رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل السادس6 بقلم حياة محمد الجدوي

رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل السادس6 بقلم حياة محمد الجدوي
أما أحمد فأصر على إنهاء أعماله بسرعه وخرج مسرعا في موعد الغداء للحديقة العامة وهو سعيد للغاية يحمل معه صندوق به الهديه.الخاصه لياسمين يعلم جيداً أنها ستحبها وستفهم قيمتها سيخبرها بالحقيقة ويطلب منها آن تبقي معه لا يعلم 
بأى صفة ولكنه يريدها معه ولو حتى ساعة الغذاء.
يكفي وجودها لمدة ساعه فقد شعر حقاً بإشتياق رهيب لها لكنه وجد مكانها خالى وشعر بضيق لكنه إتجة إلى محل الفول والفلافل ربما يجدها تشتري الطعام لكنه لم يجدها فشعر بالاحباط فعاد إلى الشركة ربما يجدها هناك أو يقابلها عند المصعد أو فى أحد الممرات لكن خاب أمله ومر اليوم كاملا دون أن يراها وانتظر خروج الموظفين ليسير في طريقها المعتاد حتى محطة المترو لكنه لم يراها فنظر إلى صندوق الهدية ويقول: مش مكتوب لك إن صاحبتك تسوفك النهاردة.
مر يومين وياسمين مختبئة في بيتها تفكر في حل لوضعها فالاختباء لايفيد لا بد من حل لذلك.قررت العوده الى العمل ولكنها ستختفي.نعم لقد عاشت حياتها كلها في الظل.ولن يصعب عليها الاختفاء حتى يعثر على لعبه جديده يتسلى بها تعلم أنه لن يقابلها إلى وهى وحيده لذلك لن تكون وحدها أبداً في وقت للراحة وأثناء العوده من العمل وبالتأكيد ستعود إلى صعود السلم مرة أخرى.
عادة ياسمين إلى العمل وقد طبقت حرفياً.كل قراراتها تحاول البقاء في مكتبها دائماً لم تركب المصعد ابداً تسير مثل اللصوص متلصِصَة حتى لا ترى أحمد أبداً في وقت الغداء تلتصق بسلمى ورفيقاتها وتجلس معهم في مطعم تستمع إلى حواراتهم السخيفة السادجة وكلها عن الموضة والجمال.والطبيخ ثم ينتقل الكلام إلى الثرثرة المُمِلة عن خطوبة فولانه وطلاق فولان أما العودة من العمل فتركب أول سيارة تقف أمامها بسرعه وتقف عند محطة المترو وبعد ركوبها القطار تتنفس الصعداء أن اليوم إنتهى فأخر علاقة أحمد بها محطة المترو
##########################٢####٢ 
أما أحمد فيشعر بالغيظ الشديد فقد مرت خمسة أيام كاملة لم يرى فيها ياسمين أبدا ثم بعدها ف لمحها تدخل الشركه مسرعة قبل أن يلحق بها فانتظر قليلا 
ر

بما تخرج لأى مكتب لكنها لم تترك مكتبها حتى كاد أن يقتحم المكان إلا أنه رجع في تهوره لتمر أربعة أيام أخرى يلمحها مع زميلاتها وتختفي بسرعه مزهل لكنه لن يبقى على هذا الحال لابد من إنهاءه.
##############################
دخلت محطة المترو وهي تشعر بالراحة لانتهاء اليوم لتقطع التذكرة وتتجة للمترو لتجد يد قوية تسحبها من مكانها فتطلق صرخة صغيره من الخوف والمفاجأة لكنها عندما استدارت حتى رأت عيونه
غاضبة ليقول بغضب: بتهربى منى ليه يا ياسمين ؟
فتنظر لعينيه بحزن وتقول: أحمد بيه عايز مني ايه ؟ فنظر لها بزهول: بتقولي أحمد بيه انتى عرفتى.
لم تنطق لكن عيونها اجابت عليه.
