رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل العاشر10الاخير بقلم حياة محمد الجدوي

رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل العاشر10الاخير بقلم حياة محمد الجدوي
مر شهر من أجمل ما يكون بين أحمد وياسمين والتي إنتظمت في دروس الاتيكيت عند مدام فريده وجلسات العنايه بالبشره والشعر عند أنسه چينا وباقي الوقت مع أحمد.
أما وضع الشركة فقد كان سئ بالرغم من حماس أحمد للعمل إلا أن وضع الشركة المالى في خطر فهو ملزوم بدفع أقساط إلى أمنية هانم وملزوم بمشروعات لم تكتمل تحتاج إلى رأس مال وملزوم برواتب موظفين عنده.هذا ما دفعه لطلب قرض كبير من البنك بضمان المشروعات ولكنه لا يعلم أن أمنيه هانم لن تتركه في حاله.
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$¢$$$$$$$$
في الڤيلا
دخل الاستاذ شاكر لأمنيه هانم وهو يبتسم وقبل يدها وقال: أنا جيت في ميعادى بالظبط.
فتقول بترحيب: أهلا ياريت تكون عندك أخباركويسه.
فجلس وقال: وحضرتك متوقعة إيه ؟ 
فترد: اكيد هتقول عنها ملاك ومثالية بتساعد الفقراء وبتتبرع بالدم صح.
فيضحك شاكر بصوت عالي وهو يقدم لها ملف ويقول: طيب إقرأي الملف ده وإنتى هتدفعى لى باقي أتعابى ده إنتى هتدفعى ليا مكافأة كمان
فتأخذ منه الملف وتبدأ في قراءته لتتسع عيونها من الصدمه وتقول: الكلام إللي في الملف ده صحيح.
فيرد يثقه ،: ميه في الميه.
فتضحك بصوت عالي وتقول بارتياح ،: هايل ثم تخرج دفتر الشيكات وتكتب شيك بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه وتقول: مكافأة خمسة آلاف جنيه عشان أخبارك الحلوه

ليرحل شاكر وتقف وهى ممسكه بالملف وتقول: أخيرا نهايتك على إيدى يا ياسمين
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في الارشيف
تعمل مع زملائها في المكتب ليدخل عليها الفراش بسرعه: إلحقى يا أنسه ياسمين أمنية هانم عند أحمد بيه من حوالي نصف ساعة وهما بيتخانقو وبيزعقو وصوتهم عالي وواضح أن الموضوع كبير أوى.
فتقول سلمى بقلق: ربنا يستر أنا بقيت بخاف من أمنية هانم وعارفه إن أكيد فيه مصيبه وراها.
فتقوم ياسمين مسرعة فقد أوجعها قلبها فهى تعلم أن أكيد أحمد محتاجها بجانبه.
لتصعد للدور السابع فتجد حشد كبير من الموظفين بجوار المكتب فتقول بحزم بصوت عالي: كل واحد يروح على مكتبه بسرعه (( فيلتفت الموظفين لبعض)) : لتكمل بصوت عالي: فيه أى حد عنده إعتراض.إللى معترض يعرفنى بنفسه وأنا بنفسى هوصله لاحمد ببه وإنتوا أكيد عارفين الباقي لينظر كل واحد للأخر ثم يرحلون بالتدريج
فتقول: مش عايزه أى حد يكون في الطرقه هنا.
لتدخل المكتب فتجد السكرتيره تتصنت عليهم فتقول لها بحزم: بره إطلعى بره المكتب.
لتقول السكرتيره بخوف: بس يا فندم أن.....
فتقاطعها ياسمين: إعتبرى إنك أخذتى اليوم أجازه إتفضلى تعالى بكره ولو مش عاجبك فإتفضلى وإنتى مرفوده.لتأخذ السكرتيره حقيبتها وتخرج مسرعة.
أما ياسمين فقد جلست على الكرسي بهده فقد خلعت رداء القوه المزيف فقد سمعت من بعيد صرخات أمنية هانم وعرفت السبب فجلست على الكرسي تسمعها تصرخ في أحمد وتقول: إنت إتجننت وإلا مش حاسس بالمصيبه دي بقولك سفاحه مجرمه قتلت واحد ودخلت السجن تقولى عارف عارف إيه إن الجوهره بتاعتك رد سجون.
