رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل السادس عشر16 بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي  
 


وقف عاصم و بالتالي توقف مارتن أيضا الذي ظهر على وجهه التعجب بينما تحدث عاصم
"چاكلين اسمكِ انا اعرفه من اي عائلة انتِ"

قالت بضيق بصوت منخفض "اهو دي اخرتها حتة دكتور هو اللي هيكشفني طيب اعمل ايه دلوقتي"

جاءت في بالها فكرة فاجابته 
"لا انا لا ادعى چاكلين لكني احب الاسم شكرا لك"

قالت كلامها ثم غادرت بسرعة
هز عاصم كتفه بلا مبالاة و قال
"أخبرني مارتن كيف حالك "

أكملا السير و تنهد مارتن بعمق قائلا
"انا بخير لكن أنت لا شخصيتك مصطنعة نعم مرحة لكنك تتدعي المرح كتت مرحا اما الآن فرجل كئيب"

عاصم "عجبا من اين لك بهذه المعلومات "
مارتن" انت صديقي يا عاصم بالطبع احفظك عن ظهر قلب "
عاصم "حسنا ساخبرك شيئا تلك الروح التي أحدثك بها ماتت.. ماتت يوم تشوه ذراعي و يوم انتحار مريضتي يوم موت زوجتي هي حقا كانت ستموت لن تستطيع تحمل كل هذا لكنها تصارعني للخروج في وجودك "

مارتن" كن كما أنت ستظل رفيقي لا تقلق "

لمعت عيونه و اجابه" لا أعرف لكني احاول ان أعود، اود ان أعود إلى ذلك الفتى كثير المزاح قليل الهموم "

مارتن" ساخبرك شيئا هذا التعب النفسي الذي تعاني منه ناتج عن مظهر ذراعك لن اكذب عليك كلما نظرت إليه لم أكن أتحمل ألم قلبي لكن لا تقلق اول طريق للعلاج و العودة هو رحلة العلاج من التشوه "

ابتسم عاصم قائلا" حسنا و كم تستغرق هذه الرحلة "
مارتن" يا رجل و هل ستحسب الوقت الذي تقضيه معي دعنا نستمتع بوقتنا "
اجابه عاصم بتذكر " لا لكن حبيبتي في مصر "
ارتسم الخبث على وجه الاخر قائلا 
" أحببت و لم تخبرني كنت محقا حين قلت انك وغد "

عاصم" كلا كلا ساخبرك بالطبع لكن ليس الآن اود ان اعرف كم يستغرق علاجي حتى اتصل باخيها و اخبره "

مارتن" يبدو أنك خططت لكل شيء "
عاصم" لا لكن ساخطط"

مارتن "فليكن تعالى معي سالقي نظرة عابرة على ذراعك و اخبرك الوقت التقريبي "

بعد قليل دخلا إلى المشفى الخاص بمارتن
رائحة المعقمات تفوح من جميع الغرف اللون الرمادي يملأ المكان نظر عاصم إلى مارتن تحدث 
" ماذا يحدث ما هذه الكآبة يا رجل مصحتي تعج بالالوان و رائحة المعقم تلك اكرهها "

مارتن" اصمت لا احب صدى الصوت و الصالة فسيحة بالطبع لصوتك صدى"

لوى فمه بضيق حتى دخلا إلى غرفة العلاج نظر عاصم حوله و ابتلع ريقه بخوف بعد أن رأى عدة أجهزة و أشار إلى أحدهم قائلا" بالطبع لن يمسنى هذا الجهاز أليس كذلك "

رمقه مارتن بنظرة خبيثة و هو يرتدي قفازه ثم جلس أمامه على الكرسي قائلا
" هذا ابسط وسيلة علاج فإذا كانت من نصيبك فهذا رزق، اما ان تشمر عن كمك او تخلع القميص اسرع.. اود النوم"

ابتسم عاصم مدركا لمحاولة صديقه في التخفيف عنه فخلع قميصه قائلا
" سانجز لكن اسرع انت ايضا"

اخذ مارتن يتفحص زراع عاصم و بعد أن انتهى قال بلطف
"انتهيت لا تقلق أمره بسيط و من حظك اني ساستخدم الليزر "
عاصم" مهلا مهلا هذا هو ذاك الجهاز "