ليسحبها من ذراعها بعيد عن الزحام ليجلسا على أحد المقاعد وينظر لعيونها الزرقاء ويقول: إمتى عرفت
فتجيب بهدوء: نفس اليوم إللي رجعت فيه من السفر
أحمد: ياسمين أنا ما حبتش إنك تعرفى بالطريقة دي لكن.....
فتقاطعه ببكاء: حرام عليك أنا عملت فيك إيه عشان تلعب بيا بالصورة دى.
فيقول بدهشة: ألعب بيكى أنآ عمري ما لعبت بيكى.
فتنفجر في وجهه وهي تبكي: كنت بتلعب بيا كل يوم تضحك على البنت الهبله إللي ما تعرفش صاحب الشركه صح كنت بتضحك أصحابك عليا وإنت بتحكي لهم عنى صح حرام عليك.
فيهزها من أكتافها بشدة وقد لفت صوتها ودموعها إنتباه الواقفين فقال بصوت منخفض: عمري ما ضحكت عليكي بالعكس كنت بضحك على حالى معاكي وعمرى ما سخرت منك ولا من حالك لأنى كنت بستعجب من كمية البراءة إللي عندك بس في الحقيقة حكيت عنك لصاحب واحد وهو صاحبى الوحيد كنت بحكى على مواقفى معاكى لدرجة إنه غار منك.
ياسمين يمكن كنت في البداية عايز أعرفك بالحقيقة لكن بعد فترة إتمنيت إنك ما تعرفيش الحقيقة أبدا عارفه ليه؟ 
فتهز رأسها بلا.
فيجيب: عشان نظرة الخوف دى إللي شايفها في عينيكي أكتر حاجه بكرهها إنك تخافي منى كنت سعيد إنك بتكلمينى ببساطة بدون نفاق بتضحكى على حكاياتى لأن أحمد إللي بيحكيها مش صاحب الشركه كنت بتزعلى منى من غير خوف لكن أنا حاسس إنك عايزه تقولي كلام كتير بس خايفه صح فتهز رأسها بالايجاب.
فيقول: إتكلمى يا ياسمين قولى كل إللي عاوزاه أنا سامعك.
فتصمت ياسمين وكل الكلام إللي عايزه تقوله إتبخر
فيتنهد بصوت عالي: عرفت ليه أنا خبيت عليكي حقيقتى.ياسمين الناس كلها بتضحك في وشى لكن عمرى ما حسيت بضحكة حقيقية إلا منك الناس كلها بتكلمنى كأحمد بيه ما حسيت إنى أحمد الإنسان إلا معاكى وناس كتيره بتدعيلى لكن عمرى ما حسيت بصدق الدعوة إلا منك حتى دفاعك عنى كان بيفرح قلبي أوى.فيبتسم ويقول: كنت بتعمد أغلط في نفسى عشان أسمعك وإنتى بتدافعى عنى وتختمى دفاعك بدعوة حلوة من القلب من غير أى هدف مش عايزه ترقية مش عايزه فلوس.مش عايزة منصب بتدعى من قلبك وبس ثم نظر لها وقال: هسيبك براحتك وهبعد ومش هحاول أقرب منك إلا لما تقتنعى بكلامى وتصدقينى وتوافقى نرجع أصحاب تانى بس ياريت يكون بسرعه لأن ياسمين إللي قضيت معاها شهرين نتغدا سوا ونتمشى سوا وحشتني اوي أما إللي قدامي واقفة بترتعش.
وقف لتقف هى الأخرى بصمت لتتجه إلى قطار المترو لتركبه ثم تستدير لتجده واقف يراقبها ولم يتحرك لينغلق الباب ويسير قطار المترو وعيونهم مازالت متعلقة ببعض.
تصدقه نعم تصدقه وتشتاق لوجوده بشدة تريد أن تقول أصدقائك وأتمنى أن ترجع صداقتنا لكن خجلها بمنعها لا تجد عندها القوة والشجاعة لتقف أمامه وتقول موافقة أن نرجع صديقين تجدها صعبة جداً لكنها توقفت تماما عن الهروب تسير في طرقات الشركه تتنقل بين المكاتب وطبعا عادت لركوب المصعد وبالتأكيد تركت شلة سلمى المجنونه وأحاديثهم الممله.