أحمد: يا امي أنا مايهمنيش حد أنا عارف وراضي.
فتقول بغضب: راضي بإيه بالفضيحه عارف لو أي حد من الصحفيين عرف هيعمل إيه سمعتك هتبقى عامله إزاى الناس هتقول عنا إيه هتقول أحمد بيه خاطب سفاحة ورد سجون.
أما ياسمين فقد أظلمت الدنيا من حولها وهى تسمع كلمات أمنية هانم القاسيه وتسمعها تقول: شكلك هيبقى عامل إزاى يا راجل الاعمال ياللي سمعتك راس مالك متوقع إن البنك هيقبل يديك القرض بتاعك متوقع إن رجال الأعمال هيقبلوا يدخلوا معاك في أي مشروع لما يعرفو الكارثة دى متوقع إن شركتك هيبقى لها اسم لا والله دى سمعتها هتبقى في التراب زى سمعتك إنت كمان لما تنتشر الفضيحة والناس تعرف بالمجرمه إللي إنت مصر عليها.
لتسيل الدموع من عيني ياسمين وتقول: عندها حق أنا وجودى كارثة في حياة أحمد أنا بدمر له شغله وسمعته هتكون على كل لسان ذنبه إيه عشان يتحمل ده كله عشانى أنا خلاص لازم أدخل وأنهى كل شيء لازم أسيب أحمد أنا عار عليه وعلى كل إللي يعرفنى لتتقدم من الباب لكنها تقف عندما تسمع صرخت أحمد العاليه: يا ماما خلاص إرحمينى إرحمينى وسيبينى أنا عمرى ما هسيب ياسمين عارفه ليه لأن ياسمين أنضف منى مليون مره ياسمين بريئه بريئه وملهاش أي ذنب في حاجة.
أمنية هانم بصرخه: ودخلت السجن ليه وهيا بريئه كانت بتزكى عن صحتها وياريت إتحبست بس دى سمعتها إستغفر الله تحب تعرف بيقولوا عنها إيه
بيقولوا شغاله في عصابه هيا تغري الرجاله والعصابه تسرقهم وتقتلهم والناس بتقول قتلته عشان ماأخذتش أجرتها بعد ما نام معاها هيا دي الإنسانه إللي بتدافع عنها.مجرد بنت ليل ساقطة وسافله.
لتضع ياسمين يدها على فمها لتمنع شهقاتها العاليه فما قالته أمنية هانم أول مرة تسمعه.هل لهذه الدرجة تشوهت سمعتها لهذا السبب رفض عبدالله أعود إلى الحاره حتى لا أعرف أن سمعتى متشوهه وأسمع كلام الناس عنى.
لهذا السبب إختفت عائلتى بسبب الفضيحة.
لتنتبه لصوت أحمد يقول: دى كلها اشاعات ياسمين بريئه أنا متأكد إنها بريئه.
لتصرخ فيه وتقول: كل الأدلة بتقول مجرمه ليه انت بس مصر إنها بريئه.
ليصرخ في هستيريا: عشان هيا ضحيتى أنا أنا إللي قتلت مش ياسمين. أنا المجرم 
فتقول ياسمين: ليه يا أحمد عاوز تشوه سمعتك وتتهم نفسك عشانى.
لتسمع أمنية هانم تقول: إنت أكيد إتجننت بتتهم نفسك بالتهمه دى بدلها هيا أكيد عملتلك غسيل مخ.
ليصرخ أحمد: لا أنا ما بتهمش نفسى بالباطل لأن هيا دى الحقيقة أنا إللي قتلت
لتمسك ياسمين أكرة الباب وتقول: أنا لازم أنهى المهزله دى وأسيب أحمد بدل ما يتهم نفسه بالباطل عشانى.
لكن يدها تحجرت عندما سمعته يقول: عارفه يا ماما ياسمين منهمه بقتل مين ياسمين إتسجنت بتهمة قتل عماد الهادى فكراه يا ماما عماد الهادى المحامي.
