتة  ابكى واصرخ و اشتم  من غير ما اكون خايفه البيت هنا مش اربع حيطان البيت ده انا كل زاوية  وركن فيه بتشبهني بلاقي روحي فيه. 
تقف مرة واحدة تنظر أمامها تهبط دمعتها تكمل حديثها لنفسها بقهر تضرب حقيبتها بقبضة يدها:  حتى البيت سترك وغطاكِ ضحيتى بيه،  معقولة نسيتى انك جبتي  ولاد عمك فيه عشان تحميهم. 

تضحك بتهكم  وتكمل حديثها:  تحميهم برده يا زهور انتي كنتي بتربيهم وبنفس الوقت تعيشيهم في كبرهم اللي عشتيه في صغرك كأنك بتقولي ليهم  دوقوا من اللي انا دوقته أنتم عشتم في طرف وعز طول عمركم عيشوا بقي في الفقر والذل اللي انا عشته،  قولتي في نفسك تضربي عصفورين بحجر واحد  تخبيهم وبنفس الوقت تأدبيهم عشان تكسري شوكتهم متخليش  واحد فيهم يقدر يرفع عينه فيكي،  سبقتي 
انتي برجاله العائلة قبل حريمها. 
                    *******
تتسع ابتسامتها  كل يوم بتكتشفى في نفسك  حاجه جديدة شخصيتك كل يوم بتتغير عن اليوم اللي قبله. 

تقف تنظر أمامها بدهشة  وهي تري تجمع لأهل البلدة أمام المنزل!  تهز رأسها تحاول التفكير ماذا عليها أن تفعل؟  
هل تذهب وترى ما يحدث ولما هذا التجمع وتقف في مواجهة مع أبناء عمومتها ومع أهل البلدة ليست مستعدة لتلك المواجهة وقد يكشف عن هوايتهم ويقترب منهم الخطر وتكون سببًا في دمار عائلتها،  تسحب نفس عميق وتهز رأسها بيأس تلتف لجهة الطريق  المؤدي للبلدة ومرة أخرى للطريق المؤدي للأراضي الزراعية لتخطو تجاهه حتى وصلت لمكان مظل تحت شجرة كثيفة تشعر بدوار أصاب رأسها  تنظر أمامها على الساقية  وتسند رأسها على الشجرة بجانبها حتى ارتخت جفونها واستسلمت للنوم. 
              *********

يصعد على سطح المنزل مهرولا هربا من بطش ابن عمه بعد أن ألقى عدة نكات عليه مما يحدث معه منذ يومين يقف يلتقط أنفاسه من شدة الضحك، يرفع جزعه وعينه تجوب بالمكان يرى جمال المكان من أعلى وتلك المساحة الخضراء والأشجار العالية الممتلئة بالطيور التي تصدح اصواتها يلتفت بكل إتجاه  منبهر من جمال المنظر حوله يتمتم بذكر الله يقترب من حافة السطح يقف ينظر لإحدى الطرق البعيدة نسبيا عن البيت  وهو يرى من بعد فتاة تقف يرفع أصابع قدمه ليرفع نفسه لأعلى مسافة يتأكد ممن وقعت عليها عينيه ليفتح فاه ويغمض عينه ويعاود فتحها وهو يرى من تقف على مسافة منها ليسرع بهبوط الدرج حتى كاد ان تنزلق قدماه يخرج مهرولا غير عبء بمن يقف وبمن ينادى عليه ليقف مصدوما وهو لا يراها بنفس المكان الذي رآها فيه قبل قليل يتلفت حوله يمين ويسار حتى وقعت عيناه على من تقف على مقربة منه ظهرها له تنظر تجاه أحدهم،  يخطو تجاهها ينادى عليها بصوت هامس تلتف له وعلى وجهها  ابتسامه تزين ثغرها ليقترب منها  لترمى حالها بين احضانه وتقبل وجنتيه ليبعدها سريعا عنه وهو يتلفت يمين ويسار وسط ضحكتها يشير لها بالصمت يحدثها بحده طفيف. 
_ هشش ايه الي بتعمليه ده لوحد شفنا ممكن يقيم علينا الحد ولا ينزلوا فينا ضرب لحد ما يظهر لينا صاحب. 