انفجر مارتن ضاحكا ثم قال "بالطبع هو يا رجل... المهم ستاخذ عاما تقريبا للعلاج" 

عقب عاصم بدهشة "عام كامل كثير يا مارتن و حبيبتي" 
مارتن "تصرف لكنك لن ترحل من هنا إلا و قد تم علاجك تماما "

فتح عاصم هاتفه و اتصل باسر الذي اجابه بضيق
" فكرني اخلي مريم ترفضك في حد يرن و احنا قربنا على الفجر يا قادر "

قهقه عاصم ثم قال" انا.. انا برن في اي وقت المهم كنت عايز اقولك ان علاجي تقريبا هياخد سنة على ما مريم تخف بقى و تختار و انا معاها في اي اختيار و قول لادم مبروك بقى ما انا مش هبقى موجود" 

اغمض أسر عينيه بهدوء قائلا" رينا يكون في عونك بقى متقلقش مريم بتحبك و مش هترفضك و حنين شاطرة اصلا هتساعد مريم تخف بسرعة رحلة علاج لطيفة "

جز عاصم على أسنانه" لطيفة اوي سلام "

أغلق أسر معه و اكمل نومه بينما خرج عاصم و مارتن من المشفى متجهين إلى منزل مارتن و في الطريق قال عاصم "ألن تتزوج يا مارتن "

مارتن" لا اود الزواج حقا لطالما أحببت الوحدة بلا اهل بلا أصدقاء بلا زواج احب هذه الحياة لا أحد يحكم علي ماذا أفعل و متى "

عاصم" حسنا حسنا دعنا من هذا الحديث و هي نلعب الشطرنج" 

بعد قليل وصلا المنزل دخل عاصم الشقة اولا كعادته و دخل غرفة النوم و تحدث بشوق "أمازال سريري جوار سريرك مضت تلك الأيام "

مارتن" اتتذكر كنا نتراهن دائما على وسيلة المواصلات "
اجابه عاصم ضاحكا" نعم اما ان تاتي سيارة أجرة حمراء بها مقعدين فارغين متجاورين بالامام و اما الا نذهب إلى الجامعة اليوم" 

ظلا يتحدثان حتى قطع مارتن حديثهم 
"الجلسة الأولى غدا استعد يا بطل "

خيم الصمت فجأة لم يعرف عاصم ماذا يقول و مارتن فضل ااصمت لا يود ازعاج صديقه 

ظلا جالسين كل منهما على سريره حتى ناما 

تمر الأيام بلا جديد بين علاج عاصم و اهتمام مارتن به و بالطبع زال أثر السموم من أسر 

حتى أتى يوم زواج ادم و حنين

قاعة هادئة لا يحضر سوى الأقارب فقط
يجلس آدم امام المأزون و بدا عقد قرانهم

بعد مدة انتهى المازون و غادر المكان اقترب ادم من حنين و همس في اذنها
"ما رايك في أسبوع تقضينه في اي مكان تتمنيه"
ضربته بخفة قائلة " لسة معملناش زفاف"
ادم "طيب ما تقوليها كلها فصحى هو لازم كوكتيل"

اقترب منهم أسر و قال "عصفور الكناريا الصغنطوط شوف الفرح امتى عشان مولعش فيك"

قال ادم موجها الحديث لحنين 
"ايه رايك بعد شهر" 
حنين" تمام معنديش مشكلة "
نظر ادم إلى أسر و قال "العصفور يا سيدي بيقولك بعد شهر "

ابتسم أسر و اومأ برأسه و بعد أن أنتهى غادروا جميعا لكن كان أسر اخرهم في الخروج فاوقفته حنين بعد أن غادر الجميع لكن بالطبع حياة اقتربت منهم قالت حنين

"أسر مريم شكلها زعلانة قرب منها كده و شوف مالها"

أسر "هي طول الوقت عادية بس النهاردة متغيرة "

ابتسمت حياة قائلة "تلاقي عاصم وحشها و كمان هي شايفة الكل بيتجوز اللي بيحبه و هي لأ"

أسر "انا هتصرف و مبروك يا حنين"
حنين "اكلمك فصحى ؟ولا جزائري؟"