فتجلس الأم فتجلس الأم على الكرسي بذهول وتقول: مين.مستحيل
ليقول بنفس الحدة: عماد إللي كان عاوز العشرة مليون فاكره اليوم إللى أخدت فيه السبعه مليون ورحت عشان أقابله في الجياره عارفه إيه إللي حصل (( لتنظر ياسمين حولها في ضياع وهي تسمع له))
ليقول لما رحت إتخانقنا وضربته بالسكينه غصب عنى ماكنتش أقصد ومن حظ ياسمين الوحش إنها كانت في نفس المكان ويتهموها وتتحبس عرفتى ليه ياسمين بريئه لأنها ضحيتى أنا أنا إللي قتلت وهيا إللي إنحبست وخسرت سمعتها وأهلها بسببى أنا.
لتقول أمه: أوعى تقول الكلام....
فأوقفها صوت سقطه قوى وإرتطام على الأرض.
ليخرج أحمد مسرعا من الغرفه ووراءه أمنية هانم ليجدوا ياسمين وقد دارت الدنيا من حولها فأظلمت وأنارت وإهتزت لتسقط على الأرض بعيون متسعة تنظر حولها دون القدرة على إستيعاب ما سمعته.

تنظر حولها دون القدرة على إستيعاب ما سمعته ليقترب أحمد منها ويقول: ياسمين إسمعينى أنا
لتنظر له بذهول وتهز رأسها بالرفض وقد تشوشت الرؤيا ليقترب منها محولا مسك يدها لتنتفض بسرعه وتفتح الباب وتجري مسرعة فحاول أحمد ملاحقتها لكن منعته أمه والتي تشبثت بذراعه وهى تكتفه بقوة وتشل حركته وتقول: سيبها يا أحمد تمشي أحسن لنا ولها.
فيصرخ أحمد حتى تسمعه ياسمين لكن أمه مازلت متمسكه به وتقول: لو كنت أعرف إنك متمسك بها عشان ضميرك يرتاح كنت إديتها فلوس مش تخطبها وتعملها هانم
فيحاول أحمد الهروب من قبصتها لكنها متمسكه به بشدة ليقول مثل الأسد الاسير المجروح: سبينى يا ماما أنا لازم ألحقها مستحيل تسيبنى بعد ما سمعت كلامنا أنا كده دبحتها سبينى ألحقها دى هتموت.
أمنية هانم: أوعي تكرر الكلام ده تانى لوسألك حد إحنا منعرفش عماد سامعنى.
فينفض نفسه منها ويسرع بالجري لعله يلحقها.فى نفس الوقت أتصلت أمنية هانم بأمن البوابه وسألتهم: هيا الأنسه ياسمين خرجت من الشركة.
فأجابها الأمن بالايجاب فتقول: يبقى تقفل البوابات كلها وامنع أى حد يدخل أو يخرج من الشركة.
أما أحمد وصل لخارج المبنى وركب سيارته واتجه للبوابه ليجدها مغلقه والأمن يمنع دخول أو خروج أحد منها فينزل من السيارة ويصرخ: إفتحوا البوبات إفتحوا بسرعه وهو يضرب البوابه بيديه وقدميه ليخاف الحرس منه ويفتحوا البوبات بسرعه ليركب سيارته ويخرج مسرعا لعله يلحق بها.
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
تايهة في الشوارع ظلت تجرى وتجرى إلى أن أنهكها التعب لكنها لم تتوقف دموعها تسيل بشدة فقد مرت ساعات لا تعرف عددها تسير في شوارع وطرقات لا تعرف إتجاهها كل خلية في جسدها تصرخ من شدة الألم.لكن ألم النفس أشد بكثير من ألم الجسم لا تزال كلمات أحمد تتردد بداخلها ده دموع ((: أنا إللي قتلت.....  ياسمين ضحيتى...... خسرت سمعتها وأهلها بسببى.تذكرت مرارة موت ابيها وفراق أهلها تذكرت السجن وظلمته وسوكه وقسوتها.))
