رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل التاسع عشر19 بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي
 
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل التاسع عشر19 بقلم جني محمد السمنودي
شهقة قوية صدرت من حنان بينما تحدثت حياة محاولة إظهار عدم تؤثرها
"طيب براحة على دادا حنان مش كده دي حضرت علاقتنا كلها من اولها لاخرها"

ثم تحولت نبرتها لبكاء مكتوم مكملة " قلبها هيوجعها لما تعرف متصدمهاش"

اخذ نفس عميقا ثم تنهد و قال
"كمان ساعة من دلوقتي نتقابل ماشي"

حياة "تمام هبقى ابعتلك لوكيشن مطعم تيجي فيه"

اومأ برأسه كأنها تراه فتوقعت هي الأخرى فعلته هذه و أغلقت المكالمة 

ازال أسر الهاتف من على اذنه و نظر إلى حنان بوجه سيطر عليه الحزن قائلا
" والله مكنتش هطلقها ولا كنت هعمل حاجة من دي بس هي حرة طليقة بتحاول تجيب اي نقطة ضعف ليا و حياة هي اكتر حد لو حصله حاجة هتأذي" 

بسمة خفيفة ارتسمت على وجهها كعادتها هي اول مكان يلجأ إليه أسر و قالت بلطف
"طيب اقدر افهم مين اللي عايزة تاذيك و ازاي حرة طليقة و ليه طلقت حياة "

اخذ يقص عليها كل ما حدث من بدايته حتى نهايته تملك منها الغضب و خوف في آن واحد و تحدثت بتعجب
" ايه الست دي هي مش عايزة نسيبك في حالك ابدا ده هي السبب في خطفك و هتبقى السبب في انك تفارق حياة برضه لأ لازم تتصرف "

أسر" المشكلة مش هنا المشكلة اني مش عارف اعمل ايه انا طلقت حياة عشان هي تبعد عنها و تركز معايا"

حنان "طيب و بعدين" 
أسر "ولا حاجة"
حنان "هي هتصرف منين و بنتك و هي حامل كمان انت غبي؟!..، معلش يعني بس كان لازم اقولها "

اتسعت عيناه بصدمة و ظهرت ابتسامة غير مصدقة لما حدث و قال 
" لأ ما انا فعلا غبي انتِ اللي هتقوليلي؟.. المهم يعني عندك حل "

حنان" وفر ليها مصدر دخل او اصرف عليهم اي حاجة من دي "

أسر" طيب انا هتصرف بس متعرفيش حد ژ
حنان "حاضر يا أسر، متزعلهاش انت حضرت معاكم كتير اوي و حصل كتير اوي و انتوا الاتنين تعينوا برضه اوي و اللي حصل ده غريب بصراحة متوقعتهوش منك شخصيتك الجديدة دي مش عاجباني "

تنهد باسف معلقا "ولا حتى عجباني" 

قال كلماته ثم قام متجها إلى شركته 

جلس في مكتبه بهدوء ثم امسك ببعض الأوراق و ووضع امضاءه عليها و رتبها في صندوق فاخر مزين بقماش أحمر اللون عليه بعض مزخرف بلون ذهبي أنيق و حمله متجها إلى الموقع الذي أرسلته اياه حياة 

كان جالسا في سيارته لا يفعل شيئ فهي التي تسير وحدها شاردا فيما حدث قاطعه صوت اتصال من هشام ففتح الهاتف قائلا 
"عملتوا ايه" 

ابتلع هشام ريقه بخوف و قال 
"هربت يا أسر" 

تحول صوته إلى الحدة و عقب بغضب 
"ازاي ده انا ضاربها رصاصة في رجلها مخلياها متتحركش هو انت ظابط ازاي ده انت مش عارف تقبض على حتة مجرمة" 

رجل امام رجل ، ضابط امام ضابط ، صوت مرتفع امام صوت مرتفع لم لا 

اجابه هشام بغضب مماثل 
"بقولك ايه يا أسر انت متعرفش اللي حصلنا انا بحمد ربنا اني خرجت بوشي سليم انت خرجت من هنا و الباب اتقفل وراك و طلع رجالة كتير احنا حتى منعرفش جم منين اصلا و لفي بينا يا دنيا أسد اخوك عرف يخرج او يمكن هو مش مطلوب اصلا انا اللي كلت الضرب كله و في حد سندها و عينك ما تشوف إلا النور لو مش عاجبك امسكها "