_  هههه  هو لما اخت تحضن اخوها وتبوسه  يقيموا عليها الحد. 
_ هم ايه عرفهم بانك اختي ياست غادير هانم. 
غادير:  حاجه  بسيطة نوريهم البطاقة الشخصية  بتاعتنا، ولنا يقروا اسمائنا ويلقونا اخوات غادير زيدان وحمزة زيدان أكيد هيتأكدو اني اختك. 

حمزة:  يعنى تفتكرى  لو في حد شافنا هيستنى لما نخرج البطاقة انتي  اصلك متعرفيش الناس هنا اساليني انا بقالنا كام يوم شفنا العجب فيهم. 

غادير:  ههههه أخدت بالى شيفه لبسك اهو قدام عنيا،  من أمته بتلبس قميص وتنزل اكمامك كده لا وبنطلون واسع فين العضلات  والقميص المرفوعة اكمامه City Short البرمودا Capri والتيشيرت الكات والهاف مين قدر يعمل فيك كده أكيد يستاهل جائزة نوبل عمل اللي مافيش حد قدر يعمله حتى عبدالرحيم باشا بجلالة قدرة.
حمزة: يشير برأسه تجاه زهور هو في غيرها عبدالرحيم الصغير،يلتفت تجاه شقيقته من حق قوليلي مشيه وراها زى ضلها  الباشا الكبير ولا الصغير اللي طلبوا ترقبيها  وايه حصل والاهم تعرفتي عليها ولا لسه  . 

غادير:  انا اللي ماشية وراها من نفسي صحيح جدو طلب مني  ارقبها بس انا رقبتها من قلقي وخوفي عليها من اللي حصل لها  خفت تعمل في نفسها حاجه، وايوه اتعرفنا على بعض وبقينا صحاب كمان. 

يلتفت لها بذهول مما يسمعه اتى يتحدث  جحظت عيناه مما رأى  يقف ينفخ بغيظ  وهو يرى من يترجل من سيارته  يخطو بخطى مهرولة يرفع عبائته على كتفه  يجثو على ركبتيه  ينظر لزهور  بعين تكاد تخرج من مقلتيه من السعادة وعلى وجهة علامات التأثر ليجذب غادير من  من يدها ويبتعد من المكان، يقف خلف احدي الاشجار وبجواره غادير التي تحدثه بهمس. 
غادير: ده وائل كويس اوي الحمدلله  هو ده اللي هيعرف يخرجها من حزنها، ياااه ازاى مش جه في بالى اتصل عليه  
من وقت ما نزلت من القطار. 
حمزة يلتفت لها ويعتدل بوقفته:  نعم  حضرتك بتقولي ايه مين اللي يخرجها من حزنها  وحضرتك تعرفيه منين،  عشان ندمانه اوى انك متصلتيش عليه. 
غادير تنظر تجاه زهور وتعاود النظر لشقيقها طيب تعال نقعد في اي مكان  رجليا معتش قادرة اقف عليهم. 
يجذبها من يدها ويجلسها خلف الشطرة ويجلس في مقابلها عينيه على زهور ومن يجلس بالقرب منها يحدث شقيقته دون النظر اليها. 

حمزة:  اتفضلي قولي كل اللي عندك. 
غادير ببتسامة تحدثه بمكر:  وانتي مالك متعصب كده ليه اللى تكون غيران عليها. 
حمزة بعصبية   وبصوت هامس يجز على أسنانه:  غادير بلاش  انتي تتلئمي عليا اخلصي إتكلمى وفهمني ايه معنى كلامك انه يخرجها من حالتها واللي حصل وكمان تعرفي البنادم السمج ده منين انطقى من غير لف ولا دوران. 

غادير بإبتسامة تومئ برأسها:  من إمتى حصل. 
حمزة: قصدك إيه. 
غادير:  عيونك فضحينك على فكرة بس إمتى وإزاي. 
حمزة بتهرب وعينه كما هي لا تبتعد عن زهور ومن معها:  غادير بلاش مكر جدو ده دلوقتي  هو امتى وازاي إخلصي 
احكي اللي عندك لو تكرمتي. 
غادير تقص له كل شئ من وقت حريق  القصر حتى قدومها خلف زهور لتصمت فور وقوف حمزة  مهرولا وهو يصرخ بأحدهم. 