تدفعها جموع الناس في كل إتجاه وكلمات أحمد السامه تفتك بقلبها فتصرخ وهي تغلق أذنيها بيديها فتجمع حولها الناس وحاول البعض تهدئتها والبعض خاف منها لكنها تركت الكل وعادت تسير في الشوارع وتحدث نفسها عرفت ليه أصر الأستاذ عبدالله إن تخضع لفحص العذرية وأكد لها ضرورة الفحص ده للمحكمه لتقول بألم: كنت حزينه وأنا أراه يعرض شهادة العذرية في المحكمة لكنى متأكده دلوقتي إنه عرضها على أهل الحارة عرضها على جيرانى وأهلى إللي ظنوا فيا السوء.
أكيد أمى وإخواتى سابوا الحارة من كلام الناس عنى أمى متحملتش طعنهم ليا في شرفى.لتضع يديها على رأسها وتصرخ بكل قوتها آآآآآه ياااااااااااماااااا
الناس ينظرون لها بشفقه.
لتجلس على الرصيف وتسند رأسها على عمود الكهرباء .
وفجأة توقفت الدنيا من حولها واختفى الجميع وساد الكون هدوء غريب وهى تراها إنها هى فعلا سر عذابها وسبب آلامها إنها جننها ونارها أمها نعم أمها حبيبه تسير في الناحية الأخري ترتدي نفس عبايتها السوداء وتضع على رأسها حجابها الأسود وتحمل على ذراعها أختها الصغيرة أيه ويسير بجوارها إخوتها محمد ومها يحملون حقيبه كبيره يرفعوها معا.
مسحت الدموع من عينيها وقامت مسرعة تحاول أن تنادى عليهم لكن صوتها ضعيف مبحوح من كثرة البكاء وقد إرتفعت الاصوات من حولها لتجري وسط الزحام وعيونها تتابعهم خوفا من أن يضيعوا منها بعد أن وجدتهم و تنادى عليهم بصوتها الضعيف لتراهم من بعيد يدخلوا بوابه فأسرعت ورائهم لتدخل من نفس البوابه لتجدها محطة قطارات.
فتلفتت بسرعه لتري أمها وإخوتها يصعدون السلم ويتجهوا لرصيف القطارات عرفت الأن لماذا لم تجدهم الفتره السابقه لأنهم يعيشون خارج القاهرة ستذهب معهم في أي مكان ولن تتركهم أبدا فجريت تلحق بهم لتراهم يركبون أحد القطارات فأسرعت لتدخل ورائهم وهى تنادى ليضيع صوتها بين زحمة الناس وصوت القطارات وتبحث عنهم بين الركاب بلهفة وتتلفت وتنادى فلم تجدها في هذه العربه فإنتقلت لعربه أخري وهى تنادى وتفتش عليهم بين الركاب إلى أن رأتهم جالسين في ركن بعيد فأسرعت لها وقالت بصوت مبحوح وعيون مليئة بالدموع: يا ماما أنا ياسمين يا ماما وحش..... لتلتفت لها المرأه وتراها ياسمين عن قرب لتصدم......من هذه المرأة.إنها سمراء بعيون سوداء ليست أمها حتى الاطفال فمعها ثلاثة أولاد ذكور.ما هذا الجنون أين أمها أين أخوتها أين أيه ومحمد ومها.
كانت ياسمين مثل المجنونه تفتش عن إخوتها بينهم وهى تنادى ليخاف الصبيه منها لتمسك المراه من ملابسها وتصرخ فيها: فين أمى فين ماما إ
فتقول المرأة: إنتى مين وعايزه منى إيه سبينى خوفتى العيال.
لتصرخ ياسمين ،.: فين أمى راحت فين إنتى خبيتى أمى عنى عاوزه ماما أنا عايزة ماما يا ماما ياماما
لتفقد السيطرة على أعصابها وضغط اليوم كله يتجمع عليها لبدأ في صفع وجهها بيديها وهي تصرخ وتقفز بهستيريا شديدة وقد تجمع حولها الركاب ويحاولون منعها عن ضرب نفسها لكنها كانت هائجه وفقدت السيطرة على نفسها تضرب نفسها وتنادى ماما ماما أنا عايزة م...... لتفقد وعيها وتسقط على الأرض فقام بعض الرجال بحملها لكن أوقف الجميع صوت قوى حازم من إحدى الراكبات وقالت بلهجتها الصعيديه الحازمة: : إياك حد يمس البت.