أسر" ده اللي هيحصل فعلا و شكرا على مجهودك
 يا... حضرة المدير "

أغلق المكالمة ثم خرج من السيارة التي توقفت 

يشعر بألفة في المكان حسنا قد رآه من ذي قبل لكنه لا يتذكر أين هو مختلف عن آخر مرة لا يستطيع تذكره 

الأشجار الخضراء التي تحيط بالمكان الطيور التي تتحرك بسعادة جال المكان بعينيه حتى سقطت على مطعم 

اتسعت حدقتاه بصدمة شعر و كان العالم يدور به لافتة عملاقة مكتوب عليها "البؤساء" 

قال محدثا نفسه "أحسنتي الاختيار يا حياة اكتر حاجة ممكن تعذبني دلوقتي هي الذكريات خاصة المطعم ده" 

دخل المطعم ليحدها تجلس و تشاهده ببسمة خفيفة يبدوا عليها العتاب و الحب اتجهت عيناه إلى الأرض تلقائيا لكنه رفعها مجددا حينما قالت طفلته 
"بابا هو ايه اللي حصل" 
أسر "مفيش يا حبيبة بابا حاجة بسيطة كده و هتتحل "

ترقرت الدموع بعينيها و قالت" انت بتتدب عليا يا بابا انت سبت ماما" 
أسر "لأ مسبتهاش انا بس همشي فترة و هرجع تاني" 

اعتدل في جلسته بينما امسكت حياة بيد الطفلة و قالت 
"لو على قد ان محدش يعرف محدش هيعرف في حاجة تاني "

البرود نبرة صوتها باردة لا تحتوي مشاعر أهذا تمثيل ام حقيقة لكنه تغاضى عن الأمر و ابتسم ثم وضع الصندوق الأحمر على الطاولة و قال بحب 
" دي أوراق تخصك واقفة على امضتك بس" 

قال كلماته ثم فتح الصندوق و مد يده لها بالاوراق متحدثا برفق" ده حقك "

امسكت الورقة بتعجب ثم شهقة عالية و قالت متناسبة طلاقهم كعادتها 
"ازاي يا أسر بس ايه اللي انت عملته ده احنا مفيش بينا الكلام ده يعني عشان مشكلة بسيطة زي دي تكتب الشركة باسمي و حتى الشركة اللي انت عملتها برا مع أليكس هي كمان باسمي لأ انا مش عايزاهم ؟ "

أسر "حياة دي مش مشكلة ده فراق و ده حقك لو كان مكتوب لينا الرجوع هنرجع عايزك تسامحيني و محدش يعرف باللي حصل "

لا أكثر ولا أقل ترك الأمر مبهما دون أن يقول هل توجد عودة ام لا ثم غادر المكان

اقتربت الصغيرة منها و قالت" مالت زعلانة ليه يا ماما ايه المشتلة يعني لما يديتي الشرتة "

ضحكت بين دموعها و قالت" لأ مفيش مشكلة يلا يا حبيبتي على البيت "

عادتا إلى المنزل بين الشوق و الدموع 

***

دخل أسر قصر الشهاوي ليجده نظيفا مرتبا كما أمر الخدم اتجه إلى المطبخ اخذ يلمس الأشياء بحنين هذا الحنين مؤلم حقا، حنينان في آن واحد أحدهما لحبيبته و آخر لمكان قتله

اخرج كوبا من الخزانة و ملأه بالماء ثم سكب الماء في الغلاية حتى يغلي بينما وضع به السكر متناسيا انه لم يضع الشاي فقد شرد في أيامه التي قضاها مع حياة ايام فراقها و ايام زواجهم ايام فنت و في رأيه انها لن تعود فقد لعب الانتقام لعبته

غلا الماء فسكبه في الكوب ثم اخذ الملعقة لكن لا لون في الماء مرت دقيقة و الثانية و الثالثة و مازال يراقب الكوب و كأنه لم يفهم بعد

اقترب منه و تحدث بشوق
"يومين بس معدوش و سرحت و مش عارف انا بعمل ايه"

صعد إلى غرفته و فتح الكتاب ثم كتب

"صنعت كوب شاي و وضعت الماء و السكر بالكوب دون الشاي فاكتشفت انه بدونه لم يعد كوب شاي و كذلك هي حياتي صنعت حياة سعيدة و ازلتك منها يا حياتي فاكتشفت انها لم تعد حياة"