حتى أنها عادت لتجلس في مكانها المعتاد في الحديقه العامه تتناول الشطائر وتنظر للنيل فشعرت بمن يجلس بجوارها لم تنظر له لكنها عرفته وهو لم يتكلم إلا أنها مدت يديها إليه بلفافة بها بعض الشطائر الساخنه فأخذها وفتحها وبدأ يأكل في صمت وكل منهما لم يرى إبتسامة الأخر على وجهه.
عادت إلى البيت وهي تبتسم فاليوم من أجمل الأيام التي مرت عليها تحمل في يدها صندوق الهدية الغريب الذي احضره لها أحمد جلست على الطاولة وفتحه.يظن انها أحبته لا يعلم أنها عشقته كل قطعة في الصندوق.لانه ببساطة قدم لها باريس فى صندوق .كل مكان مر عليه إما التقت إليه صوره أو أخذ شئ منه كذكرى فهذه الزهرة قطفها من حديقة متحف اللوفر وهذه صورة قوس النصر وتلك تذكرة عرض شاهده في ( المولان روچ) وهذه المحرمه الصغيرة أخذها من فندق الفور سيزون بباريس وصورة رائعه له وهو فوق برج إيڤل وصورة أخرى للبرج نفسه وهذا القلم ما إستخدمه في توقيع الإتفاقيات والعقود واخر هدية كانت كرة زجاجية
بداخلها مجسم لباريس إذا هززتها تساقط بلورات الثلج داخل المجسم هدايا ربما لا قيمه لها من الناحية المادية لكنها لها قيمه كبيره جدا معنويا.إحساس جميل أن تجد من يهتم بك ويذكرك وكأن لك قيمه كبيره عنده.
ثم تختفي إبتسامتها وهى تنبيه نفسها إياك والجنون يا ياسمين حسن ما فكرش فيكي من الأساس وهو محاسب في بنك وأحمد كان من المستحيل يفكر فيكي وإنتى بتعتقدى إنه موظف في الشركة يبقى من رابع المستحيلات إنه يفكر فيكي وهو صاحب الشركه.إنتى مجرد حد بيرتاح له أوعى تتجننى ويسرح خيالك أكتر من كده 

سكون راحة سعادة متعة جديده يشعر بها أحمد ونشاط جديد عليه أكيد هذا تأثير ياسمين عليه مع رغبة شديدة في إخفائها عن الجميع فهذه السعاده له واحده فبعد عوده الصداقه مع ياسمين أصبح يأخذها إلى أماكن أكثر رقى فأصبح ركن هادئ في مطعم راقي مطل على النيل هو مكانهما المعتاد.وبعد أن عرفت حقيقته أصبح يحكى لها كل ما يريد فحكى لها عن أحلامه وطموحاته وبعض المشكلات التي يواجهها في الشغل وعن قراراته الخاطئة والقرارات الغبيه لكنه لم يجرؤ على أن يحكى لها عن قراره الاكثر غباء والذي كاد أن يدمرة فهذا سره وحده.
هل يجرؤ يوميا أن يقول لها أنه بغبائه كاد أن يخسر ثروته كلها هل يستطيع يوما أن يخبرها أن يديه ملوثة بدماء رجل.هل يقول لها أنه رجل جبان هرب في أول فرصة دون أن يلتفت للوراء هل يخبرها أنه لا ينام براحة أبدا بسبب كثرة الكوابيس التى تخنقه ليلا أكيد لن يقول لها أي من هذا الكلام فلن يشوه صورته أمامها أبدا فيكفي صورته المشوهة أمام نفسه.
قاطعت أفكاره السوداء بسؤالها: والمشروع ده مهم ؟
نظر لها بدهشة: يا ياسمين دا أهم مشروع في حياتي كلها.