                   ***********
ينظر لمن يجلس مقابلته بغيظ شديد تجحظ عيناه مما يسمع ويصعق وهو يرى  ما يحدث ليهب واقفا ويسرع بالخروج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ويضرب يده بالأخرى يصعد الى سيارته يسير بأقصي سرعة ليوقف السيارة مرة واحدة محدثا سحابة من الغبار فور توقفه فجأة بالطريق  الترابي 
وهو يرى من تجلس أسفل الشجرة يترجل من السيارة  يهرول تجاهها يرفع عباءته لكتفه ويجثو مقابلها ينادى عليها بصوت حنون وقلبه يكاد يخرج من مكانه. 
_ زهور زهور. 

تفتح عيناها بخمول تعتدل بجلستها تحاول رسم ابتسامة خفيفه على ثغرها تتحدث بصوت ضعيف به بحة شديدة. 

زهور:  خالى وائل  كانك  حسيت بيا وقد ايه أنا محتاجة  اتكلم معاك تخيل كنت لسه بفكر فيك ومحتارة  أعرفك أني هنا ازاى. 
وائل بسعادة:  بجد يازهور كنتى بتفكرى فيا. 
زهور توم برأسها:  انت الوحيد اللي  ممكن  اكلم معاه من غير ما اخاف ولا أكسف. 
وائل يعتدل بجلسته:  وأنا اهو قدامك وتحت أمرك اتكلمى خرجى اللى جواكى و أنا هسمعك مش هقطعك نهائي لحد ما تخلصي كلامك. 
زهور تسحب نفس طويل تخرجه براوية  تنظر أمامها عينها تخونها بسيل من الدموع وهي تقص عليه: طلعت مظلومة  ماتت من الحزن والقهر أخر كلمة  ليها  كانت بتوصي عليا 
ظلمتها أكتر واحدة ظلمتها. 

تصمت قليلا ثم تبدأ بقص كل ما حدث وما فعلته من وقت ما أرسلت له غادير تقابله وتعطى له  أمانة عبدالرؤف حتى قدومها  للبلدة. 

يلتفت تجاهها بحزن يحدثها بحده طفيفه ولوم:  غلطتي يازهور غلطتى كتير ذنب إمى أحلام وجدتك ايه ليه تحمليهم وجعك ليه توجعيهم  وتتهميهم  ، ستك ام ابوكى ممكن تكون غلطتت عشان قالتلك انها محتاجه تحس بإبنها فيكى بس لازم تلتمسي عليها العزر دى ام اتحرمت من ابنها ومصدقت تلاقى ذكرى منه تشبع شوقها ليه،  وامى أحلام اتظلمت زيها زيك وزى سلسبيل امك خوفها من رجعها لمصر كان ليه أسباب كتير اولها خوفها من مصيرها لو رجعت وكان عم يحيى حصله حاجه  واتقبض عليها او اهلة واللي هيعملوه فيها وانتى عارفه قد ايه كانت بتترعب لما كانت بتحكى عن 

اللي حصل زمان وتاني حاجه خوفها من رجوع امك لهنا، وسنه وراء سنه الخوف من الرجوع بقى مسيطر عليها ومتنكريش لما رجعت رجعت من خوفها عليكي وعشان تحميكي رجعت وانتى يومها كنتي شايفه حالتها وقد ايه كانت مرعوبة من رجوعها الحارة،  زهور انا حاسس قد ايه انتي موجوعة وكمان حزنك على امك كبير، قصدقنى انتى قدها 
وهتعرفي  تسيطرى على حزنك ووجعك وتقفي على رجليكى وتعيشي حياتك، صحيح وجعك وحزنك على موت ابوكي وامك مأثر فيكي وبتفكرى تنسحبى وتكتفى  بنفسك بس مش هتعملى كده لا شخصيتك ولا تفكيرك  هيخليكى  تتسحبي من 
مسئولية انتى حملتيها لنفسك. 
                     ********

زهور تجفف دموعها تلتفت تجاه وائل ببتسامة:  تعرف أنا  سألت نفسي كتير ليه أنا جيت هنا، دلوقتى جواب سؤالى عرفته أنا لقيت الجواب في كلامك كل حيرتي  راحت خلاص وعرفت هعمل ايه بعد كده. 

وائل بسعادة:  صحيح  يازهور بتلاقي رحتك هنا وبكلامى. 
زهور تحاول الابتسامه تهز رأسها وتحمحم  وتغير الحديث سريعا:  الا قولي  عبدالرؤوف عامل ايه ولما امانته وصلته عمل ايه وقال ايه و وستى روحية  صحتها عاملة ايه. 