هبطت دمعة من عينه على الورقة التي أغلق الكتاب عليها ثم اتجه إلى المطبخ اخذ الكوب متجها إليها

بعد فترة ليست بقصيرة دق الباب ثم وضع الكوب و الكتاب الذي مازال دافئا و جانبه الكتاب ثم غادر

فتحت حياة الباب فلم تجد أحدا كادت تغلق الباب لكن الضوء انعكس في الكوب و كأنه قصد لفت انتباهها

اقتربت منهم و مجرد ان الكتاب علمت من كان الطارق ابتسمت و اخذت الأشياء متجهة إلى الداخل جلست على الطاولة تقرأ بصمت بينما الصغيرة النائمة و قالت بحب
"عايزة اعرف ايه اللي حصل خلاك تعمل كده بس لحد ساعتها هوريك حياة تانية عمرك ما كنت عرفتها ولا كنت هتعرفها"

ثم اتجهت إلى المطبخ و اخضرت الشاي و عقبت بجنون
"بس دلوقتي هشرب انا الشاي"

وقفت تنظر لنفسها داخل الكوب قليلا ثم وضعت به الشاي الذي يشبه حبات الخرز

اخذت الحبوب تهبط إلى اسفل الموب بشكل جميل ثم شرعت تحول لونه للون الشاي ببطئ كما طغى الحب على قلبيهما ببطئ

جلست على الطاولة و بدأت تشرب الشاي بهدوء

***

يجلس عشان مع أسد في مطعم صغير في مكان نائٍ و هناك قال أسد
"معلش يا هشام على اللي حصلك والله معرفش ايه اللي بيحصل و محدش قرب مني ليه"

كعادته لا يستطيع إكمال ثوانٍ دون أن يضحك فقال مازحا "اول مرة اشوف حد عايز يتضرب يا راجل احمد ربك المهم وصلتها ولا لأ"

أسد "بدور والله بس مفيش اي معلومات عنها لسة"
هشام "طيب احنا عايزين نتواصل مع عاصم كده و نعرف اي حاجة منه "

أسد" بس عاصم هيعرف مريم و مريم مش هتسكت و الموضوع هيكبر"
هشام "هتصرف انا يا اسد بس متحكبش حاجة لحد مش عايزين نروح في داهية "

***

جلست چاكلين على كرسي خشبي و رفعت البنطال عن قدمها المصابة بينما اقترب منها سيد قائلا
" هغيرر ليكي على الجرح حالا بس ممكن يكون فيه ألم"

امتعض وجهها و قالت بضيق
" هو يعني في حاجة جت من ورا الإنسان ده و كانت مش بتوجع أسر كله على بعضه متلخص في كلمة وجع"

ثم تحولت نبرتها إلى الإعجاب و أكملت "بس جميل، وجعه جميل"

رفع سيد حاجة بصدمة و قال
"چاكلين هانم انتي بتتكلمي عن أسر العراقي اللي قتل اخوكي و ابن اخوكي مش كده ولا انا فاهم غلط "

چاكلين" حقه كان يعمل كده برضه مهو هما عملوا فيه حاجات كتير "

تعجب من حالتها لكنه فضل الصمت بعد فترة عادت إلى شخصيتها المنتقمة و تحدثت بشر
"بس هو يستاهل اللي انا بعمله و هعمله فيه عشان يبقى يلعب معايا بعد كده "

رمقها سيد بخوف و قال" هو حضرتك تعرفي انه طلق حياة"

چاكلين" اقتلوها عادي هي متخصنيش في حاجة هي كانت مجرد وسيلة اوصل بيها لأسر و طالما بعد عنها خلاص انا مش عايزاها ولا عايزة اعضائها"

ابتلع ريقه بخوف قائلا" بس احنا العيون بقت كتير اوي علينا دلوقتي خاصة ان الشرطة بتدور هي و أسر حضرتك عارفة انه مش سهل "

چاكلين "هو مش سهل بس متوقع، هو ميعرفش ان انا توقعت اللي هو هيعمله ده عموما يعني بص كده "

قالت كلماتها ثم فتحت هاتفها ليظهر هو يسير في منزل الشهاوي يدخن كعادته

تعليقات



<>