ياسمين ببساطة: مش فاهمه
فقال بتوضيح: شركتى قامت بمشاريع كبيرة كتير لكن دا هيكون الأضخم والأكبر والأصعب لأنه هيكون خاص بيا يعنى هنفذ المشروع دا بحسابى ولحسابى.عشان كده أنا بجهز له من حوالي سنه من دراسة جدوى وحساب وميزانية ورسم تخطيطي لكل شيء.
ياسمين بتعجب أشد: سنه كامله هو كبير في للدرجة دى
أحمد بشرح: طبعا دى مش مجرد قريه سياحيه دا مكان لصفوة الصفوة مش هتكون شاليهات ولا ڤيلات دى قصور كبيرة وعملاقة محاطة بحدائق على النظام الأوروبي وشلالات مياه صناعية إلى جانب نظام التلفريك واكيد مطار خاص ومدينة ملاهي على أحدث طراز فيها ألعاب مائية وهوائيه ومستشفى ضخمة على أحدث طراز ملحق بها طائرتين هليكوبتر لنقل المريض من المستشفى للقصر الخاص به.
كانت ياسمين في حالة زهول هل ما يصفه موجود في مصر مصر بتاعتنا مصر الزحمه والعشوائيات والحوارى الضيقة.
فقالت بزهول: مين يقدر يشترى قصور بالضخامه دى والمواصفات دى
فيضحك أحمد عاليا فهذه الفتاة لن تتخلي عن سذاجتها أبدا: يا ياسمين في مصر مليارديرات نفسهم في أماكن زى دى.وفيه ملوك وأمراء عرب يتمنوا يقضوا أجازتهم السنويه في قصر بالمواصفات دى وفيه نجوم أجانب بيعشقوا مصر بيحلموا بقصور زى دى وفرق العمله هيجعل السعر بالنسبه ليهم كلهم معقول جدا جدا والبعض هيعتبروا رخيص كمان وخاصة إن المكان كبير جدا في الساحل الشمالي.
فقالت بعد تفكير: مكان زى دا أكيد غالي جدا وهيكلف الشركة فلوس كتير أوي 
أجابها ببساطة: هيأ دي المفاجأة لأننا مش هندفع فيه جنيه واحد يعني ببلاش.
فنظرت بدهشة: ببلاش إزاى.
فأجابها بتوضيح:من حوالي ٣٠ سنه كانت المنطقة في الساحل عبارة عن جبال وصحراء وبحر وبس
سأل بابا عن سعر المتر فكان بحوالي ٥٠قرش فاشترى بحوالي ٥٠ ألف جنيه يعنى اشتري حوالي ١٠٠ ألف متر يعنى احنا بنمتلك حوالي ١٠ كيلو متر مربع أرض في الساحل الشمالي يعنى أرض المشروع كلها ببلاش.
ياسمين: باباك كان عبقري يا ترى المتر حاليا بكام
أحمد: كانوا بيضحكوا على بابا لأنه اشتراها وكانوا بيقولوا رمى فلوسه في الهواء بس بابا كان عنده بعد نظر والدليل إن إل٥٠ ألف دول يا دوب يشتري٥ متر . حاليا.
فضحكت ياسمين: مش بقول عبقري طيب المكان موجود والدراسة جاهزة ليه مش بتبنى القرية
تغيرت ملامح أحمد للوجوم والضيق وقال: مش بالبساطة دى الشركة مش كلها بإسمى

قال أحمد بوجوم شديد: مش بالبساطة دى الشركة مش كلها ملكى أنا وأمى شركاء بنسبة متساوية وتركت إدارة الشركة ليا لكن لابد من موافقتها على أي مشروع عشان يتم تنفيذه هيا ومجلس الإدارة
فقالت ياسمين,: وليه مامتك ما توافقش إنت إبنها وأكيد يهمها مصلحتك.
فضحك أحمد بسخرية وقال بألم: مش أمنية هانم حفيده إبراهيم باشا توفيق دى أهم حاجة مصلحتها وبس حتى ولو على حسابى أنا شخصياً
ياغ: مستحيل مامتك أكتر حد في الدنيا كلها يحبك إزاى تقول عنها كده.