وائل بغيظ من تهربها من الجواب على سؤاله:  ماتفكرينيش بالبنأدم ده واللي عمله ولا إمى أنا ماصدقت خرجت من الدوار بسببهم قبل ما ارتكب جناية. 

زهور بذهول:  حصل ايه  خلاك تقول الكلام ده!؟ 
وائل يضرب بعبائته يرفعها ويحاوط بها كتفه ورقبته:  الباشا في يومين بقي عاشق ولهان بيقول شعر  ويتغزل في ست الحسن والجمال لا ومش فارق معاه اي حاجه  ومستغنى عن عمرة. 
زهور: بدهشه  أنا مش فاهمه حاجه  وعلاقة عبدالرؤوف وستي روحيه ايه بكلامك. 
وائل بعصبية :  زهور الاستاذ بيحب إمى والنهاردة  طلب ايديها لا وام وائل  عجبها الوضع وعايشه دور البنت الخجولة المكسوفة وفرحانه بالغزل وكلام الشعر اللي بيتقال عيني عينك قدامى كأني شرابت خرج ولما اتكلمت، طلعت ابن مش بار ومش بيهمنى سعادة إمي. 
زهور بضحكه:  والله ما فهمه حاجه  ما تقول قصدك ايه وايه سبب عصبيتك دي. 
وائل:  زهور  بقولك رؤوف طلب امى للجواز وياريت إكتفي بكدة لا البيه نازل يقول قصايد شعر فيها ويتغزل في حسنها  قدامى من غير خجل ولا خشي والمصيبة إمى موافقه. 
زهور:  وانت زعلان عشان امك موافقة ولا غيران ان في حد هيأخد امك منك. 

وائل بذهول:  انتى بتقولي ايه يا زهور بقولك عبدالرؤوف  اللي من دورى بيحب إمى لا وكمان عاوز يتجوزها  مش وخده بالك من الكلام  . 
زهور:  وفيها ايه مش شايفه حاجه في الموضوع،  واحد حب وحده وعبر عن حبه ليها وطلبها بالحلال  وهي وافقت ده ابسط حقوها متهيقلى مفهاش اي حاجه  غير ان ابن غيران على إمه. 
وائل:  ببساطه كده والسن يا زهور فرق السن امى اكبر منه مش وخده بالك وهو بيني وبينه سنتين تلاته فرق ما بنهم اكتر من عشرخمستاشر سنة. 

زهور:   أكيد الحب السن ميوقفش عائق قدامه طالما هم الاتنين حبو بعض ووعين وقدرين يتحملوا اي مسئوليه واي قرار يبق ايه المانع. 
وائل:  يكاد يطير من السعاده من كلام زهور:  صحيح يا زهور  السن مش عائق يعني لو في حد في سني اتقدم لوحده اصغر. منه هتوافق. 
زهور بمغزي من كلامها:  أكيد السن مش عائق كبير بين 
اي اتنين يحبوا بعض والاهم يكونوا  متأكدين من الحب ده، بس احكيلي  عبدالرؤوف  اعترف بحبه ازاي وستي روحيه ردت قالت ايه. 

وائل بحزن يهز رأسه فقد وصلت الرسالة اليه من كلامها لينظر أمامه بشرود يقص عليها كل ما حدث. 

وائل:  كنت قاعد في المضيفه  مع كام واحد  بحل مشكلة  بين اتنين على أرض ويدوب مشيوا لقيت رؤوف داخل عليا زي اللي عامل عامله ومتوتر وبيصب عرق من ساسه لراسه 
ومرة وحده لقيته بيعترف بحبه لامي وبيطلبها مني مقدرتش 
امسك نفسي نزلت فيه ضرب وجات امي تسلك ما بنا ولما قولتلها على اللي طلبه لقيتها  قلبت بنت 18 وكسفت وسبلت بعنيها وقالت الجدع ما  غلطتش واحد اتقدم لوحده  ليه اتخانق معاه واضربه قبل ما اخد رايها. 
مقدرتش اتحمل سبتلهم البيت لما لقيتها بترد عليه وتقوله يسبها تفكر وهترد عليه بعد يومين. 
زهور بضحكه هبت واقفه لتشعر بدوار شديد  وتسقط أرضا
تعليقات



<>