ليتوقف الجميع في دهشة.وهى تزيح الناس عن طريقها وتقول: بعد يدك ياولد كتر خيركم وأشارت بيدها لبعض الراكبات وقالت بحزم: مافيش راچل عيمد يده إحنا إللي ع نحملها وهنفوجها كل واحد يرچع مكانه عشان تعرف تاخد نفسها.
لتقوم الراكبات بإطاعة المرأة ليحملوا معها ياسمين وتضعها المرأة على الكرسي وتقوم راكبه بإخراج زجاجة مياه من حقيبتها وترش القليل على وجه ياسمين لعلها تفوق لكنها لازالت فاقده للوعى لتقوم أخرى بفتح أزرار بلوزتها لتدلك صدرها لعلها تسترد وعيها غافله عن العيون المترصدة التى تعشق سرقه النظرات لما كشف من جسد ياسمين فتنظر الحاجه فوزيه إلى إبنها الواقف بعيد فتنادى: جاسر
فيقترب جاسر منها ويعطيهم ظهره ليغطى بجسده على ياسمين والنساء وويعطى تظرات من نار للرجال القريبين فيخاف أصحاب النظرات الغير شريفه منه وياللعجب خافو من رجل مثلهم ولم يخافوا من الله وهو العالم بما في نفوسهم.
لتأتى إمرأة ومعها زجاجة عطر وتقربه من أنف ياسمين حتى بدأت أخيرا في الاستجابة لتفتح عيونها وتنظر حولها لتري وجوه لا تعرفها.كانت عيونها مفتوحة لكن عقلها غائب .
الحاجه فوزيه: حمد لله على سلامتك يا بتى إنتى مليحه؟.ردى عليا يا بتى كيفك وكيف حالك زينه ؟
فتنظر لها ياسمين وتقول: أنا عايزة ماما.
الحاجه فوزيه: مالك يا بتى: 
ياسمين: أنا عايزة ماما.
الحاجه فوزيه: لا حول ولا جوة إلا بالله.(فقد علمت الحاجه فوزيه أن البنت ليست بوعيها فحمدت الله أنها قامت على الفور ومنعت الرجال عنها.).
لتحاول الحاجة فوزيه تهدئتها وهى تغصبها على شرب بعض الماء وهى تسايرها: إشربى يا بتى إشربى الله يهديكى.
فيقول إبنها جاسر: لا حول ولا جوة إلا بالله ع تعملى إيه يا أمه.
فتقول بضيق: ما خبرش يا ولدى بس البت أكيد معاها حد في الجطر(القطار).لترفع صوتها القوى حتى يسمعها كل من في العربه: فيه حد يعرف البنيه دى.
ليلتفت البعض حولهم لعل أحد يجيب ولكن بلا فائدة.
لتقول ياسمين: أنا عايزة ماما
لتقول الحاجة فوزيه بقلة حيلة: يا چاسر ياولدى إسأل الناس في العربات التانية يمكن حد بيدور عليها.
فيقول جاسر في ضيق.وع أسأل الناس كمان.
فتقول بإستعطاف: البت ما دريناش بحالها عشان خاطرى يا ولدى.
فيقوم جاسر مضطرا يسأل الناس عنها في بعض العربات ليعود مرة أخرى لأمه ويقول: مافيش حد بيدور عليها.
بينما تنظر له ياسمين بضياع وتقول: أنا عايزة ماما.
فتحايلها الحاجه فوزيه وكأنها طفله: حاضر يا بتى من عنيا عاوديكى لأمك.
             ##################
ليقوم من أخر العربه رجل يقترب منهم وينظر لوجه ياسمين ثم يقول: هو إنتى حرام عليكي إيه إللي جابك هنا.
فتقول الحاجة فوزيه بأمل: تعرفها ياولدى.
فيقول: طبعا دى تبقى (( صفاء)) من بلدنا.
(فتنظر له الحاجة بتشكيك) فيكمل الرجل ببعض الثقه: أصل أمها ياعينى ماتت من أربع شهور فجالها لطف بعيد عنكم (( وأشار بيده علامة الجنون ليكمل حكايته ويقول)): وكل شويه نلاقيها في الشوارع تنادى على أمها.