أحمد: لأن هيا دي الحقيقه وللأسف.أمى من سنين وهيا فرضه وجودها في الشركة كانت نسبتها الثمن ودي حققها الشرعي لكنها وقت كان فيه أزمه زمان دفعت ليا فلوس وأخذت في المقابل نسبة من الشركة وبالرغم أن إللي دفعته لا يساوي ١٠٪من قيمه الاسهم إلا إنها أصرت أن تكون نسبتها ٥٠٪ من الشركة يعنى تقريبا سرقتنى.
ياسمين بغضب: عيب عليك الكلام ده دى أمك والرسول بيقول إنت ومالك لأبيك.فمابالك بأمك إللي الجنة تحت أقدامها دي لها كل حاجه مش الفلوس بس أنا أعرف غيرك ناس نفسهم يبيعوا عمرهم كله عشان يشوفوا أمهم مره واحده بس حتى ولو هيموتو بعدها هيموتوا وهم سعدا إن أخر حاجه شافوها كانت أمهم .إحمد ربنا إن أمك معاك دى نعمه كبيره.
ليمد أحمد يديه ليمسح الدموع المتساقطه من عينيها وقال: ليه الدموع دى إنت متخيلة أمى زى كل الامهات إللي بتسهر على راحة أولادها وكلام الاغاني دا طبعا لا دى هانم عايشه حياتها كلها كهانم من سلالة البشوات مش بيهمها إلا صورتها في مجتمع السيدات الراقية وبس تعرفى أمى مسيطرة على أعضاء مجلس الإدارة إذا هيا وافقت ييوافقوا وإذا رفضت الكل بيرفض حتى ولو كان فى غير مصلحة الشركة بس عشان تفرض رأيها عليا يا ريت الأمر كله فلوس يا ياسمين أنا عمري ما حسيت بإهتمامها أو خوفها عليا عمري في حياتي كلها سالتني إن كنت سعيد أو حزين أو حتى إهتمت إنى بخير ولا مرة في طفولتى أخذتني للمدرسة مثلا أو حتى فسحتنى زى أى أم والأصعب عمرها ما أخذتني في حضنها.
ياسمين: إنت بتبالغ يا أحمد.
أحمد بألم أنا بقول الحقيقه عمري ما حسيت بحضن أمى الحقيقي عمرها ضمتنى لصدرها وحاوطتنى بإديها حضن الأمان والراحة عمرى ما نمت علي رجلها ولعبت ليا في شعرى زى أى أم طبيعية لأنها ببساطة حفيده إبراهيم باشا توفيق.نظهر في الاماكن العامه بكل أناقة فى أى مناسبة أو حفل توقيع عقد مع شركة تانيه تضمنى لحظه وتبعد عنى بسرعه خايفه لتظهر صورتها مش واضحه ومهزوزة بسبب الحضن دا وبتقولى ببالغ.
نظر أحمد للنيل وهو يشعر ببعض الراحة فقد كشف لياسمين عن هم كبير كان مخبأ في صدره.
ويشعر أيضا بالخجل من نفسه لأنه عرى نفسه وكشف حقيقته أمامها فهو شخص محروم من حنان أمه.
أما ياسمين فقد تركته قليلا مع نفسه فهو يحتاج لهذا الوقت حتى يستعيد رباطة جأشه ثانيه ثم قالت بعد مدة بشئ من المرح: يا خبر فاضل خمس دقائق وتخلص ساعة الغدا قوم بسرعة ليخصم عليا الاستاذ كامل اليوم وقامت مسرعة ليبتسم هو الأخر ويدفع الحساب ليلحق بها.

في مكتب أحمد.
جلس أحمد يوقع بعض الاوراق ويراجع بعض الملفات فدخلت عليه هايدي وهى تبتسم وقالت برقة: هاى أحمد
فرد لها الابتسامه وقال أهلا يا هايدي وأشار لها فسارت حتى جلست على الكرسي أمامه ووضعت ساق فوق الاخرى بأناقة لترتفع تنورتها الضيقة فوق ركبتيها كاشفه عن جمال ساقيها وقالت: بقالي كتير مش بشوفك على الغدا إنت مخاصمني وإلا إيه ؟ 
فقال لها بابتسامة :لا أبدا بس هو ضغط الشغل بس.