قالت كلماتها ثم ضحكت اما هو فنظر إليها برفعة حاجب و غادر و حياة خلفه

بعد قليل وصلا إلى المنزل دخلت مريم غرفتها بسرعة دون أن تنطق 
و تبعها أسر اما حياة فجلست على الاريكة تحمل صغيرتها و قالت محدثة نفسها 

"مريم واقعة خالص و في الاخر قال ايه مش عايزة اتجوزه "

دخل أسر الغرفة فنظرت ليه مريم بعيون لامعة 
و جلست على الفراش دون أن تنطق 

ترك الباب مفتوحا و أخضر كرسيا و جلس أمامها و تحدث بنبرة هادئة 
"ها في ايه بقى متضايقة ليه" 

نظرت إليه و تنهدت و لم تنطق

لا ترفع عينها إلى الأعلى هي فقط تنظر إلى الأرض فنظر هو الاخر إلى مكان نظرتها و قال بهدوء
"عاصم مش كده"

رفعت راسها لتلتقي عينها بعينه فقد رفع رأسه توقعا لحركتها ابتسم بلطف و اضاف

"طيب بصي عاصم قرر يبدأ رحلة جديدة بمعنى تاني قرر يخرج من الدكتور النفسي الكئيب و يعالج دراعه و يرجع تاني انسان جديد و كل ده عشان بس هو مطول هو قال سنة بس انا في رأيي هو هيتأخر اكتر من كده عشان حتى لو اتعالج انا مجربها قبل كده النفسية مش بترتاح بالساهل"

ظهرت السعادة على وجهها اذن هو مازال يحبها و تحدثت برجاء
" طيب ينفع اكلمه "

أسر" ليه ها انتوا مفيش مبينكوا حاجة "

انقلبت على طفلة و اضافت" أسر متبقاش رخم بقى انا عايزة اكلمه انت عارف اللي فيها "

أسر" حاضر يا مريم هكلمه اتطمن عليه و انتِ هتعرفي انه كويس"

اتصل به و بعد نصف ساعة كاملة من الاتصال المستمر

جلس عاصم على الكرسي في مشفى مارتن بتعب و اخذ هاتفه و حين رأى المتصل اجابه قائلا بصوت مرهق

" ايوة يا أسر عامل ايه "

ابتسامة تحاول الظهور على ثغره رغم كتمانه لها ففي المرة التي يحدثه امام مريم يكون مرهقا؟!

تمكن من كتمها و قال بهدوء
"ايوة يا عاصم اخبارك و اخبار العلاج ايه شكلك لسة خارج من الجلسة"

عاصم "يا راجل ده حاجة صعبة اوي ده مش علاج والله ده باقي حق و ربنا بيخلصه مني المهم يعني مريم عاملة ايه"

نظر إليها نظرة سريعة ثم تحدث بمرح
"مريم كويسة اوي بس هي نايمة دلوقتي"

وكزته في زراعه فتاوه بهمس ثم اكمل
" علفكرة هي صاحية انا بس بهزر "

عاصم" المهم انها كويسة، اه صح كتب كتاب ادم و حنين كان النهاردة مش كده باركلهم بالنيابة عني بقى "

أسر" ماشي يا عاصم المهم انت صوتك تعبان اوي روح نام"

عاصم" هي بس الجلسة كانت طويلة اوي النهاردة و انا مش متعود بس بكرة ارجع بخير بإذن الله "

أسر" طيب يا حبيبي مع السلامة بقى هنام "

اغلق عاصم المكالمة و نظر إلى مارتن الذي وقف جواره يخلع القفاذ و قال
" الن تشرح لي ماذا كنت تقول "

عاصم" انهو اخو حبيبتي كان يسأل عن حالي فقط لا أكثر "

مارتن" هي اذن ساضح لك بعض المرطبات و من ثم سنعود لتنام "

تمر الأيام بين علاج عاصم و ألمه لكنه يقاوم إضافة إلى نفسيته التي تزداد سوءا، و عمل أسر و بحثه المستمر عن چاكلين التي تلعب لعبتها السخيفة من موقعها في ألمانيا، و حنين مريم الذي يزداد لعاصم و حقا أدركت انها تحبه إضافة إلى انها تتحسن و قاربت على انهاء رحلتها في العلاج مع حنين، التي تعيش اسعد ايام حياتها مع رجل يفهمها و يحدثها بطريقتها 

✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧
                  الفصل السابع عشر من هنا
تعليقات



<>