لتقول ياسمين: أنا عايزة ماما.
فيبتسم بثقه فقد أكدت له بجملتها صدق كلامه.
لتقول الحاجة فوزيه: يعنى تعرف أهلها يا ولدى.
فيقول بتأكيد: طبعا دى من بلدنا وأنا بنفسى هوديها بيت أبوها.ليأخذها من ذراعها ويسحبها معه ويجلسها بجواره ويلتصق بها وهو يحاول منع إبتسامته عن الظهور فهذه أسهل طريقه حصل فيها على فتاة لن تكلفه شئ ولن تطالبه بمال مثل فتيات الليل.لايحتاج إلا أن يأخذها تحت أى كوبرى أو إلى الحقول البعيدة عن العمران أو حتى للمقابر المهم أن تكون المنطقه خاليه حتى يستمتع بها بمزاج وبعد أن ينتهي منها لا يحتاج إلا أن يعود لمحطة القطارات ويركب القطار التالى ويعود لبلده فحتى لو وجدها الناس فلن يعرفه أحد وحالتها ستساعده كثيرا فحتى لو عاد لها وعيها فلن تذكره.
شعر بنشوه كبيرة فمد يده يتلمس جسدها.
أما ياسمين وإن كانت غائبة عن الوعى إلا أن جسدها حر يشمئز من هذه اللمسات المنتهكه لحرمته.
فتلملمت منه وقالت: أنا عايزة ماما..
فيضحك بصوت عالي ويقول بوقاحة.: دى ماما هتدعيلى النهارده.
            $$$$$$$$$$$$$$$
على الجانب الآخر كانت الحاجة فوزيه تتلفت كل فتره تنظر في إتجاه ياسمين والرجل الملتصق بها 
فيقول جاسر: مالك يا أمه.
فتلتفت ناحية ياسمين وتقول: ما مرتحاش يا ولدى جلبى(قلبي) مش مرتاح
جاسر: ليه ياأمه البت وهتروح مع الراجل لأهلها فتتنهد الحاجة فوزيه وتقول: ربنا يستر يا ولدى
ليمر بعض الوقت فتقوم الحاجة فوزيه من مكانها وتقول: ما مستحملاش ياولدى لتقف أمام الرجل وبسرعه تسحب ياسمين من جواره.
فيقول الرجل بسرعه: فيه إيه يا حاجه أخدتى البت ليه هو أنا مش قلت هروحها.
فتقول الحاجة فوزيه: عارفه يا ولدى.
فيقول: طيب ليه خدتيها هاتيها أنا هنزل المحطه الجايه.
فتقول: ماهو أنا وولدى هننزل معاك.
فيقول بخوف: ليه يا حاجه هيا دى محطتك.
فتقول: لأ يا ولدى بس ع أنزل معاك.
فيقول: ليه بس.
فتقول: هاتستلمها بس مش إهنه ع أسلمهالك في نجطة الجطر (( المقصود به مكتب الشرطة الموجود في كل محطة))
فيقول بخوف: ليه بس هو إنتى مش واثقه فيا.
فترد: حاشا لله يا ولدى أنا واثجه فيك عشان إكده ع تاخدها بعد ما يكتب الظابط ورجه إنك أستلمتها وع تسلمها بيدك لأبوها وياخد بياناتك ورجم بطاجتك وبعدها خدها وإتوكل على الله.
فيرد برعب وصوت مهزوز: وليه بس المحاضر والشوشره ماهو أنا هوصلها من غير محاضر و.
فتقول: دى أمانه يا ولدى ومعارتاحش إلا لما نكتب المحضر وإنت خايف ليه كلها خمس دجايج( دقايق) بس تمضى ع التعهد وتتوكل.
فيصيبه الحقد على هذه الصعيديه الماكره ويقول بمكابره: وماله هو أنا هاخاف يعنى..
فتقول الحاجة فوزيه: الجطر بجيله عشر دجايج (دقايق) ويوصل المحطه يالا يا چاسر ياولدى.
ليقوم جاسر بضيق وقبل أن ينطق تفاجأ هو وجميع الركاب بالرجل يقفز من القطار قبل أن يدخل المحطه ليضرب جاسر كف بكف بعد هروب الرجل ويشاركه الجميع الدهشة بعد أن عرفوا أنه كاذب وأدركوا سوء نيته.