فقالت له بابتسامة هادئة :خلاص نعوض الغدا النهارده ويبقى عشا وحشني الخروج معاك بصراحة عايزة أخرج من ضغط الشغل.
فإبتسم أحمد بهدوء : ماشى بس المكان النهارده هيكون على ذوقي.
قالت okay مش عندي مانع المهم يكون المكان حلو.
المهم إيه أخبار مشروعك كله تمام.
فقال بحماس: تمام أنا هقدم النسخ النهارده لمجلس الإدارة لمناقشة المشروع وإن شاء الله خير.
فقالت باهتمام: حمستني له طيب كلمني عنه وعن أفكارك الجديدة فيه.
فقال بسعادة وحماس: مستعدة إنك تسمعى
فابتسمت وقالت :لو هتطلب لى قهوه ف okay.
رفع سماعه الهاتف وطلب إتنين قهوه وبدأ يحكى لها بحماس عن أفكاره بصورة عملية أكثر فهايدى تعرف عن العمل أكثر من ياسمين.
وبعد فترة تركت هايدى فنجان القهوه الفاخر على الصينية وقالت :مشروعك كفكرة هايل جدا ولكن التنفيذ مستحيل.
فقال بغضب: ليه مستحيل.؟
فقالت له ببساطة مشروع بالحجم دا ميزانيتة أكتر من ٢٠٠ مليون جنيه يعنى تقريبا ميزانية دوله (راعوا إن الأحداث في عام ٢٠٠٧ .)
أحمد :ما أظنش وبعدين الميزانية المبدأيه أقل من كدا بكتير وما تنسيش إننا موفرين تمن الارض ودا هيقلل كتير في الميزانية المبدأيه ثم إن الأرباح هتكون عشر أضعاف التكاليف.
فقالت هايدي: على العموم لسه بدري على الكلام ده لما أدرس الورق وأحسب التكلفة والربح ونسبة المخاطرة هيكون فيه كلام تاني.
فنظر لها أحمد ببعض الضعف وقال :هايدي المشروع ده حلم العمر أتمنى إنك تساندينى فيه.
أنزلت هايدي ساقها عن الأخرى لتميل إليه مبتسمة وتقول برقة :وأنا معاك دايما.
فتتسع إبتسامة أحمد حتى تشمل وجهه كله فقد كان فعلا محتاج لمساندتها له.
##############################
في يوم الجمعة.وبالتحديد في مكانهما المعتاد صالة البلياردو.
جلس هانى على الكرسي المقابل لاحمد ويراقب تلك الجالسه بجواره.هذه هى ياسمين التى أكل رأسه من كثرة الكلام عنها فتاه بسيطة ترتدي ملابس أبسط عبارة عن بلوزه باللون البيج نصف كم وعليها كتابات سوداء باللغة الإنجليزية وبنطلون جينز باللون الاسود أما شعرها فمجموع ذيل حصان طويل جدا يصل لأخر ظهرها وتضع فقط أحمر شفاه وردي وكحل في عينيها فقط بسيطة لكنها مرتبة.
فإبتسم لها هانى وقال: اخير شفتك يا ياسمين ده أحمد صدعنى من كثرة الكلام عنك.
فابتسمت له بخجل وقالت: الله يحفظك
فأشار له أحمد وقال لياسمين: هقوم أجيب عصير تعال معايا يا هانى.
فيقوم هانى معه وبعد أن إبتعدوا سأله أحمد بلهفة:. إيه رأيك في ياسمين ؟. 
فقال هانى ببساطة: عاديه جدا إنت عرفت بنات أجمل منها عشر مرات.