فيقول جاسر بدهشة: كيف عرفتي إنه ملاوع ونيته مش زينه.
فتسحب الحاجة فوزيه ياسمين من زراعها وتقول: ماعرفش يا ولدى بس جلبي مارتاحش إلا دلوجتى.
فتقول ياسمين: أنا عايزة ماما.
فتبتسم الحاجة فوزيه وتقول: الظاهر أمك ع تدعيلك 

بالستر عشان إكده ربنا مفضحكيش.
ليجلس جاسر وتجلس أمه و هي تحتضن ياسمين ويسألها جاسر: طيب هنعمل ايه بيها.
فترد عليه لما نوصل لمحطتنا عنكتب المحضر في النجطه وبعديها ناخدها معانا طوالي.البت دى مش وش بهدله وربنا بعتنا في سكتها عشان نحميها.
         $$$$$$$$$$$$$$$$
وبعد عدة ساعات أيقظتها الحاجة فوزيه: يالا يا بتى وصلنا خلاص.
فتفتح ياسمين عيونها وتنظر بضياع وتقول: أنا عايزة ماما.
فتبتسم الحاجة فوزيه وتقول: اسم الله عليكي يا بتى تعالى معايا ياللا يا چاسر إسبجنا( إسبقنا)وإحنا وراك.
فيتقدمهم جاسر بطوله الفارع ليخرج من القطار ووراءه أمه وياسمين ليدخلا المحطه وقد إنتصف الليل.
ليقول لأمه: إستنو إهنه هدخل أنا الأول أعرف الظابط وبعديها تدخلى مع الغريبه نعمل المحضر 
الحاجة فوزيه: إتوكل يا ولدى في أمان الله.
ليدخل جاسر في حين سحبت الحاجة فوزيه ياسمين وأجلستها على أحد الكراسي وجلست بجوارها تنتظر خروج جاسر.
لتسمع صوت هاتفها المحمول فتخرجه من حقيبتها وتقول: أيوه يا حاچ إسماعيل.... خلاص إحنا في المحطة.... كلها ساعة وإن شاء الله هنكون عنديك.
لتصمن قليلا وتقول: بجولك (بقولك)يا حاچ أنا يمكن أچيب ضيفه معايا تسمح ( لتكمل بابتسامة) : هو ده العشم برضه ربنا يچعل بيتك دايما بيت الكرم.خلاص ربي يحفظك خلاص هاستنى العربية تاچى يا دوب مسافة الطريج.
ليخرج جاسر ويقول ياللا يا أمه الظابط ع يستنانا هيا فين البت لتلتفت الحاجة فوزيه لتجد كرسي ياسمين فارغ فتفزع بشده وتتلفت حولها ثم تقول: هم ياچاسر بسرعة دور عليها البت أكيد لسه إهنه دور عليها في المحطة الله يرضى عليك.
فيسرع جاسر يبجث عنها في المحطة وبين المارين حتى خرج من المحطة بكاملها يبحث في الشوارع المظلمه الفارغه من الماره إلا قليل من المسافرين.حتى يأس في العثور عليها ليعود لأمه مره أخرى ويقول: ما لجتهاش كأنها فص ملح وداب كيف ماخدتيش بالك منيها.
فتقول أمه بندم: والله يا ولدى دى كانت جدامى يادوبك كلمت عمك فى التلفون وفجأة مالجتهاش جدامى ( أمامى) لتسقط دمعه عزيزه من عينيها وتقول: ياحرجة جلبى( حرقة قلبى) عليكى يا بتى ياترى إيه هيجرالك وإنتى ما دريناش بحالك.
فيقول جاسر بقلة حيلة: ربك الحافظ ياأمه وإحنا عملنا إللي علينا.
فتدعو لها الحاجة فوزيه بقلب صادق: ربي يحفظك يا بتى ويوجفلك( يوقف لكى) ولاد الحلال إللي يحموكى من نفسهم جبل ( قبل) مايحموكى من الغريب.
                     تمت بحمد الله 
تعليقات



<>