فقال أحمد بضيق: أنا عارف إنها عاديه لكن أنا مش بسأل عن الشكل لأنه مش هاممنى خالص ما إنت عارف شفنا إيه من الحلوين مجرد بنات تافهه ومستغله
قال هانى بتذكر: عندك حق كان عندك قدرة غريبه في جذب البنات إللي زى القمر بس مخهم مخ حمار.
فضحك أحمد وقال: طيب قولي إيه رأيك في ياسمين كأخلاق كتعامل.
فكر هانى بعمق ثم قال: أنا سمعت منها كلمتين وبس ( الله يحفظك) يا ترى هكتشف منهم إيه عن أخلاقها وعن كلامك الفاضى.يا إبنى الموضوع عاوز وقت مش ٣ دقايق وربع.
أحمد: أنا حسيت بسعادة معاها من أول سندوتش فول أكلته معاها.
فشد هانى شعره وقال بمرح: جننتني بسندوتش الفول السحري ياللا عشان ما نتأخرش عليها أكتر من كدا.
بعد قليل أصبح المكان صاخب بصوت ضحكاتهم العالية حتى أن العديد من الفتيات حقدوا على ياسمين لأنها تجلس بين إثنين من أوسم الشباب في النادي وأغناهم.أما ياسمين فلم تلتفت لأحد فقد كانت ضائعة من كثرة الضحك فبعد دقيقتين بدأ كل واحد منهم كشف فضائح الأخر لها وذكروا مصائبهم المختلفة حتى أنها كانت تعلق عليهم بمرح.
أما أحمد فكان ينظر لهم بسعادة فأعز إثنين على قلبه يضحكون معا يكفيه وجودهم حوله إلى أن سمع هانى يقول: إنتى لازم تيجي معانا كل أسبوع أنا خلاص حبيتك يا قمر.
فضاعت إبتسامة أحمد وهو يرى إبتسامة ياسمين الخجله على تعليقه ليشعر بصيق داخلي كاد أن يقوم بضرب هانى كيف يقول لها حبيتك أو يا قمر كيف يجرؤ على مغازلتها.فياسمين بتاعتى لوحدى لا يشاركني فيها أحد.ليقف ويسأل نفسه هل كل هذا الغضب بسبب كلمة غزل بسيطة من هانى فأكيد ما يشعر به تجاه ياسمين شئ أكثر من الصداقة.
إنتبهت له ياسمين فسألته برقة: مالك يا أحمد ؟ 
فإنتبه أحمد ليسبقه هانى ويقول: ياللا عشان نلعب أنا النهارده متحمس إنى أغلبك.
فقال أحمد: في أحلامك.
فسألها هانى بمرح: هتشجعى مين فينا.
فنظرت لهم بابتسامة واختارت الرد الدبلوماسي: انا هشجع الاهلي.
ليقفز هانى بمرح ويقول: اختارتنى إختارتنى.
فنظرت لهم وقالت: مش فاهمه
فيقول هانى بمرح: أصل إحنا متفقين على كل حاجه إلا الكره هو بيشجع الزمالك وأنا بشجع الأهلي وإنتى إختارتينى قومى معايا هوريكى الابداع.
فقامت معه ياسمين لتقول في نفسها: يا رتنى قلت بشجع الزمالك كده أحمد هيزعل.
لكنها ثواني وقد نست الأمر فهانى يلعب بطريقة إستعراضية فقد بسببها كل تركيزه فأصبح يلعب من أجل الخسارة لا الفوز فقد كان يقفز مهللا مع كل كره لا تدخل الجحر وهو يشير لياسمين عن مهارته الشديدة في الخسارة والمرح في الأمر أن ياسمين عجبتها فكرة هانى الغريبة فبدأت تشجع هانى على كل ضربة خاسرة حتى أنه أسقط الكره رقم ٨ السوداء أول المباراة ليخسر فتصفق له ياسمين على خسارته المبهرة في حين أنه سجد سجدة شكر على طريقة لاعبي كرة القدم لينتهى اليوم بالعديد من الضحكات وبذكرى سعيدة ستضيفها ياسمين إلى سجل حياتها الحزينه. 
تعليقات



<>